رواية مليكة الوحش الفصل التاسع 9 العاشر 10بقلم ياسمين عادل


رواية مليكة الوحش

الفصل التاسع 9 العاشر 10

بقلم ياسمين عادل


 توقفت الكلمات علي حافه لسانها ، تريد السقوط من فوهه فمها ولكن لا تستطيع .. وعندما أمعنت النظر به وسط صدمتها العارمه وجدته عاري الصدر ، شهقت في فزع ثم ألتفتت مبتعده لتوليه ظهرها .. فضيق عينيه ثم نظر لهيئته ليتفهم ما سبب رد فعلها ثم أشار لكاثرين قائلا

 

جاسر بلهجه آمره : هاتيلي تيشرت من فوق

كاثرين : أمرك سيدي

جاسر ببرود : مقولتليش كنتي بتزعقي ليه ؟

آسيل بقلق بالغ : ..........

جاسر رافعا حاجبيه : سلامه لسانك ، جالك شلل ولا أيه ؟

آسيل بخفوت ونبرات متقطعه : اا ا .. اا اأنت مين .. وو وايه جابني هنا

جاسر لاويا شفتيه : حظك الأسود هو اللي جابك

آسيل بنظرات زائغه : يي يعني أيه ؟

جاسر مقتربا بثبات : يعني أنتي اللي جيتي لحد عندي ، ووقعتي نفسك في سكتي يبقي تستحملي

آسيل مضيقه نظرها في تساؤل :هي فزورة

 

- دلفت كاثرين راكضه أليه مره أخري وأعطته تيشيرتا من اللون الأزرق الفاتح .. فألتقطه منها وأرتداه علي الفور ثم أشار أليه بيده قائلا

جاسر مشيرا بيده : أمشي أنتي

كاثرين قابضه علي شفتيها : ا اوامرك سيدي

جاسر ملتفتا اليها مره أخري وأردف بلهجه آمره : أقعدي

آسيل مبتعده بخطوات متعثره : شكرا مش عايزة

 

- أقترب منها بخطوات ثابته وأمسك ذراعها بقوة ثم أجبرها علي الجلوس ، فسحب أحد الكراسي البلاستيكيه وجلس قبالتها ..

آسيل ممسكه بذراعيها : ااااي .. أيه الغباوة دي

جاسر بنظرات ناريه غاضبه : أمسكي لسانك بدل ما أقطعهولك يا... ياعصفوره

آسيل رامشه بعينيها : أنت عايز أيه ؟ وجايبني ليه هنا

جاسر لاويا شفتيه : أنتي اللي عايزة أيه ، بتنخوري ليه ورايا وبتدوري عليا ؟!

آسيل محاوله أستيعاب ما يحدث : اانا ، اانت انت ......

جاسر بأبتسامه واسعه برزت أسنانه : الليث ، أنا جاسر الليث

آسيل ناهضه من مكانها بفزع : هاااااا

جاسر معتدلا في جلسته : مفاجأه ! مش كده

آسيل بصدمه : اا ا انت ! عايز مني أيه ؟

جاسر ناهضا من مكانه واقفا قبالتها : أنتي اللي عايزة أيه ؟ بتحفري قبرك بدري ليه ؟

- بعد صدمتها القويه والشديده حاولت أستجماع ما أوتيت من قوة لمواجهه ذلك الوحش الذي طالما سمعت عنه .. شعرت بالرهبه تجتاح كيانها ، ولكن لابد من أن تتمسك بالصمود والتظاهر بالقوة حتي لا يشعر فيها بالضعف .

آسيل بنبره قويه واضعه يدها أمام صدرها : هو أنت بقي عم الأسد

جاسر رافعا أحدا حاجبيه : هما قالولك عني كده ، تؤ تؤ أخس عليهم أخس ملهمش حق يوصفوني بالأسد .. أنا أستاهل لقب أقوي من كده

آسيل بنبره حاده : أنت فعلا تستاهل لقب أكبر ، علي الاقل الأسد حيوان مش عاقل .. بياكل الأضعف منه عشان يعيش ، أنما واحد زيك عايش علي دم الناس وأرواحهم مينفعش يتشبه بالحيوانات ، لأننا كده بنظلم المخلوقات اللي ربنا سخرها لينا لخدمتنا أو عشان نعتبر منها .. أيه الأفاده اللي عادت عليك من كل اللي عملته ، وأكيد في مصايب كتير محدش دريان بيها ، وما خفي كان أعظم

جاسر مصفقا بيده : بصراحه عجبتني المحاضره ، ولا نسميها مرافعه عشان تناسبك

آسيل عاقده حاجبيها : انا عايزة أمشي من هنا فورا ، وإلا مش هايحصلك كويس أبدا

جاسر مقتربا بهدوء : هتعمليلي أيه

آسيل متراجعه للوراء بخطوات متعثره : هه اا هعمل كتير ، أنا هسجنك

جاسر قابضا علي عينيه بسخريه : ياااشيخه قولي كلام غير ده ، أنتي خلاص دخلتي هنا ... ومش هتخرجي من هنا

آسيل محاوله السيطره علي أنفعالاتها : اا ا انا خطيبي هيوديك في داهيه

جاسر بصوت أجش : أنا اللي هوديه رحله عند ربنا ، رحله أبديه مفيش رجوع منها

آسيل بفزع : هاااا ليه حرام عليك كان عملك أيه ده ده طيب و .....

جاسر رافعا حاجبيه : طيب !

- ولاها ظهره وأستعد للخروج من الغرفه .. ولكنها تقدمت في خطواتها أمامه وأردفت قائله

آسيل : خرجني من هنا ، أنا عايزة من هنا

جاسر بعدم أهتمام : وسعي ياعصفوره من سكتي ، وشيلي الافكار الغلط اللي في دماغك دي

آسيل بتوتر : اا ا أفكار أيه اللي غلط !

جاسر هامسا بجوار أذنيها بنبره عميقه : مش هتخرجي من هنا ، وللابد

آسيل فاغره شفتيها : يي يعني أيه ؟ خلاص هابقي أسيره عندك ولا أيه

جاسر وقد لمعت عيناه عقب كلمتها الأخيره : حلو التشبيه ده ، أيوه أنتي بقيتي أسيره عندي .. أنتي العصفورة اللي ريشها ملون وفرحانه بيه وعماله تطير في الهوا وأنا قررت أقص ريشها ده .. أنتي بقيتي أسيرتي ، ومش أي آسيره .. أنتي دخلتي عرين الأسد وبرغبتك


 

- قام بدفعها بهدوء داخل الغرفه وأتجه نحو الباب للخروج منه .. وعندما حاولت الركوض كمحاوله بائسه لا بد منها قبض علي ذراعها بقوة وأرجعها للوراء قائلا


 

جاسر مقتربا من أذنها وبنبره آمره : متحاوليش ! ملكيش مني مفر يا .... أسيرتي


 

- دفعها بقوة لتسقط أعلي الفراش ثم توجه للباب الحديدي ودلف خارجا ولم يتناسي أوصاد قفله جيدا .. وأحكم قبضته علي المفتاح الخاص به وصعد للأعلي

-----------------------

( في المشفي )


 

- بعد أن علم رؤؤف بأمر أصابته بمرض السكري لم يهتم أو بضع الأمر برأسه ، حيث كان شاغله الأكبر هو أمر أبنته الغاليه التي أختفت عن الانظار .. لم يستطع أحدا الوصول أليها .

رؤؤف بنبره منهكه : لل ل لميا .. مفيش أي أخبار عن آسيل

لميا واضعه يدها أسفل ذقنها بحزن : مفيش يارؤؤف ، البنت ضاعت مني خلاص

سهيله وقد لمعت عيناها بالدموع : ماما بليز ، بلاش اليأس والكلام ده

لميا لاويه شفتيها : آمال أقول أيه ، اللهم سبحانك أني كنت من الظالمين .. اللهم سبحانك اني كنت من الظالمين .. مليش غير بناتي يارب ردهالي

رؤؤف قابضا علي عينيه بتألم : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


 

- دلف الطبيب للداخل بعد أن طرق الباب عدة طرقات متتاليه

الطبيب واضعا يده في جيب ملابسه الطبيه البيضاء : صباح الخير ، أتمني تكون كويس النهارده

رؤؤف بتنهيده : الحمد لله

الطبيب بأسف : طبعا حضرتك عارف أنك هتتحقن بالأنسولين

رؤؤف محركا رأسه : أيوة عارف

الطبيب مشيرا بيده : أنا مش عايزك تقلق أطلاقا ، الموضوع بسيط وناس كتير جدا مريضه بالسكر وعايشين حياتهم الطبيعيه

رؤؤف بأستسلام : الحمد لله

لميا بضيق: والحقن دي أمتي يادكتور ؟

الطبيب : علي الأقل مره يوميا ، وفي مرضي بيستخدموا الانسولين في حالة أنخفاض نسبه السكر في الدم فقط

رؤؤف : طيب

الطبيب : الافضل لحضرتك لو جيبت قلم خرطوش ، الحقن عن طريق القلم بيكون أسهل وأسرع وأضمن كمان

رؤؤف : ربنا يسهل

الطبيب : طب الحمد لله علي سلامتك .. عن أذنكم

لميا : أتفضل

رؤؤف باحثا بعينيه : فين أمجد

لميا منتفضه بعصبيه : متجيبليش سيره الانسان ده تاني ، ولا تسمعني أسمه يارؤؤف .. هو السبب في اللي حصل لبنتي كله من تحت رأسه

سهيله بأعتراض : لا ياماما أمجد ملهوش ذنب

لميا بنظرات غاضبه : أسكتي أنتي متعرفيش حاجه .. أول مر ه كانت هتتقتل وربنا سترها ودلوقتي أتخطفت ومنعرفش حتي مين اللي خاطفها

رؤؤف بتنهيده : ده قضاء وقدر يالميا

لميا بتهكم : اه فعلا ، بس ربنا قال ولا تلقوا بأيدكم الي التهلكه ، يعني مروحش ارمي نفسي في النار واقول ده قدر

سهيله بحزن بالغ : عن أذنكوا هطلع بره شويه

لميا بتألم : متتأخريش ياسهيله وخلي بالك من نفسك .. مش ناقصه أخسر أتنين يابنتي

سهيله ناظره للأسفل : حاضر ياماما


- أنطلقت لخارج المشفي لا تدري إلي أين تذهب .. بل تركت قدماها تقودها إلي حيث تشاء ، حتي أكتشفت أنها قطعت شوطا كبيرا من السير علي قدميها دون شعور ووجدت نفسها أسفل تلك البنايه العاليه التي تمتلك بها أختها العزيزة مكتبا خاصه بأمور المحاماه والاستشارات القانونيه .. تنهدت بحرارة بعد أن نظرت لتلك اليافطه المعلق عليها أسمها بشكل بارز .. ثم ألتفت لتعود من حيث أتت ... سيرا علي الأقدام


 

------------------------

- بعد أن قضي جاسر ليله الطويل في التفكير بتلك المتمردة وما هو الأسلوب الذي عليه متابعته معها ، فالقادم ليس بقليل ..وفي تلك الغرفه الأخري المجاورة لغرفته ترك العنان لجسده لكي يسترح بضع ساعات معدودة قبل الأستيقاظ بالصباح .


 

-أستيقظ متأخرا من نومه فذفر أنفاسه في ضيق ثم أمسك بالعلبه الذهبيه التي تحمل ( سجائره ) الفاخره وأشعل واحده منهم بعد أن قام بوضعها بين فكيه وأخذ ينفث بها بشراهه ، ثم نهض من مكانه تاركا سيجارته داخل المطفأة الجرانيتيه الحمراء ودلف للمرحاض كي يغتسل ... بينما كانت كاثرين تعد له وجبه الافطار المكونه من قهوته الساخنه ذات الرائحة الذكيه وقطع الخبز المخبوز والطازج بجانب قطعه من الجبن الأبيض الغير مالح ، أمسكت بحامل الطعام ودلفت للخارج فوجدته هابطا للأسفل فأبتسمت بهدوء قائله


كاثرين باأبتسامه : أعددت لك وجبه الافطار الشهيه ، أتمني أن تخذل توقعاتي اليوم وتتناولها كامله

جاسر بأقتضاب : ماليش نفس ... بس هاكل عشان أخذل توقعاتك

كاثرين بأبتسامه واسعه : تفضل سيدي الشاب


 

- أتجهت لتلك الطاوله الصغيره أمام المقعد الوثير الخاص به ووضعت عليها حامل الطعام ثم أستأذنته بالأنصراف ، بينما أمسك هاتفه وقام بأرسال رساله نصيه لعيسي .. أبلغه فيها بتأخيره لبعض الوقت ، ثم شرع في تناول وجبته الخفيفه بعد أن ترك هاتفه جانبا

---------------------

( قامت سهيله بمحادثة أحدي زميلاتها المقربات لأبلاغها عدم قدرتها علي حضور محاضراتها في تلك المرحلة من الوقت )

سهيله بنبره جافه : زي ما بقولك كده يانورهان .. أحتمال كمان أأجل السنه دي

نورهان بفزع : هااا لا حرام عليكي بعد كل المجهود ده عايزة تأجلي .. ده مش فاضلنا إلا الفاينل

سهيله بتنهيده : غصب عني يانورهان ، الظروف اللي فيها مش هتهيألي أبدا المذاكره والامتحانات

نورهان قابضه علي شفتيها : معلش ياسوسو تعالي علي نفسك شويه وحاولي بس بلاش تأجيل

سهيله بأاستسلام : ربنا يسهل .. هقفل معاكي دلوقتي مش قادرة أتكلم

نورهان بتفهم : ماشي ياحبيبتي كان الله في العون

سهيله : سلام

- أغلقت هاتفها وشرعت بالانتحاب والبكاء الشديد ، حيث طلبت من الله أن يردها سالمه إليهم

----------------------

( العرب جروب )


 

- كان جاسر جالسا علي مكتبه الخشبي الزان والفخم يتفحص أحدي الاوراق .. حتي دلف إليه عيسي وعلي وجهه أبتسامه واسعه قابلها جاسر بالبرود

عيسي بتهكم : الأبتسامه صدقه

جاسر ناظرا أليه : ........

عيسي : خلاص ياعمنا أنت لسه هتبحلقلي

جاسر طارقا علي سطح مكتبه بقلمه الفضي : عملت أيه في شحنة الوسكي اللي جاي بعد يومين

عيسي ممدا يديه : خد ده الفايل بتاع الشحنه كامل .. فيه التصاريح والتراخيص والمواصفات القياسيه وموافقه اللجنه الرقابيه علي الشحنه ، يعني الفايل مستوفي كل حاجه

جاسر ملتقط الملف : طب روح أنت وانا هراجعه بنفسي

عيسي : أوكي يابوص ، اا ا .. ا يعني كنت عايز أسال يعني هو ......

جاسر مقاطعا بدون النظر إليه : الموضوع ده شيل نفسك منه ومتسألش تاني عنه ، كفايه أنك أتصرفت تصرف غبي من ورايا وده اللي ورطني أكتر في الموضوع

عيسي لاويا شفتيه : يابوص ما قولنا أوامر ثروت ، وأنا عليا التنفيذ

جاسر ناظرا إليه بحده وصرامه : أكلك شربك لبسك وهندامك عيشتك وحياتك مني أنا ، مرتبك انا اللي بدفعه وحصتك بتاخدها مني .. مش من ثروت ياأفندي

عيسي بضيق : ماشي ياعم ، ماأنت الخزنه

جاسر لاويا شفتيه : بالضبط كده ، تقدر تمشي عشان أشوف شغلي

عيسي باأقتضاب : أوك ، سلام

جاسر : .............

-----------------------

- كان أمجد يقف بأحدي الكمائن للتفتيش علي السيارات الدالفه خارج مدينة الاهرامات ( القاهرة ) حيث أشرف بنفسه علي مهمة التفتيش بحثا عن مبتغاه .. ولكن حتي الآن لم يستطع التوصل لأي شئ


 

مجدي خالعا نظارته الشمسيه : أمجد ، أعتقد أنه مش هيخرج بره القاهرة بيها أبدا .. علي الأقل دلوقتي هو مش غبي للدرجه دي

أمجد بحده خفيفه : أنا مش هسيب خرم أبره إلا لما أدور فيه عنها وأكيد ربنا عمره ما هيخذلني ، لو تعبت أنت روح

مجدي باأشفاق : مقدرش أروح ولا أسيبك ياجدع ، عيب عليك

أمجد بنظرات خاليه من الحياه : تسلم يامجدي

أمجد مشيرا بيده لأحدي العساكر الذين تحت أمرته : شوف العربيه النقل اللي جايه دي يابني

العسكري راكضا : تؤمر ياباشا

-----------------------

- تعمد ثروت ترك جاسر لبضعة أيام حتي يهدأ روعه وتسكن ثورته ، ثم عاود مهاتفته بعد ذلك


 

جاسر باأقتضاب : ألو

ثروت بثبات : أتمني تكون ريحت أعصابك شويه

جاسر لاويا شفتيه بتهكم : أه

ثروت معتدلا في جلسته : عملت أيه؟

جاسر مداعبا أنامله : بقت تحت أيدي

ثروت مضيقا عينيه : عفارم عليك .. عارف هتعمل أيه !

جاسر بخبث : أنت عايز تعمل فيها أيه ؟

ثروت بنظرات مشتعله : أكيد هتخلص عليها ، دي عرفتك يعني مفيش قدامك حل تاني

جاسر بتفكير : هيحصل .. بس كله في وقته

ثروت : أستني مني الأشاره وأنا هقولك أمتي

جاسر واضعا قدما علي قدم : ماشي

ثروت بأريحيه : هاقفل أنا وأسيبك تشوف اللي وراك

جاسر : ماشي ، سلام


 

- أغلق هاتفه ونهض عن مقعده الوثير متجها نحو الشرفه المغطاه بالزجاج الغامق لعكس الرؤيه من الخارج ، وقف أمامها واضعا يديه في جيب بنطاله لبضع لحظات ثم خلل أصابعه بخصلات شعره الأسود الغزير وألتقط سترته ومفاتيح سيارته وهاتفه وأنطلق خارج مقر الشركه .

----------------------

- قامت كاثرين بتحضير وجبه غذائيه من أجل آسيل .. ولكن لعد أن أعدتها تذكرت أن باب غرفتها موصدا من الخارج فزفرت بضيق قائله

كاثرين بضيق : يا اللهي ! ماذا عساي أن أفعل الأن .. لقد نسيت أمر ذلك الباب الحديدي الموصد


- بتلك اللحظه دلف احد الحرس الخاص لجاسر قائلا

الحارس مقاطعا لها بنبره عميقه : كاثرين ، الناس اللي شغالين في الاوضه اللي فوق خلصوا شغل .. مين هياحسبهم

كاثرين واضعه يدها في جيب الزي الرسمي الخاص بها : لقد أمرني السيد الشاب بدفع أجورهم بعد أنتهاء العمل ، ولكن دعني أنظر إلي حالة الغرفه أولا

الحارس بصوت أجش : أتفضلي


- ذهبت كاثرين بصحبته لغرفة جاسر الذي أبادها وحطمها بالأمس وها هي الأن تعيد كل شئ كما كان في سابق عهده وبعد أن تأكدت من سلامة الغرفه قامت بأخراج حفنه كبيره من الورق النقدي وأعطتها أليهم قائله

كاثرين بجديه : تفضلوا

العامل بعيون لامعه : من يد ما نعدمها أبدا ياست هانم .. وأحنا تحت الخدمه

الحارس مشيرا إليهم بالخروج : أتفضلوا معايا

العامل 2 : يلا بينا ياعم سيد

العامل 1: يلا


 

- دلف كلاهما خارج الغرفه بينما ألقت كاثرين نظره صغيره علي الغرفه ثم دلفت للخارج وأحكمت غلق الغرفه خلفها وهبطت للأسفل .. فوجدت رب عملها قد وصل للتو فهرولت إليه قائله


 

 

 

كاثرين بلهفه : سيدي ، فلتأذن لي بفتح باب الغرفه السفليه

جاسر مضيقا عينيه بحده : نعم !

كاثرين بتوتر : اا ا أأ أقصد .. تلك الغريبه التي بالأسفل يجب عليها تناول الطعام

جاسر بتفهم : اهاا ، طيب هاتي الأكل اللي أنتي عايزاه وتعالي معايا

كاثرين بأبتسامه : أوامرك سيدي

 

- بينما كانت آسيل في غرفتها ملتزمه فراشها لا تنهض منه .. يسيطر عليها الخوف ويدب الرعب داخلها ، فلم تعد تعلم المصير الذي ينتظرها وهي تحت سيطرة ذلك الكاسر والمتوحش ولكن ما تعلمه يقينا أن النهايه لن تكون سعيده بالنسبه إليها ، وبينما كانت شارده في خيالاتها المرعبه أستمعت لصوت القفل الموصد ينفتح فأعتدلت في جلستها سريعا ونهضت بسرعه حتي وقفت خلف الباب الحديدي ، وما أن أنفتح الباب ونظر جاسر بعينيه الثاقبتين للداخل فلم يراها .. كاد يلتفت لينظر خلف الباب ولكن كانت أسرع منه حيث قفذت بجسدها الرقيق علي ظهرة وديقت قبضتها علي عنقه حتي تحكم حركته .. ولكن فارق الطول والجسد بينهما كان قويا بما يكفي لكي ينتصر عليها .. حيث أنحني بجزعه للأسفل وقبض بيديه علي قدميها وجذبهما للأمام حتي تسقط من فوق ظهره علي الأرضيه

آسيل بتألم : ااااااااه اااااي ااااااه

جاسر بقهقهه عاليه : ههههههههااا هههههههههههههههاهههااا

آسيل متألمه بدموع : ااااي ضهري منك لله

جاسر مشيرا بيدها لجسدها : هههههه أنتي .. أنتي ياعصفورة عايزة تهربي ههههه والأدهي أنك فاكره ممكن تنتصري عليا هههههههه شكلك طيبه قوي هههههه

آسيل بغيظ : أنت بتضحك علي أيه ياأفندي أنت ، أنت اللي خدتني علي خوانه

جاسر رافعا أحدي حاجبيه : الحرب خدعه يا أسيرتي

كاثرين دالفه للداخل حامله بيدها الطعام : مساء الخير .. لقد أحضرت الطعام

جاسر ناظرا لآسيل بتشفي : سيبيه هنا للعصفورة

آسيل بحده : مش عايزة حاجه منك

جاسر موليها ظهره : براحتك .. يلا ياكاثرين

كاثرين : ااو اوامرك ، فتاتي .. أن الطعام طيب المذاق والمكونات وليس به ما يضر فالتطمئني وتتناوليه

آسيل واضعه يدها علي ظهرها بتألم : ..........

 

- دلف جاسر للخارج ومن خلفه خادمته ثم صغع الباب الحديدة صفعه مدويه وأغلق القفل الكبير الخاص بها ، بينما حاولت آسيل النهوض من مجلسها ولكن أقتحمتها ألام فقرات ظهرها العظميه بفعل سقطتها القويه علي الأرض الصلبه .. فأراحت رأسها علي الأرضيه وأنسالت الدموع من مقلتيها كمجري النهر الثائر ، فبرغم من عدم كثرة محاولاتها إلا أنها تفقد الأمل في الهروب من بين يديه .

 

بينما صعد جاسر لغرفته بجسدا مجهدا وألقي بثقل جسده علي الأريكه المريحه مستندا علي ذراعها الكبير .. بعد عدة لحظات نهض عن مكانه متوجها للمرحاض لكي ينفض عن جسده غبار الأرهاق والارق .. وبعد أن زينت قطرات المياه البارده جسده الرياضي وقف أمام المرآه وهو يخلل أصابعه ويمررها بين خصلاته فلمح خدشا صغيرا برقبته .. حدق عينيه في دهشه ثم جز علي أسنانه بقوة قائلا

 

جاسر بصوت هامس : هي مفيش غيرها بنت ال ..... لما نطت علي ضهري .. هووووف

- دلف للخارج بخطوات سريعه ثم أرتدي ملابسه علي عجاله وأمسك بحاسوبه الشخصي وقام بفتحه ليتفحص أي جديد .. حيث قام بمراسلة الشركة التركيه من أجل أستلام بضائعه الغير قانونية خلال أيام قليلة ، ثم أغلق الحاسوب وأمسك هاتفه للأتصال ب .....

 

جاسر : أيوة ياعيسي

عيسي : خير ياجاسر

جاسر بنبره ثابته : عايزك تجهز عشان الشحنه الجديده جايه اليومين الجايين

عيسي عاقدا حاجبيه : بالسرعه دي ؟

جاسر واقفا أمام الشرفه : أيوة بالسرعه دي ، في حاجه كنت عايزك فيها بس نسيتها

عيسي مضيقا عينيه : حاجة أيه ؟

جاسر حاككا ذقنه : مش فاكر ، خلاص خليها بعدين

عيسي : خلاص أوك يابوص

جاسر : سلام

عيسي : سلام

 

- أغلق عيسي هاتفه فوجد أخيه الأصغر يدلف أليه بأبتسامه خبيثه قائلا

سامر : يامساء الجمال علي أبو عيون جمال

عيسي مضيقا عينيه : عايز أيه من الأخر

سامر بأبتسامه واسعه : عايز مفاتيح شاليه العين السخنه عشان رايح أنا وأصحابي

عيسي ناهضا من مكانه بحده :ده أنت بتحلم ، مش كفايه المرة اللي فاتت جايبك من القسم بعد ما البوليص كبس عليك انت واصحابك وقفشوكوا بالحشيش والخمره وكمان نسوان

سامر : خلاص ياعيسي ميبقاش قلبك أسود ، وبعدين متخافش والله ما هنعمل حاجه المره دي

عيسي مشيرا بأصبعه في وجهه : ده علي جثتي ، انا مش فايق لمصايبك دلوقتي ياسامر .. حل عن دماغي

سامر لاويا شفتيه : بقي كده ! طيب هات فلوس وانا هتصرف

عيسي محاولا تغيير الموضوع : أنت عامل أيه مع بنت أونكل حسين

سامر ملوحا بيده : يييييي ده بت تقيله ورخمه

عيسي رافعا حاجبيه : تقيله ورخمه ! سبحان مغير الاحوال .. كنت هتموت عشان بس كلمه منها ودلوقتي لما عبرتك بقت تقيله ورخمه

سامر سابحا في خياله : أنا في بالي دلوقتي حاجه تانيه خالص ، حتت بت ياعيسي تقول للقمر قوم ياص وأنا أقعد مطرحك

عيسي محدقا : تقول للقمر قوم ياض !

سامر : اها .. لو حتي هتجوزها عشان أعرف أوصلها هعملها.. هاااااااح ياسهيله

عيسي لاويا شفتيه : نفس البوقين بتوع المره اللي فاتت ، أنا مش هتصدرلك في مواضيع تاني وربنا يستر واونكل حسين ميكلمنيش يهزقني بسبب طيشك

سامر مربتا علي كتفه : متقلقش ، المهم عايز فلوس

عيسي بخفوت : مبتنساش خالص .. الصبح هتلاقيها علي المكتب

سامر مقبلا رأسه : تسلملي ياعسل

عيسي بتأفف : أوووف.. عسل أسود

----------------------

- مر 3 أيام .. لم يسترح أمجد لوهله ولم يدخر وسعه في البحث عن اي معلومه ولو صغيرة للوصول أليها ، بينما كان جاسر بمدينة الأسكندريه عروس البحر المتوسط للأشراف علي تلك الشحنه التي ستصل من الاراضي التركيه لميناء الاسكندريه .. وهي عباره عن الكثير من زجاجات الخمور المتنوعة والمختلفه ، وبعد أن تم الاستلام ومراجعة التصاريح والتراخيص تمت تعبئة الشحنة بعربات النقل الكبيرة أخذ جاسر بعض الصناديق الكرتونيه المغلفه إلي حقيبة سيارته ، وترك لعيسي مهمة الأشراف علي وصول تلك الشحنة لمخازنه الخاصه بالقاهرة .. ثم أنطلق بسيارته للعودة إلي القاهرة .. وأثناء قيادته لسيارته بالطريق لمح أحد كمائن الشرطه فضيق عينيه ثم أمسك بحزام الأمان لكي يحاوط به جسده ،وأمسك سيجاره وأشعل بأحداهن النر لكي ينفث بها .. وصار بثبات في طريقه إلي أن جاء دوره .

 

أمجد مدققا النظر به : أنت جاي منين ؟

جاسر منفثا دخان سيجارته في الهواء : جاي من أسكندريه أمجد بعدم أرتياح : هات الرخص وأفتح شنطة العربيه ......


#الفصل_١٠


ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ العاشرة

أمسك جاسر برخصة القيادة التابعه له وقدمها له ثم ضغط علي الزر الخاص بفتح مؤخرة السيارة .. وبعد أن تأكد أمجد من سلامة الرخص تقدم بخطوات ثابته نحو ( شنطة ) السيارة فوجد بها بعض الصناديق الكرتونيه .. فأمر أحد رجاله بأحضار أحدها وحلها من الغلاف الخاص بها ليجد الكثير من زجاجات الخمر المغلفه ، فضيق عينيه وأنطلق نحو جاسر الذي ظل جالسا بسيارته بمنتهي الثبات والثقه قائلا

أمجد بنبره حاده : أيه اللي في الشنطه ده ؟!

جاسر ببرود : زي ما شوفت كده ، خمره

أمجد بجديه : أربع صناديق كل صندوق ب 12 أزازة خمره يعني 48 أزازة خمره .. ليه بتاجر فيهم ؟

جاسر عاقدا حاجبيه : طالما مفيش حاجه غلط .. يبقي براحتي أتاجر اشرب أهادي .. زي ماانا عاوز

أمجد قابضا علي شفتيه : أتكلم عدل .. وبعدين أنت معاك رخصه بالحموله دي كلها من الخمرة

 

- أخرج جاسر أصل التراخيص والتصاريح بأستيراد الخمر من الخارج ومدها أليه .. فقام بمراجعتها جيدا من أول حرف بها حتي أخر حرف ، ثم لوي شفتيه بأمتغاض ومد له أوراقه قائلا

أمجد بأقتضاب : فين باقي الكمية المذكورة في التصريح

جاسر ببرود : الشاحنه اللي بتنقل الشحنه سبقتني علي القاهرة ، أقدر أمشي ولا في أسئله تانيه ؟

أمجد بعد أرتياح : أتفضل .. أفتح الطريق ياعسكري

العسكري بأنتباه : حاضر يافندم

 

- أفسحوا له الطريق فمر وسطهم بكل ثقه وغرور .. فلقد نجح بالمرور وسط مخالب الشرطه التي تتربص به ، فأعتلي ثغره أبتسامه واسعه تلاها قهقهه عاليه سخرية وتهكم علي وزارة بأكملها فشلت لسنوات في التعرف حتي علي هويته .. توجه لقصره سريعا بعد أن دخل مدينه القاهرة ، وعقب دلوفه من بوابة القصر الحديديه الكبيرة أشار لأحد رجاله لكي يتبعه ركضا خلف السيارة ثم فتح له بابها لكي يدلف خارجها .. فأردف قائلا بنبره عميقه صارمه

 

جاسر بحده : هات الصناديق اللي في الشنطه ، ولو في حاجه أتكسرت هكسر رقبتك

الحارس ناظرا لأسفل : أمر معاليك

- دلف جاسر للداخل بخطوات ثابته فألتقي كاثرين بطريقه

جاسر ببرود : الأوضه بتاعتي خلصت ؟

كاثرين مومأه رأسها : نعم ياسيدي ، لقد أصبحت كسابق عهدها بل وأفضل

 

- نظر جاسر للأعلي بتفكير ثم حك رأسه بتفكير قائلا

 

جاسر مضيقا عينيه : الاوضه التانيه اللي جمبي جاهزة تستقبل البت اللي تحت دي

كاثرين محدقه : هااه

جاسر عاقدا حاجبيه : في حاجه ياكاثرين

كاثرين بتوتر : لل ل لاا .. أنها علي أتم أستعداد سيدي الشاب

جاسر مشيرا بيده : أطلعي أفتحيها وتممي عليها لحد ما أجيب الاستاذه اللي تحت دي

كاثرين : أمرك

( توجه نحو ذلك الدرج الرخامي الضيق وهبط للاسفل بخطوات بطيئه .. بينما كانت أسيل قابعه علي الفراش شارده بمستقبلها المظلم والمجهول المعالم ، وأثناء شرودها شعرت بالأقفال الخاصه بالباب الحديدي تنفتح فوجهت نظرها للجهه الأخري كمحاوله منها لأبداء البرود واللامبالاه ، دلف للداخل مدققا بها ثم هتف بلهجه آمره وصوت صارم )

جاسر بنبره صارمه : قومي معايا

آسيل بعدم أهتمام : ..........

جاسر قاطبا جبينه بقوة وبنبره عاليه : أنتي مبتسمعيش ، بقولك قومي معايا

آسيل بتمرد : مش قايمه في حته

جاسر رافعا حاجبيه : مش هتقومي ! تمام جدا خليكي قاعده

- أدخل يده في جيب سترته الداخلي وأخرج منها زجاجه صغيرة مصنوعه من الفضه الايطاليه وتحتوي علي مواد كحوليه مسكره .. قام بفتحها ونثر محتواها علي الفراش الراقده عليه آسيل بينما ظلت آسيل تراقبه بتوجس في حين كان يبعث لها بنظراته الحاده والناريه تهديدا غير مباشر ، بعد أن أفرغ محتوي الزجاجه القاها علي الارضيه ، فأشعل ( الولاعه )الذهبيه الخاصه به وأعتلي فمه أبتسامه خبيثه بينما شهقف هي الاخري في فزع وقد دب الرعب أوصالها هاتفه بصراخ ..

آسيل بنبره صارخه : اا أنت يامجنون هتعمل أيه

جاسر ملقيا ب (الولاعه)علي الفراش : هولع في الاوضه وانتي فيها

- أمسكت النيران بالفراش وعلت ألسنة اللهب عاليا بينما كانت تصرخ آسيل بفزع ورعب من هول المنظر الذي تشاهده ، مما أزعجه صوتها الصارخ والمرتفع كثيرا

آسيل بصراخ ونبرات هادره : عاااااااااا لاااااااااا

جاسر بعيون محدقه بغضب : أخرررسي .. مش أنتي اللي مش عايزة تخرجي ودخلاها تحدي معايا ، يبقي تشربي بقي

آسيل برعب وقد تجمعت الدموع في مقلتيها : عااااا ياربي أخرتها هموت محروقه عاااااااا

- خطي بقدمه خطوتين للأمام وقبض علي ذراعها بقوه ، جذبها بشده للخارج ثم هتف بها بصرامه وغضب

جاسر بصرامه وصوت قوي : لما أنتي جبانه بتتحديني ليه

آسيل بتماسك : ااااااي .. سيب دراعي هيتخلع في أيدك ، منك لله ياشيخ أنت أيه مبتحسش .. حيوان بشري علي وش الأرض و .....


 

- لم تكمل عبارتها الأخيره حيث لكمها بقبضته المكورة الصلبه في أنفها حتي فقدت قدرتها علي أستيعاب ما يحدث وسقطت بين ذراعيه فألتقطها بذراع واحده ورفعها علي كتفه هاتفا ..

جاسر مضيقا عينيه : ده أنتي أيامك الجايه سودا معايا بس أصبري عليا ، بقي أنا حيوان يا.. ياأسيرتي مااشي


 

- كانت كاثرين هابطه للأسفل فرأته يحملها علي كتفه .. ركضت نحوه بقلق بينما أشار لها بالصمت والذهاب لحيث تعمل ، فلبت رغبته علي مضض وذهبت بينما صعد جاسر بها للغرفه المجاورة له وبعد أن دفع باب الغرفه بقدمه أسندها علي الفراش ثم مدد قدميها عليه وعدل من وضع ملابسه ، ذفر في ضيق ثم دلف للخارج هاتفا بأسم أحد رجاله ليأتي له سريعا ..

الحارس : أوامر معاليك ياباشا

جاسر بصرامه : أطلعلي يابني أدم

الحارس صاعدا الدرج : تحت أمرك ياباشا

جاسر مشيرا للباب وبلهجه آمره : شايف الباب ده ، لو عدت منه نمله حسابك عندي هيكون رقبتك

الحارس مبتلعا ريقه بصعوبه : حح ح حاضر معاليك


 

- أنطلق جاسر للأسفل وتوجه نحو الصناديق التي أدخلها الحارس الأخر للداخل وقام بسحب أحدهم وأنطلق للدرج الرخامي الضيق وهبط للأسفل ووضعه علي الارضيه جانبا .. ثم نظر بالغرفه ليتأكد أن النيران قد خمدت وسكنت ألسنتها ( حيث أن الجدران مطليه بطلاء عازل للحراره وضد الحرق ) ودلف للأعلي مرة أخري .. في حين أتي عيسي في تلك اللحظه بصحبة أحد رجاله وبحوزتهم بعض الادوات التي أمرهم جاسر بأحضارها .

عيسي مشيرا بيده : حط الحاجه دي هنا يابني

حامد : حاضر يافندم

جاسر بحده : اخرج انت بره

حامد مطأ طأه رأسه : أمرك ياباشا .. عن أذنكم


عيسي حاككا رأسه : عايز أعرف الحاجه اللي طلبت نجيبها من المخزن دي عايزها ليه

جاسر موليه ظهره : هات الحاجه دي وتعالي ورايا

عيسي حاملا الادوات : ماشي

- أنطلقا للأسغل حيث أحضر جاسر ما يشبه ب ( البوتجاز الصغير المحمول ) ووضع عليه قدحا واسعا والذي أحضره إليه عيسي .. ثم أحضر بعض زجاجات الخمر وسكبها في القدح وأشعل النيران في ( البوتجاز ) لكي يقوم بتسخين القدح ، فحدق عيسي في فزع وعاد بقدمه خطوات للوراء هاتفا بذعر

عيسي بذعر : أنت بتعمل أيه ياليث ، أنت عايز تولع فينا ولا أيه ياجدع

جاسر بحده وصرامه : أنشف ياعيسي شويه ، انا مش مشغل معايا سوسن ياخويا

عيسي عاقدا حاجبيه بضيق : أسمي اللي بتعمله ده أيه

جاسر مضيقا عينيه بغيظ : دي مش خمرة .. أتهد

عيسي بأريحيه : أديني أتهديت

- نظر عيسي للفراش المحترق الذي أكلته النيران بالكامل ثم لاوي شفتيه قائلا : أيه اللي ولع في السرير ده

جاسر ناظرا للفراش : أنا .. سيبك منه وتعالي ركز هنا

 

- وقف عيسي جواره وتأمل السائل الذي سكبه جاسر بالقدح وهي يغلي وبدأ في التبخر والانكماش .. حتي كاد يختفي تماما من القدح .. ففر عيسي شفتيه في دهشه وأردف قائلا

عيسي بنظرات مشدوهه : أيه ده ؟! ده بيتبخر

جاسر بخبث : اها

عيسي رافعا حاجبيه : طب وأخرتها أيه

أشار جاسر بيده لداخل القدح وأردف قائلا : أخرتها ده

 

- نظر عيسي داخل القدح بتركيز .. فحدق بصدمه بينما قهقه جاسر عاليا من هيئته المضحكه

جاسر : ههههاااههااهااا

عيسي مضيقا عينيه : هيروين جوه الميا أزاي

جاسر لاويا شفتيه : دي مش ميا ، دي حاجه شبه المواد الحافظه اللي بتتحط في العصاير عشان تحفظها ، بس دي بقي بتخفظ الهيروين .. وهو ده الشغل وهي دي الشحنه

 

- قالها بأفتخار وغرور ، فلقد حقق بالمحال الغير شرعي رقما قياسيا في المكر والخداع بينما أعتلي وجه عيسي أبتسامه ليس لها معني .. وأردف قائلا

عيسي : مش هتتغلب أبدا

جاسر بثقه : أبدا

---------------------

- بدأت آسيل تفيق من الغيبوبه المؤقته التي دخلت بها وتأوت من الألم الذي سببه لكمة جاسر القويه لها ، فوضعت يديها علي أنفها تتحسسها بتألم وبدأت تدقق بعينيها لتري المكان الذي تتواجد به ولكن قطع شرودها بذلك المكان رائحه نفاذه أخترقت أنفها ، فظلت تحاول تذكر هوية تلك الرائحه إلي أن توصلت إليها أخيرا .. نعم أنها رائحة عطر ذلك الوحش القويه والنفاذه ، أنتفضت من مكانها ونظرت حولها وهيئتها ولكنه لم تجده بالغرفه .. فأقتربت من الوسادة لتشتم رأئحتها فوجدتها غارقه برائحته فقامت بألقائها أرضا بحده وغضب ونهضت عن مكانها إلي الباب .. وما أن قامت بفتحه حتي وجدت رجلا قوي البنيه عريض المنكبين طويل القامه يقف أمامها ، فعادت للوراء خطوة واحده وأردفت قائله

آسيل بحده : أنا عايزه أمشي من هنا

الحارس بصرامه : ممنوع

آسيل عاقده حاجبيها : يعني أيه ممنوع دي

الحارس بلهجه آمره : ياريت تدخلي ومتفتحيش الباب تاني ، عشان مفيش خروج من هنا

آسيل مشيره بيدها : أمشي روح أندهلي اللي مشغلك خليه يرد عليا

الحارس ممسكا بمقبض الباب : لا

آسيل ممسكه بالمقبض من الداخل : أوعي كده أنت بتعمل أيه .. أفتح الباب افتتتتتتتتح

 

- أستندت آسيل علي باب الغرفه وتركت جسدها يسقط رويدا حتي جلست علي الأرضيه الصلبه وأجهشت في البكاء حتي لمحت زجاجا شفافا يتخلله ضوء خافت فنهضت من مكانها بعد أن مسحت عبراتها الرقيقه عن وجهها ، ونظرت منه لتري حديقه القصر الواسعه والمساحه الزراعيه المزروعه بالأشجار الصغيرة والأزهار المختلفة الالوان والأشكال .. ولكنها أكشفت ان الزجاج مغلقا بأحكام فذفرت بضيق وتوجهت للفراش مرة أخري وجلست علي طرفه تتذكر خطيبها وليلة زفافها التي من المفترض أنها ليلة العمر لكل فتاه فلقد أصبحت ذكري مشئومه لها .. أرخت ظهرها الذي ما زال يؤلمها علي الفراش وظلت مسلطه نظرها للأعلي

----------------------

- بعد أن تأكد جاسر من تبخر المادة السائله وظلت المادة البيضاء ( السم الأبيض ) في أسفل القدح أطمئن علي نجاح مخططه .. أمر عيسي بالتخلص من ذلك القدح والزجاجات الفارغه علي الفور وأعدامها ، وبعد أن قام رجاله بتنظيف الغرفه كامله قام جاسر بطلب أحضار روكس من غرفته .. فأحضره له أحد رجاله

 

- جثي علي ركبتيه أمام ( كلبه ) ومسد علي فروته السوداء القاتمه ثم قرب من أنفه زجاجه من أحدي الزجاجات لكي يشتمها ، ثم تركه للبحث عن الرائحه التي وراء تلك الزجاجه .. ظل روكس يسير يمينا ويسارا وهو يتشمم كل ما يقابله ، ولكنه لم يصل لأي رائحه في أي مكان .. فأبتسم جاسر أبتسامه واسعه حيث نجح مخططه أيضا في مسح أي شئ قد يدل عليه ، حتي مجرد الرائحه قضي عليها .

أمر رجاله جميعا بالأنصراف حتي عيسي ، ثم أشار لروكس كي يتبعه لغرفة المكتب ، فجلس علي الكرسي المتأرجح وبجواره الكلب وظل يمسد عليه برفق بالغ وعلي ثغره أبتسامه صغيره .. فأنه يعشق هذا الكائن الوفي الذي يدعي ( روكس )

----------------------

( بقاعة الأجتماعات الواسعه - مديرية الأمن )

 

أجتمع العقيد سامي برجاله لكي يتابع ما التطورات الحديثه في تلك القضيه ، وايضا ما يخص قضية البحث عن الضحيه المفقودة .

مجدي بيأس : أكتر من 8 كمائن بمناطق مختلفه وأوقات مختلفه في خلال أسبوع، ومفيش أثر لأي حاجه يافندم

سامي : وأنت ياأمجد .. مفيش عندك أي ملحوظات ؟

أمجد بنظرات ذابله خاليه من الحياة : معنديش يافندم

سامي مضيقا عينيه : أنا مش عايزكوا تيأسوا يارجاله ، خير أن شاء الله

أمجد لاويا شفتيه : ........

مجدي بحده خفيفه : يعني سنين مش عارفين نوصله وتفتكر يافندم دلوقتي هنعرف ، ده مش سايب وراه حاجه

سامي قاطبا جبينه : أنا رجالتي مينفعش ييأسوا ، أنتوا سامعين

أمجد بتنهيده : أه سامعين ، عن أذنك يافندم

سامي مشيرا بيده : أتفضلوا

-------------------

- كان جاسر بمكتبه داخل الشركه متفحصا أحد الملفات الهامه أمامه ، قطع تركيزه رنين هاتفه المحمول بنغماته العاليه فترك قلمه الذهبي وأمسك هاتفه ضاغطا عليه

 

جاسر مستندا بظهره علي المقعد : أيوه .. عملت أيه ... يعني عرفت خطيبها يبقي مين ... مين هو .... أيه ؟ .... الواد اللي كان في الكمين .... الله الله .... ماشي .... أبقي عدي علي الحسابات خد فلوسك

- أغلق جاسر هاتفه ووضع أحد أصابعه بين أسنانه بتفكير ، ثم ضيق عينيه وعلي ثغره أبتسامه خبيثه ماكره قائلا في نفسه : أنا عايزك تفضل تدور وبردو مش هتطولها ، دي خلاص بقت معايا وتحت أيدي ، بقت أسيرتي.


   الفصل الحادي عشر والثاني عشر من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة