رواية مليكة الوحش الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12بقلم ياسمين عادل


رواية مليكة الوحش

الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12

بقلم ياسمين عادل


- كانت لميا جالسه علي الاريكة واضعه يدها أسفل وجنتيها ناظره للأمام بدون أن ترمش .. فدلفت سهيله من غرفتها مرتديه ثيابها وممسكه بحقيبتها لتنظر إلي والدتها بأشفاق ، ثم تنهدت بصعوبه وأردفت قائله ..

 

سهيله بخفوت : ماما .. قومي أستريحي جوا ياحبيبتي

لميا : مش عايزة

سهيله قاطبه جبينها : مينفعش كده ياحبيبتي ، لازم تستريحي

لميا بتنهيده : عمري ما هستريح وأختك غايبه معرفش عنها حاجه ، ولا عارفه بتعمل ايه ولا مين خاطفها ولا ياتري عمل فيها أيه

سهيله بوغزة في قلبها : اا ان شاء الله ميعملش فيها حاجه ياماما

لميا لاويه شفتيها : أمال خاطفها ليه ، بيعلمها لعبة الكوتشينه مثلا .. ما هو أكيد ناويلها نيه سودا

سهيله قابضه علي شفتيها بضيق : ياارب رجعها سليمه يارب وميمسهاش السوء أبدا

لميا بترجي : يااااارب أنت اللي عالم بالحال يارب

سهيله : أنا هاروح أجيب جدول الأمتحانات بتاعي

لميا محركه رأسها أيجابا : ماشي ياسهيله خلي بالك من نفسك يابنتي

سهيله مقبله رأسها : حاضر ياماما متقلقيش عليا

-------------------------

- ذهبت سهيله لجامعتها وبحثت كثيرا عن صديقتها التي تنتظرها حتي وجدتها ..

نورهان محتضناها : اهلا وسهلا ياسولا .. وحشاني

سهيله بأابتسامه خفيفه : وأنتي أكتر

نورهان بحزن : قلبي عندك ياحبيبتي ، هو مفيش أي أخبار عنها

سهيله بالنفي : لا للأسف

نورهان مربته علي كتفها : ربنا يرجعها بالسلامه أن شاء الله

سهيله : يارب

نورهان : طب تعالي ناخد الجدول عشان بيقولو فاضل أسبوعين علي الفاينال

سهيله بخطوات بطيئه : أوكي يلا

- كادت تنصرف ولكن قطع طريقها ذلك الكائن الغير محبب إلي قلبها ، فذفرت بضيق ووضعت يديها علي جبهتا تتحسسها برفق ثم أردفت قائله

سهيله ببرود : خير يا سامر

سامر باأبتسامه واسعه : أبدا ، وحشتيني بس .. وأول ما عرفت أنك هنا جيت فوريره

سهيله قاطبه جبينها : بجد !؟ طيب عن أذنك

سامر واقفا أمامها : أستني بس رايحه فين

نورهان بحده : من فضلك ياأستاذ سامر بقي ميصحش كده ، سيبنا نشوف اللي ورانا

سامر ملوحا بيده : روحي أنتي عشان عايز سهيله في حاجه

سهيله بضيق : مفيش بينا حاجه عشان نتكلم فيها

سامر بخبث : أصلي كنت عايز أقدملك خدمه في موضوع أختك المختفيه

سهيله بلهفه : اا اختي ، اانت تعرف تعمل حاجه بجد

سامر بمكر : أكيد ، أخويا ليه معارف كتير في الداخليه ويقدر يتصرف

سهيله وقد لمعت عيناها : اا اا ط طب هو يقدر يي يعمل أيه

سامر باأبتسامه واسعه : طب تعالي نشرب حاجه في الكافيتريا ونتكلم بدل الوقفه دي

نورهان بتذمر : سامر أنت بتستغل الظروف لصالحك

سامر عاقدا حاجبيه : أنا ! لا أبدا بس الوقفه كده مش حلوة وانا عايز أعرف منها كل اللي حصل عشان أحكي لعيسي أخويا

سهيله بدون تردد : طب أنا موافقه ، بس هو المرة دي وبس

نورهان محدقه : سس سهيله !!

سهيله : مقدرش يانور أسيب إي خيط ولو صغير من غير ما أمسك فيه

- علي وجه سامر أبتسامه خبيثه وشعر بنشوة الأنتصار عليها أخيرا ، فلقد سقطت بالفخ الذي صنعه له بأسم أختها المفقودة وأوهمها أن أخيه سوف يقوم بأعادتها له .. أصطحبها إلي المقهي الخاص بالجامعه وجلسا لكي تسرد عليه ما حدث ، بينما رأهم أصدقاء السوء فقاموا بتلثين الكلمات عليهم خاصه وأنهم يعلمون ما مدي كرهها له ، فكيف تبدلت الأوضاع هكذا وقبلت بجلوسهما منفردين .


 

سهيله بتنهيدة : بس كده ده اللي حصل

سامر واضعا يده علي كفها : طب أهدي يا سوو ، وانا هعمل إي حاجه عشان أختك ترجع لحضنك

سهيله ساحبه يدها بسرعه : سامر لو سمحت أنا مش بحب الأسلوب ده و .......

سامر مشيرا بيده : بس بس خلاص انا أسف ، كل الحكاية اني عايز أطمنك لأني مقدرش أسيبك تشيلي الهموم لوحدك

سهيله مديره رأسها للجهه الاخري : شكرا .. لو فعلا هتقدر تعمل حاجه أبقي بلغني ، غير كده يبقي متتعبش نفسك

سامر : اكيد هاقدر أوصل لحاجه ، بب بس ممكن رقم موبايلك

سهيله مضيقه عينيها : أفندم !؟

سامر مبررا طلبه : يعني عايز أبلغك بالاخبار ولو عيسي حب يستفسر عن حاجه ، وبعدين الامتحانات بعد اسبوعين ومفيش محاضرات تاني يعني مش هاشوفك

سهيله بتفكير : لا مينفعش

سامر بضيق : أمال هوصلك أزاي

سهيله بخبث : هات رقمك وأنا اللي هابقي أتصل بيك

سامر محدقا : وأيه الفر

سهيله رافعه أحدي حاجبيها : الفرق أني هاجيب خط جديد وأكلمك منه وبعد كده هاقفله


 

سامر في نفسه : أه يابنت اللئيمه .. ده أنتي داهيه

سهيله : ها .. هاتديني الرقم ولا أمشي

سامر باأبتسامه مصطنعه : اه طبعا .. أتفضلي الكارت أهو


 

( أعطاها كارت ورقي صغير مدون عليه أرقامه والحساب الخاص به علي مواقع التواصل الأجتماعي .. فوضعته بحقيبتها الصغيرة وأنصرفت علي الفور دون أن تلقي عليه السلام ، مما تسبب في أغاظته وأثارة حنقه )


 

سامر بخفوت جاززا علي اسنانه : أنتي بتصيعي عليا أنا وعامله نفسك بتفهمي أوي ، ماشي يا.... يا سوو هيجي يوم وتبقي تحت رحمتي أكيد

--------------------

- كانت آسيل قابعه في مكانها علي الأريكه الكحلية القاتمه المقابله للشرفه ، حيث أسندت رأسها علي مرفقها المسند علي ظهر الأريكه فشعرت بحركة المقبض ينفتح ، لوت شفتيها بأمتغاض .. فدلفت إليها كاثرين ممسكه بحامل الطعام الذي يحمل العديد من الأطباق الشهيه والمتعددة ، ثم وضعتها علي الطاوله وأقتربت منها بهدوء فمسدت علي ذراعها برفق هاتفه بنبرة رخيمه


 

كاثرين : أتمني أن تتناولي طعامك كاملا اليوم

آسيل باأقتضاب : شكرا مش عاوزه

كاثرين : سيدتي الصغيرة لا يجوز ما تفعلينه بكي ، فلقد بدأ وزنك بالنقصان بصورة واضحه

آسيل قاطبه جبينها : أنتي أصلك ايه ؟ قصدي منين يعني

كاثرين باأبتسامه عفويه : ترجع أصولي لليونان بلد الأغريق ، ولكن قضيت أغلب العمر بأراضي البلاد العربيه .. لذلك أتحدث العربيه بطلاقه

آسيل : اها

كاثرين مشيرة بيدها للطعام : هل أحضر لكي طاولة الطعام هنا بالقرب من الشرفه

آسيل بتهكم لاويه شفتيها : شرفه !! هي فين الشرفه دي ما هو اللي منه لله قافل كل حاجه في وشي ربنا ينتقم منه وأشوفه متعلق في حبل المشنقه و ....

كاثرين مقاطعه بضيق : سيدتي الصغيره ، أتمني أن تتحكمي بلجام لسانك أكثر من ذلك ، فأن سيدي الشاب حاد الطباع غليظ التعامل وأخشي عليكي من تصرفه ضدك أذا أستمع تلك الكلمات منكي

آسيل بحده : هيعمل أيه يعني أكتر من اللي عمله ، مش كفايه الحبسه اللي أنا فيها هنا

كاثرين فاركه يدها بقلق : كوني حريصه في تعاملك معه فأن سيدي ي ......


( لم تستكمل كاثرين كلمتها حيث قاطعها صوت جاسر الجهوري الصارم هاتفا بأسمها ، فهرولت إليه بسرعه ودلفت للخارج لتلبية نداءه المتكرر )

كاثرين : أمرك سيدي

جاسر عاقدا حاجبيه بتزمجر : بتعملي ايه جوه !؟

كاثرين : هذا موعد الغداء ، فأعددت وجبة غذائيه لأجلها ودلفت للداخل لكي تتناولها

جاسر واضعا يده في جيب بنطاله : وكلت ؟!

كاثرين قابضه علي شفتيها : لا ياسيدي

جاسر بصوت أجش : عنها ما كلت .. روحي شوفي شغلك وأنت أقفل الباب ده كويس

الحارس : حاضر ياباشا

كاثرين : ......


 

- أستمعت آسيل لحديثه عنها فعقدت حاجبيها بضيق وجزت علي أسنانها وأردفت قائله : أنسان غبي !!!

- نظرت بعينيها صوب الطعام الموضوع علي الطاولة وألتهمته بعينيها حيث كانت تتضور جوعا وتتلوي معدتها لأشتهاء الطعام .. فلقد كانت أسيل رافضه الطعام طيلة الأيام الماضية وظلت مكتفيه بعدة لقيمات صغيره حتي لا يظهر أنها تناولت منه ، أتجهت صوب الطعام وظلت تلتقط اللقيمات الصغيرة لتلتهمها بين فكيها بشراهه ولم تكتف بهذا القدر القليل فأزداد عدد اللقيمات التي تناولتها عن كل مرة ، وفجأة توقف فمها عن مضغ الطعام وعلقت اللقيمه بحلقها عندما أستمعت لمقبض الباب الفضي ينفتح .. حيث دلف جاسر آليها بحده ونظر إليها بتهكم


 

جاسر هاتفا : لما أنتي جعانه بتكابري ليه !؟

آسيل مبتلعه بصعوبه : اا آ آ كح كح كح آ

جاسر مشيرا لها بيده لتتوقف : بس بس متكلميش .. كملي اكلك


 

- قالها ودلف للخارج بخطوات سريعه ثم صفع الباب بقوة أنتفضت علي أثرها ، فأبتلعت الطعام ثم هتفت قائله

آسيل بحنق شديد : والله ماانا مكمله طغح ، كتك الأرف سديت نفسي

---------------------

- كان أمجد داخل مكتبه بالأدارة واقفا أمام ذلك الشباك الخشبي الصغير واضعا يده في جيب بنطاله ، فألتفت لمجدي وهو يهتف قائلا

أمجد بتفكير : ما هو مفيش غير سببين يخلو الليث يعمل كده ، اول واحد أنه يكون حس أن آسيل قربت توصل لهويته وساعتها طبعا هتكشفه لينا فاأضطر يخطفها قبل ما توصل وفي الحاله دي عمره ما هيرجعها بأرادته لانها هتكون كشفته فعلا .. والسبب التاني يكون انتقام مني انا عشان بدور وراه وساعتها برده مش هيرجعها

مجدي حاككا رأسه بتفكير : أنا برجح الفكره الأولي ، لانه لو عايز ينتقم كان خلص عليك ومكنش هيفكر حتي .. السؤال هنا بقي ياتري أيه اللي وصلتله آسيل أو عملت أيه يخليه يشك ويقلق منها

أمجد وقد لمعت عيناه فجأه : شركة النور .. أنا لازم أروح لصاحب شركة النور هو ده اللي عنده المفتاح

مجدي بنبره جادة : معاك ياصاحبي

-------------------


 

- ألتزم جاسر مقعدة الوثير بغرفة المكتب ، أسند رأسه علي ظهر مقعده وظل يطرق طرقات خفيفه بقلمه الفضي علي سطح مكتبه الخشبي الزان .. حتي أستمع لطرقات علي خافته علي باب مكتبه فأعتدل في جلسته مستندا بمرفقيه علي سطح المكتب بينما خطي عيسي بخطوات ثابته صوب المقعد المقابل له


 

عيسي بنبرة جاده : اول ما طلبتني خلصت شغل وجيتلك

جاسر ممرا بأصابعه بين خصلات شعره الغزير : الرجاله خلصوا شغل في البضاعه اللي جت

عيسي حاككا رأسه : خلصنا نص الكميه وبعد ما صفيناها اتعبت وأتوزعت في يومها ، ناقص النص التاني


- نهض جاسر عن مقعدة وجلس قبالته قائلا

جاسر بجديه : عايز أفتح مصنع ماس

عيسي فاغرا شفتيه : هاا م ماس

جاسر معتدلا في جلسته : آه ماس ، انا عملت دراسه للفكره وداخله دماغي أوي .. وقررت كمان أن المصنع هيكون في البرازيل

عيسي محدقا بصدمه : ايه ايه ايه ، مالك داخل سخن كده ليه .. لزومها أيه اصلا نشتغل في الألماظ

جاسر بثقه : فلوسه تضرب اي فلوس شغل تاني

عيسي لاويا شفتيه : وهو أحنا ناقصين ياليث

جاسر مداعبا أصابع يده : الفكره مش عشان الفلوس بس ، الحكايه عجباني

عيسي بتهكم : وأشمعنا البرازيل

جاسر بأبتسامه من زاوية فمه : عشان أرض البرازيل كلها الماظ ، يعني من الدول الاولي اللي بتصدره

عيسي بسخريه : وياتري هتعيش في البرازيل علي طول

جاسر رافعا حاجبيه : مين قالك اني هسافر ! ده أنت اللي هتابع الموضوع تحت أشرافي

عيسي محملقا بصدمه : اا ا انا ! أنت بتهزر

جاسر مضيقا عينيه : من أمتي بهزر في الشغل !؟

عيسي بحده : وانا أستحاله ا .........


 

( قطع حديثه رنين هاتفه بصوت صاخب ليعلن عن أتصال من أخيه الأصغر ، فذفر بضيق وضغط للأيجاب باأمتغاض )


 

عيسي باأقتضاب : خير ياسامر ، عمال تتصل من الصبح وانا مش فاضيلك

سامر بمرح : معلش ياعيسوي عايزك في موضوع مهم

عيسي بحده : لم لسانك ، وبعدين موضوع أيه ده اللي مش عارف تستني لحد ما أرجع عشان تقوله

سامر : عايزك في خدمه كده تعملهالي ، بس مش هينفع أحكيلك في التليفون

عيسي بغضب : ولما هو مينفعش في التليفون ، قارفني من الصبح بأتصالاتك ليه

سامر ببرود : عشان أستعجلك الموضوع ميستناش

عيسي قابضا علي شفتيه : ماشي هاجيلك .. سلام


 

- أغلق الهاتف علي الفور وهب من مكانه واقفا وهتف قائلا

عيسي بجديه : أسمع ياليث ، انا مش هعيش في البرازيل ولا هلخبط حياتي و .....

جاسر بحده : مين قالك يابني أدم هتعيش في البرازيل ، انت هتسافر تأدي مهمه معينه وترجع

عيسي بعد أهتمام : متفرقش كتير ، انا بصراحه مش فايق للمناقشه النهارده .. هامشي ونتكلم وقت تاني

جاسر ناهضا من مكانه بتشنج : انا برده شايف ، كده أحسن أعصابك فالته منك النهارده ومش عايز احاسبك علي ده

عيسي موليه ظهره ، وأردف متهكما : كتر خيرك .. سلام

---------------------------

- صعد جاسر للطابق الأعلي ، والذي يعلو الطابق الأول بعدة خطوات .. جلس بالشرفه المظلمة التي تكمن بداخل غرفه فارغه ، حيث داعبت نسمات الهواء البارده بشرته القمحية وشعر بالهدوء والسكينه تجتاح كيانه الغامض ..


 

بينما كان الحارس الخاص بغرفة آسيل يرتشف بعض قطرات الشاي الساخن أستمع لأصوات صارخه مدويه من داخل غرفتها .. فأسرع بأدارة مقبض الباب وفتحه علي مصرعيه ليجدها ملقاه أرضا وممسكه معدتها بقبضتي يدها وما زالت تصرخ وتتأوه من الالم ، فأردف الحارس بفزع هاتفا


 

الحارس بفزع : في أيه مالك ياست أنتي

آسيل بصراخ : اااااااه ااه بطني مش قادرة ، معدتي بتتقطع من جوا اااااااه الحقني ابوس ايدك شوفلي دكتور ولا أي حد اااااي

الحارس مهرولا للخارج : ثواني أشوف الباشا فين ييجي بسرعه يشوفك

آسيل بتألم : اااااه

- ما أن دلف الحارس للخارج مهرولا حتي نهضت آسيل عن جلستها تلك وأطلت برأسها خارج الغرفه لتري ما أن كان المكان آمنا لها للهروب من براثن ذلك الرجل .. ثم أنطلقت بخطوات سريعه للأسفل ، بينما صعد الحارس سريعا للطابق الأعلي ليخبر جاسر بما حدث فقطع عليه تلك الخلوة الهادئه التي صنعها لنفسه ، وعندما قص عليه الحارس ضيق عينيه وشعر بريبه في الأمر فأنطلق للأسفل بخطوات متعجله ودلف للغرفه ولكنه لم يجدها .. ثارت ثائرته وجاب الغرفه ذهابا وأيابا وهو يصيح فيه بأصوات صارخه لأنه ضرب بأوامر سيده عرض الحائط وترك مكانه

 

جاسر بنبرة ثائرة وصوت أجش وهو ممسكا بياقته : هي فين اللي بتصرخ وبتتلوي من الوجع ياافندي ، حتت بت زي دي مفعوصه تديك انت يابو طول وعرض علي قفاك

الحارس بنبرة مرتجفه : وو و يي ياباشا وا والله كانت هنا وو و

جاسر دافعا أياه بقوة : غووووور من وشي ياحيوان

 

- خطي جاسر بقدميه بسرعه هابطا للأسفل عبر الدرج الرخامي وأنطلق نحو مدخل القصر ووقف هاتفا لرجاله ، حتي حضروا إليه مهرولين

 

الحارس 1 : أأمر ياباشا

جاسر بنبره عميقه : البوابه تتقفل حالا وكل مداخل القصر تتأمن ، البت دي لو خرجت من القصر فيها رقابيكوا كلكوا

الحارس 2 بقلق : حاضر ياباشا

جاسر ملوحا بيده بحده : غورو من وشي

كاثرين مرتجفه بشده : سس سيدي لا تقلق ، لم يمر علي أختفائها الكثير

جاسر ملتفتا إليها بحده : روحي شوفيها جوه

كاثرين دالفه للداخل : أمرك

 

- دلف جاسر للداخل يعتريه الغضب الشديد وسيطر عليه حالة من العصبيه المفرطه وظل يجوب ساحة القصر يفكر بنفس طريقه تفكيرها حتي يستطيع معرفه المكان الذي قد تلجأ إليه هربا منه .. حتي لمعت عيناه بفكره وجد أنها هي التي ستكشف له مكانها

 

جاسر هاتفا بنبره عميقه : كاااااااثرين .. هاتي روكس بسرعه

كاثرين محدقه : رر روكس ! أمرك

- ذهبت كاثرين بخطي سريعه للخارج لأحضار ( روكس ) وعادت به تسحبه خلفها من لجامه ( سلسلته الفضيه ) وأعطت لجامه لجاسر ، ألتقطه جاسر وصعد به لغرفتها سريعا وظل يبحث بعينيه الثاقبتين حتي وجد ( أيشاربا صغيرا ) من اللون الوردي ملقي علي الأرضيه بجوار الفراش ، كانت ترتديه آسيل حول عنقها عندما قام باأختطافها .. فأقترب منه وأمسكه بيده ثم قربه من أنف روكس حتي يشتم رائحته بعمق ، فظل يصيح وينبح فتركه جاسر لينطلق للأسفل ، ظل روكس يركض بساحه القصر ويشتم بأنفه الثاقبه آثر رائحة ( الأيشارب ) حتي خطي بقدمه نحو أسفل الدرج حيث يوجد بأسفله مكان فارغا أختبئت هي به ظنا منها أنها سوف تهرب بعد أن يتناسي أمرها ، ولكن كشف روكس عن ذلك المكان .. وعندما وجدها ظل ينبح بصوتا عاليا وأمسك طرف تنورتها بأسنانه ليجذبها إليه فصرخت عاليا بصوت مدوي خوفا من ذلك الكائن المغطي بفراء أسود كاحل ، بينما ركض جاسر ناحيته قبل أن يمسها بسوء رغما عنه وهتف بأسمه مناديا عليه ليتوقف عن جذبها ثم أتجه صوبها .

جاسر بصوت آجش : رووووكس ، تعالي هنا .. أنتي بقي عايزة تهربي ياعصفورة

آسيل برعب : لا لل لا .. اا إإآ أبعد البتاع ده عني

جاسر ممسكا بلجام روكس : أخرجي من عندك حالا

آسيل بخوف زائد : طب أبعد من هنا أنت والزفت ده

روكس بنباح : هووو هوو هو هوووووو

جاسر قابضا علي اللجام : أهدا ياروكس .. أطلعي من عندك بقول

 

- تقدمت آسيل بتأني زاحفه علي الأرضيه الرخاميه وبعد أن أبتعدت عن الدرج أستندت علي ركبتيها لكي تقف قبالته ، كادت تتحرك ولكن بادرها جاسر هاتفا بلهجه آمره

جاسر بتوعد : والله لو أتحركتي من مكانك لأكون مسيب عليكي الكلب يقطعك

آسيل بأنتفاض : لاااا الكلب لا

 

- لمعت عيناه عندما أكتشف نقطة ضعف أخري لديها فأشار لأحد رجاله كي يصطحب روكس لمضجعه بينما أمسك هو بذراعيها بقبضته الصلبه ورفعها من علي الأرض حتي أصبحت لا تلامس قدماها الأرضيه وهتف لها وهو يصر علي أسنانه بقوة ..

 

جاسر بنبره عميقه : أنتي متعرفيش أن أسري بقي أجباري عليكي وهتفضلي فيه لحد ماأنا أقول خلاص

آسيل مرتعده من هيئته المخيفه : اا ا انا انا ....

جاسر مضيقا عينيه : أنتي أيه ياأسيرتي ؟! فاكره أنك ذكيه !

آسيل مستجمعه رباطة جأشها : أوعي أيدك من عليا... نزلني اااااي

جاسر قتبضا علي ذراعها بقوة : لا

آسيل بتلوي : اااه دراعاتي ااااي سيبني بقي

جاسر هاتفا بقوة : كاثرررررررررررين

آسيل بأنتفاضه : هاااااا

جاسر بصوتا خافتا وعيون مترقبه كالصقر : أنا معنديش صبر ، وقربت أقفل منك خالص وساعتها متلومنيش علي اللي هعمله معاكي

كاثرين : أمرك سيدي ؟

جاسر تاركا لذراعها بحده : خدي العصفورة علي فوق

كاثرين ممسكه بها : أمرك

 

- أصطحبتها كاثرين للأعلي بينما كانت آسيل تلعن حظها العسير ومحاولتها التي باءت بالفشل للمرة الثانيه ، وبعد أن لمحها جاسر وهي تدلف لداخل غرفتها هتف بأسم أحد حراسه حتي لبي نداءه وحضر علي الفور

 

الحارس : أيوة معاليك

جاسر مشيرا بأصبعه : شايف الباب اللي فوق ده ؟ عايزك 24 ساعه قدامه متطلعش منه مخلوق

الحارس مومأ رأسه أيجابا : حاضر معالي الباشا

جاسر قابضا علي شفتيه بقوة : والحيوان اللي كان واقف هنا يسيب الحراسه في قصري حالا ، أنقلوه علي الجراج

الحارس محركا رأسه : حاضر ياباشا

جاسر ملوحا بيده : أمشي من هنا

 

- مسد علي رأسه بهدوء وتنهد بحرارة وأرتياح بعد أن تأكد من وجودها بحوزته ، دلف لمكتبه وبعد أن جلس علي الاريكه الجلديه بجانب المكتب علي رنين هاتفه بنغماته العاليه والصاخبه فنظر لشاشة هاتفه لاويا شفتيه ثم ضغط عليه للأيجاب

جاسر بتأفف : أيوة

...... : ليث .. في قوة دلوقتي جايه تفتش البيت عندك

جاسر مضيقا عينيه : أنت بتقول أيه ؟!!

...... : بقولك أمشي من عندك فورا وأتصرف في البت اللي معاك حالا عشان في قوة جايه تفتش

جاسر بلهجه متوعده ومتربصه : وماله ؟! يشرفوا .........


#الفصل_١٢


الحلقة الثانية عشر

- ضيق جاسر عينيه بحده ونظر أمامه بعيون كالصقر المنتظر ألتهام فريسته ، ثم ضرب بقبضته القويه علي سطح المكتب بقوة حتي دوي صوتها في المكان ..

-----------------------

- في منزل عيسي .. وصل عيسي مرهقا لا يستطيع تحمل إي كائن علي وجه الأرض ، خاصة بعد أن أبلغه جاسر بسفره القريب لدولة البرازيل .. فدخل منزله مكفهر الوجه عابس الملامح ليجد أخيه الأصغر بأنتظاره فذفر أنفاسه بحنق شديد وأردف إليه بلهجه متذمرة

 

عيسي بتذمر : خير ياأستاذ سامر ، ياتري أيه اللي خلاك تستناني ومتخرجش مع أصحابك كالعادة دلوقتي

سامر باأبتسامه واسعه : معلش الموضوع ميستناش ياعيسوي .. سوري سوري قصدي ياعيسي

عيسي عاقدا حاجبيه : ايه الزفت اللي ميستناش ده

سامر حاككا ذقنه بتردد : بصراحه كده في واحدة زميلتي في الجامعه أختها أتخطفت ، ومش عارفين هي فين ولا قادرين يوصلولها بقالهم أسبوعين

عيسي لاويا شفتيه : واحنا مالنا بحاجه زي دي ، حد قالك إني وزير الداخليه

سامر وقد لمعت عيناه : لا ، بس تعرف ناس واصلين اكيد يقدرو يساعدوك .. وخصوصا مديرك الغامض ده

عيسي جالسا بأريحيه علي الأريكه : وياتري بقي اللي خاطفينها عايزين فديه ولا عايزين أيه

سامر جالسا جواره : لا لا فدية أيه ، واضح أن الموضوع أكبر من كده بكتير ياعيسي .. أصل البت محاميه شاطرة و ......

 

- أعتدل عيسي في جلسته عقب سماع كلمته الأخيرة وتبدلت ملامحه للتوتر والقلق ، ثم بادره قائلا

عيسي مقاطعا له : أستني أستني ، أنت بتقول البت محاميه شاطرة ومخطوفه من أسبوعين

سامر مومأ رأسه : أيوة وخطيبها ظابط وباباها محامي معروف .. أختها بقي تبقي زميلتي وهي اللي .......

 

- لم يستمع عيسي لبقية حديثه حيث غطت هاله سوداء علي أذنيه وحواسه ولم يعد قادرا علي أستيعاب ما يحدث ، فلقد أتضح له معرفة أخيه لتلك الضحيه وأختها ليس ذلك فحسب .. بل أنه يسعي لمساعدتها في عودة أختها المفقودة من جديد ، أبتلع ريقه بصعوبه بالغه عندما رأي بخياله ما قد يحدث إذا أنكشف أمرهم أو عثر أيهما علي دليل ضدهم حتي قاطعه شروده هتاف أخيه له عدة مرات

 

سامر ملوحا بيده : أييييه روحت مني فين ياعمنا

عيسي باأنتباه : هاا معاك معاك

سامر عاقدا حاجبيه : المهم عايزك تحاول تتصرف في أي حاجه عشان أقدر أكسب قلب أختها

عيسي كابحا توتره : طط طيب طيب ، أبقي أكتبلي كل المعلومات في ورقه وأنا هاشوف صحابي في الداخليه يقدرو يعملو حاجه ولا لأ

سامر قد أنفرجت أساريره : حبيبي ياعيسي ، بجد مش هنسهالك لو عرفت توصل لحاجه

عيسي ناهضا من مجلسه : ماشي ماشي ، تصبح علي خير

------------------------

 

- جمع جاسر رجاله الذين يحرسون مداخل قصره والذين يعملون تحت آمرته ، وأمرهم بالتعامل الفوري مع قوات الشرطه التي في طريقها إليهم .. حيث شدد عليهم بعدم ترك أي منهم حيا يرزق ، فوزع علي كل منهم مهامه المكلف بها في حراسة القصر وأنطلق بعدها لمكتبه بثقه أن الأمر لن يستمر طويلا

وما هي إلا لحظات وأستمع جاسر لأصوات عربات الشرطه المصفحه تحتل المكان وتلاها أصوات إطلاق الرصاص المدوي .. ظل قابعا علي مكتبه لم يتحرك من مكانه فقط يستمع لتلك الأصوات المعاركيه خارج قصره ، بينما فزعت آسيل وأنتفضت من فراشها ثم توجهت صوب تلك الشرفه المغلقه بالزجاج ونظرت من خالاها لتجد أرواحا تسقط فاقده لحياتها ، فشهقت وهي تضع يدها علي فمها وسالت الدموع علي وجنتيها خوفا علي تلك الارواح وفزعا من الحرب الدمويه التي سادت بالقصر وما زاد من ذعرها هو رؤيتها ل مجدي صديق أمجد وهو يتلقي بضع الرصاصات في صدره .. فصرخت بصوتا هيستريا مدوي وظلت تصرخ وتصرخ خوفا من أن يكون أمجد بالمكان أو يصيبه سوء .

وفجأة توقف صوت إطلاق النار بعد حرب دامت لمدة 20 دقيقة كامله ، حيث جلست آسيل في زاويه الغرفه تبكي وتصرخ بشده .. بينما كان جاسر في مكانه لم يتحرك خطوة واحده وترك المهمة كامله لرجاله وعندما أنتهوا من تنفيذ أوامره دلف أحدهم لغرفة المكتب بوجه جامد خالي من المشاعر وأردف قائلا

الرجل : كل أوامرك أتنفذت

جاسر بجديه : في حد وقع من عندنا

الرجل قابضا علي شفتيه : أتنين معاليك

جاسر عاقدا حاجبيه : وهما ؟

الرجل : وقعنا 11 واحد ومتبقاش حد فيهم

جاسر ناهضا من مكانه : العربيات بتاعتهم مش عايز ليها إي آثر ، وجثثهم تدفن ومتظهرش علي وش الأرض

الرجل : تمام معاليك

جاسر مشيرا بأصبعه : نفذ الأمر حالا قبل ما الوقت يفوت

الرجل ناظرا للأسفل : أمرك


- أنصرف الحارس ذات البنيه الشديدة بينما ظل جاسر شاردا بأمر الخطوة التاليه التي سيخطوها حتي قطع تفكيره صوتها الذي دوي في أرجاء القصر صراخا هيستريا فقبض علي شفتيه بأامتغاض وتوجه خارج المكتب صوب الدرج ليصعد للأعلي ، ثم أدار المقبض بقوة لينفتح الباب علي مصرعيه .. وما أن رأته أمامها حتي هبت واقفه في مكانها وصرخت به قائله


 

آسيل بصراخ وبكاء : حسبي الله ونعم الوكيل فيك مش مسامحاك أكيد خاطيبي كان من اللي خلصت عليهم تحت ، أنت أيه شيطان أنا بكرهك مش عايزة أشوف وشك .. ده انت ربنا هينتقم منك أشد أنتقام

- قبض علي ذراعها بقبضته الصلبه وصر علي أسنانه بقوة وغضب هاتفا بنبرة عميقه حادة


 

جاسر بقوة : أحنا مش عايشين في الجنه فوقي ، أحنا علي الأرض .. لو متغديتش بيهم هيتعشوا بيا أعتبريني بدافع عن نفسي ياحضرت الأستاذه

آسيل بحده : والناس اللي ماتت والارواح اللي راحت

جاسر دافها آياها : هما اللي بدأوا معايا وانا مبسكتش عن حقي

آسيل عاقده حاجبيها : حقك ! إي حق اللي بتكلم عنه

جاسر هامسا بالقرب من أذنها : حقي في الحياه يا .... ياأستاذة


 

- هتف بكلمته ثم أولاها ظهره دالفا خارج الغرفه بينما وضعت هي رأسها بين راحتي يدها وألتقطت أنفاسها المختنقه بصعوبه وكأن الهواء لا يريد العبور عبر رئتها رافضا لحياتها البائسه

------------------------


 

- شعر عيسي بالخطر يحلق فوق رأسه ويحاوطه فقرر تأمين حياته عن طريق مهاتفة ثروت ، فأولا وأخيرا هو صاحب الكلمه التي تسمع بأمر تلك الفتاه .


 

ثروت رافعا حاجبيه : أنت بتقول أيه ياعيسي

عيسي بتوتر : زي ما بقولك كده ياباشا ، البت دي وجودها معانا خطر لازم نشوف حل

ثروت حاككا فورة رأسه : مينفعش نسيبها ، دش عرفت ليث يعني خروجها من تحت أيده سليمه ده يوديه في داهيه

عيسي فاغرا شفتيه : طط ط طب وبعدين ، ماهو لو راح في داهيه مش هيروح لوحده ياثروت باشا

ثروت ناظرا أمامه بشر : يبقي لازم تموت ، والنهارده قبل بكره

------------------------

- داخل الأدارة .. بغرفة العقيد / سامي

وقف أمجد مصدوما مزهولا لا يستطيع التفوه بكلمه حيث الجمت تصريحات العقيد / سامي لسانه وعقله فأضعف قدرته علي التفكير


 

أمجد بذهول : حضرتك بتقول أيه يافندم

سامي قاطبا جبينه : اللي سمعته ياسيادة الرائد ، القوة اللي أتبعتت أختفت وملهاش أثر علي وش الأرض وبعتنا قوة تانيه مسحت المكان مسح ملقيتش ليهم أثر

أمجد بتوتر شديد : اا ا آ آ أزاي بس يافندم ، مجدي مكلمني قبل أقتحام القصر ده بدقايق وقالي أنه علي وشك التعامل

سامي باأمتغاض : حتي مجدي مش لقينو .. يعني هيكونوا راحوا فين ، أتبخروا

أمجد مكفهر الوجه : ليه بس يافندم مخلتنيش أطلع معاهم

سامي بجديه : أنتوا الأتنين مع بعض ! لا طبعا .. ثم أن معلوماتك مكنتش كافيه ولا فيها أدله حتي عشان أسيبك تطلع أذن النيابه وتقتحم بيه بيت رجل أعمال زي ده مكنش ينفع أوافقك علي خيالاتك

أمجد مطأطأ رأسه : ..............


- flash back

ذهب أمجد إلي شركة النور للأستيراد وقام بمقابلة السيد ( لطيف ) مدير الشركه ، حيث أستفسر منه عن هوية تلك الشركه الكبري التي تقوم بشحن بضائعه من الخارج وتوصيلها له .. حيث أفاض ( لطيف ) بكل ما يعرفه من معلومات عن العرب جروب.. و قالها مسبقا لآسيل حينما قامت بزيارته ، وعندما شعر أمجد بريبه أتجاه ذلك الذي يدعي ( جاسر ) قرر في قرارة نفسه أن يحاول أقتحام هذا العالم ليري ما به .. فأخبر رئيسه بالادارة بما علم وبأمر شحنة الأدوات المدرسيه الأخيرة التي قام رجل الاعمال ( السعيدي ) بالأبلاغ عنها ولكن بعد التحريات وتفتيش البضائع لم يأتي البلاغ بالاخبار الصحيحه

- وافقت النيابه علي أمر تفتيش منزل جاسر كنوع من البحث عن إي خيط رفيع يدلهم علي نوعية تجارته ، ولكن لحق بجاسر أحد رجاله بالداخليه وأخبره عن ما حدث ليأخذ حذره .

- back

- بدأ أمجد بفقدان الأمل في الوصول لليث أو كشف شخصيته ، ولكن رأي في مخيلته شبح أبتسامه آسيل وشعر أنه يشتم عطرها الأخاذ بأنفه فتنهد بحرارة وأستجمع قوته حتي يستطيع أستكمال مسيرته

------------------------

في منزل آسيل _ داخل غرفة والدها تحديدا

كانت لميا تقف بجوار الفراش الراقد عليه رؤؤف وممسكه شريط به بعض الكبسولات الكيميائيه وكوب من الماء البارد ، وأثناء أعطائها الدواء له توقفت عندما ألقت سهيله علي مسامعها ما حدث ما زميلها بالجامعه

 

لميا بملامح حزينه : بجد ياسهيله ، يعني هو أخوه هيقدر يوصل لحاجه

سهيله : أيوة ياماما .. قالي أخوة يعرف ناس كتير في الداخليه وهيقدر يتصرف ويوصل لأي معلومات عنها

لميا بتنهيده باردة : يااريت يابنتي

رؤؤف : كح كح كح ربنا يعطرنا فيها بقي

سهيله ممسده علي كتف والدها : أن شاء الله هنلاقيها يابابا

رؤؤف واضعا يده علي رأسه : هاتيلي القلم بتاع الأنسولين ياسهيله ، السكر وطي عليا

سهيله بخطوات متعجله : حاضر يابابا حالا

- بعد أن دلفت سهيله خارج الغرفه ، أردف قائلا بهمس

رؤؤف هامسا : هو أمجد متصلش تاني بعد ما شد مع سهيله

لميا لاويه شفتيها : لا متصلش

رؤؤف بتنهيده : طب كفايه تسخني في البت هي مش ناقصه

لميا بحده : وانا مالي يارؤؤف ، وبعدين بنتك مغلطتش هي قالت الحقيقه

رؤؤف بهدوء : لا غلطت ، أمجد أكبر منها حتي لو بكام سنه بس ومكنش يصح تتهمه بأنه السبب أو تتعصب عليه بالطريقه دي

لميا وقد بدأت الدموع تتكون في مقلتيها : أمال اللي حصل لبنتي وغيابها هو اللي صح يارؤؤف

رؤؤف قابضا علي كفها بحنو : لا يالولو ، بس الراجل ملهوش ذنب وبرده بيسعي ويدور عشان يوصلها

لميا ناظرة للأسفل : طيب يارؤؤف

----------------------

 

- كان ثروت جالسا بحديقة منزله المترف والمرفه حينما جاءه أتصالا من أحد رجال الداخليه الذي يعمل تحت أمرته وتحت أمر الليث .. وبعد أن هتف به صائحا بغضب لما فعله ليث حاول ثروت التهدئه من روعه

ثروت بضيق : طب أهدي

...... : أهدي أزاي ياثروت ، بقولك خلص علي القوة اللي راحتله وحتي عربيات الشرطه أختفت والضباط ملهومش أثر

ثروت محدقا : للدرجه دي كان متهور !!!

...... : متهور دي كلمه قليله ، دي الداخليه مقلوبه علي الضباط اللي اختفت وعربيات الشرطه ، مع أني كلمته وحذرته عشان يلحق يتصرف والحكايه تعدي وكأن مفيش حاجه ، مش يخلص علي طقم كامل

ثروت مصرا علي أسنانه : خلاص البت دي نهايتها قربت وشهادة وفاتها هتتكتب النهارده بس سيبني اتصرف معاه

........ : طيب ياثروت ، أتصرف بمعرفتك

- أغلق ثروت هاتفه وألقاه بجواره بحده بينما لفت جوان ذراعيها حول عنقه وجلست علي ذراع مقعدة ملتصقه بجسدها به ثم هتفت بدلال

جوان بدلال : مالك يابيبي ، مضايق ليه

ثروت باأقتضاب : ليث بيعوك ياجوان وأخرة العك وحشه

جوان بقلق : عك أيه ؟ هو عمل أيه

ثروت ملتفتا إليها : مش مهم تعرفي ياجوي ، المهم جهزي نفسك هتنزلي مصر قريب اووي

جوان وقد أنفرجت أساريرها : بجد ياحبيبي

ثروت مضيقا عينيه بغضب : أيوة بجد

------------------------

 

- كان جاسر بغرفته المظلمه بالطابق الأعلي عندما أصدر هاتفه رنينا صاخبا معلنا عن أتصالات متتالية من ثروت ، فاأضطر للرد عليه للتخلص من ملاحقته

 

جاسر باأمتغاض : أيوة

ثروت بحده : أيه اللي انت هببته ده ياليث

جاسر ببرود : مالك كده عفاريت الدنيا بتتنطط قدامك ليه

ثروت بنبرة عميقه جهوريه : طقم شرطة كامل بالعربيات والاسلحه تخلص عليهم ياجبار ، هو أنت خلاص مفيش حد يقدر عليك ولا أيه ؟

جاسر مداعبا أنامل يده بلامبالاه : لا محدش يقدر عليا ، وبعدين في كل الأحوال مكنتش هلحق أتصرف عشان الراجل بتاعك مبلغني قبل الهجوم ب10 دقايق

ثروت بلهجه آمره : البت وش المصايب اللي عندك دي تتخلص منها فورا .. سامعني ياليث فوراااا

جاسر حاككا ذقنه : ماشي

 

- أغلق جاسر هاتفه ثم حك رأسه بتوتر ونهض عن مكانه واضعا يده في جيب بنطاله الرصاصي الداكن وهبط عبر الدرج للأسفل حيث غرفة مكتبه ، وبعد أن فتح أحد أدراج المكتب الخشبيه ألتقط منها ( مسدسه ) ونظر أليه مليا ثم أنطلق صاعدا بخطوات ثابته متمهله حيث غرفتها وأشار لحارسه ليتنحي عن مكانه ، ثم أدار المقبض لينفتح الباب علي مصرعيه فهبت واقفه من جلستها وأنتابها الفزع والرجفه عندما رأته ممسكا بسلاحه.. فألتفت لتوليه ظهرها ووضعت رأسها بين راحتي يدها لتخبئ مشهد مقتلها عن أنظارها بينما كانت تتصبب عرقا باردا من كافة أنحاء جسدها المرتجف .. بينما قبض جاسر علي عينيه بقوة ووجه سلاحه صوبها ، ثم أطلق طلقة هادرة من سلاحه صوبها حتي صرخت آسيل علي أثرها و....


    الفصل الثالث عشر والرابع عشر من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات