
رواية أحفاد الجارحي
الفصل السابع عشر 17
والثامن عشر 18 الجزء الرابع
بقلم ايه محمد
خرج الطبيب البريطاني للخارج بفرحة تلمع لعيناه قائلاٍ للطبيب المصرى الخاص بمتابعة حالة “يحيى”_ أتعلم أن الحديث الذي أخبرنا به السيد “ياسين الجارحي” قبل أن تتم الجراحة هو نفسه الذي قاله السيد “يحيي” قبل التخدير ،قال أن كانت الجراحة ستفتك بحياة رفيقه فعلينا أن ننجو بحياته هو لذا فأنا مسرور للغاية لأننا تمكنا من انقاذ كلاٍ منهما ..
رفع الطبيب المصري يديه يصافحه ببسمة راقية _ لقد وفقنا الله يا صديقي …
أبتسم له الأخر ثم توجه لعمله فتم نقل “ياسين ويحيي” لغرفة عادية بعد أجراء الجراحه …
****************
بالمقر الرئيسي لشركات “الجارحي”
طوى الظرف بين يديه بصدمة ، علم الآن ما السر الذي كان يحاول أبيه أخفائه ، ولج “عدي” للداخل وبين يديه عدد من الملفات قائلاٍ دون النظر إليه _”ياسين” شوف كدا ..
تطلع له حينما لم يجد أي رد فعل صادرة عنه ليجده متصنم محله بصدمة ، أقترب منه بأستغراب _أنت كويس؟! ..
أستدار بعيناه اللامعة بالدمع إليه فوقعت عين “عدي” على الظرف المكور أرضاً ، جذبه ليرى ما به فأذا بفحوصات أجريت “ليحيى” توضح أصابتة بفشل كلوي مزمن ، جلس على المقعد بصدمة تجتازه هو الأخر فقال بذهول _خبى علينا ليه ؟ ..
قال بحزن يرافقه _معرفش والله أعلم أيه السر ورا سفرهم دا ..
ثم زفر بألم ليصيح بصوتٍ غاضب_أنا مش هقعد كدا لازم أعرف سفروا فين ؟ ..
جذبه “عدي” قائلاٍ بحذم_أهدى يا “ياسين” مش لازم حد يحس بأي حاجة ..
رفع عيناه إليه بسخرية وألم بذات الوقت _والمفروض أتصرف أزاي ولا أعمل أيه ؟ ..
صمت لبرهة ثم قال بثبات _أكيد حد من أعمامك على علم باللي بيحصل ..
قذفه بالفكر فصاح بخفوت _عندك حق ..
وخرجوا سوياً لمكتب “رعد الجارحي”..
*************
فتح “يحيي” عيناه بصعوبة ليجد الأنوار مقربة لعيناه بعدما كان الظلام الحالك ،ظن بأنه لم يعد يراهم مجدداً وها هو يعود من جديد ..
_حمدلله على السلامة ..
قالها “ياسين” وهو يتأمل تعبيرات وجهه بعدما أستعاد وعيه ببسمة هادئة ، أستدار “يحيي” ليجده على تخت مجاور له كما طلب من الطبيب فأبتسم قائلاٍ بتعب بادى بصوته المتقطع _وعلى سلامتك ..
إبتسم بسخرية _فرحان أنك قومت ولا لأنى أتنازلت وخليت الدكتور ينفذلك طلبك مع أنه هيتعبني كتير ..
كبت ضحكاته قائلاٍ بصوتٍ يكاد يكون مسموع_متقلقش حالتي متسمحش أني أتكلم كتير ..
أغلق عيناه بثبات _وجهة نظر برضو ..
أستدار بوجهه إليه يتأمله بدمعة تلألأت لما أستمع إليه فقال بعد مدة قضاها بتذكر ما فعله لأجله _”ياسين” ..
بقى مغلق العين _أممم ..
“يحيى” _طلبت من الدكتور كدا ليه ؟
أجابه ومازال وضعاً يديه على عيناه المغلقة _زي ما عملت ..
تطلع له بجدية ودمعة الفرحة به تكتسح عيناه _أنت أعظم أخ بالكون كله …
إبتسم قائلا بنفس لهجته _وأنت أعظم صديق بالكون كله ،ثم قال بحدة_ ونام بقى ..
ذمجر بتسلية رغم آنينه_مش بشكرك الله ..
أجابه بغضب _مش عايزين شكر يا سيدي أبقى ردهالي فى شريان ولا حاجة …
كبت ضحكاته حتى لا يؤلمه الجرح قائلاٍ بمرح_دانت داخل على طمع بقى ..
قال بهدوء يطغيه الثبات_كلمة كمان وهجيب حد ينقلك من هنا …
صرخ بألم حينما تهوى بالضحك _اااااه …ثم قال بعد لجم القوة مجدداً_ وعلى أيه الطيب أفضل …
وأغلق عيناه هو الاخر بأستسلام لنوماً يريح جسده الهزيل ،كبت “ياسين” ضحكاته ثم غفل هو الأخر ..
**************
بمكتب “رعد” ..
قال بحذر من أن يستمع له أحد _متقلقش يا “ياسين” “يحيى” عمل العملية خلاص أنا لسه قافل مع الدكتور وطمني الحمد لله ..
تطلع له برجاء من أن يخبره الصدق فأكد له قائلاٍ بهدوء_أكيد يعني مش هكون مرتاح بالكلام وأنا متأكد من اللي بقولهولك ..
خرج “عدي” عن صمته قائلاٍ بأستغراب _بس مش غريبة أنه يلاقي متبرع بالسرعة دي ! …
أنقلبت نظرات “رعد” لمزيج من التوتر والأرتباك ،فتسلل الخوف قلب “عدي” ليصيح بصوتٍ يكاد يكون مسموع من الصدمة حينما ترتبت أمامه الأحداث _مش ممكن ..
أسرع “رعد” بالحديث_محدش قدر يقف أدام رغبته وأنت عارف “ياسين الجارحي” كويس …
أجابه بفزع حاود قلبه لمجرد التفكير بالأمر_أنا لازم أسافرله وحالا..
ونهض مسرعاً متوجهاً للرحيل ولكنه توقف على صوت “رعد” الذي قال بحزن لمعرفة ما يشعر به _هتروح فين يا “عدي” “ياسين” منبه على الدكتور ميقولش مكانهم فين ؟ …أنا لولا رجائي له مكنش قالي حاجه عن الجراحه …
أغلق باب المكتب بغضب فشدد على خصلات شعره بعنف قائلاٍ والغضب يدفعه بلا توقف _أنا بكره طباعه الغامضة دي
إبتسم بسخرية _مش لوحدك …
ثم أشار له على المقعد المقابل له _تعال أقعد عشان نعرف هنعمل أيه ؟ ..
أنصاع له “عدي” وجلس أمامه ، جذب “ياسين” الهاتف قائلاٍ بقلق _ طب كلم الدكتور يا عمي خاليه يسمعنا أصواتهم …
جذب الهاتف ثم وضعه على الطاولة بهدوء_أنا لسه قافل معاه وقالي أنهم أخدوا نايمين حاليا بعد شوية هكلمه ونشوف بس لحد ما الموضوع دا يعدى على خير مش عايزين حد يعرف ..
أشار له بتأكيد فتطلع كلا منهما لعدي الذي يرمقهما بنظرات نارية ما بين الخوف الشديد على أبيه والغضب عن عدم السماح له بأن يكون لجواره بهذا الوقت ….
*************
بعد عدد لا بأس به من محاولات “مليكة” بالوصول إليها أجابتها بالاخير وأخبرتها عن مكانها ،أسرعوا للمكان المنشود فوجدها تجلس أمام المياه بعين متورمة من كثرة البكاء ،أزاحت “شروق” دموع عيناها قبل الأقتراب منها فيجمع الفتيات رابط قوي للغاية ليس لمجرد العيش بمكانٍ واحد ولكن الأمر أكثر مما يكون ،جلست “مليكة” على يمينها “وشروق” لجوارها فبدأت بالحديث أولاٍ_ يا بت يا هبلة حد بييأس من رحمة ربنا طب والله بكرا هيرضيكي بتؤام وهتجري تشد فى شعرك ..
إبتسمت بسخرية فبداخلها شعوراً بأنها لن تعيش تلك اللحظات ،تغلب عليها الشيطان لوهلة فجعلها تفقد ثقتها بمن أراد شيئاً فأنما يقول له كن فيكن ! …وأيضاً تناست بأن ما يفعله هو الخير للعبد فى حين أنه يراه شراً له ! …
خرجت “مليكة” عن صمتها ببسمة رقيقة ترسمها بالكد _ما أنتِ شايفة طنط “ملك” أهي الدكتورة قالتلها أيه وعملت أيه ؟ ..
تطلعت له بألم يلمع بمقلتيها قائلة بصوت منكسر للغاية ودمعاتها رفيقتها_ فى فرق يا “مليكة” طنط “ملك” كانت الخطورة عليها هى لكن أن مشكلتي الحمل من أساسه ..
قالت كلماتها الاخيرة بفيض من الدموع فأحتضنتها “مليكة” بقوة لتشاركها الآنين حتى “شروق” جاهدت لأن تكون على قدر من القوة لمواجهة الأمر ولكن بكت مثلهما ….
****************
بالمقر …
تمدد “عمر” على مقعده بألم _اااااه مالها مهنة الطب أرحم مليون مرة من العذاب دا …
تعالت ضحكات “رائد” فقال “معتز” بسخرية _نخيت كدليه يا دوك أجمد …
“جاسم” بنفس ذات اللهجة _سييه دانا شمتان فيه شماتة كان مفكر أننا بنتفسح هنا ..
“عمر” بغضب_أتقي شري يا “جاسم” أفضلك أنا حالياً بحالة غير مستقرة ..
أجابه بعصبية _على نفسك يا حبيبي ..ثم قال بلهجة سخرية مثلما قال _الكلمتين دول تقولهم لمريض من بتوعك مش “لجاسم الجارحي”…..
نهض عن مقعده بغضب_لا بقى دانت فاهم طيبتي غلط ومحتاج أوريك الصح …
وصار أشتباك هائل بينهم وسط دهشة “معتز ورائد” فحاولوا فض الأشتباك بمجهوداً كبير ولكنهم فشلوا بنهاية الأمر ، لكمه “عمر” قائلاٍ بغموض_أنا قولتلك من الأول أبعد عني بالذوق ومتجادلنيش بس أنت شايف نفسك حبتين
“رائد ” بصراخ_ خلاص يا “عمر”…
كبت “جاسم” ضحكاته بصعوبة فتطلع له “عمر” بتحذير ليرسم الجدية سريعاً قائلاٍ بنفس لهجته _أبعد عنك ! …ليه شايفني كاتب عليك ورقتين عرفي أنت عبيط ياض…
“معتز” برجاء_خلاص يا “جاسم” . ..
“عمر” بسخرية _لا حمش وعندك كرامة بسرعة الرد أوووى .
“جاسم” _غصب عنك وعن التخين وبعدين فوق بقى من جو البلطو والدكتور اللي أنت عايش فيه دا أنت أخرك بواب على قصر الجارحي من بره …
تطلع له بتوعد من تماديه بالحديث فقال بغضب _لا ما أتفقناش على كدا أنت دوست جامد فوق بدل ما أقلب عليك بجد …
أقترب منه بضيق _مخدتش بالي يا جدع مش قولت نمسك فى خناق بعض ؟
تطلع “رائد” لمعتز بصدمة فتلونت عيناهم بغضب جامح ليجذب “رائد” “عمر” من تالباب قميصه وكذلك فعل “معتز” …
رائد بغضب _بقى كدا بتستغفلونا يعني ..
“جاسم” ببسمة واسعة _بالظبط
“عمر” بغضب_أخرس يا حيوان ..
ثم أسرع بالحديث _لااا طبعاً دانا والزفت اللي جانبك دا الله يحرقه لقينا الجو قلب على شغل وجدية زيادة عن اللزوم قولنا نطري القعدة شوية …
لكمه “رائد” بغضبٍ لا مثيل له قائلاٍ بسخرية _طب مش تدخلونا معاكم من الأول على الأقل نتسلى ..
تطلع “جاسم” لمعتز بتحذير _أيدك لتوحشك أ…
بترت كلماته حينما لكمه الأخر بغضب لما فعله فتمدد أرضاً جوار “عمر” …
تطلع الأربعة لبعضهما البعض ثم أنفجر كلا منهما ضاحكاً بعدما مرت ذكريات الطفولة أمام أعينهم فما فعله “عمر” و”جاسم” كان يحدث منذ الصغر ….
حمل كلا منهم مفاتيح سيارته ليعودوا للقصر بعدما أنتهى الدوام ،هبطوا الدرج بضحكات رجولية تكتسح ملامحهم المميزة وتطوف بهم نظرات الفضول المعتادة بين الجميع ..
****************
بمكانٍ ما “بأيطاليا”.
إبتسم بخبث بعد سماعه الخطة المدبرة للفتك بأمبراطورية “الجارحي” فتناول كأسه بتلذذ قائلاٍ بسخرية _أذاً فلنري ماذا سيتمكن إبن “ياسين الجارحي” من فعله ! .
وتعالت ضحكاته بفرحة فهذا الأبله يظن بأن “عدي الجارحي” أقل شأناً من أبيه ! ….
***************
بقصر “الجارحي” ….
جلست “نور” بالأسفل لجوار “رحمة” تحمل الصغير ببسمة رقيقة ، تداعبه بحنان وتقبله بفرحة وأشتياق لرؤية جنينها ..
إبتسمت “رحمة” قائلة بمحبة _أن شاء الله يجيلك كتكوت صغيور كدا أنا حاسه أنه ولد مش بنوته بس ساعتها لو بطلتي تلاعبي “ياسين ورحمة” هزعلك ..
تعالت ضحكاتها بخجل فقالت بصوتٍ منخفض ويدها تمسد على جنينها _لا أنا أحساسي بيقولي أني هجيب بنوتة …ورغم أني لسه بالشهور الأولى بس أخترت الأسم ..
أشارت لها بفضول فقالت ببسمة صغيرة _”حلا” ..
قالت بأعجاب _أسم جمييل أوي ربنا يكملك على ألف خير يا حبيبتي .
تمسكت بيدها بحب _يارب يا “رحمة” ..
أنقطع الحديث حينما ولج الشباب من الخارج ، تعلقت نظرات “عمر” بفانته ذات البسمة الرقيقة التى تشعل جمرات القلب المهوس بلا شفقة على أحتمال ذلك اللهيب ،جلس جوارها هامساً بصوتٍ منخفض _وحشتيني أول مرة متكلمنيش على الفون وأنا بالشغل ..
إبتسمت قائلة بصوتٍ منخفض _محبتش أزعجك خصوصاً أن النهاردة أول يوم بالشركات ..
زمجر بوجهه بضيق _متفكرنيش ..
كبتت ضحكاتها فأبتسم بعشق وهو يرى عيناها الساحرة ..
أما “عدي” فجلس جوار “رحمة” بعد أن حمل الصغيرة بين يديه ، قبلها قائلاٍ ببسمته الفتاكة _ايه الجمال دا ..
جذبها “جاسم” منه لطبع سيل من القبلات على وجهه الناعم قائلاٍ بفرحة _هجوزها إبني اللي جاي بأذن واحد أحد ..
تعالت ضحكات الشباب وخاصة “داليا” التى أشارت له بأن يتطلع خلفه ،أستدار ليجد “عدي” بعينٍ تلامس حقيب من النيران فوضعها على قدم “معتز” برعب _ورحمة جدك ما جايلي ولد …
أقترب منه بنفس ذات النظرة فتراجع للخلف قائلاٍ بخوف _أنطقي يا “داليا” الله يخربيتك دا وقت ضحك ..
قالت بصعوبة من بين ضحكاتها على ما يحدث _فعلاٍ جايلنا بنوتة أن شاء الله …
حاوطه “عدي” بين يديه والحائط قائلاٍ بصوتٍ كالرعد _متقربش لبنتي تاني عشان مزعلكش ..
إبتلع ريقه برعب وهو يحتضن رقبته فأشار له بالموافقة ، تراجع للخلف فنهض “معتز” سريعاً مقدماً الصغيرة له ببسمة واسعة _بنت حضرتك يا وحش ..
جذبها منه بهدوء ثم جلس جوار “رحمة” التى كانت تحاول الثبات من هوس الضحك الذي حاوطها …
شرد “ياسين” بمكالمته مع أبيه وطلب “ياسين الجارحي” لهم بالبقاء لحين عودتهم ، حزن للغاية فكان يود الأطمئنان عليهم ولكن أمام أصرار عمه ألتزم الصمت .
تطلع “أحمد” للقصر بنظرة متفحصة ثم قال بهدوء “لنور”_ أمال فين “أسيل” ؟ .
أجابته ببسمة هادئة _لسه قافلة معاهم ..على الطريق …
ثم قالت بحماس _أهم وصلوا ..
أستدار الجميع لما تشير إليه “نور” فأذا “بمليكة وشروق” يقتروبون من مجلسهم أما “أسيل” فصعدت للأعلى سريعاً مما زرع القلق بقلوبهم ، أقترب “أحمد” من “مليكة” فوضعت عيناها أرضاً بدموع جاهدت بأيقافها مما جعل الجميع بحالة من الفزع لما قد حدث لهم ولكن تبين لهم من نظرات “أحمد” لها بأنه يعلم ما أرتكبته ! ..
رفع يديه أمام وجهها بغضب _سألتك وكدبتي عليا يا “مليكة” ..
قالت من وسط دموعها بصوتٍ متقطع للغاية _مكنتش أعرف أن دا هيحصل ..
أقترب منهم “عدي” فأحتضن “مليكة” بأستغراب _فى أيه ؟..
تدخل “ياسين” مسرعاً قائلاٍ بهدوء_محصلش حاجة لكل دا يا “أحمد” ..
أستدار له بغضب _محصلش أزاي يعني أنت مش شايف “أسيل” عاملة ازاي ؟ ..
ثم تطلع “لمليكة” قائلاٍ بهدوء يحاول التمسك به _أوكى عملت اللي فى دماغها رجعة زعلانه ليه بقى ؟ ..
وزعت “مليكة” نظراتها بين زوجها وأخيها بخوف فشك “ياسين” بالأمر ليعلم الآن ما المأذق التى ألقت به زوجته ؟ ..
زفر “جاسم” بضيق _ما تتكلمي يا “مليكة” أيه اللي حصل ؟ .
عفت عنها “شروق” حينما وجدتها بضغط كبير فقصت بحزن على مسماعهم ما قالتله الطبيبة ليعم الحزن الوجوه وتتعالى شهقات بكاء “مليكة” لشعورها بالذنب لمعاونة “أسيل” فلم تكن على علم بأنها ستعاونها على أن تتحطم !! … ..
حاوط الحزن عين “جاسم” على ما أصاب شقيقته حتى “معتز” حاوط زوجته بأحضانه حينما أنهارت من البكاء ، أما “عدي” فأشار لأحمد بالصعود للأعلى فزوجته بحاجة إليه ،أما “ياسين” فجذبها من أحضان “عدي” لأقرب مقعد ثم جفف دمعاتها قائلاٍ بهدوء _خلاص يا حبيبتي دا المكتوب واللي كان لازم تشوفه سوء بيكِ أو بغيرك ..
أشارت له قائلة بصوتٍ ضعيف فهي بحاجه للأنهيار على شقيقتها ورفيقتها المقربة _ خدني أوضتي يا “ياسين” ..
أنصاع لها على الفور فحملها للأعلى بينما تبقت “نور ورحمة وداليا” جوار “شروق” يستمعوا لما حدث من بدأ الأمر …
***********
هرول مسرعاً للأعلى كأنه يحلق بدون أقدام ، قلبه يغزوه الحزن كالخناجر المتتالية ، تمنى ولو للحظات بأن لو كان هو من يمتلك ذلك العيب لمحو آلآمها …
وقف أمام باب غرفتهما قائلاٍ بعد عدد من محاولاته للولوج _”أسيل” أفتحي …
لم يستمع لأى رد على حديثه فطرق الباب بهدوء مجدداً _خالينا نتكلم طيب …
دون جدوي فعاد للحديث مجدداً _عشان خاطري يا حبيبتي أفتحي .
زفر بضيق فرفض أن يحطم الباب فيفزعها لذا سلك التراس ليصل لها ، ولج للداخل بصعوبة كبيرة ليجدها تجلس أرضاً وتحتضن رأسها كأنها تخفيها من العالم بأكمله ، شعر لوهلة بأنه فقد قواه لرؤية معشوقته كذلك ولكن حبه يستدعيه بأن يكمل قوياً لأجلها ، أكمل خطاه بهدوء ثم جلس لجوارها ببسمة صغيرة
_كدا تخليني أعيد جو المراهقة تاني وأنط من فوق السور شبه مجنون ليلى …
بقيت كما هى لم ترفع رأسها بعد فأستند برأسه على الحائط قائلاٍ ببسمة هادئة وعينان هائمتان _تعرفي يا “أسيل” أيه هو عيبك الوحيد ؟ ..
رفعت رأسها بأهتمام وخوف من سماع ما سيقول فأكمل دون النظر إليها _أنك دايماً شايفة نفسك أقل من الكل بالرغم أنك أفضلهم ..
وزعت نظراته بينه وبين الفراغ بتفكير عن هذا الشيء الذي يتحدث عنه فأستدار لها قائلاٍ بعينان تنبعان بعشقٍ يزداد عن ذي قبل مما زاد دهشتها ! ..
_بصى لعلاقتنا كويس وأنتِ تعرفي …
ثم جلس مقابل لها فلم يفصلهما سوى مسافات قليلة ، رفع يديه يجفف دمعاتها قائلاٍ ببسمة تحمل العشق والمرح بأنٍ واحد _قبل ما أكون زوجك كنت أقرب صديق ليكِ سهل الجواز سهل جداً بس الصعب أن الزوج دا يكون هو نفسه أقرب أصدقائك …
وإبتسم بمرح _قوليلي بقى هتلاقي فين زوج وصديق زيي ؟! ..
رسمت بسمة بسيطة بالكاد يطغوها الحزن فرفع وجهها لتقابل عيناه قائلاٍ بألم _والله ما عايز من الدنيا دي غيرك أنتِ ولا يهمني الأولاد ولا أي شيء غير أني أشوف فرحتك وأشوفك سعيدة …..
ثم قال بهدوء _لو كنت أهتميت بالكلام دا كنت وافقت انك تروحي من زمان ولو كنت أعرف أنك راحة كنت همنعك لأن النتيجة دي ولا ليها أي لزمة ..
جفف دمعاتها التى تهبط كالسيل _مصممة تجرحيني برضو ! ..
أشارت له بالنفي فقال بغضب مصطنع _أمال أيه اللي بتعمليه دا ؟ ..
جففت دمعاتها ببسمة صغيرة فقال بغمزة من عيناه _ مفيش مانع نغير العلاقة للزواج والصبح نكون أصدقاء عادي جداً برضو ..
لكمته بخفة ثم أندست بأحضانه تستمد منه قواها وبسمته ترسم دون توقف على ما فعله لأسعادها رغم ما تمر به ، شدد من أحتضانها قائلاٍ بصوتٍ يكسوه لفحة من الآلم لكبتها دمعاتها _لو تعرفي أنا شايفك أزاي عمرك ما هتفكري غير أنك تكوني جانبي فى كل ثانية يا “أسيل” ..
ثم همس مجدداً _متمنتش حد غيرك حتى بأحلامي بتكوني فيها لأنك جزء من روحي وكل حاجة فيا ..
قالت بصوتٍ متقطع على أثر الدموع _أنا بحبك أوى يا “أحمد” ..
مسد على شعرها ببسمة هادئة _نقطة فى بحر حبي ليكِ يا قلب “أحمد”…
ثم حملها للفراش ليداثرها جيداً ،ويديه تمسد على شعرها الحريري يتراقب ملامحها التى غاصت بنوماً عميق من شدة البكاء ….
************
بالأسفل ..
وبالأخص بغرفة المكتب
زفر “حازم” بألم بعد معرفته بما حدث _هو ليه بيحصل مع “أحمد” دايما كدا ؟ ..
أجابه “عمر” بهدوء _”أحمد” قداها يا “حازم” …
أجابه بتأكيد _عارف بس للاسف مهمته صعبه أوي …
تطلع لهم “معتز” بحزن _”أسيل” هتكون بفترة صعبة فبجد الله يعينه على اللي جاي …
كلمات قالها “معتز” تحمل لمحة من المجهول القادم ….ترى ما الذي ستفعله “أسيل” لتنال غضب “أحمد”؟؟؟؟
وهل سيمنحها الغفران تلك المرة؟؟؟؟..
ماذا سيقابل “ياسين الجارحي” وهل سيتمكن من البقاء على قيد الحياة فى وقتٍ يلزمه بترك الحياة ؟؟؟؟!!!! ..
هل ستكون المواجهة موزونة بين عدو ياسين اللدود ومع “عدي الجارحي” ؟؟؟؟…
ومن الذي سيدفع تذكرة هذا العداء؟؟ ..
واخيراً هل سيتمكن الشباب من اثبات نقطة ما يريد “ياسين الجارحي” أثباتها وماذا لو علموا بأنه تعمد أن يفشلهم بكل مرحلة خطط لها ؟؟؟؟؟
يتبع…🌺
رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الحلقة الثامنة عشر
…….شعر القلب بك!!………
بالصباح الباكر …
ولج حينما أستمع أذن الولوج ،رسم بسمته العذباء قائلاٍ بثباته الذي لن يتخلى عنه رغم بسمته!..
_صباح الخير يا ست الكل …
حملت سجادة الصلاة ثم طوتها ووضعتها على الأريكة بحرص قائلة بفرحة عارمة لوجوده _صباح النور يا روح قلبي ..
أقترب “عدي” منها ثم أنحنى ليقبل يدها قائلاٍ بوقار_تقبل الله ..
وضعت “آية” يدها على شعره الغزير ببسمة هادئة _منا ومنك أن شاء الله يا حبيبي ..
نهض ليقف أمامها فتأملته ببسمة بسيطة ثم قالت بصوتٍ مرتبك لعلمها بأنزعاجه بما ستتفوه به
_بتقلب لأبوك …
تطلع لها بنظرة مطولة محملة بالحزن حينما تذكر سفر أبيه وقلقه على حالته ،نعم فمهما كانت التحديات بينهم فهو أبيه بنهاية الأمر ،الجميع بالقصر يعلمون بأن علاقة “عدي” و”ياسين الجارحي” غريبة نوعاً ما ولكن الحائل على الجميع أن الحب يغلفها ! ..
تأملت ملامحه بأهتمام فقالت بتذمر _هموت وأعرف أيه اللي بينك وبينه! ..
أنتشله صوتها من دوامة الفكر المفروضة فأستعاد ثباته من جديد _أنا نفسي ما أعرفش ..
ثم أقترب منها ليحاوطها بذراعيه قائلاٍ بمشاكسة_يمكن حب…. تحدي ….عند …أوعدك لو أتوصل لأجابة السؤال دا أنتِ أول واحدة هتعرفي
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق فقالت بسخرية _أنا غلطت بتشبهي ..
ثم أشارت إليه بأن يقترب منها لتهمس بمرح _أنت أصعب من “ياسين الجارحي” نفسه
غمز لها بطرف عيناه المذهبة قائلاٍ بمكر _عارف ..
_أيه دا خيانة ! ..
قالها “عمر” بمزح حينما رأى السعادة المتبادلة بينهما ،أستدارت برأسها ببسمتها الرقيقة _متأخر عن معادك نص ساعة ..
قبل رأسها قائلاٍ بملامح يلفحها الضيق _أكيد بعد اللي شوفته فى المقر لازم أخد كفايتي من النوم ،أنا كنت فاكر أن وظيفتي هى الأصعب بس طلع فى الأسوء ..
لم تتمالك ذاتها فتعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث _عشان تقدر باباك كويس ..
رمقها بنظرة جانبية ثم أستدار ليتفحص بعناية المسافة بينه وبين “عدي” وحينما تأكد من أنه بمأمن من عدم أستماعه إليه قال بصوتٍ غاضب ومنخفض بعض الشيء_أنا مقدر من يومي هو إبنك دا اللي عامل فيها توم كروز وداخل فى تحديات مع “ياسين الجارحي” ومجرجرني وراه هتقولي أيه قدري ومكتوب …
حاولت جاهدة أن تكبت ضحكاتها فأكتفت بمحاولاتها البائسة على لفت أنتباهه لمن يقف خلفها بنظرات كالجمرات ، أستدار للخلف ببسمة واسعة _ دعني أفرغ ما بجعبتي يا فتى فأن الأمر يزداد سوءاً منك ومن “ياسين الجارحي” سوياً ..
تعالت ضحكات “عدي” فرسمت مزيج من الدهشة والذهول على وجوههم ،رفع يديه على كتفيه قائلاٍ بسخرية _طب يلا يا خفيف ..
وأستدار لها ببسمة مبسطة _عن أذنك يا أمي ..
أشارت له بفرحة لرؤية البسمة والمرح تسود الأجواء بين صغارها …
****************
بالأسفل …
أشاحت بعيناها عنه حتى لا يرى وجهها المشتعل من شدة الخجل ، رفع عيناه يتفحص القاعه فأبتسم بخبث ، حاوطها بذراعيه مسترسلاٍ كلماته المعسولة
_بحاول أخليكِ تقتنعي بكلامي مش أكتر …
قالت ونظراتها بعيدة عنه _ متشكرين على الكرم دا ..
أستند “رائد” بجذعه على الطاولة هائماً بنظراته إليها ثم قال بمكر_طيب أفهم بتخبي عني وشك ليه ؟ ..
أشتعلت جمرة الخجل فبدت كأنها أمام حرايق هائل ، لعنت ذاتها على ما قالته له بالصباح فأصبح بهذه الواقحة ليؤكد لها بأنها خاطئة فهناك عشقٍ يتغلغل بالأعماق فيلامس اسوار قلبه عن تعمد ليكتب حروفها بنفسه حتى لو غابت عن عقله لثوانٍ يقرأ حروفها المختمة على القلب فيسحبه الحنين لها ، أرتكب خطأ ذات مرة فتحطم القلب وشوه ذلك الأسم المحبب إليه ، فكلما كان يحاول نسيانها كان القلب يتأجج بالجمرات لتلمع حروفها من جديد بتحدى سافر بأنه لن يتمكن من نسيانها وكذلك هو ، ختم بئر ذكرياته ببسمة بسيطة فرفع يديه على يدها لتنهض من جواره بصدمة_أنت أتجننت صح ؟ ..
ضيق عيناه بسخرية فنهض ليقترب منها بكلماتٍ غامضة _ يعني محاولة أثبات حبي ليكِ جنون ؟! ..
تراجعت للخلف بتوتر وعيناها تجوب قاعة القصر بأرتباك من وجود أحداً ! ، إبتسم بتسلية وهو يراها بهذة الحالة فتذكر تقربه منها منذ الوهلة الأولى لهم فلا مانع للعودة مجدداً لذكريات تجعله يبتسم كالمجنون مثلما وصفته هي ! …
شيئاً صلب منعها من التقدم أكثر ، أستدارت لتجد ذاتها منحصرة بين الحائط وذراعيه ،نظراته تتعمق بعيناها كأنها تتوعد لها بأفتضاح مكنوناتها ! …
أعطت ألاف الأشارات للسانها بالحديث ولكنه عاجز عن ذلك ….فالعقل شارد بالعينان والقلب يستمع لطرب نبض الأخر المقرب إليه ، تمكنت بعد لحظات مطولة من الحديث ؛ فقالت بصوتٍ يكاد مسموع_ أبعد يا “رائد” وبطل جنان ..
كبت ضحكاته قائلاٍ بسخرية _أنتِ اللي بدائتي الجنان يا بيبي يبقى تستحملي للأخر ..
رفعت عيناها تتفحص الدرج الداخلي للقصر فزفرت بأرتياح حينما لم ترى أحداً من أبناء أعمامه ، شهقت بصدمة حينما رفع يديها يقبلها بعشق ثم تطلع لها قائلاٍ بمكر منخفي بعيناه _أنتِ فعلا صح أنا أنشغلت عنك بأخر فترة بس أوعدك مش هتكرر ..
سحبت يدها سريعاً ثم قالت بندم _لاااا كنت غلط والله أنا أسفة مش هقول كدا تانى ..
كبت ضحكاته بصعوبة ورسم الجدية مرة أخرى _لا يا روحي مش غلط أنتِ صح …
صاحت “رانيا” بغضب وهى تراه يقلص المسافات بينهم _لاااا غلط والله أنا غلط سبني بقى أطلع أشوف أولادي لو سمحت ..
جذبها لترتطم بصدره فكور يديها بين كفة يديه خلف خصرها بينما حرر يداه الأخرى ليمررها على وجهها بهمس_متعودتش أخرج من نقاش من غير ما أنهيه وأنتِ اللي أختارتي المكان دا يبقى تستحملي بقى ..
تاهت بعيناه الرومادية قليلاٍ فشعرت بأنها لم تعى معاني الكلمات التى ستتفوه بها ! ، لم تجد سوى وصفاً واحد لذلك المغرور الشبيه بأبيه “رعد الجارحي” من وجهة نظرها فحاولت تحرير يديها ولكن فشلت كالعادة فأستسلمت ليديه برضا تام ، إبتسم قائلاٍ بغرور _أحلى حاجة فيكِ يا روحي أنك بتقدري أقصى حد لطاقتك ..
رمقته بنظرة نارية فتعالت ضحكاته بتسلية لرؤية ملامحها الغاضبة ..
_أيه اللي بيحصل هنا دا ؟ ..
صوتٍ قطع النظرات بينهم ،فأستدارت لتجد أبيه أمامهم ، جذبت يديها منه ولكنه أبى تركها ، تطلعت له بصدمة من نظراته المثبتة عليها رغم وجود “رعد الجارحي” لجواره …
وزعت نظراتها بينهم بوجه شبه ناري من شدة الخجل الذي تشعر به ، رأف بحالتها أخيراً فتركها ببسمة أنتصار لتسرع للأعلى تهرباً من نظرات “رعد” ،وقف يتأملها وهى تختفي من أمامه تدريجياً بنظرته المشتعلة بعشقها ، ثم أستدار لأبيه قائلاٍ بهيام _صباح الخير يا بابا ..
رمقه بنظرة نارية ثم قال بسخرية _دانت اللي بابا يا عم …
ثم قال بحدة _طب على الأقل أظهرلي بعض الأحترام !..
أقترب منه ببسمة مكر ثم قال بزعل مصطنع _الأحترام كله لحضرتك أكيد بس أنا كنت بطبق أحد دروسك ليا ..
ضيق عيناه بعدم فهم فأكمل “رائد” حديثه الماكر _قولت الراجل الناجح هو اللي يقدر يتغلب على مشاكل بيته دون ما حد يتداخل فأنا حاليت أهو دون تداخلك حضرتك اللي جايت فى أخر الصلح مش ذنبي بقى ..
رمقه بنظرة سخرية _تصدق أقنعتني يالا ! ..
رفع يديه بتحية مرحة _تلميذك يا “رعد” بيه ..
كبت ضحكاته بصعوبة فقال بحذم _طب على شغلك يا خفيف ..
جذب مفاتيح سيارته الموضوعة على طاولة الطعام ثم لوح له ببسمة واسعة _أشوفك بالمقر يا أبو رائد يا عسل ..
وغادر لسيارته سريعاً فأبتسم “رعد” قائلاٍ بصوت منخفض _اللي كنت بعمله فى ولاد عمي إبني بيعيد أمجاده …
وأشار برأسه بخقة فأستدار ليتفاجئ “بعز” أمام عيناه بنظرات نارية تشيح بالغضب المدفون داخل عيناه ، أقترب ليقف أمام عيناه بصمتٍ قطعه بعد قليل بصوتٍ كالجمرات _”يحيى” فين ؟.
جذبه “رعد” لغرفة المكتب سريعاً قبل أن يستمع إليه أحداً فدفشه بالداخل بغضب _أبعد عني ….وجاوبني على سؤالي أخويا فييين ؟ ..
أغلق “رعد” باب المكتب قائلاٍ بضيق _أهدى شوية الله …
إبتسم بسخرية _لا بجد ! ..واحد يكتشف أن أخوه الكبير مصاب بفشل كلوي ومسافر بره مصر يعمل جراحة خطيرة بدون علمه وعايزه يكون هادي! ..
صاح بغضب_”عز” أنا مقدر حالتك كويس”يحيى”كويس وفى ظرف 24ساعة هيتنقل هو و”ياسين” بالطايرة لمستشفي الدكتور اللي بيتابعه فى مصر فأرجوك حاول تتحكم بنفسك عشان محدش يحس بحاجه وبالأخص “ملك”
فتحت الباب الذي يفصلها عنهم بنظرة تكل بالصدمة والألم ؛ فشعرت بأن قدماها لم تعد تحملها على الوقوف ، معشوقها ينازع للحياة بدونها ، نعم كانت تشعر بأن هناك أمراً غامض فظنت بأنه مجرد شك لذا قررت أن تتجه لمكتب أخيها تخبره عن قلقها لتفق على صدمة مريبة ، صعق “رعد” حينما وجد شقيقته أمام عيناه حتى “عز” تأملها بحزن فهو يعلم جيداً كم تعشق أخيه ، رفض العقل تصديق ما يحدث لذا هوت أرضاً ،أغلقت عيناها بدموع غزت وجهها بدون توقف ، أسرع إليها “رعد” فحاول أفاقتها ولكن لم يستطيع ….
صرخ “ياسين” بصدمة حينما كان يتجه للمقر فوجدها تسقط مغشي عليها أمام مكتب “رعد” فأسرع إليها بصدمة _ماما …
حملها مسرعاً للأعلى فطلب منه “رعد” بأن يضعها بفراشها ويذهب ليطلب الطبيب ففعل فى الحال ..
*************
تسللت رائحة الطعام لها ؛ ففتحت عيناها بأستغراب ، نهضت عن فراشها تبحث بالغرفة بذهول وحينما لم تعثر على شيء قالت محدثة ذاتها
_أنا متأكدة أن دي ريحة بيتزا ! ..
وضعت يدها على جنينها ببسمة مشاكسة_ أنت كمان بتحب البيتزا زي مامي …
طرقعت يدها ببسمة نصر _ولا يهمك هنزل أطلب 2بيتزا حجم عائلي ..
وهبطت “مروج” للأسفل سريعاً ، توجهت للهاتف الموضوع على الطاولة ، خطت بخطي سريع بعض الشيء ولكن سرعان ما توقفت حينما أزدادت الرائحة شيئاً فشيء ،تتابعت الرائحة بأهتمام ؛ فوصلت لمطبخ الفيلا الرئيسي ، تبلدت خطاها حينما رأته يرتدي مريال المطبخ ، مستند بجسده العريض على الطاولة ويتابع على الحاسوب الصغير الخاص به طريقة تحضير البيتزا ويتبعها لأجلها هي ! ..
فرد العجين على الطاولة فتذكر ما بداخل الفرن الكهربي ،أسرع إليه فأنحنى قليلاٍ يخرج ما بداخله بعدما أرتدى قفازات عازلة للحرارة ،إبتسم بثقة _هتعجبها أن شاء الله …
وحملها لأقرب طاولة ثم حمل السكين وشرع بتقسميها ليصرخ ألماً من فرط الحرارة ،تعالت ضحكاتها بعدم تصديق لما يفعله فأنتبه لها ، أقتربت منه ببسمة بسيطة ففتحت أحد أدراج خزانة الأطباق وأخرجت سكين دائري الشكل ثم قسمتها بسرعة كبيرة جعلته فى حالة من الذهول ؛ وضع السكين جانباً قائلاٍ بسخرية _بالسرعة دي ! ..لا فى حاجات أتطورت بالمطبخ ..
إبتسمت وهى تتأمل وجهه الملطخ بالدقيق فأقتربت منه تزيحها بسعادة فقالت وعيناها تخطف النظرات لعيناه _كل التعب دا عشاني ! ..
رفع يديه حول خصرها مقربها منه _وأكتر من كدا ..
ثم رفع عيناه ساخراً_أينعم تماديت بأختيار دخول المطبخ بس عشان عيونك أنتِ أروح جهنم الحمرا لو حكمت ..
إبتسمت بسعادة _حبيبي يا “مازن” ربنا ما يحرمني منك يارب ..
خلع القفازات ببسمة سخرية_ وفري الدعوات دي لحد ما تدوقي البيتزا جايز تغيري رايك …
جلست على المقعد بدلال _دوقني أنت ..
رمقها بنظرة جانبيه ليتمتم بضيق _كمان ! ..
ثم حمل قطعة وقربها من فمها لتتناولها بتلذذ_واووو بجد تحفة ..
إبتسم بعشق يتربع بين دفئ العينان _ألف هنا يا روحي ..
وضعت عيناها أرضاً بخجل فحمل الأطباق المتسخة ثم وضعها بجهاز التنظيف ،تتابعته بعيناها بأرتباك مما ستتفوه به فقالت بتوتر _”مازن” ..
قال دون النظر إليها _نعم ..
_هو ممكن يعني أ…
قطعت كلماتها بأرتباك شعر به بلهجتها فأقترب منها بأستغراب _ممكن أيه ؟ ..
أجابته بعدما أستردت قدر من الثقة للحديث _”مازن” أنت تفكيرك مختلف وهتقدر كلامي بس بليز متاخدوش بمعاني تانية ..
تطلع لها بجدية فأسترسلت حديثها ببعض الخوف _أنا حابة أكون مع ماما وبنات عمي فى الأيام دي فياريت تقبل أقتراح بابي ونروح نعيش معاهم لحد بس الولادة ..
بقى صامتٍ يتراقبها بنظرات ساكنة فأكملت بهدوء_أنت عارف يا “مازن” أني أتعودت أكون بينهم وبجد دا أكتر وقت محتاجة أكون معاهم بس من غيرك لا مش هحس بفرحة ..
صمته جعلها تتنبئ رده المحتوم فوضعت عيناها أرضاً بحزن
_وأهو هتكون فرصة أرزل على أخوكِ وولاد عمك الأرزل منه …
قالها بغمزة من عيناه فصرخت بفرحة ثم أحتضنته بحماس فأبتسم قائلاٍ بعشق_سعادتك دي عندي الأهم يا “مروج”
أندست بأحضانه بسعادة فدفشها برفق وهو يهرول للفرن الكهربي بغضب بعدما تسللت رائحة الحرق له _البيتزا الله يحرقك ..
لم تتمالك ذاتها من الضحك على مظهره المضحك فكبتت ضحكاتها بيديها …
*****************
بقصر “الجارحي” ..
تطلعت للفراغ بصمتٍ يجوب بعيناها ،أعطي الطبيب الدواء لرعد بعدما أخبره بعدم تعرضها لصدمات نفسية أخرى ، لحق به “عز” للاسفل وتبقى “ياسين” لجوارها …
داثرها جيداً قائلاٍ بحزن لدموعها _هو الحمد لله بقى كويس ليه البكى بقى ؟!..
أجابه “رعد” بمحاولة لأخراجها مما هى به _معرفش يا ابني هى الظاهر عندها كبت …
فشل بأخراجها مما هى به فأشار له “ياسين” بأن لا جدوى من المزح ، جلس المقعد وجلس أمامها قائلاٍ بحزن على حالها _ماما عشان خاطري بلاش تعملي بنفسك كدا ..
أستندت على جذعها لتتأمل الغرفة بتفحص فأبتسم “رعد” وتوجه للمغادرة قائلاٍ ببسمة ساخرة _واضح أن فى شيء خاص بين الأم وإبنها …أنا بره لحد ما تخلصوا ..
إبتسم “ياسين” على داعبته ثم أستدار ليكون مقابلها بأهتمام ، أزاحت دموعها قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع _كلم “يحيى” وخاليني أسمع صوته ..
أخرج هاتفه بترحاب _بس كدا حاضر ..
وبالفعل طلب والده الذي أجابه على الفور …
_خير يا “ياسين” أنت لسه قافل معايا من نص ساعة ..
=خير بأذن الله ..أنا بس كنت ا..
وقطع باقي كلماته بالصمت فلم يعلم ما عليه فعله لذا لجئ للصدق فأستكمل حديثه بهدوء
_ماما عرفت بكل حاجة ..
صاح بصدمة _أييه طيب أزاي ؟ ..
تطلعت له “ملك” بدموع فاضت كالسيل فقال
_مش مهم يا بابا هى سامعه حضرتك ..
صمت قليلاٍ ثم قال بلهفة
_طيب أدهاني أكلمها …
أشارت له بدموع بأنها لا تود الحديث معه بعد الآن ، لا طالما كان يتعمد أغمادها بالدموع ، لا طالما كان يتعمد أن يواجه الألم والآنين بمفرده دونها ! …أليست زوجته ويحق لها مشاركته ألآمه ؟! …
قرب “ياسين” الهاتف إليها حتى تستمع ما يقول
_”ملك” أنا كويس يا روحي متقلقيش ..
عارف أنك زعلانه مني لأني خبيت عليكِ بس أنا محبتش أشوف الحزن والقلق والخوف فى عيونك …
…..”ملك” ..
ممكن تردي عليا ….
لم ياتيه الرد فعلم بأن تلك المرة لن يتمكن من نيل السماح بسهولة فأغلق الهاتف بعدما أكد على “ياسين” بأن يحرص بعدما التفوه بالأمر حتى لا يصل الأمر “لآية” …
*****************
على التراس الخارجي للقصر …
جلس الشباب لتناول طعام الغداء، وقف “عدي” على مسافة قريبة منهم هائم بياسين الجارحي وما يفعله فى سبيل تلك العائلة ، شعر بفخر من نوعاً خاص به ولكن يصعب بملامحه الثابتة أن يفشي لأحد ما يدور بخاطره ..
_”عدي” ..
قالها “جاسم” وهو يقترب منه أستدار بأستغراب من لهجته الجدية ، أقترب ليقف على محاذاته قائلاٍ بعد فترة من الصمت _وعدتني قبل كدا أنك دايماً هتقوم بمهامك على أكمل وجه وأنك هتكون فى وش المدفع دايماً لأنك الحفيد الأكبر للعائلة وأخونا الكبير ولا أيه …
خلع نظارته السوداء بتفحص ثم قال بصوتٍ غامض_أخر مرة قولت فيها الجملة دي كانت من سبع سنين أعتقد لما بدلت حصان “معتز” من الأسطبل بدون علمه …
ثم أعتدل بوقفته بثبات _المرادي وقعت مع مين اللي مخليك تطلب مني حماية ؟ .
أستدار يميناً ويساراً ثم إزدارد ريقه الجاف قائلاٍ بصوتٍ شبه معدوم _”ياسين الجارحي” ..
بقي ثابتٍ للحظات ثم أشار له بأن يبوح بما فعل فأسرع بالحديث _بصراحه هى مش أول مرة أعملها لما عمي بيسافر بره مصر بركب عربيته وأنا رايح الشغل …
ثم رفع عيناه يتفحص ملامحه فوجده يتطلع له ببرود فأكمل بصدراً رحب _بس المرادي العيار فلت والعربية أتخرشمت وطبعاً أنت عارف الباقي ..
أرتدى نظارته مجدداً قائلاٍ بسخرية_يعني أكتر من 22 عربية وملقتش غير عربية “ياسين الجارحي”! ..
وتركها وتوجه للمغادرة فأسرع إليه بقلق _يعني أيه هتبيع الأخوة ..
أستدار ببسمة مكر _تحدى جديد مع “ياسين الجارحي” معتقدش أعتبرني فى صفك ..
وغمز له بتسلية ثم غادر للمقر مرة أخرى فأبتسم ” “جاسم” براحة ….
*****************
بالمقر الرئيسي لشركات “الجارحي” …
أنهى عمله على الحاسوب ثم جذب هاتفه ليبعث برسالة على الواتساب لمعشوقته ..
_ بتعملي أيه ؟ …
=قاعدة مع “مليكة وداليا ونور” بالغرف المنفردة …
_أوكى يا روحي بس خلي بالك من روحك ..هتوحشيني لبليل ..
=بطل بكش يا أحمد أنت لسه ماشي من ساعة تقريباً …
_بجد طب ليه حاسس أني مشفتكيش من سنة وأكتر ! ….
إبتسمت بخجل _ركز فى شغلك أفضل بدل ما أنكل “ياسين” يزعلك ..
تعالت ضحكاته فبدا أكثر وسامة _خايفة عليا ؟ ..
=طبعاً مش جوزي وحبيبي وأقرب صديق ليا !..
_لا دانا هكتب أستقالة طويلة عريضة وأجيلك فوراً …سلام مؤقت لحد ما أجيلك ….
علت الفرحة معالم وجهها فوضعت الهاتف جوارها ،غمزت “نور” بعيناها بمكر “لداليا” فأشارت له ليشرع الحفل ..
“داليا” بهيام _أممم يا سلام على الرومانسية والجمال خدتي بالك يابت يا “نور” ..
“نور” ببسمة مكر_خدت بالي من حاجة واحدة بس ..
“مليكة”_ اللي هي؟ ..
“نور” بهيام”_البسمات المرسومة طول ما هي ماسكة الفون تقوليش قاعد جانبها…
تعالت الضحكات بينهم بعدم تصديق فرمقتهم “أسيل” بغضب لتقذف الوسادة بوجوههم ، صعدت “رحمة” هى الأخرى قائلة ببسمة صغيرة _أيه الجمع الجميل دا ؟ ..
“أسيل” بفرحة _تعالي يا روما ..
جلست جوارهم لتقص لها “أسيل” ما حدث منهما بغضب فأنضمت لطرف التحفيل فتركتهم وهبطت للأسفل بخجل ….
************
بالمشفي …
أستمع لما يقوله عبر الهاتف بفترة طالت بالصمت ، قطعه قائلاٍ بمكر_أقلب الموازين …شركات “الجارحي” مش لازم تأخد المناقصة دي فاهمني …
أجابه الأخر بتأكيد فمن هو ليعارض “ياسين الجارحي” بذاته!! ..
ثم قال بثبات _المكاتب اللي طلبتها فى تكون جاهزة فى أقرب وقت وزي ما قولتلك عايزاها تصميم نسائي …
وأغلق الهاتف ثم وضعه جواره ،أغلق عيناه يريحاهم قليلاٍ غير عابئ بنظرات “يحيى” المنصدم ..
“ياسين” بهدوء ومازال مغلق العينان _بتبص كدا ليه ؟ ..
_هموت وأفهمك ودي عارف أنها مش هتحصل لكن على الأقل عرفني أيه اللي هتستفاده من اللي بتعمله دااا !
قالها “يحيى” بعصبية شديدة بينما يستمع إليه الأخر بهدوئه المتزن الذي جعل “يحيى” يرمقه بنظرات نارية …
جذب الغطاء عليه قائلاٍ ببسمة تحمل مجهولا ما _هتعرف كل حاجه فى وقتها …
وأغلق عيناه تاركاً “يحيى” يكاد ينفجر من الغيظ …..
*****************
بمكتب “أحمد” …
أنهى عمله ثم حزم الملفات الخاصة به بالحقيبة الصغيرة ، على رنين الهاتف فجذبه بهدوء
حارس الأمن الخارجي _”أحمد” بيه فى واحدة مصممة تقابل حضرتك وبقالها فترة واقفة على البوابة …
تعجب “أحمد” للغاية فقال بأستغراب _مقالتش أسمها ؟ .
أجابه مسرعاً_ لا يا فندم ..
_أوكى دخلها …
وأعاد ترتيب متعلقاته الشخصية ، ولجت للداخل مع السكرتيرة الخاصة بمكتبه فأستدار لتلوح على وجهه الدهشة ،قال ببسمة صغيرة _أهلا بحضرتك أتفضلي …
وأشار لها على المقعد فجلست العجوز ذات الأربعون عاماً عليه ونظراتها تحمل شيئاً من الغضب ! ..
إبتسم “أحمد” بسعادة لوجودها رغم دهشته فقال مرحبٍ بها _تشربي أيه ؟ ..
أجابته بحدة _مش جاية أشرب أنا جاية أقولك كلمتين وماشية على طول …
تعجب من لهجتها فقال بشك _”طارق وسارة” كويسين ؟ ..
تطلعت له بغضب مكنون خلف حاجز الهدوء _بص يا ابني أنت و”طارق” كنتوا أصدقاء وأنا أعتبرتك زيه بالظبط يعني كنت فى يوم زي إبني فأرجوك متخلنيش أندم على المكانة اللي أدتهالك فى يوم من الأيام ..
صعق “أحمد” من حديثها المؤلم فقال بأستغراب _أنا مش فاهم حضرتك بتقولي أيه ؟ ..
أجابته بحدة _لا فاهم يا “أحمد” أخر حاجة كنت أتوقعها أنك تستغل بنتي وأخت اللي كان بيعتبرك أخوه أ…
قطع حديثها ولوج “سارة” من الخارج فألتقطت أنفاسها بصعوبة جعلته يستنتج كم عانت بالوصول ، لحقت بها السكرتيرة بمحاولات عديدة لأن تجعلها تعي بأن الولوج غير مصرح به دون آذنٍ ولكنها غادرت بأشارة “أحمد” لها ، أقتربت “سارة ” من المكتب بوجهها المتورم من أثر ضرباً مبرح ، كفوف تركت أثر على خديها ، الدماء مندثرة من فمها كالسيل …
نهضت والدتها عن المقعد قائلة بصوتٍ كالرعد _دا المتوقع من الناس اللي زيكم لما بيكون فى نفوذ وسلطة مش بيهمكم أي شيء لكن الغلابة اللي زينا مبيملكوش أي شيء غير الشرف اللي أنت ضيعته ..
تطلع لعا بهدوء فأكملت بدموع خانتها لكسرة قلبها_ أنا عارفة أن بنتي كمان غلطت أنها تفكر فى جواز عرفي رخيص لكن دلوقتي البنت حامل وبطنها هتكبر وهنتفضح …
سحب نظراته المتعلقة بها ليضعها على من تقف وعيناها أرضاً …تبكي كسيل من النيران ، الخوف يتربع على معالم وجهها كالوحش المفترس ..
أستكملت العجوز حديثها برجاء _لو أعتبرت أبني فى يوم من الأيام صديقك بلاش تأذي حرمة بيته أكتر من كدا …
_أيه طلباتك ؟ ..
قالها بثبات فأزاحت دموعها قائلة بكسرة _حول جوازك بيها لرسمي …
كبتت “سارة” شهقاتها فشعرت بأن قدماها لم تعد تحملها على الوقوف لذا أستندت على الحائط المجاور لها تبكى بضعف على ما سيحدث لها ! ..
طال صمته لدقائق فأنهاها قائلاٍ بغموض _قريب هيحصل بس لوقتها مش عايز حد من عيلتي يعرف ..
أشارت له بأزلال ثم جذبت إبنتها التى رمقته بنظرة أخيرة ولحقت بها للخارج …
فتحت باب المكتب للخروج فوجدت من يقف أمامهم بعينان كالشعلة المتأججة بالرماد ..
ردد “أحمد” بصدمة _”عدي” !! ..
اكملوا طريقهم للخارج بينما ولج “عدي” ليقف أمام عيناه بنظراته التى تشهد غضب لا مثيل له لينهيه بلكمة قوية أسقطته أرضاً فربما الآن عليه مواجهة أصعب مجهول سيحتم عليه …..
وضع خطة محكمة بتحدى سافر لهم وذلك بطرق غامضة ومنهما ولوج الفتيات للتنافس بينهما فماذا لو قلبت العاصفة الأجواء لآنين من عشق وطوفان من الحنين !! …
ما الذي يريد “ياسين الجارحي” أثباته ؟ ..
معركة مصيرية بين الثقة والحقيقة ووجهات النظر فأيهما سيفوز بها العشق ؟ …
أختباراً مجهول سيخوضه كل حفيد من أحفاد “الجارحي” …فهل سيتمكن كلا منهما من تحقيق الأنتصار ؟؟ ..
وأخيراً هل سيتمكن الشبل من هزيمة الأسد...
الفصل التاسع عشر والعشرون من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا