رواية ميما الفصل الخامس 5 والسادس 6 بقلم اسماء الاباصيري

رواية ميما

الفصل الخامس 5 والسادس 6

بقلم اسماء الاباصيري

مكر و دهاء

تقف فى ردهة الڤيلا الواسعة محاطة بثلاثة ازواج من العيون اثنان منهم يرغبون بقتلها بنظراتهم تلك واخرى تنظر لها بعطف وشفقة لم تلبث ان تقدمت اليها وهبطت لمستواها تردف بحنان


دادة : مرحباً بكِ بالمنزل حبيبتي انا دادة سهام يمكنك مناداتى دادة .. لتصمت قليلاً فور تذكرها عدم قدرة الصغيرة على الحديث وتكمل ... اممم حسناً لا تهتمي بشأن مناداتى سنجد حلاً لها بالتأكيد .. والآن هيا بنا سآخذك لغرفتك


صافي مقاطعة : لا لن تفعلي ... اذهبي انتى لتحضير الغداء و سأتولى انا اخذها للغرفة


دادة بقلق واضطراب : لكن ياهانم هذا لا يصح ... هذا عملي انا فلتستريحي وسآخذها سريعاً للغرفة واهبط فوراً لاكمال إعدادي للطعام


........ صافي بحدة : هل تخبريني بما علي فعله ؟ ..... انتبهي لكلامك حتى لا تقعى بمأزق والآن اذهبي للمطبخ وباشري عملك دون اعتراض وإلا


دادة بخوف : عذراً يا هانم لم اقصد ... سامحيني رجاءاً ... اوامرك مطاعة سأعود فوراً الى المطبخ


لتلقى نظرة اخيرة على الصغيرة محاولة بث الطمأنينة فى نفسها قبل ان تهرول مغادرة لمباشرة عملها


تصحب صافى الصغيرة للاعلى وتعود بعد لحظات للاسفل فترى ابنتها تنظر لها بإستغراب وتطالعها كما تطالع شخصاً قد فقد عقله


رولا بإستغراب : تأخذيها بنفسك للأعلى ؟ أأنتى مريضة ام ماذا ؟


صافي : ألزمي حدودك فى الحديث ..لا تنسي كونى والدتك وعليكي احترامي


رولا بتهكم : امي فلتحفظى كلمات تلك الجملة لتلقيها على مسامع اخي بدلاً من الصمت خوفا ورعباًً من افعاله ... و الآن اخبريني فيما تفكرين فأنا ادرك استحالة شعورك بالشفقة اتجاه تلك الطفلة؟


صافي : بالطبع لا أشعر بأيه مشاعر اتجاهها سوي البغض والكراهية


رولا : اذاً ما سر اهتمامك المفاجئ هذا ؟


صافي : فقط رافقتها بنفسي لأختار بأي غرفة ستبقى


رولا : و ؟


صافي بمكر : وقد اخترت الغرفة الاولى فى الجهة الشرقية


........رولا بصدمة : امى اتمزحين ؟ هذه الغرفة


صافي مقاطعة بحدة : لقد فُرضت علينا واُرغمنا على العيش معها تحت سقف واحد اذاً فلتتحمل توابع ذلك


رولا وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة خبيثة : انتِ على حق لنرى الآن الى متى ستحتمل البقاء بتلك الغرفة


فى مكان اخر تحديداً بشركة البندارى للاستيراد والتصدير نجده يرأس اجتماع يضم جميع مديري فروع الشركة بأنحاء البلاد يقاطع اندماجهم هذا دخول رنا سكرتيرة رئيس مجلس ادارة الشركة .. ترنو بخطوات رشيقة متناسقة الى الداخل تقف بجانبه تهمس له ببعض الكلمات لتنقبض ملامحه فى انزعاج فينهض مغادراً الغرفة الى مكتبه الخاص دون استئذان من الحضور

يتناول هاتفه مجيباً اتصال اتاه من المنزل


آسر بإنزعاج : والآن ... ماذا هناك ؟ ..... لست متفرغ لتلك التراهات .... لم اخبرك انها مسئوليتك لتأتى لي بعد ذلك و تعطلين عملى .. فلتجدي بنفسك حلاً لها


ليغلق الهاتف قبل ان يستمع رداً من محدثه ويعود سريعاً الى الاجتماع


دادة : مريم حبيبتي فقط اخبرينى ان كان لا يعجبك الطعام .. لا بأس سأعد لكي غيره ... اعلم انك لا ترتاحين بتلك الغرفة ... لقد حاولت اقناع الهانم ان تقيمي بغيرها لكن لا فائدة ... انظرى لقد نظفت الغرفة وجعلتها مناسبة للبقاء فيها لذا لا تحزنى.... فقط انظرى لي واشيري بما تريدينه


لا رد


دادة : ارى انك عنيدة كوالدتك .. لطالما جعلتنا نعانى بسبب عندها هذا ..... رحمها الله هى والباشا الصغير


اخذت الدادة تسترسل فى حديثها هذا عن سعاد و احمد حتى انها لم تلحظ تحديق الصغيرة بها ... بعد فترة من حديثها وجدت يد مريم تمسك بها ..تنظر لها فى رجاء وكأنها وجدت ملاذها اخيرا فهناك من يذكر والديها بالخير بل ويعرف الكثير عنهم وعن طباعهم


دادة هاتفة : مريم اتستمعين لي ؟ حمدا لله واخيراً انتبهتى لي ولحديثى والآن اخبريني بما ترغبين بتناوله وسأعده فوراً يجب ان تأخذي علاجك بإنتظام


اُحبطت الصغيرة من توقف الدادة عن الحديث عن والديها لتخفض يدها وتعاود النظر ارضاً


دادة : يا الله ماذا الآن ؟ ... لقد لفت انتباهك لفترة ثم سرعان ما تعود حالتك كالسابق


جاء الليل سريعاً وانتهى اليوم دون ان تتناول مريم طعامها ليعود آسر ليلاً فيجد الدادة فى انتظاره


دادة : مرحبا بعودتك ياباشا


ليطالعها هو بإهمال ويلقى السلام سريعاً فى طريقه لغرفته لكنها اوقفته بحديثها


دادة : ياباشا الفتاة لم تتناول اى شئ منذ قدومها صباحاً حاولت معها كثيرا لكن لا فائدة هى لا تستجيب لما اقوله ايا كان


آسر بتأفف : و ماذا افعل انا ؟ اخبرتك انها مسئوليتك ... فلتجدي حلاً


دادة : ياباشا انت تعلم معزة مريم عندي فهى ابنه الغالى لقد تربى على يدي هو وسعاد رحمهم الله بل انا من اتيت واخبرتك بوفاتهم وترجيتك لاحضارها هنا لذا لن اتأخر على الاهتمام بها .... لكن لقد فعلت ما بوسعى دون اى استجابة منها


آسر : حسنا سأرى بنفسي كيف لا تستجيب ارشديني بأية غرفة هى


صعدا معا لغرفتها وتملكه الغضب عند ادراكه بفعلة والدته وتركها بتلك الغرفة تحديدا فقد كانت غرفه عمه احمد والتى امر جده بتركها كما هى دون تنظيف او رعاية


دخل الغرفة وجدها تجلس ارضاً بهدوء تلعب بدميتها فى صمت وقف مكانه واردف


آسر ببرود : انتِ


لم ترد فتقدم نحوها واعاد النداء


آسر بحدة : مريم


لم يلقى اى استجابة منها انحنى اليها واعاد النداء بحدة لكن لا نتيجة

امسك كتفاها بكلتا يديه ورفعها لتقف امامه فى حين لم ترفع هى عيناها عن الارض


آسر بصوت عالٍ : عندما اتحدث اليكي تنظرين الي اتفهمين ؟ لما ترفضين تناول الطعام..... لا اريد ان ابتلي بجثة ببيتي


لا رد


اخذ يهزها بين يديه فى عنف فى حين حاولت الدادة ايقافه لكنه طلب منها عدم التدخل


آسر : حسناً تختارين التجاهل اذن فلنرى من سيفوز بالنهاية


اخذها من يدها بعنف وسحبها معه الى الاسفل حتى توقف امام غرفة مغلقة وطلب من الدادة احضار مفتاحها فورا

فتحها لتجد ظلام حالك ... لا نافذة بالغرفة بل لاشئ بها نهائياً فقط غرفة ضيقة باردة لا يصلها ضوء


ألقاها بقسوة بالداخل ع الارض القاسية


آسر بغضب مخيف : تقيمين اضراب وتتوقفين عن تناول الطعام ... اذن فلنرى الى متى ستتحملين ؟


خرج من الغرفة تاركاً اياها وحيدة واعاد غلق الباب خلفه ... حاولت الدادة تهدأته وترجيه ان يخرجها لكن لا فائدة فلقد قرر اى اسلوب سيتخذه معها


مر الليل سريعاً على الجميع ما عدا على تلك الطفلة يحوطها الظلام من كل جانب تكاد لا ترى اصابع يدها من شدة الظلمة .. الارض باردة وجو الغرفة خانق مخيف


اشرقت الشمس صباحاً ولم تدرى الصغيرة بحلول النهار فلا مدخل للضوء بسجنها لكن لم يكن هذا السبب الوحيد بل انها قد غابت تماماً عن هذا العالم


و اخيراً استيقظ من نومه وقد قام بروتينه اليومي المعتاد بكل برود لينزل للاسفل متجهاً لعمله فوجد فى طريقه الدادة تجلس امام الغرفة المحتجزة بها الصغيرة تبكى خوفاً وقلقاً عليها حتى لمحته فهرولت اليه


دادة برجاء : باشا ارجوك ارحمها هى صغيرة لم تقصد تجاهلك وعصيانك ارجوك ارحم هذه اليتيمة فهى مريضة لن تتحمل كل هذا ارجوك اخرجها من الغرفة وانا سأتولى مسئوليتها ولن اشكو اليك ابدا مرة اخرى


لم يعطيها اى رد بل اتجه مباشرة الى الغرفة و هم بفتحها لينظر بداخلها فيراها ملقاة على الارض فى هدوء فى بادئ الامر ظنها نائمة لكنه شك فى الامر حين لاحظ تنفسها البطئ فأسرع اليها يفحصها وادرك انها غائبة تماماً عن الوعى ليحملها سريعاً متجها بها الى الاعلى الى غرفته وطلب من الدادة استدعاء الطبيب بسرعة


بعد فحص الطبيب لها علم انها تعانى من فقر الدم بالاضافة الى انخفاض مستوى السكر بالدم مما سبب لها الاغماء


دلف الى غرفته ليجدها جالسة بهدوء على سريره فاتجه لها وجلس على طرف السرير


آسر ببرود : أرايتي ما حدث عندما تتجاهلين كلامي ؟ .... هذا ما ستحصلين عليه من عصيانك لى


لا رد مرة اخري لكنه تجاهلها ونادى على الدادة


آسر بجمود : دادة ... تذهبين الان فوراً وتعدين لها الطعام وانا من سيشرف بنفسي عليها حتى تنهيه كاملاً


دادة : فوراً ياباشا فوراً


لتعود اليهم سريعاً بصينية تحمل الكثير من الطعام المغذي فتضعها امامها


آسر : والان هيا فلتتناولى الطعام


لا رد فقط تنظر لدميتها بين يديها وتلعب بجدائلها فى شرود


فيسحب منها الدمية فى قسوة لتنتبه للطعام لكن بدلاً من ذلك رآها ترتفع بنظرها اليه حتى رأي بعينيها نظرها ظنها لوهلة نظرة تحدي


آسر بإصرار : هيا تناولى طعامك الآن


مريم بتحدي : لا .... لن آكل ... والان


اعد الي دميتي


...............................


يتبع .......................


6. دراكولا


آسر بإصرار : هيا تناولى طعامك الآن


مريم بتحدي : لا .... لن آكل ... والان اعد الي دميتي


دادة مهللة : الله اكبر حمداً لله لقد تحدثت .... مريم حبيبتي ... انتى بخير ؟ ... يا الله يا كريم سمعتها ياباشا أليس كذلك ؟ لقد تكلمت


آسر بغيظ : نعم سمعتها .. تصمت لشهور و اول ما تنطق به هو هراء و تمرد .. فلتستمعى الي لست جليسة اطفال لأحضر كل يوم محاولاً اطعامك و رعايتك و تلبية طلباتك .. من الآن فصاعداً ستستمعين الى الدادة وتنفذين ما تقوله دون نقاش أفهمتى ؟


لتنظر لعينيه فى تحدي


مريم : أعد الي دميتي


آسر بذهول : ألم تستمعى لما قلته ؟


مريم بتحدي : ألم تستمع انت لما قلته ؟


آسر بغضب : انتِ كيف تتحدثين الي بهذا الاسلوب ؟


مريم : ولما لا افعل ؟ وبالمناسبة إسمي مريم وليس انتِ


آسر بحدة : استطيع مناداتك بما اشاء ..... و لا يمكنك التحدث الي بهذا الاسلوب لكونى اكبر منكِ سناً


مريم بثبات : واجب على الصغير احترام الكبير لرجاحة عقله لا لكونه يفوقه سناً


آسر بإبتسامة جانبية : اذن تتلاعبين بكلام اكبر منكِ


مريم : بل اتبع ما علمني اياه والداي


دادة بفرح : ما شاء الله كأننى ارى سعاد أمامي عقلها يفوق سنها بمراحل ..... حفظك الله من العين يا ابنتى ورحم والداكِ


آسر بغضب وصراخ : تشجعيها على كلامها هذا ...... لا تجعليني اعيد النظر فى توليكِ مسئوليتها .... ثم وجه حديثه لمريم ...... انتِ ..


مريم مقاطعة : مريم ... اسمي مريم


آسر متجاهلاً تعليقها : حالياً لن اهتم بسلوكك هذا ...... لكن من الان فصاعداً سيتغير كل شئ .. طريقة حديثك واسلوبك وسلوكك كل هذا سيتغير لن اقبل بمتمردة مثلك ببيتي


مريم مقاطعة : بيت العائلة


آسر بغيظ : انتِ


مريم ببراءة : انت قلت هذا بنفسك


نظر اليها بغيظ ثم لم يلبث وان اقترب منها كثيراً حتى اصبح لا يفصل بينهما سوى انشات قليلة واردف بصوت هادئ مخيف


آسر : طفلة مثلك لم تتعدى العاشرة لن تعلمنى ما اقوله وما لا اقوله فلتلزمى حدودك ان كنتى لا تريدين رؤية وجهى الاخر ... ما رأيته منى امس لا يُعد شيئاً مما استطيع فعله بك ان تكررت افعالك تلك ..... لذا احذري غضبي


فور انهاءه حديثه هذا وجد بعينيها نظرة ارضته كثيراً فقد كانت نظرة خوف اعتاد رؤيتها فى اعين جميع من حوله اعتدل فى وقفته والقى عليها نظرة اخيرة قبل ان يغادر الغرفة و على وجهه ابتسامة رضا بما رآه منذ ثوانى قليلة


فى طريقه الى خارج المنزل اوقفه صوت والدته


صافي بخبث : لما هذا الصراخ فى بداية اليوم ؟ ماذا حدث ؟


رولا : لابد انه بسبب تلك المتسولة فمنذ قدومها للمنزل اصبحت معكر المزاج


آسر بسخرية : صافى هانم رداً على سؤالك فأنا متأكد من كونك استمعتى لصراخي وعلمتى سببه وان لم تفعلى فهناك وسائل عديدة تتبعينها لمعرفة ما يحدث بهذا المنزل لذا لن يصعب عليكي معرفة ماحدث بالتفصيل


اما ردا على كلام اختى العزيزة فتلك المتسولة لا تختلف عنك مطلقاً هى تحمل نفس اسم العائلة كما ان دماءكم واحدة ... فقط لولا ما حدث منها منذ قليل لقولت انها اكثر براءة منك لكن اسلوبها لا يبشر بذلك ... و بالمناسبة قبل ان انسى ... مزاجى معكر دائماً من الوجوه التي اراها بالمنزل حتى قبل قدومها اليه .. والان وداعاً فلقد تأخرت بالفعل على الشركة


ثم خرج مغادراً قبل ان تلتفت رولا الى والدتها فى غضب قائلة


رولا بغضب : انظري لحديثه هذا .. يشبهني انا بتلك الساقطة .. يقف بصفها ضدي انا .. شقيقته


صافى بحدة : ألم تستمعي لحديثه معى انا الاخرى ؟ ... لن يتغير ابداً ... نسخة مطابقة لعمه احمد .... هذا المتعجرف ... لم يكن يعجبه اي شيء مهما فعلنا .... كان دائم الانتقاد معللاً انه يقف دائما بجانب الحق


رولا : امي انا لا اطيق تلك الفتاة ، اشعر بالاختناق من كونها تعيش معى تحت سقف واحد .... جدى حلاً لهذا الوضع سريعاً ارجوكي


صافي بمكر : لا داعي للقلق ابداً اخاكي لن يتحملها لفترة طويلة ..اليوم سمعتها تجابهه بالكلام ... فرغم صغر سنها الا انها ذات لسان سليط كوالدتها تماماً لذا اما ان يكسرها فيكون امرها سهلاً لنا و اما ...


رولا بسرعة : وإما ماذا ؟


صافي : و إما تصمد هى امام افعال اخاكي و قسوته وحينها لن يتركها تبقى بالمنزل و لن يهتم حينها بإسم العائلة .


رولا بعدم اقتناع : لا اظنه يفعلها فهو لا اهتمام له سوى بشركته واسم البندراي


صافي : لا تنخدعي بالمظاهر انا اكثر من يعلم كيف يفكر ..... والا ماذا تظنين سبب صمتى وعدم تفوهي بكلمة امام تهكمه وسخريته الدائمة منى ؟


رولا بدهشة : اتعنين .....؟


صافي بغيظ : نعم إن تفوهت بكلمة رداً على سخريته سيلقى بي بالشارع بكل سهولة ولن احظى بفلس واحد من اموال العائلة ...... هذا هو آسر .... هذا هو آسر البنداري ..... لاقلب و لا ضمير


رولا بسخرية : لا تتحدثين وكأنك تمتلكين اياً منهما


لتدخل صافى فى نوبة ضحك قبل ان تردف


صافى ساخرة : قلب ... ؟ ضمير .... ؟ كلاهما ان امتلكتهما لن اكون صافى البنهاوى


لتنظر كلا منهما للاخرى قبل ان ينفجرا ضاحكتين علي حديثهم هذا


دادة : فليرحمنا الله من شر هاتين الاثنتين ..... مريم صغيرتي حاولى تجنبهما قدر المستطاع ... اتفقنا ؟


قالت الدادة جملتها تلك اثناء اعدادها للطعام بمطبخ الفيلا تطالعها مريم بهدوء 

لتومأ بعدها موافقة على حديثها


نظرت لها الدادة بإبتسامة واتجهت نحوها


دادة : والآن اخبريني لما رفضتى تناول الطعام؟ الا يعجبك ما اعدته لك؟


لتحرك الصغيرة رأسها يميناً ويساراً


مريم : اخبرتنى امي ان لا اعترض على اى طعام ... فهو نعمة رزقنا الله بها ... لا يجوز الاعتراض عليها


دادة بإبتسامة :حفظك الله من كل سوء ابنتى .... رحمة الله عليك يا سعاد ابليتي حسناً فى تربية ابنتك جعل الله هذا فى مثقال حسناتك


مريم بحماس : تعرفين امي اليس كذلك لقد سمعتك تتحدثين عنها اكثر من مرة ؟


دادة : والدتك واباكِ تربوا على يدي ... كنت المربية الخاصة بوالدك رحمه الله اما والدتك سعاد امها كانت زميلتى بالعمل هنا منذ زمن رحمها الله هى الاخري .... قطعت كلامها لتنظر للصغيرة فتجدها تحدق بها فى اهتمام ولهفة فأبتسمت لها فى سعادة واردفت ..... قبل الحديث عن والديك اخبرينى اولاً سبب رفضك لتناول الطعام


تأففت مريم ومطت شفتيها للامام بطفولة


مريم : لسبب بسيط


دادة بتعجب : وما هو ؟


مريم ببراءة : انى لم آخذ حقنة الانسولين قبل الطعام


لتشهق الدادة بعتاب لنفسها وتردف


دادة : سامحنى الله على نسيانى مثل هذا الامر لكن لما لم تخبريني بشأن دواءك فأنا لم اعتاد على هذا بعد ؟


مريم بتذمر طفولى : لم ارغب بذكر ذلك امام دراكولا


دادة بإستغراب : كواكولا ؟ ؟ لم احضر اية مشروبات غازية وقتها


لتقلب عيناها بملل وتعيد حديثها


مريم : دراكووولااااااا مصاص الدماء الشهير الا تعرفينه؟


دادة : اللهم احفظنا ... مصاص دماء ماذا ؟ وماذا سيأتي به الى هنا ؟


مريم : اقصد هذا المتعجرف .. من اتى بي الى هنا


لتأخذ الدادة عدة ثوانى قبل ان تستوعب قصد تلك الصغيرة المشاكسة لتردف


دادة بضحك : سامحك الله يا مريم .... أجعلتى السيد آسر مصاص دماء ؟ .. لا والله و ألف لا ... اخطأتى بتشبيهك هذا فبرغم عصبيته هذه وصراخه الا انه افضل من يسكن بهذا المنزل ... هو دائماً بجانب الحق ويقيم العدل فى كل امر يمر به .... هيا الآن لقد احضرت دواءك فلتأخذيه لتتناولى طعامك هيااا


اخذت دواءها وشرعت اخيراااااااً بتناول الطعام لتجده يصرخ بالدادة يطلب منها الامتثال امامه فتذهب مهرولة للخارج وتغيب للحظات ثم تعود مرة اخرى متجهمة الوجه قليلاً


مريم : ماذا هناك يادادة ؟ لما انتى غاضبة ؟


دادة : لست غاضبة لا تهتمي لي واكملى طعامك


صمتت فترة وبدأت بإعداد قهوة قد طلبها منها منذ لحظات حتى توقفت قليلاً عن عملها وقالت موجهة حديثها لمريم


دادة : والله معكِ حق هو مصاص دماء بالفعل


لتضحك الصغيرة فى مرح وتهتف


مريم : دراكولااااا


         الفصل السابع والثامن من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات