
رواية لن انساك
الفصل الثالث 3 ج1
بقلم ريهام ابو المجد
وصلت لها رسالة تانية وفيها اللي جننها أكتر وخلاها تخاف وكان مضمونها: « أنا زمان بعدت عشان أرجعلك وأنا قادر إني أخدك، وصدقيني مش هتكوني لحد غيري وأي حد هيقرب منك همحيه من على وش الدنيا يا حبي »
ميرنا مش فاهمة إية دا ولا عارفة مين بيبعت الرسايل دي والثقة اللي في كلامه رعبتها وخلتها تخاف بس مش على نفسها هي خافت على سليم.
خرجها من دايرة تفكيرها دي على صوت عمران وهو بيقولها بصوت كله شك: ميرنا بقالي كتير بكلمك مش بتردي لية؟ أنتي كويسة؟
ميرنا بتوتر وقفلت الفون بسرعة وقالت: ها ايوا كويسة.
عمران بشك مستوحاه من طبيعة شغله: متأكدة؟ إية اللي وصلك على الفون خلاكي متوترة كدا؟
ميرنا: مفيش يا عمران.
وجات تنزل عمران مسكها من دراعها وهو شايل مصطفى وقال: ميرنا أنا عارفك أكتر من نفسك في إية؟ ممكن توريني الفون بتاعك؟
ميرنا بصت لإيده فهو أتحرج وبعد إيده فهي قالت: عمران أنا قولتلك مفيش حاجة بلاش شغل الحكومة دا.
ونزلت وسابته فهو نزل وراها بس مش مطمن من جواه، وهي وصلت الفيلا وعملت حسابها إنها هتدخل من ورا بس من سوء حظها لقت باباها وصل وقال: أميرتي الجميلة كنتي فين؟
ميرنا حضنت باباها وباسته من خده وقالت: كنت عند عمو عامر بلعب مع مصطفى باشا.
عثمان ضحك وقال: لا ما دام عند مصطفى باشا منقدرشي نتكلم
مصطفى ضحك وقال: عمو عثمان أنا بحبك اووي.
عثمان أخده من عمران وشاله وباسه وقال: وأنا بحبك اووي يا حبيبي.
مصطفى ضحك وحضنه وعثمان دخل ومعاه عمران وميرنا اللي خايفة اووي من رد فعل سليم لما يشوفها داخله من برا ويعرف إنها كانت عند مصطفى.
فضلت ماشية ورا عثمان لأنها مش هتبان من جسمه لأنه جسمه رياضي وعريض وعنده عضلات.
فعمران حس بيها ولف وقالها بإستغراب: بتعملي إية؟
ميرنا بحرج: مش بعمل.
عمران رفع حاجبه بطريقة حلوة وقال: والله أمال ماشية ورايا ومستخبيه فيا كدا ليه؟!
ميرنا ضحكت وقالت بمراوغة: أنا لا طبعًا محصلشي دا أنا كنت باخد مقاساتك بس.
عمران ضحك عليها ودي كانت أول مرة تشوفه بيضحك كدا معاها فسرحت في ضحكته وقد إية كانت جميلة، عمران شاب رياضي ووسيم عيونه شبة القهوة قريبة من لون عيونها وشعره بني وعنده غمازة في خده الشمال بتبان لما بيبتسم أو يضحك.
ميرنا ابتسمت وقالت: إية دا حضرة المقدم عمران بيضحك؟
عمران رفع حاجبه وقال: ليه هو حد قالك إني مصاص دماء مبضحكشي.
ميرنا ضحكت وقالت: لا أصلها غريبة عليا علطول مصدرلي الوش الخشب بتوع الشرطة دول، يعني متقمص الدور كدا.
عمران حب ينكشها فقال: أصلي مبحبش أتعامل مع أطفال.
ميرنا ضربت رجلها في الأرض بغيظ وقالت: أنا مش طفلة على فكرة.
عمران ضحك وقال: لا طفلة.
ميرنا بغيظ منه: طب متتكلمشي مع أطفال بقى وأتفضل أدخل خلصني.
لسه هيرد لقى عمه عثمان بيقول: يلا يا ولاد ادخلوا وبطلوا تغلسوا على بعض.
ميرنا حطت إيدها على وشها وقالت: يا دي النيلة بابا فضحنا وسليم هيعلقني.
عمران ادايق لما قالت اسم سليم وفي لحظة افتكر إنه مينفعشي يتكلم معاها تاني كدا ودخل وسابها.
ميرنا بتنادي على عمران بصوت منخفض: عمران استني هستخبى فيك أنت سايبني ورايح فين؟
لكن عمران معبرهاش وهي دخلت وحطت وشها في الأرض وخايفة تبص في عيون سليم، وسليم أول ما شافها داخله ورا عمران عرف إنها كانت هناك ومسمعتشي كلامه ولا اتفهمت غيرته، فالغضب أتملك منه.
ميرنا بحرج: مساء الخير يا جماعة.
الكل رد عليها وعمتها زينب ابتسمت وقالت: حبيبة عمتو تعالي أقعدي جنبي.
ميرنا بصت للمكان لقته بينها وبين سليم فاتحرجت وقربت وقعدت وعمتها مسكت إيدها وقالت بحب: أخبارك إية يا حبيبتي وحشاني بقالي يومين مشوفتكيش مش بتيجي لية؟ دا أنا حتى مش بعيد.
ميرنا بإبتسامة: حقك عليا يا عمتو كنت مشغولة الفترة اللي فاتت بس وعد هجيلك أنتي أصلًا بتوحشيني اووي.
زينب باستها وقالت: قلب عمتو اللي طالعة شبهي.
ميرنا بمشاكسة: طب هو أنا حلوة اووي كدا شبهك؟
زينب ضحكت وقالت: لا نخلي سليم بقى اللي يرد عليكي.
ميرنا بصت لسليم اللي بصلها بغضب بس دارى عشان العيلة ومامته قالت: ها ما ترد يا سليم.
سليم رسم ابتسامة وقال: بلاش أرد عشان هتطلعوني أنا الوحش.
الكل ضحك وعمران كان قاعد مركز مع ميرنا وقلبه بيدق جامد وبالذات لما بتكون مكسوفة و شها بيكون أحمر بالشكل اللي يجنن دا.
زينب: لا قول متخافشي.
سوزان: ايوا جاوب.
سليم: أمري لله بصي يا أمي مفيش أحلى منك طبعًا وميرنا شبهك ودي أحلى حاجة.
ميرنا أتحرجت من كلامه والكل صفر وزينب قالت: شكلك واقع اووي يا قلب ماما.
سليم بص لميرنا بحب وقال: بقولك إية يا خالو هو ينفع نلبس الدبل قريب لإني عايز يكون في حاجة رسمي بينا وبالله عليكي وافق مش قادر أستحمل أكتر من كدا.
الكل ضحك ووالده سالم اللي هو صديق عثمان الروح بالروح من وهم أطفال لدرجة إنه حب أخته وأتجوزها وشريكه في مشوار عمره وفي شركته عشان كدا لما طلب ميرنا لإبنه سليم عثمان فرح ورحب بالموضوع فقال: صح يا عثمان عايزين نفرح بالعيال بقى وسليم بقى شاب يافع ودكتور وبيشتغل ويقدر يفتح بيت ويعيش ميرنا في المستوى اللي يناسبها.
عثمان ابتسم وقال: ما أنت عارف يا سالم إني مش ممانع ومرحب بالموضوع بس الرأي والقرار الأخير لأميرتي.
سالم بص لميرنا وقال: طب أميرتنا الجميلة رأيها إية؟
ميرنا محروجة اووي وكمان مشاعرها متلغبطة اووي ومكنتشي متوقعة سليم يقول كدا من غير حتى ما يرجعلها.
عمران كان قاعد وقلبه هيقف من كتر الحزن، أتصدم من اللي سمعه، هو عارف إنهم قارئين فاتحتهم من زمان عشان كدا مقدرشي يعترفلها بحبه لأنه مينفعشي يتعدى على خطبة أخية المسلم، وكان مأقلم نفسه لكن كان عنده أمل إن كل حاجة في يوم تتغير وإن حب عمره يرجعله وتكون ليه هو وبس، متخيلشي إنه يكون موجود في تجمع زي دا دلوقتي والكل فرحان ومحدش سامع صوت قلبه اللي بيتكسر ميت حتة، محدش حاسس بالنار اللي بتحرق صدره وبتنهشه دلوقتي.
ميرنا فجأة بصت لعمران اللي كان جيد اووي في رسم تعابير اللامبالاة لكنها متعرفشي النار المندلعة جواه، هي متعرفشي لية بصتله بس غصب عنها حاجة جواها أمرتها بكدا.
رجعت بصت تاني لسليم اللي كان مترقب يسمع ردها، فبصت لعمتها وميلت على ودنها وقالت: عمتو أنا هموت من الإحراج أنقذيني قوليلهم أي حاجة.
عمتها زينب ضحكت وقالت: أنتي هبلة يا بنتي دا أنا المفروض مامت العريس يعني أنا آخر واحدة المفروض تفكري تقوليها كدا.
ميرنا بهمس: يا عمتو أنتي عارفة إنك أقرب حد ليا ومش شايفاكي دلوقتي غير عمتو أنجديني بقى من الموقف المحرج دا مش وقته ابنك خالص.
زينب فعلًا مش بتعتبر ميرنا بنت أخوها لا هي بتعتبرها بنتها وميرنا دايمًا بتحكيلها كل حاجة وقريبة منها أكتر من مامتها.
زينب ضحكت وقالت: إية يا جماعة دا مينفعشي كدا أعطوا للعروسة وقتها والرد تبقى تبلغه لعثمان وهو يرد علينا مينفعشي تحرجوها كدا.
الكل ضحك وسالم قال: عندك حق خلاص براحتك يا حبيبتي.
زينب ميلت على ميرنا وقالتلها: عدي الجمايل بقى.
ميرنا بهمس: هجبلك البرفان بتاعي اللي أنتي عايزاه حاضر.
زينب غمزتلها وقالت: أحبك وأنتي فهماني كدا يا روح عمتك.
عامر وصل وقال: بدأتوا السهرة من غيري.
عثمان: حبيب أخوك لا احنا لسه في أولها تعالى.
عامر: حبيبة عمو تجيبلي حضن بقى.
ميرنا ضحكت وجريت عليه حضنته وقالت: عمو وحشتني اووي إية الداخلية وخداك مني خالص.
عامر لاعب أنفها بإيديه وقال: محدش يقدر ياخدني منك يا بندقة.
ميرنا ابتسمت وقالت: بحب اسم الدلع اللي بتقولهولي اووي يا عموره.
سوزان: بنت عيب كدا إية عموره دي؟
عامر ضحك وقال: بندقتي تقول اللي هي عايزاه.
ميرنا ضحكت وقالت: شوفتي أخدت الإذن من الداخلية نفسها وبعدين دا لسه شباب لازم ندلعه ولا أنت رأيك إية يا عمورتي.
عمها عامر ضحك اووي من قلبه وباسها من خدها وقال: بكاشة اووي بس بترجعيني شباب بشقاوتك دي.
ميرنا غمزتله وقالت: الشعب في خدمة الداخلية يا باشا.
عثمان بضحك: الله مش كانت العكس؟!
زينب بضحك: لا دي سبوها تهبل براحتها.
ميرنا بحماس: أنا هدخل أعملكم مشاريب جامدة.
سوزان: ما تخلي الدادة تعمل يا حبيبتي.
ميرنا: لا أنا هعمل عشان أعمل لعمران القهوة بتاعته.
عمران بصلها نظرة هي مقدرتشي تفهمها بس سوزان أخدت بالها واستغربت بس سكتت.
مصطفى بطفولية: وأنا يا ميرنا.
ميرنا باسته وقالت: وأنت كمان يا قلب ميرنا يا شقي.
مصطفى بطفولية: عمو عثمان أنا لما أكبر هتجوز ميرنا أنا وهي اتفقنا.
الكل ضحك جامد وسليم رفع حاجبه وقاله: بتقول إية يا حبيبي سمعني تاني كدا؟!
مصطفى ببراءة: هتجوز ميرنا عشان احنا بنحب بعض.
ميرنا: يخربيتك يا أبو درش خليت وشنا في الطين.
سليم: لا يا حبيبي دي هتتجوزني أنا.
مصطفى بغضب طفولي: لا دي بتاعتي أنا وبس.
سليم بتحدي: لا بتاعتي أنا.زينب: بس أنت وهو إية يا سليم هتعمل راسك براس طفل.
سالم بضحك: ما هم الإتنين أطفال.
ميرنا بضحك: والله عندك حق يا أونكل.
سليم رفع حاجبه وقال: والله.
ميرنا ضحكت وقالت: أنا هدخل أحسنلي.
دخلت ميرنا وكانت وقفه بتعمل المشروبات لوحدها فزينب ميلت على سليم وقالتله: روح ورا ميرنا وساعدها وأتكلم معاها يا حبيبي.
سليم فرح كأنه كان محتاج الفرصة دي فعلًا فقال: حاضر يا ماما.
سليم دخل ورا ميرنا وهي كانت مركزة في عمل القهوة، قرب منها من وراها وقال: ميرنا.
ميرنا أتخضت وقالت: حرام عليك يا سليم مش كدا، قلبي كان هيقف.
سليم بحب: بعيد الشر عن قلبك يا حبيبتي.
ميرنا أتحرجت وقالت: محتاج حاجة أعملهالك؟
سليم: موافقتيش لية؟
ميرنا أخدت نفس وقالت: سليم لية مأخدتش رأي قبل ما تتكلم كدا وتحطني قدام الأمر الواقع؟
سليم بصلها بقوة للحظات وبعدين اتنهد وقال: ميرنا هو أنتي مش عايزاني؟
ميرنا بتوتر: لية بتقول كدا؟
سليم بحزن: كل تصرفاتك معايا بقت غريبة بحس إني بشحت منك الكلام والحب وكل حاجة لية بجد؟ أنتي عارفة إني بحبك وبحب التراب اللي بتمشي عليه وبعمل كل اللي أقدر عليه عشان أسعدك وفي المقابل باخد منك جفاء، بلاش تضغطي على نقطة ضعفي اللي هي حبك يا ميرنا.
ميرنا حست بالندم وبوجعه فقربت منه ومسكت إيده وقالت بحنية: سليم أنا مقصدتش كل دا ولا عمري في يوم فكرت أضغط عليكي أو أستغل نقطة ضعفك.
سليم بص لإيدها اللي ماسكه إيده وكانت أول مرة تعمل كدا ففرح وضغط عليها وهي كملت وقالت: سليم أنا بس زعلانة إنك مأخدتش رأي أو عرضت عليا الأول وتفرحني مثلًا إنما أنت حطتني قدام الأمر الواقع وأحرجتني قدام الكل أنت فاهمني؟
سليم بحب: فاهمك وأنا بعترف إني غلطت بس أنا بحبك وعايزك يا ميرنا.
ميرنا بصت في عيونه وقالت: سليم أنت كنت طول الوقت جنبي وبتدعمني قضيت معاك طفولتي وصبايا وشبابي وطول الوقت دا كنت دايمًا في ضهري وعمرك في يوم ما جرحتني ولا زعلتني رغم غيرتك الزايدة دي بس بحبها وأنا بحاول مزعلكشي والله.
سليم: يعني بتحبيني يا ميرنا؟
ميرنا سابت إيده وعطته ضهرها وراحت ناحية البوتاجاز وقالت بتوتر: هكدب لو قولتلك لا بس المشكلة إني الفترة دي حاسة بتذبذب ومش فاهمة نفسي.
سليم قرب منها بلهفة وقال: طب سبيني أساعدك إنك تعرفي أنتي عايزة إية أعطيني الفرصة دي ثقي فيا.
ميرنا ابتسمت وقالت: ما أنا واثقة فيك يا سليم أنت عمرك ما خذلتني.
سليم فرح اووي وقال: بحبك اووي يا ميرنا.
ميرنا بخجل: على فكرة أنت موترني.
سليم بضحك: هو أنا ممكن أحضنك حالًا وأرتكب جناية؟
ميرنا مسكت الفنجان اللي جنبها وقالت: وماله عشان تلاقي دا لازق في وشك الوسيم دا.
سليم ضحك وقال: لا خلاص كله إلا وشي دا سبب رزقي.
ميرنا ضحكت وقالت: هنبتديها غرور وخيانة بقى أهو.
سليم ابتسم وقال وهو بيلاعب أنفها بصابعه: وهو أنا بردو أقدر أخونك يا جميل.
ميرنا بغيظ: إطلع برا يا سليم مش ناقصة تلزيق هي.
سليم ضحك وقال: خلاص والله هسكت وهساعدك عشان تعرفي إني زوج مثالي.
ميرنا: بقولك إية يا دكتور أطلع أقعد برا عشان متنرفزشي عليك.
سليم: بذمتك في حد يكلم قرة عينه كدا.
ميرنا: مش أنا عملت كدا؟
سليم: ايوا.
ميرنا بمشاكسة: يبقى فيه.
سليم: يعني لما أخبطك بالحلة دي دلوقتي هيقولوا عني مجنون؟
ميرنا ضحكت وقالت برقة: وأهون عليك يا سلومتي؟
سليم ضعف وقال: يخربيت رقتك اللي هتجنني دي بس ثبتيني.
ميرنا بفرحة: واحد صفر يا دكتور.
سليم بغمزة: ما تعتمدي سلومتي أصلها طالعة منك حلوة اووي.
ميرنا بصوت عالي: يا عمتو نادي لسليم يجي يقعد جنبك.
سليم بخضة: يخربيت هبلك فضحتيني هيقولوا عليا إية دلوقتي؟
ميرنا ضحكت جامد وقالت: عشان تبطل تلزيق شوية.
سليم بغضب مصطنع: طب والله لسيبهالك وخارج.
ميرنا بضحك: متقطعشي الجوابات يا دكتور.
سليم: أبو غلاستك وأنتي حلوة كدا.
ميرنا ضحكت عليه وقررت تعطيه وتعطي لنفسها فرصة، سليم مش وحش بالعكس هو الوحيد اللي شاركها مشوار حياتها وكان دايمًا جنبها في الأوقات الصعبة قبل الحلوة، دايمًا بيدعمها وحبه ليها ظاهر والكل يشهد بيه.
برا عمران كان هيموت من الغيرة حرفيًا وكان حاسس بالعجز الشديد، مش سهل يشوف حبيبته ملك غيره وهو ملوش ملك فيها ولو بسيط، نفسه يصرخ ويقول للكل إنها حبيبته بس مين يسمعه وهي نفسها معندهاش إستعداد تسمعه.
خرج سليم وهو بيضحك وزينب قالت: تستاهل أكيد غلست عليها أنا مش تايه عنك.
سليم: أنتي بتقفي معاها ضد ابنك؟
زينب: ما هي كمان بنتي.
خرجت ميرنا بالمشروبات وقدمت للكل ومسكت فنجان معين وراحت تجاة عمران وقالت وهي بتقدمهوله بإبتسامة: عملتهولك زي المرة اللي فاتت يا رب يعجبك.
عمران مد إيده ليها من غير ما يبصلها وقال: متشكر.
ميرنا أستغربت طريقته بس قالت: العفو.
رجعت قعدت تاني بين سليم وعمتها، فسليم ميل عليها وقال: خدي بالك أنا متكلمتش معاكي على اللي أنتي عملتيه.
ميرنا بهمس: عملت إية؟!
سليم بغضب: إنك روحتي هناك بردو وكسرتي كلامي لا ومفهماني إنك فوق وأبص ألاقيكي داخلة من برا مع عمران.
ميرنا أتوترت وقالت: أسفة يا سليم هفهمك.
سليم: مش وقته يا ميرنا.
قضوا ليلة حلوة سوا والكل مشيوا وسليم قبل ما يمشي ميرنا ندهت عليه وهو وقف بس مش راضي يبصلها فقالت: سليم أنت لسه زعلان مني؟
سليم: أنتي شايفة إية؟
ميرنا: مش عايزاك تزعل مني ميهونشي عليا زعلك وعايزاك تفهم إني بروح عشان مصطفى وبروح في الأوقات اللي عمران مبيكونشي فيها هناك وأنا مقدرة غيرتك عشان كدا بقولك حقك عليا.
سليم ابتسم وقال: رغم زعلي بس كلامك ريحني بس عشان خاطري اعملي حساب لغيرتي عليكي أنا راجل شرقي وأكيد هغير على حبيبتي حتى لو كان قريبك.
ميرنا: وأنا متفهمة دا بس دول عيلتنا وأنا مش بتجاوز حدودي يا سليم.
سليم: تمام يا ميرنا يلا أدخلي نامي.
ميرنا بإبتسامة جميلة شبهها: حاضر، خلي بالك من نفسك.
سليم بضعف قدام عيونها: ما أنتي نفسي يا ميرنا.
ميرنا حطت إيدها على وشها ودخلت جري وهو فضل يضحك على شكلها وبراءتها وقال: هتجننيني قريب أنا عارف.
رجع عمران ومكنشي قادر ينام وإزاي ينام بعد اللي حصل، دا كله إلا خسارة الحبيب.
ميرنا فضلت تتقلب في السرير وبتفكر في كل الأحداث اللي حصلت لحد ما أفتكرت الرسالة وفضلت تفكر يا ترى مين؟ لحد ما غلبها النوم.
بس كانت بتحلم بحلم غريب، حلم متعلق بذكرى قديمة يوم ما كانت بتغرق وفجأة ظهر شخص من العدم وأنقذها بس بردو الرؤية مش واضحة، كان بيقولها حاجة بتحاول تركز فيها لكن الصوت مش واضح.
حاولت تركز أكتر لحد ما سمعته بيقول: متسبنيش يا حب عمري، أنا محتاجك أرجوكِ فوقي.
فجأة لقت نفسها أنتقلت لمكان تاني وشافت واحد واقف بعيد لكن الشمس كانت منعكسة على عيونها مش قادرة تشوفه كويس بس لقته بيمد إيده ليها وبيقولها: أنا مستنيكي من زمان قربي أمسكي إيدي.
حاولت تقرب منه عشان تمسك إيده بس فجأة ظهر سد بين إيده وإيدها فمقدرتش توصله.
بس صوته أتردد في ودنها وهو بيقولها: أنا مستنيكي، أنا مستنيكي.......
سمعت الكلمات لكن مش قادرة تركز في الصوت فجأة قامت من النوم مفزوعة ومسكت كوباية الماية اللي جنبها وشربتها كلها وكأنها بقالها سنين مشربتشي، وفضلت تمسح العرق اللي غرقها ومستغربة من الحلم وكان نفسها تشوف الشخص دا، فضلت تحاول تفتكر اللي أنقذها زمان بس مقدرتشي.
في الوقت دا كان عمران نايم على السرير وبيفتكر يوم ما أنقذ ميرنا من الغرق فقال: أول مرة كنت أحس بالعجز الشديد والضعف يوم ما شوفتك بتغرقي وبتروحي من بين إيديا، كنت أول مرة أعرف طعم الخوف الحقيقي وأنا اللي الكل بيقول عليا وحش الداخلية اللي الخوف ميعرفشي طريق ليه خوفت.
اتنهد ودموعه خانته وقال: يومها خوفت أخسرك زي ما خسرت أمي زمان، أنا مستعد أعمل أي حاجة عشان سعادتك رغم إن قلبي مكسور وكسره ملوش علاج غير وجودك جنبه يا ميرنا.
والليلة دي كانت صعبة اووي على عمران....
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا