
رواية رحم للايجار
الفصل الواحد والخمسون 51 ج2
والثاني والخمسون 52 ج1 الجزء الثالث
بقلم ريحانة الجنه
(((حب الفرسان))
كان التوتر.. والقلق ..والخوف هما المسيطر الاول والاخير علي الموقف..والمكان...اما العيون ونظراتها !! كانت مختلفة مابين خايف ومرعوب...وبين حذر وماكر...ومابين عنيد وشرس...!؟
فراس بغليل: انت الله ينتقم منك انشالة ...مابيكفي اللي عِملتو فيها في الماضي وحتي لهلأ عم تستغلها بكل حقارة ووساخة!! انت شو !! قِلي شو!! اِترك إمي لحالها وان كنت رچال خدني انا مكانا!!.
برچي ابتسم بشر ووعيد وايده كانت مطيعة ليه ومستنية لحظة الحسم : ومين قالك اني بحاچة ليك او لإمك!! إنت وإمك وهادول الچرزان اللي عم تتحامي فيهن راح تكوني تحت رچلي هون ...راح اخطي علي چثتكم واحد واحد..واوعك تظن انك راح تخرج من هون حي!!؟وهاي إمك اروي عيونك بهاي المنظر اللي بياخد العقل وانا عم اذبحها ذبح الشاه...متلا متل عشيقها ...متل ابوك ..ابوك الخاين اللي لوث شرفي ...اليوم بدي اخد تاري منها هاي الخاطية ومنك انت يا ابن الزنا .....تاري اللي ضليت سنين مستني اخده راح اخده هلأ !!
كانت قدرته علي التحمل بتتلاشي وتضعف اصبح الغضب والغليل اللي ساكن قلبه وعقله وكيانه كله من اقذر شخص قابله وعاشره في عمره كله طاغي عليه ووصله لحالة من الهياج الشيديد ...واللي ساعد علي ده كله بجنون هو الخوف الرهيب علي امه اللي الدموع بتجري من عيونها بصمت وخوف ...خوف من الوضوع كله ..وخوف وآلم من وضعها هي بالاخص ونغز السكين اللي واخد مجراه علي نحرها بيجرح فيها بشراسة ...خصوصا ان برچي كان متعمد يلامس السلاح نحرها بقصد وبدأ الدم يسيل ببطئ علي السكين وعلي ايد برچي من مجرد خدوش نتيجة تلامس السكين المسنون بقسوة علي نحرها....غضبه وجنونه تضاعفوا بقوة وهو شايف الدم بدأ يخرج من عروقها وحس انه خلاص مجرد لحظات والدم ده يتحول نافورة مرعبة بتصرخ بدم امه وتعلن عن خسارته ليها للابد....
اندفع بسرعة وجنون تجاه امه وبرچي وبرچي كان بيبتسم ابتسامة الساخر الغير مهتم بقربه واللي متأكد انه مش هيمثل ليه خطر....
مؤمن كان متابع كل حركة لكن هدوئه وثباته كان سببه شئ تاني ..لانه لمح الشخص اللي كان مستبعد وجوده ومساعدته ليه كل البعد خصوصا للي بيمر بيه هو وعائلته....استغرب لما لمح منبين ثنايا الصخور وبين شقاق الجبل شهاب وهو بيأكدله بإشارة معلومة بينهم انه موجود وانهم بالشكل ده اصبحوا محاوطين برچي ورجالته اللي موجودين قصادهم من كل اتجاه...وان رجالة برچي اللي كانت بتأمن المكان من باقي الاتجاهات انتهي امرهم بنجاح بفضل وجود شهاب والفريق اللي معاه واللي وصلوا متأخر ايوة لكن في الوقت المناسب وبالفعل والشكل الانسب!!؟
وقتها مؤمن ابتسم ابتسامه راحة خفية...وعيونه كانت بتشكره كالعادة لانه ولحد الان مهما بلغ العمر ...عمره ما تخلي عنه او ساب ظهره من غير حمايا.....رجع نظره علي برچي وفراس....!!!
فراس بخفوف غاضب: رخي ايدك شوي!! انت هيك بتألمها !! انت عم تذبحها بالبطئ...قلتاك إتركها وانا هون قدامك ...رقبتي قدامك بس إتركها لإمي !!!
وقتها برچي كان عزم الامر وشدد من قبضة السكين وابتسم ابتسامة المنتصر ...اما امه كانت مش بس ساكتة بفعل الخوف والالم...لا !! كان صمت رهيب موحش لاحساسها ان دي اخر لحظات الحياة بالنسبة ليها...وانها في اللحظة دي هتودعه لاخر مرة...وتشوفه لاخر مرة ...
سيداء اتحدت الالم واتكلمت بخفوت .وهي بتشاور عليه بإيديها بوداع ودموع وهمسات خافتة: سامحني يا ابني...بترچاك سامحني ...لا تخليني موت وانت مو رضيان...انا غلطت وندمت وتوبت والله بيغفرلي انا متأكدة...بس انت!! انت يا ابني ..
فراس كان بيسمع همسها بدموع وقبل ما يرد ويريح قلبها وذنبها كان برچي بيسحب السكين علشان ينهي حياتها وسط زهول فراس ومؤمن اللي شاور لشهاب اللي واخد وضع الاستعداد علشان يصوب علي برچي بسرعة التصويب قبل ما يخسروا سيداء للابد....لكن مع وصول الرصاصة اللي خارجة من سلاح شهاب لظهر برچي ..كانت ايده سبقت الرصاصة والسكين ذبح النحر وفراس قلبه اتنفض ودموعه انهمرت بصدمة وجنون ودم امه اللي صرخ من نحرها انفجر علي ملامحه وعيونه كانت بتلمح اخر نظرة منها ...وقتها سحبها لحضنه وجثتها بتقع بقوة بعد ما افلتها برچي بذبحها بقسوة وجحود..وكمان بفعل الرصاصة اللي اخترقت ظهره واسقطته جثة معاها في نفس اللحظة....
وقتها صوت الرصاص انفجر بعد سقوط برچي بين رجالة برچي اللي موجودة قصاد رجالة مؤمن وفريق شهاب كمان ...
اما مؤمن كان بيغمض عيونه بغيظ وحزن والم...من ابشع منظر ممكن يشوفه برغم ان الدم والبتر والانفجار شئ اعتاد عليه سنين في شغله الا ان مشهد موت ام قصاد ابنها بالوحشية والقسوة دي كان شئ صعب بكل المقايس....شهاب نزل من مكانه بسرعة وقرب من مؤمن وعيونه كلها نظرات ضيق وحزن وهو بيشوف فراس اللي ضامم جثة امه بزهول وصدمة ودموع....
فراس بأطراف بتترعش بزهول بيحاول يكتم ويوقف نزيف الدم اللي بيجري من نحر امه بطفولية شديدة وبرائة ودموع...اكنه طفل صغير شايف امه بتموت وهو متخيل انه بكفوفه البريئة دي هينفذها او يوقف نزيفها...ويرجع حياتها من تاني...
فراس بدموع وانتفاضة ورعشة شديدة وطفولية مصدوم ومزهول : ااااإمي ...اااااإمي فتحي عيونك ...فتحي عيونك منشان الله بترچاكي فتحي عيونك!! اااإمي ااااانا ...ااانا بوقف الدم ما عم بتشوفي!! راح يوقف ...صدقيني ...انا بعرف راح يوقف الدم.....راح...ررراح اخدك علي المشفي وهونيك بينقذوكي يا إمي...إمي فتحي عيونك وقولي انك سامعتيني....والله ماعم اتحمل عمضة عيونك هاي..ااانتي كنتي بتطلبي اني سامحك موهيك!!! ااانا مسامحتك والله العظيم مسامحتك يا إمي والله ....ببوس ايدك ردي علي لا ...لا يا إمي كيف فيكي تتركيني وحيد هيك...فتحي عيونك وشوفي الرچال اللي عذبك سنين هيكه مات خلاص...ايه يا إمي هو مات شوفيه واعرفي ان الله انتقملك منه...بس ...بس بعد شو!! مات بعد شو!!! بعد ما اخد روحك يا إمي!! مات الكلب الواطي بعد ما اخدك مني !!!
ضمها فراس بجنون ودموع وصراخه كان ينفض القلب بحزن: ااااااااه يا إمي اااااه ..ليش يا الله ليش!! ليش تموت امي هيك متل الشاه ليييييش!!! مو انت سامحتها !! مو غفرتلها يا الله ليييييش تحرق قلبي هيك ليش!!؟
شهاب ومؤمن قربوا منه بحزن وشهاب بيحاول يسحب جثة امه من بين حضنه بهدوء: ده عمرها وقدرها يا فراس...وارجوك اتحامل وخاليك قوي وبلاش حزنك وصدمتك تخليك تعترض علي حكم ربنا...انك لازم تتنقل من هنا وتتغسل وتدفن ده الاولي والاصلح ليها في الوقت ده مش انك تبكي وتنحب كدة...امك محتاجة الستر والدعاء صدقني...
فراس اتمسك بأمه بقوة وشدد من ضمته ليها في حضنه وبص لشهاب ومؤمن بشراسة وغضب: لا لا ما انه حكم الله ...هاد حكم برچي...هو ياللي اخد روح امي...هو ياللي ذبحها....الله ما منعه يعمل هيك...ليش ما منعه ليييش!!؟
مؤمن بإستنكار قرب منه بحزم: فراس اهدي وكفاية انت كدة بتتجاوز في حق ربنا وانت مش حاسس ولا واعي لكلامك!! الموت بكل اشكاله قدر وقضاء ربنا مقتول ..مذبوح ...غرقان مات حتي علي سريره...كل الموت قضاء ربنا وبأمره مهما حاولنا نمنعه ربنا مقدره في الوقت والمعاد...انت كدة بتغلط صدقني ....
فراس بطفولية وحزن بكي بحسرة: ليش انا طيب!!! ليش امي تموت هيك!!؟ ليش انتم ما حامتوها منه!؟ ليش ما قتلوه لهالكلب قبل ما يذبحها!!! إمي كانت بدا تسمعني قلها اني سامحتها ...بس هو ما تركها تسمعني ...ما عطاها فرصة تعرف اني بحبها وبموت عليها....ماتت امي وهي حزينة وموچوعة مني....قلي انت واياه كيف فيني عوضها ها!! قلي كيف فيني طمنها اني مسامحتها!!؟
شهاب سحب جثة امه بقوة ومؤمن سحبه هو علي غفلة منه وفصلوهم عن بعض...وسط مقاومة فراس واستنجاده بجثتها اللي واقعة بضعف واستكانة بصمت...شهاب شاور لرجالته ينقلوا جثة امه بعيد....اما هو كان وسط قبضة ذراعات مؤمن القوية بيعافر بإنهيار ودموع ...
فراس بصراخ ودموع: لا لا اتركني مع إمي...بقلك اتركني ...لا لا إمي ...اااااااااإمي ردي علي يا إمي ....اتركني عم قلك ...انا مارح اتركها لحالها بيكفي عمري كله مبعد عنها...مافيني اتركها هلأ ....ااااااإمي....
وقتها شهاب ماكنش قصاده حل تاني وخرج من جيبه حقنة مخدر بتكون دائما من ضمن محتويات اسلحتهم للطوارئ وقرب من فراس وهو بين قبضة مؤمن وحقنه بيها في رقبته بسرعة شديدة ...وقتها فراس همد في حضن مؤمن وسكت وغاب عن وعيه....
شهاب: بينا ننقلوا المستشفي ده واضح جاله انهيار عصبي.....هو دلوقتي محتاج اللي يساعده ويقف جنبه...تعالي هساعدك نشيله مع بعض..
.وقتها مؤمن بص لشهاب بغموض وجدية: جبتها معاك!!!؟
شهاب اتنهد بحيرة ورفع عيونه لمؤمن بإعتذار: كان صعب ارفض وسط تصميمها وحالتها...وسبحان الله ده ترتيب ربنا ...هي اكتر حد هو لما هيفوق هيكون محتاجله جنبه...وهي كمان محتاجة تكون معاه...
مؤمن اتنهد بغضب: ماخوفتش عليها!!؟
شهاب ابتسم بعتاب: وده سؤال تسأله لواحد عن بنته!!؟
مؤمن اتنهد بتراجع واعتذار: عندك حق...انا اسف بينا ننقله من هنا لسة فيه حاجات كتير هتتعمل بعد ما خلصنا من الشيطان ده...
***************************************🌹بقلم ريحانة الجنه🌹
كانت ضمته لايديها بقوة وعزيمة بتقوي خوفها وتسند دقات قلبها المجنونة من خوفها من رحلة هي مش عارفة تفاصيلها ولا محملة ليها ايه!! ياتري هترجع منها زي ما كانت زمان!! وترجع تخطي برجليها الارض بدون مساعدة ولا زل ولا احتياج لحد!!! يا تري هتقدر تحس وتتحكم في كل جسمها زي زمان!؟ ولا ده بقي حلم بعيد او يمكن امنية غالية وصعب تتحق...خوفها ودموعها من رجوعها من الرحلة دي وهي زي ماهي علي نفس الحال او يمكن اسوء كان بيقتلها كل ثانية ويقتل اي لحظة استمتاع وسعادة بتعشها معاه....
هو كان حاسس وعايش كل احساس وكل فكرة بتدور في بالها وخيالها....بس هو كان بيزيد عنها بإحساس اصعب وبيألم ويمزع فيه بقسوة ...وهو التأنيب والذنب!!؟
ايوة هو بيتعذب ويموت من الذنب كل يوم وكل ليلة وكل دقيقة لانه شايف ومتأكد انه هو السبب في اللي حصلها ووصلتله....كل ما بيقرب منها ويساعدها في اي شئ بيتألم ودموع قلبي بتنزف مش دموع عيونه....كان لما بيشوفها محتاجة لشئ وساكتة وخجلانة تطلبه منه لكثرة احتياجها ليه وخوفها انه يمل او يتعب...كان بيقتله ويوجعه...كان مستعد يتنازل عن كل شئ ويبيع اي شئ مهما كان غالي مقابل انه يفضل ليها خادم وعاشق ...مقابل انها ما تتكسرش ولا تحتاج لاي مخلوق غيره هو وبس....
شدد من ضمته لكفها بحنان وابتسم وعيونه بتشاور لعيونها علي السحاب اللي بيمر جنبهم مر الطيف ...
ياسو: خاليكي قوية وخالي الامل جواكي كبيير... حبيبتي انتي هترجعي احسن من الاول صدقيني انا واثق من رحمة ربنا بيا وبيكي ان العملية دي هتنجح.... بلاش تخافي وتبوظي اعصابك ارجوكي يا روحي....
نغم بدموع وخوف: خايفة اوي يا ياسو ....خايفة العملية دي تفشل...تفتكر انا ممكن اعيش باقي عمري كدة!! لا لا مش هتحمل يا ياسو صدقني اني اعيش باقي حياتي مشلولة وعاجزة كدة مش هتحمل لا ....يارب...يارب لو ما نجحتش العملية دي اموت وانا جوا ما اخرجش منها وانا عايشة يارب...ادعي يا ياسو ارجوك اموت ولا اني اصحي الاقي اخر امل ليا مات لا اموت انا احسن ....
نهرها بغضب وشدها لحضنه بقوة وغيظ بيكتم ويبتر باقي كلماتها ودعائها اللي هيقتله هو قبلها لو استجاب ربنا ليها....
ياسو بغضب وهو بيدفن ملامحها ودموعها في حضنه : ششش باااس..بااس يانغم اسكتي اوعي تقولي كدة تاني اوعي!!؟ انا اموت قبلك يا روحي والله ما اقدرش اعيش يوم واحد من غيرك مستحيل.....وبعدين لو حد يستاهل يموت يبقي انا يا نغم...ايوة انا!! انا اللي اتسببت في كل الالم والوجع ده ليكي ...انا اللي وصلتك للحالة دي....
نغم خرجت من حضنه بضيق: لا ما تقولش كدة ...انت مالكش ذنب...ده قدري ونصيبي ....اوعي تقول كدة فاهم اوعي؟؟؟
ابتسم بحنان وسط ملامح الحزن والوجع اللي متغلبة عليه وضم ايديها ليه بحب وباسها : موافق بس بشرط!؟ ما توجعيش قلبي تاني و تقولي الكلام ده مرة تانية !؟ عايز حماسك واملك هما اللي يتغلبوا عليكي مش حزنك ويأسك !! وانا متأكد ان العملية دي هتكون هي الامل الجديد اللي هيعيشنا سوا...وان شاء الله انتي مش بس هترجعي تمشي لا ...انتي هترجعي تجري علي رجلك وتسبقيني زي زمان...فاكرة يا نغم!!! فاكرة لما كنتي تغصبي عليا وتنزليني الساعة 6الصبح علشان نجري!! كنتي كل مرة تسبقيني وتبهريني بنشاطك وحيويتك....كل مرة كنت ببتسم وانا شايفك بتجري قصادي زي الفراشة ...اكنك وردة طايرة وسط الهوا بحرية ....انا عندي امل كبير اوي في ربنا يا نغم...وواثق انه مش هيخزلنا ولا يكسرنا ...كسرتك هي كسرتي ....وجعك هو وجعي ...دموعك قبل ما بتنزل من عيونك علي خدك...بتنزل من قلبي انا وبتكون دم يا نغم والله دم ...
نغم دفنت نفسها في حضنه من تاني بدموع : ااااه يا ياسو ....ااااه من خوفي ورعبي ....عايزة اطمن مش عارفة...عايزة اهدي مش قادرة....
ياسو ابتسم وهو بيملس علي خصلاتها بحنان ونعومة: طيب ايه رئيك تنامي في حضني لحد ما نوصل....نامي وارتاحي شوية من التفكير....ووعد يا روحي هفضل جنبك وتحت رجلك لحد ما ترجعي تمشي زي الاول ...مش عايز كلام تاني ولا نفس واحد غمضي وحاولي تهدي يا قلبي....
كانت شهقات دموعها وخوفها بتهدي وتأن بخوف....كانت جواها امل ورهبة....خوف ولمحة فرحة بعيدة بتتمني تلمسها وتقربها لقلبها....احساس العجز والالم من ابشع الاحاسيس اللي ممكن تمر او تسكن خاطر وضلوع انسان...اسوء شئ الاحتياج!! انك تكون عاجز ومكسور...وغصب عنك محتاج لغيرك يسندك ويساعدك....ويقوم بدور اطرافك وجسمك اللي ساكن وعاجز وانت مش قادر تمنعه او ترفض احتياجك ليه...اصعب خيانة هي خيانة جوارحك ليك انها تخذلك وتجبرك تحتاج لغيرك مهما كان قريب ...ومهما كان حبيب....واصعب كسرة كسرتك وانت شايف اللي انت المفروض تساعدهم او تخدمهم ..هما اللي بيساعدوك وبيحملوا همك...
كانوا الاتنين شايفين تمسكهم ببعض واحتياجهم لبعض وجواهم كل الامل والرجاء انها ترجعلهم هما كمان زي الاول و احسن كمان ...
چودي بدموع: تفتكر العملية دي هتنجح يا مهاب؟؟ تفتكر نغم هترجع من تاني تمشي علي رجلها واشوفها تملي الدنيا فرحة !؟! انا بجد خايفة ومش مطمنة ابداااا...
مهاب بيقويها ويطمنها وهو من جواه بيتمني من ربنا اشارة امل وراحة تريح قلبه وتطمن باله: ان شاء الله يا روحي قولي يارب....انا قلبي بيقولي هنرجع من الرحلة دي وكلنا ماشين علي رجلينا ونغم مش هترجع علي كرسي زي ما سافرت لا....نغم هترجع من هناك واقفة علي رجلها ....انا احساسي مش بيكدب ....
چودي برجاء: يارب....يارب يا مهاب....انا حقيقي مستغربة حبها وتمسكها بيه بالقوة دي وعارفة انه سبب في كل ده...ازاي قادرة تكون في حضنه!! ازاي قادرة تسامحه ...انا حقيقي بحسدها علي ثباتها وقلبها الطيب اللي سامحه وغفرله...
مهاب ابتسم بحب وعيونه في عيونها: ده الحب يا حياتي؟؟؟ الحب!! نسيتي الحب!؟؟ الحب ده ساحر في ايده عصي العجائب يا يسعدك ويفرحك...يا اما يوجعك ويبكيكي ...ويخلي الالم يمزع فيكي...الحب هو اللي وجعهم...وهو اللي بكاهم...وهو اللي جمعهم من تاني وهو اللي غفر بين قلوبهم...وهو اللي مهون عليهم كل اللي بيمروا بيه ده....عارفة لو الحادثة دي كانت حصلت لنغم وهي لوحدها وبعيد عن ياسين!!؟ صدقيني كانت هتبقي اصعب عليها اوي من دلوقتي...ويمكن ماكنتش قدرت تكمل ولا تتقبل علاج ورجوع...بنتك اللي مقويها ومخليها تتحمل ومهون عليها كل ده الحب!! ياسو...ياسو الحب يا چودي...
چودي ابتسمت وهي شايفاها في حضنه مغمضة ونايمة بهدوء وراحة وشايفاه هو ضاممها بحنان واحتواء وخوف اكنها حته منه ...اكنها بنته مش حبيبته ومراته....ابتسمت اكتر واتنهدت بحب..وراحة....واتمنت الرحلة دي تكون بداية حياة وامل جديد
خلص الفصل ..تبع 🌺
الفصل الثاني والخمسون
((حب الفرسان))
((الجزء الاول من الفصل الثاني والخمسون))
🌹بقلم ريحانة الجنه🌹
كانت فرحته ودقات قلبه بتتسابق مع خطاه ليها ...كل دقيقة في بعدها عمر بحاله...من وقت ما ركب الطيارة وهو بيحسب الوقت ثانية بثانية ودقيقة بدقيقة ...كل لحظة فيه خيال وسيناريوا مختلف بيرقص في عقله وخياله للحظة وصوله ليها وضمها لحضنه....وقت ما فتح الباب كأنه بيفتح ابواب الجنة وكأن النسيم اللي قابله لحظتها ده مش نسمات هواء عادية لا ده عبير عطرها وانفاسها اللي بتملي المكان...مع اول لحظة بعد ما قفل الباب عقد حاجبه بلهفة ودهشة هي فين !!؟ ليه مش منتظراه !؟ هو لسة مكلمها من دقائق وعارفة انه جاي ؟!!
لكن هو وقت بسيط لحظات ضئيلة وبدأت ملامحه تتحول للفرحة والدهشة...وهو بيسمع صوته بيصدع في المكان كله ...سمع تكرار لكل تسجيل لصوته وكلامها ليها في غيابه....ابتسم اكتر وهو شايف شموع كتيير بتملي المكان وشافها هي بطلتها اللي اسرت قلبه من سنين وهي بتقرب عليه....كانت جميلة وساحرة حقيقي بكل تفاصيلها حتي فستانها اللي من حظه ورفقها بيه انها مستحيل تخرج للناس بمثيل ليه لعريه الصارخ وكشفه لكل مفاتناها ومواضع انوثتها ..كانت بتخطط وترتب لخطوات ثابتة وناعمة ومثيرة لاستقباله لكن اوا ما عيونها لمحته كان صعب تتمالك حالها وتضبط ثباتها ...جريت عليه بسرعة وجنون بنفس المشهد اللي كانت بتجري فيه علي حضن ابوها بعد سفر...وغياب واحتياج....
استقبلها هو بلهفة وجنون ورفعها عن الارض بمسافة كبيرة وده لفرق الطول الواضح بينهم علشان بس تقابل حضنه وضمته....
ريان بلهفة وحنين: وحشششتيني ...وحششتيني اوي يا نوتيلا وحششتيني...
لمار بدموع ولهيب عشق وهي بتستمتع بضمته وقربه بقوة : لا لا انت وحشششتني اكتر يا ريان كدة!! كدة هونت عليك كل الفترة دي غايب عني!!؟ كل ده سايبني لوحدي!؟؟ كنت هتجنن يا ريان في بعدك هتجنن عليك بجد...اوعي تغيب عني تاني كدة..ولا علشان چواد ولا علشان اي مخلوق... ولو حتي الشغل ده هياخدك مني كدة سيبه...سيبه وخاليك جنبي انا بتعب اوي من غيرك يا رينو!!!!
كانت لهفتها عليه وتعلقها بيه وفي رقبته بالقوة والجنون ده مفرحه بشكل صعب وصفه...الدموع والخنقة والوحشة اللي في صوتها بتسرع دقات قلبه بجنون بتاثره بيها وبحبها ليه ...حبها ليه !! اللي لسة وبرغم كل اللي وصلوله في حكايتهم سوا لسة خايف منه...ولسة شاكك في صدقه...ولسة واهم ان الاستسلام منها ليه ده لمجرد تجنب المشاكل وقلة الحيلة ...والاصعب انه يكون استسلام شفقة عليه وعلي ضعفه وانكساره قصادها واعترافه بحبه ليها ...لكن مع اللهفة في الحضن والدموع الموجوعة من الفراق...والكلمات اللي رقص قلبه ليها فرحة وانتصار علي ظن وشك جاحد دي بردت نار شكه وظنه وضمها اكتر بإشتياق وضمته العريضة محاوطاها بإحتواء رهيب حنون...
ريان بنبرة عاشق والحنين غالب كلماته: اااااااه يا نوتيلا قلبي....قولي قولي كمان اني وحشتك ريحي قلبي وعقلي اللي اتهلك في غيابي عنك...سمعي قلبي الكلام اللي يطمنه....
لمار اتحررت من ضمته القوية برفق وهي لسة بين ايديه ويكاد يكون لسة رافعها بإرتياح عن الارض ...يادوب مسافة بسيطة تسمحلها انها تضم ملامحه بكفوفها الناعمة الصغيرة بحنان وعيونها بتعاتب عيونه بنعومة مفرطة مش متعمدة منها لكن فيضان الحب والحنان اللي جواها اتفجر بجنون في بعده وغلبها شوق...
لمار بهمس ولسة دموع فرحتها بيه بتتلألأ علي خدودها بلهفة: هو انت لسة قلبك وعقلك مش مصدقين حبي ليك يا ريان!؟ هو انا ليه دايما بحس انك مش عارف تأمن ليا وتثق في حبي!؟ ليه حبي ليك مش قادر يتخطي كل الظنون والشكوك دي ويدخل قلبك ليه!! قلبي بيوجعني اوي لما بحس انك مش حاسس حبي ولا لامس حنيني ليك ولهفتي عليك!!؟
ضم جبينه جبينها وغمض عيونه بتعب واتنهد بإشتياق: غصب عني يا روحي غصب عني...الخوف اللي عمري ما خوفته في حياتي كلها...خوفته بس بسببك وبسبب اني ما اقدرش اكسب قلبك...دايما خايف ما تحبنيش...دايما خايف تكوني مجبرة علي وجودك معايا...ومستسلمة لحبي ليكي وبس...انا لو كانت دي الحقيقة هموت بدل المرة الف مرة يا لمار...صدقيني مش ببالغ بس حقيقي مش هقدر اتحمل الوجع ده...
بعد جبينه عن جبينها برفق..وهو بيقرب بيها من زجاج الترابيزة العريضة المقابلة ليهم وقعهدها بهدوء .. وعيونه بستعطفها برجاء ..
ريان بخوف غريب: لمار صدقيني انا هفهمك...هفهمك واقدر صراحتك بس ابوس ايدك قولي الحقيقة...انتي حقيقي حبتيني !! يعني انتي فعلا معايا بإيرادتك ولا انا اجبرتك!! لمار انتي لسة جواكي حاجة لرامي!؟ لسة بتحبيه!؟؟ ارجوكي ريحي تفكيري و قولي الحقيقة لسة بتحبيه!؟
لمار بتحرك راسها بنفي وصدمة ودموع : مش ممكن بجد مش ممكن!! ااا...ااانت لسة بتشك فيا!؟ معقول مش حاسس بيا وبحبك اللي قولتلك قبل كدة انه كان ساكن جوايا بس انا كنت للاسف عمياء وما قدرتش اشوفه ولا احس بيه!!؟
ورامي انا فهمتك قبل كدة وقولتلك كان احساسي ايه بالنسبة ليه!! كان مجرد هروب !! هروب من حياة انا كنت شايفاها قاسية وقوية وصارمة...قولتلك انا ماكنتش بشوف الحنية بجد الا من بابا شهاب او ناناه همس...ويمكن جدو مهاب وناناه نغم...بس انا كنت دايما بتعمد ابعد عنهم علشان كنت بحس انهم بيحبوا ومهتمين اوي بنغم وديمة وسامر اكتر مني...غير كدة كنت بشوف الكل قاسي وجاحد...جدو رعد دايما كنت ومازلت بخاف منه...طول الوقت بيديني اوامر وبس...حتي امي!! امي اللي المفروض تكون احن انسانة عليا كانت دايما حازمة ..
دايما شديدة ...دايما شايفاني بتدلع...طول الوقت انا انسانة تافهة ماليش وجود...انا كنت معظم الوقت بحس اني لوحدي...وماحدش بيحبني....لقيت في رامي القرب والحنية ويمكن الاحتواء...ايوة كان مزيف وكداب بس انا وقتها ماكنتش اعرف كدة ...وقتها صدقته علشان كنت عايزة اصدقه...كنت لازم اصدقه علشان بلاقي اللي بتمناه معاه....لكن اقسملك بالله عمري ماحبيته زي ما حبيتك..عمر قلبي ما دق ليه!؟ ااقولك حاجة يا ريان!؟
ريان بيسمعها وقلبه بيتعصر وجع وغيرة!! وجع عليها وعلي الوحدة اللي عمره ماشفاها ولا تخيل انها كانت حاسة وعايشة فيها !!؟
وغيرة وهو سامعها بتحكي عن احساسها بغيره حتي لو كانت ماضي وانتهي!!؟
بس اللي كان غالب عليه احساس الوجع عليها نطق بشفقه وحزن وهو بيمحي دموعها برفق : ها! قولي انا سامعك!؟
لمار ضمت كف ايده بتعلق ولسة دموعها بتجري غصب عنها : حتي اول ما اتجوزنا وبرغم اني كنت بظهر ليك كرهي ونفوري وخوفي منك..بس من جوايا كنت ببقي مطمنة وانا معاك...عمري ما خوفت من حاجة وانت موجود...لما كنت بخرج معاك في اي مكان كنت بحس اني في حمايا قوية وامان غريب ...ريان انا دائما بخاف من نظرات الرجالة والشباب ليا وبتوتر لو موجودة في اي مكان وشوفت حد بيبص ليا بإعجاب كنت بتوتر واخاف وابقي عايزة اهرب...حتي لما كنت ببقي مع رامي كنت برضوا بكون خايفة ...لكن...لكن انت لا!! صدقني عمري ماخوفت وانا معاك....كنت دايما بشوف نظرات الخوف في عنيهم هما منك وانا معاك...كنت وقتها بحس بفرحة ونصر غريب كدة...ااا...اااكنك بتاخد تاري من عيونهم وتردي الخوف اللي كنت بخافه وانا لوحدي من غير ما انت تحس ولا تتعمد اصلا....كنت بحس ان ربنا بيقولي شوفي حمايتي ليكي اهي...شوفي امانك اهو جنبك ومعاكي...
طططط.طيب ..طيب هقولك حاجة ...حتي قبل ما نقرب من بعض ونعترف لبعض باللي في قلبنا...مش كنت دايما وانت سرحان او مش باصص عليا كنت بتبص لي فجأة تلاقيني عنيا عليك...وانا كنت بتوتر واتكسف!؟ فاكر!!!
ريان ابتسم بحنان وهز راسه بخفة وموافقة: فاكر ...بس وقتها ماكنتش ببقي فاهم ده سببه ايه...بس اول حاجة دماغي كانت بتروح ليها هي انك خايفة مني وبتتمني تخلصي من وجودي في حياتك!!!
لمار بنفي ودموع: غبي...والله غبي...بالعكس ده كان حب يمكن كنت وقتها لسة مش متاكدة انه حب...بس كنت مرتاحة معاك..مطمنة ...
اتحررت من حصاره ليها ونزات عن الترابيزة ووقفت ودموعها وحالها بيبرأوها من اتهامه وظنه...واتلفتت حاوليها بإستشهاد: شوف ...شوف انا عملت ايه من يوم ما سافرت....كل مكان حطيت فيه صورة ليك... ششوف هنا الصورة دي ....ووو هنا ..هنا صورة كمان....ببص...تتعالي تعالي هوريك حاجة كمان...
سحبت ايده وهيئته القوية بضعفها ودموعها وكانت في حالة غريبة من التيه والدموع ....دخلت معاه اوضتهم....وعقد حاجبه وهو بيشوف غطاء السرير بتاعهم عليه صور مجمعة ليه...
لمار بدموع وشهقات وجع: بص ...بص ااانا طلبت ايه !!! عملت ده علشان اشوفك في كل مكان وانت بعيد عني....
مدت ايديها وسحبت تيشيرت قطني خاص بيه...وضمته بحب : عاا عارف كمان ...التشيرت دي انت كنت لابسها قبل سفرك مع چواد من يومها انا ماغسلتهاش ....عارف ليه!!؟ علشان كنت ليلة البسها وانام وانا حاسة بيك وبريحتك انت...علشان كانت لامسة جلدك انت يا ريان....
ريان لمعت الدموع في عيونه وسحبها لحضنه بإكتفاء ورأفة بحالتها: كفاية حبيبتي ..كفاية ااانا ...انا اسف علي كلامي ...اسف لو جرحتك واتهمتك...اسف...اهدي بقي اهدي...
لمار بعدته عن حضنها بدموع ولسة منهارة: لا مش كفاية لا يا ريان...انا موجوعة منك ..انت لحد النهاردة مش ناسي علاقتي برامي...ولسة بتخوني...ولسة بتشك فيا...ولسة مش واثق فيا.... انا موجوعة علي حبي ليك اللي ظهر للكل واتفضح الا انت ...انت الوحيد اللي مش حاسس ولسة بتشك فيا....
التلفتت حاولين نفسها بدموع: سامع!! سامع اللي بيرن في الشقة كلها ده صوتك انت!!! صوتك وضحتك بترن في البيت معايا ليل نهار ...مش بسمع غيرك ولا بطمن الا وصوتك محاوطني...كل مكالمة دارت بينا حفظاها كلمة كلمة...كل ڤويس بعتهولي حروفه محفورة في عقلي وقلبي....حافظة همساتك امتي!! حافظة ضحكتك امتي!!! حافظة امتي استفزيتك بهزار وانت اتعصبت وغيرت عليا...
سحبت فونها وفتحته ودموعها بتجري علي شاته اللي صورة ريان كانت هي اللي غالبة عليه كله....خلفية فونها كانت صورته!! خلفية اي شات جواه كانت صورته....حتي رنة ونغمة فونها كانت رنة ضحته الاچشة اللي ممكن تكون لغيرها مش حاجة لطيفة بس بالنسبة ليها هي اجمل نغمة ممكن تتردد علي مسامعها!!!
قربت منه الفون : بببص..
الڤويس ده لو فتحته ..هتلاقيك بتقولي اني وحشتك اوي وعايز تشوفني وقولتلي ابعتي صورتك وحشتيني!!
والڤويس ده قولتلي انك شديت مع چواد علشان عنيد وكنت متعصب وانا هنا رديت عليك وهونت عليك وهزرنا ...
وهنا انت كنت بتضحك ودخل عليك علي زميلك ..وزعقت فيه وقفلت...
وهنا قولتلي انك تعبان و عندك صداع....
وهنا ..وهنا...وهنا ...انا يمكن زمان ما كنتش عارفة انا بحبك قد ايه...بس دلوقتي انا بقيت مجنونة بيك...مهوسة بوجودك وصوتك وضحكتك......اسمع هنا وشوف ...هتلاقي رنة الفون صوت ضحتك ...اسمع ...
ريان غمض عيونه بعتاب وتعنيف لنفسه بقوة وهو بيسمع صوت ضحكته بيتردد في فونها ونهاية النغمة بعد انتهاء ضحكته همسه بكلمة بحبك❤...
لمار بدموع: كل ما الفون يرن يسمعني صوت ضحكتك وحروف كلمة بحبك اللي بتريح قلبي وانا يسمعها منك....
كل ده ولسة بتقولي اني بحب رامي!!! كل ده وتقولي مش حبيتك!! كل ده وبتشك فيا!!! كل ده ياريان !! كل ده....
وقتها سحبها لحضنه بقوة وتصميم انها المرة دي ما تفلتش من ضمته ولا حضنه ...
ريان بإعتذار واسف: اسف يا روحي اسف بجد...حقك عليا اخر مرة اوجعك كدة...والله ما هتتكرر اوعدك...بس كفاية دموع...جسمك كله بيتنفض بين ايديا!! اهدي حبيبتي ...اهدي علشان خاطري!!!
لمار بتأن وتهدي بهدوء وبصت في عيونه بعتاب وتحذير طفولي : عارف لو قولت كدة تاني انا هبعد عنك وهسيبك ومش هرجعلك تاني انت فاهم!!؟
ابتسم من ملامحها الطفولية..وتحذيرها البريئ اللي مخلوط بدموعها : حاضر يا نوتيلتي الجميلة...والله اخر مرة ازعلك انا اموت لو بعدتي عني ...اموت لو سبتيني يا نوتيلا ما اقدرش اعيش من غيرك!!
لمار بغضب مصطنع وهي بتمحي دموعها: نوتيلا!!! خسارة فيك النوتيلا اللي حوشتهالك!! وخسارة فيك الاحتفال اللي عملتهولك!! انت فقري وهتعيش وتموت نكدي!!؟
ريان رفع حاجبه بخبث: هو انتي مجهزالي احتفال!!؟ طب قوليلي اعتذرلك ازاي وتسامحيني وما تحرمنيش من الاحتفال الناري ده!!! وخصوصا النوتيلا؟؟
لمار بتفكير طفولي ماكر: اممممم...تعتزلي ازاي!!؟ تعتزرلي ازاي!! بس لقتها انا بقي هعاقبك عقاب يتوبك علشان تفكر الف مرة انك تزعلني وتفتكر ان ده هيبقي العقاب كل مرة !؟
ريان لوي شفايفه بضيق: نخلص بقي علشان انتي كدة بتضيعي وقت ومجهود ...ابوس ايدك انا جاي علي اخري ومش متحمل هتجنن واحدفك في السرير ده واخلي كل حتة منك في ناحية انجزي صبري نفد!!؟
لمار بتبعد عنه بترقب: تتصل بعم محروس الحارس بتاع العمارة وتبوسه من بقه!!
اتحولت ملامحه بصدمة وعصبية وهو بيقرب منها بغيظ: ابوسه منين يا عنيا!!؟ بوقه!؟ ده انا اللي هجبلك ثعبان يبوسك من بوقك دلوقتي !! انتي مجنونة يا ختي ولا ايه!!؟
لمار بترفع كتفها ببرائة : خلاص براحتك بلاش!! بس ياللا بقي تصبح علي خير انا هنام في الاوضة التانية و اها فكرتني علب النوتيلا عندك ابقي هات معلقة واقعد اتعشي يا روحي..واها كمان اوعي تتهور وتغتصب المعلقة وانت بتاكل النوتيلا باااي...
ريان سحبها بقبضته بغيظ وهو بيضغط علي اسنانه قبل ما تعدي وتبعد من قصاده : عارفة انا هغتصب مين!!؟ مش المعلقة تؤتؤ انا هغتصب مرات عم محروس اهو علي الاقل ست بدل محروس اصلي يا روحي ماليش في النوع ده مابحبش الخشن اصلها مش ناقصة خشن يعني !!!!
عقدت حاجبها بعصبية وغيرة: وانت بتبص علي مرات عم محروس!! انت بقي زوقك زفت علي فكرة انا قولت بردوا مافيش راجل محترم وعينه مالينا...شالة يارب تبوسك عقربة لو واحدة غيري ...وتتشل في ايدك لو لمست واحدة غيري ...ويارب تموت اصلا وادعيلك بالرحمة لو بس فكرت تقرب من ست غيري باس ها!!
ريان ابتسم بمكر وهو بيضمها بخبث: مش انتي اللي مجنونة وبتطلعي جنانك عليا !!؟ عايزاني ابوس محروس يا نوتيلا!! محروس!! طب فرضا اني سمعت كلامك المتخلف ده الراجل يقول عليا ايه!!!؟ ها!! يعني يحترمني ازاي بعد كدة!! ايه اقوله معلش اصلي كنت بلعب الشايب ومراتي حكمت عليا ابوسك !! ومن بوقك؟؟؟ ياكسفتك يا ريان ده انا يتعملي حفلة من بوابين المنطقة كلها محروس هيجرسني ويفضحني فضيحة المطاهر والله!!!
لمار عقدت حاجبها بإستفهام: يعني ايه مطاهر!؟
ريان اتجمدت ملامحه بدهشة: نعم!! اصدميني وقولي ماتعرفيش!!؟
لمار بصدق وتأكيد: لا والله مش عارفة يعني ايه !!؟
ريان لوي شفايفه بحيرة وهو بيحرك خصلات شعره بتفكير: بصي اصلها مالهاش وصف مهذب يعني اشرحلك بيه بس هقولك..بصي يا ستي ..........هاه فهمتي كدة!؟؟
لمار فتحت عنيها بصدمة : هو كدة يعني كدة!!؟ انا عمري ما سمعت المصطلح ده انا اعرف التاني يعني ختان دي معروفة بس الكلمة الغريبة دي اول مرة اسمعها !! بس عارف!! انت سافل بجد وماكنش المفروض تقولي كدة!! خاليك مؤدب يا اخي!؟!
ريان لوي شفايفه بسخرية: لا والله: لا هو انتي بعد استخدمات النوتيلا العجيب اللي عجبك وعلي هواكي والاحتفال اللي نجهزاله علب نوتيلا مالية البيت خدشت حيائك انا كدة بالكلمة دي!! تصدقي بقي ما حلال في حد الاغتصاب غيرك علشان انتي فقعتي مرارتي!؟؟
لمار بتبعد عنه وتضحك: لا لا وحياتي هكرهك صدقني !!!
ريان حاسرها بينه وبين الدولاب اللي وراها بقرب قاتل وبخبث: تؤتؤتؤ اوعدك والله هتحبيني اوي جدا موت خااااالص!!!!
لمار بحركة مفاجأة هربت منه لصغر حجم جسمها وبعدت عنه وبتصميم: بردوا هتبوس عم محروس ماليش دعوة!!؟
ريان بيغمض عيونه بغيظ وهو بيمسمح ملامحه بعصبية: يارب انا كنت شديد كدة وراجل الرجال...مش عارف قلبي خاب كدة ومخلبني قالب ارنب معاها ليه كدة!! اووووووف...اوعي...اوعي وسعي من وشي علشان هقتلك دلوقتي اوعي...
لمار بمكر: رايح فين!!؟
ريان ابتسم بسماجة وغيظ: رايح ارتكب الفاحشة مع محروس علشان تنبسطي وتهبطي يا اخرة صبري وتكفير ذنوبي!!؟
لمار بتكتم ضحكتها وجريت وراه بخفة علشان تشوف ايه هيحصل ...وفعلا ريان اتصل بمحروس الحارس وطلع ودخل علي باب شقتهم وريان واقف بيبص ليها بغيظ وغضب وهو بيحك خصلات شعره بحيرة ووضيق....
محروس: خير ياباشا!! اؤمرني !!
ريان بتردد : هااا...اها قولي يا عم محروس الحراسة اللي تحت عاملين معاك ايه!!؟ حد منهم زعلك ولا حاجة!!؟
محروس ببرائة كبر وعجز وفطرة بريئة: لا والله ياباشا دول شباب محترمة كل واحد بيستلم ورديته من سكات وماحدش اشتكي منهم وكلهم من سن ولا دي وبنقعد نشرب الشاي ونحكي واهو الوقت بيجري واليوم بيعدي والشهادة لله ما احتاجتش لحد منهم في حاجة الا وعملها ..ياباشا انت ابن حلال ومحترم وكل حاجة من طرفك حلوة والله ربنا يخليك المدام يارب واشوف ولادكم عن قريب...
كان هو بيبص ليها بغضب وغيرة علشان تبعد اكتر وتداري علشان محروس ما يلمحهاش بفستانها المكشوف ده ...محروس عاقد حاجبه بدعشة وهو شايف ملامح ريان بتتحرك بشكل عجيب وبيضغط علي شفايفه بغيظ ومش عارف هو بيعمل كدة ليه وبيبص فين ...تلقائي محروس هو كمان بيبص في نفس الاتجاه اللي عليه عنين ريان يشوف سبب حركاته العجيبة دي ريان شافه بيبص اتجاه لمار اللي بعدت بسرعة...ريان عدل محروس بسرعة اتجاهه هو وهو متوتر ومتحار...
ريان : احمممم خاليك معايا هنا ياعم محروس بتبص فين!!؟
محروس بحرج: ااانا اسف يا ابني والله ما قصدي حاجة!! انا بس مش فاهم هو حضرتك عايزني في ايه؟؟
ريان بعد تفكير اتصرف بشكل مفاجئ وشد محروس وسلم عليه سلام رجولي بشكل فيه ترحيب اكنه واحد قريب منه ولسة شايفه حالا مش شافه وواقف بيتكلم معاه ..
ريان : لا لا مافيش حاجة يا عم محروس انا بس نسيت اسلم عليك وانا طالع وبعدين لمار قالتلي انك انت ومراتك طول سفري بتشوفوا طلباتها كلها بإستمرار ومهتمين بيها و علشان كدة قولت اسلم عليك واشكرك .....
محروس بفرحة: لا لا يا باشا ولا شكر ولا حاجة ده احنا عنينا ليكم والله تحت امرك انت والست الصغيرة...تؤمرني بحاجة تاني!!؟
ريان اتنفس براحة : لا لا خلاص كدة يا عم محروس تصبح علي خير اتفضل انت....
نزل محروس وريان بيقفل الباب لقاها جاية عليه وهي عاقدة ايديها وهيأتها معترضة : علي فكرة ده ما كنش اتفاقنا انا قولتلك من بوقه!! اتفضل بقي اندهله وبوسه من بوقه قصادي مش من خده كده!!؟
ريان قرب عليها بهئته الضخمة وهو بيضغط علي شفايفه بغيظ وهو بيخلع تيشرته الازرق بعصبية وبيفك حزامه بوعيد ...
ريان بيلف الحزام علي ايده بغيظ: عليا الطلاق ااكتفك يا لمار يا بنت تمارا وانزل فيكي جلد بالحزام ده وافش غلي منك ومن دلعك المرق ده علشان انا خلااااااص اتفقعت منك !! وتقوليلي امك كانت زعلانة انك مدلعة!! ياكشي كانت كسرلتلك رقبتك دي علشان ترتاحي وتريحيني ....
لمار بتبعد عنه بقلق : اااايه...اايه اللي انت بتعمله ده!! ثم...ثم كدة ...ااانا دلعي مرق!!؟ طيب ...طيب خلاص مافيش احتفال ولا فيه نوتيلا...انا غلطانة...!!؟
ريان سحبها فجأة لحضنه بإشتياق وهو بيستنفذ اخر لحظة صبر وتحمل....قربها لحضنه بقوة وهو بيفك فستانها اللي تقريبا مش ساتر شئ ووجوده زي عدمه....كانت هي كمان في اللحظة دي سلمت لاشتياقها ليه وودعت المزاح والهزار ....وابتسمت بخجل وهو بيرفع قصادها فستانها المعدوم وبيرميه بعيد ...
ريان بوعيد: انا بقي اللي هوريكي الاحتفال شكله ايه !! وبيكون ازاي!! بس مش احتفالك الهادي الرومانسي !! تؤتؤتؤ...احتفال الهمجي اللي انتي حافظاه وهو لسة حالا مصطاد غزالة جميلة غيظاه بقالها كام دقيقة وبتتنطط قصاده تتحداه يفترسها وياكلها ويشبع غريزته الحيوانية بجنون....
قبل ما تنطق كان رفعها عن الارض وضمها لحضنه بقوة : فين علب النوتيلا يا غزالة !!؟
لمار اتعلقت في رقبته بلهفة وبصت في عيونه بإشتياق: وحشتني يا همجي حياتي!! وحشتني ضمتك دي!!! وحشتني نبرة صوتك الخشنة دي وهي ملهوفة عليا وانا واحشاك!!!
كانت لمسة شفايفه لاطراف كتفها بهدوء بتغيبها بحنية : بس اياكي بعد شوية تلوميني وتتهميني اني همجي وعنيف...انا مش ملام علي اللي هعمله فيكي مفهوم!!؟
هزت راسها بخفة وموافقة بديهية : علي فكرة علب النوتيلا جوا في الاوضة وانا جعاااانة وهتجنن علي طعم النوتيلا بيك !!!
ريان اتحرك بيها لاوضتهم بخطوات هادية ومحسوبة لكن الوقت ده ماكنش بيعدي بس انها بين ايديه لا!! كان وحش جعان بينتهزر اي فرصة واي قرب منها ويسرق لمسات حنينه ليها وشوقه اللي مسيطر علي كل كيانه....ومجرد ما وصل بيها لغابتهم الصغيرة واللي فيها بيكونوا صياد متوحش وفريسة علي غير طبيعة اي فريسة بتكون مستسلمة وخايفة ...لكن هي فريسة من نوع مختلف كانت مفترسة ومجنونة بقربه....اول فريسة تكون مشتاقة للصياد ومش بس كدة لا !! دي بتبادله الوحشية في النهم والجوع بجنون....
كان بيتابع خليط الشيكولاتة اللي بيمرره علي ملامحها بإثارة وتستمتع شفايفه بطعم ملامحها ولمستها اكتر من طعم الشيكولاتة نفسها....
وفي لمح البصر كانت هي بتقلب الوضع كامل وتقوم بنفس دوره بجنون انثي ونعومة مخلوطة بشراسة عجيبة ....كانت عيونه بتتابعها بإعجاب ومتعة وهو احساسه بشفايفه بتلمسه باللهفة دي....
كان لقاهم ووقتهم مختلف...غريب....مجنون...
عجيب....غير اي اتنين بيتقابلوا بعد شوق....لان هما الاتنين ثنائي مختلف ...
وقتهم مر من غير حساب ومنطق...وكان بيبتسم في نهاية الجنون اللي اخدهم ده وهو بمحي اخر قطرة من الشيكولاتة علي كتفها ...
ريان بحب: كنتي وحشاني اوي يا نوتيلا ...وحشاااني اوي...تفتكري انا امتي هبطل اضعف قصادك...وامتي هكون هادي وعاقل قصاد انوثتك دي!؟
ابتسمت بخبث وثقة: مش هيحصل يا روحي ...عارف ليه!!؟ علشان لو ده حصل انا هموت من الحزن لان وقتها انت هتبقي بطلت تحبني...ووقتها انا مش هتحمل !؟
ريان ابتسم وهو بيضمها لحضنه بمشاكسة: ههههههههههه..كل ما افتكر شكل محروس وانا بحضنه وابوسه ما ببقاش متخيل اني طاوعتك في جنانك ده يخربيتك!!
كانت رنات ضحكاتها عالية ومتشفية بشكل كبير:هههههههه...احسن تستاهل علشان تبطل تتهمني اني مش بحبك تاني وتتعود تثق فيا...وانا قولتلك المرة اللي جاية هخرج من حياتك كلها ومش هتشوفني تاني وانت حر بقي!!!
مددها بالقوة وهو بيكتف ايديها بوعيد : عارفة لو نطقتيها تاني!!! انتي مكانك هنا !! معايا وبين ايديا وفي حضني!! حتي لو حياتك معايا هتكون سجن ليكي...مش مسموح تهربي ولا تتحرري ...زي ما حياتي معاكي كمان انا اسيرك فيها...ايوة يا لمار انا اسيرك ...انتي اتحكمتي في قلبي ومشاعري بشكل غريب انا نفسي مش عارف سببه...وده مش بس لحبي ليكي لا ياما ناس حبت بس ما ضعفتش واستسلمت زيي كدة...انتي اضعف قوية قدرت ترودني بالشكل والمهاردة دي...وانا حابب وراضي ومبسوط.. ومش عايز اتحرر ولا افك قيودي من سجنك!!!
لمار عيونها علي قبضة ايده اللي مقيدة ايديها وابتسمت بنعومة: مين فينا اللي مقيد التاني وساجنه بين ايديه!!؟
شدد من قبضته عليها وقربها منه بلهيب مش قادر ولا عارف يوقفه ولا يتحكم فيه: تؤ انتي سجنك ده مختلف ومن نوع تاني...انتي سجنتيني سجن مشاعر....لكن انا بسجنك سجن جوارح...كلك ملكي دلوقتي واسيرة ليا ولشوقي ليكي...ومش مطلوب منك حاجة الا انك تتحملي جنون لهفتي ووحشتي ليكي وبس..فاهمة!؟؟
لمار بإنوثة مثيرة: بحبك❤
ريان ارخي قبضة ايده وحرر ايديها اللي جريت عليه واتعلقت بيه بقوة وشدد ضمته ليها بقوة ودفن انفاسه في حضنها: بحبك
..بحبك و عمري ما هبطل احبك...ولا اسيبك لغيري يحبك......