
الفصل الثالث والعشرون 23 ج1
بقلم ندى ممدوح
منذ أن أستيقظت "ورد" وحالة "ديجا" الصحيه تسوء تذداد حرارتها حتى أن أسماء مذ قليل أعطتها ادوية ومع ذلك فدرجة الحرارة تذاد جلست بجانبها وهي ممده بجوارها تفعل لها "كمدادت" باردة حيث تضع القماشة بالماء البارد وتعيدها على جبين خديجه ودموعها لا تتوقف عن السيلان ترعاها بقلبها الملهوف قبل يداها...تقبل جبينها كل لحظة... لا سيما ما زالت تعاني من أثر غيابها وقتما تم اختطافها تخشى بشدة فكرة غيابها او فراقها.
لا ريب أن حياتها لا تكمن بدونها ظلت تدعوا له بقلب أماً متضرعاً خاشعاً مناجياً باكياً ملهوفاً وجلاً.
تناهي لها صوت فتح الباب وأغلقه معلناً عن قدوم "عمرو" من عمله وتناهى لها صوته المنادياً بوهن مما بذله من مجهود :
- ورددد يا ديجا انتوا فين.
وضع هاتفه جانباً باحثاً بعينه بتعجب عن رفيقة روحه التى ما أن كان يفتح الباب حتى يطالعه وجهها الدري مستقبلاً آياه.
جاءه همسها لقلبه وهي تقول من وراءه :
- حبيبي جيييت حمد لله على السلامة.
ثم أقتربت مسرعه تعانقة بحب وهي تهمس "وحشتني"
فبادلها العناق مشدداً عليها بشوق ولهفه وتمتم بعشق "أنتِ اللي وحشتيني الكم ساعه دول بحس حياتي واقفه فيهم"
كان لا يبدوا عليها أثر البكاء او حزناً وغم وقلق وانما متوارياً بفؤادها لا غروٍ فـ وجهها باسم ضحكوك وعينيها لامعه.
همس متسائلاً وهو يبتعد :
- امال فين ديجا ؟ هالة قالتلي أنها هنا!
تبسمت هامسة بإطنئنان :
- دي نايمة شويه ... قعد استريح لحد ما أجهزلك الغداء.
قبل جبينها بحباً ولهفه ثم جلس بإرهاق وتوجهت هي لتجهيز الغداء لم تريد أن تقلقه فإن علم ما بخديجه لمه أراح جسده او حتى أكل شيئاً وهي لن تسمح بذلك فليستريح أولاً ولا تقلقه فسيمر كل شيئاً بخير بأمر الله.
جهزت الطعام والقلق مستحوذ على فؤادها متسلل بمهجتها حتى فرغت من أعداده وجلس هو يأكل بعدما أنتهى من تناول طعامه.
هتف متسائلاً بقلق :
- مالك يا ورد فيكِ أيه حاسك زعلانه ديجا كويسة؟
تبسمت بتكلف وهي تنظر له ثم أردفت :
- أنت هتنام ولا ايه ؟
هز رأسها نفياً وقال :
- لااا مش عاوز أنام دلوقتي ... فين ديجا ؟
استقامت ورد بوقفتها قائلة وهي تشير على الغرفة :
- ديجا كويسة الحمد لله هي جوه بس تعبانه شويه؟!
وثب واقفاً بفزع وهو يتقدم للغرفة بلهفه :
- تعبانه مالها وازاي متقوليش ؟
تعقبته هامسه :-
شوية سخونه بس واسماء ادتها علاج هتبقي بخير متقلقش.
جلس بجوار ديجا مائلاً بجذعه ناحيتها يتحسس جبينها وهو يقبلها بحنان وقلق في آن واحد كأنه يأكد فؤاده المرتجف أنها بجانبه.
أستدار برأسه لورد متسائلاً :
- ازاي يا ورد مقولتليش؟
تنهدت ورد بصوتاً مسموع ثم قالت باسمة :
- لو كنت قولتلك مكنتش هتأكل ... هي هتبقي كويسه دلوقتي متقلقش.
تبسم بحنان و وضع جبينه على جبين إبنته داعياً الله لها.
💐أستغفر الله العظيم وأتوب إليه 💐
أخذت سمر الطرقة ذهاباً ومجيئاً بقلق لا يرقأ لها دمع لقد ظنت أن تلك الأيام قد ولت منذ أن أغلقت هاتفها وبقى ذاك الشاب لا يهددها ولكن بلحظه وعلى حين غرة أرسل ظرفاً به تلك الصور لتستلمة أسماء لا تدرى أمن حسن حظها ام لتعاسته.
كيف تطمئن على اسماء التى ذهبت بمفردها لا سيستطع أنس أنقذها فقد حادثته وأخبرته بكل شيء لن يحادثها مرة آخرى سيكرهها حتماً بعد كل ما قصته عليه ماذا عليها أن تفعل الآن ؟
وما الذي سيحصل لأسماء ؟
دعا قلبها أن تكون بخير ويردها سالمة.
أخفت بنفسها ذاك القلق وهي تضع المصلاة لتصلي.
وتسجد باكية لرب العالمين تدعوه أن ينجيهم وينقذهم.
على حين غرة جذبها للداخل وهم بالاعتداء عليها... ولكنها ظلت تقاومه بكل ما وأوتيت من قوة... وظلت تدفعه وهي تصرخ مستغيثه ... كل محاولاتها بائت بالفشل بسبيل أبعاده فدفعته بعزم ما بها وهي تنهض بعجل راكضه لأحدى الغرف مغلقه الباب خلفها .. لكنه لم يعطيها الفرصة وسرعان ما وقف أمام الباب يدفعه بقوة وهي تدفعه بكل قوتها ودموعها لا تتوقف لوهلة شعرت أنها النهاية فهمست مستنجدة ببكاء "ياررررررب" علا نحيبها وازدادت شهقاتها وهي تدفع الباب بذراعيها ولكنه دفعه للقوة للخلف لتقع هي أرضاً ويولج هو ناظراً بنظرة شهوة مفعمة بالانتقام والحقد والإكراه .
أسودت السبل بوجهها ، ظنت أن دقات فؤادها قد توقفت ، وأن روحها قد غادرتها ، تجرعت مرارة الزل وهي تتسول إليه وترجوه أن يتركها قائله ببكاء يفطر القلب :
-سيبني حرام عليك أرجوك سبني خاف ربنا يمكن اجلك قريب هتموت بأكبر ذنب بلاش تضيع أخرتك ترضى لأختك يحصلها كدا.
أتسعت عينيه وهو ينقض ممسكاً بحجابها بقوة وخصلات شعرها من اسفله فتأوهت بألم وتحدث بنبرة جنونية :
-أختي فين أختي دي ؟ بقيت جثه أختي بسبب جوزك بقيت مكتئبة بين الحياة والموت في المستشفى ليه يرسم عليها الحب ويتسلى مفكرش في مرة انها ممكن تحبه بجد أختي حاولت تنتحر أختي متعرفش يعني ايه شباب ولا بتتكلم معاهم لحد ما اخوكِ لف وراها لحد ما وصل لقلبها وفضل ورآها لحد ما بقيت تكلمة ليييبه
صدمه حلت عليها جعلتها تتسمر كلياً حتى دموعها لحظة وكان الباب يكسر ويولج أنس متلهفاً منادياً باسم "سمر" بقلق ومعه قوة من الشرطة وحذيفه الذى لا يدرك شئ.
أخفض أنس سلاحه متمتماً بزهول :
- أسماااااء.
ركض حذيفة تجاه الشاب وظل يضربه بقوة حتى فصل بينهما أنس وهو يكبله دافعه للخارج.
ركض حذيفة تجاه أسماء المرتعشه وهي تضم جسدها بذراعيها ما زالت بصدمتها لم تعي لضم حذيفة لها ولا حديثه المتسائل عن وجودها هنا.
ثم نهض بفزع صارخاً بها بغضب :
- ايه اللي جابك هنا بتعملي ايه مع شاب لواحدك وجاية تقابليه كمان ليييييه انطقي...
جذبه أنس من قبضة يده يديره نحوه وهو يجز على أسنانه قائلاً :
- قول لأختك مين دا واشكر مراتك انها جت مكانها وفوق بقا فووووق وخد بالك من أختك اللي بتدفع تمن أخطائك وانتبه ليها ولبسها وللشباب اللي كل يوم مع واحد.
أتسعت أعين حذيفة بصدمة وهز رأسه بعدم تصديق :
- انت كدااااب.
دفعه انس من امامه متحركاً تجاه أسماء :
- اوعى بقا وفوووق قبل فوات الأوان وتخسر أختك.
جثى بجانب اسماء متسائلاً بقلق :
- اسماء أنتِ كويسه عملك حاجه طمنيني بس لو ازاكِ والله هيكون موته على ايدي أنتِ بخير اتكلمي طيب.
رفعت بصرها الزائغ به بتيهه وتطلعت له لثوانً ثم تقلت بصرها ناحية حذيفة وأعادته مرة أخرى لـ أنس وتمتمت :
- خدني من هنا.
أؤمأ أنس رأسه بتفهم فأستقام واقفاً وهي معه ضائعة لا تصدق أنها لتوها قد كانت لتخسر أعز ما تملك.
توجهت معه منصرفه من هذا المكان.
بينما وقف حذيفة مصدوماً يحاول استياعب ما سمعه لتوه ثم غادر من المكان مستقلاً سيارته منطلقاً بسرعة فائقة بدون وجهه وكلمات أنس الاذعة تتردد على مسامعه مراراً وتكراراً دون هواده فشتت أنتباهه لذا وبدون سابت انذار لم يدر ما يدور حوله ولم يستشعر بشيء سوا بنوراً قوياً اخترق عينيه ليغمض عينه بعنف وهو يغط وجهه بذراعه متراجعاً بوجهه وكان عاملاً حادث وتجمعر حاشد هائل من المرء حوله بالطريق مسرعون بإنقاذ حياته.
_ في اوان ذلك وصل أنس لتترجل أسماء بضياع تحدق بالفراغ بصمت أسرعت سمر للخارج بوهن وتمسكت بذراعي أسماء التى كانت شبه متغيبة وغمغمت :
- أسماء طمنيني أنتِ كويسه فيكِ حاجة حصلك حاجه ؟
أبعدت أسماء كفيها ودون النظر إليها أبتعدت للداخل لتقابلها هالة مبتسمة وهي تقول :
- أسماء مالك يا حبيبتي فيكِ حاجة ؟
لم تجيب وأنما ارتقت الدرج دون حرفاً متوجهه لغرفتها بصمت فهزت ريم رأسها بقلق :
- مال أسماء حاسه انها مش كويسة يارب تكون بخير.
تمتمت تالا بزهول :
- هي مالها بجد ليكون فيها حاجه ولا حصلت حاجه ؟
_بالخارج نظر أنس باثر اسماء بحزن وهو يترجل فـ التفتت له سمر متسائلة وهي تشير على طيف أسماء :
- هي مالهااا ايه اللي حصل طمني.
صرخ بوجهها بغضب :
- بتسالي ليه يهمك يعني ؟ بنت عمك الزفت كان هيعتدي عليها لولا وصولي في الوقت المناسب وكله بسببك فوقي بقا يا شيخه أنتِ أيه ؟ اللي بتعمليه دا غلط وهتتعاقبي عليه دنيا وأخرى فووووقي عشان متخسريش حد أقسم بالله أنا بحمد ربنا ليل نهار.
هم ان يقول لأنك لست من نصيبي ويا ليتني لم احبك فاستدارك متراجعاً وهو يرمقها بغضب وتابع بنبره حنونه ما ان رآى دموعها :
- فوقي يا أسماء ليكون أجلك قريب وتموتي وتخسري اخرتك استغغفري ربك وقربي منه تعلمي من ورد من اسماء وعد من ديجا الصغيره بلاش تخسري اخرتك عشان حاجه عمرها ما هدوم استغلي ايامك واسعى لجنتك خاطبي ربك في سجده بجوف الليل وتضرعي واسئليه معفرة لكل ذنوبك فوووووقي قبل ما يضمك القبر فوقي متخليش القطار يمضى ويفوتك دا بيعدي بأقصى سرعه ألحقيه.
بكت بنشيج وهي تتمتم :
- أنس أنااااا.
رفع كفه لتصمت ثم استدار مغلقاً جفونه بألم واستقل سيارته مغادراً.
ظلت واقفه محلها بصدمة لبعض الوقت ثم كفكفت دموعها وصعدت لغرفتها.
لم تمض إلا دقائق قليلة وكانت تولج وعد بغضب كفيل الأخضر واليابس وهي تأخذ شهيق وزفير وعينيها متسعه مكورة قبضتي يدها.
بتوجس أبتلعت سمر ريقها الجاف وهي تنهض هامسة :
- وعددددد.
بلمح البصر كانت تتلقى صفعه تليها الآخرى بلا هوادة حتى سقطت أرضاً.
أمسكتها وعد بغضب من ملابسها :-
ازاي تعملي كدا ؟ هي دي التربيه اللي تربتيها أفتراض أسماء كان حصلها حاجه انت عايزه ربايه من جديد المسترجله اللي مكننش تعجبك وبتعيبي عليها في الطالعه والنازله هتربيكِ.
انهت وعد جملتها وهي تصفعها وسمر لا تبدي شيء سوا البكاء فهي تستحق ذلك نزفرت وسال دماءها.
همت وعد بضربها مرة أخرى فتسمر كفها على صوت بكاء ديجا آتي من الخلف.
ديجا التى ما آت تحسنت قليلاً توجهت للسمر تقرأ لها قرآن ما ان رآتها تبكِ.
تسمرت وعد لدقائق ثم ألتفتت ناحية خديجه ونهضت متوجهه إليها فما ان همت بالأقتراب ابتعدت ديجا بخوف لتهمس وعد :
- أنتِ خايفه مني يا خديجه ؟
بكت ديجا بصوتاً عال ونهضت راكضه تجاه سمر تعانقها.
فجثت وعد على قدميها واضعه رأسها بين كفيها بدموع وتمتمت :
- ليييه يا سمر تعملي كدا ليييه ؟ لو أسماء حصلها حاجه كان ايه هيحصل طيب؟
أجهشاء الفتيات بالبكاء ، لحظه ونهضت ديجا باكية ناحية وعد تبعد يديها عن وجهها وتضمها وتبكي فعانقتها وعد باكية.
بعد دقائق نهضت ديجا مبتعده تجذبها من ذراعها تجاه سمر فضمتها وعد بحنان ونجشيج.
همست سمر وهي تتمسك بوعد بقوة گ طفلاً صغير اوشك على الغرق وها هي يدين تنقذه وتجذبه خارج البحر :
- متسبنيش يا وعد محدش غيرك هيقدر يهديني خليكِ جنبي.
جفت دموعها وهدأت من هيجانها وهي تضم وجهها بين كفيها بحنان وتمتمت بوعيد وأعين يغلفها الغضب :
- احكيلي يا سمر اللي حصل ومين عمل كدا مين غير تفكيرك وحياتك كدا ؟
لم ترقأ دموع فؤادها أو عينينا وهي تقص لها مذ ان تقابلت بإصدقاء جدد أخذا رويداً رويداً بتغير تفكيرها من حيث ملابسها الواسعه وخمارها وكيف انها ترتدي تلك الملابس.
وأخذت هي بالانصاع لهم فما أوهنها وهي ترآهم يرتدون تلك الملابس البغضيه لتتدبل حياتها ثم يولج ذاك الشاب حياتها ليس هو فقط بلا ان تلك الفتيات قلبوا بالها وجعلوها تحادث الشباب.
لقد استطاع الشيطان بنزغ فؤادها وتغيرها كلياً.
والآن كيف تطهر فؤادها كيف تنجو من شيطان نفسها.
والتحرر من تكبرها الذى يكبلها ؟
تركتها وعد وهي ترحل ثم ضمت ديجاا راس سمر لصدرها لا تدرى ولا تفهم ما يدور حولها ولكنها تبكي لبكاءهم لأخؤاتها التى ما ان وعت الدنيا كانوا هما اول هام بحياتها استشعرت ان هناك شيئاً لكنها لم تدر مكنونه لذا همهمت بصدق كما علمتها والدتها وهي تزيح دموع سمر بكفيها الصغيران:
- متبكيش يا سمر يا حبيبتي عشان خاطري "قالتها بشهقه" ماما بتقول أن الشخص لما بيضايق يستغفر ويصلي على النبي ﷺ ويسبح ويحمد ربنا ويهلل.
تمتمت سمر وهي تبكى بحرقة لكلمات ديجا :
- ربنا هيتقبل مني انا عملت ذنب كبير اوي يا خديجة.
أنفتح الباب ودلفت ورد وهي تقول ببسمة :
-بيقبل يا حبيبتي بس طهري قلبك واستغفريه كتيرر اوي أسجدي وخطبيه وبثي له شجون قلبك بسجدة طويلة اتكلمي وقولي كل اللي حاسه بيه هيقبل توتبك طالما قلبك أتطهر من كل دول.
أقبلت ورد من سمر تنصحها وهى لا تدرى ما يحدث ولكن تحدثت بما شعرت انها بحاجة إليه.
🌸((اللهم إني أسألك الفردوس أعلى الجنة))🌸
طرقة وعد باب المكتب بهدوء وهي متيقنه أن عمها بالداخل فآتاها صوتاً يقول "ادخل" دلفت للداخل بإبتسامة ليبتسم يوسف ببهجه وهو يدعوها للجلوس متأكداً ان هناك خطباً ما فـ عيناها بثت له ذلك فترقب حديثها فما أن جلست تلجلجت قائله :
- كنت عاوزه اكلمك عن حذيفة !
تنبه لها بكل حواسه ظناً منه ان حذيفة قد فعل شيئاً ما فمال بجذعة هامساً بإهتمام جلي :
- قولي يا وعد في ايه حذيفة عمل حاجه ؟
صمتت ملياً تستجمع كلماتها وتنحنحت قائله بارتباك :
- حذيفة أنت لازم تشد عليها لازم يكون قد المسئوليّة هو للآن مش بيشتغل ومش عارفه إذا تغير او لا.
أبتسم لها بمحبة من اهتمامها بالجميع وهمس بنبره حانية :
- حبيبتي حذيفة فعلاً ابتدأ يدور على شغل ومتقلقيش انا متابعه اول بأول هو اتغير فعلاً محتاج قرصة ودن بس عشان يرجع يصلي ودي على ياسين وعثمان وربنا يهديه...
قطع حديثه رنين الهاتف فصرف بصره ناحيته وهو يجيب ، فآتاه صوتاً غريباً يخبره بإن حذيفة أفتعل حادث وهو بالمستشفى.
اتسعت عينيه بقلق تسلل مستحوذ ثنايا فراده فنهض بصدمة سرعان ما أستجمع شتات امره متنبهاً وهو بسرع للخارج فلحقت به وعد بقلق متسائله :
- عمووو في ايه قولي.
أجاب بإختصار وهو يسير شبه راكضاً :
- حذيفة في المستشفى عمل حدثه.
ضرية هاله على قلبها بصدمه وحاله من الهرج والمرج دوت وضج المكان بالبكاء فاسرعوا للمستشفى جميعهم ما ان تناهى لهم الخبر.
ما عدا أسماء التى أبت الذهاب معهم ، ونزل الخبر على قلبها نزول الصاعقه ليشطره نصفين أو لعله انتزع منها وظلت تبكي وهي تدعوا له..
_ مر بعد الوقت والجميع بالأنتظار يلتهمهم القلق تأخذ لمار الطرقة ذهاباً ومجياً بقلق وهالة تبكي خوفاً والفتيات حولها يحاولون مواساتها لم يمض طويلاً وخرج الطبيب مطمئنهم على حالته يبث لهم الأمان ويهدأ روعهم ، دقائق وتجميع الجميع حول حذيفة ما عدا سمر التى تبقت بالخارج منحرجه من آن تريه وجهها ، أحاطوه الجميع يسألوه عن حاله لكنه ليس معهم فـ عيناه زائغه بعيداً تبحث بالوجوه عنها حتى فؤاده أيضاً انصرف فكره وخاطره به.
أنتظارها بفارغ الصبر لعلها ستدلف الان ظل بصرة معلق على الباب بشغف لكن لم تقر عينيه وطال الوقت فقلب بصره بهم هامساً :
- هي أسماء فين ؟ مجتش؟
صمت الجميع بينما تنهد يوسف قائلاً :
- لا مجتش انا كلمتها وكانت تعبانه شويه فـ مقدرتش تيجي.
هل بصدق ؟ القليل من التعب قد يمنع مجيئها وهي التى كانت اول الملبين إذ حصل له أمراً.
أحقاً لم تأتي لرؤيته والأطمئنان عليه هو لا يصدق ذلك قد يكون هنالك امراً آخر لا يدري به لكن لماذا قلبه يؤلمة يخبره بمغادرته لمه ؟
فاق متنبهاً على صوت حبيبه تتحدث بالهاتف :
- ايوة يا أسماء .... فاق يا حبيبتي كويس اهوو اطمني متبكيش هو تمام......
تجرع مرارت الأسى والخوف من فقدانه واشغل ذاته متوجهاً لهم بجسدة دون قلبه وروحه.
ودارت الأيام وتحسن حذيفة لسيما انه لم ينصاب بجروحاً بالغه فتم شفاءه سريعاً وإذ بـ أسماء فجأة تريد مقابلته لا يصدق انه سيراها يا الله كم أشتاقها وحن إليها لا يدرك ما تلك القسوه والجفاء الذي صدر منها لم يرآها منذ الحدثه او تطمئن عنه وها هي الآن تطلب مقابلته مع والدها.
طرق على الباب فآتاه الاذن بالدخول فدلف بآعين تبحث عن موطنها ومسكنها وها هو يسكن بها وتقر عينيه برؤياها ولكنها لم ترفع عينيها به ليعتصره الألم.
جالس مقابل لها وساد الصمت لا تحيد عينيه عنها ، قطع الصمت يوسف حينما طال متأففاً :
- في أيه يا أسماء اتكلمي قولتي عايزكم في موضوع وطلبتي حذيفة وجه أهوو.
ها هي ترفع عينيها الدامعه لتسحق فؤاده فأنتفض بموضعه هامساً بلهفه :
- أنتِ كويسة يا اسماء اتكلمي!
أغلقت جفونها بألم وصرفت بصرها لوالدها وفاضت عينيها بالدمع الذى هوى بمرارة وهي تذدرد ريقها الجاف وهمهمت قائله :
- بابا أنا عايزه أطلق لو سمحت مش عايزه.
عم الهدوء صدمة سكنت وجه حذيفة وهو يتطلع لها بالألم.
ثم صاح يوسف وهو يضرب على الحائط نزع نظاراتهم المعاتبهم دون كلام لبعضهما :
- ايه الكلام ده هو لعب عيال ايه اللي عايزة تطلقي دا أنتوا كاتبين كتاب بس لية وافقتي من البداية.
نظرت له باكيه فصمت يحاول تهدأت قلبه الهائج وتمتم وهو يخطي بخطوات سريعه للخارج :
- حلووا مشاكلكم مع نفسكم بلاش لعب عيال انتوا كبرتوا بقا.
عبئ الصمت الآفاق بعد صوت اغلاق الباب ينظر لها بدموعاً تأبى النزول ويا ليت دموع قلبه تتوقف وتسمد يا ويلاه ما ذاك الألم الذي غرس بقلبه دون رحمه فاق لواقعه وهو ينهض مسقيماً وجذبها لتقف امامه وهو يقول :
- ايه اللي بتقوليه دا طلاق أيه ؟
دفعت كفيه بحده لاول مرة وغمغمت ببكاء:
- أنا مش عايزك أفهم بقا أنت مستحيل تتغير.
ابتسم بضحكه هازئه :
- مستحيل ايه ؟ اتغير !! وهو انا متغيرتش بالنسبالك ؟
أنا بسببك أتغيرت وبقيت احسن من الاول وبعمل ايحاجه ترضيكِ.
ولته ظهرها وهي تحاول مدارة عذاب فؤادها وعقدة ذراعيها مغمغمه :
- طلقني يا حذيفة لو سمحت احنا مش لبعض!!
طلقني كان يستمع إليها طيلة حديثهم ولكنها كانت ننبع بمرح ومزحه الآن ما تلك اللهجه التى لم تختر بباله قط ؟
أهذة هي حبيبته كيف لقد أهداها كل ثقته ليحلق معها خلف الغيوم والسعادة تحيطه ثم تلقيه دون ادنى أكتراث ؟
ويحها من ألم قلبه وكلماتها الاذعه؟
نحن ليس لبعض أظن لمن ؟ ودق قلبه يدق بأسمها وعشقها هي تلك النسمة التى تنعشه فترد به الحياة.
لكنه لن يتخلى عنها هي له وستظل له.
ادارها نحوه قائلاً بإستماته:
- مش هطلقك مستحيل أنسى!
همت أن تتحدث ولكنه تركها مستديراً مغادراً من المكتب وهو يغلق الباب خلفه بعنف.
بكت أسماء بقهر وحزن فكيف لها ان تحيي بدونه وكيف معه ستظل باقية حياتها تعاني لقد كانت ان تضيع بسببه كيف لها أن تسامح بتلك البساطه والتناسي ما من خيار إلا النسيان والبعد.
_ أحزم حذيفة ملابسه وهو متوجهاً للمغادرة فهبط للأسفل لتقف هاله مقتربه بفزع وأعين مترقبه بقلق :
- حذيفة رايح فين ... وأيه الشنطه دي ؟
بنفاذ صبر تحدث فهو لا يريد البقاء معها طالما لا تود رؤياه سيرحل ولعله يرحل للأبد :
- مفيش يا أمي
خرجت هي من المكتب بأعينها الزابلة الباكيه فنظر لها بألم نظره يغلفها الوداع والعتاب وأمسك حقيبته وغادر دون كلمه كأنه لا يستمع لنداء والدته.
قابله عثمان بطريقه فأمسكه من ذراعه متسائلاً :
- أنت رايح فين ؟ ايه الشنطه دي انطق.
ازاح حذيفه ذراعه متنهداً بضيق وتمتم :
- هشوف مكان اقعد فيه لازم أبعد.
راى الحزن يسكن عينيه والغموم تملكته فهمهم دون سؤال وهو يربت على كتفه بتفهم :
- وكنت هتروح فين هتبات في الشارع يعنى ؟ امشي معايا يلا على الشقه.
هم أن يرفض فجذبه عثمان من يده وهو يقول بحسم وحزم :
- امشي يا بني بقولك مفيش كلام احنا واحد.
💮((اللهم ثبتني واجعلني هاديا مهديا))💮
بخطوات وئيدة حذرة هبطتت "سجى" الدرج تنوي فزغ "زين" بمكتبه وهي تتلامس الدربزين گ مرفق لطريقها والأبتسامة تزين ثغره بنضره أنارت وجهها الطفولي.
خطت بحذر لباب المكتب وهمت بمد كفها للمقبض ولكنها تسمرت مكانها حينما تناهى لها صوت زين الصارخ "أنت خلاص رصيدك معايا نفذ نهايتك أنا اللي هحطها أنت أنتهيت أصلاً أنا صدقتك كتير بس خلاص" قلب كفيه ذات اليمن وذات الشمال وهاج قائلاً بنبره حاده جافه" أنت أنتهيت هدمرك "
جاءها صوت عمهما يقول "هتبعيني عشان مين عشان وحده جايه من الشارع وعشان ااااايه شغلي ده شغل افهم بقا"
هنا لوى زين فمه ساخراً وبنبرة سخرية تحدث "شغلك ؟ انك تتجار بحياة البشر دااااا شغل اااازاي؟ دا أنت ناقص تقولي أشتغل معايا" هتف عمه بثبات :
- دا المفروض لو انت بتفهم!!!
صفق زين بسخط وزأر قائلاً :
- بررررافو اشتغل معاك بتجارة البشر أنت مجنون أطلع بره؟
انهى جملته وهو يشير للخارج فتمتم عمه بزهول :
- اطلع بره ؟ أنت بتطردني والله عاااال اللي جايه من الشارع مالكه البيت وعمك طرده.
بغضب صاح ياسين بصوتاً گ الفحيح وهو يطرق على المكتب :
- مسمهاش جايه من الشارع سجى أختي وهتفضل لاخر يوم في عمري اااااااختي وكل دا ليها هي وبس.
شهقت سجى بصدمة وهي لا تعي ما يحدث حولها كأنها أصبحت بعالم غير العالم أعتارها الوجع والوحدة لم تشعر إلا بيده تجذبها بعنف لتتنبه لذاتها وهي تستند على الجدار وتناهى لها همهمت زين "سجى"
ثم تلجلج وهو يتسائل :- أنتِ هنا من أمتى ؟
سالت دموعها بغزارة وهي تدنوا منه بحذر ثم تلامسته وهمست بتيهه :
- صحيح اللي أنا سمعته "ثم أشارة لذاتها بتلعثم" أ أ أ، ن، ا أنا مش اختكم ولا انتوا اخؤاتي
أغلق جفنية يكابد أن يواري ألمه وتمتم بهدوء وهو يقترب منها بحنان :
- حبيبتي ايه بس اللي بتقوليه دا م...
. قاطعته وهي تهز رأسها تصيح بهيجان :
- متكدبش عليا أكتر من كدا انا دلوقتي فهمت ليه عمو سليم مبيحبنيش.
ثم شهقت ببكاء وصمتت إلا من تدفق دموع عينيها وفؤادها بدت گالمتفكرة ثم علا نحيبها وهي تقول :
- انتوا مش أهلي ... أنا مش أنا.. ولا دا اسمي ولا دا مكاني أنا مين وأنتوا مين ؟
أدمعت عينيه لأول مرة مذ نشاته وغمغم بعذاب :-
أنتِ سجى حبيبتي وأختي وبنتي وكل ما ليا في الدنيا دي أنت أغلى واحلى واعز حاجه عندي أنتِ حياتي اللي من غيرها انا ميت أنت أنا يا سجى.
غطت وجهها بكفيها ولم تحملها الأرض فجثت ببكاءه رج المنزل رجاً ومزق قلبه ألماً وجاءت عليه اسراء ركضاً.
هوت دموعه بقهر فقد شطرة دموعها فؤاده دموعها التى تتقاذف كالجمر بفؤاده دون رحمه فكيف السبيل للنجاة منها؟
جثى بجوارها قائلاً وهو يمسك بكتفيها :
- سجى افهمي اللي سمعتيه كله غلط أنتِ أختي وأمي وحبيبتي وبنتي وهتفضلي كدا دايماً.
تدفقت دموعه رويداً رويداً بتذكر :
- فاكره لما كنت بتعب وبتهتمي بيا كأنك امي واكتر ولا طفولتك طب افكرك بـ ايه ولا أيه ولو فضلت عمري كله احكي مش هخلص.
ضمتها اسراء باكية وقد تيقنت أنها علمت بجل شئ.
صرخة سجى من ألم فؤادها وهي تغمغم :
- انا عايزة اعرف كل حاجه متخبيش عني حاجه عشان خاطري انا مين وفين اهلي كله.
تلجلج زين في بادئ الأمر ثم شرع بقص لها بكل شيء.
🌻((اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك))🌻
جذبة مكه عثمان للحديقه وهو غير معارض لذلك كان مسالماً للغايه فوقفت أمامه بوجهاً غاضباً عبوس وعقدة ذراعيها بسخط فـ أبتسم أبتسامة سريعه سرعان ما توارت خلف قناع البرود وهو يتمتم :
- افهم بقا في أيه بتجريني ليه كدا ؟
أتسعت عينيها وتجلى بهما الغيظ وهي تدفعه قائله:
- هو أنت مبتحسش نهائي ؟ والله لو هنفضل كدا صدقني هتخسرني انا تعبت بقا.
رق قلبه ولان وتاقت روحه لضمها بين ذراعيه وهو يرى دموعها العالقه بمقلتيها فتحدث بحنان ونبره حانيه هادئه :
- أنا عملت ايه زعلك ؟
زفرت بضيق وغمغمت وهي تتحاشى النظر له :
- قول أنا معملتش أيه اعملوا ... متخرجيش متطلعيش متسلميش لما ارن خير بترني ليه قولي آخر مره رنيت تسئل وتطمئن عني امتى وقتك كله شغل شغل وأنا فين من حياتك ؟
بصدق تحدث وهو يضع كفيه بجانبيه :
- مكه أنتِ عارفه شغلي معنديش وقت حتى أني ارد فلما بقولك كدا بيبقي معايا حد فبختصر.
ثم نفخ بضيق :
- ايوة مش عايزك تطلعي لوحدك لاني بخاف عليكِ أجرمت كدا يا ستي اخرجي براحتك.
هزت رأسها بيأس لن يفهمها لن يدري بما تود قوله وأنها تريده لا غير.
رفعت نظرها به بنظرات عاتبه فتألم لها فما أن أوشكت على أن تتخطاها وتدلف حتى مسك ذراعها قائلاً ببسمة :
- قوليلي طيب أعمل أيه عشان أصالحك بس متفضليش زعلانه كدا.
توهج وجهها واشرق وأنشرح صدرها ولمعة عينيها وانفجرت أساريرها وهي تعيد ادراجها واقفه أمامه وقالت بحماس كأنها تناسيت تماماً ما تم بينهما مذ ثواني لم تك تحمل بقلبها شيئاً وأبسط الاشياء تسعدها:
- نخرج نتعشي بره ونتمشي صالحني يعني بخروجه حلوه كلهاا أكل.
ضحك ببهجه وهو ينظر لسماء :
- الجو مش مناسب أنهاردة للخروج وشكلها كدا هتمطر وأفتراض قامت عاصفة بلاش أنهاردة يوم تاني ان شاء الله.
لوت فمها بضيق وهي تنجنب النظر له وتمتمت :
- كنت عارفه أنك هترفض مش عايزة اخرج.
تنهد بنفاذ صبر قائلاً :
- يا ستي ولا تزعلي يلا نخرج روحي اجهزي الاول.
تمايلت روحها فرحان وهي تصفق وتقفز بسعادة واسرعت ركضاً للداخل.
🌼((اللهم ثبتني واجعلني هاديا مهديا))🌼
لم يرقأ لهم دمع خوفاً من فقدانها أو أن تصر على المهاجرة أو ان تتبدل نحوهم.. أما هي كانت تبكي حالها بلحظه هي ليست هي وما عشته مجرد كذبة كيف تجتاذ تلك المحنه ضج المكان ببكاؤهم العالي الذي يفطر من يسمعه تحاول أستيعاب ما اعتراها من صدمة فكل شئ سلب منها أنها جثه ليس لها اسم تتحرك فقط.
گ ريشه تتقاذفها الرياح نهضت بتقاثل هي فقط بحاجة لمن ترتاح له للشخص الوحيد الذي بحياتها فهو ليس كذبه مثلهن.
أنتفض قلبه لمرآها تنهض مغادره فنهض بفزغ وتمتم كاسف البال أضناه الوجع :
- سجى رايحه فين ؟
أشارة بتيهه وضياع :
- هدور على نفسي يمكن القيها أنا خارجه محدش يلحقني.
انقبض قلبه وأختنقت روحه ثم أستدركت هي هامسة ببسمة :-
انا راجعه متقلقوش بس محتاجه أفضل لوحدي شويه.
اتصلت بياسين ولا شئ سوا بكاءها لعل فؤادها يرتاح او يطمئن ، ولكن كيف يطمئن قلبه هو دون أن تقر عينه برؤياها فبكاءها مرارة صعب الأبتلاع.
سئلها عن مكانها واخبرته انها قريبه من منزلهم كانت تنزوي بركناً بعيد تبكي حالها ظل معها على الهاتف وهو يقود سيارته بينما فؤاده موقداً بنيران العذاب نيران كبف يخمدها حياته أظلمت فجأة أعدت كاحلة السواد.
أخذت السماء تبرق وترعد وزخات المطر تهوى هوياً.
ها هو يتجلى من السيارة بلهفه يسبقه قلبه قبل جسده وجالت عينيه بحثاً عنه إلا ان وقع بصره عليها بقلباً أنتزع من محله فنادى بإسمها بفزع من منظرها الباكي ذاك الذي ادمي قلبه.
ما أن تناهى لها سماع أسمه حتى شهقت بوجيعه ونهضت تحاول استدارك مصدر الصوت للتتبعه سيراً بخطى سريعه وحذا هو حذها سيراً شبة راكضاً بلحظه ألقت ذاتها بحضنه تضمه باكيه تسند رأسها على صدره ليعتصرها بداخله مغلق جفنيه كأنه يطمئن قلبه أنها بخير وشهد البرق والرعد والمطر تلاحم أرواحاهم وتلاقا أخذ نحيبها يعلى وهي تقص عليه ما سمعته وعلمت به ثم رددت بجنون :
- أنا مش سجى يا ياسين انا مش عارفه اسمى حتى انا مين أنا خايفه أنا وحيدة وحيدة اوي مليش حد حاسه ان الوحدي وخايفه خبيني.
ضمها أكثر دون كلمة وهو يشدد من قيد ذراعيه حولها ثم بتغيب همهم :
- تتجوزيني يا سجى ؟؟؟
هل سجى هتوافق أو لا ؟
هل يستطع حذيفة اكتساب ثقت أسماء ؟
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه : من كل ذنب يصرف عني رحمتك أو يحل بي نقمتك أو يحرمني كرامتك أو يزيل عني نعمتك ، ومن كل ذنب يورث الأسقام والضنا ويوجب النقم والبلاء ويكون يوم القيامة حسرةً وندامة .
ومن كل ذنب تبت إليك منه ونقضت فيه العهد فيما بيني وبينك جراءة مني عليك لمعرفتي بعفوك .
ومن كل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحرام ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم .
ومن كل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات .
ومن كل ذنب يميت القلب ويجلب الكرب .
ومن كل ذنب يورث النسيان لذكرك أو يعقب الغفلة عن تحذيرك أو يتمادى به الأمن من مكرك أو ينسِّيني من خير ما عندك
بقلم ندى ممدوح.
الفصل الثالث والعشرون ج2 من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا