
رواية ما بين الحب والرغبة
الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23
بقلم هدير الصعيدى
رفعت رهف رأسها من على صدر يامن بهدوء ونظرت له كى ترى هل غفى أم مازال مستيقظا فوجدته نائما فهزته برفق هاتفه
رهف : يامن .. يامن حبيبى
لم يجيبها يامن فتيقنت من نومه فأزاحت يده من حولها برفق ثم نهضت من الفراش ودثرته جيدا بالغطاء وأخذت مئزرها المنزلى وإرتدته ثم خرجت من الغرفه وتوجهت إلى غرفه المكتب , أضاءت رهف نور الغرفه وتوجهت إلى المكتب وجلست على الكرسى وأخذت تتطلع للأوراق أمامها ثم هتفت قائله
رهف : شكله مشفش حاجه
..... فلاش باااااك ......
كانت رهف تهم بدخول الغرفه وهى تبحث عن يامن لأنها لم تجده بالخارج , وما إن رأته يعبث بالأوراق الخاصه بها حتى شهقت بصدمه ممزوجه بالخوف وهتفت قائله
رهف : يامن أنت بتعمل إيه ؟
نظر لها يامن بإستغراب شديد فإقتربت منه سريعا ووضعت الصنيه على المكتب وهتفت قائله
رهف بقلق ممزوج بالخوف : بتدور على إيه ؟
يامن بإستغراب : بدور على ورقه أكتب فيها .. وخلاص لقيتها
أخذ يامن الورقه وهتف قائلا
يامن : ها يا يحي قول .. معلش إتأخرت عليك
كتب يامن ما أخبره به يحى بينما كانت رهف تتابعه بعينيها وهى تبحث أيضا للأوراق الخاصه بها , وما إن أغلق يامن الهاتف حتى نظرت له وهتفت قائله
رهف : القهوه بتاعتك أهى
همت رهف بتجاوزه لكى ترى الأوراق الخاصه بها ولكنه أمسكها هاتفا
يامن بخبث : على فين ؟
رهف بإرتباك : هشوف حاجه
يامن بخبث : تؤ تؤ
عقدت رهف حاجبيها فى إستغراب ولكن يامن لم يمهلها فرصه أخرى للتفكير وحملها فجأه وتوجه إلى غرفتهم تحت تذمرها وإعتراضها والتى أنهته هاتفه
رهف : طيب القهوه .. أنا تعبت فيها عشان أعرف أعملهالك زى ما بتحب
..... عوده إلى الوقت الحاضر ......
لملت رهف الأوراق ووضعتها بالدرج وأغلقته ثم أرجعت رأسها للخلف وزفرت بإرتياح
*******************************
فى صباح اليوم التالى
كان حسن يُغرق نفسه فى العمل كى لا يُفكر فى ماحدث بينه وبين سلمى فهو يري أن الحق لديه فى ما فعله فهذه تسمى غييره من وجهه نظره هو وليست بشك , لذلك لم يجد طريقه ليتوقف عن التفكير سوى العمل
حسن بجديه : محمد خد الملف ده راجعه كويس و بلغنى باللى ناقص عشان أبلغ الشركه تجيبه و...................
قطع حديث حسن رنين هاتفه وعندما نظر للمتصل وجده والده فإعتذر ليجيب على الهاتف
حسن : السلام عليكم ورحمه الله
الحاج يوسف ( والد حسن ) : عليكم السلام ورحمه الله
حسن بإستغراب : خير يا حاج .. أول مره تكلمنى بدري كده
الحاج يوسف بحده : أنت فين دلوقتى ؟
حسن بدهشه : فى الشغل
الحاج يوسف بحده : سيب اللى فى إيدك وتعال بسرعه .. سامع أنا قولت إيه يا حسن .. تسيب اللى فى إيدك وتيجى بسرعه
حسن بدهشه : حاضر يا حاج سامع
ترك حسن عمله بعد أن أوصى محمد بمتابعه العمل جيدا ريثما يعود ثم توجه إلى بيت والده وهو مشغول البال من طريقه والده معه التى يعهدها لأول مره , وما إن وصل إلى منزل والده حتى دخل فوجد والده يشتعل غضبا , فما كان منه الإ أن يجلس ليستمع له
الحاج يوسف بحده : مراتك فين يا حسن بيه ؟
حسن بإرتباك : سلمى .. سلمى قاعده عند مامتها كام يوم كده بتغير جو البيت
الحاج يوسف بجديه : بتغير جو البيت .. ولا سابتلك البيت ومشيت يا بيه يا محترم ؟
حسن بعصبيه : هى الهانم إتصلت إشتكتلك وطبعا طلعتني الراجل الشكاك اللى هدم البيت
الحاج يوسف بعصبيه : إتكلم بأدب يا ولد أحسنلك فاكر نفسك كبرت عليا
هنا تدخلت هاله ( والدة حسن ) لتهدأ من حده الحوار بين إبنها وزوجها
هاله : إهدى بس يا حاج .. حسن ميقصدش .. وبعدين يا بنى والله مراتك لا إتكلمت ولا جت .. ده أنا بتصل بحماتك أطمن عليها حكيتلى على اللى حصل بينكم وإن سلمى طالبه الطلاق ومصممه عليه وهى مش عارفه تعمل معاها إيه
حسن بسخريه : كمان الهانم هى اللى طالبه الطلاق
الحاج يوسف بجديه : حسن أنت شفت حاجه على مراتك .. مراتك بتعمل حاجه مش مظبوطه ؟؟
حسن بإرتباك : لا .. بس يا بابا أنا
الحاج يوسف : قصرت معاك كزوج ؟
وضع حسن عينيه بالأرض وهتف قائلا بإرتباك ممزوج بالإحراج
حسن : لا خالص
الحاج يوسف بحده : أومال بنيت إتهامك لمراتك على إيه ؟
حاول حسن شرح أسبابه لوالديه واللذان لم تقنعهما أى من أسباب حسن
الحاج يوسف بهدوء : بس كده هى دى أسبابك ؟
حسن بضيق : كل اللى بقوله لحضرتك ده وتقولى بس كده
الحاج يوسف بسخريه : لأن دى مش أسباب .. مراتك أشرف إنسانه فى الدنيا وتغيرها معاك أنت السبب فيه مش هي
حسن بحده : هو أنا كل ما أحكى لحضرتك حاجه تغلطنى .. أنا ماشي
خرج حسن دون أن ينتظر كلمه من والده , خرج ولكن عقله مازال يُفكر فى كلمات والده
الحاج يوسف بحزن : شايفه إبنك ياهاله .. هيخرب بيته ومش مستعد يقبل نصيحه من حد
هاله بدموع : ربنا يهديه وينور بصيرته .. أنا هحاول أكلم سلمى وأقعد معاها يا حاج لحسن كده البيت هيتخرب
الحاج يوسف : نكلمها بإذن الله وربنا يحلها من عنده
......
فى المساء
كانت وعد تجلس بالشرفه بمفردها وتُفكر فيما حدث بمنزل رهف وما رأته وكيف سوف تستفاد منه
..... فلاش باااااك ......
ذهبت رهف لتحضر كوب ماء وعصير لوعد لكى تهدأ وعندما غابت رهف عن أعين وعد مسحت وعد دموعها المزيفه وإبتسمت بإنتصار لنجاحها , ولكن لفت إنتباهها بعض الأوراق والتى من الواضح أن رهف كانت تكتب بها شئ فأمسكتهم وأخذت تتطلع إليهم سريعا
وعد بهمس : بقي دى المواضيع اللى أنتى مشغوله بيها .. وإيه ده .. كلام ليامن
قرأت وعد الكلام سريعا ثم هتفت قائله
وعد بهمس : يعنى أنتى مخبيه على يامن ليفكر إنك إتجوزتيه عشان تثبتى أن الجواز مش زى ما ناس كتير فاهمه .. ليفكر جوازكم مجرد تجربه .. ياااه ده أنتى كده يا رهف إتقدمتيلى على طبق من فضه وأنا هعرف أتصرف معاكى
أعادت وعد الأوراق إلى مكانها عندما سمعت وقع خطوات رهف وهى قادمه
....... عوده إلى الوقت الحاضر ........
وعد بإبتسامه خبيثه : ده أنا هخليكى تلفى حولين نفسك يا رهف .. ومبقاش أنا وعد أما خليتك زى الخاتم فى صباعى .. هتشوفى يا رهف وعد تقدر تعمل إيه
إرتشفت وعد رشفات من كوب النسكافيه خاصتها وهى تبتسم بإنتصار
........
فى نفس التوقيت
كان ساجد جالس بمكتبه بعد أن رحل جميع العاملين حتى نغم , كان يُفكر بحياته مع وعد وفجأه قذفت لمخيلته نغم ورقتها , ظل يفكر بنغم وحركاتها وحديثها وكلما تذكر شئ ظهرت الإبتسامه على وجهه , تذكر نغم وهى تضع النسكافيه أمامه لأول مره و إرتباكها الشديد فزادت إبتسامته إتساعا , وظل يتذكر ويبتسم الى أن قضب جبينه فجأه
ساجد بضيق : إيه اللى بتهببه ده يا ساجد .. معقول بتفكر فى واحده تانيه غير مراتك .. ونغم مظهرش منها حاجه تخليك تفكر فيها .. دى بتتعامل بكل أدب وحدود .. أنا هرجع البيت أحسن
أخذ ساجد مفاتيحه الخاصه وتوجه إلى منزله وهو فى يُأنب نفسه على تفكيره ذلك
***********************************
بعد مرور يومين
كانت رهف تجلس أمام التلفاز بعد أن أنهت المكالمه مع وعد فهاتفت يامن , وما إن أجابها حتى هتفت قائله
رهف : حبيبى
يامن : أيوه يا حبيبتى .. فى حاجه ؟
رهف بإستغراب : أنت مشغول ولا إيه ؟
يامن : أه جدا .. عندى شغل كتير
رهف : طيب أنا متصله أقولك على حاجه ومش هعطلك
يامن : أوك
رهف : أنا عايزاك تعزم ساجد على العشا عشان أنا عزمت وعد فال............................
قاطعها يامن بعصبيه قائلا
يامن : تانى وعد .. بردو بتتدخلى فى موضوعهم يا رهف
رهف : يا يامن أنا عزمتها خلاص وأكيد مش هتخلى شكلى وحش قدامها
لم يجيبها يامن فهتفت قائله
رهف : هو أنا بكلم نفسى
يامن : إقفلى يا رهف
رهف بضيق : هو إيه اللى إقفلى .. هتعزمه ولا لا
يامن : معرفش
رهف : طيب أنت جاى إمتى ؟
يامن : مش هعرف أجى على الغدا وهتأخر شويه بالليل لأنى هعدى على ماما
رهف بضيق : طيب يا يامن
أغلقت رهف الهاتف ووضعته بجانبها بغضب بينما هتف يامن قائلا
يامن : بردو بتتدخل وتحللهم مشاكلهم ... إستغفر الله العظيم يارب
......
فى المساء
إرتدت حبيبه إحدى المنامات الخاصه بها وكانت عباره عن برمودا وستره قطنيه ضيقه ثم رفعت شعرها على شكل ذيل حصان وإكتفت بوضع أحمر الشفاه فقط ثم خرجت حيث يجلس مازن بخطوات خجوله
فى تلك اللحظه كان مازن يتصفح هاتفه , وما إن شعر بقدوم حبيبه حتى إستدار برأسه وهو يهتف قائلا
مازن : حبيبه أعمليلى شاى الله يخل.................................
قطع مازن حديثه ونظر لملابس حبيبه ثم تنحنح بخشونه قائلا
مازن : أعمليلى شاى
حبيبه بخجل : حاضر
توجهت حبيبه إلى المطبخ تحت نظرات مازن , وما إن دلفت إلى المطبخ حتى هتفت قائله
حبيبه بخجل : البيجاما دى ضيقه أوى .. أروح ألبس عليها روب
فى تلك اللحظه هتف مازن قائلا من الخارج
مازن : حبيبه حطيلى على الشاى لبن
حبيبه بإرتباك : ح... حاضر حاضر
أعدت حبيبه كوب الشاى بلبن وخرجت بخطوات خجوله أكثر , ضحكت بإرتباك فهى مازالت تخجل كالعروس فى بدايه زواجها على الرغم من مرور أكثر من تسع سنوات على زواجها
أعطت حبيبه الكوب لمازن ثم جلست بجواره , فأخذ مازن يرتشف من الكوب وهو يتابع التلفاز ويختلس النظرات لحبيبه بين الحين والأخر , وأثناء متابعته للتلفاز لاحظ إقتراب حبيبه منه فنظر لها بطرف عينه بإستغراب وفجأه وجدها تضع رأسها على كتفه وتتأبط ذراعه فإبتسم , وأخذا يشاهدان التلفاز على تلك الوضعيه , وما إن أتى أحد الفواصل الإعلانيه حتى وضع مازن يده على وجنته حبيبه بحب ثم أمسك ذقنها ورفع وجهها ونظر لها بحب قائلا
مازن : إيه القمر ده
إبتسمت حبيبه بخجل فإقترب منها مازن قليلا وفجأه رن هاتفه فنظر كلاهما له بخضه لتأخر الوقت ثم أخذه مازن وفتح الخط , ولكن ما هى إلا عده ثوانى وإنتفض من جلسته قائلا
مازن : أنا جاى حالا
.........................
يتبع
الحلقه الثالثه والعشرين
كان يامن وساجد ينتظرون خروج الطبيب الذي يقوم بالكشف على والدتهم , وكان مازن يتابع الحاله مع الطبيب بالداخل وفى تلك الأثناء
ساجد بإستفسار : هو إيه اللى حصل يا يامن ؟
يامن بحزن : مفيش أنا كنت معدى أبص عليها قبل ما أرجع البيت كالعاده وفتحت باب الشقه ودورت عليها كتير لقيتها واقعه فى المطبخ حاولت أفوقها مش بتفوق فشلتها ونزلتها العربيه وإتصلت بيك موبيلك كان مقفول فإتصلت بمازن لأنه دكتور وأكيد يعرف حد يعمل اللازم أول ما أوصل المستشفى
ساجد بحزن : ربنا يستر هما إتاخروا ليه بس ؟
يامن بقلق : إن شاء الله خير .. إدعيلها يا ساجد .. ماما لو جرالها حاجه أنا مش هسامح نفسي
ساجد بحزن : لا إن شاء الله ماما هتقوم بألف سلامه
وفى تلك الأثناء قطع حديثهم هروله رهف تجاههم من شده قلقها
رهف بلهفه وقلق : ماما فين .. وهى عامله إيه ...وحصلها إيه ؟
إقترب منها يامن وربط على كتفها بهدوء وهو يهتف قائلا
يامن : إهدى يا رهف لسه الدكتور معاها جوه ودكتور مازن صاحبى معاه .. إهدى وإدعيلها
رهف بقلق : ربنا يستر يارب
يامن بعتاب : أنا عارف إنك قلقانه بس قولتلك متنزليش من البيت متأخر كدا
رهف : مقدرتش والله .. أنت عارف معزتها عندى يا يامن
ربت يامن على كتفها بحب فإبتسمت له بهدوء ونظرت للغرفه حيث توجد والدته
......
فى الغرفه
مازن بقلق : ها يا بسام .. الحاجه عندها إيه ؟
بسام بإبتسامه : إيه يا بنى مش مستاهله القلق ده كله .. هى بس كان عندها هبوط بسبب إن ضغطها وطى وأنا إديتها حقنه وشويه وهتفوق وتكون كويسه
مازن بإرتياح : الحمد لله .. أخرج أطمنهم بقي زمانهم على أعصابهم
خرج مازن وطمأن يامن ورهف وساجد , وأصر يامن ورهف أن ترافقهم منال إلى منزلهم لتمكث معهم فتره حتى تتعافى ووافقت منال بعد إصرار يامن ورهف عليها
**********************************
بعد مرور يومين
كان ساجد قد وصل إلى مكتبه بعد غياب يومين بسبب وضع والدته الصحى , فما إن دخل وجلس خلف مكتبه حتى طلب نغم لتأتى إليه بأخر الأعمال المتأخره بسبب غيابه , وما هى إلا لحظات حتى كانت نغم تطرق باب المكتب فأذن لها بالدخول فجلست أمامه وهو يتابع الأوراق
نغم بحذر : ممكن أسأل حضرتك سؤال ؟
رفع ساجد رأسه ونظر لها قليلا دون أن يجيب مما أربكها وجعلها تكاد تتراجع عن كلماتها ولكنه هتف قائلا
ساجد بإبتسامه : أكيد إتفضلي
نغم بقلق : هو حضرتك مكنتش بتيجى المكتب اليومين اللى فاتوا ليه .. هو حضرتك كنت تعبان ولا فى حاجه لا قدر الله ؟
رغم إندهاش ساجد من سؤال نغم الإ أن سؤالها وإهتمامها أسعده كثيرا
ساجد بإبتسامه : لا بس والدتى كانت تعبانه وكانت فى المستشفى وأنا كنت جنبها أنا ويامن
نغم بخضه : ألف سلامه عليها وهى عامله إيه دلوقتى ؟ .. أنا مقبلتهاش غير مره أو مرتين فى حفلات بس بصراحه والده حضرتك ست طيبه أوى وتتحب بسرعه
ساجد بإبتسامه هادئه : ربنا يخليكى يارب يا نغم .. هى أحسن دلوقتى الحمد لله
نغم بخجل : هو أنا ممكن أروح أزورها فى المستشفى ؟
شرد ساجد فى موقف نغم وقارنه بموقف وعد , فعلى الرغم من أن نغم لم تري والدته سوي مرات قليله الإ أنها تريد أن تزورها وتطمئن عليها , وهناك وعد زوجته التى لم تفكر حتى فى زياره والدته بالمشفى أو السؤال عنها
ساجد لنفسه ولكن صوته كان مرتفعا : تزوريها ! .. ده وعد مراتى مفكرتش حتى تعرض عليا إنها تروح تبص عليها
نغم بدهشه : أستاذ ساجد .. حضرتك معايا
ساجد بإنتباه : هاااه .. أه طبعا معاكى يا نغم .. كنتى بتقولى تروحى تزوريها بس دى خرجت من المستشفى الحمد لله وهى دلوقتى قاعده عند يامن يومين لحد ما تتحسن وترجع شقتها تانى
نغم : طيب حمد الله على سلامتها ويارب تقوم بألف سلامه
ساجد : الله يسلمك يارب .. ومتشكر جدا على سؤالك
نغم بخجل : العفو يا أستاذ ساجد .. بعد إذن حضرتك
أخذت نغم الأوراق وخرجت إلى مكتبها وعندما جلست خلف مكتبها بدأت تحدث نفسها
نغم لنفسها : أنا إيه اللى هببته ده .. إزاى أقول أروح أزور والدته دى تلاقيها متعرفنيش أصلا .. وإزاى مدام وعد متروحلهاش دى قلة ذوق .. وأنا مالى .. إتلمى يا نغم وخليكى فى شغلك أحسن
عادت نغم لعملها لكى تصرف تفكيرها عن ساجد ووعد
*********************************
فى مساء اليوم التالى
توجه ساجد برفقه وعد لمنزل يامن لتلبيه دعوه رهف لهم على العشاء وللإطمئنان على صحه والدته بعد أن أصر يامن أن تبقي فى منزله , وعندما وصلوا توجهوا لغرفه منال للإطمئنان عليها
وعد برقه مصطنعه : ألف سلامه على حضرتك يا طنط .. والله كنت عايزه أجى أطمن على حضرتك فى المستشفى بس مالك كان تعبانه شويه فمعرفتش أسيبه أنا وساجد فى نفس الوقت
منال بلامبالاه : ولايهمك يا حبيبتى .. عارفه إنك علطول مشغوله .. رهف ربنا يكرمها مسبتنيش لحظه واحده
وعد بضيق : أه ربنا يكرمها .. ماهى فاضيه بقي لا وراها عيل ولا حد يشغلها
حزنت رهف من حديث وعد ونكست رأسها كى لا يري أحد دمعتها فأمسكت منال يدها بحب
منال بحب : إن شاء الله ربنا هيكرمهم بكرمه ونفرح بإبنها زى ما إحنا فرحانين بيها .. يلا يا رهف مش هتأكلينا من أكلك الحلو
رهف بإبتسامه : طبعا يا ماما أنتى تؤمري
إغتاظت وعد من رد منال ودفاعها عن رهف ولكنها حاولت أن تُخفى ضيقها , بينما جهزت رهف الطعام ووضعته على الطاوله ودعتهم جميعا
وعد بمكر : ألا قوليلى يا رهف إيه أخبار الفيس والجروب والبنات اللى بتكلمك ؟
رهف بإرتباك : أحم .. أه الحمد لله
وعد : بتعرفى تحلى بقى كل المشاكل اللى بتجيلك و..........................
قاطعتها رهف بقلق وهى تنظر بطرف عينيها إلى يامن الجالس بجوارها ولكنه لحسن حظها كان يتحدث مع ساجد وغير منتبه لحديثهم
رهف بإرتباك : يعنى يا وعد يعنى
همت وعد بالتحدث مره أخرى ولكن قاطعتها تلك المره منال التى لاحظت مايحدث فحاولت تغيير مجري الحديث لكى لا تربك وعد رهف بحديثها أكثر
منال : أنا قررت بعد بكره بإذن الله إنى أرجع بيتى .. أنا بقيت كويسه أهو الحمد لله
يامن بحب : إيه يا ست الكل هو أنتى زهقتى مننا ولا إيه .. ولا أكل رهف مش عاجبك ؟
منال بإبتسامه : ياريت كل الناس زى رهف وبعدين دى أكلها زى العسل .. ربنا يعلم غلاوتها عندى .. بس أنا برتاح فى بيتى أكتر .. وأنا جيت معاكم بشرط إنى لما أكون كويسه أرجع بيتى
رهف بحب : طيب متخليكى معانا يا ماما
منال : يا حبيبتى أنا فى بيتى هكون مرتاحه .. بس هبقي أجيلكم كل فتره أقضي معاكم كام يوم
يامن : خلاص يا ماما .. وكل يوم جمعه هنتجمع عندك بإذن الله
منال بحب : تنوروا يا حبيبى
ظل الجميع يتحدثون ويمزحون ولكن وعد لا تشترك فى الحديث إلا قليلا وتتابعهم بشئ من الضيق , وبعد إنقضاء السهره عاد ساجد ووعد إلى منزلهم
**********************************
فى صباح اليوم التالى
كان ساجد جالساً بمكتبه بينما كانت نغم تجلس أمامه وهى تنظر بالأوراق أمامها ومن ثم تخبره بما هو هام ثم تسجل رأيه بكل ملاحظه تخبره بها وأثناء حديث نغم لم تتلقى إجابه من ساجد فرفعت رأسها فوجدته يتطلع إليها فإرتبكت وعدلت من وضع نظارتها قائله
نغم : حضرتك معايا يا أستاذ يا ساجد
إبتسم ساجد قائلاً
ساجد : أنا جعان أوى يا نغم .. تيجى نتغدا سوا
فتحت نغم فمها بذهول قائله
نغم : هاااه .. نتغدا أنا وأنت ... أقصد أنا وحضرتك
إبتسم ساجد قائلاً
ساجد : أه .. إيه رأيك ؟
إبتلعت نغم ريقها ونكست رأسها قائله
نغم : مش هينفع أخرج أكل برا للأسف طالما مش فى شغل
لم يجيبها ساجد فرفعت رأسها كى تنظر له فربما غضب من حديثها ولكنها وجدته يبتسم فعقدت حاجبيها بإستغراب ثم هتفت قائله
نغم : أنا ممكن أطلب أكل لحضرتك
هتف ساجد سريعاً
ساجد : بس هتاكلى معايا
أومأت نغم برأسها إيجاباً وهى تبتسم بهدوء فإتسعت إبتساتمه ساجد فنهضت نغم من جلستها وأخذت الأوراق ثم توجهت كى تطلب الطعام
........
بعد مرور فتره قصيره
كانت نغم تجلس برفقه ساجد على طاوله الإجتماعات يتناولون طعامهم وكانت نغم تتناول طعامها بخجل شديد بينما كان ساجد يختلس النظرات لها بين الحين والأخر وفجأه تذكر وعد فبهتت إبتسامته وبدأ صوت يتردد بداخله بخيانته لها , كيف يُجالس سكرتيرته هكذا ويتحدث معها , بل يتناول طعامه معها بأريحيه تاركاً وعد وحيده بالمنزل
نهض ساجد من جلسته فجأه فنظرت له نغم بخضه قائله
نغم : فى حاجه يا فندم
نظر لها ساجد قائلاً بحده
ساجد : أنا مروح البيت .. سايب وعد لوحدها .. وحشتنى أوى
نظرت له نغم بخجل ممزوج بالحزن فهى لا تعلم لما يتحدث هكذا , لما يخبرها بإشتياقه لوعد , قلبها يكاد ينزف من شده حزنها بسبب حديثه ذاك
خرجت نغم من شرودها على صوت إنغلاق باب الغرفه بقوه فنظرت للباب فوجدت ساجد قد إختفى فنهضت من جلستها بحزن ولملمت بقايا الطعام بحزن وهى تؤنب نفسها على كونها سمحت لنفسها بالجلوس مع ساجد وتناول الطعام معه , تباً لقلبها الذى يسوقها دائماً إلى الألم والحزن
...........
بعد مرور عده دقائق
كان ساجد قد وصل إلى منزله لا يعلم كيف قاد سيارته فى تلك الدقائق ولكنه كان يقود بسرعه جنونيه
دلف ساجد إلى المنزل فوجد وعد جالسه تشاهد التلفاز ويجلس بجانبها مالك ينهى واجبه المدرسى , وما إن رأته وعد حتى نظرت له بإستغراب لقدومه فى مثل هذا الوقت
وعد بإستغراب : ساجد .. أنت جيت بدرى أوى كدا ليه ؟
لم يجيبها ساجد بل ظل ينظر لها قليلاً ثم إقترب منها ومال بجسده قليلاً وهمس بجوار أذنها قائلاً
ساجد : تعالى عايزك شويه
تجمدت معالم وعد ثم هتفت قائله بضيق
وعد : ومالك .. أنت راجع عشان كدا بقى
لم يهتم ساجد لحديثها فهو لا يرغب بالشجار معها فنظر لمالك وهتف قائلاً
ساجد : مالك يا حبيبى أعمل الواجب وخلصه عقبال ما نيجى .. عايز أخرج ألاقيك مخلص كل حاجه عشان أجيبلك حاجات حلوه كتير
أومأ مالك برأسه فى فرحه فأمسك ساجد بيد وعد كى تنهض ومن ثم سحبها خلفه إلى الداخل فهتفت قائله بضيق
وعد : إيه يا ساجد الأسلوب ده .. أنا مبحبش كدا
دلف ساجد هو ووعد إلى غرفتهم فأغلق ساجد الباب ونظر لوعد قليلاً فزفرت وعد بضيق قائله
وعد : على فكره مش هينفع الأيام دى فريح نفسك
وضع ساجد يده على فمها كى تصمت ثم ضمها إلى صدره بقوه قائلاً
ساجد : أنا بحبك أوى يا وعد .. بحبك أوى والله
أبعدها عن صدره ونظر بعينيها قائلاً
ساجد : مبحبش أشوفك أبدا زعلانه .. عمرى ما حبيت حد زى ما حبيتك
همت وعد بالتحدث وقد تراخت ملامحها قليلاً فوضع ساجد يده مجدداً على شفتيها قائلاً
ساجد : عايزك تسمعينى بس .. .. مش عايزك تضايقى منى أبدا .. لو فى حاجه أنا عملتها زعلتك قوليلى .. لو ضايقتك فى أى حاجه قوليلى .. عايزك علطول مرتاحه ومبسوطه
نظرت له وعد ولم تجيبه فضمها ساجد إلى صدره قائلاً
ساجد : خليكى جنبى يا وعد .. عشان خاطرى متبعديش عنى .. أنا محتاجلك أوى .. ممكن
أومأت وعد برأسها إيجاباً فشدد ساجد من ضمها إليه ومن ثم حملها متوجهاً إلى فراشهم وظل يتحدث معها ويخبره بحبه لها بينما كانت تستمع إليه بحيره ممزوجه بالإستغراب وفجأه نهض وأخبرها أن تبدل ملابسها هى ومالك كى يتناولوا الطعام بالخارج فإبتسمت وعد بفرحه
.........
فى المساء
كان يامن جالس بجوار رهف على الأريكه الموضوعه بالصاله يشاهدان أحد الأفلام , وما إن أتى فاصل إعلانى حتى فتحت رهف هاتفها كى تتصفحه قليلا ولكنها نظرت جانبها بإستغراب ما إن لاحظت نظرات يامن المسلطه عليها
رهف : بتبصلى كدا ليه ؟
وضع يامن يده على وجنتها وهتف قائلا
يامن : كل ما أفكر إن ربنا رزقنى بواحده زيك أنسى كل المشاكل اللى فى حياتى واللى ممكن تقابلنى
نظرت له رهف وقد إلتمعت عينيها بحب فأمسك يامن يدها وقبلها ثم هتف قائلا
يامن : أنتى جميله من جوا أكتر مما تتخيلى .. يابختى بيكى
إبتسمت رهف بفرحه ثم إحتضنته وهى تهتف قائله
رهف : ربنا يخليك ليا يا يامن .. أنا بحمد ربنا كل يوم إنك موجود فى حياتى .. بحبك أوى
........
فى نفس التوقيت
كان مازن يجلس بالعياده الخاصه به يُفكر فى تصرفات حبيبه الأخيره وتغيرها معه فى تلك الفتره
مازن : يااه يا حبيبه .. لو تعرفى أنا دلوقتى عامل إزاى كنتى تتغيرى من زمان .. أنتى أه متغيرتيش بشكل كلى .. بس أنا حاسس بإنك بتحاولى وده مفرحنى أوى
إبتسم مازن وفجأه خطرت بباله فكره فأمسك هاتفه وهاتف والده حبيبه , وما إن أجابت حتى هتف قائلا
مازن : إزى حضرتك يا طنط ؟
نوال : إزيك يا بنى ؟ .. عامل إيه ؟
مازن : الحمد لله أنا بخير .. بقول لحضرتك إيه .. هو ممكن الولاد يفضلوا عندك النهارده وأجى أخدهم بكره
نوال : طبعا يا بنى
مازن : متشكر أوى يا طنط .. ومعلش أنا عارف إنهم بيتعبوكى بس ملناش بركه غيرك بقى
نوال : وهو أنا ليا غيركوا يا بنى .. ربنا يحفظكم ويهدى سركم .. خلى بالك من حبيبه يا مازن .. دى طيبه يابنى وبتحبك
مازن : فى عنيا يا طنط
أغلق مازن هاتفه وخرج من العياده وإستقل سيارته وهو يهاتف حبيبه
مازن : بيبه بتعملى إيه ؟
حبيبه : بتفرج على التليفزيون
مازن : طيب قومى إلبسى عشان أنا قدامى ربع ساعه وأكون عندك
حبيبه : هنروح نجيب الولاد يعنى ولا إيه ؟
مازن : أه .. يلا قومى بقى
حبيبه : طيب هو ممكن تجيبهم أنت وأنا أفضل فى البيت .. مش قادره أقوم الصراحه
مازن : يلا يا حبيبه يا كسلانه
حبيبه : يا مازن بس ......................
مازن بجديه : يلا بقى
حبيبه بتبرم : حاضر
نهضت حبيبه وأبدلت ملابسها ثم نزلت إلى مازن الذى كان ينتظرها بالأسفل , وما إن إستقلت معه السياره حتى إنطلق بها مازن سريعا فهتفت حبيبه قائله
حبيبه : أنا كلمت ماما بس مبيردوش .. أنت كلمتهم .. ليكونوا نايمين
مازن : أه كلمتهم
حبيبه : طيب قاللولك إيه ؟ .. لبسوا يعنى ولا إيه ؟
مازن : قولتلهم يباتوا وهنبقى ناخدهم بكره
إستدارت حبيبه ونظرت له بإستغراب ثم هتفت قائله
حبيبه : يباتوا ! .. أومال إحنا رايحين فين ؟
أمسك مازن يدها وهتف قائلا
مازن : قولت أعزمك على العشا .. إيه مينفعش
حبيبه بدهشه : هاااه
نظر لها مازن وإبتسم ثم هتف قائلا
مازن : تحبى تاكلى فين بقى ؟
لم تجيبه حبيبه ونظرت له بفرحه كبيره فأمسك يدها وقبلها بحب هاتفا
مازن : هختار أنا بقى بما إنك ساكته كدا
نظرت له حبيبه بحب وعلى وجهها إبتسامه ممزوجه بالخجل , وما إن وصلوا حتى دلفوا سويا وتناولوا طعام العشاء , وعقب إنتهائهم فاجأها مازن بحجزه لتذكرتين فى إحدى الأفلام بالسينما مما زاد من فرحتها , فتلك لم تكن طبيعته ولكنه فعل ذلك فقط من أجلها هى
*********************************
بعد مرور يومين
كانت سلمى جالسه بغرفتها تفكر فيما حدث حينما رن هاتفها فنظرت له فوجدت المتصل هو حسن فقلبت الهاتف ولم تجيب وهتفت قائله
سلمى بسخريه : لسه فاكر تكلمنى .. لا كتر خيرك والله
فى تلك اللحظه دلفت والده سلمى إلى الغرفه وهى تهتف قائله
والده سلمى : بردو مبترديش عليه
نظرت لها سلمى بإستغراب ثم هتفت قائله
سلمى : أنتى عرفتى منين إن هو اللى بيتصل ؟!
والده سلمى : مترديش على سؤالى بسؤال
سلمى بضيق : هو البيه كلمك يشتكيلك إنه يا حرام بيكلمنى من إمبارح وأنا مبردش .. عنده دم أصلا يعترض على عدم ردى .. هو ليه عين يكلمنى .. وجاى يكلمنى دلوقتى .. بعد ما أنا مرميه هنا بقالى يجى أسبوع
والده سلمى بغضب : أنتى باين عليكى إتجننتى .. إتكلمى عن جوزك بطريقه محترمه
نهضت سلمى بعصبيه وهتفت قائله
سلمى : أنتى بتدافعى عنه .. هو مين فينا اللى يهمك .. أنا ولا هو .. وزعلانه إنى بقول عليه الكلام ده .. ده واحد شاكك إنى بخونه
والده سلمى : وعايزه إيه يعنى دلوقتى .. الراجل بيكلمك .. ردى عليه شوفيه هيقول إيه
سلمى بعصبيه : أرد عليه .. أرد أشوفه وقت ما حضرته قرر إنه يعبرنى .. والمفروض بقى إنى أروح جرى أرد وأقوله تحت أمرك يا حسن بيه ... الجاريه اللى مشتريها جاهزه للى حضرتك هتقوله وتقرره مش كدا
نظرت لها والدتها بغضب وهتفت قائله
والده سلمى : مهو إسمعى بقى .. أنا معنديش بنات تطلق وترجعلى هنا .. وجوزك هتردى عليه ورجلك فوق رقبتك .. وعلى فكره أمه هى اللى كلمتنى من شويه وقالتلى إنه سايب البيت وقاعد عندها وحالته بقت وحشه أوى وبيكلمك من إمبارح وأنتى مش بتردى عليه
سلمى بعند : ومش هرد
نظرت لها والدتها بغضب ثم تركتها وخرجت من الغرفه فجلست سلمى على الفراش بغضب شديد وظلت تهز ساقها بعصبيه
..........
بعد مرور فتره قصيره
خرجت سلمى من غرفتها بهدوء عكس الحاله التى كانت عليها مسبقا , وما إن رأتها والدتها حتى هتفت قائله بإستغراب
والده سلمى : أنتى رايحه فين كدا ؟
سلمى : رايحه البيت
إبتسمت والدتها بفرحه وهتفت قائله
والده سلمى : وحسن هيسبقك على هناك ولا هو جه تحت ولا إيه ؟
سلمى بضيق : ولا أى حاجه من دول .. أنا رايحه البيت أجيب حجات يا ماما .. مش راجعه البيت ولا راجعه لحسن
نظرت لها والدتها بضيق فهتفت سلمى قائله
سلمى : أنا نازله عشان متأخرش
.......
بعد مرور ساعه
كانت سلمى تجلس على فراشها بغرفتها هى وحسن تتذكر ما شهدته تلك الغرفه حينما شك بها حسن وأنهى شكوكه بضربها وهذا لم يحدث طيله فتره زواجهم , تركت سلمى العنان لدموعها كى تهبط ثم نهضت وتوجهت إلى خزانه الملابس وأخذت تنتقى منها بعض الملابس , وما إن إنتهت حتى بدأت فى وضعهم بالحقيبه الموضوعه على الفراش ثم دلفت إلى الحمام لتُحضر باقى أغراضها , وما إن همت بالخروج حتى إنتفضت وشهقت بصدمه فنظر لها حسن والذى دلف للتو إلى الغرفه بصدمه أكبر وهتف قائلا
حسن : سلمى