
رواية رحم للايجار
الفصل الثامن والسبعون 78 ج1
الجزء الثالث
بقلم ريحانة الجنة
((حب الفرسان))
نظرات النصر وارياحية المزاج والشر القاتم اللي مالي عيونه وقلبه واحساس النصر والتفوق وشفاء الغليل كانت هي الحالة المسيطرة عليه في اللحظة دي وده قد ايه كان شعور طاغي وممتع بالنسبة ليه ..
فايز قرب منه بفخر : من سنين ماشوفتكش في الحالة الحلوة دي يا باشا واضح كدة ان النهاية قربت واللعبة هتخلص !!؟
ابتسم ليه بمكر وهو بيصب مشروبه بسعادة وبيتنفس انفاسه براحة..
حازم : حقيقي النهاية قربت ويمكن هنرتاح من مربع التعب دول وفي ضربة واحدة وخصوصا رعد خلاصنا منه هيكون اكبر جائزة لكن تعرف اني برغم كل ده هفقد شئ مهم وقتها !!؟
فايز عقد حاجبه بدهشة وفضول: مش فاهم سيادتك انت هتزعل انك هتخلص منهم !؟ اومال كل اللي فات ده كان ايه والسنين اللي عدت بكل المحاولات اللي حصلت دي كانت ليه !؟
لوي شفايفه بسخرية من ظنه الغريب والبعيد عن نواياه كل البعد !
حازم اتنهد بغليل وخبث شديد: انت غبي!؟ ازعل علي مين !؟ ده انا مستني اليوم اللي اخلص منهم فيه طول عمري ! لكن انا هفقد اكبر لعبة قمار كنت بلعبها طول عمري وكانت مسلياني ..هو انا وكل شركائي ماكناش نقدر نخلص من رعد وعيلته كلها من زمان وفي اي فرصة !؟ لكن قولتلك قبل كدة كانت هتبقي فين المتعة والاثارة !؟ انت لما بتلعب لعبة مش بتدخل تفجر المكان كله وتخلصها ويخلص الچيم في لحظة كدة !! لا لا بتفضل تستخبي وتقرب وتبعد وتقتلهم واحد ورا واحد ..كل واحد بطريقة معينة لحد ما بتكسب وتغلب وقتها بتحس بإنتصارك وكمان متعتك ...وكمان كل محاولاتي كانت بهدف ان النهاية تكون بشكل تاني كان هيخليني مرتاح ومستمتع اكتر بكتير لكن للاسف النهاية اللي كنت بتمناها حلم او اقرب للخيال !؟
فايز قرب منه بفضول: وإيه النهاية اللي كنت بتتمناها اوي كدة !؟
رفع عيونه ليه بغضب وهو بيضغط اسنانه بغليل : كنت بسعي ان نهاية الاتحاد اللي بين الاربعة دول وخصوصا رعد يكون بتسليمهم ليا وخضوعهم بكل زل ومهانة ...كنت بتمني انهم يسعوا ليا علشان ارحمهم وابعد عنهم ...كان نفسي اشوف الزل والخضوع في عيون رعد وهو بيترجاني ارحمه هو وولاده واحفاده من شري وبطشي عليهم!! لكن كان هو دايما بيقاوم ويقاتل بكل جرأة وصمود الراجل ده عنده قدرة علي المقاومة والتحمل رهيبة ..عنده كبرياء وغرور لا كان ولا هيكون في بشر مهما اتأذي هو أو اي حد من عيلته لا بيتهز ولا بيسلم ! بالعكس ده بيعاند ويقوي زيادة !! نفسي اعرف هو جايب القوة دي منين !؟
ضحك فايز بقوة من امنيته وكانت السخرية غالبة علي ضحكته...
فايز : كدة فهمت ليه قولت حلم..لكن في الحقيقة اللي بتقوله ده اقرب للمعجزة كمان عن الخيال !!؟ سيادتك اكتر واحد يعرف رعد وكنت متخيل او مستني منه يركع قصادك ويطلب العفو والمغفرة !؟ مستحيل..انا متهيألي لو شاف بعيونه اعز ما ليه بيدبح قصاده مش هيركع ويضعف ...ده بني آدم قلبه صخرة لا بيحن ولا بيتزل ....انا كمان كنت بستغرب دايما من صموده قصاد كل اللي كان بيحصل والمعافرة اللي عافرها ودايما حكيم وعاقل كنت بندهش بصراحة من عقله وتفكيره وكبرياءه الغريب ده ..
اتنهد حازم بحسرة وحقد وحسد واضح: عندك حق .. إنسان قوي واستقوي اكتر بصحابه وولاده واحفاده اللي كون بيهم امبراطوريه عظيمة وكبيرة ..عارف يا فايز برغم اني طول عمري بتمني وبسعي اهدهم وافرقهم ...الا اني كنت دايما بحسدهم علي جمعتهم دي وحبهم لبعض كل واحد فيهم مستعد يضحي بنفسه علشان التاني او علشان العيلة كلها !! تخيل اربع صحاب وخامسهم كان مروان لما كان عايش قدروا يخلوا حياتهم كلها واحدة وعائلتهم كلها مترابطة لحد ما اصبحت عيلة واحدة قوية وليها سلطة ونفوذ !!؟ عمري ما شوفت اصحاب زيهم ولا عيلة قوية ومافهاش واحد بس حتي طلع خاين !!!؟
فايز ابتسم بمكر: لا فيهم يا باشا ومعانا كمان انت نسيت ولا ايه الليدي هنا !؟
حازم بسخرية : حتي دي كمان لو كانت من جواها من البداية مش كارهة رعد وبتتمني تقضي علي غروره ماكنتش هتبيعهم حتي لو من جواها انسانة حقودة كانت هتفضل في صفهم لحد النهاية ..هنا ما كشفتش ورقها لينا وانها كانت عارفة انك الراجل بتاعي من زمان وساكتة وعاملة مصدقة انك صديق وشريك وبس الا علشان محتاجالنا ومحتاجة اننا نساعدها تنتقم مش اكتر ...لكن لو ما كنش عدي غفلها التغفيلة دي واتجوز عشق كان زمانها لسة خايفة وهايبة رعد وعاملة عبيطة ومستحيل تكشف ورقها لينا وخصوصا انها طول عمرها بتخاف من رعد وبتعمله الف حساب حتي لو لو كارهاه ...
فايز بتفكير: عندك حق بس كمان بحكم قربي من هنا طول السنين اللي فاتت دي كنت بستغرب انها الوحيدة اللي عندها لامبلاه بأي حاجة بتحصل في العيلة ومش مهتمة بأي حروب ومشاكل دايما شايفة ان رعد هو سبب كل المشاكل وهو اللي بيدخل فيها العيلة وعلشان كدة هو الوحيد المسؤل يحلها ..عارف ياباشا لما كانت بتتكلم معايا عن عدي كنت بحس انها بتتكلم عن شريكها مش جوزها كنت دايما شايف نقطة ضعفها في احساسها دايما بالنقص وانه هو صاحب الفضل عليها من البداية ..كان جواها تصميم واصرار غريب انها تثبت لنفسها وليهم كلهم انها تقدر تحقق اللي هما قدروا عليه بمساعدة بعض لكن هي حققته لوحدها ..كنت بشوف كل يوم البعد اللي بينها وبين عدي بيزيد وانا كنت دايما بشجعها عليه ..بس كنت بسأل نفسي لو هو وهي بيحبوا بعض اوي كدة زي ماهي كانت بتقول وتحكي عن حياتهم زمان ..ايه اللي يخليها تقسي عليه بالشكل ده يعني بشوف كل واحد من الخمسة ومن قبل موت مروان هو ومراته كأنهم حتتين حديد اتسيحوا وتلحموا مع بعض وبقي حتة واحدة مهما توقع بينهم او تحاول تفرقهم بيرجعوا تاني بشكل غريب وسريع !! الا هنا لدرجة اني قولتلها مرة انها جايز ما حبتش عدي زمان وكان بالنسبة ليها طوق نجاه مش اكتر لكن هي زعلت والكلام جالها علي الحساس زي ما بيقولوا وانكرت ده .. لكن كل حاجة شوفتها بعنيا من وقت ما دخلت حياتها بتقولي اني صح وانه كان بالنسبة ليها سلم طلعته ومحطات وقفت فيها وكل قطر وليه محطة نهاية وسفرهم السنين اللي فاتت دي كان هو المحطة الاخيرة اللي فيها نهاية مشوارهم سوا ..بس تعرف ياباشا هنا يمكن فيها عيوب كتير لكن مش عارف ليه كنت بحب اكون قريب منها !!؟
حازم التفت ليه وهو بشرب مشروبه بخبث: وده اسميه ايه بقي !!؟ تكونش حبتها ولا ايه !؟
فايز بإرتباك وإنكار: حبتها !!؟ إيه الكلام ده يا باشا هو ...هو انا برضوا بتاع حب وكلام من ده !؟ ويوم ما ححب!! ححب هنا !؟
حازم بتأكيد لكلامه وتحذيره ليه : خد بالك دي جدة يا فايز مش عيلة صغيرة بضفاير هنا دي زي الحيا تفضل مرقدالك لحد ما تتمكن منك وتلف نفسها حاوليك علشان تكتفك وتبخ سمها فيك...هنا دي لدعتها مش سهلة وخد بالك اكتر ان اللي تكون عارفة كل اللي كان داير من حاوليها ده وعارفة انت مين ووراك مين وتنيمك في حجرها كل السنين دي وتقنعك انها مصدقاك وهي كاشفاك ..دي ما تبقاش سهلة ولا هينة دي يتخاف منها ولازم تكون عامل حسابك ان هنا الدور عليها من بعد ما هنخلص من مربع الرعب ده رعد وعدي ومهاب وأكمل ..هي هتكون الختام فاهم يا فايز !
فايز بصدمة : وانت هتستفاد ايه من موتها ! خلاصك منها مش هيفيدك في شئ!! كمان هي بعد كدة هتقدر تساعدنا في دخولنا جوا العيلة دي بشكل اسهل خصوصا بعد ما العيلة هتكون ضعفت واتفككت هي هتكون ايدينا هناك وعنينا كمان !! يبقي ليه نخسرها مش فاهم !؟
حازم ابتسم بمكر بيأكدله ظنه في فايز : هنا بمجرد ما تخلصنا منهم هتكون كارت واتحرق وخلصت مهمتها ودورها انتهي ..كمان انا لسة قايلك من دقايق هنا دي حيا وانا مستحيل أئتمن حيا زيها واخدها في حضني ...هنا نهايتها بعدهم بنفس مصيرهم ..
وقتها فايز شرد بتفكير وحيرة وخرجه من شروده الغريب ده رنين مكالمة وكانت هنا!!؟
فايز ابتلع غصة شرود: دي هنا !؟
حازم قعد علي كرسيه وابتسم بإرياحية ماكرة : رد وسمعنا عايزة إيه!!
فايز اتنفس بهدوء ورد عليها : ايوة يا هنا !!
هنا بعصبية : انت فين يا فايز !! وحازم ليه كل ما بحاول اكلمه ارقامه كلها مقفولة !؟ انتم هتتحركوا امتي !! هو احنا مش هنخلص من حكاية عشق دي ولا إيه !؟ ولا هو حازم كان بيخدني علي قد عقلي !؟
فايز كانت عيونه مع عيون حازم وكأنهم بيتفقوا علي الرد المناسب بدون كلام !
فايز : مين قال كدة !! حازم باشا بس مشغول شوية مش اكتر ..كمان هو وعدك وانا وعدتك اننا هنتصرف يبقي تهدي بقي شوية فيه حاجات بتكون محتاجة هدوء وتفكير وتنفيذ صح علشان نضمن انها تنتهي صح !! اصلنا يعني مش هنبعتلها قناص يضربها رصاصة...انتي عايزة عشق بين ايديكي وتشفي غليلك منها يبقي تصبري وتهدي ولا إيه!؟
هنا بتحاول تتمالك اعصابها : والكلام ده بقي هيحصل امتي انا محتاجة اعرف !!
فايز اتنهد: رجالتنا اللي متابعة عدي وعشق لسة مبلغني من شوية انهم اتحركوا علشان مسافرين والحراسة بتاعتهم وراهم لسة هنعرف بقي هما مسافرين فين !؟
هنا بدهشة وغيرة : مسافرين !؟ هو واخد الهانم شهر عسل ولا ايه!؟
فايز انتبه لوصول رسالة ليه من رجالته اللي بتراقب عدي ...شافها واتنهد بهدوء..
فايز : الرجالة لسة مبلغني حالا انهم داخلين علي اسكندرية كدة مش بعيدة يعني وسهلة في اقرب فرصة هنعرف ناخد عشق بأي طريقة ماتقلقيش...
هنا عقدت حاجبها بدهشة : إسكندرية !؟ وهما رايحين هناك ليه وعلي فين بالظبط !؟
فايز : لسة هنعرف ده في وقته ..حاولي تهدي إنتي بس واستني من مكالمة هعرفك فيها كل حاجة..انا مضطر اقفل دلوقتي وهرجع اكلمك تاني ...
هنا قفلت مكالمتها مع فايز وهي تايهة وبتفكر بشكل مريب في حديثها مع نفسها!! ..
هو عدي رايح إسكندرية ليه !! وواخدها هناك ليه !! وإشمعن إسكندرية !؟
فايز انهي مكالمته مع هنا وقعد بالقرب من حازم ..
فايز : ها يا باشا اوامرك !؟
حازم : اول ما تعرف هو رايح هناك فين وليه تبلغني بسرعة...
فايز : أوامرك اعتبره حصل ..
******🌹ريحانة الجنة🌹********
كانت طول الطريق وهي معاه جواها قبضة وخوف غريب!! فيه خاطر جواها مخوفها لكن الغريب اكتر ان الخاطر ده يخصه هو !! مش خوف علي نفسها او انها خايفة وقلقانة يحصلهم حاجة ..لا لا الخوف ده خاص بيه هو وبس وكأن جواه شئ مخبيه او حاجة مش مفهومة ...فيه حاجة هتحصله لكن هي إيه مش قادرة تحدد...اتمسكت بكفوفه بقوة وخوف ...
عشق بخوف حقيقي : حبيبي هو إنت كويس !! فيه حاجة انت مخبيها عليا ومش عايز تقولهالي !؟
عدي التفت ليها بإبتسامة وراحة وهو بيتنفس هواء أجمل مكان في العالم هو بيحبه وبيرتاح فيه ..
عدي: ليه بتقولي كدة !! انا كويس اوي وخصوصا النهاردة ...ويمكن ده اكتر يوم انا كويس ومرتاح فيه من سنين كتير اوي ..اطمني يا حبيبتي ما فيش حاجة تقلق اطمني..
عشق بحيرة وهي شايفة العربية بتقرب من بناية سكنية قديمة لحد كبير ومستغربة هو أيه المكان ده !؟
عشق بفضول : مش هتقولي برضوا احنا رايحين فين !! وجاين إسكندرية ليه !؟ وإيه المكان ده !؟
وقتها العربية اتوقفت وهو عيونه علي البناية دي بحنين شديد وابتسامة حالمة ومفرحة...
عدي : قولتلك هتعرفي ..واهو خلاص احنا وصلنا خالينا نطلع فوق وانا هفهمك كل حاجة ...تعالي معايا ..
اتنهدت بإستسلام ونزلت معاه من العربية وهي مستغربة حالة التوهان والحالمية اللي واضحة علي ملامحه وحاله دي ...وطلب من الحرس يطلعوا شنطتهم لفوق وهما نفذوا وهي في دهشة مش قادرة تفهم اي شئ هو والحرس عارفين هما جاين فين وهيعملوا ايه وهي الوحيدة اللي بتتفاجأ...لكن سكتت مجبرة لرغبته وطلعت معاه...
المفاجأة هنا انها بمجرد دخولها معاه الشقة اللي فتحها شافت مكان شيك بشكل مبهر برغم ان كل قطعة اثاث فيه قديمة وطرازها قديم كمان الا انه راقي وجميل لابعد حد...بدأت تتلفت في المكان بفضول واتوقفت قصاد كم الصور الكتير اللي شافته في الشقة بأكملها صور بالحجم الطبيعي وصور في اطارات صغيرة وفيهم كمان صور مرسومة مش تصوير وكلها صور قديمة وده واضح من صاحبة الصورة وتوفيت تصوريها ...
عشق بإستغراب: كل دي صور لهنا !! تعرف انها كانت جميلة اوي في شبابها !! هي لحد النهاردة ست جميلة لكن واضح من الصور انها كانت حلوة اوي زمان ..بس إيه كم الصور دي مافيش مكان ولا اوضة مش فيه صور ليها!! هي دي شقتكم اللي اتجوزتم فيها !؟ بس إنت جبتني هنا ليه !؟
وقتها كان واقف قصاد صورة من الصور الضخمة اللي مزينة الحائط وهو مبتسم بحنين شديد وحزن ممزوج بوجع وافتقاد وعيونه بتتمعن في الصورة وكأنها بتحضنها....
عدي بحزن قوي: بس دي مش هنا !! دي حلا ..وايوة ده كان بيتنا سوا ..
عشق بدهشة : حلا !! حلا مين دي هنا يا عدي انا متأكدة هو انت كويس!؟
عدي إبتسم بمرار لصعوبة فهمها للحكاية بشكل سريع التفت ليها واخد إيديها بهدوء وقعدها وقعد جنبها واتنهد بحزن...
عدي : انا مش بخرف ولا حاجة ما تقلقيش..دي مش هنا دي حلا اخت هنا وتوأمها ...واللي كانت مراتي قبل هنا والشقة دي كانت شقة جوازي من حلا مش من هنا ...ايوة عشت مع هنا هنا فترة لكن ماكنتش كبيرة ..البيت ده كان وهيفضل طول عمره في حياتي وفي موتي بيت حلا .فهمتي !
عشق بإندفاع: بعد الشر عليك ربنا يديك العمر كله حبيبي...لكن...لكن إنت عايز تفهمني انك كنت متجوز حلا ولما ماتت اتجوزت اختها !! وكان ايه السبب علشان شبه بعض بالشكل الرهيب ده !!
عدي وقتها بصلها بحزن واحساس بالظلم بين اتوصم بيه من سنين ولسة بيطارده لحد النهاردة وبعد كل العمر ده !!
عدي إبتسم بسخرية : حقك تقولي كدة إنتي كمان بس يمكن انتي معذروة لانك لا شوفتي حاجة ولا تعرفي حاجة طبيعي تحكمي علي الكتاب من عنوانه وأي حد مكانك كان هيقول كدة برضوا...!!
وقتها شافت حالة حزن في ملامحه وعيونه عمرها ما شافتها قبل كدة !! برغم انه كتير بيكون حزين ومهموم ويمكن متأكدة انه مخبي عنها كتير لكن المرة دي مختلفة نبرة صوته نفسها محملة مرارة قوية وحزن وخزلان رهيب ...قربت منه أكتر وقعدت قصاده في وهي بتتكأ علي ركبتها وكأنها بتترجاه يطمن...
عشق بشفقة وحنان : وحياة اغلي حد حبيته في حياتك تفضفضلي وترمي الهموم اللي حواك دي والوجع اللي في عيونك وتقولي مالك وفيك إيه!!! عدي أنا قلبي بيقولي انك مخبي عني حاجة!! وحاجة كبيرة ومهمة اوي!! الحزن والانكسار اللي شايفاك فيه النهاردة ده مخوفني اوي لا ده راعبني مش بس مخوفني...مالك يا روحي إيه واجعك للدرجة دي !؟
إبتسم بحزن وهو بيخبي دمعة خزلان من اقرب شخص ليه واللي كانت اولي تكون هي القلب اللي حاسس بيه في لحظة زي دي وتكون جنبه ومعاه ...لكن للاسف اللي قصاده عشق !! عشق اللي وصل ليها وهو في نهاية مشواره واللي تقريبا ما قدرش يقدملها ولو جزء بسيط من الحب والحنان اللي تستحقه ..وبرغم كدة هي الوحيدة اللي موجودة معاه بكل جوارحها ومسانداه ...ومد اصابعه تداعب ملامحها الفانتة .....
عدي: من يوم ما عرفتك ولحد النهاردة بحاول الاقي سبب لحبك ليا وتمسكك بيا ده مش لاقي !! بحاول افهم كمية الحنان والطبطبة اللي بشوفها في نظرتك ليا وكأني اعظم شئ حققتيه ووصلتي ليه في حياتك !!! برغم إنك جيتي في حياتي متأخر اوي...جيتي في وقت أنا ماعنديش حاجة اقدمها لنفسي علشان اقدر اقدملك إنتي حاجة !؟
عشق ابتسمت بحب: وأنا ياما قولتلك أنا لا عايزة منك حاجة ولا منتظرة اكتر من اللي انا فيه معاك انك تكون جنبي وتحت عيوني واطمن بيك ...بس لا طالبة منك حب اكتر من اللي شايفاه منك ولا حنية اكتر من اللي بلاقيها في لمسة إيدك ليا ....أنا مكتفية بيك اوي وبكل حاجة بشوفها منك مهما كنت انت شايفها بسيطة ومالهاش لازمة...لكن بالنسبة ليا أنا فاهي كبيرة اوي ومكفياني اوي اوي اوي...سيبك بقي من كل الكلام ده وقولي إيه حكاية حلا وهنا !! أنا ليه حسيت انك كنت بتحب حلا اوي وليه النهاردة بالاخص اخدك الحنين ليها وجيت هنا وجبتني معاك !؟
عدي بتعب وارهاق واضح : طيب ممكن ادخل اخد شاور وندخل جوا محتاج ارتاح في السرير وتاخديني في حضنك واحكيلك !!؟
عشق ابتسمت بقوة : طبعا انت تؤمر يالا بينا انا هساعدك واجهزلك لبسك وبالمرة اجهزاك حاجة تاكلها وبعد كدة اخدك في حضني وتحكيلي براحتك...
عدي بحنين طفولي : عشق هو إنتي بتعرفي تعملي حواوشي اسكندراني!؟
عقدت حاجبها باستغراب: يعني تقريبا بعمله بس يعني مش عارفة هيعجبك ولا لا بس قولي إشمعن حواوشي اسكندراني يعني!؟
عدي التفت لصورة حلا بحنين وذكريات جميلة : حلا كانت بتحبه اوي وكنا بنعمله سوا انا وهي دايما ونتخانق مين فينا اشطر ...تعرفي اني بقالي سنيييين طويلة ما اكلتوش ولا عملته !؟
عشق: وليه بقي هي هنا مش عارفة ايه الاكل اللي انت بتحبه !!! ليه ماكنتش بتعملك اللي نفسك فيه ! ولا هي بقالها سنين مش بتطبخ بإيديها وفيه طباخين !؟
عدي ابتسم بسخرية: هنا !!؟ هنا مش بس نسيت المطبخ ونسيت انا بحب ايه وبكره ايه من سنييين ونسيت تهتم بيا ....هنا نسيتني انا بكل كياني وانا عايش معاها ...والاهم بقي انها كان عندها فوبيا قاتلة ومجنونة من أي حاجة كنت بحبها مع حلا ..اوقات كنت بحس انها داخلة معايا حرب من غير داعي لمجرد انها تمحي اي ذكري او شئ في عقلي وقلبي وحياتي كلها كان ليه علاقة بحلا...يمكن في البداية انا كنت بضايقها بكلمة او تصرف بخصوص الموضوع ده ولكن صدقيني والله عمري ماكنت قاصد الفكرة اني انسان حياته عبارة عن ذكريات عاشها مهما كانت ومهما كان اللي شاركه الذكريات دي مين !؟ المهم تعالي بقي ناخد شاور وندخل المطبخ سوا وانا بقي هعلمك اصل الحواوشي الاسكندراني وادوقك احلي مرة هتكليها في حياتك ...وبعدها بقي نقعد ونتكلم ونحكي علشان انا النهاردة قلبي مفتوح وعايز احكيلك واقولك كل حاجة يمكن ارتاح ... يالا بينا.
عشق ابتسمت: موافقة يا سيدي تعلمني وانا اطول لما عدي باشا بذات نفسه يعلمني واكل من ايده!! بس خد بالك من صوابعك بقي علشان انا متأكدة انك طباخ شاطر ومش ضامنة نفسي من جمال الاكل اكل صوابعك انت وراه ....
عدي ضحك بمشاكسة : يا بت إنتي دايما كدة متوحشة اتهدي بقي انتي مهيبرة وانا مش حملك انا كبرت علي الفرهدة دي !!
عشق قامت وهي واخداه معاها بخطوات هادية: قولتلك انت خايف احسك ما صدقتنيش هو فيه واحد كبر برضوا ومش حمل فرهدة يعمل عمايلك اللي بتعملها ده لما انت بتعمل كدة وانت كبرت ومفرهد اومال لما كنت شباب بقي وبصحتك كنت بتعمل ايه !!؟ ماليها حق هنا تغير عليك مني مهما كانت ولية قوية ومفترية وعندية ...لكن حقها من اللي شافته منك زمان !!
عدي اتنهد بسخرية : ويارتها فاكرة اللي شافته زمان ولا اللي شافته بعده هنا نسيت ...نسيت كل حاجة وكأنها قاصدة تنسي ...يالا خالينا بس نخلص علشان ناكل علشان انا جعان اوي النهاردة ونفسي مفتوحة اوي ومرتاح اوي من وقت ما جيت هنا ...
****🌹ريحانة الجنة🌹******
علامات الصدمة والحيرة كانت مخيمة علي ملامحهم بشكل صادم وغاضب من كل كلمة سمعوها وكل معلومة عرفوها ...
أكمل بعدم تصديق: أنا مصدوم يا رعد ... حقيقي مصدوم ...معقول هنا تتفق علينا مع حازم رشدي !! ازاي دماغي هتنفجر ...
مهاب بسخرية غاضبة: يارتها جات علينا احنا صدقوني ماكنتش هندهش ولا أنصدم... الغريب انها بتتفق انها تخلص من عدي معانا !!! انتم متخيلين الرخص والخيانة !! هو انا طول عمري مافيش عمار بيني وبينها لكن ماكنتش متخيل ان الموضوع يوصل لكدة !!!
رعد اتنهد بحيرة : انا اكتر شئ فارق معايا دلوقتي ان مافيش حرف من كل ده يوصل لعدي احنا لازم نتصرف بعيد عنه نحميه منها ده أكيد لكن بعد تأثير الصدمة اللي شوفته علي همس مش هجازف بعدي كمان مش عارف لو وصله الكلام ده ممكن يتحمله ازاي !!؟
مهاب برفض وحدية : غلط !! مش هينفع لازم يعرف ولازم يفهم انه كان مخدوع فيها طول عمره ...وانها اتفقت علي موته ..عدي كدة كدة هيعرف يبقي يعرف من البداية ويكون معانا في الصورة افضل من انه يعرف متأخر وهو متغفل مننا احنا كمان ...ولا إيه يا أكمل!؟
أكمل قرب من رعد بإستفهام لشئ شاكك فيه : رعد إنت وعدي مخبين علينا حاجة !؟
رعد رفع عيونه ليه بدهشة: وهنخبي إيه انا وعدي عنكم !؟ ليه بتقول كدة !؟
أكمل اتنهد بحيرة: مش عارف لكن حالة عدي الصحية انا ملاحظ انها مش تمام من وقت رجوعه من السفر كنت بقول يمكن نفسيته كانت تعبانة من الغربة والمشاكل مع هنا ...وماكنتش بحب اضغط عليه في السؤال والح اني اعرف حاجة...لكن تصميمك دلوقتي انك تخبي عنه موضوع هنا وحازم شككني انك مخبي حاجة !
مهاب عقد حاجبه: وهو احنا اغراب عن بعض ولا متقسمين لاحزاب علشان عدي ورعد يخبوا عننا حاجة زي دي !؟ رد يا رعد عدي ماله !؟
رعد استراح بظهره لكرسيه بتعب وارهاق وحيرة : صدقوني أنا كمان كنت شايف ده .. وعندي ريبة منه اول ما رجع وسألته وأنكر لكن من جوايا كنت متأكد إنه مخبي عني حاجة... وللاسف سألت وعرفت كل حاجة ويارتني ما عرفت !؟
أكمل بلهفة وقلق: انطق يا رعد ماله عدي !؟
رعد غمض عيونه بحزن ووجع: عرفت من الدكتور اللي كان بيعالجه في ايطاليا انه مصاب بكانسر في المعدة وانه عمل اكتر من عملية واستأصل في كل مرة جزء كبير من معدته ...خبي علينا كلنا بما فينا هنا ... كل مرة لما كان بيعمل عملية جراحية من دول كان بيسافر المانيا مع الدكتور بتاعه ويقول لهنا إنه معايا في سفرية شغل ...ويقولي انه معاها في سفرية وبيغير جو . ... عدي عانا لوحده وتعب لوحده وكل مرة كان بيقول انها آخر مرة ...لكن الخلايا كانت نشطة وبيرجع الورم ويرجع يشيله تاني لحد آخر مرة مابقاش فيها آمل ولا محاولات...هي مسألة وقت وخلاص كدة ...
أكمل ومهاب كانت نظرات الصدمة والحزن واضحة عليهم..أكمل قعد علي أقرب كرسي قابله بإهمال وكأنه جبل بيتهد....مهاب ابتلع غصة وجع وحزن...
مهاب بعتاب حزين : وليه خبيت علينا كل الفترة دي من وقت ما عرفت يا رعد !؟
رعد بحزن ودموع محبوسة في عيونه : مابقتش عارف احكي لمين واقول ايه ...كل الضربات كانت نازلة علي دماغي ورا بعض همس وعدي و المصايب اللي بتحصل كل يوم لحد من العيلة ...دمار في دماغي ودوشة مالهاش نهاية ... خوفت اقولكم يبان عليكم قصاده ويعرف اننا عرفنا ...
أكمل بدهشة: هو إنت ما عرفتش عدي انك عرفت بمرضه !؟
رعد خانته دموعه بعد قوة التماسك بضعف : متقدرتش يا أكمل ما قدرتش ... عدي مش صاحبي وبس !! عدي طول عمره إبني ماقدرتش اشوفه مكسور ومهزوم قصادي...هو خبي لهدف انه مش حابب يحمل حد مننا همه خصوصا وسط كل اللي كنا بنمر بيه السنين اللي فاتت بسبب حازم ..وانا ماقدرتش اواجهه واشوفه ضعيف كدة قصادي قلبي مش هيتحمل ...انا مش متخيل ان ممكن تيجي لحظة واخسر عدي وهمس يا أكمل !! دي ضربة قوية عليا اوي اوي...هدة شديدة مش عارف هتحملها ازاي مش عارف. ...
مهاب قرب من رعد وحضنه بقوة بدموع غالبة قوتهم والهيبة اللي سقطت غصب عنهم قصاد الحزن الشديد في لحظة تهد جبال شامخة زيهم ...هما حقيقي سلسلة جبال قوية وعالية متصلة ببعض برابط قوي ومتين لكن بمجرد ما جبل منهم بيتهد كل الجبال بتتأثر وتتهد حزن ليه ووجع لوجعه ...
مهاب بحزن: أول مرة اشوف دموعك يا رعد اول مرة !!!
رعد بتعب شديد وقوة تحمل بتنهار بضعف : أنا بعترف اني بتهد يا مهاب ...انا حقيقي بتهد قلبي مقسوم نصين معاهم الاتنين وكل واحد فيهم هيقع هياخد نصه معاه وقتها هتكون نهايتي معاهم مستحيل اكمل من غيرهم مستحيل يا مهاب ..
أكمل قرب منهم بضعف ووهن: لكن احنا لازم نتصرف مش هينفع نشوفه بيروح مننا يوم ورا يوم واحنا بنتفرج كدة !! مش كفاية مروان !! خسرنا واحد مننا وبقينا اربعة ايوة الموت علينا حق لكن وجع الفراق ده مميت وصعب اوي ...وانا دوقته بموت چنا والقهرة لسة جوايا والمرارة معلمة فيا ومن بعدها مروان وكسرتنا من موته...لسة هنعيده وننكسر تاني بموت عدي !؟ هي نهايتنا كلنا بتقرب خلاص ودي سنة الحياة !! ولا ده عقاب بنشوفه ووجع انكتب علينا!! هي حياتنا ليه ما بتخلناش نفرح ونعيش في هدوء !! احنا بنجري في سبق من سنين وخلاص نفسنا كلنا انقطع اتهدينا ...
رعد بحزن شديد: مش عايز اليوم ده يجي يا أكمل مش عايز اشوفه...انا كل لحظة بتمني اموت قبل ما اشوف نهايته او نهاية همس ولا حتي نهاية حد منكم ..كلكم متخيلين اني اكتر واحد هيتحمل النهايات بكل قسوتها وهو ثابت ..لكن الحقيقة انا خلاص تعبت ما بقتش ثابت قصاد الريح اللي كل يوم بتهب علينا وتقلع حد مننا من جدور قلبنا بكل جحود وتمشي وكل شوية ترجع تهب وتلخبط حياتنا اكتر .....علشان كدة انا خايف علي عدي مايتحملش خبر خزلانه من هنا وصدمته فيها ياعالم ده ممكن يعجل بشئ لسة مش جاي اوانه ... علشان كدة احنا لازم نتصرف بعيد عنه فاهمين بعيد عنه ...
وقتها السكوت والصمت خيم عليهم بملامح حزن وإنكسار شديد وكأن حقيقي الزمن والعمر مالهمش امان ولا ليهم وعهود صعب نقدر نصدق وعد من الزمان اننا مش هنتوجع ولا ننجرح ولا يكسرنا الحزن ويقسم ظهرنا بدون رحمة ولا رأفة!!!!
أقدارنا مكتوبة ووجعنا مافيش مفر منه مهما سعينا للراحة والسعادة حكم أقدارنا هو اللي بيكون الفيصل في النهاية ...
******🌹ريحانة الجنة🌹***تبع**...