رواية السارقه البريئه الفصل الخامس والعشرون 25 والسادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27 بقلم فريده الحلواني


رواية السارقه البريئه

الفصل الخامس والعشرون 25 والسادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27

بقلم فريده الحلواني


وصل موديست و فلاديمير و معهم بيتر الي مطار القاهره ...مصطحبين معهم عددا ليس بهين من رجالهم ....وجدو في انتظارهم مؤمن و معه ايضا رجاله في استقبالهم


مودست : مرحبا سيد مؤمن ...هل انتم مستعدون

رد عليه بثقه : علي اتم الاستعداد ...لا تقلق نحن أل الجندي دائما نهتم بادق التفاصيل


نظر له بمكر ثم قال بمغزي : حسنا دعنا ننتهي من الامر سريعا

رد له مؤمن نظرته باخري مليئه بالقوه و الثقه ثم اشار له ان يتقدم كي يتحركو الي وجهتهم المحدده


داخل جناح هاشم كان يستعد كي يذهب الي عمله بوجه متجهم للغايه

اما حبيبته فقد اعلنت عليه الغضب منذ ما حدث بالامس 

حاول ان يراضيها و لكنها أبت ان تنصاع لكل محاولاته ...هي حقا غاضبه ....خوفها من طباعه القديمه يذيد بداخلها...و سؤال واحد يتردد بعقلها : ماذا اذ عاد لسابق عهده...هل يخونها ...هل يمل من الزواج 


نظر لها بجانب عينه و قال بنزق : هتفضلي قالبه وشك كده عالصبح...مش ليكي راجل رايح شغله المفروض تشوفي لو محتاج حاجه


نظرت له بغيظ ثم قالت : هو انت كانو بيرضعوك بجاحه ...انا مشوفتش كده و لا هشوف

القي قميصه الذي كان علي وشك ارتداءه ارضا ثم قال بغضب : حبييييبه ....اهدي كده و قولي هديت عشان انهارده بالذات  مش فايق لجنانك و لا نكد النسوان ده مااااشي


صرخت فالمقابل دون ان تهابه : ااااااه نكد النسوان....هي بتبتدي كده يابن الجندي ...عشان يكون لك حجه ان تخوني ....بس ده بعدك اااانسي ان اسمحلك تعمل فيا كده


حقا سيدق راسها اليابس كي تخرج منه تلك الشكوك التي ليس لها محلا من الصحه

زفر بغضب ثم قال : تمام ...خلي شيطانك يصورلك اني ابن ستين كلب خاين و افضلي فكريني كل دقيقه اني كنت بتاع نسوان لحد ما اخونك بجد 


كادت ان تصرخ به الا انه صاح بغضبا جم : اااااخرسي بقي ....تنفس بقوه من فرط ما يشعر به ثم قال بهدوء خطر : اخلص بس مالي انا فيه انهارده ...و هفوقلك....و فقط ...تركها متجها الي الداخل كي يكمل ارتداء ثيابه بعيدا عنها


اما هي وقفت ترتعش حقا من مظهره الاجرامي ...شعرت بداخلها ببعض الندم ...هل ذادت الامر معه...ام هو يستحق ما فعلته

و قلبها الخائن اقنعها بخطئها الفادح تجاه من ملكه ....بل ارغمها علي التحرك تجاهه كي تراضيه قبل مغادرته لعمله

همست لحالها : خليها عليكي المرادي ...ماهو مش معقول هتسيبيه يروح شغله متنكد ...ده ميرضيش ربنا ...هكذا اقنعت حالها 


وقفت تنظر له وهو يسحب الثياب بغضب و كلما امسك قطعه القاها ارضا

تقدمت منه ثم وقفت خلفه ....اسندت راسها فوق ظهره العاري ثم لفت زراعيها حول خصره و قالت بهدوء : اساعدك ....لو مش عارف تنقي طقم حلو يعني....كانت تتحدث بنبره مثيره و هي تحرك وجنتها برقه فوق ظهره مما جعله يغمض عينه بقوه حتي يتمالك حاله و لا يضعف امام تلك الماكره و التي تستغل عشقه لها....و لكن ابن الجندي اقوي من ان يضعف امامها 


ازاح يدها من حوله بعنف وهو يقول : شكرااااا ....مش محتاج منك حاجه

زفرت بحنق و لكنها لم تيأس ...بمنتهي الجنون....قفذت فوق ظهره بعدما لفت زراعيها حول عنقه و ساقيه حول خصره ثم قبلته وجنته بقوه و قالت مازحه : خلاص يا اتش قلبك ابيض متبقاش افوش


كاد ان يبتسم الا انه تظاهر باللامبالاه و تجاهل ما تفعله متظاهرا بعبثه في الثياب


و حبيبته لن تياس و لن تتركه غاضبا منها....هبطت من فوقه فظن انها ستذهب و لكنه تفاجأ بها تحشر جسدها بينه و بين ارفف الثياب


نظرت له بنظرات هره بريئه مما جعله يجز علي اسنانه بغيظ و يقول : متخيله ان جنانك ده هيجيب نتيجه معايا ...اااانسي 


اخذتها تحدي ...لنري ان صمدت امامي ايها ....ال....حسنا لا وقت لسبابه الان

جهزت اسلحتها الانثويه و التي تتمثل في دلالها الذي يعشقه و يضعفه ايضا ....ملست علي صدره باناملها الناعمه ثم نظرت له بعشق و قالت بنبره ناعمه : يا حبيبي انت المفروض تعزرني ....انا بحبك و بغير عليك


ابتلع لعابه بصعوبه بعدما شعر بتأثيرها عليه و لكنه سيقاوم ...رد عليه بعتاب : و انا عزرتك و فضلت طول الليل بحاول اراضيكي ....مكنتش حابب ابدا تنامي و انتي زعلانه....بس انتي عملتي اااايه....قلبتي وشك و صاحيه الصبح تكملي وصلت النكد


قبلت موضع قلبه ثم قالت بمزاح يملأه الدلال : هو انا زودتها و لا ااايه....اعمل ايه بقي مانا بحبك يا اتش 

اسند يداه حولها علي احد الارفف ...ثم نظر لها بجديه و قال : و اتش بيموت فيكي ...و اختارك من بين ستات الدنيا ..بقلبه قبل عقله ...يبقي المفروض تثقي فيه ...مش كل شويه تفكريه انه كان  نسوانجي 


ردت عليه بعتاب : انا سمعتك و انت بتقول لمؤمن النسوان احلوت و مش عارف ايه....عايز رد فعلي يكون ازاي يعني


لديها كل الحق فخو مخطا و لكنه اعترف و اعتزر فكفي

زفر بحنق ثم قال وهو يحاول الابتعاد : و طول الليل بعتزر يبقي خلاص بقي

لفت زراعيها حول خصره بقوه كي لا يبتعد ...دون ان تتفوه بحرف اخذت توزع قبلاتها علي ثائر صدره العضلي ...مما جعله يشعر بالاثاره و يعلم الله كم يجاهد حتي لا يضعف امامها


حاول ابعادها بضعف وهو يقول : ابعدي يا حبيبه ....ااااا....انا متاخر عالشغل و مش ده الي هيخليني اصالحك

لم تهتم بما يقوله كذبا ...ذادت من لمساتها فوق عنقه و شفتيها لا ترحمه مع تلك القبلات المحمومه ...جعلته سيجن ان لم يضاجعها فالحال....و لكن كبرياءه يمنعه من الرضوخ لها


ابعدها بعنف الي حد ما كي ينقذ حاله ثم قال : قولتلك مش ده الي هيراضيني 

علي عكس المتوقع ....نظرت له بعشق ثم اقتربت مره اخري الي ان التصقت به ....امسكت يده واضعه اياها فوق نهديها و قالت بوقاحه : و انا مش براضيك بالطريقه دي ....عضت شفتها السفلي باغواء ثم قالت : جوزي واحشني و عايزاه....ده ملوش علاقه بالخصام ...تاوهت باحتياج و هي تكمل : اهون عليك تسبني كده 


مثل الرفض الذي تكذبه خلجات جسده و قال : معلش مستعجل عندي شعل و مليش مزاج....لما ارجع بالليل نبقي نشوف الموضوع ده


ابتسمت بخبث وهي تمد يدها بمنتهي الجرأه لتملس علي رجولته المنتصبه بجنون ثم قالت بتاوه الهبه : بس مش واضح انك ملكش مزاج....غمزت له باغواء ثم قالت و هي تهبط بجسدها للاسفل : و حتي لو ....سيب الحكايه عليا....اعقبت قولها بفتح سحاب بنطاله بعدما جلست علي ركبتيها


جردته من بنطاله و ما يليه ثم امسكتها بيدها تملس عليها برفق اشعله .....وضعته داخل فمها بهدوء كاد يقتله من فرط الرغبه التي اشعلتها دون ادني مجهود يذكر 


ضرب رف الملابس بيده و هو يزمجر بجنون غاضب من ضعفه امامه ....و تلك الماكره لم ترحمه  حينما اصبحت لمساتها اكثر فجورا 


جزب شعرها كي يبعدها عنه ثم رفعها بعنف و هو يقول : انتي الي جبتيه لنفسك.....و فقط


القي ما فوق الطاوله بجنون ثم رفعها لتجلس عليها....مزق قميصها الحريري بعنف ثم مال عليها يسحق ثغرها بقبله داميه....هبط بقبلاته الي عنقها ثم نهديها الذي ادمي حلمتهم باسنانه


جلس ارضا رافعا ساقيها فوق كتفيه ثم دفن راسه بينهما....اشعل جسدها حينما قضم بظرها باسنانه ...ثم ضاجعها بلسانه الي ان سال شهدها داخل فمه ....هل يكتفي ....لا و الله ....ظل يرتشفه و شفاه تمتص كل جزء فيها الي ان اثارها مره اخري ....تاوهت باحتياج و صرخت باسمه حينما ابعد راسه عنها


وقف سريعا ثم نظر لها بشهوه عارمه....فرق بين ساقيها ثم ولجها بقوه و قال بغيظ : انتي الي جبتيه لنفسك يا فراوله

ظل يضاجعها بقوه و غيظ الي ان انتهي ....دون اراده منه وجد حاله يضمها بقوه حانيه و يقبل جانب عنقها ثم قال بانفاث لاهثه : متزعلنيش منك تاني يا فراوله ...انا بحبك


ضمته بحنان و قالت مبتسمه : حقك علي قلب الفراوله ....بس اعزرني انا بغير عليك ...و بخاف...طمني يا هاشم

ضمها اكثر باحتواء ثم قال : قلب هاشم بين اديكي ...معنديش اكتر من كده ضمان عشان تطمني يا فراوله....قولتلك و هقولها ...انا عيني اتعمت عن كل الستات ...مبقتش شايف غيرك


ابتعد عنها برفق ثم كوب وجهها و قال بعتاب محب : كلمه خرجت مني غصب عني ...مكنش المفروض تعملي كل ده ...ازعلي و عاتبيني بس متناميش و انتي زعلانه....محدش بيتغير في يوم و ليله يا حبيبي ...و برغم كده انا اتغيرت ٣٦٠ درجه عشانك....ممكن بحكم العاده ابص لواحده ...اقول كلمه...انما عمري ابدا ماقدر اخونك


و لا قلبي هيقبل ...و لا جسمي هيعرف يلمس واحده غيرك...اطمني ....اكمل بمزاح : و بعدين قدرك انك تحبي و تتجوزي واحد نسونجي قديم ...اعترضي علي قضاء ربنا بقي


ضحكت بصخب ثم قالت بوقاحه : قدري و تقبلته و رضيت بيه بس بردو لو فكرت تبص لواحده غيري

اكمل عنها من بين ضحكاته الصاخبه : هقطعهولك


جلست في الحديقه هي و امل مع نورا بينما الفتيات ذهبو الي جامعاتهم

نظرت امل لها بخبث ثم قالت : شايفاكي رايقه ...انا قولت القصر هيولع بعد الي حصل امبارح


نورا : صحيح ايه الي حصل ...انا كل الي شوفته ناني الوقحه دي وهي واقفه معاكم ...بس شكلك كان علي اخرك 

حبيبه : ابدا يا نوري دي واحده من حريم السلطان بس الصراحه اتش ظبطها مدانيش فرصه اتكلم بعد الي قاله


امل : ما شاء الله وشه كان منور انهارده الصبح اللهم لا حسد

ضحكت حبيبه بخفه ثم قالت بتعقل : يا لولو ...النكد و الخصام مش دايما يكونو الحل ...و لو ذادو عن حدهم بتقلب لنتيجه عكسيه....عشان تريحي نفسك و تعيشي سعيده لازم تفهمي مفاتيح جوزك ...و تعرفي امتي تشدي و امتي ترخي ....و الاهم تعرفي كل مره تدخليلو منين عشان تكسبيه


نورا : برافو عليكي يا بيبو ...و الله عندك حق في كل كلمه قولتيها ...بس بنات اليومين دول تفكيرهم غلط ...الي تقولك كرامتي و الي تقولك كبريائي ...و فالاخر البيوت بتتخرب


امل : صراحه انا كنت كده بس لما اتكلمت مع مؤمن و خرجت كل الي جوايا اولا ارتحت ثانيا هو تفهم موقفي و بيحاول يتغير ...المسأله محتاجه شويه صبر بس المهم ان في نتيجه حتي لو بسيطه


كادت ان ترد عليها الا انهم وجدو اعصارا يهب عليهم

قلبت امل عيناها بملل ثم قالت : خير يا عمر باشا ...اتخانقت مع مين انهارده


لوح بيده فالهواء بنزق ثم قال : متخانقتش ...انا بس فركشت مع اميره

حبيبه بزهول : دي مكملتش اسبوع لحقت 


رد عليها ببرود : الصراحه جت لينا مس ...اااايه صاروخ

صرخت امل بجنون تحت ضحكات نورا و حبيبه : يا لهوووووي ....انت خلصت عالبنات الي معاك بقيت بتبص للمدرسات


عمر : مش هي الي جميله اعمل ايه يعني

امسكته حبيبه من ملابسه بغيظ ثم قالت : وااااد انت حاول تتخلص من جينات هاشم دي ...كده انت عديت ليقيل الوحش


نظر لها بغضب ثم قال : انتي بالذاااات ملكيش دعوه بيا...

سالته بحيره : ليه يا واااد انا عملت ايه

عمر بغيظ : بوظتي اخلاق هاشم....بعد ما كنا كابلز يجنن و بنتنافس عالي يشفط مزه احلي...خلاااص بقي قعد جنبك و بس


جن جنون حبيبه من ذلك الكارثه ....صرخت به و هي تهم بالانقضاض عليه الا انه هرول سريعا وهو بقول : لااااازم ارجعه لعقله تاني ...مش هينفع كده


جزبت شعرها ثم قالت لامل : اااااابعدي ابنك عن جووووزي ...دانا لماه بالعافيه و ربنا

ضحكت امل و نورا بصخب عليهما حتي انهما لم يستطيعا الرد عليها

جلست بهم فوق المقعد و هي تقول بغيظ : الواد ده لازم يروح مدرسه داخليه عشان يبعد عن ابن الجندي


و ابن الجندي كان يجلس داخل قاعه الاجتماعات مع اخويه ....مجتمعين بموديست و من معه

و كأنهم يخططون لحرب ما ...في ظاهرهم حلفاء ...و لكن بالباطن....كلا منهم يتوقع الغدر من الاخر....او ينتوي عليه


نظر هاشم لموديست بقوه ثم قال : سيتم الامر وفقا لشروطي ...و طريقتي الخاصه

موديست بغضب حاول كتمه : لن يحدث هذا ….لما اعطيك كل تلك الثقه....انت تتحدث عن بضاعه بملايين الدولارات


ابراهيم. : و انت تتحدث عن سمعه عائله باكملها اذا ما حدث شيء سنخسر كل ما وصلنا له

تدخل فلاديمير كي يهديء الاجواء المشحونه : اهدأو يا رفاق ....هل يصح ان نختلف وقت تنفيذ العمليه التي خططنا لها لاكثر من اربعه اشهر ...بالتاكيد كلانا يثق فالاخر ...


هاشم : انا لا اثق في احد سيد فيلاديمير ....انتم من سعيتم للعمل معي....حاربتوني بكل الطرق القذره حتي رضخت لكم رغما عني ...انا اعترف بذلك....و لكن بما انني اجبرت علي العمل معكم .....سوف اجبركم علي اتمامه بطريقتي اناااااا


طرقموديست فوق الطاوله بغضب ثم قال : لن يخلق بعد من يجبرني علي شيء

بيتر : اهدأ موديست الصراخ ليس حلا....نظر لهاشم ثم قال بمهادنه : لدي حل سيرضي جميع الاطراف


نظرو له جميعا باهتمام فقال : ......


بينما كان علي الطرف الاخر ...يجلس سامح و معه حاتم يستمعون لكل ما يحدث بعد ان قامو بزرع جهاز تصنت داخل تلك القاعه ....

نظر حاتم له و قال : لعبتها صح يا ريس ....كده وقع و لا حدش سمي عليه

ضحك سامح بشماته ثم قال : يبقي استفدنا من الناحيتين....حطينا رقبه هاشم تحت جزمتنا ....و قبضنا من موديست الاخضر ....نظر امامه بطمع ثم اكمل : خلينا نقب علي وش الدنيا بقي


و في ظل فرحته التي لم تكتمل سمع ما جعل وجهه يشحب مثل الاموات

نظر لحاتم و قال بجنون : ابن الكلب عرفه علينااااااا


نعود الي تلك القاعه و التي بدا الامر يهدأ فيها الي حدا ما

حينما رضخ موديست لاحدي مطالب هاشم و هي ان يطلعه علي من يعاونوه داخل جهاز الشرطه بحجه ان يعلم من معه و من عليه


فلاديمير : يعاوننا سامح الديب ضابط في احدي الاجهزه الحساسه و معه صديقه حاتم 

مؤمن : اها ...نعرفه جيدا ....لا بأس ...هكءا اظهرتم لنا حسن نواياكم و علينا الان ان نفعل المثل....نظر لهاشم ثم قال بمكر : اليس كذلك اخي


في جهه مغايره تماما....كان يجتمع بعض الضباط المخلصين و هم يستمعون باهتمام لكل ما يحدث

نظرو لبعضهم البعض بزهول و اعجاب بهذا القناص الماهر و الذي اجبرهم بمليء ارادتهم علي تنفيذ كل ما طلبه منهم


احد الضباط : هاشم ده لعيب اقسم بالله ....جابهم علي حجره بالرااااحه ههههه

رد عليه زميله : لا و الي يعجبك انه خلاهم متخيليين ان هما الي غلبوه و اضطر ينفذ طلباتهم

عمري ما شكيت في ذكائه


انتهي الاجتماع بعد الاتفاق علي موعد تسليم اكبر شحنه سلاح و مخدرات ستدخل الي مصرنا الحبيبه 

لمن ستكون الغلبه يا تري

سنري


انتظرووووووني

😈😈😈😈

الفصل ٢٦

السارقه البريئه 

________________

فريده الحلواني 


وقفت مجموعه من السيارات امام احدي المشافي الخاصه بطريقه عشوائيه تنم علي حدوث امرا جلل


هبط جميع الرجال الذين كانو يستقلوها و هم يهرولون تجاه احدي السيارات التي كان يقودها مؤمن و بالخلف ابراهيم الذي يتمسك بهاشم بجنون كلما راي نزيف دمه يذداد


ساعده جاسر و ايهاب في حمله و اتجهو نحو الداخل وهو يصرخ بجنون للاطباء الذبن كانو ينتظرونه : بسررررررعه....اخوويا بيمووووووت


وضعه فوق الفراش النقال و هرول بجانبه هو و مؤمن و جاسر و معهم ايهاب ...الجميع مغرقون بالدماء...و لكن دموعهم كان نزيفها اقوي


قبل ان يدلف الطبيب خلف هاشم داخل غرفه العمليات امسكه ابراهيم بقوه من تلابيبه و قال : لو مطلعش حي ...هاخد رووووحك ساااامع


الطبيب : طب سبني عشان انقذه ...انت كده بتضيع وقت

تركه ثم جلس ارضا بحزن لم يشعر به من قبل 

وقف ثلاثتهم يبكون ...عمود خيمتهم انهار....


نظر مؤمن لاخيه الجالس ارضا و هو يتذكر ما حدث منذ عده ساعات

فقد كان اليوم هو ميعاد تسليم تلك الشحنه من الاسلحه و المخدرات و قد تم كل شيء تحت عيون الشرطه التي كانت علي اتفاق مسبق مع هاشم بتسليم هؤلاء المجرمين


تمت المداهمه و لكن رجال موديست لم يستسلمو ...تبادل الجميع اطلاق النار علي بعضهم البعض  ... و من ضمن هؤلاء الحقراء كان الاكثر حقاره ...سامح الديب الذي وقف علي مسافه مما يحدث مستغلا انشعال هاشم باطلاق النار علي احد العناصر الاجراميه


صوب سلاحه النار تجاه ظهره ثم اطلق رصاصه غادرا اصابته فالصميم...و لسوء حظه انه وقع فوق صخره فارتطم راسه بها مما ادي الي نزيف دمه بغزاره


في تلك اللحظه كان ابراهيم قريبا منه هو و جاسر ....ترك جاسر يتفقد اخيه و هو قام بتصويب سلاحه علي هذا النذل فاصابه اصابه مباشره في قلبه وقع علي اثرها صريعا فالحال


جلس مؤمن بجانب اخيه و قال بغل : يا ريتك ما قتلته كنت سبته نقطع من لحمه و هو حي

مسح ابراهيم وجهه من دموعه الغزيره ثم نظر لاخيه و قال : هيخرج...ان شاء الله هيرجع ...هاشم مش ممكن يسيبنا انا واثق


بعد ان تمالكا حالهم ...وقفا معا اخذين بيد بعضهما ....نظر ابراهيم لجاسر ثم قال : روح خيط دراعك و بلغ الرجاله تقفل المستشفي...مش عايز دبانه تدخل سااامع


مؤمن ...روح بلغهم فالبيت ....بس حاول تجيبها بالراحه عشان جدك ميتعبش ...خد معاك رجاله بذياده


هل شعر احدكم من قبل بخروج قلبه من موضعه ...هكذا كانت تشعر حبيبه بعدما وصلها خبر اصابه حبيبها ...يا ليت كان الامر مزحه كما حدث سابقا ...و لكن مظهر مؤمن الغارق في دمائه و التي اختلطت بدماء اخيه يدل علي ان الامر حقا ...خطير


وقف الجميع امام غرفه العمليات التي ما زال يقبع داخلها هاشم الجندي مع عددا كبير من الاطباء الذين يحاولون بشتي الطرق انقاذ حياته


لم تنهار مثل باقي النساء ...و برغم دموعها المنهمره بغزاره ...و قلبها الذي يعتصر الما و رعبا عليه....الا انها حاولت الثبات ...الي ان يمو هذا الوقت العصيب ...و تطمأن عليه...وقتها فقط ستسمح لحالها بالانهيار فوق صدره الصلب الحاني


لم يستطع الجد تحمل ما حدث كاد ان يقع ارضا مغشيا عليه الا ان نصار صرخ بزعر و هو يمسك به : بابااااا ....الحقوني يا ولاد دكتور بسرعه


امسكه قبالته ايهاب فصرخت ملك بزعر : لااااا انا مش قادره استحمل ....انا خايقه

ضمتها امل باحتواء ثم قالت : اهدي يا حببتي ان شاء الله خير ...

ملك بانهيار ؛ مش هقدر استحمل ...هااااشم يا امل ...ده ابويا الي رباني ..و الله ما هقدر 


ضمتها امل بقوه و لم تتمالك حالها هي الاخري

صرخت امينه في جاسر بغضب نابع علي خوفها مما حدث : و انتووو كنتم فين ...ازاي متحمهوش ...هو ده الي كان مامنكم علي حياته ...ضيعتوهااااا ...لو هاشم مات 


باااااااااس ....هكذا صرخت حبيبه بجنون كي تقطع باقي حديث امينه الذي وصل لها كالسكين الحاد الذي غرس داخل قلبها

اكملت بثبات يملأه الانهيار : اياااااكي تكملي ....هاشم هيطلع حي....الي مش قادره تمسك نفسها و تدعيلو ...ترجع القصر افضل...


صمت تام حل علي المكان بعد تلك الكلمات التي اعادتهم الي رشدهم و ظلو يلهثون بالدعاء الي ان فتح الباب اخيراااا


كانت اول من سال الطبيب بامل : هاشم حي يا دكتور صح

نظر الطبيب ارضا باسف فصرخت بجنون : اااااانطق

ابراهيم : ما تتكلم علي طول 

الطبيب : احنا عملنا الي علينا ...و الباقي علي ربنا


صرخت الناس بقهر بينما تهجم ابراهيم عليه و قال بغضبا جم : يعني اااااايه ...روحك قصاد روحه انا حزرتك


تقدم منهم طبيب اخر اكبر سنا و قال بتعقل : ابراهيم بيه من فضلك...محدش فينا اثر في حاجه....احنا عملنا كل الي نقدر عليه


سالته حبيبه و هي علي وشك الانهيار : يعني ايه ...ابوس ايدك قولي حالته ايه بصراحه

الطبيب : كونه انه لسه عايش لحد دلوقت دي في حد ذاتها معجزه.....اولا الطلقه الي اصابت ضهره جت مباشرا فالعمود الفقري....و دي بنسبه كبيره ممكن تتسببله في شلل ...انا الوقعه الي جت فدماغه كانت قويه لدرجه انها عملت شرح فالجمجمه و نزيف داخلي ....ادي لدخوله في غيبوبه الله اعلم مداها قد ايه ....هو بين ادين ربنا دلوقت ...ادعوله


انقلبت المشفي راسا علي عقب بعد وصول وزير الداخليه و معه كبار المسؤولين كما المره السابقه....و لكن اليوم هو علي يقين ان اصابته خطيره كما ابلغه الطبيب المختص


وقف الوزير وسط رجال الجندي الذين حقا يريدون الانقضاض عليه و قال باسف : انا مش عارف ده حصل ازاي ...انا نبهته قولتله لازم تلبس واقي بس هو مرضاش


مؤمن باجرام : دم اخونا مش هيروح هدر يا معالي الوزير ...حط الكلمه دي فدماغك عشان متقولش محذرنكش


الوزير بغضب : انت بتهددني 

ابراهيم بهدوء خطر : لالالا خالص ...هو في حد يهدد الحكومه ....احنا عملنا الي علينا ...في اي حاجه تاني محتاجها ...اعتقد كل الي خططت ليه اتنفذ بالحرف...و قبضته عالتنظيم كله صح


فهم الوزير مغزي هذا الحديث المليء بالوعيد فقال بمهادنه : يابني انتو زي ولادي و هاشم ليه معزه خاصه عندي ...انا هأمر بسفره يتعالج بره علي نفقه الدوله


ضحك ابراهيم بغل ثم قال : لا وفرها للي محتاج ...ولاد الجندي هيجيبولو دكاتره بره تحت رجليه ...مش محتاج يسافر ....شكرا ....


مر باقي اليوم كئيبا بعدما احتجز الجد هو الاخر في احدي الغرف بعد ان كاد يصاب بنوبه قلبيه 


اسندت راسها فوق الباب القابع خلفه قلبها ثم قالت : يااارب ..رجعهولي ...ارجوك يارب يا رحمن يا رحيم ..انا مليش غيره...بكت بقوه و اكملت : و حيات حبيبك النبي رجعهولي ...مش هقدر اكمل من غيره ياااارب


ربتت نورا علي كتفها فالتفت لها ...ضمتها باحتواء ثم قالت ؛ هيقوم ...باذن الله هيقوم لو مش عشانا كلنا ...هيرجع عشانك مش هتهوني عليه....قبل ما يمشي انهارده خادني علي جنب و وصاني عليكي ...بكت بقوه و اكملت : قالي يا عمتو حبيبه مش عجباني بقالها يومين ...حاولت اوديها للدكتور مردتش اقنعيها انتي ...و خدي بالك منها عشان خاطري


بكت بانهيار بعد سماع تلك الكلمات و لم تقوي علي التفوه بحرف


داخل مكتب مدير المشفي اجتمع معه مؤمن و ابراهيم و معهم نصار الذي قال : اكيد في حل لحالته ياكتور ...ارجوك لو ممكن اتواصل مع اكبر الدكانره في اي مكان فالعالم و نسفره يتعالج بره

الطبيب : احنا عملنا كل الي نقدر عليه ...و للاسف مش هينفع يسافر ...اي حركه فيها خطوره علي حياته


ابراهيم : خلاص اتواصل مع اكبر الدكانره فالعالم اعرض عليهم حالته و انا هوفر طياره خاصه تنقلهم لهنا و ايا كان الي هيطلبوه وافق فورا


الطبيب : مع ان مفيش اي جديد ممكن يتعمل بس تمام الي يريحكم هعمله

مؤمن : و احنا جاهزين لاي تكاليف معاك حساب مفتوح يا دكتور


الطبيب : تمام ...بس انا شايف ان وجود الاسره الكريمه حاليا ملوش اي داعي ...لو قدرتم تقنعوهم يرجعو البيت ده يبقي افضل ...الكل اعصابه تعبانه


نصار : فعلا عندك حق يا دكتور 


حاول مع الجميع اقناعهم بالذهاب علي ان يعودو بعد عده ساعات

وافق الجميع بعد معاناه ففالاخير الجلوس امام الغرفه لن يجدي نفعا


ابراهيم : يلا يا حبيبه

نظرت له بزهول ثم قالت : يلا فين مش فاهمه

ابراهيم : هنرجع القصر تريحي ساعتين و هجيبك الصبح بامر الله


نظرت له بقوه من بين دموعها الغزيره ثم قالت باصرار : انا مش همشي من هنا غير مع جوزي

كاد ان يتحدث الا انها رفعت كف يدها امامه و اكملت : اااانسي ...قسما بربي ما هتحرك من هنا غير و هو معايا

نورا بتعقل : يابنتي هو مش حاسس بالدنيا قعدتك ملهاش لازمه احنا هنيجي كل يوم 

ردت عليها برجاء : ارجوكي يا عمتو ...مش هقدر اسيبو اقسم بالله ...حتي لو مش حاسس بحاجه كفايه اني شيفاه قدام عيني ...مش هقدر ادخل القصر من غيره ...حسه بياااااا بقي 


صرخت بهم بقهر نابع من خوفها علي حبيب عمرها و زوجها الغالي ..فتقدم منهم نصار ثم قال : سيبوها براحتها ...الحرس ماليين المكان و انا هخلي الدكتور يجهزلها اوضه ترتاح فيها وقت ما تحب ...يلاااا


تركوها و رحلو ...وقفت كما كانت تستند علي باب الغرفه و هي تقول بهمس : شوفت يا قلب الفراوله ...متخيلين ان ممكن ارتاح و انت مش معايا ...بكت بقهر ثم اكملت : الفراوله هتتدبل من غيرك يا اتش ...ارجعلها بسرعه بقي و النبي


داخل احدي الاجهزه الامنيه الحساسه و التي يتم التحقيق داخلها مع من تم القبض عليهم

جلس حاتم بجسد مرتعش امام احد الضباط الكبار و الذي تولي مهمه التحقيق معهم


نظر له الضابط و يدعي محيي باحتقار ثم قال : شغال في مطان محدش يحلم بيه...ليك مركز و حياه محترمه....ايه الي يجبرك تخون بلدك....قبل ان يرد عليه اكمل بغضب : اقولك ليه....عشان انت انسان وسخ و الخيانه فدمك ....استفدت ايه...الفلوس الي قبضتها تمن دم الناس الي بتموت بالسلاح و الشباب الي بتدمر من السم الي بتدخلوه البلد.....اوعدك انك هتتعفن فالسجن....و الكلب التاني زمانه بيتشوي فنار جهنم


اطرق حاتم راسه ارضا و لم يجد ما يدافع به عن حاله فقد كانت الخطه التي وضعوها للقضاء عليهم محكمه للغايه....كل اجتماعاتهم و اتصالاتهم الهاتفيه مسجله باذن من النائب العام


نظر له محيي بغضب ثم قال : طبعا انا مش محتاج اسالك عن حاجه لان كل شيء مسجل صوت و صوره....بس الحاجه الوحيده الي مش فاهمها ...سامح الديب كان بيكره هاشم الجندي ليه....ليه كان كل شويه يحفرله مصيبه مع ان من المفترض انه شغال مع نفس التنظيم


ابتلع حاتم لعابه بصعوبه ثم قال : مكنش فيه سبب محدد ....غيره مش اكتر ...الاتنين بتوع نسوان ...كان سامح كل ما يحط عينه علي واحده يلقيها عايزه هاشم...و لما المنظمه حبت تدخله فالشغل معاها و هددته ....كان هو رافض بس لما ضغطه عليه وافق ...طبعا الكلام ده معجبش سامح. الي هو انت احسن مني فايه عشان يتحايلو عليك و يضغطو عليك عشان تبقي معاهم


طرق محيي المكتب بغل ثم قال مقاطعا اياه بغضب : عشان شريف ...تعرف حاجه عن الشرف الي اتربي عليه هاشم الجندي ...طبعا متعرفش لانك وااااااطي


مر اسبوعان و الحال كما هو ....هاشم يتنفس عبر الاجهزه و لا يشعر بمن تعتصر الما عليه

و الجد ما زال يتلقي العلاج بعد النوبه القلبيه التي اصابته حينما لم يتحمل ذلك الخبر


اما باقي العائله فكانو يقضون نهارهم مع حبيبه التي ما زالت ترفض ترك المشفي ...و ليلا يعودون الي القصر مع وعدا بالعوده صباحا


دلفت للجد بعد ان جاهدت برسم ابتسامه علي وجهها ثم قالت : عامل ايه يا جدو

الجد بحزن : زي مانتي شايفه ....الحمد لله علي كل حال...تمالك حاله ثم اكمل بوهن : روحي يا بنتي ارتاحي في بيتك و ارجعي الصبح ...مهما كان قعدت المستشفي مش مريحه


جلست علي طرف الفراش ثم قالت باقرار : انا راحتي جنب حبيبي يا جدو

ابتسم له بحب و قال : ربنا يردهولك بالسلامه يا بنتي ...اصيله و بنت اصول

دمعت عيناها رغما عنها ثم قالت : و انت مش هتشد حيلك بقي يا جدو ...احنا كلنا محتاجنلك...هطلت دموعخا التي حاولت بشق الانفس ان تكتمها و لكنها فشلت رغما عنها ثم اكملت و هي تضع يدها فوق بطنها المسطح : ولاد هاشم محتاجينك يا جدو 


انتفض الجد من مرقده و كأنه روحه ردت اليه و قال بصوت متحشرج اثر الدموع التي علي وشك الهبوط : انتي حامل يا حبيبه 

هزت راسها علامه الموافقه ثم قالت من بين بكائها : ايوه يا جدو ...من يومين دوخت و الممرضه صممت اني اكشف و عملت تحليل ...شعقت بقوه و اكملت : طلعت حامل في شهرين....كان نفسي يكون اول واحد يعرف الخبر ده.....بكت بقوه و اكملت : وحشني اوووي يا جدو ...مش قادره اتحمل غيابه


بكي الجد و هو يضمها باحتواء ثم قال : ادعيلو يا بنتي ...ربنا رحيم مش هنهون عليه يوجعنا فيه ....اهدي يا حبيبه الغالي عشان تحافظي عالي فبطنك ...عشان خاطره ...


دلف عليهم مؤمن و ابراهيم و وقفا ينظران لهما بشفقه

تمالك حالها و ابتعدت عن الجد ثم سالت بلهفه : الدكتور الاجنبي قالكم ايه

رد ابراهيم بحزن : مفيش اي تحسن في حالته ...هو حاليا عايش علي اجهزه التنفس الصناعي ...حتي العمليه مش هيقدرو يعملوها غير لما يفوق من الغيبوبه عشان يقدرو يحددو حجم الضرر الي حاصل في رجله


اغمضت عيناها بقهر ثم ارتدت ثياب القوه و هي تمسح دموعها و تقول : ربنا معانا انا عندي يقين انه هيرجعهولنا ...ده اختبار و لازم نصبر و نحتسب...المهم....لازم ترجعو الشغل تاني


نظر لها مؤمن بزهول ثم قال : و مين في دماغ للشغل يا حبيبه

ردت عليه بقوه : لازم ترجعو يا مؤمن ...انتم بقالكم اسبوعين محدش عارف حاجه عن الشركات...اكملت باختناق : و لا المصنع الي كان طول عمره بيحلم بيه....ارجوكم متضيعوش حلمه....قعدتكم هنا مش هتفيد بحاجه....خليه لما يرجع باذن الله يعرف ان كان له صهر يتسند عليه....يفرح ان اخواته حافظه علي شقاه و تعبه و تعبكم انتو كمان....الناس مش بترحم و الف واحد كان مستني اللحظه الي عيله الجندي هتقع فيها عشان ياخدو مكانها....ارجوكم متدوش فرصه لحد يسرق الي وصلتو ليه


تجهزت دينا كي تذهب الي اختها كي تؤازرها كما اعتادت منذ ما حدث ...وجدت فوزي يدلف عليها بوجه متجهم ...نظرت له باهتمام ثم قالت : مالك يا فوزي ...في حاجه حصلت


زفر بحنق ثم قال : الناس بقت وحشه اوي يا دينا ....من ساعه الي حصل لهاشم و تحسي ان كل واحد عايز ياخد الي يقدر عليه

دينا باهتمام : ايه الي حصل فهمني

فوزي ؛ تاني واحد امسكو وهو بيسرق حموله خرده ....مش عارف اعمل ايه


دينا : بلغ واحد من اخواته ...دي امانه يا فوزي ..متديش فرصه لحد انه يستغل الي حصل ...ربنا يقومه بالسلامه ..انا هقول لحبيبه و هي اكيد هتتصرف

نظر لها بحزن ثم اكمل : انا مقهووور عليه ...كان راجل جدع ..مكنش وحش مع حد علي قد قوته بس كان بيعامل الكل بتواضع ...عمره ما اتكبر علي حد ...ميستاهلش منهم الغدر ابدا


ربتت دينا علي كتفه بحنان ثم قالت : الناس معدنها بيظهر فالشده ...الكل يبان ملاك بس وقت الجد ...الكل بيظهر علي حقيقته....ربنا يشفيهو يعافيه و يرجع اقوي من الاول ....و وقتها هيعرف ياخد حقه من كل الي خذلوه


جلست امامه كعادتها دائما ....امسكت يده برفق وقامت بوضعها فوق بطنها ثم قالت : وحشتني يا اتش....فراولتك دبلت من غيرك....قوم بقي يا هاشم انا مش قادره اتنفس من غيرك

وضعت راسها فوق صدره الذي ابتل بدموعها الغزيره ثم اكملت : بحبك يا هاشم....بعشقك يابن الجندي ....انا عايشه بس عشان لسه سامعه نبض قلبك....الدكاتره بيقولو مفيش امل ...بكت بقوه و اكملت : بس انا عارفه انهم بيكدبو ....قلبي بيقولي انك هترجع...مش هتهون عليك الفراوله ....قوم يا هاشم....الكلاب بدات تلف حولينا و الكل عايز ينهش في شقاك و لحمنا


شهقت بقوه ثم اكملت بقهر : كنت عارفه انك قوي ...بس مكنتش متخيله انك كنت زي الاسد واقف للكل و محدش قادر يقرب من حاجه تخصك....دلوقت ...لما وقعت الكلاب عملت نفسها اسود و الكل عايز ياخد مكانك


قبلت صدره باشتياق ثم اكملت برجاء : عشان خاطري ارجع يا قلب الفراوله الي دبلت من غيرك


ماذا سيحدث يا تري

سنري


انتظروووووووني

😈😈😈😈

الفصل ٢٧

السارقه البريئه 


فريده الحلواني


________________


جلست شروق داخل المدرج بعد خروج جميع الطلاب تنتظر ميعاد المحاضره القادمه

منذ ما حدث اصبحت منغلقه علي نفسها ...لا تحبذ الاختلاط باحد ...و لولا ضغط الجميع عليها ما كانت خرجت من القصر


تقدم منها محمد و الذي اكتشف حبه لها منذ فتره و حينما قرر ان يصارحها ...حدث ما حدث فاجل اعترافه الي وقتا لاحق ...و لكنه لم يتركها بل ظل مساندا لها و يدعمها بكل ما اوتي من قوه


جلس علي مسافه منها ثم نظر لها بحب و قال : هتفضلي قاعده هنا بردو لحد ميعاد المحاضره الي جايه

نظرت له بحزن ثم قالت : مليش نفس اشوف حد و لا عندي طاقه اتكلم اصلا ...لولا انهم اجبروني اجي الكليه مكنتش خرجت من القصر اساسا


محمد : بس كده مينفعش يا شروق ...الحياه لازم تستمر 

شروق : عارفه و الله بس مش قادره ...الجو بقي كئيب اوي ...خمس شهور عدو و هو زي ما هو ...مفيش اي جديد ....كل شهر دكاتره تيجي من بره تتابع حالته و نفس الكلام بيتكرر ....انا زعلانه عليه اوي ....هاشم مش مجرد ابن عمي لا ده اخويا بجد ...كلنا عرفنا قيمته لما غاب


محمد : ان شاء الله ربنا هيقومو بالسلامه ...انتي قولتي وقت الي حصل الدكاتره قالو انه بين الحياه و الموت...معني انه لسه عايش يبقي اكيد هيفوق باذن الله


شروق : وقتها قالو انه بيموت ...بس محدش قال لحبيبه عشان متنهارش اكتر خصوصا انها اكتشفت حملها بعد الحادثه علي طول

محمد  : هي لسه رافضه تسيب المستشفي بردو


ابتسمت بامتنان ثم قالت : من اول يوم راحت فيه لحد اللحظه دي مخرجتش منها ....حتي لما الممرضات يقولولها تنزل تقعد فالجنينه او في كافيه المستشفي شويه بترفض...كانت الاول ليها اوضه تريح فيها ...بس طول الوقت قاعده معاه فالعنايه


لما الموضوع طول طلبت من الدكتور يحطلها سرير معاه ...مش حابه تبعد عنه حتي الساعتين الي بتحاول تنامهم

محمد : ربنا يطمن قلبها عليه...مفيش واحد معاه حد بيعشقه كده و هيهون عليه يسيبو ...قولي يا رب


شعرت بركلات داخل بطنها الذي اصبح منتفخا علي أثر حملها...هرولت تجاه فراشه الذي ما زال يرقد عليه طيله الخمسه اشهر الفائته....جلست علي حافته ثم سحبت يده واضعه اياها. عليها و هي تقول بفرحه يملأها الشجن و الدموع التي تأبي ان تجف : هااااشم ...عيالك بيضربوني ...ضغطت بيدها علي كف يده ثم اكملت بشكوي : مش هتقوم تزعقلهم ...مش هتزعل عالفراوله و الي عاملينو ولادك فيها....الدكتوره بتقولي حاضنين بعض و مش عارفه تحدد نوعهم....تفتكر ايه ..ولدين و لا بنتين....يا رب يطلعو ولدين شبهك يابن الجندي 


ظلت تحادثه كثيرا كما تفعل و هي خافله عما يحدث بالخارج 

وقف الطبيب المسؤول عن حاله هاشم الجندي مع مؤمن و ابراهيم و اللذان كانا في حاله من الانهيار حينما اخبرهم ان لا امل في شفائه


الطبيب : اسف جدا احنا عملنا كل الي نقدر عليه حتي الدكاتره الاحانب هما الي قررو فصل الاجهزه عنه ....هو تقريبا ميت اكلينيكيا


ابراهيم بصعوبه و كأنه تعلم التحدث توا : يعني ...اااايه...اخويا ميت ...عقد بين حاجبيه بصدمه و اكمل : بس لسه بيتنفس


الطبيب : هو عايش عالاجهزه و الدكتور قرر انه يشيلها عنه

مؤمن : يعني مفيش امل 

هز الطبيب راسا علامه الرفض باسف فاكمل مؤمن بتعقل رغم حزنه : نصبر شويه يا دكتور....ربنا كبير و قادر انه يشفيه...حاول تتواصل مع دكاتره جديده يمكن تلاقي علاج لحالته...مش معقول خمس شهور في غيبوبه و مش قادرين تعملو حاجه


الطبيب بعمليه : صدقني احنا عملنا كل الي علينا بس للاسف مفيش اي استجابه....وقفنا النزيف الداخلي و شرخ الجمجمه ألتئم ....كنا منتظرين يفوق عشان نعمل عمليه زرع نخاع شوكي لعلاج الشلل ...لكن للاسف 


حل الصمت لبضع لحظات ثم قال ابراهيم بحسم : مش هنفصل الاجهزه يا دكتور ...نصبر قدام لسه بيتنفس يبقي فيه امل

الطبيب : يا ابراعيم بيه احنا كده بنعذبه 


مؤمن : ربنا هيرحمنا انا واثق ....هاشم قوي و هيعدي منها باذن الله

الطبيب : الي يريحكم انا هعمله ...نصبر شويه وربنا يكتب الي فيه الخير


بعد مرور شهران اخران اصبحت حبيبه فالشهر التاسع و اقترب ميعاد ولادتها ...لن اجد وصف لما كان داخلها طيله السبعه اشهر الماضيه ....لم تفارقه لحظه ...ظلت قابعه جانبه ...حرمت علي نفسها حتي ضوء الشمس ...فنورها لا يضاهي لمعه عينه حينما تري حالها بداخلها ....كيف تنعم بحياه هو ليس له وجود فيها


جلست امل معها بعد ان اتت لها ببعض الاغراض التي طلبتها منها 

نظرت لها بشفقه و قالت : انا جبتلك كل الي طلبتيه...بس كان نفسي تيجي معايا تستري لبس الولاد حتي تغيري جو ...يا حببتي انتي بقالك سبع شهور مطلعتيش من الاوضه دي


نظرت تجاهه بعشق حزين ثم قالت : انا حياتي كلها فالاوضه دي يا امل...عايشه بس عاش لما بحط راسي علي صدره بسمع قلبه بيدق ....ده الي مخليني قادر اكمل 


تمالكت حالها و اكملت بمزاح كاذب : المهم جبتي الوان ايه ...عيال هاشم مدوخني زي ابوهم لحد دلوقت مش قادرين نحدد النوع


ابتسمت امل بهدوء ثم بدات تخرج ما جلبته من الحقائب و هي تقول : جبت كل الالوان...من كل لون اتنين عشان نبقي عاملين حسابنا اذا كانو بنات او ولاد.....هي الدكتور قالتلك فاضل قد ايه


ملست حبيبه علي بطنها باشتياق ثم قالت : تقريبا اسبوع ....انا بدات التاسع من تلت ايام بس ممكن مقدرش اكمله ...


و بما ان في كل مكان نجد حاقدا او حاسدا بدون مبرر....برغم ان حبيبه تصادقت علي معظم الممرضات اللائي يعملن في المشفي ...و الجميع احبها لتواضعها معهم ...و احترموها كثيرا بسبب وجودها جانب زوجها و رفضها القاطع ان تتركه رغم حملها الذي اتعبها كثيرا


و في وسط كل هؤلاء ...كانت واحده منهن تحقد عليها و تغار كثيرا ...فهي تعلم ان حبيبه من اسره فقيره مثلها ...لما تتزوج رجلا مثل هاشم ...حتي عائلته تحبها و تعاملها باحترام...اما هي تزوجت رجلا ازاقها الامرين ...


وقفت تتصنت علي الطبيب و هو يخبر ابراهيم و مؤمن و معهم نصار ان اليوم سيقومون بفصل الاجهزه عن هاشم

ابتسمت بخبث و لم تنتظر حتي لتعرف رد عائلته


هرولت تجاه الغرفه القابعه بها حبيبه مع امل ...فتحت الباب دون استأذان و مثلت الزعر و هي تقول : الحقي يا حبيبه هااااانم


انتفضت من مجلسها و معها امل و هي تقول بخوف : في ايه

الممرضه بخبث : الدكتور اتفق مع البهوات انهم هيفصلو الاجهزه عن هاشم بيه....نظرت لها بشماته و حقد و هي تكمل بمنتهي الجحود : لانه ميت من شهور و كده بيتعذب عالفاضي ....البقيه فحياتك ربنا يصبرك


صرخت بجنون و هي تدفعها بعيدا عن طريقها : ااااااخرسي يا بنت الكلب ....مين ده الي مات

و بينما كانت تنوي الخروج من الغرفه كي تنهرهم علي ما فكرو فيه....وجدتهم جميعا يدلفون عليها


قبل ان يسالها احدا عما بها وجدوها تمسك بطنها بالم تحاملت عليه و هي تصرخ بهم : محدش هيلمس جوووووووزي....

ساااامعين...هاشم عايش و هيفوووووق


امسكتها امل بقوه كي لا تقع ارضا و قالت ببكاء : اجهزه ايه الي عايزين تشيلوها

نظر الطبيب للممرضه بغضبا جم ثم قال : ده كان مجرد اقتراح و البهوات رفضو يا مدام


نصار : اهدي يا بنتي محدش يقدر ياخد قرار زي ده ...حتي لو فضل كده سنين عمرنا ما نعملها


بكت بقهر و هي تمسك بطنها بقوه من شده الالم الذي تشعر به : اوعي تضحك عليا يا عمو...اقسمت بيقين عاشقه يخبرها قلبها ان من يملكه سيعود : اقسملك بالله هاشم هيرجع ...مش ه....اااااااه


قطعت حديثها حينما صرخت بقوه ...نظر الطبيب الي الارض التي امتلات بالماء اسفلها و بعض الدماء ثم قال : انتي بتولدي يا مدام


ساد حاله من التوتر بين الجميع و هم بحاولو اقناعها ان تذهب معهم لغرفه العمليات لتتم عمليه الولاده هناك الا انها رفضت رفضا قاطع حينما صرخت بهم بتصميم  : لاااااااا مش هطلع من هنا....انتو بتضحكو عليا ....انا مش هسيب هاااااشم


ابراهيم : و الله ما هنعملو حاجه ...تعالي اولدي و ارجعيلو تاني ...اوعدك

ردت عليه من بين بكائها المرير : لاااا ...هولد هنا ...مش هطلع من الاوضه غير معاه....ااااااااه.....الحقني يا هاااااشم و النبي


مع اصرارها و المها الواضح عليها اضطرو للرضوخ له

حضرت الطبيبه المختصه و التي كانت تتابع حملها طيله تلك الفتره ....جهزتها مع بعض الممرضات و رفضت امل تركها 


حضرت باقي العائله بعدما اخبرهم مؤمن بما حدث و وقغو جميعا يدعو لها 

اما هي ....كانت تصرخ و تبكي بالم لا يعلمه الا الله

صرخت له متوسله : هاااااشم....الحقني...قوم ...انا تعبانه

بكت الممرضات و معهم امل علي حالتها...حتي الطبيبه التي تحاول جاهده انهاء الامر بسرعه ....لم تتمالك دموعها 


و بينما كانت احدي الممرضات تحضر شيئا ما ...وقفت مبهوته امام احدي الاجهزه المتصله بذلك الغافي ....صرخت بزهول...: الحقي يا دكتوووووره


خفق قلبها بشده ظنا منها انه حدث له شيئا و مع صرختها التي هزت ارجاء المكان ...كان اول طفل يخرج منها ....تزامنا مع صدمه الطبيبه و هي تري مؤشراته الحيويه تعود من جديد 


ساد التوتر و الجنون داخل الغرفه

امرت الطبيبه استدعاء الطاقم الطبي المختص بحاله هاشم

و هي وقفت تضرب علي ظهر الطفل حتي يتنفس 


وصل الاطباء و لكن منعهم ابراهيم و مؤمن برجوله و نخوه حينما قال الاول : اصبرو .....حد يجيب برافان عشان نستر مرات اخونا الي بتولد جوه دي ....اااااايه كل الرجاله دي هتدخل عليهااااا


و بالفعل ....ثم وضع حواجز حجبت رؤيتهم لها و هي تخرج الطفل الثاني من داخلها....بينما كان ابراهيم و مؤمن يقفون امام تلك الحواجز كالسد المنيع و هم ينظرون للاطباء الذين يقومون بفحص اخيهم....و هم في حاله زهول


و مع اخر صرخاتها التي قطعت طيات قلوب الجميع ...كان الطفل الاخر يصرخ ببكاء....و حبيبها قلبه يخفق بشده مع بدأ استعاده وعيه


صرخ مؤمن بجنون من وسط دموعه التي انهمرت رغما عنه : هااااشم رجع يا حبيبه.....هاااااشم رجع


سالت دموعها بهدوء منافي لوجيب قلبها....همست باسمه ....اغمضت عيناها بعد ان وصلت لاقصي درجات التحمل ....فقدت وعيها بعد صرخت مؤمن ....اخيرا اطمأن قلبها....قد عاد مالكه من جديد


اما بالخارج من بين دموع الفرحه التي انهمرت من عيون نورا و الثلاث فتيات ... هبط الجد بجسده ارضا ليسجد سجده شكر لله علي رحمته بهم


قال كبير الاطباء و هو ينظر لهاشم باهتمام منتظرا فتح عينه : الي حصل ده معجزه بكل المقاييس ....سبحان الله

رد عليه زميله : احنا تقريبا فقدنا الامل من بعد مرور شهرين عالغيبوبه ...بعد ما القلب توقف و اعدنا تشغيله بالصدمات....


خرجت امل من خلف هذا الحاجز و هي تحمل الطفلان بيديها ثم قالت ببكاء : بصو بنت و ولد زي القمر ...ما شاء الله


حمل كلا منهما واحدا ثم خرجا بهم مع قول ابراهيم : اللهم لك الحمد ...تعالي نوديهم لجدي يأذنلهم ....و نفرحو بيهم

التف الجميع حولهم بفرحه ....امسك الجد الولد ....قبله علي جبهته....أذن له داخل أذنه.....ثم فعل المثل مع الفتاه و هو لا يستطع ايقاف دموعه


ربت غلي كتفه نصار و هو يقول : بتبكي ليه يا حاج ...المفروض كلنا نفرح...هاشم رجع ...و ربنا كرمنا بولاده

الجد بفرحه عارمه : دي دموع الفرح يابني ....مهما عملت مش هقدر اوفي شكري لربنا ....اللهم لك الحمد قبل دعايه و مهيبش ظني بيه


حملت ملك الطفله الجميله ثم قالت : الله دي حلوه اووووي شبه حبيبه ...نظرت لهم و قالت : هي هتسميها ايه

امل : سالتها كتير ...بس قالتلي مش عارفه لما ابوهم يصحي يبقي يختار معايا


نورا بامتنان : البنت دي مهما عملنا مش هنوفيها حقها ...مشوفتش و لا هشوف واحده عملت كده مع جوزها


شروق : فعلا يا عمتو ...انا مش قادره اتخيل ازاي قدرت تحبس نفسها بمزاجها سبع شهور....الممرضات كانو بيقولو حتي المافيه تحت رفضت تنزلو


امينه : الي المفروض يعوضها هاشم مش احنا ....ربنا يكمل شفاه علي خير و يعرف قيمتها بجد ...كبرت في نظري اوي

الجد بافتخار : نظرتي فيها مخيبتش ...قلبي قالي انها بنت اصول ...


بعد مرور ساعتان قضاهم الاطباء في مساعده هاشم علي الافاقه....بدأ اخيرا يفتح عينه ببطيء....و بمجرد ان لمح ضوء المصباح لم يتحمله ....اغمضهم سريعا و هو يتنفس بقوه

و في تلك الاثناء وجد عقله خاليا تماما من اي افكار علي عكس ما كان معتاد.....قطب حاجبيه و بعد عده لحظات بدأ عقله يعمل كالمرجل....مرت امامه ذكريات ما حدث تلك الليله كشريط سينيمائي


و لكن ما كان مثل الضوء الاخضر لافاقته بشكلا كامل ....هو تذكره لتهديد ذلك الحقير موديست بخطف حبيبه و اغتصابها امامه.....وقتها ضربه بكل ما اوتي من عشق و غيره علي ثمره الفراوله خاصته 


انتفض من مرقده وهو يصرخ باسمها : حبيييييييبه

امسك به اثنان من الاطباء و واحدا منهم يقول : اهدي يا هاشم بيه ...المدام بخير ...اطمن


نظر لهم بتيه لعده لحظات ثم قال بوهن : انا فين ...ايه الي حصل....فين اهلي و مراتي

رد الطبيب بابتسامه : كلهم موجودين و منتظرين بره عشان يطمنو عليك


هاشم بحيره : هو ايه الي حصل

نظر له الطبيب و ساله باهتمام ظنا منه ان يكون قد فقد جزءا من ذاكرته : انت ايه اخر حاجه فاكرها


هاشم : اخر حاجه ....كان في ضرب نار ...و.....لم يفصح عما حدث ظنا منه ان الامر ما زال سرا 

ابتسم الطبيب حينما فهم ما يدور داخل عقله ثم اكمل عنه : يوم  عمليه تسليم السلاح يا بطل


بعد مرور بعض الوقت قضاه الاطباء في طرح الاسئله عليه ...و الاطمأنان علي مؤشراته الحيويه و التي عادت تعمل بكفائتها الي حدا ما

سال باهتمام : فين مراتي ....و اهلي


رد عليه الطبيب و هو يشير الي الحاجز الفاصل بينهما : مراتك وري البرفان ده...و اهلك كلهم بره منتظرين يطمنو عليك


حاول الاعتدال و لكنه شعر بدوار شديد ....منعه الطبيب وهو يقول : مش هينفع تتحرك فجأه ...انت بقالك سبع شهور نايم يا هاشم بيه


نظر له بزهول ثم قال : سبع شهووووور

القي ببصره تجاه الحاجز ثم قال بقلق : ايه الي وري البرفان ده ...مراتي مالها...حصلها حاجه....حاول القيام مره اخري بعنف بعد ان خفق قلبه بجنون خوفا عليها....و لكن كانت الصدمه ....لم يعد يشعر بساقيه


نظر للجميع بعدم تصديق ثم قال بوجل : انا مش حاسس برجلي....وجه حديثه لاكبر الاطباء و هو يساله برعب : انا مش قادر احرك رجلي ليه يا دكتور


نظر له الجميع باسف و شفقه لم يتحملها ثم قال كبيرهم : مش هقدر اخبي عليك.....الرصاصه اصابت العمود الفقري اصابه مباشره ...ادت لشلل في رجليك بس اااا....


قاطعه بصراخ رافض لما يسمعه : اااااخرس ....انت اتجننت ....هاااااشم الجندي بقي مشلول.....هعيش عاااااجز....انت كداب


كان يحاول ان يتحرك من فوق الفراش متحاملا علي الم راسه ....و في ظل منعهم له و مقاومته الضعيفه .....سمع صوتها و هي تقول بحسم : كله يخرج بره


خرجت من خلف الحاجز بعدما استعادت وعيها علي اثر صراخه....تحركت ببطيء تجاهه...نظر لمظهرها المشعث بزهول


لم تهتم بتلك النظرات....قلبها يخفق بقوه....حبيبها عاد الي الحياه.....عيناه فتحت لتنير عتمتها التي عاشت بها طيله سبعه اشهر


وصلت قبالته ثم قالت بهدوء ينافي وجيب قلبها : من فضلكم ...سيبونا شويه لوحدنا

نسي ما كان يصرخ لاجله....نسي ما اصابه


نظر لها بزعر و قال : انتي تعبانه ...شكلك مبهدل كده ليه....فيكي ايه طمنيني

انسحب الاطباء بهدوء ...فلم يكن لهم مكانا بينهما


اما هي .....جلست بهدوء كي تتحامل علي المها ...كوبت وجهه برفق....نظرت له بعيون يملاها دموع الاشتياق....ثم قالت :.....


الفصل الثامن والعشرون والتاسع والعشرون والثلاثون من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات