رواية ما بين الحب والرغبة الفصل الثاني 2 الثالث 3 بقلم هدير الصعيدى

رواية ما بين الحب والرغبة

الفصل الثاني 2 الثالث 3

بقلم هدير الصعيدى 

فى صباح اليوم التالى 

كانت حبيبه تعد طعام الغذاء بعد ذهاب مازن إلى عمله , وبينما هى منشغله فى إعداد الطعام  سرحت بفكرها لتتذكر ليله زفافها

 


... فلاش بااااك ....


كان مازن ينظر لحبيبه والتى كانت تنظر للأرض بخجل شديد ثم هتف قائلا 

مازن بإبتسامه : مش يلا ننام بقي

حبيبة بإرتباك : هاااه ... أأأوك يلا  .. أصلا الفرح كان متعب أوى 


كان كل ما يشغل بال حبيبه هو كيف ستغفو بجوار رجل لأول مره بحياتها فهى لم تكن تعلم شئ عن أحداث مثل هذه الليله


توجهت حبيبه مع مازن إلى الغرفه بإرتباك بينما كان يعلو وجهه إبتسامه واسعه وكان ينظر لها بفرحه لخجلها ذلك فهى تزداد جمالا بذاك الخجل 


.... 


بعد مرور فتره قصيره 


كشف مازن الغطاء وهو يسحب نفسه من جانب حبيبه والضيق متمكن من ملامحه بينما كانت حبيبه ترتعد من الخوف 


مازن محاولا أن يبدو هادئا : عادى يا حبيبه أنا هسيبك لحد ما تتعودى وتاخدى عليا لأن واضح إنك مكسوفه زياده .. أنا داخل أخد دش 


تركها مازن وإتجه الى الحمام , بينما ظلت هى على الفراش تتخلل الصدمه ملامح وجهها ثم بدأت تبكى بدون صوت 


حبيبة بدموع لنفسها : أنا محدش قالى أن الجواز كده

 


...... عوده إلى الوقت الحاضر .......  


عادت حبيبة من ذكرياتها على جرس الهاتف فمسحت الدموع التى تجمعت بعينها وهى تهدد بالهبوط  وذهبت لتجيب الهاتف 


....... 


فى نفس التوقيت 


كانت رهف قد إستيقظت للتو من نومها وهى تحك رأسها حينما سمعت جرس الباب وعقبه هتاف والدتها بإسمها فنهضت من الفراش وخرجت كى تفتح الباب وهى تهتف قائله 


رهف بضيق : مفيش غير رهف فى البيت .. كل شويه رهف رهف 


فتحت رهف الباب وهى تفرك عينيها وفجأه إتسعت عينيها بإستغراب ما إن رات يامن يقف أمامها وهو ينظر لها بإستغراب هو الأخر فهتفت قائله 


رهف بعدم إستيعاب : يامن ! 


نظر لها يامن وإلى شعرها الأشعث وهتف قائلا 

يامن : هو أنتى بتصحى كدا كل يوم من النوم ؟ 


نظرت له رهف قليلا بعدم فهم وفجأه إتسعت عينيها بصدمه ما إن تذكرت بأنها خرجت من غرفتها دون أن ترتدى إزدالها حتى أو تمشط .............. 


قطعت رهف حديثها الداخلى ثم إستدارت قليلا ونظرت فى المرآه المجاوره للباب وما إن رأت هيئتها المزريه حتى إنطلقت إلى غرفتها بسرعه البرق وتركت يامن يكاد يفقد توازنه من شده الضحك 


ما إن مرت رهف سريعا من أمام المطبخ دون أن تجيب على تساؤلات والدتها حول الطارق حتى خرجت والدتها من المطبخ كى ترى من , وما إن رأت يامن يقف على الباب حتى نظرت له فى البدايه بإستغراب لشده ضحكه ثم هتفت قائله 


أمانى بإستغراب : أنت واقف على الباب ليه يا يامن ؟ .. إتفضل يا بنى 


إعتدل يامن فى وقفته ثم إبتسم بهدوء لأمانى ودلف وهو يهتف قائلا 

يامن : إزى حضرتك يا طنط ؟ 


أغلقت أمانى الباب وهتفت قائله 

أمانى : الحمد لله يا بنى .. إتفضل وثوانى وهنادى محمود من جوا 


إبتسم لها يامن ثم جلس على الأريكه , بينما دلفت أمانى كى تخبر زوجها محمود ثم توجهت لترى رهف والتى كانت تجلس على الفراش وهى عابسه بوجهها 


ما إن دلفت أمانى إلى غرفه رهف حتى أغلقت الباب ثم هتفت قائله 

أمانى : فى إيه يا رهف ؟ .. وكنتى بتجرى كدا ليه وسايبه خطيبك على الباب 


رفعت رهف رأسها ونظرت لأمانى وهى مازالت عابسه ثم هتفت قائله 

رهف : إزاى محدش يقولى إن يامن على الباب 

أمانى : أنا فكراكى عارفه إنه جاى يفطر معانا عشان رايح مع بابا مشوار 

رهف : لا معرفش يا ماما وطلعت قدامه كدا 

أمانى : عادى إيه المشكله .. ما أنتى لابسه بجاما طويله أهو وأنتوا كاتبين كتابكم فمش حرام .. إيه المشكله


نظرت لها رهف بضيق ثم هتفت قائله 

رهف : إيه المشكله ! .. المشكله إنى منكوشه وشكلى زى العفريت .. ينفع يشوفنى بالمنظر ده 


نظرت لها أمانى قليلا ثم إنفجرت فى الضحك فنظرت لها رهف بإستغراب فهتفت أمانى قائله 

أمانى : عشان كدا لما خرجت لقيته بيضحك وأنا أقول ياربى بيضحك على إيه وفكرتى بيضحك عليا وظلمته 


نظرت لها رهف بغيظ ثم هتفت قائله 

رهف : إطلعى يا ماما خلينى أغير وألبس حاجه عدله عشان أحاول أمحى الصوره اللى شافها دى من راسه خالص 


نظرت لها أمانى وهى مازالت تضحك ثم خرجت من الغرفه تحت نظرات رهف الغاضبه  


....


بعد مرور ساعتين 

فى الشركه الخاصه بساجد ويامن 


كان ساجد جالس على مكتبه وهو يتابع الأوراق أمامه والتى كانت تضعها نغم بالترتيب كى يوقعها , وأثناء قراءته لإحدى الأوراق إختلست نغم بعض النظرات له ثم أغمضت عينيها وهى تستنشق عطره الذى يظل متواجداً حتى بعد رحيله , وما إن تعود فى اليوم التالى تجده مازال متواجدا أيضا .. تُرى من أين يأتى بذلك العطر الذى يكاد يذيب كافه حواسها 


إنتفضت نغم فجأه وخرجت من مراقبتها لساجد ما إن نظر لها ساجد وهتف قائلا 

ساجد : نغم أنتى معايا ولا نمتى ولا إيه ؟ 


نظرت له نغم بخضه ثم قامت بضبط نظارتها الطبيه وهى تهتف قائله 

نغم : مع حضرتك يا فندم 


نظر لها ساجد بإستغراب ثم هتف قائلا 

ساجد : طيب خدى الأوراق دى ووصليها لأستاذ عبد الله وقوليلهم لما يامن يوصل يبلغونى 


حملت نغم الأوراق ثم هتفت قائله وهى تتوجه إلى الباب كى تلبى ما أمرها به ساجد 

نغم : تحت أمرك يا فندم 


خرجت نغم من المكتب بينما أمسك ساجد هاتفه كى يلهو به قليلا ثم يعاود متابعه العمل 


..... 


فى المساء 


كان ساجد يجلس بمكتبه وهو يفكر فى أمر ما كى يحاول تلطيف الأجوا مع وعد ففكر قبل ذهابه للبيت أن يشتري باقه ورود حمراء لها وبالفعل توجه لشرائها ثم توجه إلى المنزل وهو فى قمه سعادته منتظراً رد فعل وعد على مفاجأته الرومانسيه تلك 


ما إن وصل ساجد للمنزل حتى توجه إلى حيث تجلس وعد فوجدها جالسه تشاهد التلفاز فإقترب منها قليلا وهتف قائلا وهو يخفى باقه الورد خلف ظهره 


ساجد بحب : وعد ..غمضي عينك

وعد بلامبالاه : ليه هنلعب يا ساجد ؟

ساجد بإصرار : غمضي بس 


أغمضت وعد عينيها وهتفت قائله 

وعد بإستسلام : أهو غمضت 


قام ساجد بحركه مسرحيه وأخرج الورد ووضعه بين يدي وعد وهو يميل قليلا بجسده للأمام 

ساجد : تراااا .. أحلى ورد لأحلى زوجه فى الدنيا 

 

فتحت وعد عينيها ونظرت للورد الذى وضعه ساجد بيديها بفتور ثم وضعته جانبها 

وعد بفتور : ميرسي يا ساجد

ساجد بخيبه أمل وضيق : والله وأنا اللى عمال أتخيل رد فعلك هيكون إيه .. تقومى تقوليلى فى الأخر ميرسي يا ساجد .. طيب يا وعد العفو 


ثم تركها وتوجه إلى غرفه نومهم ليبدل ملابسه وهو يزفر فى ضيق , بينما نظرت وعد للورد بجانبها بلامبالاه  ثم هتفت قائله  


وعد بفتور : كنت جبتلى خاتم ألماز أو دهب أفضل هعمل إيه بشويه الورد دول 


...... 


بعد مرور عده دقائق 


خرج ساجد من غرفته وهو يتصفح هاتفه , وما إن وصل حيث تجلس وعد حتى هتف قائلا 

ساجد : وعد عملتى الأكل ؟

وعد : لا مكنش عندى وقت بعد مارجعت من النادي .. إطلب دليفري 

ساجد بعصبيه : والله وأنا متجوز علشان أطلب دليفري

وعد بضيق : ساجد صوتك والجيران 

ساجد بغضب : الله يحرق الجواز واللى عايز يتجوز دي بقت عيشه تقرف 


ثم تركها وإتجه لغرفه مكتبه والغضب متملك منه بشده  وظل يجوب الغرفه ذهابا وإيابا , وبعد فتره كان قد هدأ قليلا وفكر أنه يجب أن يتعامل مع زوجته بهدوء ورحمه فخرج من المكتب وتوجه إلى الصاله ولكنه لم يجدها ووجد التلفاز مغلق فتوجه إلى غرفه نومهم , وما إن دلف إلى الغرفه حتى وجدها تقف أمام الشرفه فتوجه إليها ووضع يده على كتفها وهتف قائلا 


ساجد بحب : وعد متزعليش إنى إتعصبت بس ضغط الشغل كتير عليا 

وعد بضيق : راعى إن جنبنا جيران يا ساجد من فضلك 


أدارها ساجد إليه ثم أمسك يدها وقبلها وإحتضنها وهو يهتف قائلا 

ساجد بأسف : حقك عليا هاخد بالى من إنفعالاتى بعد كده

 


إحتضنته وعد ببرود وبدون مشاعر بينما كان ساجد يحتضنها بحب فهو حقا يعشقها 


....... 


فى نفس التوقيت 


كانت حبيبه تضبط حجابها أمام المرآه وما إن إنتهت حتى أخذت المفاتيح الخاصه بالمنزل ثم خرجت وتوجهت إلى الشقه المقابله لها حيث تسكن صديقتها سلمى والتى كانت تنتظرها حسبما إتفقتا فى الصباح 


جلست حبيبه على الأريكه الموضوعه بالصاله فى إنتظار سلمى التى توجهت كى تحضر أكواب العصير , وما إن أتت سلمى حتى هتفت حبيبه قائله 


حبيبه : ممكن تقعدى بقى وكفايه تجيبى فى حجات من المطبخ كدا .. هو أنا ضيفه يا سلمى 


جلست سلمى بجوارها على الأريكه وهى تهتف قائله بتهكم 

سلمى : أنا جايبه حجات نتسلى فيها وإحنا قاعدين عشان منقمش كل شويه ونجيب حاجه 


نظرت لها حبيبه قليلا ثم هتفت قائله 

حبيبه : طيب ياختى دايما غلبانى فى الكلام 

سلمى بفخر : طبعا يا بنتى 


إبتسمت حبيبه ثم هتفت قائله 

حبيبه : تعرفى يا سلمى أنتى بتهونى عليا تعب اليوم كله بالشويه اللى بقعدهم معاكى دول 


ربتت سلمى على قدمها بحب , بينما نظرت لها حبيبه ثم هتفت قائله 

حبيبه : سلمى أنتى كويسه ؟ 

سلمى بحزن : تعرفى يا حبيبه لما حسن إتقدملى زمان كنت طايره من الفرحه .. أكيد إبن الجيران اللى بقعد أبص عليه وبقالى سنين بحبه عبرنى وجه يتقدملى .. يوم خطوبتنا قالى أنا بحبك أوى ومن زمان كمان بس كنت مستنيكى لما تدخلى الجامعه وأتقدملك عشان كنتى صغيره 


صمتت سلمى قليلا ثم هتفت قائله وكأنها ترى تلك الذكريات وهى تتجسد أمام عينيها 

سلمى : بعدها بكام شهر سألته ممكن فى يوم تبطل تحبنى يا حسن .. رد عليا بسرعه وقالى لا طبعا .. فى حد يبطل يحب نفسه .. وأهو بطل يحب نفسه اللى قال عليها 


نظرت لها حبيبه بعتاب ثم هتفت قائله 

حبيبه : لا يا سلمى حسن مبطلش يحبك .. أنتى بس اللى بترمى ودانك للشيطان وده غلط 

سلمى بحزن : حسن بطل يقولى بحبك يا حبيبه .. بعد ما كان بيتحايل عليا عشان أقولهاله بقيت أنا اللى بشحت منه الكلمه 

حبيبه : متقوليش الكلام ده .. تشحتى منه إيه بس .. هو حسن متجوزك تخليص حق يعنى .. ده أنتوا واخدين بعض عن حب 


نظرت لها سلمى وإبتسمت إبتسامه باهته ثم هتفت قائله وهى تنهض من جلستها 

سلمى : خلينا نشوف أى حاجه فى التليفزيون تخرجنا من القرف اللى إحنا فيه ده 

 

                *******************************


فى مساء اليوم التالى 


كانت حبيبه جالسه أمام التلفاز تشاهد إحدى الأفلام الهنديه وهى تمسك بيدها مشروبها المميز   " النسكافيه " حينما أتى مازن وجلس بجانبها فإنتفضت ونظرت له بصدمه فهتف مازن قائلا 


مازن بإستغراب : أنتى للدرجادى كنتى سرحانه ؟ 

حبيبه بخضه : أنت جيت إمتى ؟ 

مازن : لسه جاى حالا 

حبيبه : أنا سرحت مع الفيلم ومحستش بيك خالص 


نظر مازن إلى ما تشاهده ثم هتف قائلا 

مازن : هندى بردو .. الناس كلها بقت بتتفرج على الهندى ده ... ده حتى جمال عندى فى العياده كل أما أدخل ألاقيه جايب الهندى ده 

حبيبه بإبتسامه : عشان الهندى ده حلو .. معرفش ليه أنت مبتحبوش 


نهض مازن من جلسته وهو يهتف قائلا 

مازن : أنا راجل عملى مليش أنا فى جو الرومانسيه والمياصه دى 

حبيبه بتهكم : مياصه ! 


نظر لها مازن ثم هتف قائلا 

مازن : أنتى مش هتنامى ؟

حبيبه بإستغراب : هو أنت هتنام دلوقتى ؟ 

مازن : أه عشان تعبان اوى وعندى شغل الصبح بدرى 

حبيبه بضيق : طيب 


مال مازن بجسده قليلا وقبلها على جبينها ثم إعتدل وهو يهتف قائلا 

مازن : تصبحى على خير يا بيبه 

حبيبه بضيق : وأنت من أهله 


دلف مازن إلى الغرفه بينما قلبت حبيبه ملامحها وأكملت مشاهده الفيلم بعبوس إلى أن راحت فى سبات عميق على الأريكه 


....... 


فى نفس التوقيت 


كان ساجد ووعد يشاهدون التلفاز بغرفتهم وكانت وعد تتابع الفيلم بإهتمام وفجأه أخذ ساجد جهاز التحكم وأطفأ التلفاز مما أثار ضيق وعد

 

وعد بضيق : يوووه يا ساجد طفيته ليه أنا بتفرج عليه

ساجد بإبتسامه ونظرات ماكره : وحشتينى

 


وهم ساجد بأن يقترب منها ولكن أوقفته وعد بيدها وهى تهتف قائله 

وعد بضيق : أنا أسفه يا ساجد بس أنا تعبانه ومش قادره ومحتاجه أرتاح 

ساجد بضيق : فى إيه يا وعد مش ملاحظه إن كل ما أقولك وحشتينى وأقرب منك تقولى تعبانه

وعد بضيق : يوووووه بقولك تعبانه يا أخى قدر شويه 


نظر لها ساجد بضيق ونهض من الفراش تاركا لها الغرفه بأكملها وهو يتمتم ببعض الكلمات الغاضبه 


.... 


بعد مرور فتره قصيره 


عاد ساجد إلى الغرفه فوجد وعد تتابع التلفاز مره أخري , وما إن رأته حتى أشاحت بوجهها متجاهله إياه فهتف قائلا 


ساجد بجديه : وعد إحنا لازم نروح لدكتور نفسي


الفصل الثالث 


إتسعت عينى وعد بصدمه ممزوجه بالغضب مما هتف به ساجد قبل لحظات بينما نظر لها ساجد بجديه فهتفت وعد قائله وهى تنهض من الفراش 


وعد بعصبيه ممزوجه بالغضب : أنت إتجننت ولا إيه .. دكتور إيه اللى بتتكلم عنه أنت شايفنى مجنونه قدامك 


إقترب منها ساجد وأمسك بذراعها وهتف قائلا بغضب 

ساجد : إتكلمى بأدب أحسنلك 


حاولت وعد تحرير ذراعها من يده القابضه عليه بقوه ولكنها فشلت فهتفت قائله 

وعد : سيب إيدى .. هو يا أروح معاك لدكتور المجانين يا إما هتضربنى 

ساجد بعصبيه : أنا ضربتك ! .. أنتى بتقولى أى حاجه وخلاص 

وعد بألم : سيب إيدى بقى .. أنت كل اللى هامك إنك تعمل إللى أنت عايزه وبس وعشان بقولك تعبانه تقوم تقولى نروح لدكتور نفسانى 


إحتدت نظرات ساجد من شده الغضب وهتف قائلا بعصبيه 

ساجد : بقى أنا كل إللى هامى الموضوع ده .. يا شيخه حرام عليكى بقى .. أنا تعبت من اللى بتعمليه .. تعبت 

وعد بغضب : وطى صوتك ده .. الجيران هتتفرج علينا .. كفايه فضايح بقى 


نظر لها ساجد بغضب وما إن هم بالرد حتى قطع حديثه ونظر هو ووعد إلى حيث فُتح الباب فجأه فوجدوه مالك ( إبنهم , طفل فى الرابعه من عمره , شديد الشبه بوالده  ) فنظرت وعد إلى ساجد بغضب وهتفت قائله 


وعد : عاجبك كدا .. أهو الولد صحى من صوتك وعنده مدرسه الصبح 


نظر لها ساجد بغضب ممزوج بالضيق ثم ترك الغرفه وخرج بخطوات غاضبه 


.....


بعد مرور ساعتين  


دلف ساجد إلى غرفته هو ووعد فوجد وعد غافيه بالفراش وهى ضامه مالك إلى صدرها فنظر تجاهها بضيق ثم توجه كى يغفو بجوارهم بعد أن نظر للساعه المعلقه على الحائط قائلا 


ساجد : حاجه تقرف وأدى فاضل ساعتين أصلا وأقوم عشان الشغل .. بتنكد عليا وتروح تنام هى ولا كإن حاجه حصلت 


              ***********************************


فى صباح اليوم التالى 


بعد ذهاب مازن لعمله كانت حبيبة تجلس أمام المرأه تمشط شعرها بملل 


حبيبه وهى تمسك بخصله من شعرها : أنا شعري بقي عامل كده ليه .. أنا لازم أروح للكوافيره تظبطه

 


ظلت حبيبه تنظر لنفسها بالمرآه ثم ضربت أعلى جبهتها برفق كأنها تذكرت شئ ثم هتفت قائله 


حبيبه لنفسها : أوبس أنا كنت ناسيه ده عيد جوازنا بكره .. أمممم أنا لازم أغير الدنيا المره دى مع مازن .. هروح أعمل شعري قصه جديده وأغير لونه وأعمله جو رومانسي كده ..  لازم أحسسه بالإختلاف 


وبعد تفكير أمسكت هاتفها وهاتفت سلمى لتبدأ معها عده مشاوير ليظهر يوم غد رومانسيا كما تخطط له 


...... 


بعد مرور عده ساعات  


كانت سلمى وحبيبه قد إنتهوا من شراء جميع مستلزمات حبيبه لليلتها الرومانسيه , كما  توجهوا للكوافيره وقد صبغت حبيبه شعرها بلون جديد إختارته هى وسلمى , وأثناء تجولهم فى المول صادفوا مجموعه من صديقاتهم لم يتقابلوا منذ فتره فقرروا الجلوس فى إحدى الكافيهات بالمول للتحدث معا 


حبيبه بضحك : لا لا مش معقول وهو سكت لما قولتوه الكلام ده 

مى ( إحدى صديقاتهم ) : أه والله سكت .. أصلا تحسيه خاف منى .. أنتى مشوفتيش كان بيبصلى إزاى أصلا .. ده كان بيترعش يا ماما 


 

ضحكت جميع الجلسات على قصص مى عن زوجها , وبعد فتره إرتفع صوتهن بالضحك دون أن يلاحظن ذلك  , وفى تلك الأثناء كان يجلس حسن مع صديق له على طاوله أخري بنفس الكافيه وأزعجه صوت الضحك العالى وعندما نظر بضيق إلى النساء مصدر هذا الإزعاج تجمدت عيناه للحظه وهتف قائلا 

 

حسن بصدمه : دى سلمى .. إيه اللى جابها هنا وإزاى تقعد مع ستات ملفتين للنظر بصوتهم وضحكهم كده 


حاول حسن أن يسيطر على إنفعاله وغضبه كى لا يتسبب بحدوث فضيحه بالمكان فأمسك هاتفه وهاتف سلمى .. وبعد فتره من رنين الهاتف أجابت فهتف قائلا دون أن يعطى لها فرصه للحديث


حسن بغضب ممزوج بالضيق : من غير ولا كلمه تلمى حاجتك يا مدام يا محترمه وعلى بيتك لحد ما أرجع وأتصرف معاكى على ضحكك اللى مسمع المكان كله ده 


 

ثم أغلق الهاتف دون أن يعطيها مجالا للرد فأخذت سلمى تدور برأسها وعينيها فى المكان بصدمه من معرفه زوجها بكل ماتفعله الأن إلى أن رأته جالس على بُعد منها فإرتبكت بشده وأخذت تلملم أغراضها ثم هتفت قائله وهى تنهض من جلستها 

 

سلمى بإرتباك وهمس لحبيبه : أنا أسفه يا حبيبه مضطره أمشي .. حسن قاعد مع واحد صاحبه هناك وقالى أمشي و لو مسمعتش الكلام ممكن يعمل فضيحه فى المكان .. أنا أسفه والله سلام  


حبيبة بخوف على صديقتها : سلام .. إبقي طمنينى عنك بس أهم حاجه 

 سلمى : حاضر حاضر 


ثم إستاذنت سلمى من أصدقائها وغادرت المكان وبداخلها ترتعد من حسن , أما حسن فكان يتابعها بنظراته الغاضبه إلى أن خرجت من الكافيه 


........ 


فى نفس التوقيت 

فى الشركه الخاصه بساجد ويامن 


كان ساجد جالسا بمكتبه يتابع بعض الأعمال أمامه وفجاه ترك الأوراق بعصبيه ومرر يده فى شعره ثم هاتف نغم , وما إن أجابت حتى هتف قائلا 


ساجد : تعالى يا نغم  

نغم بلهفه : حاضر يا فندم 


طرقت نغم باب المكتبه وفتحته ثم دلفت إلى الداخل وهتفت قائله 

نغم : أيوه يا فندم 

ساجد بألم : هاتيلى أى دوا للصداع بعد إذنك بس ياريت بسرعه .. راسى هتنفجر 


نظرت له نغم بقلق ثم هتفت قائله 

نغم : حاضر حالا 


وبالفعل توجهت نغم سريعا وأحضرت له دواء , وما إن عادت حتى أعطته له وهى تهتف قائله 

نغم : إتفضل يا فندم وألف سلامه على حضرتك 

ساجد : الله يسلمك .. إلغى كل مواعيدى النهارده 

نغم : حاضر 

ساجد : ولا أقولك شوفى إيه المهم وخلى يامن يشوفه بدالى 

نغم : حاضر 


أشار لها ساجد بيده كى تخرج فخرجت سريعا ثم أغلقت الباب خلفها فمرر ساجد يده بشعره وهتف قائلا


ساجد : رحمتك يارب 


.....


فى المساء 


كانت وعد جالسه أمام التلفاز وهى تُطلى أظافرها باللون الأحمر حينما سمعت باب المنزل وهو يُغلق فعبست بوجهها فى اللحظه التى دلف بها ساجد ونظر إليها وإلى ما تفعله ثم هتف قائلا 


ساجد بهدوء : سلام عليكم 

وعد بضيق : وعليكم السلام 


دلف ساجد إلى الداخل دون أن يتحدث بأى كلمه أخرى حتى أنه لم يسألها عن الطعام كعادته مما جعل وعد تنظر فى أثره وهى عاقده حاجبيها بإستغراب ثم نهضت بهدوء وتوجهت خلفه كى ترى ماذا يفعل فوجدته يُبدل ملابسه ومن ثم إستلقى على الفراش متأوهاً بألم فدلف إلى الغرفه خلفه قائله ببعض القلق 


وعد : ساجد أنت تعبان ؟ 

ساجد بألم : أه شويه 

وعد : مالك ؟ 

ساجد : راسى هتنفجر من الصبح وخدت مسكنات ومفيش فايده 

وعد بهدوء : ألف سلامه عليك 


نظر لها ساجد دون أن يجيبها فهتفت قائله وهى تستدير كى تخرج من الغرفه 

وعد : هسيبك تنام بقى 


أوقفها ساجد قائلا 

ساجد : وعد خليكى جنبى 


نظرت له وعد بإستغراب وما إن همت بالتحدث حتى هتف ساجد قائلا 

ساجد : من فضلك إقعدى جنبى بس .. مش هطلب منك حاجه متخفيش 

وعد : طيب هجيب حاجتى من برا وأجى 


أومأ ساجد برأسه إيجابا بينما خرجت وعد وأحضرت هاتفها وجلست بجانبه على الفراش وأكملت طلاء أظافرها بينما غفى ساجد وهو يتطلع إليها إلى أن راح فى سبات عميق وعلى وجهه إبتسامه هادئه قائلا بهمس لم تسمعه وعد 


ساجد : بحبك 


               *********************************


فى مساء اليوم التالى  


كانت رهف قد وصلت أسفل البنايه فأعطت السائق الأجره ثم نزلت من السياره وصعدت إلى الشقه التى تقطن بها مع والدها ووالدتها وشقيقاتها 


وما إن وصلت حتى فتحت الباب ثم دلفته وأغلقته مره أخرى خلفها , وما إن همت بالتوجه إلى غرفتها حتى وجدت غرفه الصالون مضاءه فعقدت حاجبيها فى إستغراب ثم توجهت لترى من يجلس بها 


فى تلك اللحظه كان يامن يجلس مع والدها ووالدتها يتحدثون بخصوص حفل الزفاف 

يامن : أنا بقول يا عمى إننا نعمل الفرح أخر الشهر ده 

محمود : والله يا بنى أنا معنديش مانع وخصوصا إن الحمد لله أنتوا جهزتوا الشقه خلاص 

يامن بفرحه : خلاص أنا هشوف كام قاعه كدا وأبلغ حضرتك وننزل نشوفهم أنا ورهف بعد إذن حضرتك طبعا 

محمود : ماشى يا بنى على خيره الله 


فى تلك اللحظه دلفت رهف إلى الغرفه وعلى وجهها علامات الغضب فنظرت لها والدتها وهتفت قائله 


أمانى : أنتى جيتى يا رهف ؟ 


لم تجيبها رهف ونظرت ليامن بغضب وهتفت قائله 

رهف : يامن أنت إزاى تتفق مع بابا على الفرح من غير ما تسألنى 

يامن : أنا مش شايف مشكله يعنى وبعدين أنا كنت باخد رأى عمى وطبيعى إحنا هنعمل الفرح أومال هنفضل كدا 

رهف بضيق : إحنا كاتبين الكتاب بقالنا شهر واحد مش بقالنا سنين يعنى

 

يامن بغضب : وهو إحنا المفروض نستنى قد إيه بقى عشان نفكر نعمل الفرح إللى حضرتك عماله تأجليه بدون أى داعى 

رهف بغضب : مهو أصل ده يعنى شغل عيال لما نبقى متكلمين فى الموضوع وقيلالك لا إستنى شويه عشان مش مستعده حاليا وأنت تقوم رايح لبابا .. بتلوى دراعى مثلا 

محمود بغضب : إتكلمى عدل مع خطيبك يا رهف ولاحظى إنى قاعد 


هنا نهض يامن من جلسته وهتف قائلا 

يامن : عن إذنكم يا جماعه 

محمود : إستنى بس يابنى 

يامن : معلش يا عمى أنا مضطر أنزل .. عن إذنكم 


ثم رحل تحت نظرات محمود وأمانى الغاضبه والموجهه لرهف فخرجت رهف خلفه , وما إن هم بالخروج من المنزل حتى أمسكت رهف يده وهتفت قائله 


رهف : إستنى يا يامن أنا مقصدش اللى قولته من شويه 

يامن بغضب : أنتى متقصديش أى حاجه .. بس بترمى دبش من بوقك وفى الأخر تقولى مش قصدى .. أنتى مش عايزانى يا بنت الحلال قوليلى بدل ما أنتى كل أما أكلمك على الفرح تتحججى بميت حجه 


نظرت له رهف بصدمه ثم هتفت قائله 

رهف : مش عايزاك .. بتقولها عادى كدا .. لا يا يامن عايزاك وأنت عارف كدا كويس وعارف إنى بحبك وإحنا جوازنا مكنش صالونات عشان تقولى الكلام ده 


نظر لها يامن بضيق ولم يجيبها ثم تركها ورحل فأخذت هى تبكى بشده ثم توجهت سريعا إلى غرفتها 


....... 


بعد مرور ثلاث ساعات 


كان يامن يجلس بمفرده يُفكر فى كل ما حدث بينه وبين رهف 


يامن لنفسه بلوم : إيه اللى هببته ده يعنى لازم أزعق والكلام الفاضي اللى حصل ده .. هى زى أى بنت أكيد خايفه من الارتباط ومسئوليه الجواز..  أطمنها أنا بقي ده واجبى مش أزعق معاها ... أنا هكلمها أعتذر لها 


أمسك يامن هاتفه وقام بالإتصال برهف والتى أجابت من رنته الأولى فهتف قائلا 

يامن بضحك : إيه أنتى قاعده على الزرار ... أول ما رنيت رديتى 


حاولت رهف أن تبدو جافه فى معاملتها معه فهتفت قائله 


رهف بضيق : فى حاجه يا يامن كنت بتتصل عايز تكمل اللى قولته من شويه 

يامن بحب : لا بتصل علشان أقولك أنا أسف وبحبك أوى وهفضل متمسك بيكى لأخر العمر


 

أدمعت عين رهف لكلمات يامن الرقيقه وهى تشعر بالخجل فشعر بها يامن وهتف قائلا 

يامن بحب : أنتى أغلى حاجه عندى .. ممكن متعيطيش تانى 


ثم أخذ يامن يردد على مسامعها مقطع من أغنيه رومانسيه تعشقها 

يامن : أنا نفسي تكونى حالالى وحبيبتى وأم عيالى ونعيش العمر أنا وأنتى .. بس أنا وأنتى 


إبتسمت رهف وهى تستمع لكلمات يامن العذبه

رهف بضحك : صوتك وحش أوى 

يامن بحزن مصطنع : تصدقى أنا غلطان إنى بصالحك ... إمشي يا بت من هنا

 

ضحكت رهف على مزاح يامن فظل يامن يمازحها الى أن تجاوبت معه وأخذت ضحكاتها تعلو شيئا فشيئا وعادت الأمور بينهم طبيعيه 


....... 


فى نفس التوقيت 


قررت حبيبه أن تبدأ بتجهيز ليلتها الرومانسيه قبل وصول مازن ... فقامت بإعداد العشاء ووضعته على طاوله الطعام وأضاءت الشموع وقامت بتوزيع الورود فى أنحاء الشقه ثم أضاءت النور إضاءه خافته , وبعد أن إنتهت نظرت حولها وإبتسمت برضى عن الترتيبات التى قامت بها 


حبيبه لنفسها : تسلم إيدك يا بيبه .. يارب يعجبه .. كده بقي أدخل ألبس وأستنى مازن


دلفت حبيبه إلى غرفتها ووقفت أمام المرآه بعد أن إرتدت فستان يصل إلى بعد ركبتيها بقليل وغير مكشوف من جهه الصدر فهى متحفظه فى ملابسها المنزليه إلى درجه كبيره لأنها مازلت تخجل من زمان حتى بعد زواج دام إلى ما يقرب التسع سنوات 


بدأت حبيبه فى وضع الميك أب وتركت شعرها منسدلا مما أعطاها مظهر أكثر جمالا , وما إن إنتهت حتى جلست فى إنتظار مازن 


.......


بعد مرور فتره قصيره 


وصل مازن إلى المنزل وفتح الباب فوجد النور خافت والعشاء والشموع والورود فعقد حاجبيه فى إستغراب 

 

مازن لنفسه : إيه اللى حبيبه عملاه ده ! 


عندما سمعت حبيبه صوت فتح باب الشقه توجهت لتقابل مازن , وما إن وصلت حتى وجدته يطفئ جميع الشموع فنظرت له بدهشه ممزوجه بالصدمه وهتفت قائله 


حبيبه بإستغراب : أنت بتعمل إيه يا مازن ... بتطفيهم ليه ؟


مازن ببرود : شموع إيه اللى مولعاها يا حبيبه ... إفرضي شمعه وقعت على الأرض والنار مسكت فى حاجه .... ولا حد من الولاد صحى وشاف الكلام ده ... مش نكبر بقي 


نظرت له حبيبه بصدمه من رده فعله ثم تركته وإتجهت لغرفه نومهم بخطوات غاضبه بينما أغمض هو عينيه بضيق فهاهو قد أغضبها مجددا ولكنه لم يكن يقصد ذلك 


           الفصل الرابع والخامس من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات