
رواية ما بين الحب والرغبة
الفصل الرابع والعشرون 24 والخامس والعشرون 25
بقلم هدير الصعيدى
ما إن همت سلمى بالخروج من الحمام حتى إنتفضت وشهقت بصدمه فنظر لها حسن والذى دلف للتو إلى الغرفه بصدمه أكبر وهتف قائلا
حسن : سلمى
سلمى بصدمه :حسن
إلتقت عينى حسن وسلمى بعدم تصديق وظلا على تلك الحاله من الصمت حتى هتف حسن قائلا وهو يقترب من سلمى
حسن بفرحه : سلمى .. أنتى رجعتى .. أنا مش م..................
قاطعته سلمى بحده : لا مرجعتش .. دماغك متروحش لبعيد أنا بس كنت جايه أخد شويه حاجات أنا محتاجلها من هدومى وهدوم البنات
حسن بخيبة أمل : طيب ممكن نتكلم شويه لو ينفع ؟
سلمى بإستغراب : هنتكلم فى إيه تانى ؟!
أمسك حسن يد سلمى وأجلسها بجانبه فسحبت يدها منه وهى تنظر له بضيق
سلمي بضيق : إتفضل إتكلم يا حسن بس بسرعه مش عايزه أتأخر على البنات
حسن بهدوء : سلمى أنا بحبك واللى قولته ده من غيرتى عليكى مش أكتر والله .. أنتى حب حياتى وأنتى عارفه كده كويس .. أنا عارف إنى غلطت بس إستحملينى شويه .. مش أنتى علطول بتقولى إنى إبنك وحبيبك وجوزك وأخوكى
سلمى ببكاء : بس أنا تعبت والله العظيم تعبت .. أنا كمان إنسانه من حقي أعيش الحياه اللى نفسي فيها يا حسن .. من حقي أعيش مع جوزى كل اللحظات اللى بتمناها مش أعيش فى الخيال
مع زياده دموع سلمى إقترب منها حسن وضمها إلى صدره فلم تُمانع فأخذ يربت على كتفها وظهرها ثم رفع وجهها إليه ونظر فى عينيها
حسن بحب : أنا بحبك يا سلمى .. أنتى وحشتينى أوى كفايه بُعد بقي
ظلت سلمى تنظر إليه ودموعها تنهمر على وجنتيها فرفع حسن يده ومسح دموعها وإقترب منها حتى تلاشت المسافات بينهما وهم بتقبيلها فأغمضت سلمى عينيها وإستسلمت له لثوانى معدوده وفجأه إستفاقت لما تفعله فإبتعدت عنه
سلمى بحده : هو ده اللى أنت عايزه .. كل لحظاتك الرومانسيه متلخصه فى ده بس .. إيه يا أخى أنا بنى أدمه بحس .. أنت إستحاله تتغير
حاول حسن تهدأتها ولكن دون جدوي فكانت شديده الغضب منه ومن نفسها لإستسلامها له ولو لثوانى
حسن : سلمي طيب إهدي هفهمك
سلمى بعصبيه : مش عايزه أفهم حاجه .. هو أنا علشان مراتك يبقي مفيش غير الطريقه دى تعبرلى بيها عن حبك .. أنت كدبت عليا .. رسمتلى الدنيا ورد قبل الخطوبه وبعد الجواز إتغيرت كإنك بقيت ضامن وجودى بس .. لا يا حسن أنا هثبتلك إن وجودى مش مضمون .. طلقنى يا حسن
نظر لها حسن بصدمه ممزوجه بالحزن فأخذت ما جاءت من أجله وخرجت وصفعت الباب خلفها تاركه حسن فى أفكاره
حسن بندم : والله بحبك .. وهتغير علشانك بس محتاج منك شويه صبر مش أكتر
********************************
فى مساء اليوم التالى
كانت رهف تتجول مع يامن بأحد المولات عقب تناولهم الطعام بأحد المطاعم الموجوده بنفس المول , وأثناء مرورهم أمام إحدى محلات بيع الملابس النسائيه هتف يامن قائلا
يامن بخبث : البتاع ده هيبقى حلو عليكى
ضربته رهف بكتفه وهتفت قائله
رهف : يامن إتلم
ضحك يامن وأكمل سيره هو ورهف , وفجأه توقفت رهف وهتفت قائله وهى تشير على أحد المكتبات
رهف : تعال نروح هناك أشوف روايات
يامن بإبتسامه : يلا يا ستى
توجهت رهف مع يامن إلى المكتبه , وما إن دلفوا حتى هتف يامن قائلا
يامن : إتفرجى براحتك بقى وأنا هشوف الكتب اللى هناك دى
نظرت له رهف بإستغراب ثم هتفت قائله
رهف : من إمتى يعنى ؟ .. هو أنت بتحب تقرأ أصلا
يامن : أه لو كتب مفيده .. زى الكتب الدينيه ممكن أقرأ عادى
رفعت رهف أكتافها ثم توجهت كى ترى ما تريد شراؤه , وأثناء إختيارها لإحدى الروايات وقعت منها روايه فإنحنت قليلا بجسدها كى تأخذها ولكن سبقها أحد الشباب الواقفين وأخذها , وما إن إعتدل حتى نظر للروايه ثم أعطاها لها وهو يهتف قائلا
الشاب بإبتسامه : هتعجبك جدا على فكره .. أنا قرأتها قبل كدا
رهف بإبتسامه هادئه : تمام .. متشكره أوى
الشاب : هتلاقى هنا كمان روايات كتير لنفس الكاتب .. أنا باجى هنا دايما وأشترى روايات فهتلاقينى عارف أغلب الروايات
إبتسمت رهف ثم إستأذنت الشاب كى ترحل وما إن إستدارت بجسدها حتى وجدت يامن ينظر إليها بغضب فتوجهت إليه وهتفت قائله
رهف بقلق : يامن أنا..............................
قاطعها يامن وهتف قائلا
يامن : خلصتى ؟
رهف : أيوه خلصت
يامن : طيب إتفضلى عشان نحاسب
ما إن خرجت رهف هى ويامن من المكتبه حتى سار يامن بخطوات واسعه فحاولت هى أن تلحق بخطواته وأمسكت يده وهى تهتف قائله
رهف : يامن براحه وأنت ماشى مش عارفه ألحقك والجيبه ضيقه مش مساعدانى
نظر لها يامن بغضب وهتف قائلا
يامن : إسكتى عشان أنا ماسك نفسى بالعافيه وحسابنا فى البيت على اللى عملتيه من شويه ده
صمتت رهف وسارت مع يامن إلى أن وصلوا للسياره , وما إن إستقلوها حتى إنطلق بها يامن سريعا فنظرت له رهف وهتفت قائله بتردد
رهف : يامن
لم يجيبها يامن وظل ناظرا أمامه بغضب فهتفت قائله
رهف : على فكره هو كان بيكلمنى على الروايات بس .. وأنا مطولتش معاه فى الكلام
يامن بغضب : وبتتكلمى معاه من أساسه ليه .. متسيبيه وتمشى
رهف : فى إيه يا يامن لكل ده .. واحد وقالى حاجه على الروايه وخلاص مخدناش أرقام بعض يعنى وشايفنا بنحب فى بعض
إستدار يامن ونظر لها نظره أرعبتها فإنكمشت على نفسها ثم هتفت قائله
رهف بخوف : أنا أسفه
لم يجيبها يامن فإقتربت منه ووضعت رأسها على كتفه فهتف قائلا
يامن : مش هعرف أسوق كدا
رهف : مليش دعوه
يامن بضيق : رهف لو سمحتى متضايقنيش أكتر عشان أنا فعلا مضايق أوى
لم تستجيب رهف لأى من حديثه وهتفت قائله
رهف : بعد كدا إبقى أنت إمشى معايا وأنا هشاورلك على إللى عيزاه وأنت تجيبهولى عشان محدش يكلمنى
نظر لها يامن بطرف عينه وهتف قائلا
يامن : ماشى
إبتسمت رهف وإحتضنت ذراعه فهتف قائلا
يامن : إتعدلى بقى عشان مبعرفش أسوق كدا
رهف : لا أنا مبسوطه كدا
لم يجيبها يامن ولكنه نظر لها بطرف عينه وإبتسم ولكنها لم تلاحظه
*********************************
بعد مرور يومين
كانت منال تقف فى المطبخ أمام اللبن الذي تقوم بإعداده وأثناء إنتظارها للغليان كانت تفكر فى حديث وعد معها
..... فلاش باااك .....
كانت منال تجلس أمام التلفاز عندما رن جرس باب المنزل فإتجهت لتري من بالباب فتفاجأت بوعد
وعد بإبتسامه : إزي حضرتك يا طنط .. وحشانى أوى
منال بإستغراب : الحمد لله يا وعد .. إتفضلي يا حبيبتى نورتى
دلفت وعد وجلست وبعد أن أحضرت لها منال كوب عصير نظرت لها بإستغراب فوعد لا تأتى إلا بصحبه ساجد ويكون مجيئها على مضض أيضا فلم أتت الأن , ظلت وعد صامته فتره إلى أن قطعت صمتها بحديث لم تتوقعه منال مطلقا
وعد بتأثر : طنط أنا عارفه إن حضرتك زعلانه منى بسبب موقفى مع ساجد .. بس والله لو سمعتى مبرراتى هتعذرينى .. بس مش ده الموضوع اللى خلانى أجى لحضرتك بدون معاد سابق
منال بقلق : فى إيه يا وعد قلقتينى ؟
وعد بجديه مصطنعه : أنا بعتبر يامن أخويا ورهف أختى بس لما رهف تكون بتغلط مينفعش أداري عليها لأن يامن برده أخويا وأنا يهمنى مصلحته
منال بقلق : إتكلمي علطول يا وعد .. رهف بتعمل إيه ؟ .. متنقطنيش كدا بالكلام
وعد بحزن مزيف : رهف يا طنط عامله جروب على الفيس بتناقش فيه حاجات خاصه أوى وبصراحه عيب إننا نتكلم فيها أصلا وبتدى نصايح للستات المفروض إنها مجرباها مع يامن
منال بإستغراب : حاجات خاصه إزاى مش فاهمه ؟
وعد بلؤم : مشاكل زوجيه .. خاصه بأوض النوم يا طنط .. مقدرش أفسر أكتر من كده عشان أتكسف
منال بصدمه : إيه .. بقى رهف تعمل كده .. أكيد أنتى فاهمه غلط يا وعد
وعد بلؤم : وأنا بردو هاجى أقولك حاجه مش متأكده منها .. ومش بس كده يا طنط أنا عرفت إن رهف إتجوزت يامن بس علشان تثبت أن العلاقه الزوجيه دى حاجه بإيد أى ست تقدر تخليها كويسه أو لا وتقول للستات اللى فى الجروب على تجربتها دى
إتسعت عينى منال بصدمه وهتفت قائله
منال بصدمه : مش معقول رهف تعمل كده ؟!
وعد بتأثر مزيف : أنا أسفه يا طنط أنا عارفه حضرتك بتحبيها قد إيه .. بس كان لازم أقولك
لم تجيبها منال من شده صدمتها فأخذت وعد تذرف الدموع المزيفه كي تستعطف قلبها
وعد بدموع زائفه : أنا يا طنط مش وحشه والله .. أنا بس حبيت أوضحلك الموضوع لأن يامن زى أخويا بالظبط .. وبعد كل ده ممكن أطلع فى نظرك وحشه بس والله أنا كويسه وبخاف عليكم ونفسي تهدى ساجد من ناحيتى .. أنا بعمل اللى بعمله معاه بسبب إهتمامه بالبنت اللى إسمها نغم دى لكنى فى الأخر بحبه .. ده جوزى وكل حاجه فى حياتى
ربتت منال على كتف وعد ولكن عقلها وتفكيرها كان مع حديث وعد عن رهف فهي لم تتوقع هذه الأفعال من رهف
..... عوده إلى الوقت الحاضر .....
عادت منال من أفكارها على فوران اللبن التى كانت تقف أمامه فنظرت له بشرود بعد أن أغلقت الموقد وقد توصلت لحل بعد أن أرهقها التفكير
منال لنفسها : هو ده الحل الوحيد لازم أسمع كل الجهات
هاتفت منال رهف وطلبت منها أن تأتى على وجه السرعه دون أن تخبر يامن بذلك
......
بعد مرور ساعتين
كانت رهف تجلس مع منال وبعد أن قصت منال الحديث الذي دار بينها وبين وعد على رهف أخذت رهف تبكي وتبرر موقفها لمنال وتسرد لها كل ما حدث من البدايه فنظرت لها منال بحنان وحاولت تهدئتها
رهف بدموع : والله يا ماما مش قصدى اللى قالته وعد لحضرتك خالص .. أنا كان قصدى أساعد الناس بس مش أكتر ومش بعمل اللى هى قالت عليه ده .. والله كل اللى حكتهولك ده صح ومكدبتش فى ولا كلمه فيه .. أنا حكيتلك كل حاجه من ساعه ما قررت أعمل الجروب
ربتت منال على كتف رهف بصدق فهي تُصدق حديث رهف ولديها يقين من أن وعد تريد تخريب بيت رهف مثلما تفعل هى مع ساجد
منال بهدوء : إهدى يا بنتى أنا مصدقاكى .. بس لازم تقولى ليامن لأن وعد زى ما جت تقولى الكلام بالطريقه دى ممكن تروح تقول ليامن دى عقربه أنتى متعرفيهاش كويس .. ربنا يسترها على ساجد منها ومن عمايلها معاه
بعد حديث طويل قررت رهف أن تأخذ بنصيحه منال وتخبر هى يامن قبل أن يخبره أى شخص أخر
......
فى المساء
كان يامن جالسا يشاهد التلفاز حينما خرجت رهف من غرفه نومهم وهى تفرك أصابع يدها بتوتر , وما إن إقتربت منه حتى هتفت قائله
رهف : يامن أنا هعمل نسكافيه .. أعملك ؟
يامن : ماشى يا حبيبى
توجهت رهف لتعد النسكافيه وهى تُفكر فى طريقه لإخبار يامن كما أوصتها منال , وما إن إنتهت حتى توجهت مره أخرى ليامن وأعطته النسكافيه وهى تهتف قائله
رهف : يامن
نظر لها يامن ففركت يديها بتوتر وهتفت قائله
رهف : أحيانا فى قرارات الواحد بياخدها فى حياته فى وقت غلط بس بيبقى بعدها مبسوط والوقت اللى بياخد فيه القرار ده ......................
صمتت رهف ونكست رأسها فهتف يامن قائلا
يامن : أنا مش فاهم حاجه .. فى إيه يا رهف ؟
لم تجيبه رهف فأمسك بذقنها ورفع وجهها فلاحظ هاله من الدموع بعينيها فعقد حاجبيه بإستغراب قائلا
يامن : رهف مالك ؟ .. متقلقنيش كدا ؟
لم تجيبه رهف بل إحتضنته فجأه وهى تبكى فشدد من ضمها وهو يربت على شعرها بحنان ممزوج بالقلق
يامن : فى إيه يا حبيبتى هى وعد .........................
قاطعته رهف وهى تبتعد عنه بخضه قائله
رهف : وعد إيه ؟ .. هى وعد كلمتك ؟
يامن بإستغراب : لا مكلمتنيش وهى من إمتى بتكلمنى أصلا !
رهف بقلق : أومال أنت بتقول وعد ليه ؟
يامن : أنا بسألك لتكون وعد ضايقتك ولا كلمتك فى التليفون زى عادتها فى الفتره الأخيره
نظرت له رهف بإرتباك ممزوج ببعض القلق ثم حرك رأسها بلا فهتف يامن قائلا
يامن : مالك يا رهف ؟ .. أنتى مش طبيعيه ؟
نظرت له رهف وقد بدأت بعض الدموع فى الإنهمار من عينيها مجددا ثم هتفت قائله
رهف : يامن أنا بحبك أوى .. بحبك ومقدرش أعيش من غيرك لحظه
ضمها يامن لصدره وهو يهتف قائلا
يامن : وأنا كمان بحبك ومقدرش أعيش من غيرك
رهف ببكاء : إوعى تسيبنى يا يامن
يامن : إيه يا رهف الكلام ده .. عمرى ما هسيبك أبدا إن شاء الله
خبأت رهف وجهها فى صدره وأغمضت عينيها بينما كان عقل يامن مشغول بحالتها تلك , وما هى إلا عده دقائق حتى رفعت رهف رأسها وإعتدلت ثم هتفت قائله
رهف : أنا عايزه نروح لدكتور عشان الحمل
نظر لها يامن بعتاب وقد ظن أنه فهم سبب حزنها فهتف قائلا
يامن : بقى كل اللى عملتيه ده عشان موضوع الحمل .. يا حبيبتى أنا مش مستعجل ولا قلقان على الحمل .. إحنا لسه مكملناش سنه عشان نقلق أو حتى نروح لدكتور
رهف : بس يا يامن .................................
قاطعها يامن وهو يضع يده على فمها قائلا
يامن : أنا بحبك ومش هبعد عنك أبدا .. ممكن تهدى بقى
أومأت رهف برأسها إيجابا فضمها يامن مجددا إلى صدره وظلا هكذا فتره إلى أن أبعدها يامن عنه قائلاً
يامن : تيجى نتفرج على فيلم رومانسى
إبتسمت رهف وأومأت برأسها إيجاباً فنهض يامن من جلسته وتوجه كى يحضر اللاب توب الخاص به وبعد عده دقائق وقع إختيارهم على أحد الأفلام ففتحه يامن وبدأوا فى مشاهدته سوياً إلى أن غفت رهف على كتف يامن فأغلق يامن الفيلم وحملها وتوجه إلى غرفتهم
***********************************
بعد مرور أسبوع
فى الشركه الخاصه بساجد ويامن
كان ساجد جالسا على مكتبه وهو يتابع الأوراق أمامه بأعين زائغه فترك القلم من يده وأمسك برأسه فى اللحظه التى دلفت فيها نغم إلى المكتب وهى تهتف قائله
نغم : أستاذ ساجد .. عمر من المحاسبه مستنى حضرتك برا
رفع ساجد رأسه ونظر لها قائلا
ساجد بتعب : قوليله يعدى عليا كمان شويه يا نغم مش قادر دلوقتى للحسابات
نغم : حاضر
همت نغم بالخروج حينما هتف ساجد قائلا
ساجد : نغم خدى الورق ده
إقتربت نغم من المكتب ولملمت الأوراق الموضوعه أمام ساجد بينما كان ساجد يتابعها بأعين زائغه وفجأه هتفت نغم قائله وهى تهم بأخذ الورقه الأخيره
نغم : أستاذ ساجد حضرتك ممضتش على الورقه دى
أمسك ساجد بالقلم مجددا ووقع على الورقه وما إن همت نغم بأخذها منه حتى تلامست أيديهم فشهقت نغم وهتفت قائله
نغم بخضه : حضرتك مولع .. أنا كنت حاسه إن حضرتك تعبان من الصبح بس لما سألت حضرتك من شويه قولتلى لا
ساجد : متخفيش أنا بس عندى شويه صداع
نغم : لا حضرتك سخن جدا .. أنا هروح أجيب لحضرتك دوا وأى حاجه تاكلها
توجهت نغم سريعا غير عابئه بساجد الذى أخبرها أن تتوقف ولا تجلب شئ , وما هى إلا عده دقائق وعادت وهى حامله طبق به ساندوتش وكوب من الماء وإحدى الأدويه وأعطتهم لساجد وهى تهتف قائله
نغم : حضرتك كل الساندوتش وبعدها خد الدوا ... وأنا شايفه إن حضرتك تروح أحسن
ساجد : لا أنا هبقى كويس إن شاء الله .. روحى أنتى يا نغم كملى شغلك
نغم : حاضر
خرجت نغم من الغرفه بينما أمسك ساجد الساندوتش ورجع برأسه للخلف متذكرا ما حدث بينه وبين وعد فى الصباح الباكر
..... فلاش بااك ......
إستيقظ ساجد مبكرا وهو يشعر ببعض التعب وتوجه إلى الحمام الملحق بالغرفه كى يستعد للذهاب إلى عمله , وبعد عده دقائق خرج من الغرفه وهو مرتدى لملابسه , وما إن مر أمام المطبخ حتى هتفت وعد قائله
وعد : ساجد أنت صحيت ؟
ساجد بضيق : أكيد أومال يعنى ماشى وأنا نايم
وعد بضيق : فى إيه يا ساجد مالك بتكلمنى كدا ليه
ساجد : مفيش تعبان شويه
وعد : تعبان مالك ؟
ساجد : متشغليش بالك خالص وروحى كملى اللى بتعمليه .. مش بتعملى مسك تقريبا لبشرتك .. مهو النهارده الإتنين معاد العنايه ببشره سمو الأميره وعد
نظرت له وعد بضيق ثم هتفت قائله
وعد : أنت بتتريق عليا يعنى ؟ وبعدين على فكره أنا مبعملش مسكات دلوقتى .. المهم أنت نازل بدرى كدا ليه ؟
ساجد : عندى إجتماع مهم
وعد : طيب أعملك حاجه تفطر ؟
ساجد : لا متشكر
نظرت له وعد بضيق لطريقه حديثه معها ثم إقتربت منه أكثر ووضعت يدها على صدره قائله
وعد : هو أنت زعلان منى يا ساجد ؟
أبعد ساجد يدها قائلا
ساجد : أنا بطلت الحمد لله أزعل من حد
وضعت وعد يدها مجددا على صدره قائله
وعد بدلال : وهو أنا أى حد بردو ؟
نظر لها ساجد بسخريه ممزوجه بالضيق فهو قد سئم من حركاتها تلك ثم أبعد يدها وخرج سريعا صافعاً الباب خلفه بقوه فنظرت وعد فى أثره قائله
وعد بإستغراب : هو فى إيه وماله بيكلمنى كدا ليه ؟ ... أنا مش مستريحه لطريقه كلامه معايا أصلا .. كل ده عشان مرديتش بالقرف اللى بيعوزه كل شويه
....... عوده إلى الوقت الحاضر ........
عاد ساجد من ذكرياته وهو يهتف قائلا بحزن ممزوج بالضيق
ساجد : بقيت أقرف من دلعك يا وعد عشان بقيت متأكد إن وراه طلب هتطلبيه .. تعبت من كل حاجه والله .. بقيت حاسس إنى بتوسل الحب منك .. بتعملى فيا كدا ليه بس
.......
بعد مرور ساعتين
عادت نغم مجددا إلى مكتب ساجد بعد أن إستأنته فى الدخول , وما إن وصلت إليه حتى هتفت قائله
نغم : حضرتك بقيت أحسن دلوقتى
ساجد بإمتنان : الحمد لله يا نغم .. أنا حاسس إنى بقيت كويس عن الأول .. كفايه الحجات اللى عماله تجيبيها كل شويه وكإنى طفل صغير .. حقيقى أنا متشكر أوى على تعبك معايا
نغم بإحراج : لا متقولش كدا يا فندم .. أنا تحت أمرك ومعلش والله أنا كنت بس قلقانه على حضرتك فأسفه لو كنت ضايقتك
ساجد بجديه : لا لا أنا مقدر إهتمامك ومتشكر جدا جدا عليه
إبتسمت نغم بهدوء ثم إقتربت من ساجد فنظر لها ساجد بإستغراب لإقترابها منه بتلك الطريقه ولكنها لم تهتم لنظراته ووضعت يدها على جبهته لترى هل نزلت حرارته بالفعل كما أخبرها أم لا فى اللحظه التى فُتح بها باب الغرفه فجأه ودلفت وعد إلى الداخل وشهقت بصدمه وهى متسعه العينين مما رأت
......................
يتبع
الحلقه الخامسه والعشرين
إبتسمت نغم بهدوء ثم إقتربت من ساجد فنظر لها ساجد بإستغراب لإقترابها منه بتلك الطريقه ولكنها لم تهتم لنظراته ووضعت يدها على جبهته لترى هل نزلت حرارته بالفعل كما أخبرها أم لا فى اللحظه التى فُتح بها باب الغرفه فجأه ودلفت وعد إلى الداخل وشهقت بصدمه وهى متسعه العينين مما رأت
وعد بحده : الله الله يا ساجد بيه .. عشان كده الفتره اللى فاتت مش طايقنى .. طبعا ما الهانم ماليه عليك دنيتك .. وأنتى متقعدى على رجله أحسن يا حلوه
إتسعت عينى نغم بصدمه مما تفوهت به وعد وحاولت أن تشرح لها الموقف ولكن وعد لم تُعطها الفرصه وظلت تتمادى فى حديثها إلى أن أثارت أعصاب ساجد بشده والذى كان يقبض على أصابعه بغضب وهو يقف فى قبالتها وفجأه أمسك بذراعها وجذبها خلفه بعنف إلى خارج المكتب
ساجد بعصبيه : قدامى كفايه فضايح لحد كده يا مدام
إتجه بها ساجد إلى منزلهما وما إن دلفا حتى بدأت وعد نوبه غضبها مره أخري
وعد بعصبيه : إيه يا أستاذ خايف أوى على شعور الهانم .. ولما أنت بتخاف من الفضايح مفكرتش ليه قبل ما تعمل علاقه مع السكرتيره بتاعتك
ساجد بعصبيه : إخرسي بقي .. علاقه إيه وزفت إيه
وعد بحده : أخرس !! .. طبعا ماهى الهانم كلت عقلك .. كده فهمت ليه مكنتش بتقرب منى الفتره اللى فاتت وإيه اللى غيرك .. ما أنت لقيت مزاجك بره .. ويا تري بقي متجوزها عرفي ولا مقضينها كده فى الحرام
هم ساجد برفع يديه ليضربها ولكنه تحكم بأعصابه بأخر لحظه وضرب بيده المنضده
ساجد بحده : أنا غلطان إنى إتجوزت واحده بتفكر كده وغلطى كبر لما إستمريت معاكى رغم كل اللى بتعمليه وبتحملك وبقول يمكن تتعدل لكن مفيش فايده فيكى
وعد بعصبيه : أعملى فيها ملاك وأنا الشيطان بقي .. أنت كنت ساكت ومستحمل مش علشان بتحبنى ولا عشان سواد عيونى لا أنت مستحملنى عشان لما بتحتاجنى بتلاقينى .. لما بتحتاج أوضه النوم بكون جاهزه ولأنى واخده بالى من نفسي ومن شكلى وكل الناس بتحسدك عليا
ساجد بإشمئزاز : إيه القرف ده .. أنا إزاى مكنتش شايفك على حقيقتك كدا .. إزاى مستحملك ؟!
وعد بعصبيه : وأنت إيه اللى مصبرك .. متطلقنى بدل ما أنت عاملى فيها ملاك برئ كدا .. وأنا متأكده إنك متقدرش أصلا عارف ليه ؟ ... عشان أنت ............................
قاطعها ساجد قائلا
ساجد بهدوء : أنتى طالق
إتسعت عينى وعد ونظرت لساجد بصدمه فتركها على صدمتها وغادر المنزل
.........
بعد مرور عده ساعات
كان ساجد مازال يجوب بسيارته شوارع القاهره عقب تركه لوعد بالمنزل , هو لا يعى كيف إستطاع فعل هذا , هل هو طلقها بالفعل ؟ , ضرب ساجد المقود بيده فى غضب ثم قرر التوجه إلى منزل والدته فرأسه تكاد أن تنفجر من شده التفكير
فتح ساجد باب المنزل بهدوء فهو لا يريد أن يُوقظ والدته فى ذلك الوقت كى تسأله عن سبب تركه للمنزل ومجيئه , أغلق ساجد الباب بهدوء وما إن هم بالدخول إلى غرفته حتى هتفت والدته قائله
منال : ساجد
توقف ساجد ولم يجيبها فإقتربت منه وأدارته وهى تهتف قائله بغضب
منال : إيه اللى أنت هببته ده ؟
ساجد بإستغراب : فى إيه يا ماما ؟
منال بغضب : مش عارف يعنى ... أنت إزاى تطلق وعد .. أنت إتجننت خلاص
ساجد بإستغراب : أنتى عرفتى منين ؟
منال : هو ده المهم عندك .. أنت خلاص مبقاش فى مخك عقل ... وعد مكلمانى وهى منهاره وبتقولى ساجد طلقنى يا طنط عشان السكرتيره اللى عنده
إشتعلت عينى ساجد بغضب فنظرت له والدته بغضب وهتفت قائله
منال : أنت هتفضل ساكت كدا .. مترد عليا
ساجد بغضب ممزوج بالسخريه : الهانم المحترمه جريت تكلمك عشان تعمل فيلم جديد تطلع فيه المظلومه
منال بغضب : أنت فى علاقه بينك وبين سكرتيرتك فعلا ؟
ساجد بعدم تصديق : انتى بتقولى إيه يا ماما .. أنتى مصدقاها
منال بعصبيه : أنا مش مصدقه حد .. أنا عايزه أعرف أنت إزاى تطلق مراتك .. مفكرتش لحظه فى إبنك
مرر ساجد يده فى شعره بغضب ثم هتف قائلا
ساجد : دلوقتى بقيت أنا الغلطان .. دلوقتى بقى ساجد اللى هيتعاتب وفى الأخر تقوليلى يا ماما أنت على علاقه بسكرتيرتك .. إزاى تصدقى كلام المجنونه دى
منال بعصبيه : خلاص فهمنى أنت .. إيه اللى يخلى سكرتيرتك مقربه منك بالطريقه دى وإيه اللى يوصلك إنك تطلق وعد
نظر لها ساجد وهتف قائلا بعصبيه
ساجد : إللى مقرب السكرتيره منى إنها بتشوف حرارتى .. بتعمل اللى الهانم مراتى مفكرتش تعمله فى مره .. أنا متجوز ومش متجوز .. الهانم المحترمه اللى جريت تشتكيلك مخليانى مقربش منها وقايلك الموضوع ده قبل كدا .. الهانم بتخلينى أقرب منها بس وقت ما تكون عايزه حاجه منى .. أدفعلها تمن فستانها .. أجيبلها عربيه ... أدفعلها إشتراك النادى اللى إختارته منظره على خلق الله بس .. عرفه أنا ببقى حاسس بإيه يا ماما .. عارفه يعنى إيه مراتى منعانى عنها ولما بتقرر تدينى حقوقى بيكون وراها سبب .. بتدينى حقوقى وكإنها بتحن عليا وبتاخد حبوب منع الحمل عشان مش عايزه تخلف منى تانى رغم إنى إتكلمت معاها كتير بس مفيش فايده وبعد ده كله بتسألينى طلقتها ليه ؟ .. أنا مش عايش .. أنا عملتلها كل حاجه هى عايزاها .. قدمتلها كل حاجه بس هى كانت بس بتاخد .. أنا تعبان أوى يا ماما تعبان أوى والله
إقتربت منه منال وقد بدأت بعض الدموع فى الإنهمار من عينيها على حاله إبنها الأكبر وضمته إلى صدرها فإحتضنها بشده وأخذ يبكى كالطفل وظلا هكذا إلى أن إستمعا لأذان الفجر فربتت منال على ظهره قائله
منال : قوم يا بنى صلى الفجر وإدعى ربنا يفرج كربك
نهض ساجد وتوجه إلى الحمام كى يتوضئ ومن ثم نزل إلى المسجد بينما توجهت والدته كى تصلى وهى تدعو الله بأن يُريح أولادها ويحفظهم
********************************
فى صباح اليوم التالى
إستيقظت وعد من نومها أو بالأدق تركت فراشها فهى لم تنم طيله الليل بسبب ما حدث بينها وبين ساجد فهى لم تستوعب بعد أن ساجد قد طلقها , فقد كان لديها يقين أن ساجد رغم كل ما تفعله به لا يستطيع التخلى عنها مهما حدث , وقفت أمام المرآه فقد كانت حالتها يُرثي لها وأخذت تمسح دموعها التى تتساقط و تعدل هيئتها وشعرها ثم نظرت لنفسها فى المرأه بقوة
وعد بتحدى : بقي أنا تطلقنى يا ساجد .. طيب أنا هعرف أجيبك راكع تانى تترجانى أرجعلك وساعتها هدوقك كل لحظه من اللى دوقتهم دول .. إما خليتك تتندم كل لحظه عليا .. أنا متأكده إنك هترجع يا ساجد أكيد هترجع
نظرت لنفسها بالمرآه بحزن ثم أخذت الدموع تنهمر من عينيها من جديد دون توقف
.........
فى المساء
كانت رهف جالسه على الفراش بجانب يامن تعبث بخصلات شعره بينما كان هو غافياً , إبتسمت رهف لتململه فى نومته نتيجه عبثها بشعره فهو يكره أن يعبث أحد بشعره ولكنها تحب أن تشاكسه كما يفعل معها
فتح يامن عينيه فجأه فنظرت له رهف وعلى وجهها إبتسامه واسعه بينما نظر هو لها ببعض الضيق قائلاً
يامن : بوظتى شعرى مش كدا
ضحكت رهف قائله
رهف : بحب ألعب فيه
يامن بتهكم : متلعبى فى شعرك أنتى
رهف : تؤ .. أنا بحب ألعب فى شعرك أنت
يامن : ما بلاش الدلع ده بقى
إبتسمت رهف ولم تجيبه فنظر لها قائلاً
يامن بخبث : هى الساعه كام ؟
رهف : الساعه 12
إتسعت إبتسامه يامن قائلا
يامن : حلو أوى .. تعالى أما أقولك حاجه بقى
رهف : تؤ مش هينفع
يامن بتهكم : مش هينفع ليه بقى ؟
رهف بخجل : مش هينفع وخلاص
إعتدل يامن فى جلسته وإقترب منها قائلاً
يامن بخبث : لا أنا صحيت فهينفع
وضعت رهف يدها على صدره قائله
رهف بخجل : مش هينفع والله
نظر لها يامن ولم يجيبها فهتفت قائله
رهف بخجل : لحد بكره بس
نظر لها يامن بخيبه أمل قائلاً
يامن : أومال مصحيانى ليه ؟
نظر له رهف بحزن قائله
رهف : يا سلام .. هو أنت صاحى عشان كدا بس .. مش صاحى تقعد معايا
إعتدل يامن فى جلسته قائلاً
يامن بتهكم : ما إحنا كنا هنقعد بردو
نظرت له رهف ثم هتفت قائله
رهف : هو أنت هتبقى زيهم يا يامن ؟
نظر لها يامن بإستغراب قائلاً
يامن : زى مين ؟
رهف : زى الرجاله
إتسعت عينى يامن بإستنكار قائلاً
يامن : نعم ياختى .. هو أنتى شيفانى ست قدامك
هتفت رهف قائله بجديه
رهف : بتكلم جد .. هو أنت كل اللى هامك كدا بس .. يعنى لو معملناش كدا هتنام ومش هتقعد معايا
يامن بضيق : لا إله إلا الله .. هو أنا نمت دلوقتى يا رهف
رهف بضيق : بس هتنام .. أنت كنت مضايق إنك صحيت وكدا يعنى
يامن بخبث : كدا يعنى إيه ؟
زفرت رهف بضيق قائله
رهف : يامن متهزرش وأنا متضايقه لو سمحت
زفر يامن بضيق ثم نهض من جلسته بعد أن أخذ علبه السجائر من جانبه فنظرت له رهف قائله
رهف : أنت رايح فين ؟
هتف يامن قائلاً وهو يفتح باب الشرفه
يامن بضيق : هشرب سجاير
دلف يامن إلى الشرفه فنظرت رهف فى أثره قائله
رهف : شكلى هبقى زى باقى الستات وهكتب مشكلتى
رن هاتف يامن فجأه فنظرت رهف للهاتف بإستغراب ثم إقتربت منه ونظرت للشاشه فوجدتها منال فهتفت بإسم يامن والذى دلف قائلاً
يامن : فى إيه ؟
رهف : دى ماما منال
عقد يامن حاجبيه فى إستغراب ممزوج بالقلق قائلاً
يامن : خير ؟ .. الوقت متأخر أوى
أخذ منها يامن الهاتف وفتحه سريعاً ثم هتف قائلاً
يامن : أيوه يا ماما
ظلت رهف تتطلع له فى قلق ما إن تبدلت ملامحه وفجأه وجدته يغلق الخط قائلاً
يامن : إستغفر الله العظيم يارب
نظرت له رهف قائله
رهف بقلق : فى إيه ؟
جلس يامن على الفراش قائلاً
يامن : ساجد طلق وعد
إتسعت عينى رهف وشهقت قائله
رهف : إيه !
**********************************
بعد مرور ثلاثه أيام
كان ساجد جالس بغرفته فى منزل والدته فهو لم يتركها منذ طلاقه هو ووعد وماحدث بينهم وتركه لمنزله , كان يُفكر فى كل ما حدث وما سيحدث , ظل على هذه الحاله فتره طويله إلى أن قطع تفكيره دخول والدته الغرفه , فهى رغم كل شئ تخاف على ولدها من عزلته هذه , جلست منال جانبه وأخذت تربت على كتفه
منال بحزن : إيه يا حبيبى هتفضل فى أوضتك كده كتير .. هتفضل عامل فى نفسك كده ؟
ساجد بحزن : أنا دماغى تعبتنى من كتر التفكير يا ماما .. بفكر أنا غلطت معاها فى إيه
منال بحب : مغلطتش معاها يا حبيبى .. أنت بتحبها يا ساجد رغم كل اللى بتعمله واللى هتعمله بتحبها يا بنى .. أنا مش عايزاك تعمل فى نفسك كدا .. قوم يا بنى وأخرج وروح شغلك
نظر ساجد لوالدته بكسره وحزن ثم نظر إلى الجهه الأخري لكى لا تري والدته دموعه ولكنها شعرت بها ففضلت أن تتركه وحده مره أخري فهى تعلم أنه لا يحب أن يراه أحد بهذه الحاله
..........
فى نفس التوقيت
كانت رهف نائمه على صدر يامن تتحدث معه عن وعد وساجد ولكن يامن لم يكن يجيبها فرفعت رأسها ونظرت له قائله
رهف : سرحان فى إيه ؟
نظر لها يامن بحزن ثم هتف قائلاً
يامن : فى ساجد .. تعبان أوى ومش بيتكلم مع أى حد
رهف بحزن : طيب هو مينفعش تحاول تكلمه يعنى وترجع الأمور بينه وبين وعد من تانى
نظر لها يامن بغضب قائلاً
يامن : لو عرفت إنك إتدخلتى هنزعل مع بعض جامد
رهف بحزن : هو أنت شوفتنى إتدخلت يا يامن
يامن بجديه : أنا بعرفك بس .. عشان مترجعيش تقولى إنى محذرتكيش
إعتدل يامن فى الفراش فإبتعدت عنه رهف كى ينهض ثم هتفت قائله
رهف : رايح فين ؟
يامن : هاخد شاور .. نامى أنتى
توجه يامن إلى الحمام فنظرت رهف فى أثره بحزن فهى تعلم كم يحب يامن ساجد وحزين لأجله فهى الأخرى حزينه لما حدث كما أن الظروف قد تحالفت ضدها فكيف ستخبره بأمر الجروب الأن وهو بتلك الحاله
**************************************
بعد مرور أسبوع
كانت سلمى تجلس مع والدتها يشاهدون التلفاز ولكن سلمى كانت تتطلع على الشاشه أمامها بغير إهتمام وكانت منشغله بحالها مع حسن وفجأه شعرت برغبتها فى الغثيان فنهضت سريعا إلى الحمام وهى تضع يدها على فمها مما أثار قلق والدتها التى توجهت خلفها لترى ما بها , إنتظرت والدتها خروجها من الحمام وبالفعل خرجت وهى تجفف فمها بالمنشفه ولكنها إنتفضت ما إن رأت والدتها تقف أمام الباب وتنظر لها بشك فهتفت سلمى قائله
سلمى : فى إيه يا ماما .. أنتى واقفه كدا ليه ؟
والده سلمى بشك : أنتى مالك كدا .. بقالك كام يوم مش مظبوطه
سلمى : مش عارفه .. ممكن يكون جالى برد أكمنى بسيب الشباك مفتوح وأنا نايمه
والده سلمى : وهو البرد يخليكى كل شويه تجرى على الحمام كدا .. أنتى حامل يا سلمى ؟
إتسعت عينى سلمى بصدمه ممزوجه بالخوف ثم هتفت قائله
سلمى : لا لا أكيد لا .. يالهوى
توجهت سلمى سريعا إلى هاتفها وفتحته لترى تاريخ اليوم فلاحظت أن دورتها الشهريه مُتأخره عده أيام فنظرت لوالدتها وهتفت قائله
سلمى : ممكن البيريود تكون إتأخرت عادى صح يا ماما .. عادى عشان أنا قلقلانه بس ومتوتره فهى إتأخرت
كانت والدتها تنظر لها وعلى وجهها إبتسامه واسعه مما أزعج سلمى فهتفت قائله
سلمى : أنتى بتضحكى على إيه يا ماما ومبسوطه كدا
والده سلمى : على إنك حامل .. مبروك يا لوما .. حسن هيفرح أوى بالخبر ده
إتسعت عينى سلمى بصدمه وهتفت قائله
سلمى بغضب : لا يا ماما أنا مش حامل وهتشوفى بنفسك
توجهت سلمى إلى غرفتها بخطوات غاضبه , وما هى إلا عده ثوانى وخرجت وهى مرتديه إزدالها فهتفت والدتها قائله
والده سلمى : أنتى رايحه فين ؟
سلمى وهى تفتح الباب : هنزل أجيب إختبار حمل من الصيدليه إللى تحت
نزلت سلمى سريعا بينما جلست والدتها على المقعد المجاور للباب وهى تضرب كف على كف , وما إن صعدت سلمى حتى توجهت سريعا إلى الحمام وأجرت الإختبار بينما كانت تنظرها والدتها بالخارج , وما إن خرجت حتى نظرت لها والدتها وهتفت قائله
والده سلمى بإبتسامه واسعه : حامل مش كدا ؟ .. عيب هو أنا هقول أى كلام بردو
سلمى بحزن : دى مصيبه يا ماما .. متضحكيش كدا عشان بتنرفزينى أكتر
والده سلمى بغضب : مصيبه إيه يا بت أنتى .. يلا روحى قولى لجوزك
سلمى بجديه : مش هقوله حاجه .. وأنتى مش هتقوليله حاجه يا ماما
نظرت لها والدتها بغضب فتركتها سلمى ودلفت إلى غرفتها بخطوات غاضبه
.......
بعد مرور ساعه
بعد علم والدة سلمى بأمر حملها أخذت تفكر فيما ستفعل فهي تعلم أن سلمى تحب زوجها ولكن رغم ذلك تُكابر , كما أنها على يقين من حب حسن لإبنتها فعزمت أمرها على حل وقررت تنفيذه وقامت بالإتصال بحسن
والده سلمى : سلام عليكم
حسن : وعليكم السلام .. أخبار حضرتك إيه يا طنط .. وسلمى والبنات كويسين ؟
والدة سلمى : كلنا بخير يا حبيبى متقلقش .. حسن كنت عايزه أتكلم معاك فى موضوعك أنت وسلمى
حسن بحزن : أنا مبقتش عارف أرجعها إزاى يا طنط وهى كل ما أكلمها تقولى طلقنى .. والله أنا بحبها أوى ومقدرش أعيش من غيرها لاهى ولا البنات
والدة سلمى : أنا عارفه إنك بتحبها يا حسن .. بس أنت غلطان برده
حسن بندم : والله عارف إنى غلطت وأوى كمان .. بس نفسي تدينى فرصه أصلح غلطتى دى
والدة سلمى : سلمى حامل يا حسن .. ولازم تحاول ترجعها بأى طريقه طلاما بتحبوا بعض
حسن بفرحه : إيه سلمى حامل .. حضرتك متأكده يا طنط
والدة سلمي : وهى دى حاجه فيها هزار .. قولى بقي هترجع مراتك إزاي ؟
حسن بخبث : هقول لحضرتك .. بس محتاجلك معايا أنتى والبنات فى الخطه دى
أخذ حسن يشرح لوالدة سلمى كيف سيجعل سلمى تعود له مره أخري , وأعجبت والدتها بأفكار حسن بشده وإتفقا على تنفيذ خطتهما فى أقرب وقت ممكن
.......
فى نفس التوقيت
كان يامن قد وصل للتو من عمله فبحث بعينيه عن رهف فوجدها تغفو فوق سطح المكتب وهى ممسكه بالقلم فنظر تجاهها بحنان ممزوج بالعتاب فهى ترهق نفسها بشده , وضع يامن الأوراق التى بيده والمفتاح والهاتف على المكتب ثم حمل رهف برفق وتوجه بها إلى غرفتهم ففتحت عينيها وهتفت قائله
رهف بنوم : يامن
يامن : كدا بردو يا رهف تتعبى نفسك لدرجه تنامى وأنتى بتكتبى
لم تجيبه رهف ودفت رأسها فى عنقه وهى تعاود إغلاق عينيها فوضعها برفق على الفراش بعد أن أزاح الغطاء قليلا بصعوبه ثم دثرها بالغطاء جيدا وما إن هم بالإعتدال حتى تمسكت رهف بعنقه قائله وهى مغمضه العينين
رهف : يامن بحبك أوى
إبتسم يامن قائلاً
يامن بخبث : أنتى اللى بتجرجرينى أهو مش أنا خالص
لم تجيبه رهف وظلت متعلقه بعنقه فهتف يامن قائلاً
يامن : هنفضل كدا ولا إيه ؟
فتحت رهف عينيها وإبتسمت بحب قائله
رهف : خليك جنبى
إبتسم يامن بخبث قائلاً
يامن : خليكى عارفه إنك أنتى اللى طلبتى
............
بعد مرور فتره قصيره
نهض يامن من الفراش بعد أن قبل رهف من جبينها بحب ثم تركها كى تنام بعد أن دثرها بالغطاء جيداً وتوجه كى يغتسل ومن ثم توجه لإعداد كوب من الشاى فلديه عمل هام ومن الضرورى إنهاؤه اليوم
وضع يامن كوب الشاى على المكتب بعد أن أزاح الأوراق الخاصه به قليلا وما إن هم بالجلوس حتى ضربت يده ببعض الأوراق فأوقعتها أرضا فزفر فى ضيق ومال بجسده كى يجلبها وهو يهتف ببعض الكلمات الغاضبه فلقد إختلطت أوارقه ببعض أوراق رهف التى كانت تضعها على المكتب بفوضويه بعض الشئ , حمل جميع الأوراق وجلس على المقعد مره أخرى وأخذ يرتبهم جيدا حتى يفصل أوراقه عن أوراق رهف , وأثناء ترتيبه للأوراق وقعت عينيه على ورقه مدون بها العديد من التواريخ ومذكور بها عده أسماء ولكن الإسم الذى لاحظ تكراره هو إسم فتاه تدعى " حبيبه " ومن الواضح أن الإسم قد تغير فرهف على ما يبدو قد محته وأبدلته بإسم جديد , كاد يامن أن يضع الورقه ولكنه توقف فجأه ما إن لمح إسمه موجود بنهايه تلك الورقه وبجانبه مدون تاريخ ما ومكتوب
" كلمت يامن يوميها وقولتله عايزه أتجوز .. كان لازم أعرف الستات دى بتقرف ليه وخصوصا بعد كلام حبيبه عن إنى إزاى أتكلم فى الحاجات دى وأنا مش متجوزه ..