رواية أحفاد الجارحي الفصل العاشر 10 والحادي عشر 11 الجزء الثالث بقلم ايه محمد

رواية أحفاد الجارحي 

الفصل العاشر 10 والحادي عشر 11 

الجزء الثالث

بقلم ايه محمد


تطلع لها بزهول وهى تتأمله بسكون مخفى بالأشتياق يلعب الشوق مداهمة مريبة مع قلبها ..

نعم إستمعت لصوته يصيح بأسمها وتراه أمامها لم تتوهم هى بحقيقة لاطالما هربت منها ..

أقترب ياسين ليقف أمامها مباشرة فرفعت عيناها السمراء لتقابل عيناه الجافة ، لم تتخيل أن تلك العينان كانت تكن لها حبٍ بيومٍ ما ، ربما ما فعلته يستحق القسوة والكراهية …..


وقف يتأملها بعاصفة من المشاعر المرتبكة كحال قلبه …هل مازال هذا القلب يميل لها بعد ما أرتكبت بحقه ؟؟

لا هو الآن لملكة أخرى ….

خرج صوتها أخيراً قائلة بتوتر :_عامل أيه ؟

وقف يتأملها بسكون مريب ثم حطمه بعدما توجه لسيارته قائلا بسخرية :_شيء ما يخصكيش ..

وغادر ياسين تاركها تتطلع للفراغ التى سلكته السيارة …

*********________******

بالقصر

ترك سيارته بأهمال ثم دلف للقصر مسرعاً فأتى الحارس وصفها بأنتظام …

توجه لغرفة والده مسرعاً فلحقت به تلك الفتاة قائلة بغضب :_فين هديتى يا عدي

أستدار ليجد شقيقته تقف والشرار يلمع بعيناها فقال بسخرية :_هو الحفلة خلصت ولا أيه ؟

مليكة بصدمة :_هى لسه بدءت !!!

رفع يديه على وجهها بخفة :_طب قولى لنفسك بقا ..

وتركها عدي وأكمل طريقه …

طرق الباب وعندما إستمع لصوت والده دلف للداخل قائلا ببسمة هادئة :_صباح الخير

رفع يديه يتأمل ساعته قائلا بسخرية :_قصدك مساء الخير

جلس على المقعد يتراقب حديثه بعناية فأكمل ياسين قائلا بستغراب :_مش روتين أجازتك الخروج يعنى ولا الحال أتقلب


إبتسم بمكر على دهاء والده ثم تمحمح قائلا بجدية مصطنعه :_هو حضرتك متعرفش الا حصل لمازن ؟؟

ضيق عيناه الساحرة التى ورثها هذا الوحش عنه قائلا بخبث :_على حد علمى أن مازن فى المستشفى بقاله يومين وحضرتك مرحتلوش

:_عشان كدا خرجت النهاردة وغيرت الروتين

قالها هذا الوحش بثباتٍ تام أعتاد عليه من والده ….لم ينكر ياسين إعجابه بدهاء عدي ولكنه يعلم جيداً بأن هناك أمراً ما ….

خلع ياسين نظارته ثم أغلق الحاسوب قائلا بنبرة مزيفة :_أوك يا عدي النهاردة يوم مهم فى حياة عمر ولازم تكون جانبه وأظن دا من واجباتك كأخ قبل ما تكون ظابط شرطة ولا أيه ..

إبتسم عدي قائلا بتأكيد :_أكيد.طبعاً سمعت أن معتز وجاسم عايزين يعقدوا القران معاه

ياسين بهدوء :_حاسس أن معتز متسارع شوية ودا شيء مريب لكن جاسم دا طبيعى ..

أستقام بجلسته قائلا بأهتمام ؛_طبيعى أنه حب بنت فحابب يرتبط بيها بشكل رسمى

إبتسم بخفوت على تبدل عقلية الوحش فعلم الآن بأن تفكيره هو الصائب :_مش معتز الا يفكر كدا يا عدي

بادله الحديث بنفس نبرة الهدوء :_طب أيه الحل ؟

شرد بعقله قليلا ثم قال بثبات :_الحل موجود عنده بس هو يستغله صح

عدي بعدم فهم :_مش فاهم حضرتك

إسترسل حديثه ببسمة هادئة :_متخدش فى بالك المهم تكون متواجد هنا معاهم


:_حاضر عن أذن حضرتك

قالها عدي بعدما نهض عن المقعد وتوجه للخروج فأشار له ياسين بالأنصراف ..

******____________******

بغرفة نور

كانت تجلس على الفراش بهدوء ، تفكر بنعم الله عليها ….حينما فقدت بصرها كانت والدتها لجوارها لتكون هى مرشدها وعندما أذن رحيلها أتى عمر ليكون خاتمها بعشقه وحنانه المنان ، نعم لم تطلب من الله أسترداد بصرها قط ..كانت تحمده على نعمه العديدة فكيف لها الأنتباه لذلك وهى منغمسة بقوافل نعمه العطرة .ولكنها ما أن دلف عمر لحياتها حتى باتت تدعو الله أن تستعيد بصرها ولو لدقائق تختم صورته عيناها وتظل هى أخر من ترأه ….اليوم ستكون له زوجة لم تصدق ذلك ولكن شعورها بفرحته المزفوفة بنبرة صوته شُعلت الفرحة بقلبها المظلم …

أفاقت نور على صوت دقات باب الغرفة فتحسست بيدها الفراش إلى أن وقعت يدها على حجابها فوضعته على رأسها قائلة بصوتٍ هادئ :_أدخل ..

دلفت مليكة أولا تتراقب الأمر ثم أقتربت منها لتخبرها بأن أخيها الأكبر يود رؤيتها ويستأذن للدلوف ..

إبتسمت نور على أخلاق تلك العائلة فرغم غناهم الفاحش الا أن قلوبهم معطرة بقيم تفوقها ملايين المال …

دلف عدي بعدما أخبرته مليكة بترحباها به …جلس على المقعد وعيناه تفترش الأرض أسندتها مليكة للجلوس على الأريكة المجاورة له ثم فتحت الباب على مصراعيه وغادرت ..


عدي ومازالت عيناه أرضاً :_أنا حبيت أعرفك عن نفسي مدام هتكونى زوجة أخويا

إبتسمت على طريقته المرحة قائلة بفرحة :_ سمعت عن حضرتك كتير من مليكة وماما

عدي بستغراب :_ماما ؟!

قالت بخجل :_أنا بنادى لطنط آية ماما بناء على رغبتها وأحساسي نحيتها كدا

إبتسم قائلا بجدية :_طب تمام أوى أسمعى بقا الكلمتين الا جاى أقولك عليهم

أنصتت له جيداً فسترسل حديثه قائلا بأبتسامة صغيرة :_صحيح أنا وعمر تؤام بس هو بيختلف عنى كتير ..عمر قلبه من دهب لما بيحب بيحب بجد أفتكر وأحنا صغيرين تصميمه على أنه يكون مختلف عن الكل كانت أبسط أحلامه يكون دكتور ويعالج الناس عمر فعلا مختلف عن الكل عمره ما كان أنانى أو حب التكبر بالعكس قررته دايما بتكون من القلب بقولك الكلام دا عشان تتأكدى أنه بيحبك بجد ووصوله للجنان دا بسببك أينعم أنا معتش عارف استحمله بس كلها كام أسبوع ويغور عنى أقصد يتجوز يعنى ..

تعالت ضحكاتها بسعادة لما أستمعت له فرفع عدي عيناه ليرأها أخيراً قائلا بسخرية :_بتضحكى أوك بكرا تشوفى وتقولى أخويا الكبير حذرني من الواد دا ..

لمعت دموع الفرح بعيناها فرددت بهمس :_أخويا

أجابها بصدمة مصطنعه :_أي دا يعنى هى ماما ومليكة أختك وأنا إبن الجيران تصدقى أنا غلطان كنت هقف معاكى ضد الحيوان دا لو عمل حاجه


:_لااا طبعا أنا فرحانة لأنى كان نفسي يكون ليا أخ

قالتها نور بدمعة حارة على وجهها فأبتسم قائلا بجدية :_والأخ دا قدامك أهو أنتِ دلوقتى ذى مليكة بالظبط يوم ما تحتاجينى متتردديش ثانية واحدة …

كان على بعد مسافات قليلة منهم يستمع لأخيه بسعادة وإحترام فعدي يكبر بأنظاره يوماً بعد يوم يشعر بأن الفارق بينهم كبير للغاية ليس دقائق بل أعوام …

خرج عدي بعدما زرع الفرحة بقلبها ليجد شقيقه بالخارج يتطلع له بفرحة ، نظراته تحمل الكثير من الحديث المكبوت ..

رفع يديه على كتفيه قائلا بثبات :_مبروك دخولك عرين الزوجية

تعالت ضحكاته قائلا بحزن مصطنع :_لسه كتير دا مجرد كتب كتاب بس

عدي بغضب :_أحمد ربنا يا أخى غيرك لسه موصلش للمرحلة دي

تعالت صدمات عمر ليقول بزهول :_غيرك ! الا هو أنت ؟؟!!

لا فاهمني أنت لقيت رحمة

إبتسم الوحش إبتسامته المثيرة مشيراً بعيناه فاكمل عمر بحماس:_أذي

ربت على كتفيه قائلا بثبات :_بلاش عشان أنت داخل على جواز والعملية عندك مش ناقصة جنان

عمر بصدمة :_للدرجادي ؟؟

عدي بتأكيد :_وأكتر


أبتلع ريقه بصعوبة من تفكيره بالأمر قائلا بلهفة ؛_بعد الحفله هعرف

تركه وغادر قائلا بمكر :_أفكر

وقف يتأمله بغضب ولكنه أنفض عنه أي أفكار وتوجه لغرفتها ..

********__________****

توجه لغرفته ليجدها تعتلى طريقه فتجمدت الدماء بعروقه حينما تذكر رسالتها ..

أسيل بخجل شديد :_بعتلك رسالة على الواتساب شوفتها ؟؟

ما أن ذكرت كلماتها حتى جذبها من معصمها بقوة لغرفته ثم أغلقها سريعاً …

تطلع لها بشرارة تكاد تلهب الغرفة بأكملها فخرج صوته المزلزل :_أنا حذفت الرسالة وهلتزم الصمت عن الا سمعته

سألته بستغراب :_ليه يا عدي ؟!

زفر قائلا بغضبٍ جامح :_أسيل أنتِ عارفة كويس أنتِ بالنسبالى أيه ؟بلاش تعيشى بوهم أنتِ مش أده

فر الدمع من عيناها كشلالات عميقة قائلة بحزن شديد :_بس أنا بحبك أوى

رفع يديه بقوة كبيرة حطمت الزجاج من خلفها فصرخت بخوف ..رفعت عيناها لتلتقى بعين الوحش الثائر قائلا بنبرة كالموت :_أخرجى من هنا

ثم رفع يديه المملؤة بالدماء :_عارفة لو سمعت الكلام دا تانى هعمل فيكِ أيه ؟

تطلعت له بدموع قائلة بنبرة تحتضم الحطام والكسرة :_مقدرش أوعدك ..


قالت كلماتها الأخيرة بعدما توجهت لباب الغرفة …خرجت والدموع تلحقها كأنها لعنة مميته تود الفتك بها ..أما هو فجلس على الفراش يشدد على شعره بغضب من تلك الفتاة التى تتابع وهم قاسي وتترك عاشقها المحبب ..تزرع الجراح بقلبه وهو يستقبلها بصدر رحب…

بالخارج

توجهت لغرفتها بدموع رأها ياسين الجارحي ليخمن الآن ما الذي يحدث لها ؟ …

********__________*******

بغرفة رعد

دينا بصدمة :_أنتِ مجنونه صح ؟؟؟

داليا بدموع :_ليه؟! عشان بقولك مش شايفاه غير مجرد أخ

دينا بستغراب :_بس أنا كنت بشوف الحب فى عيونك لجاسم من وأنتِ صغيرة

:_يا ماما فى فرق بين الأحترام والحب وأنا بحترم جاسم بس دا مش معناه أنى بحبه

قالتها داليا بعدما تركت المقعد وجلست جوار والدتها على الفراش ..

لم تجد كلمات تتفوه بها فقالت بهدوء “_يا بنتى راجعى نفسك جاسم شاب كويس مش هتلاقى حد يحبك قداه وبعدين أنتِ كدا هتعملى مشاكل بين أبوكى وأدهم الكل عارف أن النهاردة كتب كتابك مع عمر

صدمت من حديثها فقالت بدموع :_يعنى عشان متحصلش مشاكل أتجوز واحد مبحبوش


قاطعتها قائلة بلهفة :_لااا يا بنتى مقصدش الكلام دا بس يا حبيبتى أيه الا مش عاجبك بجاسم ؟

صرخت قائلة بغضب :_يوووه يا ماما مش بحبه شايفاه ذي رائد وياسين وعدي والكل شايفاه أخ هتجوزه أذى داا ؟؟؟؟

تفاجئت دينا حينما وجدت رعد يقف خلفها ولكنها تطلعت له بحزن من القادم ..

داليا بصدمة :_بابا !!

رعد بهدوء :_من أمته وأحنا بنغصب عليكم حاجة

قالت بأرتباك وعيناها أرضاً :_أنا

قاطعها بأشارة من يديه قائلا بحذم :_أعتبرى الموضوع منتهى روحى على اوضتك

أنصاعت له وتركت الغرفة ..أقترب رعد من دينا الباكية رافعاً يده على كتفيها بحنان فرفعت وجهها المنغمس بدموع :_هو ليه بيحصل مع أولادنا كدا يا رعد ..رائد والا بيحصل معاه ودلوقتى داليا هو مش مكتوبلنا نفرح ؟؟!

جلس لجوارها محتضنها بحنان فهو يعانى مثلها ولكن عليه الصمود …

أخرجها من أحضانه قائلا بهدوء :_وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم نسيتى كلام ربنا ولا أيه يا دينا

اجابته بهدوء :_ونعم بالله

أكمل حديثه قائلا بثبات :_وبعدين مالهم أولادنا داليا مشكلتها بسيطة ورائد الحمد لله أحنا كنا فين وبقين فينا وأن شاء الله رانيا تقدر تسامحه

رددت بأمل :_يارب يا رعد


أحتضنها هامسٍ بصوته الرجولى العميق :_ يارب يا حبيبتى

*******________********

وقفت أمام الغرفة بتردد تقدم قدمٍ وتأخر الأخرى …ذكريات تهاجمها من الماضى المغموس بالعشق والوجع ..لمع حديث آية برأسها أن عليها تخطى الماضى من أجل إبنتها ..خطت للداخل فتطلعت للغرفة بصمتٍ قاتل …تتعيش مع ذكرياتها المعتقة بالعشق ولكن سرعان ما قلبت لذكريات مريبة جعلت قلبها ينبض بعنف لذكرى هذا اليوم ..

فلاش بااااك

عاد من الخارج يبحث عنها بعيناه إلى أن وقعت عيناه عليها وهى تجلس بالتراس ،.أقترب منها فأحتضنها هامساً جوار أذنيها :_ وحشتينى

أبتسمت بفرحة لسماع صوته فأستدارت لتتقابل مع عيناه الرومادية …تطلعت له بخجل شديد من نظراته الخبيثة ثم قالت بتوتر :_بتبصلى كدا ليه ؟

رفع يديه يحتضن وجهها تاركاً العنان لنظراته تنقل لها عشقه المتوج :_مش مصدق أن الجمال دا ملكى

تلون وجهها بحمرة الخجل فأبتعدت عنه قائلة بأرتباك :_أنا هدخل أخد شاور عشان نازله مع مليكة

رائد باستغراب:_ رايحين فين؟ رفعت يدها تزيح خصلات شعرها المتمرده على عينيها بفعل الهواء قائله بأرتباك من نظراته الفتاكه:_ رايحين نشتري شوية حاجات وداليا جاية معانا

قالت كلمتها الاخيره واختفت من امام عينيه اما هو فوقف يتأملها إلى أن أختفت من أمامه ….


جلس على الاريكه يتامل الاشجار من حوله ……الهواء العليل يتمرد على خصلات شعره الغزير فأغضبه كثيراً حتى أنه توجه للدلوف ولكنه توقف على صوت الهاتف تطلع رائد للطاوله بزهول حينما هاتفها يلمع برقم مجهول فألتقطه :_ألو

أغلق الهاتف بوجهه سريعاً فزع الشك بقلبه …فتح السجل ليجد ما يصل لأكثر من عشر مكالمات باليوم الواحد وما جعل الغضب يلعب دوره المحسوم المحادثة بينهم على الواتساب ..

سمح لنفسه التجول بالرسائل السابقة فتعالت شرارة الجحيم ..ألقى بهاتفها أرضاً فتهشم كحال قلبه ثم دلف للغرفة يبحث عنها كالمجنون ..

خرجت من المرحاض بعدما أرتدت ثيابها وبيدها الحجاب فتفاجئت به يصيح بأسمائها بجنون ..

أقترب منها ليقف أمام عيناها فتطلعت له بصدمة من رؤيته هكذا …وقف يتأملها بصمت قاتل لا يقوى على التصديق لااا هناك أمراً خاطئ ولكن عقله لم يمنحه السكينة ربط أرتباكها بالفترة الماضية وتصميمها بالخروج الزائد عن الحد مع ما حدث منذ قليل فأصدر القرار بأنتساب تلك الكلمة القاتلة لها “خائتة ” يا لها من خنجر طعنه بقسوة بدون رحمة أو شفقة لعشق ذرع بالقلوب …

أنهى حديث العينان بصفعات قوية لم تتوقعها منه ..وقفت تطلع له بصدمة ألجمتها عن الحديث حينما شرع لها بتلك الكلمة ثم أنهال عليها بكم من اللكمات المبرحة …


صرخت وتراجعت للخلف كأنها ترى ما حدث أمامها ..رفعت يدها على آذنيها لعل صوته يكف عن الحديث لم تشعر بدمعاتها تشق طريق وجهها حينما تذكرت حديثه وذكرياتها التى ظلت حليفتها طوال تلك المدة القاسية …

أتى من الخارج بعدما أوصل إبنته لغرفتها الجديدة ففرحت بها كثيراً …وجدها تتراجع للخلف بفزع كأنها ترى شبح ، أقترب منها بحذر فصطدمت به …

أستدارت رانيا لتجده أمامها تملكها الخوف مما صار منذ أربعة أعوام حتى أنها لم تقوى على الوقوف فسقطت بين يديه كالجثة الهامدة …حملها بخوف شديد أقتلع قلبه فحاول جاهداً أن يجعلها تستعيد واعيها ..

*******_________******

بغرفة نور

أرتدت ما شراه لها عمر بعدما خرج صباحاً لأجلها …فستان من اللون الأزراق كالون عيناها …عاونتها مروج على أرتدائه بعدما نقلت لها صورة عن تفاصيله ولونه الجذاب …أرتدته وهى تشعر بتراقص نغمات قلبها حينما شعرت بوجوده لجوارها ….

ربما قرب الموعد ليزدهر أشواك العشق …………

******_____________******

بغرفة عدي

دلف ياسين للداخل وعيناه تبحث عنه بغضب شديد…إلى أن وقعت عليه فهبط للأسفل ليقف أمامه ..

حبس أنفاسه تحت المياه كأنه يحاول إثبات شيئاً ما فطوفت بها عاصفة العشق والريحان نقلت صورة بسمتها الساحرة فجعلته يبتسم بهيام ..


خرج عدي من قاع المياه لشعوره بأنه بحاجه للهواء فتعجب حينما وجد ابيه يقف لجواره .. بابا..قالها بخفوت وأستغراب فتوجه للخروج قائلا بزهول :_فى حاجة يا بابا أنا كنت لسه عند حضرتك ؟!!

:_أسمع يا عدي انا صبرت عليك كتير بس أنت أستغليت صبري دا

قالها ياسين الجارحي بعدما رفع يديه بوجه إبنه الأكبر بغضب يكاد يفتك به ..

لم يعلم ما سبب غضبه المفاجئ فقال بحذر شديد :_أنا مش فاهم حاجه فى أيه ؟

أقترب ياسين منه قائلا بنبرة صوته الثابت :_أنا واثق ان فى حاجة انت مخبياها عليا …ببساطة ممكن يكون جوازك على أسيل مع أخوك وانت عارف انى أقدر أعمل كدا

عدي بغضب :_هو انتوا ليه مش قادرين تفهموا انا مش بحبها أنا بعتبرها أخت ليا مش أكتر ولا أقل ثم انى مش مجبر أتجوزها وحضرتك عارف كدا كويس

حاوطته نظرات ياسين القابضة للأنفاس فحل السكون على عدي حينما علم ما تفوه به …

خرج صوت ياسين الحازم قائلا بعصبية :_ اوعى تكون فاكرنى أهطل او مش بفهم أنا ياسين الجارحى عقلى يوزنك انت وعشرة ذيك عشان كدا سايبك تعمل الا يريحك بس يجى ببالك أنى غبي ومش فاهم الا بيحصل لأولادي وأنا هنا بمكانى تبقا بتحلم حلم سخيف ..

وصعد ياسين الدرج المتوجه لغرفة عدي المنصدم مما أستمع إليه .ولكنه لم يتمكن من أخفاء إبتسامة إعجاب بنفوذ ياسين الجارحي ..


دق هاتفه برقم كبير الحرس فرفعه بصمت يستمع للقادم

الحارس:_الشخص الا حضرتك اديتنا صورته حاول الهجوم على الفيلا

رفع يديه يزيح خصلات شعره المتمردة على عيناه بفعل المياه قائلا بلهفة :_ مصطفى ما يعديش من تحت ايديكم عايزه ارجع بالليل الاقيه

قاطعه حديث الحارس قائلا بخوف :_للاسف يا فندم فى مجموعة أخدوه قبل ما يوصل للفيلا

عدي بستغراب :_مين دول ؟ تعرفهم ؟

الحارس بتردد :_ الحرس الخاص بياسين بيه والد حضرتك

أبعد الهاتف عنه والبسمة تتسع شيئاً فشيء فترددت صدى كلمات والده برأسه ليعلم الآن بأنه على علم بما يحدث معه…..

*********________********

بغرفة معتز

رفع هاتفه يطلبها فأجابته بعد عدد من الأتصالات …حاول كبت غضبه فقال بهدوء :_برن عليكى من ساعتها

جاهدت للحديث فهى تعلم بأنها اليوم ستصبح زوجته بعدما نجح بأقناع والدها :_أسفة كنت بعيدة عن الفون

جلس على المقعد قائلا بثبات ونبرة هامسة :_ولا يهمك أنا كنت بكلمك أطمن يا ترى ذوقى عجبك ؟؟

تطلعت للفستان الموضوع على الفراش بعناية بأبتسامة إعجاب قائلة بخجل :_جدا ذوقك جنان تسلم أيدك يارب


معتز بصدمة :_الكلام الحلو دا ليا ؟!

لم تتمكن من الحديث او حتى التحكم ببسماتها فصمتت تستمع له ..

أستند برأسه على المقعد الذي يتحرك معه بعنف فقال بهس :_تعرفى يا شروق أول ما شوفتك حسيت أنها مش هتكون اول مرة وأن فى حاجة غريبة هتحصل مكنتش أعرف أن الحاجة دى هتكون سرقة قلبي

كانت تستمع له بسعادة هل تسعد لجمال إسمها بين نغمات صوته ام كلماته المعسولة لا تعلم بأنه يعد لها خندق لتغزو به ..

******____________****

مر اليوم سريعاً وتدلى القمر ليعلن عن الليل الحافل للجميع ….

عاد ياسين للقصر ولم يرى أمامه من قوة صدماته حتى أنه لم يتمكن من مباشرة اعماله فألغى أجتماعاته وعاد للقصر ..

صعد خطوات الدرج بتميل وغير أتزان …هرولت مليكة خلفه حينما رأته يتجه للأعلى فقالت بأبتسامتها الرقيقة :_ كنت فين يا ياسين مش عارف أن النهاردة عيد ميلادي

تطلع لها بنظرات غريبة لم تفهمها مليكة ولكنها خجلت كثيراً حينما وجدته يتفحص فستانها الجديد بأعجاب .

خرج صوته الهادئ على عكس الحرب التى يقودها قلبه :_ كل سنة وأنتِ طيبة

:_كدا من غير هدية


قالتها بغضب طفولى فتأملها بغموض ….رفع يديه لأول مرة على وجهها فلم تتوقع ذلك قائلا بنظرة أربكتها من كونه ليس بخير :_انتِ أحلى هدية يا مليكة

حالت النظرات بينهم وهو مازال يطلع لها كأنه وجد إجابة لسؤال يدور بقلبه …تاهت ببحر عيناه الزرقاء حتى أنها أقسمت بأن المياه ستغار من لونها الساحر ..

أخفض يداه لجيبه تحت نظراتها ثم أخرج سلسال من الألماز رقيق للغاية بمنتصفه قلب صغير يلمع بطريقة ملفتة إبتسمت بسعادة وخجل حينما أقترب منها يلبسها بنفسه ..

رفعت عيناها تتأمله بخجل شديد فحُمر وجهها لقربه المهلك خطفت أنظارها للسلسال لعله يشيح نظراته بعيداً عنها ولكنه مازال متعلق بنظراتها …

قاطعت حبال النظرات داليا قائلة بمشاكسة :_طب وهديتى فين ولا أتنسيت ؟؟

صعد ياسين للأعلى قائلا بمرح :_أفتكرك بتاع أيه؟!

داليا بغضب :_كدا يا ياسين ماااشي

تعالت ضحكات مليكة ويدها متعلقة بالطوق كأنه حياتها منذ الآن …

******_________*****

تعالت أصوات الموسيقى الهادئة فاليوم مميز للغاية بمناسبات عديدة لعائلة الجارحي وأهمهم عقد قران عمر ومعتز وجاسم كما يعتقد البعض …

هبطت نور للأسفل بمساعدة آية لتخطف الأنظار بطالتها البسيطة وحجابها الأزرق ذو الطرف الطويل على خصرها فكانت كالملكة بحق …تقدم منها عمر وعاونها على الجلوس وظل هو يتأملها بشوق لآن تكون زوجته …


أما معتز فأعجب بذوقه الرفيع الذي جعلها كالحوريات الهاربة من احد القصص الخيالية …فكانت فتاكة بكل ما تحمله معانى الكلمات …..

كانت جميع العائلة حاضرة للحفل فتم عقد قرأن عمر ونور ومعتز وشروق ..

نبض قلب ياسين بخوف شديد فتقدم من ياسين قائلا أمام الجميع :_أنا كمان عايز نعقد القران بعد اذن حضرتك يا عمى

تطلع له عدي وياسين والجميع بزهول ولكن أزدادت فرحتهم وخجل مليكة حينما وفق ياسين …وبالفعل تم عقد قران ياسين ومليكة

أما على الجانب الأخر

صدم جاسم مما أستمع إليه حتى أنه سأل عمه مرة أخرى فأجابه بأسف قرار إبنته …لمعت عيناه يشعلة غامضة فبحث عنها كثيراً إلى أن وقعت عيناه عليها فجذبها بعنف للأعلى …

*******__________*****

خرج عدي للتراس فرفع هاتفه يستمع لصوتها ولكن لم يأتيه رد …جن جنونه وحاول كثيراً ولكن لم يأتى صوتها العاشق ليحلل قلبه ..فأسرع لسيارته يقودها بجنون ليصل لمعشوقة الروح …

********_______*******

بالقاعة الخاصة

جذبها عمر للداخل قائلا بسعادة :_مبرووك يا حبيبتي

صمتت فلم تقوى على الحديث من خجلها فأبتسم قائلا بمزح :_أنا أتجوزتك غصب عنك ولا ايه ؟


تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية :_هبلغ عنك وأقولهم كفيفة والدكتور بتاعى استغلنى

إبتسم عمر قائلا بحزن مصطنع :_وأهون عليكى يا نور

ترقص قلبها من طرب صوته المقرب لها فعلمت بأنه قريب منها وضعت عيناها ارضاً ثم قالت بأرتباك :_عمر أنا كنت عايزة أقولك حاجة ؟

وسعت بسمته حينما إستمع لأسمه فقال بلهفة :_قولى حاجات مش حاجة واحدة

إبتسمت قائلة بجدية :_أنا موافقة أعمل الجراحه

:_عشان الجواز مش كدا

قالها عمر بغضب شديد فقاطعته قائلة بأنكار “_لاااا صدقنى دا قراري

ثم قالت بحزن مصطنع :_وبعدين انت ليه معتش بتعملى أختبارات

انا بحبها على فكرة

تأمل عيناها بعشق ثم قال بفرحة :_بس كدا جاهزة ولا المرادي صعب جداا

نور بغرور مصطنع :_مفيش حاجه صعبة بأذن الله قول يالا الأختبار

أقترب منها يتأملها ملامح وجهها الملاكى ثم رفع يديها لتتابعه بخطواتها وقفت تشير بيدها لتعلم آلى أين هى فأستغل اللحظة ورفع هاتفه يلتقط لها صور كثيرة سمعت صوت الفلاش فعلمت ماذا يصنع فتسللت الحمرة وجهها …

وضع هاتفه على الطاولة ثم حمل لوحة الرسم لها …


جذب المقعدوعاونها للجلوس ثم قدم لها اللوحة ..

قالت بستغراب :_ارسم أيه ؟؟

جلس أمامها ثم رفع يديها على عيناه قائلا بهمس :_أنا يا نور

تجمدت يدها حينما لامست كل أنشن بوجهه ..نعم كم تمنت ان ترأه ولكن خجلها كان أقوى منها وها هو يعاونها على تحقيق رغباتها …تركت الحرية له فحرك يدها على أنحاء وجهه ..حفرت ملامحه الوسيمة بقلبها …

أبعدت يدها بخجل شديد حينما طبع قبلة رقيقة على يدها ..

عمر بعشق:_هتعرفي ؟

أكتفت بالأشارة له بأرتباك ثم توجهت للخروج فكادت أن تتعثر من طول فستانها ..

أحتضانها بخوف شديد قائلا بلهفة :_ انتِ كويسة

أشارت له بصمت فعنفها قائلا بغضب :_كان ممكن تطلبي المساعدة

نور بخجل بمحاولة لتغير الحديث :_هرسم فى اوضتى وهوريك بكرة عشان تشوف أنى أد التحدى

إبتسم قائلا بثقة :_ملامحى صعبة تترسم

وضعت يدها على خصرها قائلة بغضب :_ليه بقا ان شاء الله

تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة :_مش معقول انتِ ناوية على أيه تانى خلاص أنا وقعت ولا كان كان .

:_بمناسبة الوقوع مشفتش الواد جاسم

قالها حازم بعدما دلف لينال ضربية من عمر …


*******__________******

بالأعلى

كانت تبكى بشدة فلم تهبط الحفل كل ما تراه هو …أينما ذهبت يكون رفيقها تراه بكل مكان ما ذنب قلبها ان وقع أسير حبه ؟؟؟

أفاقت أسيل من دروب اوجاعها على صوت باب غرفتها فصعقت حينما وجدته يقف أمامها ..نعم عاد من جديد ..أحمد….رددت أسمه بصوتٍ مبحوح وبسمة تحمل الشقاء ثم هرولت لأحضانه تبكى بقوة فربما سيكون لها المداوى وربما سيكون السجان

العشق القاتل حائل بين قيود العشق ليجعل الكأس المرير مذاق الجميع


يتبع…🌺


رواية الوحش الثائر (أحفاد الجارحي 3) الحلقة الحادية عشر

بكت بأحضانه كثيراً ولم تشعر بالوقت كل ما تشعر به بأنه مخفف آلآمها …..


رفع يديه يضمها لصدره لعله يتمكن من مداوة جرحها ولكن كان صدى أوجاعه هى من تصدح عالياً كم تمنى أخراجها من أحضانه وصفعها بقوة تجعلها تفق عن واقع تتخفى منه ، تلك الحمقاء أصبحت كفيفة لا ترى من يعشقها ويتحمل أشواك الآلآم بصمتٍ قاتل ..


إبتعدت عنه ثم رفعت عيناها الممتلئه بالدموع لتشكو له كعادتها ما حدث :_أنا مجروحة أوى يا أحمد أحساس بشع أوى


أغتاظ منه الصمت فخرج الحديث الساخر :_أنتِ كنتِ متخيلة رد فعل تانى ؟


تطلعت له بعدم فهم فأكمل بغضب يلاحق نبرته القاسية :_بلاش تكدبي على روحك يا أسيل أنتِ كنتِ عارفة معاملة عدي ليكِ كانت اذي هو بيعتبرك ذي مليكة وداليا والكل هنا


شقت العبرات الحارقة وجهها كأنها لم تصدق حديثه فسترسل حديثه بهدوء :_أسيل أنا أكتر واحد حاسس بيكِ عشان كدا بقولك شيلى عدي من تفكيرك خالص ..


تعالت ضحكاتها الساخرة ثم قالت من وسط سيل الدموع :_أشيله ؟؟


بالبساطة دي ؟!!! ، تفتكر أنى محاولتش ؟


لم يجد الكلمات ليتحدث بها فقلبه ينزف بغزارة لحديثها .لم يمتلك القوة ليتحدث أكثر من ذلك فخرج من الغرفة حتى لا يفقد ما يمتلكه من السكون المخادع …


*****___________****


حاولت التملص من بين قبضة يديه القوية ولكن هيهات لم تستطع ، دلف جاسم لغرفته ثم دفشها بقوة كبيرة للداخل ..


صاحت بغضب جامح :_أنت أيه الا بتعمله داا ؟!


أقترب منها وعيناه لا تنزر بالخير فتراجعت للخلف بخوف زرع لرؤيته هكذا ..


خرج صوته الهادئ على عكس ما بداخله قائلا بسكون مريب :_محدش فاهمك غيرى يا داليا عشان كدا هحققلك الا فى دمغك بس ساعتها ما تلوميش الا نفسك ..


رفعت عيناها بعدم فهم فقالت بخفوت :_أنت بتقول أيه ؟


:_الا سمعتيه أنا عارف ليه بتعملى كل دا وأنتِ فعلا صح أنا لازم أشوف بنت تليق بيا غيرك أنتِ مش المناسبة


تطلعت له بصدمة تتابعه الى أن غادر الغرفة ، جلست أرضاً تبكى بقوة كانت تعلم أنه سيفعل ذلك بيوماً ما ولكن لم تعلم بأنه قريب …


خرج من الغرفة والنيران تشتعل بقلبه فتلك الفتاة تقوده للجنون كيف سيجعلها تشعر بأنها ملكة لقلبه ؟؟؟لم يرى أحداً بجمالها ومازالت تشكك بذلك …


*****_______***


بغرفة رائد


صعد لغرفته حينما لم يجدها بالأسفل فوجدها ساكنة على الفراش مثلما تركها منذ الصباح ..


أقترب منها بخطوات بطيئة ثم جلس على الفراش وعيناه تفترش الأرض هربت منه الكلمات فلم يجد ما يقوله …قطعت هى الصمت قائلة بدموع :_خطة ذكية ومنكرش إعجابي بيها


رفع عيناه قائلا بستغراب :_خطة ؟


خطة أيه ؟!


إبتسمت بسخرية وعيناها تتنقل بالغرفة :_ أنك تراجعنى هنا عشان أفتكر الا حصل من أربع سنين أشوف بعينى ذاكرياتك السودة الا بحاول أمحيها من حياتى بس مفيش غير طريق واحد الا دايما بلاقى نفسي فيه أنت أتجوزتنى ليه يا رائد ؟والطريق التانى بلاقى سؤال تانى هتستفاد أيه لما تشوفنى بتكسر تانى ؟!


تطلع لها بصدمة جعلته متخشب كحال قلبه هل تظن به هكذا ؟؟!!!!


لم يتمكن من الحديث حتى قدمياه تخشبت محلها فرفع يديه يزيح خصلات شعره بغضب جامح يفرغه بعنف شديد …


شعر بأنه على وشك الأنهيار فرمقها بنظرة أخيرة ثم أسرع لحمام الغرفة …دلف سريعاً ثم أستند على باب الغرفة والحزن يلهو بتعبرات وجهه ..حديثها يحطم قلبه … ذكريات الماضي تلاحقه بلا رحمة فتنهش ما تبقى بأوجاعه .. صرخة مداوية جعلته يهرع للخارج …


بالخارج


تسللت العبرات الحارقة وجهها فمازال هذا القلب يرتجف لقرب معشوق الروح لجواره ، نهضت عن الفراش بتعب نفسي شديد ثم توجهت للخروج من تلك الغرفة البشعة كما تعتقد لم تعد تشعر بطوفان ملحمة العشق المجسد بين أحضانها كل ما تراه ذكري هذا اليوم البشع الذى هدم حياتها ….توجهت للخروج ودموعها رفيقتها كالعادة تكون الرفيقة الجيدة برحلة الأوجاع .لم تشعر بأنها تستند على الزجاج المهشم ..


صرخت بقوة حينما جرحت قداماها فخرج مسرعاً ..أسرع رائد إليها فأنحنى حينما وجدها تحمل قدميها عن الأرض ، عيناها مغلقة بقوة جعلته يشعر بمعانتها، أنحنى ليرى ماذا هناك ؟فأزاح عنها الزجاج بعناية ..فتحت عيناها لتجده يجلس أرضاً يزيح عنها ما يؤلمها ..


طالت النظرات بينهم والعتاب سيد الموقف ، وقف حينما دوا جرحها فتأمل دموعها بحزن أنقلب عليه هذا القلب فرفع يديه يلامس وجهها قائلا بنيرة صادقة :_أسئلتك مالهاش غير إجابة واحدة وهى أنى بعشقك يا رانيا أنا معترف أنى غلطت عاقبينى ذي ما تحبى بس بلاش تعملى كدا فى نفسك صدقينى دموعك دي أكبر عذاب ليا ..


رفعت يدها تحاول أذاحة يديه ولكنه حاصرها بيده الاخري مجبراً لها أن تنظر بعيناه …


رانيا بدموع :_خالينى أمشى من هنا أرجوك بجد مش هقدر أعيش هنا تانى


حطمت قلبه بكلماتها فأحتضنها بقوة هامساً بصوته الرجولى :_.وأنا مش هضيعك من أيدى تانى فاهمه


سكنت بين ذراعيه فرفعت يدها الصغيرة تشدد من أحتضانه إبتسم بفرحة فطوفها بفيض من عشقه الخاص لتذوب حواجز القسوة والجفاء ..


****___________ ********


تخطى المحال وتفادى الكثير من الحوادث ليصل إليها .


صف سيارته أمام الفيلا ثم أسرع للداخل بعدما تأكد من الحارس بأن الأمور على ما يرام ولكنه مازال يشعر بالقلق عليها ..


دلف للداخل بعدما أستخدم المفتاح الخاص به يبحث عنها بجنون فصعد للأعلى عندما لم يجدها بالأسفل …تسلق الدرج سريعاً ثم دلف لغرفتها يبحث عنها بعسلية عيناه شعر بأنه عاد للحياة مجدداً حينما رأها غافلة على سجادة الصلاة بعد مشقة يوماً قضته بالدعاء لوالدتها بعدما أخبرها الطبيب بأنه تستعيد وعيها شيئاً فشيء .أقترب منها وقسمات وجهه تعود لشكلها الطبيعى ..أنخفض لمستواها يتأملها بصمت …


رسمت البسمة على وجهه بعشق وهو يتطلع لسكونها الطفولى …حملها بين ذراعه ووضعها برفق على الفراش ثم داثرها جيداً ..جلس جوارها يتأملها بزهول فكيف كان يقضى رحلته بدونه ؟


كيف أستطعت تلك الفتاة أختراق قلبه …لتصبح له الروح والسكون ..


أنقضى الليل ولم تتشبع عيناه من رؤياها فظل لجوارها حتى غفل هو الأخر على المقعد المجاور لها …


******________*****


بالقصر وبالأخص بغرفة ياسين


كان يجلس على مقعده بشرود حتى أنه لم يستمع لحديث أحمد وجاسم ..


جاسم بغضب شديد :_بقولك أنا واثق أنها بتحبنى تقولى حب أخوى ؟!


أحمد بهدوء :_طب هى هتستفاد أيه من الحوار دا ؟!


لوى فمه بتهكم :_داليا مشكلتها أنها معندهاش ثقة فى نفسها هى شايفه نفسها متنفعنيش


أسند ظهره للخلف قائلا بسخرية :_مش عارف البنات دي بتفكر أذي بجد ؟!!


آبتسم جاسم قائلا بنفس لهجة السخرية :_أشك فى الموضوع دا وبعدين يا عم أنت راجع فى وقت غلط


لمعت عيناه بغموض ثم قال بصوت حزين :_مش راجع بمزاجى يا جاسم


أنكمشت ملامح وجهه بعدم فهم فأكمل أحمد قائلا بثبات :_عمى أدهم قرر جوزانا أنا وأسيل


صعق جاسم مما يستمع إليه حتى ياسين خرج من شروده قائلا بصدمة :_أنت وأسيل !


لم يعلق أحمد فهو يعلم مدى صدماتهم …


جاسم بهدوء معاكس :_مس فاهم يعنى أيه قرر ؟؟


طب أنت موافق ؟


رفع عيناه لرفيقه فهو يعلم كم يعشق شقيقته ولكنه ألتزم الصمت بعدما شدد أحمد الا يخبرها …


ساد الصمت بالغرفة وياسين وجاسم يتراقبن الأجابة لسؤاله ..فخرج صوته الساكن ؛_موافق يا جاسم ومفيش أدامى حل تانى


تملك الزهول ياسين فقال بستغراب :_هو عمى عارف ؟


تفهم ما يقصد قوله فأكتفى بأشارة بسيطة كانت كفيلة للصمت القاتل ..


******__________****


بغرفة معتز


قضى الليل بحديث الهاتف بينه وبين الحورية الغامضة فشعرت بأنها براوية خيالية ووجدت أميرها لا تعلم بأنه من سيحرص على تحطميها …


مرء الليل الغامض على البعض بالعذاب والبعض الاخر بالدموع وعلى معظمهم بالسعادة لتذوق رحيق الحب …وسطعت شمس يوماً جديد محفل بلقاء عاشق ومعشوق …


بغرفة ياسين


أستيقظ على رنين هاتفه فرفع يديه بتكاسل للكومود ثم جذب الهاتف بتأفف قائلا بصوت هامس من أثر النوم :_الو


صوت أنفاس تعلو وتهبط …أستمع لها جيداً ليعلم من المتصل …


خرج صوتها أخيراً قائلة بهدوء :_صباح الخير يا ياسين


تلون وجهه بشدة فأجابها بغضب جامح :_عايزة أيه ؟!


:_عايزاك تسمعنى يا ياسين أنا معملتش حاجة صدقنى


قالتها بدموع كثيفة فخرج صوته القاطع :_أسمعينى أنتِ أفضلك أنا دلوقتى رجل متزوج عارفه يعنى أيه متزوج


ضغط على كلمته لتفهم جيداً مغزى الرسالة فتخلت عنها الكلمات من هول الصدمة متزوج ؟!!! ظلت ترددها بهمس كأن عقلها لم يستوعب ما إستمعت إليه ..


:_ فمتخلنيش أستخدم معاكِ أسلوب أحقر من أنى أوصفهولك


وأغلق الهاتف ثم.أستقام بجلسته والغضب يتمكن منه فيجعل عيناه الزرقاء مخيفة بعض الشيء ..


*****__________*****


فتحت عيناها بدلال فأبتسمت بعشق لظنها أنها ترى حلمٍ جميل فأنتفضت عن الفراش حينما قال ببسمة جذابة :_صباح الخير


رحمة بفزع وهى تغلق عيناها بعدم تصديق :_عدي !! أنت هنا أذي ؟


تعالت ضحكاته ثم أقترب منها قائلا بنبرة خبث :_أنا مش عدي أنا تؤامه الدكتور عمر الجارحي


أغلقت عيناها بغضب جامح ثم رفعت الوسادة وأنقضت عليه قائلة بغضب جامح :_فاكرنى هبلة وهصدق الهبل دا ؟


رفع يديه فى محاولة فاشلة لأيقافها ولكن لم يستطيع فجذب منها الوسادة بشكل مفاجئ فكادت السقوط أرضاً لولا يديه أحتضنت يدها …


لم تبالى بالسقوط فكانت تحت تأثير هذا السحر الخالد.يا الله لم تجد عينٍ هكذا …


تطلعت لعيناه بسكون مريب ….حتى هو شعر كأن الزمان توقف ليتبقى هى عالمه ..


جذب يديها برفق فتقربت منه بصورة تلقائية ….حاولت الهرب من نظراته ولكن لم تستطيع ..


خرج صوته الهامس :_لحد أمته يا رحمة ؟


تطلعت له بعدم فهم فأبتسم قائلا بثباتٍ معتاد :_أقصد أ..


كاد أن يكمل كلماته ولكن تعال صوت هاتفه فعاونها على الوقوف ثم رفع هاتفه قائلا ببعض الغضب :_نعم ؟


مازن بسخرية :_طب قول صباح الخير مش داخل شمال كدا


:_أنجز


قالها عدي بحذم فتأفف قائلا :_مش عارف ايه الا جرالك دانت حتى معبرتنيش وأنا فى المستشفى يا شيخ


أنكمشت ملامحه بضيق :_أنت طالبنى عشان كدا


:_طالب سيادتك لأن محدش عارفلك مكان أنا قاعد مستانيك من الصبح


=مستانينى أنا ؟!فين ؟


_بالقصر عايزك بموضوع مهم


=طب خاليك عندك أنا راجع حالا


_أوك


وأغلق الهاتف بضيق فتمنى قضاء بعض الوقت معها ..


أستدار فلم يجدها خلفه فتعجب كثيراً …


بالقصر ..


مازن بغرور :_خدت بالك يا عمى وأنا بكلمه


تعالت ضحكات عز قائلا بتأكيد :_خدت بالى طبعاً


حازم بضيق:_هو في حد يا خويا بيعرف يكلم الوحش تلقيه لسه مفقش


إبتسم ياسين قائلا بسخرية :_لا صادق يا مازن أحنا سمعنا كل حاجه ولا أيه يا جاسم


جاسم بمزح :_متقلش معاه يا مازن عشان ميبقاش عندك دراعين


تطلع ليديه المغطاة بشاش أبيض قائلا بخوف مصطنع :_طب أعمل ايه ؟أتصل أعتذر ؟!


تعالت ضحكات جاسم ليكمل حازم بمكر :_المكتوب مكتوب


مازن بخوف :_يعنى أيه ؟


حازم بخبث :_يعنى أنا عمري ما لبست أسود أبدااا بس عشان خاطر عيونك الخضرة دي هلبس يوم جنازتك نظارة سودا وأبقى كدا عملت الا عليا


:_لا تصدق أنك شهم


قالها مازن بسخرية وعين متوردة من الوعيد لهذا الأحمق …


حازم بغرور :_طبعاً يابنى


جاسم بغضب :_أنت لسه قاعد ليه يا حيوان مش وراك جامعه


جذب الفاكهة قائلا بهدوء :_والله يا جاسومة ماليش مزاج أتحرك من مكانى


مازن بزهول :_جاسومة ؟


دا أسم جرثيم جديدة ؟؟


رفع ياسين ساعته قائلا بضيق :_كنت أتمنى أفضل معاك يا مازن بس عندي أجتماع مهم


مازن بتفهم :_ولا يهمك أشوفك بعدين


أكتفى ببسمة بسيطة ثم توجه للخروج ولكنه توقف حينما إستمع لصوتها تناديه ..ألتفت لتجدها تقف أمامه بفستانها الرمادي وحجابها الأسود الطويل الذي برز جمال تلك العينان الساحرة ..سكن بمكانه يتأمل تلك الحورية بأعين متلهبة لأحتضانها من الأعين الفتاكة ..


هبطت لتقف أمامه قائلة بأبتسامة رقيقة :_صباح الخير


:_صباح الجمال والرقة


قالها ياسين ونظرات عيناه تأبى تركها فجعلت الحمرة تتسلل بخفة لوجهها …


رفعت وجهها قائلة بخجل من نظراته التى مازالت تتطوفها :_أنا نازلة أجيب شوية حاجات ناقصانى فقولت لماما قالتلى لأزم أخد أذنك من النهاردة


تطلع لها بتسلية لرؤية لون وجهها الذي يزداد شيئاً فشيء فخرج صوته أخيراً :_حاجات أيه ؟


رفعت مليكة هاتفها قائلة بأرتباك :_أنا هستعجل مروج وداليا عشان هروح معاهم


:_مش هتروحى غير لما أعرف راحه ليه ؟


قالها ياسين بمشاكسة فرفعت وجهه قائلة بغضب شديد :_مش عايزة أروح


وأستدارت لتغادر فقبض على يدها قائلا ببسمة خبث :_لا مأنا هعرف هعرف فقولى عشان بجد متأخر على الأجتماع ..


تلونت عيناها بعند يعلمه جيداً :_روح أجتماعك يا ياسين مش هتكلم


ياسين بمكر :_يبقا مفيش خروج


:_هخرج بعد خروجك على طول


قالتها بعند فأبتسم قائلا بسخرية :_دا تهديد أنى لو روحت الاجتماع هتخرجى


ربعت يدها أمام صدرها بثقة :_سميها ذي ما تحب


كان تحدى واضح له لعلمها بأنه لن يتمكن بترك عمله ..


أشار ياسين للخادم فأتى على الفور ..أعطاه حقيبته تحت نظرات أستغراب مليكة فقالت بصدمة :_أنت مش رايح المقر


صرخت حينما حملها بين ذراعيه قائلا بدهشة مصطنعه :_أنا لا طبعاً هروح بس أنتِ هتشرفي معايا عشان أعلمك من البداية أن التحدى مع ياسين الجارحي أخره مطاف واحد ..


صرخت بقوة وهى تحرك قدماها بالهواء قائلة بصراخ :_أيه الجنان داا نزلنى


وقف يتأملها بنظراته الساحرة فكفت عن الحركة وأنخضعت لسحره الخاص ..حتى هو تمنى أن تتوقف الدقائق ويبقى كما هو …تحرك بخطى واثقة وعين تتأمل عيناها يسير بخطاه الثابت كأنه يحمل عقد من الألماس ويخشى أن ينكسر …


وضع الخادم الحقيبة الصغيرة الخاصة به بالخلف ثم أسرع بفتح باب السيارة حينما رأه يهبط بها …


وضعها على المقعد بهدوء ثم أستدار ليجلس جوارها …صمتت والخجل سيدها فمازالت تحت أسر تلك العينان …تحرك ياسين بسيارته للمقر وعيناه تخطف النظرات لتلك الحورية القابضة على زمام قلبه …


********___________*****


هبط عدي للأسفل متوجه للخروج فتوقف حينما لمحها تعد الفطور …كاد أن يكمل طريقه على عجالة من أمره ولكن توقف حتى لا يحزنها …


أقترب ليستند على الباب يتأملها بسكون وعشق غارم ..أعدت الفطور ثم شرعت بتحضير الخضروات رفعت عيناه ومازالت لم تستدر قائلة بأبتسامة صغيرة ؛_هتفضل واقف عندك كتير


تعجب عدي ولكن لم يعلق فهو بعلم بأنها تشعر به مثلما يشعر بها …دلف للداخل ثم وقف لجوارها يعاونها على ما تصنعه …


رفع يديه يجذب الطبق الموضوع آمامه فتلامست يده معها بدون قصد …جذبت يديها سريعاً فأبتسم قائلا بهمس بعدما حاصرها بين ذراعيه قائلا بصوته المنخفض :_ليه دايما بتهربى منى يا رحمة ؟


أرتجفت من قربه المهلك لها فحاولت الفرار من نظرات عيناه ولكن لم تستطع فهى محاصرة بين ذراعيه بأحكام …


رفع وجهها له قائلا بجدية وعشق يتابعه :_أنا عارف أنك متلخبطة ووجودى معاكى هنا السبب بس أنا فعلا مش قادر أعيش من غيرك ثانية واحدة …عارفة ليه ؟


أنتظرته يكمل حديثه فمال على أذنيها هامساً بصوته الساحر :_لأنك ملكتى قلبي


أغمضت عيناها وبسمتها الرقيقة تزين وجهها فأبتعد عنها حينما صاح هاتفه بغضب ليتذكر رفيقه …


تركها وتوجه للخروج ففتح الباب وتقدم للخروج ولكنه أستدار ليجدها تقف أمام باب المطبخ ونظراتها تحمل الحزن التى تحاول أخفائه لرحيله ..نبض قلبه بدقات يعلمها جيداً فنقلت له ما تشعر به …


فأبتسم على مرآة قلبه الصادقة لها ..رفع يديه لها والأبتسامة تجعله اكثر جذابية ووسامة …تطلعت له بصدمة وزهول من أشارة يديه نعم هى تريد مرافقته لأى مكان يريده لم تشعر بقدماها وهى تركض له سريعاً …


رفعت يدها ليديه الممدوة فظل ساكناً يتأملها تارة ويدها الموضوعة بيديه بقوة تارة أخرى …فتح باب السيارة ثم أشار لها يشكل ملكى فأبتسمت وصعدت للسيارة .


*******__________*******


بالقصر


مازن بغضب :_كدا كتيير


جاسم:_زمانه جاي أهدأ شوية


هبط معتز للأسفل ليطل بحلى سوداء اللون وشعره المصفف بنظام فكان رونق للجمال …تعجب من وجود مازن بهذا الوقت فقال بتعجب :_مازن ؟! ايه الا عمل فيك كدا ؟


مازن بسخرية :_ أتخبط فى التلاجه


:_يا ساتر يارب طب مقلتش ليه يا عم كنا جينا عمالنا الواجب


قالها معتز بعدما جلس جواره


إبتسم جاسم على إجتماع شياطين الجحيم حينما رأي الضلع التاسع يهبط الدرج


أحمد :_صباح الخير


جاسم :_صباح النور يا أحمد


معتز :_صباحك بيضحك


مازن بصدمة :_أحمد !!!أنت رجعت أمته يا جدع


هبط ليقف أمامه قائلا بسخرية :_ انا نفسي معرفش سبك منى وقولى ايه الا بهدلك بالشكل دا ؟


مازن بضيق ونظراته تترابص بمعتز :_أصابة خفيفة ياخويا بس العتب مش عليكم العتب على الكبير بتاعكم والحيوان الا جانبي دا


معتز بضحكة جذابة :_خلاص بقا يا ميزو ميبقاش قلبك أسود يا جدع


مازن بضيق شديد :_أحترم نفسك يالا ميزو دا بيلعب معاك


معتز بسخرية :_كدا طب غن اذنك اروح الشركة وأرجعلك متمشيش فاهم


مازن بغضب :_أنا أستناك انت ليه الدنيا ماشيه بدهرها


معتز :_عايزك فى موضوع


مازن بغرور مصطنع :_أدام فيها موضوع يبقا تشرفنى فى مكتبي ياخويا


جاسم بشماته :_هو دا الكلام ولا ايه يا احمد


أكتفى بأبتسامة بسيطة ..


معتز بغضب :_بقا كدا ماشي


مازن :_لو تقدر يا أخ معتز تشد الباب فى أيدك يبقا كتر الف خيرك


غادر معتز وهو يتوعد له فأشار له قائلا :_والله ما هرحمك بالتمارين أصبر بس للجمعه الجاية


جاسم :_هههههه ألبس


مازن بصدمة :_يا نهار أسوح دانا نسيت تعال يا زيزو وقول الموضوع


معتز بغرور مثلما فعل :_ليا مكتب تقدر تشرفنى فيه


رفع جاسم يديه بأشارة التعادل للطرفين ….


أبتسم أحمد لذكريات مضت قاطعها بزهول :_هو انتم لسه بتلعبوا ملاكمه


مازن بحزن مصطنع :_زعلت معتز منى وهو الا هينزل الخصم معايا الجمعه الجاية يعنى أنا الكبش بتاعكم بأيدى دي منك لله يا جاسم


جاسم بخبث :_وأنا مالى يا عم مأنت الا الداية سحباك من لسانك


أحمد :_ههههههه واضح أن فى حاجات كتير فاتتنى وأنا بره وأولهم أخلاق ولاد عمى واحد بيقول قشطة والتانى الداية لا حاجة تشرف بجد ..


مازن بسخرية :_أضحك ياخويا مأنت مش عارف ايه الا هيجرالي من الحيوان الا مشى دا


جاسم:_تصدق صعبت عليا وهتنازل عن الخصم بتاعى وأنزل قصاد معتز


مازن بسعادة :_بجد يا جاسم


جاسم بمكر :_حبيبي يا ميزو دانت رقبتى سدادة يا جدع


مازن بفرحة :_لا وأى رقبة دي رقبة حازم


جاسم بأبتسامة مكبوته :_أيه الا جاب سيرة حازم فى الموضوع !!


مازن بزهول :_مش دا الخصم ؟


جاسم ببسمة غرور :No الخصم بتاعى المرادى حاجة تانية الوحش بنفسه


كانت صدمة قوية لم يستوعبها مازن فانقض عليه بغضب جامح …تعالت ضحكات أحمد على ما يراه …


هبطت مروج وداليا للأسفل يبحثان عن مليكة كما أتفقت معهم بأنها ستهبط للأسفل لأنتظرهم فصدموا حينما وجدوا جاسم بأشتباك مع مازن …


أبتعد مازن عنه سريعاً حينما وجدوا أنفسهم خارج القاعة تطلعوا لأحمد الجالس على مقربة منهم يلهو بهاتفه كأن لم يكن …


وقف مازن ولجواره جاسم المبتسم بخفوت على ما حدث من خطط ليتلقى أحد المواجهة أمام الوحش الثائر بدلا منه ..


رفع عيناه ليجدها أمامه حتى هى تطلعت له بصمت تشعر بأنها رأته من قبل ثم تذكرت بأنه الرفيق المقرب من عدي ….


رفعت عيناها المتورمة من أثر بكاء أمس فتقابلت مع عيناه الغير مهتمة لوجودها كأنها ورقة وأزيلت من حياته …كان ذلك كالصفعة القوية لها لتجعلها تفق على واقع لاطالما حاولت التهرب منه …لم تعلم بأنه سيجعلها هى من ترى عشقه بقلبها …


جاسم بستغراب :_رايحه فين يا مروج ؟


لم تستمع له فكانت نظراتها معلقة بمن يتأملها بشكل ملحوظ فأفقت على صوت خطوات أحمد المقترب منهم ..


أحمد بتعجب هو الأخر :_أنتوا خارجين ولا ايه ؟


داليا بهدوء :_أيوا رايحين المول ومليكة جايه معانا


:_طب وأسيل ؟!


قالها احمد وعيناه تبحث عنها فأجابته داليا بخذلان :_رفضت تنزل معانا


مروج بستغراب :_هى مليكة فين ؟


جاسم:_ معرفش كانت هنا دلوقتي


رفعت هاتفها قائلة بثبات مصطنع لنظرات مازن :_ هطلبها اشوفها فين


اشار لها براسه فابتعدت عنهم بقليل ورفعت هاتفها تطلب ابنه عمها وعيناها تتابع هذا الغامض الذي يتابعها بنظراته …


على الجهة الأخرى


وصلت سيارته أمام المقر فهبط للداخل وهى بيده تحاول التخلص من قبضة يديه ولكن لم تستطع اوقف المصعد ثم دلف للداخل وهى معه …


مليكة بغضب شديد :_ممكن أفهم سبب وجودي ايه هنا ؟


رفع يديه يرتب شعره الغزير وجاكيته الراسم لعضلات جسده المثير بمرآة المعد بعدم أهتمام بها فجن جنونها …


جذبته من معصمه قائلة بصوت هادئ على عكس جنون القلب :_يا ياسين داليا ومروج زمانهم مشوا من غيرى


:_ميهمنيش


قالها ونظرات عيناه تتطوفها ثم رفع يديه على وجهها قائلا بنظرات تتطوفها :_أنت عايزة تعرفى نهاية التحدى بينك وبين جوزك ذي أي واحدة عاقلة فأنا هساعدك من الأول


…..ها……


قالتها بأرتباك من قربه ونظرات عيناه الزرقاء فتبسم بمكر …وقف المصعد فأصدر صوت جعلها تفق وتعد لأرض الواقع ..خرج من المصعد فلحقت به قائلة بعصبية :_هو أنا جبت سيرة تحديااات


دلف لمكتبه وهى خلفه فجلس على مقعده وهى تلحق به بعدم واعى …فصرخت حينما كادت السقوط ..


أستندت على ذراع المقعد بيدها ثم رفعت عيناها لتتقابل مع وجهه الوسيم بفعل بسمته المضحكة عليها …


غلفهته بنظراتها لتؤكد له بأنها صاحبة هذا القلب …تأملها كثيراً ثم جذب الملفات قائلا بمكر :_هتأخر عن الMeeting


أشارت له بعدم أكتثار فوقف بشكل مفاجئ لتصبح بين ذراعيه أو بين براثينه ..إبتلعت ريقها بأرتباك فخرج صوته قائلا بثبات مخادع ليخيفها فكيف يخبرها أنه فعل ذلك لتكون على مقربة منه فكم يود اعتقالها بمعتقل قلبه لتظل رفيقته لأخر نفس يرفرف بنبضاته :_خاليكى عاقلة كدا لحد ما أرجع دا عشان متزعليش اظن كلامى واضح


أشارت له بالموافقة الكلمات تخلت عنها فجعلتها بمواقف تلعنه كثيراً إبتسم بسمة رضا ثم غادر لغرفة الأجتماعات …


ظلت كما هى تنظر للفراغ بشرود بحديثه فأبتسمت بتلقائية حينما تذكرته وهو يحملها بين ذراعيه …


******__________*****


بغرفة عمر


أفاق على صوت هاتفه فأخبره أحمد بالهبوط لوجود مازن والجميع ….


خرج من الحمام فأرتدى سروال بنى اللون، وتيشرت بدرجة أفتح ،صفف شعره بحرافية ثم وضع البرفنيوم الذي شراه حديثاً ثم أدى فريضته وهبط للأسفل


بالأسفل


أجتمع الجميع لتناول طعام الفطور حتى مازن فصممت عليه تالين ويارا الجلوس معهم فشاركهم الطعام ..أخبرت مروج داليا بأن مليكة لن تتمكن من القدوم فأخبرتها بأن عليهم الذهاب غداً …زفر أدهم بغضب شديد على حال إبنته التى لم تتغير بعد فكيف ستحتمل معرفة زوجها من أحمد ؟؟!!


صعد أحمد للاعلى ليجبرها على الهبوط لتناول طعام الأفطار …


بالأسفل


عمر بفرحة ؛_أيه دا مازن


مازن بأبتسامة هادئة :_أهلا يا دوك


عمر :_أهلا أيه دانا هعمل مغاك تحقيق سداسي الابعاد


ياسين بحذم :_بعد الفطار أبقى أعمل الا يريحك


عمر بتذمر :_تحت أمرك يا حاج


كبت رعد ضحكاته قائلا بصعوبه :_ما تسيب الولد براحته يا ياسين


عمر بفرحه :_أه والنبي يا عمى تقوله يعتاقنى لوجه الله دا حتى أمى بقيت اخاف أتكلم معاها


تعالت ضحكات الجميع ومنهم تلك الحورية العمياء التى تتمنى من الله أن تراه ولو دقائق قليلة ..


حمزة :_أبوك لو محبكهاش ما يبقاش ياسين الجارحي أسالنى أنا ياخويااا


عز :_هههههه ما بلاش يا حمزة


أدهم :_هههههه لا عيب كبرنا وبقا عندنا شباب


جاسم :_خد راحتك يا والدي حقك


شذا :_هو خد راحتك يا والدى لكن أنا عيب يا ماما


مروج :_تفرقة عنصريه يا طنط


تالين :_هههههه بس يا موجه هى طنطك ناقصه تسخين


آية لمازن :_أنت مش بتأكل ليه يا حبيبي


مازن بصدمة :_كل دا ومش بأكل دا فاضل أكل عمر الا قاعد جانبي دا


تعالت ضحكات الجميع وما زادهم فرحة هبوط أسيل للأسفل بعدما تمكن أحمد من أقناعها ..


يحيى بسعادة :_بجد فرحة برجوع ادهم وأحمد


إبتسم أحمد بسمة هادئة ….


ياسين بجدية:_قولتلكم قبل كدا


الشغل بره فى كتير يديروه وأظن كلامى مفهوم


دينا بمكر :_خلاص رعد يسافر بدالهم


رعد بصدمة :_أنتِ عايزة تتخلصى منى يا دينا ؟


دينا بتأكيد :_جدا على فكرة


مروج لداليا:_ألحقى أبوكى وأمك


داليا بشرود بجاسم المتجاهل لها :_هيتصالحوا بعد 5 دقايق


هبطت الصغيرة الدرج ومازالت لا تعلم الطرقات تبكى بخفوت وهى تبحث عن والدتها ..


أقترب منها رعد ببسمة واسعه نعم هى حفيدته مريم فلم يلتقى بها بعد …حملها بين احضانه بعدم تصديق فتبدلت دموعها سعادة للعب جاسم وعمر ومازن وأحمد معها ..


حمزة بصدمة :_أيه الا جرا لشباب العيلة سابوا الأكل ولعبوا مع البنت


يحيى :_هههههه يا عم سبهم أنت عايز منهم ايه ؟


حمزة :_على رأيك هما يلعبوا وانا كنت باخد كل قفا


تعالت ضحكاتهم لذاكرى ما مرء


******_________*****


بالأعلى


أفاقت من نومها لتجد نفسها بغرفة غير غرفتها فتشت بعيناها لتعلم أين هى؟


رفعت الغطاء ثم وقفت تبحث بالغرفة فوجدت مياه تتناثر على رقبتها أستدارت لتجده خلفها بعدما خرج من الحمام …


رائد ببسمة جذابة :_صباح الخير يا حبيبتي


تطلعت له بمشاعر متلخبطة أتبتعد عنه أم تظل بمخضع الأمان يا له من قلب لعين ..


أبتعد عنها بهدوء فهو لم يقبل بمعانتها ..


قالت بصوت متخشب :_أنا فين ؟


وضع عيناه ارضاً بحزن :_دي أوضة غير التانية نقلتك فيها أمبارح


وتركها وجذب قميصه يرتديه مسرعاً ثم صفف شعره بأهمال وغادر سريعاً ..


جلست على الفراش والفكر يشغلها هل تمنحه الفرصة أم تقسو عليه لم تجد نفسها سوى تحدث أخيها بالهاتف كعادتها ..


******__________******


بالمقر الرئيسي


جلست بملل وهى تنتظره فتوجهت لغرفة الاجتماعات حتى ترى ماذا يفعل ؟


أنهى أجتماعه ولملم الأوراق الخاصة به ثم توجه للخروج ولكن الصدمه كانت حليفته حينما رأها أمامه …صاح بغضب جامح :_انتِ أيه الا جابك هنا ؟


دلف للداخل قائلة بثبات :_ياسين أنا مظلومة صدقتى انا بعدت عنك الفترة الا فاتت دي عشان تعرف الحقيقة


جذبها من معصمها بقوة كبيرة قائلا بصوت كالنيران المتأججة :_واضح أنك مش بتفهمى بالكلام أنا مش بحبك


دلفت لتستمع كلامات تسرد لها صدمة الا وهى ….أنا عارفه أنك بتحبنى يا ياسين البنت الا أنت كتبت كتابها دي مجرد تنفيذ وصية وعهد بين أبوك وعمك لكن أنا واثقة أن قلبك معايا أنا وأنت بنفسك كنت بتقولى كدا..


كاد ان يجيبها ولكنه صعق حينما وجدها تستمع لها ..


ياسين بصدمة :_مليكة


غزت الدموع وجهها فرفعت يدخا على وجهها تحاول الثبات عما استمعت إليه ولكنها لم تحتمل …ركضت سريعاً لتهرب من عيناه المخادعة لها فلحق بها سريعاً ولكن هيهات هناك مجهول سطر لها …


صاح بصوتٍ متقطع من الصدمة “مليكة” حينما وجدها تعبر الطريق غير واعية لتلك السيارة القادمة ربما ستضع نهاية لحد ما وربما بداية لمجهول ؟!!!


******____________*****


بالقصر


جلسوا جميعاً بعد الطعام بالقاعة يتبادلون الحديث المرح إلى أن دلف عدي ومعه تلك الفتاة صاحبة الوجه الملاكى يده تتطوف يدها تطلع لهم الجميع بستغراب الا ياسين فهو يعلم بالامر …نظرات خوف أحمد كانت تلاحق أسيل المنصدمة ممت تراه فقلبه ذبح لرؤية دموعها ولكن ماذا لو صار القلب عدو له من قبل رؤيته ؟؟؟؟


….أحداث …مجهول…تشويق….حقائق….خدعه……..إنكسار……آلم …..عشق…..أنتظرونى غداً فى حلقة جديدة من.


              الفصل الثاني عشر من هنا 




تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة