
رواية جبر السلسبيل
الفصل الاول1 والثانى2
بقلم نسمه مالك
"سلسبيل" كانت هادئة و هي تستمع لحديث "بخيتة" السام، و كلماتها المُهينه لها، تنعتها بالخادمة بل ودهي أنها تريدها زوجة لابنها والمسمي ب "عبد الجبار"!!!
يا الله لقد كان شقيقه يدعي "عبد الرحيم" يعاملها بمُنتهي القسوة، طريقته كانت تصفيها بالعذاب مما دفعها تقدم على الانتحار مرات عديدة خسرت خلالهم حملها مرتين قبلها حتى يظهره،كان لا يختلسه مطلقًا معاها، الكثير من الصفعات تتلقاها منه على وجهها مباشرة اليوم بسبب و بدون سبب فماذا سيفعل شقيقه؟؟..شراء الكتب الأكثر مبيعاً على الإنترنت
تبطأت دقات قلبها و تغضب بالفزع، والرعب يدب بأوصلها جسمها، معين حرارته حتى جُمدت أطرافها وأصبحت كالرغم من تلك النيران التي تتآج بصدرها خاصة استمعت لجملة أدمت قلبها، وصنعت عبراتها تحمر علي وجنتيها الشاحبة دون بكاء عندما قالت "بخيتة" بسخرية ..
"بالك انتي لو خرچتي من أهنه أبوكي هيملك لحلك سبوتي على حل شعرك و تدلي على البندر عند أهل أمك إياك!! .. أخرتك مرات أبوكي هترميكي في زريبة مع المواشي، و أول ما و طلب يدك وافجو عليه بايبي"..
أطبقت عينيها على الفور بينما تصل إلى تجربة مؤلمة، تذكرت فقط أختها لها كلما تركت زوجها غاضبه، وكانت تجعل والدها يلقنها يصل إليها مبرحًا حتى يشعر بالندم بين يدية، لتستيقظ وتجد نفسها مستقلة داخل الحظيرة أسفل بعد البهائم، ومن ثم تعود مجبرة غير مخيرة لتنجو بحياتها من ضرب والدها المبرح، فصفعات زوجها، و كلمات والدته السامة أرحم بكثير من عداد سوط الأب الذي يمزقها ..
ارتجف جسدها حين ربت "بخيتة" على كتفها أفاقتها من دوامة ذكراها المريرة مردفة بتعقل لا يخلو من صرامتها..
"لو أبسطي في حديتي زين يا مرات والدي موجود چوازك من والدي "عبد الچبار" وجعادك حدايا أهنه الرحمة ليكِ"..
مّر الوقت و هي واقفة محلها كالصنعم تماما بلا حراك، تتابعها "بخيتة" بنظرات جامدة كعادتها،حديثها اختلافها بمقتل، وتنفذ جميع أحلامها إلى سراب..
لأنها وحيدة لا ظهر لها ولا سند حتى وجود والدها الذي كان السبب بزيجتها هذه وهي لم تمها عامها الخامس عشر حتى الآن سيزوجها مرة أخرى دون مشورتها ..
........................................... لا حول ولا قوة الا بالله🌼..... ...
ونتيجة للسيارة الحديثة بعد رحلة سفر إبراهيم لساعات طويلة من القاهرة إلى الصدارة، أسرع سائق بمغارة مقعده ليفتح الباب لـ "عبد الجبار" الذي وصل للتو، كان يجلس بجانب السائق بينما "خضرا" تجلس بالخلف بجوار ابنتيها "فاطمة، حياة". .
"الحمد لله السلامة يا "عبد الچبار" بيه.. نورت الصعيد يا كبير"..
أردف بها قائد بترحاب شديد..
"أنت هتتچوز على أماى يا أبوي؟"..
كلمات "فاطمة" ابنته الكبري صاحبة العشر سنوات، تصنعه يمد يده و يغلق باب السيارة الذي يفتحه لسائق..
شهقت" خضرا" بخفوتٍ، و أسرعت للدفاع عن كفاها على حساب ابنتها مرددة بغضب..
"اجفلي خشمك يابت"..
تمالك "الجعبدبار" أعصابه مجمّعاً بشكل عميق إلى رئتيه
قبل أن يتتبعهم ، يتحدث بهدوء لا يخفي غضبه المشحون من هوليوود وهو يتنقل بنظر بين ابنتيه قائلا..
" صوح يا فاطمة.. أنا هتچوز الليلة".. نظر لذاته وصنع قلبها يرتعد بخوف بين ضلوعها مكملاً بأسف ..
"الفضل يرچع لأمك وچدتك اللي مسلمتش من زنهم على دماغي واصل"..
"ربنا يتمم لك بخير يا أخوي، و يرزقك منبيل خيتي بالولد اللي إبجي في ضهرك و سند أخواته البنات"..
قالتها" خضرا" خافتة بابتسامة تخفي بها حزنها الذي يفطر قلبها العاشق له،فهي لن يؤثر على الإنجاب تانياً وتتجه نحو لنزيف الشديد بعد ولادة ابنتها الصغري انقذوها منه وتعلم بشق الأنف..
زفر"عبد الجبار" بضيق، واصطك على مضغه بقوة كاد أن يهشمهم، وهو يطلع لزوجته بعين يتطاير منها الشرر، ومن ثم رفع كفه وضعه على رأسها جذبها عليه مغمغمبهمس داخل أذنها.
"أنت تجرب زين أن الچوازة دي هتكون حبر على ورج وبس، وإني مريدش الواد طالما مش منك أنتي يا خضرة، وكفاياكي حديت ماسخم البنات عادة"..
حديثاً هذا أثلج قلبها، والقوات البرية الأمريكية تغزو قسماتها، فمالت على كتفه لثمته..
"منحرمش منك و لا من حنيتك عليا واصل يا أخوي"..
أردفت بخجل بصوتها الحنون الدافئ، ليهديها
"عبد الجبار" ابتسامته نادرة الازياء، و فتح باب السيارة و منها ليظهر ضخامة حجمه، و طوله الفارهه، و قد اسره جلبابه الصعيدي طول و هيبه تليق بملامحه السكايه، و اضاف لمظهره وقار و حضور تاغي..
فتح باب السيارة الخلفي لعائلته الصغيرة بنفسه، وسار أمامهم بخطوات واثقة نحو منزل الأم..
........................................... سبحان الله العظيم 🌼..
"بخيتة"..
فرت راكضة تحتمي خلف إحدي الارائك المحطمة، وهي تردد بصراخ مذعور..
"يا مري.. أنتي أتچننتي يا بت البندرية"..
كانت "سلسبيل" بحالة من الانهيار الجزئي لكنها وصلت حزنها لذروته بسبب حديث "بخيتة" الجارح، وبدأت تحطم كل ما توقفت عنه، وصرخت بجنون مرددة..
"أنا ما صدقت خلصت من قرفك أنتي و ابنك.. تقومي بطلبي من أبويا للعملاق ابنك اللي أكبر مني بخمستاشر سنه لييييييه يا وليه يا بنت المفترية"..
"بخيتة" بصدمة.. "وهه وه بتشتميني كمان يا بت المركوب"..
"انا مش هشتمك بس.. لا دا أنا هعملك عاهة مستديمة وادخل فيكي سجن الحكومه هيبقي أرحم من أبويا ومن سجنك أنتي وابنك"..
قالتها "سلسبيل" بصراخ وهي تجتذب رجالًا خشبيين من إحدي الصدر وتقوم بتحطيمها، وتجري نحو "بخيتة" وهمت بضربها بالعصا على رأسها بكل قوتها، ولكن يد قوية قبضت على معصمها فجأة، وصوت يصيح بحدة، وهو هو يتطلع فيها مدهوشًا ..
"أنتي يومك أسود.. دي حياتك كلها هتبجي سودة"..
قالها "عبد الجبار" بغضب عارم، و تقابلت وبعينيها للمرة الأولى ثم قال بصوتٍ أجش..
"أمي عندها حج أنتي صحيح حرمة جليلة الربابة، وأني علمك الأدب على إيدي....
❤️🩹❤️🩹❤️🩹❤️🩹❤️🩹❤️🩹❤️🩹❤️🩹❤️🩹
الثانى❤️🩹
أيقنت "سلسبيل" أنها ستلقي حتفها اليوم لا محالة، بعدما شعرت بألم مبرح بسبب قبضة "عبد الجبار" على معصمها حتي وصل لسمعها صوت تكسير عظامها من قوة ضغطه على يدها الصغيرة جدًا بين قبضته الفولاذية..
استرخت عضلات جسدها المتشنجة أثر غضبها العارم، و انقطعت أنفاسها وهي ترفع رأسها ببطء
كانت مضطرة أن تتطلع لأعلى حتى تصل لوجهه، فقد كان طويل القامة و ضخمًا بصورة مخيفة،
أرتعد بدنها من نظرته التي تصعقها، و صوته الغليظ الجاف جعل الدماء تنسحب من عروقها حتي بهتت ملامحها من شدة خوفها،
الخوف كان دومًا رفيقًا لها طيلة حياتها، أما في تلك اللحظة، و هي واقفة أمامه مباشرةً شعرت بخوف جديد عليها كليًا، خائفة من هيبته، ضخامة بنيته التي تفوقها أضعاف مضاعفة جعلتها كعصفور مبتل وقع بين أنياب فك مفترس سيلتهمها حية بعظامها، لكنها استجمعت شتات نفسها، و رسمت قوة زائفة على محياها المرتعدة..
"أنا مش قليلة الرباية.. أنا طول عمري محترمة و شايلة أمك و أخوك رغم معاملتهم ليه اللي مترضيش ربنا"..
همست بها "سلسبيل" بصوت تحشرج بالبكاء، ارتجفت شفتيها بل ارتعش جسدها بأكمله و أطلقت آهة خافتة و هي تحاول جذب يدها من بين كفه الضخم مكملة بضعف..
"أنا شربت المُر في بيتكم و عرفت معنى الذل، و لما قولت أخيراً هترحم من العذاب اللي أنا فيه القي أمك تقولي إنك طلبت أيدي من أبويا علشان أبقى خدامة ليها!!!"..
ساد صمتٍ آخر، بقى"عبد الجبار" خلاله يرمقها بنظراته الثاقبة.. إلى أن قال مادًا عنقه للأمام قليلًا يحذرها و يرهبها في آنٍ واحد..
"جولك ده ميعطكيش الحج تتهچمي على ست كبيرة في مجام والدتك!!"..
"مش جولتلك على عمايلها السودة.. شوفتها بعينيك بتشندل أمك شنديل.. أضرُبها على خشمها يا "عبد الچبار"
غمغمت بها "بخيتة" ببكاء مصطنع، و هي تهجم على "سلسبيل" فجأة و تصفعها بقوة على وجهها دون سابق إنظار مكملة بقسوة..
"اتفرعنت من قلة ضرب المركوب بنت الفرطوس"..
لم تتفاجئ "سلسبيل" بضرب "بخيتة" لها بل كانت أخذه وضع الأستعداد،رفعت ذراعها الأخر بحركة دفاعية تحمي به وجهها أمام أعين "عبد الجبار" المنذهلة من رد فعلها، و ملامح وجهها الجامدة التي تجاهد بصعوبة حتي لا تبكي،
كانت نظرتها ذائغة و هي تتنقل بعينيها بينه و بين والدته و قد ظنت أنه سيهجم عليها و يلقنها علقة ساخنة كما كان يفعل معاها شقيقة حتي يطفئ غضب والدته، و بعدما ينتهي من ضربها يحملها على كتفه، و يسير بها نحو غرفتهما و ينهال عليها بنوع أخر من العقاب المميت لروحها، و أنوثتها،
شحبت ملامحها كشحوب الموتي، بدأت ترتجف بشكل ملحوظ، و تصطك على أسنانها بقوة،
هنا خفف قبضة يده حول معصمها، و جذبها برفق أصبحت واقفة خلفه ظهره،كم كانت ضئيلة للغاية بالنسبة له حتي أنه اخفاها تمامًا عن والدته التي ثارت بجنون و بدأت تدفعه بشراسة حتي تتمكن من الوصول لتلك الصغيرة المختبئة خلف ظهره..
" كفياكِ عاد يا أمه"..قالها و هو يسيطر على حركتها الهستيرية بأحتضانه لها مقبلًا جبهتها قبلة مطولة..
"همليها لحالها خليها تغور من أهنة.. أني معيزهاش بعد اللي حُصل"..
تراقص قلب "سلسبيل" فرحًا و ظهرت شبه إبتسامة على قسماتها حين استمعت لجملته هذه، و لكن تلاشت ابتسامتها حتي اختفت و حل مكانها الفزع حين تحدثت "بخيتة" وفهمت هي مخزي حديثها هذا..
"صُح حديتك يا والدي..خليها ترجع لأبوها و مرته"..
نطقت بها "بخيتة" بخبث فهي تعلم جيدًا أن والدها سوف يعود إليها بها مكبلة اليدين و القدمين بعدما ينتهي من ضربها كعادته، ابتسمت بصطناع و هي تمد يدها و تدفعها بكتفها دفعة سقطت على أثرها أرضًا..
"غوري من أهنة.. جبر يلم العفش"..
أسرعت" خضرا" التي كانت تقف بعيدًا عنهم تتابع ما يحدث بنظرات حزينة على ما تفعله حماتها بتلك الصغيرة، هرولت نحوها و مالت عليها تأخذ بيدها لتساعدها على النهوض مرددة بنبرة حانية..
"جومي يا خيتي"..
تحملت "سلسبيل" على نفسها، و وقفت ثانيةً بمساعدة "خضرا"، تنفست الصعداء و هي تسير بخطي غير متوازنة نحو الخارج، و قد حسمت قرارها أنها ستفر هاربة من البلد بأكملها، و تبحث عن عائلة والدتها بمحافظة المنصورة، كادت أن تصل لباب المنزل إلا أن صوت بخيتة أوقفها مكانها بأمر ..
"أستنى أهنة"..نظرت لابنها و تابعت..
"سلمها بيدك لأبوها يا عبد الچبار لتُهرب على البندر زي ما عملت جبل سابق و تچبلنا وچع الدماغ"..
تهاوي جسد "سلسبيل"بعدما أغلقت بوجهها كل طرق النجاة، و شعرت أن أقدامها لم تعد تحملها و هي تتخيل ما سيفعله بها والدها و زوجته، ، سقطت أرضًا على ركبتيها و بدأت تبكي بصوت أشبه بالصراخ مرددة..
"حرام عليكي.. أنتي بتعملي فيا كل ده ليه.. أنا عملتلك اييييه.. منك لله.. حسب الله ونعمة الوكيل فيكي أنتي وابنك"..
جن جنون "بخيتة" و همت بالهجوم عليها لولا يد "عبد الجبار" التي تمنعها..
"عملنا فيكي أية علشان تدعي عليا أنا و ابني اللي بجي بين ايدين اللي خلقه يا وكلة ناسك"..
بينما"خضرا" تجلس جوارها، تربت على ظهرها بحنان بالغ، و انفجرت باكية من شدة تأثرها حين رأت" سلسبيل" تنظر لزوجها نظرة متوسلة و تهمس بصعوبة من بين شهقاتها..
"متودنيش لأبويا هيرميني في الزريبة و يقلعني هدومي ويضربني بالكرباك و أمك عارفة كده كويس"..
جحظت أعين "عبد الجبار" على أخرها، و شلته الصدمة عندما زحفت "سلسبيل" راكضة حتي وصلت أسفل قدميه و تمسكت بكلتا يديها بثيابه، و رفعت رأسها تنظر له بعينيها التي تذرف عبراتها بغزارة مكملة بجملة أعتصرت قلبة على حين غرة..
"أدفني مع أمي حية بس متودنيش لأبويا أبوس رجلك
.....
❤️🩹دمتم ساالمين ❤️🩹