
رواية ما بين الحب والرغبة
الفصل السادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27
بقلم هدير الصعيدى
فى صباح اليوم التالى
إستيقظت رهف من نومها وهى تتحس الفراش بجانبها بحثاً عن يامن , وما إن لم تجده حتى فتحت عينيها ونظرت للساعه بجانبها فوجدتها الثامنه صباحا فأزاحت الغطاء ونهضت كى تبحث عنه بالخارج , ظلت رهف تبحث عنه وما إن لم تجده حتى أخذت هاتفها وهاتفته ولكنها زفرت بضيق ما إن وجدت الهاتف مغلق
رهف : يووه يا يامن .. روحت فين بس بدرى كدا وكمان مصحتنيش
توجهت رهف إلى غرفه المكتب كى تهاتف يامن على مكتبه من الهاتف الموضوع بالغرفه , وبالفعل هاتفته وما إن أجابها السكرتير حتى هتفت قائله
رهف : ممكن أكلم أستاذ يامن لو سم.............................
قطعت رهف حديثها ما إن وقعت عينيها على الأوراق الخاصه بها والموضوعه على المكتب فوقعت منها السماعه ونظرت أمامها بصدمه قائله
رهف : يامن
........
فى نفس التوقيت
كانت سلمى تُفكر فى حسن وفى موقفها منه , أدركت أنها تُحبه بشده خلال تلك الفتره التى إبتعدتها عنه ولكن برغم حبها هذا الإ أنها مازالت غاضبه منه بشده وأثناء تفكيرها بكل ما حدث فى حياتهم قطع تفكيرها رنين جرس باب المنزل فتوجهت لتري من سيزورهم الأن فوجدتها ريهام أخت حسن
ريهام بضحك : سلام عليكم .. أدخل ولا أنتى غضبانه على حسن واللى من ريحه حسن
سلمى بإبتسامه حزينه : لا طبعا إزاى .. إتفضلي يا ريهام
ريهام بإبتسامه : ومالك بتقوليها كده ليه ؟
خرجت والده سلمي من غرفتها فوجدت ريهام تجلس بالصاله
والدة سلمى بترحاب : أهلا أهلا يا ريهام يا بنتى .. منوره الدنيا
ريهام : ربنا يخليكى يا طنط
سلمي بإبتسامه : تشربي إيه ؟
ريهام : ياريت أي نوع عصير
سلمى :حاضر يا ستى
همت سلمي بالتوجه لكى تحضر العصير ولكن أوقفتها والدتها
والدة سلمي : خليكى أنتى مع ريهام يا سلمي .. أنا هروح أعملكم إتنين عصير عشان عايزه أعمل حاجات فى المطبخ
ذهبت والده سلمى إلى المطبخ حيث أنها كانت تعلم الغرض من وراء زياره ريهام ففضلت أن تترك لسلمي وريهام لتتحددثن بأريحيه فأملها أن ريهام من الممكن أن تقنع سلمي بالعوده لحسن زوجها والعدول عن فكره الإنفصال
ريهام بصوت منخفض : كويس إن طنط سابتنا لوحدنا عشان عايزاكى فى موضوع ضروري
سلمى بتوتر : خير يا ريهام فى حاجه ؟!
ريهام بهدوء : تعالى ندخل أوضتك بعيد عن البنات ونتكلم براحتنا
سلمى : أوك .. يلا
إتجهت سلمى وبصحبتها ريهام إلى غرفه سلمى الخاصه وبعد أن أغلقت سلمي باب الغرفه جلست بجانب ريهام على الفراش
سلمى بقلق : خير يا ريهام ؟!
ريهام بجديه : وبعدين معاكى أنتى وحسن بقي .. هتفضلوا كده لحد إمتى ؟
سلمى بجديه : ريهام الموضوع ده إنتهي
ريهام بجديه : هو إيه اللى إنتهي يا بنتى .. لا طبعا أولا أنتوا بتحبوا بعض .. ثانيا فى بينكم ولاد .. فكرى فيهم يا سلمي
سلمى ببكاء : ومين يفكر فيا .. مين يهتم بيا أنا .. ليه أحس إنى عايشه لوحدى يا ريهام .. عارفه يعنى إيه واحده متجوزه وعايشه لوحدها .. أخوكى مش مهتم بيا خالص .. أنا دايما اللى بقول بحبك وأنا دايما اللى بهتم وبفتكر المناسبات وبعد مازهقت جاى يفتكر إنه متجوز والمفروض يهتم بيا فأنا بقي أرحب وأطير من الفرحه وكإن معنديش كرامه .. وفى الأخر يُشك فيا
إحتضنت ريهام سلمى فقد شعرت بمعانتها وإحتياجها لوجود أحد بجوارها كما أنها شعرت بحب سلمى لحسن
ريهام بحب :حاسه بيكى يا حبيبتى بس والله حسن بيحبك أوى يا سلمى وتعبان أوى من غيرك
سلمى ببكاء : ما أنا كمان بحبه بس تعبت يا ريهام .. تعبت والله
مسحت ريهام دموع سلمى ونظرت إليها بخبث
ريهام : طلاما بتحبيه يبقي تربيه مش تبعدى عنه
سلمى بعدم فهم : أربيه إزاى !!
ريهام بضحك : هاتى ودنك وأقولك لطنط تدخل علينا فاجأه تعلقنا إحنا الأتنين والمفروض إنى جايه أصلح بينكم
ظلت ريهام وسلمى تتحدثان وتدبران الخطط لتربيه حسن كمان قالت ريهام وبعد جلسه طويله ودعت ريهام سلمي وذهبت قاصده بيت والدتها حيث أخيها وعندما وصلت دلفت إلى أخيها مباشره
ريهام بصياح : حسن حسن حسن
حسن بخضه : فى إيه يا ريهام .. حد يدخل كده ؟!
ريهام بضحك : بتحبك يا كبير والله
قفز حسن من فوق فراشه وجلس أمام ريهام
حسن بفرحه : هى اللى قالتلك
ريهام بضحك : ياعينى على اللهفه
حسن بضيق : إخلصي يا ريهام وإحكى اللى حصل
ظلت ريهام تسرد لحسن ماحدث مع سلمى وعندما إنتهت من سردها لما حدث وقف حسن أمام المرأه
حسن بخبث : بس كده .. أنا بقي اللى هتصرف ولازم أرجع سلمى ليا تانى
ريهام بإستفسار : هتعمل إيه !!
حسن بضحك : دى بتاعتى بقي ويلا على بيتك طرقينا
ريهام بضحك : بقي دى أخرتها طيب .. أنا أساسا ماشيه
ذهبت ريهام بعد جلسه من الضحك وتركت حسن يُفكر فى ما سيفعله مع سلمى ليعيدها إليه مره أخري
.......
بعد مرور ساعتين
كانت منال تقف بالمطبخ تنهى إعداد الطعام حينما سمعت رنين جرس الباب فأغلقت النار وخرجت كى تفتح الباب , وما إن فتحته حتى هتفت قائله بقلق
منال : فى إيه يا رهف .. مالك ؟
إحتضنتها رهف وهتفت قائله ببكاء
رهف : يامن ساب البيت يا ماما وموبيله مقفول .. لقيته شاف كل حاجه .. حتى اللاب توب فتحه وقرأ كل اللى كنت كتباه .. كل التفاصيل والتواريخ قراها ... قرا اللى خلاه يسيبنى .. مكملش عشان يعرف الحقيقه ومستناش لما أفهمه
ربتت منال على رأسها بحنان وهتفت قائله بعتاب
منال : منا قولتلك قوليله يا بنتى .. مقولتيلوش ليه بس
رهف ببكاء : معرفتش أقوله .. خوفت أوى
منال : طيب إهدى بس وإدخلى
إبتعدت رهف عن منال ودلفت إلى الداخل فأغلقت منال الباب وتوجهت خلفها وهى تدعو الله أن يُخفف عن أبنائها وزوجاتهم , جلست منال بجوار رهف على الأريكه بالصاله وهى تهتف قائله
منال : أنتى متأكده يعنى إنه شافهم ؟
رهف ببكاء : أيوه متأكده وبكلمه من الصبح موبيله مقفول وكلمته على المكتب وأنا جايه دلوقتى تانى وقالولى مجاش النهارده خالص .. أنا خايفه عليه أوى .. يامن مش هيسامحنى أبدا .. أنا لازم ألاقيه وأتكلم معاه والله أنا بحبه أوى يا ماما
فى تلك اللحظه خرج ساجد من غرفته وهو يتثاؤب ونظر لرهف بقلق ما إن وجدها تبكى وهتف قائلا
ساجد : فى إيه يا رهف ؟ .. يامن حصله حاجه ؟
أخذت رهف تبكى ولم تجيبه بينما هتفت منال قائله
منال : مش مهم دلوقتى يا ساجد .. أنا عايزاك تشوفلى أخوك فين وتجيبهولى
ساجد : فى إيه يا ماما بس متقلقنيش
منال : يا بنى إسمع الكلام وهفهمك بعدين .. المهم شوفلى أخوك ممكن يكون فين عشان هو مش فى الشركه
ساجد : حاضر
......
فى المساء
طلبت منال من ساجد أن يبحث عن أخيه , وبعد فتره عاودت الإتصال بساجد لتري ماذا فعل
منال بلهفه : ها يا ساجد .. لقيت أخوك ؟
ساجد بأسف : للأسف يا ماما لسه قافل موبيله ومعرفش هو فين
منال بقلق : طيب وبعدين هنعمل إيه يا بنى
بعد سماع رهف لرد منال على ساجد أدركت أن ساجد لم يحالفه الحظ فى العثور على يامن فأخذت تبكى وإرتفع صوت بُكائها رغما عنها حتى وصل إلى ساجد عبر الهاتف
ساجد بإستغراب : فى إيه بس يا ماما .. طيب قوليلى إيه اللى حصل .. وبعدين مش ده صوت رهف هي بتعيط لسه ؟!!
منال بإرتباك : محصلش حاجه وبعدين سيبك من رهف دلوقتى وتجبلي يامن أخوك من تحت الأرض .. هتصل بيك تانى .. مع السلامه دلوقتى
ساجد بإستغراب : حاضر .. مع السلامه يا ماما
بعد أن أغلقت منال الهاتف مع ساجد إلتفتت إلى رهف التى كانت تبكى بشده وأخذت تربت على كتفها وتواسيها
منال بحزن : إهدى يا حبيبتى هيرجع .. أنا عارفه إبنى كويس هيهدا ويرجع .. قومى أنتى إستريحى فى الأوضه جوه وناميلك شويه
رهف ببكاء: لا معلش يا ماما أنا هرجع شقتى يمكن يامن يرجع .. لازم يلاقينى فى البيت
ألحت منال على رهف فى البقاء ولكن رهف أصرت على الرحيل إلى شقتها فوافقتها منال فى النهايه بعد أن أوصتها بالإعتناء بنفسها
.........
بعد مرور فتره قصيره
كانت رهف قد وصلت المنزل فدلفت إلى غرفتها هى ويامن وأبدلت ملابسها ثم جلست على الفراش وهى تتطلع حولها بحزن تتمنى أن يعود يامن لتسرد له ما حدث كى يفهمها , ترى ماذا يفعل الأن وكيف يُفكر بها ؟ , أغمضت عينيها بحزن ثم خرجت من الغرفه وتوجهت إلى غرفه المكتب وبحثت عن اللاب توب الخاص بيامن إلى أن وجدته موضوع على الطاوله بجانب الأريكه فحملته وخرجت إلى الصاله
جلست رهف على الأريكه بالصاله وفتحت اللاب توب بعد أن أدخلت إسمها والذى كان يضعه يامن " password " لجهازه , فتحت ملف الصور الخاص بهم ونسخت كل الصور الخاصه بيامن فقط على فلاشه ثم وضعتها بالتلفاز وفتحته فبدأت تظهر صور يامن على الشاشه فجلست رهف على الأريكه وهى تتطلع له بحزن وبدأت تتحدث معه كى تشعر بوجوده معها بالمنزل فالمنزل مُخيف بدونه
........
فى نفس التوقيت
كانت حبيبه جالسه تُفكر وترتب لعيد ميلاد مازن فعلى الرغم من أن الوقت مازال مبكراً إلا أنه رغبت فى البدأ فى تحضير كافه الأشياء كى لا يشعر مازن بأى شىء وكى يكون كل شىء مكتملاً بل ورائع يذهل مازن
نهضت وأحضرت ورقه وقلم وأخذت تكتب الطلبات التى سوف تحتاج إليها
حبيبه لنفسها : كده كل الطلبات كتبتها عشان منساش .. لازم يبقي عيد ميلاد مختلف عن كل مره وهودى الولاد اليوم ده عند ماما وهنزل على الأسبوع الجاى بإذن الله أشتري الحاجات دى وكدا يبقى قدامى وقت عشان لو نسيت حاجه .. أقوم بقي أختار لانجري من اللى جبتهم مع رهف عشان أبقى ألبسه
قامت حبيبه وأخذت تبحث فى خزانتها عن شئ من الأشياء التى إشترتها مع رهف كى ترتديه وبعد فتره من بحثها
حبيبه لنفسها بحماس : طيب ليه ما أنزلش أنا أجيب على ذوقي لوحدى مره .. أهى دى هتبقي أجمل مفاجأه .. أيوه أنا لما هنزل هشتري وأجرب كده
************************************
بعد مرور أسبوع
كانت رهف جالسه فوق الأريكه الموجوده بالصاله وهى ممسكه بهاتفها كعادتها منذ أن عرف يامن بأمر الجروب وترك المنزل وهى تنظر للباب كل لحظه لعله يأتى أو يهاتفها كى تطمئن , رفعت رأسها ونظرت للساعه فوجدتها الواحده بعد منتصف الليل فهتفت قائله بحزن
رهف : إرجع بقى يا يامن .. وحشتنى أوى والله العظيم
مالت رهف على الأريكه فوقعت عينيها على الصوره الخاصه بها هى ويامن فى شهر العسل والموضوعه بالمكتبه أمامها , شردت فى ذكرى إلتقاط تلك الصوره فبدأت بعض الدموع تنهمر من عينيها فأغلقت عينيها وضمت قميص يامن إلى صدرها لعلها تراه بأحلامها عوضاً عن غيابه فى واقعها فلقد إشتاقت له حد الجنون
...........
فى نفس التوقيت
كانت حبيبه واقفه بالمطبخ تقوم بإعداد ساندوتشات لأطفالها وما إن إنتهت حتى خرجت وهى حامله صينيه موضوع فوقها الساندوتشات وكوبين من اللبن وتوجهت إلى غرفه أطفالها
دلفت حبيبه إلى الغرفه فوجدت لارا تقوم بإنهاء واجبها بينما يجلس عمر يلعب ب" الأيباد " الخاص به فإقتربت منهم قائله
حبيبه : كدا يا لارا .. كل ده بتعملى الواجب .. هتنامى إمتى
رفعت لارا رأسها ونظرت لوالدتها وهى تقلب شفتيها بحزن ثم هتفت قائله
لارا : الواجب كتير أوى
حبيبه بجديه : لا مهواش كتير .. أنتى اللى بتلعبى كل شويه وتسيبى الواجب .. ها ده أخر واحد ولا فى كمان
نكست لارا رأسها وهتفت قائله
لارا : لسه فاضل إتنين كمان
إتسعت عينى حبيبه بغضب وما إن همت بالتحدث حتى قاطعها مازن الذى دلف إلى الغرفه قائلاً
مازن : حبايب بابا خلصوا مذاكره
نظرت له حبيبه قائله
حبيبه بضيق : ولا خلصوا حاجه .. لارا بتلعب طول اليوم والأستاذ عمر مبيسبش الأيباد من إيده
نظر لهم مازن بعتاب قائلاً ثم حاوط كتفى حبيبه قائلاً
مازن : شايفين ماما زعلانه منكم إزاى .. تعالوا صالحوها يلا وخلصوا بسرعه عشان تبقى فرحانه
إقترب الأطفال منها قائلين بحب
لارا وعمر : هنخلص الواجب بسرعه يا ماما
نظرت لهم حبيبه قائله بحنان
حبيبه : خلصوا بسرعه وكلوا يلا عشان تناموا عشان مدرستكم الصبح
أومأ الأطفال برأسهم إيجاباً وتوجهوا سريعاً لإنهاء واجبهم المدرسى فإبتسمت حبيبه ومن ثم خرجت هى ومازن وما إن أغلق مازن باب غرفه الأطفال حتى سحب حبيبه سريعاً إلى غرفتهم وأغلق الباب قائلاً
مازن بحب : إيه القمر ده .. أنتى مش ملاحظه إنك بتحلوى يوم ورا التانى
توردت وجنتى حبيبه قائله
حبيبه : عجبتك البيجاما
مازن بهيام : جدا جدا
إقترب منها مازن وأحاطها بذراعيه فإبتعدت عنه حبيبه قائله بخجل
حبيبه : الولاد صاحين يا مازن
مازن بضيق مصطنع : هما قدامهم كتير يعنى
حبيبه بخجل : مش عارفه
نظر لها مازن ولم يعلق فنظرت له بخجل ثم هتفت قائله
حبيبه : أعملك حاجه تاكلها ؟
مازن : لا
حبيبه : طيب أعملك حاجه تشربها ؟
مازن : لا بردو
حبيبه بضحك : طيب عايز إيه ؟
مازن بخبث : أنتى عرفه أنا عايز إيه
حبيبه بخجل : مازن
تنفس مازن بعمق وهو ينظر لها ثم هتف قائلاً
مازن : روحى شوفيهم خلصوا ولا لا
خرجت حبيبه بسرعه من الغرفه وتوجهت إلى غرفه أطفالها بوجنتى متوردتين من شده الخجل والفرحه التى تشعر بها
**********************************
فى صباح اليوم التالى
كانت رهف غافيه على الأريكه وهى ممسكه بقميص يامن حينما سمعت طرقات على باب المنزل عقبها إستمعنت لرنين الجرس فنهضت سريعاً وهى تهتف قائله
رهف : يامن
توجهت رهف سريعاً إلى الباب وفتحته وعلى وجهه إبتسامه واسعه ولكن بهتت إبتسامتها ما إن وجدتها منال بينما نظرت لها منال بحزن لحالتها فوجهها كان شاحب بشده كما أن شعرها كان أشعث وعينيها شديده الإحمرار
دلفت منال إلى الشقه وأغلقت الباب خلفها ثم إحتضنت رهف قائله
منال بعتاب : ليه كدا يا بنتى .. يامن لو شافك كدا هيزعل
إبتعدت عنها رهف ونظرت لها قائله بلهفه
رهف : يامن رجع ؟
نظرت لها منال بحزن وهتفت قائله
منال : لا يا بنتى
نكست رهف رأسها بحزن ثم توجهت إلى الأريكه وجلست فوقها وأخذت تبكى بشده فتوجهت منال خلفها وهتفت قائله وهى تضمها مجدداً إلى صدرها
منال : اللى بتعمليه ده غلط يا رهف .. أنتى مش شايفه وشك عامل إزاى .. يامن هيرجع يا حبيبتى .. هو بس محتاج يهدو ويفكر .. بس هو بيحيك وهيرجع
رهف ببكاء : وحشنى أوى .. أنا تعبانه أوى يا ماما
شددت منال من ضمها إلى صدرها وهتفت قائله
منال : طيب ينفع لما يرجع يلاقيكى عامله كدا .. ينفع يرجع يلاقيكى تعبانه .. وبعدين أنتى مبتاكليش ولا إيه
هزت رهف رأسها بلا فنهضت منال من جلستها وهى تهتف قائله
منال : أنا هعملك حاجه تاكليها .. مينفعش اللى بتعمليه ده
توجهت منال للمطبخ وأعدت بعض الطعام لرهف ومن ثم توجهت لرهف مره أخرى وبعد إلحاح شديد بدأت رهف فى تناول الطعام ولكنها تركته فجأه قائله
رهف : مليش نفس
منال بجديه : طيب إشربى العصير ... يلا عشان خاطرى يا بنتى
بدأت رهف فى إرتشاف العصير وتناول الطعام مجدداً تحت نظرات منال الحانيه
..........
فى نفس التوقيت
كانت سلمى تقف مع والدتها فى المطبخ تساعدها فى طهى الطعام وهم يتحدثون بين الحين والأخر وفجأه شردت سلمى فهتفت والدتها قائله
والده سلمى : روحتى فين يا سلمى ؟
سلمى : معاكى أهو يا ماما .. بس بالى مشغول على وعد
والده سلمى : أنا قرفت والله .. أختك مبتسمعش كلام حد وأدى أخره عمايلها المنيله مع جوزها ومعرفش قاعده بتعمل إيه هناك وأكلمها تقولى مش هاجى وإن ساجد كدا كدا هيرجعلها .. نفسى أعرف جايبه الثقه دى منين .. أنا تعبت والله منكوا أنتوا الإتنين
سلمى بضيق : وأنا مالى أنا يا ماما
أشاحت والدتها بيدها فى ضيق حينما رن جرس الباب فتوجهت سلمى كى ترتدى إزدالها ومن ثم فتحت الباب فوجدت شاباً ممسك بإحدى باقات الزهور فهتفت قائله
سلمى : أيوه
الشاب : حضرتك معايا ورد لمدام سلمى
سلمى : أنا مدام سلمى
أعطاها الشاب باقه الورد فوقعت عينيها على الكارت الموضوع بالباقه ومدون فوقه إسم حسن فوقعت للشات بالإستلام ثم أغلقت الباب وتوجهت إلى والدتها التى هتفت قائله
والده سلمى : مين إللى كان على الباب وإيه الورد ده ؟
قذفت سلمى باقه الورد بالقمامه وهى تهتف قائله
سلمى : ده حسن باعتلى ورد فاكر إنه كدا هيصالحنى يعنى .. بقى رومانسى حضرته دلوقتى
نظرت لها والدتها بضيق فخرجت سلمى من المطبخ , وما لبث أن عادت بعد عده دقائق وحملت الورد من سله القمامه مره اخرى فنظرت لها والدتها وعلى وجهها إبتسامه ماكره فهتفت سلمى قائله
سلمى بإرتباك : حرام نرمى الورد .. ده غالى بردو .. هحطه فى الزهريه أفضل
خرجت سلمى من المطبخ بينما ضحكت والدتها فهى تعلم أن سلمى تعشق حسن حد الجنون ولكنها تتمرد قليلا
........................
يتبع
الحلقه السابعه والعشرين
كانت حبيبه تقف فى أحد محلات بيع الملابس النسائيه تختار بين إحدى القطع حينما رن هاتفها ففتحته وأجابت المتصل قائله
حبيبه : أيوه يا مازن
مازن : أنتى لسه فى الشارع ولا إيه ؟
حبيبه : أه بشترى شويه حاجات
مازن : شويه حاجات .. طيب إوعى تخلصى المرتب الله يكرمك دحنا فى أول الشهر
ضحكت حبيبه وهتفت قائله
حبيبه : متخفش مش هخلصه
مازن : أنا بهزر معاكى .. هاتى كل اللى أنتى عايزاه
حبيبه : بس إفتكر إنك أنت اللى قولت
مازن : ماشى وأنا متحمل نتيجه كلامى
ضحكت حبيبه ثم أغلقت الهاتف وأخذت تتابع ما تفعله إلى أن إستقرت على إحدى القطع فأعطتها للبائعه وتوجهت كى تدفع ثمنها وخرجت من المحل وهى غير مُصدقه لما فعلته للتو فها هى تنزل بكامل إرادتها كى تشترى تلك القطع التى كانت ترفض فى السابق إرتداؤها مهما أصر مازن عليها , إبتسمت حبيبه بخجل وقد توردت وجنتيها لتخيلها منظر مازن ما إن يراها بتلك القطعه
*********************************
بعد مرور عده أيام
كان ساجد جالساً فى مكتبه يُفكر فى نغم ويقارن بين مواقفها ومواقف وعد , مرأت أمامه حياته مع وعد وكيف إنتهي بهم الأمر , كان يحاول أن يعرف أين أخطأ فى معاملته معها لتصبح بهذا الشكل , إنتهي به التفكير بأنه لم يخطئ بحقها ولكنه اخطئ بحق نفسه فقط , يجب من الأن أن يفكر بنفسه وبسعادته لا بأي شخص أخر , وبعد تفكير عميق أدرك أن سعادته لن تكون إلا بجوار نغم تلك الفتاه الرقيقه التى تعلق بها قلبه دون أن يشعر , فتوصل لقرار أن يعرض على نغم الزواج فطلبها كى تحضر لمكتبه وما هى إلا ثوانى وكانت نغم تطرق باب مكتبه فأذن لها بالدخول وسمح لها بالجلوس
ساجد بهدوء : نغم أنا كنت عايزك فى موضوع ضروري
نغم بفضول : خير يا أستاذ ساجد ؟!
ساجد بتوتر : أحم .. أنا عايز أعتذرلك على كل اللى حصل .....................
قاطعته نغم قائله
نغم : لو سمحت يا أستاذ ساجد مش حابه أتكلم فى الموضوع ده .. ويعدين حضرتك أنا متفهمه اللى حصل ومش زعلانه خلاص
إبتسم ساجد وهتف قائلا
ساجد : نغم أنتى كنتى أقرب واحده ليا الفتره اللى فاتت ..خلتينى من غير ما أحس أشوف حاجات كانت قدام عينى بس مكنتش قادر أشوفها
نغم بإستغراب : حاجات إيه ... أنا مش فاهمه حاجه ؟!
ساجد : مش مهم حاجات إيه .. المهم إنى عرفت أنا عايز إيه
توقف ساجد عن الحديث قليلا كى يحاول إستجماع قواه ليعرض عليها أمر الزواج ولكنه وجد الأمر شديد الصعوبه فهتف قائلا بدون مقدمات
ساجد بتسرع : نغم تتجوزينى ؟
نغم بصدمه : إيه .. حضرتك قولت إيه .. تتجوز مين ؟!
ساجد بحب : نغم أنا بحبك وعايز أتجوزك
نظرت له نغم بصدمه شديده فهى لم تتوقع مطلقا أن يطلب منها ساجد الزواج ثم هبت واقفه فجأه ونظرت لساجد نظره تنم عن رفضها لطلبه
نغم برفض : أنا أسفه طلب حضرتك مرفوض يا أستاذ ساجد .. أنا مش بخرب البيوت ولا أنا إنسانه مش كويسه زى ما المدام بتاعتك قالت عشان أقبل عرض حضرتك ده .. بعد إذنك
لم تعطى نغم فرصه لساجد للرد بل تركته وغادرت المكتب وإتجهت إلى مكتبها وهى لا تصدق ماحدث منذ قليل , أما ساجد فكان فى صدمه من رفض نغم له
ساجد لنفسه : طيب إزاى ترفض .. أنا حسيت إنها بتبادلنى نفس الشعور .. إزاى بس
قطع تفكير ساجد إستأذان نغم بالدخول مكتبه مره أخري فظن أنها قد عدلت عن قرارها بالرفض وسوف تقبل عرضه ففرح وأذن لها بالدخول
ساجد بفرحه : نغم كنت عارف إنك ........................
قاطعته نغم وهتفت قائله بحده لم تعلم سببها
نغم بحده : أستاذ ساجد أنا جايه أبلغ حضرتك أن الأستاذ يامن جه فى مكتبه .. حضرتك كنت قولتلى لما يجى أبلغك .. بعد إذنك
تركته مره أخري وخرجت بينما كان هو ينظر فى أثرها بضيق شديد ثم ضرب المكتب أمامه بيده
........
فى المساء
كان يامن يجلس بغرفته فى منزل والدته يفكر فى رهف وماحدث بينهم , وبينما هو يتذكر بعض الأحداث التى دارت بينهم قطع تفكيره دخول والدته إلى الغرفه , جلست منال بجانبه ووضعت كوب العصير الذي بيديها
منال : حبيبى عملتلك عصير المانجه اللى بتحبه
نظر لها يامن بحزن ثم أشاح ببصره للجهه الأخرى فوضعت منال يديها أسفل ذقنه وأدارت وجهه إليها
منال بحب : حبيبى أنت عامل فى نفسك وفى مراتك كده ليه ؟
يامن بحزن : خبت عليا يا ماما .. رهف اللى كنت فاكر إنى أعرف عنها كل حاجه خبت عليا ومش بس كده لا ده جوزنا مجرد تجربه بالنسبه ليها
منال بحب : رهف بتحبك يا بنى صدقنى ومكنتش تقصد تخبي عليك بالعكس دى جت حكيتلى كل حاجه وكانت هتحكيلك كل حاجه .. وبعدين مراتك مش بتعمل حاجه غلط دى بتحاول تساعد الناس وتصلح البيوت .. ومفيش بنت فى الدنيا يا بنى بتدخل تجربه الجواز إلا إذا كانت واثقه من الإنسان اللى معاها .. يعنى جوازها منك كان ثقه فيك وفى إن حياتكم مع بعض هتكون كويسه بإذن الله .. قوم يا بنى وروح لمراتك وصدقنى مراتك إنسانه كويسه أوى أنا ست كبيره وبفهم فى الناس كويس
نظر لها يامن ولم يجيبها ولكن حديثها أخذ يدور برأسه فكم إشتاق لرهف حبيبته وزوجته ولكنه لم يأخذ قراره بعد
منال : تعرف إن مراتك هتتجنن عليك عايزه تعرف أنت فين وتطمن عليك .. هقوم أطمنها بقي حرام قلقها ده
يامن بجديه : ماما لو سمحتى مش عايز رهف تعرف إنى هنا ولا إنكوا تعرفوا عنى حاجه أصلا
منال بإستغراب : ليه بس يا بني ؟!
يامن برجاء : أرجوكى يا ماما ريحينى
منال بحده : حاضر يا يامن بس حرام عليك اللى بتعمله فى مراتك ده وخلى بالك إنى مش راضيه عن اللى بيحصل منك معاها
خرجت منال من غرفه يامن وهى تتأفف من تصرفات ولديها يامن وساجد
منال بسخريه : واحد مراته بتحبه وهو بيحبها وعامل فيها رشدي أباظه ومدوخ البت الغلبانه معاه .. والتانى مراته متنيله وكلنا قولناله عليها لا وبعد كل السنين دى جاى يكتشف أنها مكنتش تنفعه .. جتها نيله اللى عايزه خلف
........
فى نفس التوقيت
كانت وعد تجلس فوق الفراش فى غرفتها وهى تنظر أمامها بحزن وقد ظهرت العديد من الهالات السوداء أسفل عينيها , فها هو ساجد لم يتصل بها منذ أن تركها فى البيت بعد أن طلقها , لقد كانت واثقه بأنه سيأتى لها راكعا فهى تعلم أنه يعشقها إلى درجه تحسدها عليها رفيقتها ولكنه خيب كل ظنونها ولم يأتِ ولم يحاول إسترقاق أى معلومات عنها أو الإتصال بها كى يطمئن عليها ثم يخبرها ولو بالخطأ بأنه كان يتصل برقم أخر وأخطأ بإتصاله بها , على الرغم من أنها لم تشعر تجاهه بتلك المشاعر التى يُكنها هو لها ولكنها تشتاق إليه الأن ولا تعلم السبب فهى لم تشعر من قبل بشوقها له فها هى الأن تغفو كل ليله وهى ضامه إحدى ملابسه إلى صدرها , مالت وعد بجسدها على الفراش وأغمضت عينيها بقهر قائله
وعد : وحشتنى يا ساجد ومش عارفه إزاى مكنتش واخده بالى إنى بكنلك ولو مشاعر بسيطه جوايا
**********************************
فى مساء اليوم التالى
كانت منال جالسه تقرأ وردها اليومى من القرءان الكريم حينما دلف يامن من باب المنزل وألقى السلام عليها متوجهاً إلى غرفته فأغلقت المصحف وهتفت قائله
منال : أنت رايح فين ؟
يامن بإستغراب : رايح أنام يا ماما .. حضرتك عايزه حاجه ؟
منال : مفيش نوم هنا .. إتفضل إرجع بيتك
يامن بصدمه : أنتى بتطردينى يا ماما
منال بجديه : أه يا يامن وإتفضل إرجع البيت لمراتك اللى مموته نفسها من العياط وبتتصل كل يوم تسأل عليك وبسببك بكدب وأقولها إنى معرفش عنك حاجه
يامن بضيق : يوووه يا ماما .. مش وقته بقى .. أنا عايز أنام عشان تعبان
إستدار يامن وهم بالدخول إلى غرفته ولكن أوقفته منال قائله
منال : إستنى هنا قولتلك مفيش نوم وتروح لمراتك .. مش كفايه البيه أخوك إللى قاعدلى فى الأوضه التانيه وما صدق وسايب مراته وإبنه
فى تلك اللحظه خرج ساجد وهو يهتف قائلا
ساجد : إيه يا ماما ؟
منال : أنت مبتسألش على إبنك ليه ؟ .. هى دى المسئوليه اللى أنت بتتكلم عنها علطول يا أستاذ
لم يجيبها ساجد فهتفت قائله
منال : إتفضل يا يامن على بيتك ومتسيبش مراتك كدا متعرفش عنك حاجه وأنت يا أستاذ ساجد أتمنى تتحمل مسئوليه إبنك شويه وتسأل عنه
خرج يامن من المنزل بضيق وإستقل سيارته وظل يجوب الشوارع فى ملل وهو يُفكر إلى أين سيذهب الأن فوالدته ها قد ملت منه ومن مكوثه لديها , إهتدى به الحال فى النهايه إلى التوجه إلى أحد الفنادق للمكوث بها عده أيام ريثما تصبح لديه القدره للعوده إلى المنزل , وما إن وصل إلى الفندق حتى توقف بسيارته ولكنه ظل ماكثا بها غير راغب فى الدخول إلى الفندق ثم أرجع رأسه للخلف وأخذ يُفكر فى حديث والدته عن ضروره ذهابه للمنزل , كما أنه فكر فى رهف التى إشتاق لها على الرغم من غضبه منها فأدار سيارته مجدداً وإنطلق بها إلى منزله هو ورهف
........
بعد مرور فتره قصيره
كان يامن قد وصل إلى المنزل فوضع هاتفه ومفاتيحه على الطاوله ثم توجه إلى غرفته بخطوات هادئه , وما إن فتح باب الغرفه حتى وجد رهف غافيه على الفراش وهى تضم منامته إلى صدرها فأشاح بوجهه بعيدا وتوجه كى يغتسل , وما إن إنتهى حتى إرتدى ملابسه وتوجه إلى الفراش وجاور رهف والتى شعرت به فنهضت مفزوعه فى البدايه ونظرت له قليلا بغير إستيعاب وفجأه إتسعت إبتسامتها وهتفت قائله
رهف : يامن .. يامن أنت جيت ؟
لم يجيبها يامن ولم ينظر لها وأغمض عينيه فنظرت له بحزن ولكنها حمدت الله على عودته ثم غفت جواره مره أخرى
**********************************
فى صباح اليوم التالى
كانت سلمى نائمه بهدوء على فراشها فى منزل والدتها , وكان حسن نائم بجانبها يتأملها وهى نائمه وبعد لحظات أخذت سلمى تتقلب فى نومها دليل على إستيقاظها
حسن بحب : صباح الخير يا حياة قلبي
سلمى بنوم : صباح النور يا حسن
وبعد أن نطقت سلمي بإسم حسن فتحت عينيها سريعا على إتساعهما ونظرت لحسن النائم بجوارها بصدمه لثوانى
سلمى بصراخ : ععععععععع أنت بتعمل إيه هنا ودخلت هنا ازاى.