
رواية مليكة الوحش
الفصل الثالث والعشرون 23 والرابع والعشرون 24
بقلم ياسمين عادل
- جن جنون عيسي وكاد عقله ينفجر من كثرة التفكير .. ثم تذكر لوهله أن ليس هناك من عبث بملابسه سوي أخيه الأصغر ، توجه صوب هاتفه راكضا ثم ضغط عليه لمهاتفته .. حاول مرارا وتكرارا ولكن دون فائدة فقد كان هاتف أخيه مغلقا ، صاح عاليا وقذف هاتفه بقوة ليرتطم بالحائط
- بينما كان سامر جالسها علي أحدي الطاولات الخشبيه المصنوعه من خشب الأرو .. كان ينظر كل نصف دقيقة تقريبا لساعة يده يرجو الوقت أن يمر حتي يلتقي بها ، لمح طيفها أتيا من بعيد .. فاأبتسم أبتسامه واسعة برزت أسنانه وهب واقفا منتظرا حضورها تشاركه جلسته
سامر ممدا يده : نورتي
سهيله ببرود : ميرسي ، ياريت تقولي وصلت لأيه في موضوع آسيل
سامر مشيرا بأصبعه نحو المقعد : طب أقعدي مش هنتكلم علي الواقف .. تشربي أيه ؟
سهيله بتذمجر : بليز ياسامر انا مش جايه أشرب ، قولي وصلت لأيه ومش لازم أخد منك الكلام بالعافيه
سامر حاككا طرف ذقنه : ما هو أنا جايبك هنا عشان نوصل لحل سوا
سهيله رافعه حاجبيها بدهشه : نعم ! يعني أيه نوصل سوا .. قصدك أنك موصلتش لحاجه ونزلتني من بيتي وانت بتكدب عليا و ......
سامر قاطبا جبينه : أهدي طيب وأسمعيني ، أختك بقالها قد أيه مختفيه
سهيله عاقده ذراعيها أمام صدرها : حوالي 3 شهور
سامر : ومحدش عارف ليها أثر !! يبقي أكيد حصلها حاجه
سهيله بشهقه : هااااا بس متقولش كده ، ربنا يرجعها بالسلامه
سامر بعذوبه : يارب ، وحشتيني
سهيله بنبره حاده : تصدق أنا غلطانه فعلا أني صدقتك ونزلت
سامر بتنهيده : سهيله أنا بحبك ، عايز أبتدي حياتي معاكي بجد
سهيله لاويه شفتيها : مليون بنت قبلي أتقالها نفس الكلمتين دول .. عن أذنك لازم أمشي وكفايه قوي كده
سامر ممسكا بكفها : ليه مش عايزة تصدقي أني ممكن أتغير عشانك ،و أنسي إي حاجه كنت بعملها مقابل وجودك في حياتي
سهيله بلهجه حازمه : قولتلك قبل كده متمسكش أيدي بالشكل ده ، أحنا يعتبر في الشارع يامحترم
سامر عاقدا حاجبيه : أسف ، تقدري تمشي وأنا هثبتلك مين هو سامر .. بس قبل ما تمشي ممكن أديكي حاجه
سهيله بعدم أهتمام : حاجه أيه دي ؟
- أخرج سامر القلم الخشبي من جيب بنطاله ثم مد يده إليها رادفا
سامر : خدي القلم ده ، أنا عارف أنك بتحبي تحتفظي بالحاجات اللي شكلها مختلف ومش موجود .. والقلم ده شكله لفت نظري قولت مش هيكون غير ليكي
سهيله عاقده حاجبيها : قلم رصاص ! بس انا ا .....
سامر بنبره راجيه : حتي لو مش هتستخدميه ، خديه ومتكسفنيش .. أنا أخدته من أخويا مخصوص عشانك
سهيله بمضض : أوكي ، شكرا
سامر باأبتسامه : مفيش شكر ولا حاجه .. تقدري تمشي دلوقت
- أنصرفت سهيله من أمامه .. فظل ناظرا علي ظلها حتي أختفت تماما ، ثم قرر في قرارة نفسه أن يصنع مستقبلا خاص به ثم يقوم بخطبتها بشكل رسمي حتي يثبت لها صدق نيته ، وأثناء تفكيره شعر بأهتزاز هاتفه داخل جيبه ليعلن عن وصول رسالة نصيه .. قام بفتحه ليجد العديد من المكالمات الهاتفيه التي لم تصل أليه من أخيه ، فقام بالضغط علي الهاتف للأتصال به حتي أتاه صوته الصادح صارخا به
عيسي بنبره منفعله : أنت فين يابني أدم !؟
سامر بحنق : أشمعنا ؟
عيسي بصياح : أنت هتخوشلي أفيا ، تكون مطرح ما تكون ميهمنيش .. المهم القلم الخشب اللي منقوش عليه بالفرعوني فين
سامر بتردد : اا ا ا اي قلم ده !
عيسي مضيقا عينيه : قلم رصاص كان في جيب الجاكيت بتاعي
سامر بتفكير : مشوفتوش ياعيسي
عيسي خابطا علي رأسه : طيب طيب ، سلام
سامر : سلام
سامر في نفسه : هو أنا كدبت عليه ليه !! هوووف بقي ده حتة قلم يعني مفيهاش حاجه لما أقوله أن انا اللي أخدته .. أنا أصلا مش عارف أشمعنا القلم ده اللي لفت نظري بس حاجه شدتني ليه ، يلا أهو اللي حصل بقي هعمل أيه يعني اااااوف
- ظلت الحيره مسيطرة عليه ، فاأين ذهب ذلك القلم الملعون .. قبض علي شفتيه بغيظ ثم توجه صوب غرفة مكتبه وأخرج العلبه الكرتونيه الصغيره التي تحوي باقي الأقلام الخشبيه وتوجه للمرحاض ، حيث وقف أمام حوض المياه الصغير وقام بكسر كافة الأقلام الخشبيه وأسقط كافة محتوياتها البيضاء ( مخدرات ) أسفل المياه .. ثم قام بتنظيف الأقلام المنكسره جيدا وبعدها قام بإيقاد النار بها لتحترق كليا ، وبذلك يكون قد تخلص منها نهائيا ،
توجه لغرفته ليستكمل أستعداداته للسفر والحيره تكاد تأكل قطعه من عقله ، نفض تلك الأفكار عن رأسه وصب كل تركيزه بتلك الرحله التي أتته فجأة
--------------------------------------------------------------------------
- ظلت آسيل حبيسة غرفتها لا تستطيع الدلوف خارجها حتي تتجنب مواجهته ، فلقد كانت فعلته الجريئه معها سببا قويا للشك في باقي تصرفاته معها ولكنها قررت أخيرا الخروج من جحرها ..هبطت درجات الدرج الخشبي بخطوات حذرة وهي تتفحص المكان باحثه عنه بعينيها ولكنها لم تجده
كاثرين باأبتسامه : صباحك سعيد سيدتي
آسيل بترقب : صباح الخير ... اا ا ا هي مودة فين
كاثرين باأبتسامه ذات مغزي : سيدتي مودة منشغله باللهو مع ( الجاسر ) أما سيدي الشاب فقد أنطلق نحو عمله منذ ما يقرب من ساعتين
آسيل لاويه شفتيها : بس أنا مسألتش عنه
كاثرين بمكر : أمر طبيعي أن أذكره لكي
آسيل مسيطره علي أنفعالاتها : ااا طب وأيه الجاسر ده ؟
كاثرين : أنه جواد سيدي الشاب ، فاز به بأحد المسابقات
آسيل متوجهه صوب الخارج : ماشي
- دلفت آسيل للخارج باحثه عن مودة ، حتي وجدتها أعلي الجواد فلوحت لها بيدها ترحيبا ثم جلست علي أحدي الطاولات الخوصيه
مودة بنبره عاليه : ما تيجي تركبي شوية
آسيل باأبتسامه : لا خليكي أنتي براحتك .. أنا عايزة أقعد هنا
مودة : as you like ( كما تشائين _ كما تحبين )
---------------------------------------------------------------------------
- كان ( جاسر ) قابعا علي مكتبه الوثير يقوم بالتوقيع علي أحد التعاقدات الجديده الخاصه بشحن بعض البضائع الأتيه من بلاد الهند .. فدلف إليه أحد رجاله الذي يرتدي حله رسميه سوداء وتبدو علي ملامحه الصرامه والتقاسيم القاسيه ، أردف بنبره عميقه قائلا
الحارس الخاص : الأستاذ عيسي طيارته غادرت من ساعة بالضبط ياباشا
جاسر تاركا القلم الفضي من يده : أتأكدت بنفسك أنه طلع الطيارة
الحارس الخاص : أيوة ياباشا ، ومسيبتش المطار إلا لما الطياره طلعت
جاسر طارقا باأصابعه علي سطح المكتب : طب جهزت كل حاجه هناك وفهمت رجالتنا هيعملو أيه ؟
الحارس مومأ رأسه بالأيجاب : أطمن سعادتك ، كله تمام التمام
- أمسك جاسر بمفتاح سيارته وقذفه للحارس الخاص به ثم نهض عن مكانه متجها صوب سترته البنية المعلقه وقام بألتقاطها وهو يردف بنبره أجشه
جاسر : أنزل دور العربيه وخليك فيها لحد ما أنزلك
الحارس بخطوات للوراء : أوامرك ياباشا
- أغلق جاسر كافة الملفات الموضوعه علي سطح المكتب ثم وضعها بأحد الأدراج الخاصه بالمكتب وتوجه بخطوات ثابته خارج الشركة .. أستقل سيارته وتوجه بها صوب مزرعته ، مر ما يقرب من ساعتين وهو قائدا لسيارته بسرعه شديده كما أعتاد .. كان يحرق صدره بكم هائل من السجائر التي ينفث بها حتي وصل لبوابة مزرعته الحديديه وأصدر بوق سيارته الفارهه لكي تنفتح له الأبواب ، دلف بسيارته عبر الممر المزدان بالرخام ثم توقف أمام بوابة القصر .. وجد حيوانه المفضل الأليف بأنتظاره ، فأنحني بجسده عليه ومسد علي فراءه الأسود الغزير ثم صعد درجات السلم الصغيره المؤديه للقصر وقد لمح ظلها ( آسيل ) بشرفة غرفتها ، ثم صعد درجات الدرج الخشبي بخطواث سربعه يتبعه ( روكس )
- دلف داخل غرفتها بهدوء حذر ونظر صوب الشرفه فوجدها شاردة بعنان السماء لم تشعر حتي بوجوده أقترب رويدا رويدا وبصحبته ( روكس ) .. كانت ( آسيل ) تاركه شعرها الأسود الطويل منسدلا علي ظهرها فأقترب هو أكثر حتي أنعدمت المسافات بينهما ، أغمض عينيه و أشتم عبيرها ، ورائحة النسيم الذي يشع من بين خصلاتها الناعمه .. شعرت هي بأنفاسه الحاره تلامس كتفها فأنتفصت فزعا وقبيل أن تلتفت كانت ذراعه تحاوطها حتي تمنعها من الحركه .. ثم وضع أصابع كفه علي شعرها الحريري ممسدا عليه حتي أنغمست أصابعه بين خصلاتها الناعمه فهتف بنبره هامسه قائلا
جاسر : بحب الشعر الطويل قوي
آسيل بتوجس : هاا
جاسر بنبره ماكرة : أكيد بتفكري فيا ! مش كده يامليكتي ؟
آسيل لاويه شفتيها : لا ياشيخ !! فعلا بفكر فيك
جاسر مضيقا عينيه : وياتري بتفكري في أيه ؟
آسيل ملتفته برأسها : بفكر أزاي أخليك تتغير ، تبقي أنسان تاني
جاسر قابضا علي شفتيه بضيق : ومين قالك أني عايز أتغير ولا حتي هتغير
آسيل : مش لازم تقول
جاسر بنصف أبتسامه : بجد !! أممممم .... وياتري هتقوليلي أسلم نفسي ولا أتبرع بفلوسي للهلال الأحمر وأبتدي من أول السطر
آسيل بتردد : هو اا ا انت المفروض تسلم نفسك للقانون و .....
جاسر مقاطعا بنبره حازمه : بلاش كلام فارغ ملهوش معني ولا قيمه ، قفلي كلام عن الموضوع ده
آسيل دافعه ذراعه عنها : أنا قولت أيه غلط ؟
جاسر ناظرا لعينيها بعمق : يوم ما هتحاسب مش هخلي بشري واحد يحاسبني ، كفايه ربنا هيحاسبني مش محتاج إي أنسان يفرض سلطته عليا بأسم القانون اللي أبتدعتوه يابتوع القانون
آسيل : مش صح ، المفروض ت ......
جاسر موليها ظهره : رووووكس ، تعالي سلم علي طنطتك آسيل
آسيل بفزع : عااااا لا لا الكلب لا
جاسر مشيرا : تعالي ياريكو
- أمسكت آسيل ذراعه لتحتمي به ثم أردفت بخوف قائله
آسيل : لا بليز أبعده متخليهوش يقرب
جاسر بخبث : ده روكس طلع مصلحه حلوة أوي
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه : ها اا ا
جاسر مشيرا للكلب بعينيه : سلم ياروكس
- أقترب روكس منها ثم وقف أمامها علي قدميه الخلفيتين وأستند بأحدي قدميه الأماميتين عليها والأخري مدها صوبها .. كانت ترتعد بداخلها من أقترابه الشديد منها وأستناده عليها ، فقبضت بكفها علي ذراع ( جاسر ) مستعينه به بينما أردف قائلا
جاسر : مدي أيدك سلمي عليه ، متخافيش
آسيل بذعر : لا لا لا أبعده ، ياماااامي بخاف منهم اوي عاااااا
جاسر : قولتلك متخافيش ، وبعدين أنا واقف جمبك
آسيل ممدده يدها بحذر شديد : اا ا...........
- سلم روكس بقدمه اليمني عليها وكأنه أنسان يشعر ويتفهم ما حوله ثم نبح بصوته القوي ونظر لسيده وكأن يخبره بأنه نفذ أوامره .. فأشار له جاسر نحو المنشفه الصغيره الخاصه بالطعام والموضوعه علي سطح الطاوله الزجاجيه ليحضرها ، فذهب راكضا صوبها ثم ألتقطها بأسنانه وذهب أليه .. كانت آسيل بحاله من الذهول وهي تتأمل تصرفات ذلك الكائن الحيواني ، رأي جاسر علي وجهها تعبيرات الحيره فأردف قائلا
جاسر ممسدا علي فراءه : روكس ده أعز مخلوق عليا ، كائن مطيع ووفي ومخلص .. هو أصلا كلب بوليصي بس كان هديه من الداخليه ليا في واحده من المناورات اللي كانت بتتعمل عليا
آسيل محدقه : داخليه ، يعني مش مشتريه كمان
جاسر : تؤ ، حاولي تخدي عليه هتلاقيه حبك وفي وقت قصير قوي
آسيل بنظرات فاحصه : حبني !
جاسر موليها ظهره : أه هيحبك ، أصلك سهل تتحبي .... تصبحي علي خير
آسيل عاقده حاجبيها : ............
- دلف جاسر خارج الغرفه ثم توجه للجزء العلوي والمفضل لديه وبصحبته حيوانه المفضل ( روكس ) ، ثم تذكر حاجته في أحتساء الخمر فتوجه مرة أخري للأسفل حيث زجاجات الخمر القابعه بخزانته في غرفة المكتب ، أمسك بأحدي الزجاجات وكأسا مطلي بالذهب ثم بدأ في سكب المشروب المسكر ورفعه علي فمه ليرتشف منه ، فبصق ما أرتشفه وحدق عينيه بالزجاجه جيدا ليري ماهيتها
جاسر محدقة : بببببفففففففففففففففف ، أيه ده .. عصير تفاح في أزازتي .... كااااااااااااااااثررررررررين .. أنتي يازفته ياللي ملكيش لازمه هنا كاااااااااااثرين
- أتت كاثرين من غرفتها مهروله إليه عقب سماعها لصوته الجهوري الصارم مناديا عليها
كاثرين بنبره مرتعده : أمرك سيدي ما الأمر
جاسر بنظرات مشتعله غاضبه ونبره تشبه الزئير : مين اللي لعب في الأزايز دي وأزاي ده يحصل وأنتي موجوده هنا ياهانم
كاثرين مبتلعه ريقها بتوجس : اا اا انها ان ......
جاسر بنبره منفعله : ما تنطقي وتخلصيني ولا هسحب الكلام بالقطاره
كاثربن بتوجس : أنها سيدتي آسيل الفاعله .....
جاسر مضيقا عينيه ومصرا علي أسنانه بغيظ : آسيل ، دي ليلتها سوووودا معايا ..... آسييييييييييييييل
آسيل بأنتفاضه : هاااااااااااا .......................
#الفصل_٢٤
الفصل الرابعة والعشرون
- أنتفضت آسيل من مجلسها بفزع علي أثر صوته الصارم الجهوري الذي صدح بأرجاء المكان ، ثم توجهت صوب باب الغرفه لتفتحه بحذر .. ثم أطلت برأسها لتري ما حدث فلمحته صاعدا علي الدرج وبيده عدد من زجاجات الخمر التي قامت بتبديلها لعصائر التفاح ، حدقت عيناها ثم أغلقت الباب علي الفور ووقفت خلفه واضعه يدها علي قلبها خوفا من رد فعله المتهور .. ظل يصيح بها لكي تفتح له الباب ولكن دون جدوي ، فقام بدفعه بقوة بأستخدام ذراع واحده لترتد هي للخلف .. نظر لها بأعين غاضبه مشتعله عاقدا حاجبيه بضيق واضح ثم أردف بنبره حازمه جهوريه قائلا
جاسر بحده : فين الأزايز الأصليه بتاعتي ياهانم ؟
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه : اا ا ما هي دي الأزايز
جاسر بصوت يشبه الزئير : قصدي اللي كان جوه الأزازه ، وديتيه فين أنطقي ؟
آسيل فاركه كفيها في توتر : اا آ آ ما آنا ا أصلي .... اا اتخلصت من كل الخمره اللي .. كانت تحت وبدلتها بعصير تفاح
جاسر جاحظا عينيه بقوة : أت أيه ياختي !! أتخلصتي منهم .. بأي حق وأزاي
آسيل حاككه رأسها : ا ا اصلها مضره
جاسر بذهول : مضره ! وأنتي مالك مضره ولا حتي نافعه .. أنتي مبتحرميش يابنتي من الجنان بتاعك ، ماأنتي جربتيني قبل كده وعارفه أني أجن منك مليون مرة
آسيل لاويه شفتيها : الخمره حرام أصلا وانا مقبلش أقعد في بيت فيه منكرات
- جحظت عيناه عقب كلماتها فلم يشعر منها بالندم كما ظن أن يحدث ، قبض علي شفتيه بتفكير .. حتي يدبر لها مغرزا جيدا بينما كان صمته سببا قويا ليدب الخوف بداخلها ، وفجأة رأته يتوجه صوب باب الغرفه ويوصده جيدا ثم أقترب منها .. خلع عنه سترته ثم قام بفك أزرار قميصه ورفع أكمامه لأعلي .. شعرت بالفزع يحتل أوصالها والرعب يملئ قلبها فخطت بقدميها خطوات للوراء بينما أشار لها للتوقف عن الحركه .. ثم أمسك زجاجه الخمر المعبأة بالعصائر وقام بفتحها وقدمها لها
جاسر مشيرا بيده : خليكي في مكانك متتحركيش خطوة واحده
آسيل قابضه علي عينيها : أنت بتعمل أيه بالضبط
جاسر ممدا يده بنبره خبيثه : خدي أشربي العصير بتاعك
آسيل محركه رأسها بالنفي : لل لا مش عايزة .. ده عشانك انت
جاسر رافعا حاجبيه : مين قالك أني بحب التفاح ولا بشرب عصاير أصلا .. ولا العصير فيه سم ولا حاجه وخايفه تشربيه !
آسيل : هااا لا لا خالص
جاسر مضيقا عينيه : طب أتفضلي أطفحي ، قصدي أشربي
- مدت آسيل يدها لتلتقط منه زجاجة العصير بينما جذب ذراعها نحوه لتسقط مستنده بيديها علي صدره .. ثم أردف بخفوت
جاسر بنبره خافته : أزازة العصير دي تخلص حالا ، ودلوقتي
آسيل بأرتجاف : كلها !
جاسر ناظرا لمقلتيها بعمق : أه كلها .. أمسكي
- أبتعد عنها قليلا لكي تلتقط الزجاجه من بين يديه ثم شرعت بأرتشاف قطرات المشروب بسرعه حتي تنتهي من تلك المزحه التي يستمتع هو بها ، وما أن أنتهت حتي قام بفتح زجاجه أخري من العصير وقدمها لها لكي ترتشفها كلها هي الأخري .. فحدقت عيناها بصدمه ورفضت أرتشاف المزيد فقام ب
جاسر خالعا قميصه : واضح كده أنك مبتجيش غير بالعافيه
آسيل جاحظه عينيها : أ ااا أنت بتعمل أيه يامجنون
جاسر باأبتسامه ماكره ذات مغزي : الجو حر ، بغير هدومي
آسيل مبتلعه ريقها : طب غيرها بره
جاسر بلهجه تحمل التوعد والتحذير : وربي وما أعبد لو الأزازة التانيه متشربتش لأكون ا ......
آسيل بفزع : بسسسسس خلاص هشربها أووووف
جاسر مضيقا عينيه : أنجزي
آسيل مرتشفه من الزجاجه الثانيه : مش قادرة
جاسر بنبره حاده : يلااااا
آسيل بتأفف : أوووف بقي ، طيب أهو
جاسر واضعا يده بجيب بنطاله : بسرعه وبلاش دلع
آسيل علي مضض : اااااه كفايه كده شربت أزازة ونص مش قادره
جاسر مقتربا : أنا حلفت و ...
آسيل ضاربه الأرض بقدميها : يووووووه خلاص
- وضعت آسيل الزجاجه علي فمها وبدأت ترتشف سريعا للتخلص من تلك المعضله ، فلقد جعلها تندم حقا علي ما فعلته رغم أيمانها أنه الصواب .. وما أن أنتهت حتي ألقت بجسدها الثقيل علي الأريكه وقد أصبحت معدتها غير متقبله لأي شئ أخر
آسيل واضعه يدها علي معدتها : ااااه ، اديني شربت الأزازتين
جاسر ممسكا بالزجاجه الثالثه : خدي دي كمان و .....
آسيل وقد ردأت العبرات تتجمع بعينيها : لاااااااا حرام عليك والله مش قادره بطني وجعاني اااااة
جاسر مقتربا من أذنها : العند معايا أخرته وحشة يامليكتي ، ومحدش قدي في العند
آسيل بتوجس : طيب
جاسر موليها ظهره : بالف هنا عليكي يامليكتي ، عقبال المره الجايه
- أنصرف جاسر من غرفتها وعلي ثغره أبتسامة منتصره ، حيث كان الشعور بنشوة الأنتصار يملأه عقب تأكده أنها نالت العقاب الصحيح .. بينما كانت آسيل قابعه في مكانها لم تتحرك منه خطوة واحدة ، واضعه يدها علي معدتها تتحسسها برفق عقب أرتشافها لتلك الكميه الكبيره من مشروب عصير التفاح
آسيل بلهجه مغتاظه : أه يابن ال .... بتعرف أزاي تسكتني وتعاقبني صح اووي اااااااه يابطني يامعدتي ياني اااه
- ظلت تتلوي في فراشها طوال الليل علي أمل أن تقوم عصارتها المعديه بهضم ذلك المشروب حتي تتيح لمعدتها الفرصه للتنفس باأريحيه ، بينما كان جاسر مترددا ما بين الذهاب إليها ليري ما حالتها الأن وبين أبداء عدم أهتمامه بالموضوع حتي وجد نفسه ظلت قابعه لم تتحرك .. فأستسلم لرغبتها ( نفسه ) وظل جالسا بمكانه ... في حين أن النوم عرف طريقه لعينيها أخيرا بعد أن شعرت ببعض الراحه تتسلل لمعدتها
-----------------------------------------------------------------------
- جلست سهيله بغرفتها حيث أستندت برأسها علي مرفقيها وأخذت تفكر بحديث سامر المثير للدهشه ، فهل حقا يستطيع التغير من نفسه لأجلها .. لا تقوي علي أنكار أنه ثمة مشاعر تتحرك بداخلها نحوه لكنها دائما ما تري أنه ليس بأهل لتلك المشاعر المكمونه داخله .. ولكن في حال أثباته لها بصدق حديثه من المحتمل أن تغير وجهة نظرها به ، ظلت شاردة لبعض الوقت حتي أفاقت علي أثر الضجيج الذي أصدره هاتفها الجوال فنهضت من مكانها متجه صوب الطاولة الخشبيه الصغيره القابعه بأحدي زوايا الغرفه وألتقطت هاتفها وقامت بالضغط عليه للأيجاب
سهيله : أيوة يانورهان .. الحمد لله وانتي ... ننزل فين ؟ ... بصراحه ماليش مزاج ... طب هشوف كده عشان خاطرك .... بس مش عايزة أتأخر يانور ... شويه هلبس هدومي وابقي أكلمك تاني .... تمام
- أغلقت هاتفها ثم عاودت وضعه علي الطاولة مرة أخري فأسقطت القلم الخشبي الذي أعطاها سامر أياها دون قصد ولم تلتفت أليه .. توجهت صوب خزانة ملابسها وشرعت بأنتقاء بعض القطع القماشيه التي سترتديها ، حيث أنتقت ( بلوزة ) طويله تصل لأعلي ركبتيها من اللون الوردي الزاهي .. وبنطال من القماش اللين أسود اللون ، نظرت أسفل فراشها لتجد حذائها الاسود الجديد الذي أهدته أياه أختها المفقودة .. تنهدت بحراره قبل أن تمد يدها لتلتقطه ثم أرتدته علي عجاله ، توجهت صوب الهاتف الموضوع علي الطاوله سريعا لتهاتف رفيقتها مرة أخري فشعرت أنها قد ضغطت علي شيئا ما أسفل قدميها حتي تهشم علي أثر كعب حذائها العالي .. فنظرت أسفل قدميها بتأفف لتجد القلم قد أصابه شرخ بالطول ، أنحنت بجسدها لتلتقطه فوجدت مسحوقا أبيضا ينسدل منه ..قطبت جبينها وضيقت عيناها في حيرة خاصة بعد ما أشتمت رائحته التي ليست بغريبه عليها .. فقد أشتمت تلك الرائحه من قبل
سهيله بحيره : أيه الريحه دي مش غريبه عليا ، ياتري شميتها فين قبل كده
Flash back
سهيله بدهشه : أيه الريحه دي يا سولي
آسيل ناظره لمراجعها للدراسيه : خلي بالك ، دي عينة هيروين لسه جايباها من المعمل النهارده عشان ندرب عليها أنا وأصحابي
سهيله رافعا حاجبيها بذهول : تدربوا عليها !! ليه هو أنتوا ضباط ولا دكاتره ؟ !
آسيل لاويه شفتيها : وأنتي مالك يالمضه ، سيبيني أكمل الحته دي أحسن دماغي قفلت خالص وهموووت وأنام
--------------------------------------------------------------------------
Back
سهيله محدقه عينيها بصدمه : ياخبر أسود ومنيل ، يي ي يعني دي .. هه هيروين يالهووي .. طب أعمل أيه ياربي دلوقتي .. بقي كده ياسامر هو ده الشغل اللي هتشتغله يانهار أبيض هيروووين ياسامر ... طب وبعدين !! اااه أمجد .. مفيش غير أمجد هو اللي هينقذني من الورطه دي ياااارب يرد عليا
- كانت يداها ترتعشان من هول الصدمه وقلبها لا يتوقف عن النبض السريع .. ترتجف بشده ولا تقوي علي التركيز فيما تفعله ، حيث أهداها تفكيرها للأتصال بأمجد سريعا فلابد أن لديه الحل .. فلم تمهل نفسها الفرصه للتردد بل شرعت بالتنفيذ علي الفور ، بينما كان أمجد جالسا أمام التلفاز ولكن أعطي لحواسه العنان للتفكير بأي شئ أخر فقطع شروده هاتفه الذي أعلن أتصالا من ( سهيله ) فلم يتردد للأيجاب عليها
أمجد ببرود : الوو ، ايوة ياسهيله
سهيله مبتلعه ريقها بصعوبه : أمجد انا واقعه في ورطه أرجوك تلحقني
أمجد معتدلا في جلسته بخضه : فيه أيه ياسهيله ، حصل ايه ؟
سهيله بفزع : ا ا آآ انا معايا مخدرات
أمجد محدقا : أيييييييييييه
سهيله بنبره مرتعشه : مش هينفع في التليفون لازم أقابلك وأوريك بعينك
أمجد ناهضا من مكانه : طب أنا جايلك علي طول
سهيله بذعر : لالا لا محدش هنا يعرف حاجه ، انا هاقبلك بره
أمجد مكورا قبضته : مش مشكله مش مشكله .. هقابلك عند شارع ...... ونروح اي مكان بعدها نعرف نتكلم فيه
سهيله : ماا ماشي
- أغلقت سهيله هاتفها ثم أعتذرت كثيرا لرفيقتها وأختلقت لها الأعذار حتي لا تقابلها بتلك الليله ، كما قدمت العديد لوالدتها من المبررات لخروجها من المنزل عدا أنها ستقوم بمقابلة أمجد .. حتي لا تظهر ( لميا ) أعتراضها علي الأمر
-----------------------------------------------------------------------
( بأثينا ، عاصمة اليونان _ بلد الأغريق )
- كان ثروت يتابع سير العمل بأحدي فروع سلسلة المطاعم الخاصه به ، بينما كانت جوان تعد لخطه متهورة للعودة للأراضي المصريه مرة أخري .. ظلت تخترع الكثير من الأسباب لكي تتمكن من أقناعه ، حتي أن أسبابها بدت مقنعه بالنسبه له ، كان كالحيه الرقطاء وأستطاعت الأستحواذ عليه بمكرها الذي لا مثيل له ومن ثم شرعت في التجهيز لكي تهبط بطائرتها الخاصه المملوكه لثروت علي الأراضي المصريه وتبدأ تنفيذ مخططها الشيطاني والخبيث
---------------------------------------------------------------------
( داخل أحدي المحال الخاصه بالمشروبات المثلجة _ جلس أمجد بصحبة سهيله متلهفا ليتعرف علي قصة ذلك القلم السحري الذي سقط بيدها )
أمجد بصدمه : أنا شوفت أقلام شبه القلم ده قبل كده ، بس مش فاكر فين
سهيله بقلق : لا أفتكر والنبي ياأمجد ، أعصر دماغك الله يخليك
أمجد رافعا حاجبه : للدرجه دي الموضوع يهمك ؟
سهيله بدون تردد : طبعا يهمني أعرف الحقيقه
أمجد ناظرا بتمعن للقلم : مش فاكر ، بس شكله مألوف عليا ونفس الوقت غريب .. مشوفتش في مصر قلم شبهه قبل كده
سهيله حاككه رأسها : ماهو أستيراد مش متصنع هنا و ....
أمجد ضاربا مقدمة رأسه : أيووووه أفتكرت ، شوفت أقلام شبه دي بالضبط وأنا بظبط شحنه جايه عن طريق المينا والشحنه دي كان متبلغ عنها أنها تبع واحد أسمه الليث وملقيناش حاجه ، أتاري أبن ال ..... مخبيها جوه القلم ، يعني زميلك ده يعرف الليث اللي هو خاطف أختك .. انا كده مبقاش بيني وبينه غير خطوة
سهيله باأرتجاف : لا لا زميلي أكيد ميعرفش ، ده قالي ان القلم ده واخده من أخوه ، وأن أخوه جايبه من الشركه اللي شغال فيها
أمجد بلهفه : كل ده ميهمنيش ، اللي يهمني أني خلاص قربت .. هعرف فين آسيل وأرجعها تاني لحضني يااااااااه معقوله ، ده القدر غريب أوي فعلا
سهيله بتوجس : طب هتعمل أيه دلوقتي ؟
أمجد : دلوقتي تتصلي بزميلك ده حااالا ، تعرفي منه أخوه شغال أيه وفين .. أنا عايز أتأكد من شكوكي
سهيله ممسكه هاتفها : حاضر
- أنصاعت سهيله لفكرته فليس لها بديل عنها ، لابد وأن تتأكد ما أن كان له ( سامر ) يد بخطف أختها أم أنه يجهل الأمر مثلها تماما .. أما علي الجانب الأخر ، فلم يصدق سامر عينيه حينما لمح أسمها يظهر بشاشة هاتفه المحمول .. فقفذ من مكانه سريعا وقام بالرد عليها
سامر بلهفه : سهيله !! مش مصدق أنك متصله بيا
سهيله بتردد : اا ا ا اصلي عايزه أسئلك علي حاجه بخصوص أختي .. مش أخوك ...
سامر : عيسي !!
سهيله : ايوة ايوة عيسي ، مش ليه معارف وكده
سامر قابضا علي شفتيه : اه صح ، بس للأسف معرفش يوصل لحاجه .. وكمان هو سافر من كام يوم ومش هقدر أفكره بالموضوع تاني دلوقتي
سهيله ناظره لأمجد : مسافر !! اهاا ... طب ربنا يجيبه بالسلامه ، كنت عايزة أقلام تاني أهديها لأصحابي زي اللي أديتهوني ، اا اصل عاجبهم أوي
سامر مصرا علي أسنانه : لأسف مفيش تاني ، أصل أنا أخدته من عيسي بالعافيه
سهيله حاككه ذقنها : طب أخوك شغال فين وانا أروح أجيب
سامر بسخريه : ههههه لا أخويا مش شغال في مكتبه ، ده شغال في شركة شحن وتفريغ ، ومتهيألي ده نوع من الاقلام اللي أستوردتها مجموعه شركات العرب جروب لو تسمعي عنها
سهيله : مجموعة شركات العرب جروب ! طب خلاص بقي مش مشكله .. شكرا ياسامر سلام
سامر بتعجب : أستني بس هو ..... ايه ده قفلت !!!
- أغلقت سهيله الهاتف سريعا دون أنتظار الرد منه وبادلت أمجد نظرات متسائله فيما سيفعله
أمجد مضيقا عينيه : يعني كل شكوكي كانت صح ، وأبن اللعيبه ده المفروض يتعمله تمثال والله ده التمثال شويه عليه ... ده بالجبروت والدماغ دي بصراحه أنا أنحنيله
سهيله باأمتغاض : هو ده وقت مدح ياأمجد !!
أمجد مصرا علي أسنانه : خلاص وقع ولا حدش سمي عليه .. بس لازم أجمع أدله أكتر من كده .. اللي في أيدي ميدينوش
سهيله بأمل : أنت متأكد أن آسيل هترجع ؟
أمجد عاقدا حاجبيه : لو لسه عايشه هترجع ، لازم الغلطه دي تتصلح وترجع
----------------------------------------------------------------------
- كان جاسر بغرفة مكتبه يتفحص جهاز الحاسوب الشخصي الخاص به ، ثم أغلقه بعد ما أنتهي مما يفعله ونهض عن مكانه ملتقطا مفاتيح سيارته وهاتفه المحمول .. توجه صوب الخارج بخطي سريعه ثم توقف عندما رأي آسيل منحنيه بجسدها علي زهرة حمراء اللون تشتم عبيرها المميز فأقترب منها جاسر بخطوات حذرة حتي لا تشعر به ثم أنحني بجسده هامسا
جاسر بنبره خافته : طب ما تاخديها طالما عجباكي
آسيل بأنتفاضه : خضيتني .. لا حرام ، وردة مفتحه ليه تقطفها وتخطف منها الروح
- شعر جاسر بتلميحها لشئ أخر بكلماتها تلك ولكنه تغاضي عن ذلك وغير مجري الحديث هاتفا
جاسر مشيرا بيده : سيبك من الورد وخلينا في باقي العصير اللي جواه اللي هيتشرب و .....
آسيل بفزع : عااااااا لا لا
- وبصورة تلقائيه مفاجئه ألقت بجسدها بين أحضانه خوفا وهي تردف بنبره راجيه
آسيل : بليز بليز مش هقدر ، كفايه اللي حصل امبارح بليززززززز انا اتعذبت عشان اقدر أنام أمبارح
جاسر بذهول : ........
- خفق قلبه بشده لوجودها قريبا منه برغبتها لأول مره وعلي مسافه لا تذكر ، وضع كف يده الصلب علي ظهرها وتلمسه بخفه ثم أبعد رأسها المستند علي صدره وتأمل بريق عينيها وكأنه يقرأ بهما الصدق ، ثم تحسس بأطراف أنامله بشرة وجهها الناعمه فأقترب من شفتيها بهدوء وكاد يطبق عليها ملتهما شفاها ، إلا أن مودة قطعت لحظتهم الحميمه بصوت نحنحتها الخافته وعلي ثغرها أبتسامه رقيقة
مودة : ااحم أحم ... سوري معرفش أنكوا هنا
آسيل بأحراج : عن أذنكوا انا ............
- قطع حديثها مبادرته بمحاوطتة خصرها وجذبها إليه بعد أن أبتعدت عنه ، ثم أردف بنبرة رخيمه هاتفا
جاسر : لا .... خليكي هنا ، ولا يهمك يامودي خير كان في حاجه
مودة : لا ياحبيبي مفيش
جاسر باأبتسامه : طب جهزي نفسك عشان هتسافري اخر الشهر ، يعني كمان أسبوع .. كل حاجه جاهزة وبمجرد وصولك هيكون صديقي هناك منتظرك وهيكمل باقي الاجراءات
مودة بتصفيق : اووو يييس ربنا يخليك ليا ياحبيبي
جاسر مربتا علي ذراعها : ويخليكي ليا ياحبيبتي ، أنا نازل القاهره ، ساعات قليلة وأكون عندكوا تاني
مودة : ترجع بالسلامه
جاسر : يسلمك يامودة ، تعالي ياآسيل
- جذبها خلفه بخفه دالفا للقصر مرة أخري وما أن دلف حتي ألتفت لها طابعا قبله صغيرة علي وجنتيها المتوردتين ثم همس قائلا
جاسر : اتصرفي في العصير اللي جوه ده ، ترميه تشربيه ماليش فيه المهم تتخلصي منه لاني مبحبش العصاير ولا التفاح كمان
- ضربت علي صدره بكفها الصغير ثم أنطلقت راكضه نحو درجات الدرج الخشبي وتخطته بسرعة البرق حتي تختفي من أمام أنظاره .. أعتلي وجهه أبتسامه هادئه ثم ألتفت ليجد كاثرين ناظره له بتمعن وكأنها تقرأ ما يدور بخلده ثم أبتسمت بهدوء وأتجهت صوب غرفة أعداد الطعام ( المطبخ ) مرة أخري
بينما توجه ، جاسر لخارج القصر متجها نحو سيارته الفارهه الموضوعه أمام باب القصر المعدني ثم أستقلها لينطلق بها نحو مدينة القاهرة .. كان طيفها لا يتركه طوال الطريق وكأنه يستشعر وجودها بقربه ، ورائحة عبيرها ما زالت بأنفه حتي الأن وكأنها بين أحضانه ، كيف لها أن تستحوذ علي تفكيره .. كيف لها أن تحرك قلبه الجاحد الجامد نحوها ، لابد وأنها مميزة بالطبع عن باقي جنس النساء اللاتي عرفهن لكي تستطيع أسر قلبه ، فلقد نجح بأسرها وأخضاعها له فهي ما زالت أسيره داخل عرينه.. ولكنها أستطاعت أسر قلبه وهذا ليس بهين ، خلل أصابع يده داخل خصلات شعره الأسود الغزير ثم دار بسيارته لكي يعبر بوابه القصر الحديديه الضخمه ومن ثم توجه لداخل قصره .
-------------------------------------------------------------------
- أما عن أمجد فقد سيطر عليه شعوره بالطاقه الأيجابيه والنشاط .. فها هو يمسك بأول طرف للخيط بعد معاناة أيام وليالي ، لم يستطع الانتظار حيث كان شعورة بالطاقه مفرطا للغايه ولا يتحمل فكره وجود دليل دون البحث عما وراءه .. قرر الذهاب لذلك القصر الفسيح مرة اخري والبحث عن ذلك الغامض العميق العينين ، حيث وقف علي مسافه ليست ببعيده عن القصر خلف أوراق الشجر الأخضر وخيوط الظلام الليلي التي تغمر المكان ليتأمل مداخل القصر ومخارجه وكل تقسيمه به .. وأثناء تأمله وتفكيره إذ لمح سياره فضية اللون تصف أمام بوابه القصر ثم ترجل منها رجلا ليست ملامحه بالغريبه عليه فدقق بصره نحوه يدا محاولا التعرف علي هويته حتي حدقت عيناه وأتسعت مقلتيه من هول الصدمه التي رأها أمامه ، فأبتلع ريقه بصعوبه وأحس بمرارة تقتحم حلقه الجاف ثم أردف بنبره غير مدركه هاتفها
أمجد بصدمه : اا ا ال اللواء سس سامي ، طب أزاااااي ؟؟؟؟!!!! .............................