
رواية مليكة الوحش
الفصل السابع 7 الثامن 8
بقلم ياسمين عادل
- دوي صوت العديد من الطلقات الناريه المتتاليه بينما تجمع الناس حول امجد الذي سقط وسط دمائه ، فنهضت آسيل من مكانها علي وجه السرعه وأتجهت آسيل نحوه مذعورة من مشهد الدماء الذي لوث قميصه الابيض .. أمسكت به بين ذراعيها بدموع وهي تصرخ بأسمه
آسيل بصراخ : أمجدددددد قوووم ارجوك أوعي تسيبني .. أمجددد قوووم بقي
أمجد بتألم : أأأأأأااااااه ... دراعي .. اااااه
آسيل ملامسه وجنتيه : قوم ياحبيبي قوم والنبي
شخص ما : ماعرفناش نمسك اللي عملها
شخص أخر : لحق يهرب أبن ال ####
آسيل بدموع : أرجوكوا أسعاف.. حد يطلب الاسعاف بسرررعه
شخص أخر : أنا هروح المستشفي اللي أخر الشارع أجيب منها عربية أسعاف
أمجد بصراخ : اااااااه ....اااه
آسيل ببكاء مرير : أرجوك تصمد شويه ياحبيبي
_ بعد دقائق معدودة من الذعر والخوف وتجمع الحشيه من الناس أمامهم أتت سيارة الأسعاف مهروله أليهم ، حيث كانت المشفي علي مقربه منهم ، فحملته السيارة وأقلته ومعه آسيل للمشفي .. وأدخلوه لغرفة العمليات فورا وسط بكاء آسيل وخوفها عليه حتي أنها أنتست أمر أخبار عائلته أو أحد أفراد أسرتها بما حدث ..
خرج الطبيب بعد ما قضي ما يقرب من ساعه ونصف داخل الغرفه وعلي ثغره أبتسامه مبشرة بالامل .
آسيل بلهفه : أرجوك تطمني أيه اللي حصل يعني هو كويس .. ولا جراله حاجه والنبي متخبيش عليا لو ينفع ننقله مستشفي تانيه ممكن ننقله و .....
الطبيب مهدئا من روعها : أهدي بس ياأنسه وسيبيلي فرصه أتكلم
آسيل بتوتر بالغ : أه أه أتفضل قول
الطبيب : الحمد لله الاصابه سطحيه ، الاستاذ كان لابس قميص واقي من الرصاص وده اللي حماه بعد ربنا طبعا ، هو بس مصاب برصاصه في دراعه اليمين ورصاصه تانيه مجرد بس لمست كف الايد وعملت جرح طفيف يعني مفيش خطوره ولا أي حاجه
- تنفست آسيل الصعداء وشعرت بأن قدماها لا تستطيع حملها من علي الارض الصلبه .. حيث فرت منها أعصابها الي حيث لا تعرف وتجمدت الدماء في عروقا فزعا عليه .. فتقدمت ببطئ متكئه علي الدرابزين الملتصق بالحائط وجلست علي أقرب مقعد واضعه رأسها بين كفيها وتركت العنان لدموعها الساخنه لتنسال علي وجنتيها .
الطبيب مقتربا : صدقيني هو كويس متقلقيش عليه
آسيل محاوله كبح أنفعالاتها : شكرا لحضرتك .. ينفع أدخله
الطبيب بأابتسامه هادئه : أتفضلي طبعا .. اول غرفه علي أيدك اليمين في الدور التاني
آسيل ناهضه من مكانها بتثاقل : شكرا لحضرتك.. عن أذنك
توجهت آسيل للغرفه المنشودة بخطوات ثقيله ودلفت أليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع .. توجهت أليه وجلست قبالته علي المقعد البلاستيكي هاتفه
آسيل بنبره خافته : أمجد .. سامعني ياحبيبي
أمجد محاولا فتح عينيه : اا ا اه
آسيل مربته علي يده : بسسسس متتكلمش ياميجو أستريح
أمجد بنبرة خافته : أوعي يكون حصلك حاجه
آسيل محركه رأسها بالسلب : أنا كويسه ياحبيبي ، المهم أنت
أمجد قابضا علي كفها : كويس طالما أنتي كويسه
- علي صوت هاتفه الذي كان بحوزتها فنظرت أليه وأردفت قائله
آسيل : ده مجدي
أمجد مبتلعا ريقه بصعوبه : ردي عليه .. أحكيله اللي حصل وخليه يجيلي
آسيل ضاغطه علي الهاتف : حاضر .... ألوو أيوه ياأستاذ مجدي .........
( قصت عليه آسيل ما حدث معهم بالطريق وهرب المجرم الفاعل وعدم العثور عليه .. فزع مجدي مما ألقي علي مسامعه وأستنجد برئيسه في الاداره حيث أبلغه بما حدث لزميله فقررا الذهاب أليه معا )
-----------------
( داخل قصر جاسر )
- أستشاط جاسر غضبا وأمتلأت عينيه بالشر الدفين ، وعلت أصواته العاليه أرجاء مكتبه الفخم ..
جاسر بنبره عميقه قويه : أنت أيه مبتفهمش ، أتجننت ياعيسي ولا أيه .. ازاي تتصرف من دماغك يابني أدم من غير ما ترجعلي
عيسي بحده : ما تهدي ياجاسر في أيه ، ياعم سيبني أقولك الاول حمدالله علي السلامه ده انت لسه راجع من سفر
جاسر بجديه ونظرات مخيفه : ولا تقولي ولا زفت ، مين قالك تعرضلهم حد ولا تبعت اللي يخلص عليهم
عيسي لاويا فمه : انا مش بتصرف من دماغي ، كل ده ترتيب ثروت
جاسر قاطبا جبينه بثبات : وطبعا أنت ياغبي اللي روحت قولتله صح !!
عيسي : هو اللي أتصل وسألني عن سبب نزولك مصر فجأه
جاسر ضاربا بقبضته علي كتفه : أنت شغال تحت طوعي أنا ، أنا جاسر الليث .. مش تحت طوع حد تاني ياحيوان
عيسي قاطبا جبينه : خلاص ياليث خلصنا ، أهو الواد عرف يهرب بس قالي أنه وقع الضابط بس ، والبت اللي معاه سليمه
جاسر موليه ظهره : أخفي من قدامي في أقل من نص دقيقه
عيسي قابضا علي شفتيه : ماشي ياجاسر
- أمسك جاسر هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم رفعه علي أذنيه منتظر رد المتصل به .. حتي جاءه الرد
جاسر بصوت عميق : أسمعني كويس ونفذ اللي هقولك عليه بالحرف
..............................
( داخل المشفي _ بحجرة أمجد )
لميا بضيق : بقي كده ياآسيل متكلميناش في ساعتها يابنتي
آسيل بأاقتضاب : معلش يالولو دماغي أتشغلت عن كل حاجه وأول ما بدأت أستوعب كلمتكوا علي طول
رؤؤف بصوت رخيم : بس مين اللي ممكن يعمل كده ياأمجد
أمجد مضيقا عينيه : أعدائي كتير ياعمي بس ربك بيسترها
آسيل ناظره أليه بتفهم : أه فعلا ، أعداءه كتير جدا
مجدي طارقا علي الباب : مساء الخير ، معايا العقيد سامي ياأمجد
أمجد محاولا الانتصاب في جلسته : اااه .. خليه يتفضل طبعا
سامي بخطوات ثابته وصوت آجش : مساء الخير .. الف الف سلامه عليك ياأمجد
أمجد باأبتسامه : الله يسلم سعتك يافندم .. أتفضل
سامي جالسا : مين اللي عمل كده ياأمجد ؟
أمجد بنظرات غاضبه : هو في غيره يافندم
سامي مضيقا عينيه : ليث ؟!
أمجد بنبره حادة : أه هو
مجدي عاقدا جابينه : طب ليه شاكك فيه هو بالذات
أمجد ناظرا لآسيل : عشان هو مفيش غيره
آسيل ناظره للأسفل : ..........
سامي محركا رأسه : طيب يابطل ، أبقي خدلك كام يوم أجازة عشان الاصابه وبعدين هانبقي ...
أمجد فاغرا شفتيه : أجازة !! لا لا مش عايز أجازة .. أنا عايز أتجوز بقي
آسيل محدقه عينيها بحرج : أمجد !
سامي بضحكة عاليه : ههههههه أنت مستعجل أوي علي القفص ليه ياعريس
أمجد قابضا علي شفتيه : عايز أعيش يومين قبل ما يجرالي حاجه
رؤؤف : يابني بعد الشر عليك ، قوم بالسلامه الاول وبعدين ربنا يسهلها
سامي : طيب ياسيادة الرائد ، أبقي نسق حكاية الأجازة دي وشوف عايزها أمتي وأنا هامضيلك عليها .. والف مبروك مقدما
أمجد وقد أنفرجت أساريره : الله يبارك في سعادتك يافندم
سامي ناهضا من مكانه : عن أذنكم
رؤؤف ، أمجد ، مجدي : أتفضل
رؤؤف بسعادة : مبروك ياسولي ، أخيرا هنفرح بيكي بقي
لميا باأبتسامه : ربنا يتمم علي خير المره دي وميحصلش أي حاجه
أمجد بتفكير : أيه رأيك في الأسبوع الجاي ياعمي
آسيل فاغره شفتيها : هااا
رؤؤف رافعا حاجبيه : ليه السرعه دي ياأمجد
أمجد محدقا : سرعه ! سرعة أيه بس ياعمي ده الفرح أتاجل 3 مرات قبل كده الشقه جاهزة والعريس جاهز والعروسه جاهزة .. مش ناقص غير بدله سودا وفستان أبيض
لميا : وفيها أيه يارؤؤف ، أحسن يجيلو شغل تاني ولا يطلع مأموريات تانيه
رؤؤف حاككا طرف ذقنه : طيب خليها أول الاسبوع اللي بعده
آسيل بسرعه : اه اه ، حلو المعاد ده
أمجد قابضا علي شفتيه : اه طبعا عايزة تأخري الجوازه بأي شكل ، بس ده بعينك ياسولي
رؤؤف : هههههههه ربنا يتمم علي خير ياولاد
---------------------
( هاتف جاسر ثروت بدون تردد ، وأشتدا معا في الحوار .. حيث صب عليه جاسر جام غضبه وبادله ثروت تلك الشحنات الناريه والغاضبه )
جاسر بصوت أشبه بزئير الاسد الجائع الذي يكاد يلتهم كل من هو أمامه : أنا جاسر الليث ، الليث ياثروت انا اللي عارف أصول شغلي وانا بعمل ايه ومعملش أيه .... أنت عارف كويس اني مباخدش برأي حد وماشي بدماغي ... يعني بتحطني قدام الامر الواقع ياثروت .... قتل ايه وبتاع أيه ، انت عارف وانا عارف انها مش هتوصل لحاجه مهما دورت .... انا هعرف ازاي اتصرف معاها ومعاه
- أغلق الهاتف وألقاه جواره ، ثم وقف أمام شرفته واضعا يده في جيبه .. يسيطر التفكير علي أغوار عقله بالكامل حتي ضيق عينيه بخبث ولمعت برأسه فكره شيطانيه فأعتلي وجهه أبتسامه واسعه برزت أسنانه وخلل أنامله في شعر رأسه الاسود الغزير .. وأنطلق للاعلي حيث غرفته
----------------------
- ما أن أستمعت سهيله بخبر زواج أختها العزيزة ، حتي قفذت من مكانها فرحة لها ، وأخذت تعلو و تهبط بقفذاتها المرحه أعلي فراشها وهي تهتف
سهيله بمرح : هييييييه أخيرا سولي هتتجوز وانا هاخد الاوضه الجميله دي والمكتب والدولاب واوووووو
آسيل محدقه عينيها : أنتي فرحانه عشان هسيبلك الاوضه مش عشان هتجوز
سهيله : لا عشان الاوضه ياسولي ، أنتي عارفه قد أيه كان نفسي من زمان اخد أوضتك الرقيقه دي
آسيل قاذفه وسادتها عليها : طب خدي بقي ياندله
سهيله : ههه هههههه ليه بس ياسولي ده انا هعملك هيصه وزمبليطه وهروقك
آسيل لاويا شفتيها : تروقيني ! يابيئه
سهيله عاقده حاجبيه : بقي كده ، طب خلاص مش مروقاكي متستهليش اصلا
آسيل : هههههه خلاص متلويش بوزك
سهيله محتضناها : ربنا يتمم ليكي بخير ياسولي يارب
آسيل مربته علي ظهرها : هقبالك يالولي وافرح بيكي بقي
---------------------
- قام أمجد بالتجهيز لعرسه بدقه شديده ، حيث طبع الدعوات لدعوة المدعوين وقام بالحجز بقاعه رقيقه بأحدي الانديه الهادئه ، وأهتم بتصميم بعض المفاجأت السارة لحبيبته آسيل ..
بينما كانت آسيل تعد حقائبها الكبيره لنقلها لمسكنها الزوجي الجديد ، وأهتمت بشراء فستان الفرح الابيض .. الحلم الذي طال أنتظارها له مثلها كمثل باقي بنات حواء .. وبالفعل حرصت علي أنتقاء فستان رقيق هادئ ينم عن زوق من أختارته حيث كان ذات فتحة صدر ضيقه لا تبرز أي من مفاتنها حيث كان يكشف عن ذراعيها البيضاوتين
وعنقها المشدود .. كما كان منتفخ للغايه ( منفوش ) تنسدل خيوطه اللامعه والنبيذيه للاسفل .. ومزدان من ناحية الصدر بالفصوص الماسيه اللامعه البيضاء والنبيذيه .
بينما انتقي أمجد حلة سوداء لامعه ، وقميصا من الابيض الزاهي وجرافت من اللون النبيذي والتي قد أهدته أياها آسيل لأرتدائها في ذلك اليوم كي تتماشي مع فستانها الذي أختلطت ألوانه بين الابيض والنبيذي .
----------------
( في شركة .. جاسر )
- كان منكبا علي بعض الاوراق الخاصه بأستيراد شحنة من الخمور المستورده .. فهتف رنين هاتفه معلنا أتصالا ما بينما ضغط عليه للرد
جاسر تاركا قلمه : الوو ... أمتي الفرح ده ..... تمام ..... فين البيوتي سنتر ؟.... خلاص سيبني اتصرف ... فلوسك هتتحط في حسابك في البنك ..... لالا مبحبش شغل المجاملات ده وخيري مغرقك ومش مغرقك ده بيزنس .... يلا اقفل سلام .
جاسر في نفسه : ياتري هعمل معامي ايه يابنت الشناوي ، للاسف حظك المهبب رماكي في سكتي ، وانتي اللي جيتي لحد عندي برجلك ، قدرك كده بقي .
-----------------------
- بعد العديد من الايام ( اليوم المنتظر )
- كانت آسيل غائصه في نوم عميق قبل أن تدخل في يوم عميق ومتعب .. فأاستيقظت بفزع علي صوت عالي وصراخ وأتجهت لغرفة والدتها والتي أتي منها الصوت لتجد ..
لميا بفزع ووجه مصفر : اااه بنتي اااه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اللهم أجعله خير يارب بنتي
رؤؤف بقلق منيرا أضواء الغرفه : بسم الله الرحمن الرحيم ، في أيه يالميا
لميا لاهثه : بنتي ، بنتي يارؤؤف .. قاعدة في الكوشه لوحدهاو بتعيط
آسيل طارقه علي الباب بقلق : ماما .. انتي كويسه ياماما
رؤؤف مشييرا بعينيه للميا : أيوة كويسه ياآسيل متقلقيش
آسيل مقتربه : أمال مالها مش قادرة تاخد نفسها ليه
لميا مسيطره علي أنفعالاتها : مفيش ياحبيبتي ، ده كابوس متشغليش بالك روحي كملي نومك ياعروسه
آسيل بقلق : لا خلاص نوم أيه ، مش هعرف أنام تاني
رؤؤف : طب روحي استريحي ياحبيبتي ، لسه الساعه 9 الصبح
آسيل باأبتسامه : ماشي ياأستاذي العزيز .. عن أذنكو
..
رؤؤف ناظرا للميا : لميا أهدي شويه
لميا واضعه يدها علي قلبها : قلبي واجعني يارؤؤف ، حاسه ان هيحصل حاجه لبنتي
رؤؤف قابضا علي شفتيه : اللهم أجعله خير يارب ، اللهم أجعله خير
-------------------
- أستيقظ جاسر من نومه مبكرا دلف للمرحاض الخاص به فأغتسل سريعا ودلف للخارج مرتديا منشفته القطنيه ، وكأنه بأنتظار هذا اليوم الهام ، أمسك هاتفه سريعا وهو ينفض المياه عن رأسه وقام بالاتصال علي عيسي
جاسر : أيوة ياعيسي ، تعالالي فورا
عيسي بصوت ناعس : ايه ياجاسر ، اجي فين دلوقتي كده
جاسر بصوت حاد وقوي : بقولك تعالي فورا في ورانا مشوار مهم
عيسي بخضه : طب متزعقش طيب ، هقوم البس واجيلك
جاسر بصوت أجش : حالا ياعيسي ، ساعه وتكون عندي
- أغلق جاسر هاتفه دون انتظار الرد وشرع في أرتداء ملابسه والذي تعمد أن تكون مريحه في الحركه .. وهبط للاسفل متجها للمكان الخاص به ( البار ) وبدأ في أحتساء الخمر كأس يليه الأخر .. ثم نهض عن مكانه متجها لمكتبه ، أحضر مفاتيح سيارته ودلف للخارج حيث وصل عيسي أليه وكاد يدلف للداخل ولكن وجده أمامه يكاد يفترسه من الغيظ
جاسر بغيظ : ساعتين في طريق مياخدش أكتر من نص ساعه
عيسي موليه ظهره : أنا رأيي نشوف المهمه اللي جايبني
عشانها عز الصبح
جاسر متقدما بخطواته : تعالي بعربيتك ورايا
عيسي بتأفف : ماشي
----------------------
- نهضت لميا من مكانها بعد ان نفضت عن نفسها غبار الحزن والضيق حيث الليله عرس طفلتها الغاليه فقامت بتحضير وجبة الافطار كي يأكلا أبنتاها قبل ذهابهم للمركز الخاص بالتجميل
آسيل بشهيه مفتوحه : الله ، تسلم أيدك يالولو
سهيله فاركه عينيها : أيه ده ياماما ، مش عامله أومليت
لميا : لا ياحبيبتي هدخل اعملك
سهيله : لا خلاص هدخل انا أعمل
آسيل : ماما .. هو بابا مش ها ....... .
- قطع حديث آسيل أستماعها لاصوات غريبه تأتي من غرفتها وكأن شخصا ما بداخلها ، فدب الرعب بداخلها وشعرت بالقلق الشديد فقررت الدلوف للداخل لتري ماذا هناك
لميا عاقدا حاحبيها : مالك ياآسيل سكتي ليه
آسيل باأنتباه : هه .. مفيش ياماما أفتكرت حاجه هدخل أجيبها من جوه
- دلفت للداخل بخطوات حريصه ومتباطئه وفتحت الباب بسرعه ، فلم تجد أي شئ فدهشت في نفسها ولكنها بثت الطمأنينه داخلها حتي لا تشعر بقلق
سهيله مربته علي كتفها : مالك واقفه كده ليه ياسولي
آسيل بأنتباه : هاا لا مفيش حاجه .. يلا نكمل فطار عشان ننزل
دلفت آسيل مرة أخري لغرفة الطعام وأكملت وجبتها الغذائيه علي وجه السرعه ودلفت لداخل غرفتها كي ترتدي ثيابها حتي تذهب لمركز التجميل ، وبعد أن أرتدت ثيابها فتحت خزانة ملابسها لأحضار الفستان الخاص بها وأثناء مراجعتها عليه شهقت فزعا عندما وجدت
آسيل فاغره شفتيها : هااااا نهار أبيض ، أيه اللي قطع طرحتي كده
سهيله دالفه للداخل : يلا ياسولي انا خلصت لبس
آسيل محدقه عينيها بفزع : ألحقيني ياسهيله ، طرحة الفستان أتقطعت
سهيله رافعه حاجبيها : أيه ! أتقطعت ازاي
آسيل بقلق : مش عارفه .. بصي أنا لازم أروح الاتيليه أخليها تتصرف ياأما تصلحها او تشوفلي طرحه غيرها
سهيله : هاا دلوقتي ، طب ماما و.....
آسيل بسرعه : لا لا ماما وأمجد مش هيعرفو حاجه ، انا هبدل الطرحه او أصلحها وأجيلك علي السنتر علي طول
سهيله بتفكير : بس ...... !
آسيل قابضه علي عضدها : مفيش وقت ياسهيله انا هنزل بسرعه بالفستان وأنت أسبقيني علي السنتر
سهيله قابضه علي شفتيها : حاضر
- توجها الفتاتان معا حيث ذهبت سهيله للمركز الخاص بالتجميل بينما توجهت آسيل لل ( Beuty center) لكي تجد حلا لتلك ال ( الطرحه ) التي فسدت بعد قطعها
آسيل في نفسها : ازاي ده حصل ، الطرحه دي أتقصت بالمقص .. أيوة بالمقص دي مش قصة أيد أبدا بس مين وامتي وازاي ، مش عارفه قلبي مقبوض ليه يارب استرها يارب
- صفت أسيل سيارتها الصغيرة أسفل البنايه الموجود بها المركز ودلفت خارجها ثم أمسكت بفستانها المغلف وأنطلقت للاعلي بعد أن أغلقت سيارتها
- أستقلت آسيل المصعد ولم تنتبه لوجود شخص ما داخل المصعد حيث أن حملها للفستان أشغلها عن الانتباه لما يدور حولها .. وفجأة تعطل المصعد ووقف ما بين الدور الثاني والثالث ففزعت آسيل وحاولت طلب النجده ولكن يد ما أسرعت نحوها لتلثم فمها عن التفوه فشعرت بالرعب يسري يجسدها وكادت تصرخ وتستغيث ، ولكن سكنت حركتها للغايه بعد أن شعرت بوغزة في عنقها نتيجة حقنها بمخدر أفقدها قدرتها علي الحركه .. حتي سكنت تماما
------------------------
- مرت ساعتين .. حاولت سهيله الاتصال بآسيل ولكن كان هاتفها خارج نطاق الخدمه فشعرت بالقلق الشديد عليها ، وما أثار قلقها وتوترها أكثر هو أتصال أمجد عليها أكثر من مرة فأضطرت للرد عليه
سهيله بتوتر : اا ااالووو
امجد بعصبيه : أديني آسيل ياسهيله
سهيله مبتلعه ريقها بصعوبه : اا اا اصلها .....
أمجد بحده : في أيه ياسهيله ، فين آسيل
سهيله بقلق : آسيل راحت للاتيليه عشان تغير طرحة الفستان
أمجد فاغرا شفتيه : هاا
سهيله قابضه علي شفتيها : أصل الطرحه أتقطعت و ...
أمجد بتوتر : بقالها قد أيه ياسهيله
سهيله بخوف : حوالي ساعتين ونص
أمجد محدقا : أيه !!
------------------------
- كانت لميا داخل المطبخ تصنع لها فنجان من لقهوة الساخنه ، وبعد أن أعدتها أمسكت بها ودلفت خارج المطبخ .. وما أن وصلت أمام غرفة أبنتها حتي سقطت القهوة من يديها أرضا ، وشعرت بقبضه قويه في قلبها فهتفت بصراخ
لميا بذعر : بنتي !! بنتي جرالها حاجه ........
#الفصل_٨
ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ الثامنة
#flash_back
- وزع جاسر المهام علي رجاله حيث أمر أحدهم بمحاولة أقتحام غرفة آسيل تحديدا وقطع الطرحه الخاصه بها ، وآخر يسهل له وجوده داخل المصعد ومنع أحدهم من الصعود به ، وآخر يقوم بقطع الكهرباء عن المصعد ما بين الطابق الثاني والثالث ، وبالفعل نفذ كل منهم مهمته .. حيث وقف جاسر داخل المصعد ولم تشعر هي بوجوده نتيجة ألهائها بذلك الفستان الكبير الحجم وحجبه رؤيتها ، وما أن أنقطع تيار الكهرباء لثم فمها بقبضته القويه وغرز بوريد عنقها أبره طبيه محشوه بالمواد المخدره لافقادها السيطره علي نفسها ، ومن ثم نزع من يديها حقيبتها الشخصيه وفستانها وحملها بين ذراعيه بعد أن أعطي الاشارة لرجالة لتشغيل المصعد .. ثم حملها للخارج حيث كان عيسي بأنتظاره أمام البنايه ، ففتح له سيارته حتي يتركها بالخلف وأستقل هو سيارته أمام المقود وأنطلق سريعا وخلفه سيارة أخري كبيره تحمل رجاله .
#back
عيسي ناظرا للخلف : هتعمل معاها أيه دي ، وجايبنها علي فين أصلا
جاسر ناظرا أليها من المرآه : مش لازم تعرف ، المهم أنها تحت أيدي
عيسي بقلق : خطيبها مش هيسكت وهيهيج الدنيا علينا واحنا مش ناقصين ياليث
جاسر مضيقا عينيه بغضب : أعلي ما في خيله يركبه
عيسي حاككا طرف ذقنه : ربنا يستر
جاسر بأاقتضاب : انا هوصلك بيتك وبعدين انا همشي
عيسي رافعا حاجبيه : طب وليه مجيش معاك مكان ماأنت واخدها
جاسر بحده : عشان مبحبش التطفل والتحشر في كل حاجه
عيسي بتأفف : هوووف اللي يريحك ياعم ليث
------------------
- هاتفت لميا زوجها برعب لكي تبلغه بما تشعر به واتصالاتها المتكرره علي أبنتها والتي جائت بالفشل ، أما أمجد فلم ينتظر لثانيه واحده .. بل توجه لذلك المركز الخاص ببيع فساتين الزفاف والسهره وما أن رأي سيارتها الصغيره تصطف في الأسفل شعر بأرتياح وريبه بنفس الوقت فأنطلق للداخل وأستقل المصعد للصعود لأعلي ، فأعترته الصدمه عندما وجد حقيبتها الشخصيه والغلاف الكبير الذي يحمي فستانها ملقي أرضا .. دب الذعر بداخله وهو يلتقط أشيائها من الأرض فوجد بينهما قطعه من الرخام منقوش عليها بالحفر أسم ( الليث )
تتطاير الشر من عينيه وكادت يعتصر قلبه تألما علي ما قد يلحق بحبيبته وبتلك الليله التي طالما أنتظراها .. أمسك بأشيائها وأنطلق راكضا للخارج .. أستقل سيارته وأندفع بها بأقصي سرعه متجها للادارة .
---------------------
- بينما انتحبت سهيله وظلت تبكي مرارا وتكرارا وتنسال قطراتها اللؤلؤيه علي وجنتيها في يأس ، حتي أتصلت بوالدها لتبلغه ما حدث لعله يفعل شيئا .
( هاتفيا )
سهيله ببكاء : والله يابابا ده اللي حصل
رؤؤف بعصبيه : أزاي ياسهيله تسيبيها لوحدها أنتي أتجننتي
سهيله بدموع : والله قالتلي مش هتتأخر يابابا ، معرفش راحت فين
رؤؤف بتزمجر : أقفلي ياسهيله اقفلي ، خليني اروح أشوف أمجد عمل ايه
- أغلق الهاتف علي وجه السرعه وأنطلق لخارج مكتبه وهو يحاول الأتصال علي أمجد لعله توصل لشئ مؤخرا ولكنه لم يجيبه .. بينما ثارت ثائرته وهو يحاول الوصول أليها وقام بأبلاغ أدارته وفريق العمل الخاص والمكلف بقضية الليث .
سامي عاقدا حاجبيه : أزاي ده حصل وأمتي
أمجد قاطبا جبينه بضيق شديد : ازاي معرفش .. حصل من حوالي 3 ساعات
سامي ناهضا من مكانه : طب حاولت تتصل علي تليفونها يمكن نقدر نحدد مكانها
أمجد بصوت عميق : الكائن الحيواني ده مش غبي يافندم .. ساب شنطتها بكل اللي فيها حتي التليفون في الأسانسير
مجدي قابضا علي شفتيه : طب والعمل ياسيادة العقيد
سامي حاككا رأسه بتفكير : لازم يكون في خيط يوصلنا ليه علي الأقل ، مش معقول مفيش غلطه
أمجد مكورا قبضته : عن أذنك يافندم
سامي : رايح فين ياأمجد .. أمجد !
مجدي محدقا : معلش يافندم بس أصل أعصابه متوترة دلوقتي
سامي بحده : أزاي أنادي عليه وميردش عليا
مجدي بتردد : اا ا ا يافندم معلش أرجوك تعذره ، هو مش في وعيه
سامي ضاربا علي سطح مكتبه : ماشي ياأمجد
----------------------
- ظلت لميا تبكي بمراره ويزداد صراخها ، أخذت تضرب علي فخذيها وهي تردد
لميا ببكاء : بنتي ، أنا عايزة بنتي يارؤؤف .. هاتولي بنتي
رؤؤف قابضا علي عينيه : أهدي يالميا ، أمجد زمانه جاي وياارب يمون وصل لحاجه
لميا ضاربه علي فخذيها : انا كنت حاسه ، أحساسي ميكدبش عليا بنتي جرالها حاجه
رؤؤف واضعا رأسه بين كفيه : لا حول ولا قوة ألا بالله ، يارب هون ويسر يارب ، يارب عطرنا فيها يارب
لميا بصراخ : اااااه اااه يابنتي اه
- في هذة اللحظه هتف جرس الباب بأاصواته العاليه فنهض رؤؤف ولميا سريعا راكضين نحو باب المنزل
لميا بلهفه : أمجد ، طمني يابني بنتي فين
رؤؤف بنبره عاليه : ما تنطق ياأمجد وتفهمنا يابني
أمجد واضعا يده علي رأسه : آآ آ آسيل أ اا أتخطفت ياعمي
لميا بصراخ : يالهوووي بنتي
رؤؤف واضعا يده علي رأسه : اا آسيل
- أرتفع ضغط الدم لدي رؤؤف وأحمر وجهه بشده ، أغرورقت عيناه وأصبح لونها بالاحمر الملتهب وزادت سخونة رأسه وتشوشت رؤية عيناه ، فلم يشعر بنفسه آلا وسقط أرضا فتوجه أليه أمجد بسرعه وحول أفاقته ولكنه فشل .. فأقله إلي المشفي بسرعه .
---------------------
- بعد أن قام جاسر بتوصيل عيسي لمنزله توجه لقصره الفخم وبعد أن مر بوابة قصره الكبير توجه نحو باب القصر الكبير وقام بفتحه ثم توجه لسيارته مرة أخري وحملها بكل خفه و صفع باب السيارة بقدمه ثم توجه بها للأمام .. رأته خادمته كاثربن فشهقت بفزع وحدقت باآسيل بعينيها
جاسر بنظرات ناريه : كاثرين ! مش عايز أسمع منك حرف
كاثرين برعب : اا أوامرك سيدي الشاب
- توجه بها جاسر لمخبأه تحت الأرض بعد أن قام بتجهيزة لأستضافتها لأيام او اسابيع أو أشهر ، لا يعرف ما ينتوي فعله معها .. ولكنه يري أن ما فعله هو الصواب لمنع بحثها الطويل وراءه ، دلف لداخل الغرفه المظلمه وتركها علي فراش صغير قام بوضعه خصيصا لها .. كما وضع بالغرفه مبرد صغير به بضع زجاجات المياه البارده .. نظر أليها بعدم أهتمام ثم ترك الغرفه وأنصرف بعد أن أحكم أغلاقها عليها .
جاسر هاتفا : كاثرين
كاثرين مهروله : أمرك سيدي الشاب
جاسر موليها ظهره وواضعا يده في جيبه : حضريلي الغدا
كاثرين مومأه رأسها بالايجاب : أوامرك سيدي
- توجه جاسر نحو مكانه المحبب إليه وأخذ يسكب أنواع عديده من الخمور في كأس واحد كبير .. ثم ألتقطه وأتجه نحو غرفة المكتب الخاص به وأخذ يرتشف منه بهدوء وهو يفكر بشأن ما سيفعله ، حتي قاطع شروده رنين هاتفه ليعلن
عن أتصال من جوان فضغط عليه بتذمر .
جاسر باأقتضاب : ايوه
جوان بدلع : أزيك باجاسر ، وحشتني
جاسر بسخريه : هو انا لحقت
جوان بضحكه عاليه : انت بتوحشني دايما يابيبي
جاسر بعدم اهتمام : ماشي ياجوان
جوان وقد تبدلت ملامحها : جاسر ، هو انت عملت أيه مع البت دي .. خطيبة الضابط
جاسر معتدلا في جلسته : واضح أن ليث مش بيخبي حاجه عنك
جوان لاويه شفتيها : ويخبي ليه !؟
جاسر عاقدا حاجبيه : علي الأقل دي أسرار شغل
جوان بصوت مرتفع قليلا : أنا حقي فيك أكبر من أسرار الشغل بتاعتك دي
جاسر بحده : واضح أنك هتبدأي تغلطي غلطة عمرك ، وتفكري مجرد تفكير أنك تعلي صوتك عليا
جوان بصوت هادئ وناعم : ياحبيبي بغير عليك الله بقي
جاسر بحده : مش عايزك تغيري ، غيري علي حاجه ملكك .. انما حاجه مش بتاعتك يبقي مش من حقك
جوان بضيق : جاسر أنت حقي
جاسر ببرود : مكنتش ولا هكون ، باي باي ياجوان
جوان : ...........
- لم ينتظر جاسر ردها عليه ، بل أغلق الهاتف سريعا ثم أغلق الجهاز المحمول بالكامل وألقاه علي سطح المكتب وبدأ يرتشف مشروبه الخمري مره أخري .
-------------------------
( في المشفي )
- بعد أن قاموا بنقل رؤؤف للمشفي وأدخاله قسم الطوارئ ، قام الطبيب المتخصص بالكشف عليه لمعرفة ما هي علته ثم قبض علي شفتيه وهو يهتف لهم
الطبيب : للأسف الاستاذ أتصاب بمرض السكر ، نتيجة العصبيه والضغط العصبي الزائد
أمجد ممسدا علي شعره بتنهيده : طب والحل أيه يادكتور
الطبيب عاقدا حاجبيه : حقن بالانسولين ، لان البنكرياس توقف عن أفراز مادة الانسولين تماما
أمجد محركا رأسه : طيب اللي تشوفه حضرتك
-نظر أمجد للجهه الاخري ليجد لميا تجلس علي أحدي المقاعد الرخاميه وقد أبرز الحزن تجاعيد وجهها وخيم اليأس عليها فأنسدلت قطرات عابره من مقلتيها ، فتوجه إليها بخطوات بطيئه وجلس في وضع القرفصاء ممسكا بكف يديها وأردف قائلا
أمجد بنبره رخيمه : والله هعمل اللي في وسعي عشان أرجعها ، وأكتر من اللي في وسعي كمان
لميا بنظرات معاتبه : ............
أمجد قاطبا جبينه في ضيق بالغ : والله ما زنبي اا انا ... انا والله ما كنت اعرف اي حاجه من اللي هتحصل و .. و
لميا مقاطعه : عن أذنك هدخل أشوف جوزي ، تعالي معايا ياسهيله
سهيله بدموع : حاضر
- سحبت لميا يدها بهدوء ونهضت من مكانها متوجهه لغرفة زوجها المريض الذي أصيب بمرض السكري لعدم قدرته علي تحمل الصدمه لكي تطمئن عليه ، بينما وقف أمجد في مكانه نادما ، محملا نفسة مسؤليه ما حدث لحبيبته مسؤليه كامله .. فقرر ترك المشفي والانصراف سريعا لتحاشي المواجهه الصعبه بينه وبين أسرتها
--------------------------
- بعد أن أحتسي جاسر شرابه الخمري المسكر ، لعبت الخمر برأسه وأفقدته توازنه ، فتراجع عن رغبته في تناول وجبة الغداء وصعد لغرفته مترنحا يمينا ويسارا حتي وصل لفراشه .. فألقي بجسده الثقيل علي الفراش وترك العنان لعينيه كي تغوص في نوم عميق .
بينما في الغرفة المظلمه .. بدأت آسيل تفتح عينيها الثقيلتين ببطئ شديد ، حيث تشعر وكأن شخصا ما واضع كف يده علي عينيها لكي لا تستطيع فتحهما .. ظلت تفرك مقلتيها بيدها محاوله أستيعاب ما يجري حولها ولكنها لم تستطع ، حيث كان المخدر أقوي من سيطرتها علي نفسها .. وبعد ما يقرب من 20 دقيقه بدأت تتذكر ما حدث لها وهجوم شخص ما مجهول الهويه عليها ، فأنتفضت في مكانها بفزع وحاولت النظر لحالها لكن المكان معتم للغايه ، فتحسست جدسها وملابسها حتي تتأكد من سلامتها وان لم يمسها سوء .. وما أن أطمئنت علي سلامتها تنهدت بصعوبه بالغه وكأن شيئا ما عالقا بحلقها، ثم نهضت عن مكانها بترنح شديد وأخذن تلامس الجدران بحثا عن أي زر لأضاءة الغرفه ولكنها لم تجد ، وأثناء بحثها أصتدمت بالمبرد الصغير بقامت بفتحه لينير لها بضوءه الخافت ذلك المكان المجهول وتري الأسر الذي وقعت به .. أستطاعت رؤيه الباب الحديدي الموصد عليها فتوجهت إليه وظلت تقرع عليه بكل ما أوتيت من قوة .. حتي أن ذراعاها آلمتاها بشده من قوة ملمسه وحدته ، وعندما فقدت الأمل في أن يستمع أليها أحد سالت عبراتها الساخنه علي وجنتيها وجلست علي طرف الفراش تنتحب حظها العسير الذي أوقع بها في أسر ذلك المجهول الذي لا تعرفه .
بينما كان جاسر غائصا بنوم عميق فرأي خلف جفنه
( يركض بطريق أشبه بالصحراء حيث يلاحقة أحد ما لا يعرف هويته ، يلهث ويتنفس بصعوبه بالغه وينظر خلفه من حين لأخر ليتعرف علي المسافات بينه وبين مطاردة ، حتي سقط بحفرة عاليه عميقه لا نهايه لها .. )
أنتفض من نومه فزعا فألتقط أنفاسه الاهثه بصعوبه وبمعدل سريع ثم صاح بأعلي صوته غاضبا ثورا هائجا وذئبا شرسا وظل يطيح بكل ما أمامه علي الارضيه الرخاميه ليسقط كل شئ قطعا صغيره .. أستمع كل من في القصر لأصواته وأصوات الاشياء التي تسقط متهشمه حتي أن حراسته الخاصه أتت من الخارج للداخل مهروله من هول الضجه التي أحدثها .. فخرجت كاثرين من غرفتها سريعا حتي أنها لم تتأكد من ملابسها التي ترتديها ..
الحارس 1 بفزع : كاثرين في أيه
الحارس 2 : هو الباشا جراله حاجه
كاثرين قابضه علي شفتيها : لا أعرف ما الذي أصابه ، لقد كان غائصا بنومه العميق لا أدري ما حدث
الحارس 1 بتوتر : يلا بينا أحنا علي أماكنا عشان لو جه لقانا واقفين والله فيها رفد
الحارس 3 : بينا يارجاله
كاثرين في نفسها بضيق : لا أدري ما الحل في تلك المعضله التي تواجهها يوما بعد يوم سيدي الشاب
( بينما علي الجهه الاخري _ كانت آسيل تبكي بمراره إلي أن شعرت بجفاف حلقها وعطشها الزائد ، فلقد مرت عليها ساعات دون أرتشاق قطرة ماء واحده .. فجرت قدميها بخيبة أمل نحو المبرد ، وبعد أن جذبته أليها لفتحه أمسكت بأحدي الزجاجات التي تحتوي علي المياه المعدنيه وتأكدت أنها مازالت مغلفه بذلك الورق البلاستيكي الشفاف .. حتي تضمن سلامه المياه التي سوف ترتشف منها لتروي عطشها وتلجم ظمأها .. وما أن وضعتها علي فمها ومع أول قطرة مياه أستمعت لصوته الذي أخترق الجدران من قوته ، فأنتفضت فزعا حتي سقطت منها زجاجة المياه أرضا و أخرجت كل ما تحويه من مياه .. بينما ركضت أسيل إلي ذلك الركن الصغير من الغرفه وجلست به ترتعش من ثورة ذلك الثور الهائج ..
بينما دلف جاسر من غرفته وعلي وجهه عبارات الضيق والغضب الشديد ، هبط للأسفل بخطوات متعجله ثم توجه بخطواته خارج القصر متجها نحو حوض المياه الجرانيتي الكبير ( البسين ) وألقي بكل جسده بداخله .. ظل ما يقرب من دقيقتان ونصف دقيقه أسفل المياه البارده لعلها تطفئ ناره وتهدئ من روعه .. بينما رأته كاثرين فصعدت غرفته سريعا وأحضرت منشفته القطنيه وذهبت أليه .
صعد برأسه أعلي المياه بعد أن تأكد من أنقطاع أنفاسه وظل يلتقط الاكسجين من الهواء في دورات تنفسيه غير منتظمه ثم توجه سابحا إلي طرف الحوض ليجد خادمته الخاصه بأنتظاره وبيدها منشفته .. صعد أعلي الحوض وخلع عن جسده التيشرت القطني الذي كان يرتديه وألقاه أرضا ثم ألتقط منها المنشفه بحده وجلس علي أحدي المقاعد البلاستيكيه المغطاه بطبقه من الجلد ، وأرخي جسده عليها دقائق ..
هدأت آسيل من فزعها وحاولت تدعيم تلك القوة المكمونه بداخلها حتي تستطيع مواجهه المجهول .. فنهضت من مكانها وسارت بأتجاه الباب وظلت تقرع عليه بقوة أكبر مما مضي وتهتف بصوتها عاليا
آسيل بصراخ ونبره قويه : ياناس ياللي هنا .. حد يفتحلي .. مين جابني هنا حد يرد عليااااااا يانااااااس .. يانااس ياللي برااا
- بعد أن شعر بالهدوء وسكون ثورته نهض عن مكانه ممسكا بمنشفته القطنيه ثم ألقاها لتلتقطها كاثرين من الهواء .. ثم سارت خلفه بخطوات هادئه ، صار بجسده العاري وعضلاته البارزه وما أن وصل للدرج حتي هتف قائلا
جاسر بصوت جهوري آجش : بكره تشوفيلي صرفه في الاوضه بتاعتي ياكاثرين
كاثرين مومأة برأسها : أوامرك مطاعه ياسيدي
جاسر ملتفتا أليها : وعايزك كمان ت.......
( توقف جاسر عن الكلام لوهله ثم ضيق عينيه بتفكير ودقق حاسة السمع لديه .. حتي أخترق صوتها العالي وصرخاتها المتتاليه أذنيه ، فعقد حاجبيه بأنزعاج وآردف قائلا )
جاسر بنبره عميقه : أيه الصوت ده
كاثرين بتوتر : اا ا ان انها تلك الغريبه التي أ اأحضرتها في الصباح
جاسر ممررا أصابعه علي شعره : أووووف .. هي لحقت تصحي وتقرفني
كاثرين محاوله أنقاذ الموقف : اا سأتوجه أليها وأنت تستطيع الصعود للغرفه الاخري ياسيدي
جاسر متجها إليها بنظرات مخيفه : خلاص انا هتصرف
- حاولت كاثرين أن تتصرف هي نيابه عنه لكي تنقذ تلك الفتاه من براثنه .. ولكن باءت محاولتها بالفشل فصارت خلفه بخطوات متعجله ، حتي هبط للاسفل حيث تلك الغرفه المظلمه تحت الارض .. ثم فتح الباب بعد أن حرره من القفل الموصد به ، بينما أستعمت آسيل لصوت الباب ينفتح فأرتجعت خطوات للوراء وظلت منتظره بخوف ودقات قلب مضطربه .. حتي وجدت ظلا كبيرا يقف أمامها فخطت بقدميها الثقيلتين للوراء ، بينما وضع جاسر يده اليسري علي الجدار فأنفتح الضوء لتجد رجلا بملامح صارمه عاقدا حاجبيه قابضا علي شفتيه بقوه من الغضب ، وناظرا أليها نظرات توحي بالشر الذي يدخره لأجلها .. وبعد أن رأها وتفحصها جيدا من أعلي لأسفل أردف بنبره جهوريه صارمه قائلا
جاسر : صوتك عالي ليه ياأستاذه !؟
آسيل بصدمه : اا .. آ..