رواية السارقه البريئه الفصل الخامس عشر 15 والسادس عشر 16بقلم فريده الحلواني


رواية السارقه البريئه

الفصل الخامس عشر 15 والسادس عشر 16

بقلم فريده الحلواني


لما تحب حد افتحله قلبك ...ثق فيه...اسأله عن سبب بعده...و لو ملقتش سبب ...اخلقله الف سبب ..بس متبعدش و توجع قلبك.....و تدبح قلبه الي كل ذنبه ....انه عشقك و عاش بيك 


حينما يتملك العناد و الكبر بين قلبان ...و يحرضك عقلك علي الانتقام ...تذكر ان الذي يقبع امامك هو من دق له القلب ....وجع خافقك اصعب الف مره من لوم عقلك ...تذكر هذا جيدا


كاد ان ينهرها و هي تطلب الستر عقله صور له ان يضغط علي جرحها الذي احدثه لها توا...و لكن قلبه العاشق هو من تحكم به حينما أمره الا. يفعلها 


نظر لها بغضب ثم سحب غطاء الفراش و القاه في وجهها و هو يقول : خدي يا حلوه ....كده ملكيش حجه ...اتهببي احكي بقي....اعقب قوله بالتحرك من فوقها متجها نحو بنطاله الملقي ارضا


امسكه بهمجيه ثم اخرج منه علبه سجائر و اشعل واحده بعصبيه يحاول التحكم بها 

اما هي اعتدلت جالسه و غطت جسدها بالشرشف بيد مرتعشه و عقل مشوش ...لا تستوعب ما هي فيه ... 


عاد ليجلس امامها دون ان يستر حاله .....نفث سحابه دخان كثيفه من فمه ثم قال بهدوء خطر : سامعك


سحبت نفسا عميقا كي تجمع رباط جئشها ثم قالت : سامح الديب ...ظابط فالامن الوطني ...بس بقالو فتره ماسك القسم الي تبع المنطقه 

من حوالي شهرين اتمسكت تلت مرات و انا بسرق فون .....و بعد ما يتحقق معايا اترمي فالتخشيبه و بعدها بساعتين الاقي نفسي خرجت منعا بعد ما الي سرقته اتنازل


تالت مره سامح هو الي قابلني ...قالي صراحه انه هو الي وري كل ده ...مالاخر كان ممشي ورايا كلب تبعه يراقبني و اول ماسرق يعمل فيلم عشان اتمسك 


مستغربتش قولت اكيد عايز حاجه خليني معاه للاخر ....بس طلع اوسخ مما تخيلت 

طلب مني اشتغل معاه ...و لما سالته شغل ايه مقليش تفاصيل ...بكت بقهر و اكملت : قالي الاهم من الشغل هتبقي رفقتي ...انتي عجباني ...


غلي الدم داخل عروقه...شعر انه يحترق و لكن فضل الصمت الي ان تنتهي 

اكملت بصوت يملأه الوجع : رفضت بادب الاول ...و لما لقيته مصمم و هيمد أيده ...مرمط بكرامه امه الارض...ضربني بالقلم علي وشي ...خرجت منها و كانها تشكي له ....مهمنيش ...المهم بيتني فالحجز يومين و طبعا وصي كلابه عليا ...بهدلوني ...بس بردو و لا اتهزيت


بعدها بعت جابني تاني و قالي انه هيشغلني معاه ...و قبل ما ارفض هددني انه يلبسني قضيه ...مش انا بس لا ...هيلفق لاختي قضيه زنا ....بكت ...حقا انهارت من البكاء و هي تكمل بقهر : بنتين ملهومش الا ربنا في وسط غابه ...الكل بينهش فعرضك من غير ما تعمل حاجه ...فما بالك لو نفذ تهديده 


انا مش مهم طول عمري مطلطمه فالشوارع ...انما دينا اختي...ذنبها ايه...و عيالها و جوزها ...خوفت ...اقسم بالله اترعبت ...بس مبينتش قدامه ....قولته اهم حاجه ان اطلع بقرشين حلوين 


ضحك و قالي هتتروقي ..و يمكن علي ما تخلصي المطلوب منك يكون عقلتي و وافقتي ...عشان انا مالاخر هموت عليكي 

و لا عبرت امه و قولتله ...الي بينا شغل و بس شغل ال #### مش سكتي يا باشا


المهم .....قالي انه هيزقني في طريقك عن طريق مكتب الترجمه الي كنت شغاله فيه ...و انت طبعا بتاع نسوان و الي بتعجبك بتاخدها 


رتب قربي منك علي كده ...بس كان متخيل انك هتطلب مني اشتغل معاك...و لما قولتله انك هتتجوزني فرح و قالي دي فرصه هايله عشان تعرفي تفتشي فالبيت و الشغل


هاشم : كان عايز مني ايه 

حبيبه : ورق يخص صفقه اسلحه ....معرفش عايزه عشان يبتزك بيه و لا يبقي دليل ضدك عشان يقبض عليك 


هاشم : و مدتهوش الورق الي لقتيه فالخزنه ليه ...مانتي قريتي الي فيه كله 

نظرت له من بين دموعها و قالت بالايطاليه : من اجل عشقك ايها الوغد


جزبها من خصلاتها دون ان يهتم بصرختها المتألمه ثم قال بغل : و لما انتي عشقتيني ...مقولتيش ليا ليه هااااااا....موثقتيش فيا ليه....كلمتك ...اتحايلت عليكي ...و انتي فاهمه قصدي بكلامي الي قولته من يومين .....مش شيفاني راجل قدامك و اقدر احميكي


استقليتي بيااااااا ....خوفك من العرس ده اكبر من ثقتك فيا الي مش موجوده اصلااااا....اااانطقي مدتهوش الورق ليه 


بعد ان امتصت صدمتها حينما فهم ما قالته صرخت به : عشااااان حبيتك يا غببببببي .....عشان جدك الي عاملني زي احفادك....عشان اخواتك البنات الي اعتبروني اختهم.....عشان العيش و الملح الي اكلته في بيتك ...انا عمري ما كنت خاينه ...و لا هكون


نظرت له بقوه و اكملت : مش هطلب منك الغفران يا هاشم....انت مخسرتش حاجه ...انما انااااااااا....هطلع من حياتك بعد ما خسرت كل حاجه 


ضغط علي خصلاتها و هو يقول بجنون : مين قالك ان مخسرتش هااااااا....انتي سرقتيني ...و انا اوعدك اني هاخد حقي منك و بذياده 

حبيبه : اقسم بالله ماسرقت منك حاجه ....راجع كل الي في جناحك قبل ما امشي ...و لو لقيت اي حاجه ناقصه من بيتك احبسني


نظر لها بتيه ثم علم انها لم تفهم قصده ....كان يقصد سرقتها لقلبه لا لشيئا اخر ...تركها في اعتقادها الخاطيء كي يذيد من عذابها 

ابتعد عنها ثم قال بغل : هو انا عويل عشان احبسك ....انا هعرف اخد حقي بدراعي .....و فقط ...تركها متجها الي الخارج مغلفا الباب خلفه بقوه مما جعل جسدها ينتفض رعبا


لا تعلم المده التي قضتها و هي جالسه كما تركها تبكي بقهر ....تبكي حياه عاشتها بشق الانفس....تبكي عسقا لم يكتب له الحياه....تبكي قلبا ذبح بسكينا بارد 

لم تفق من تلك الحاله الا بسماعها الباب الخارجي يغلق بقوه 


مسحت دموعها و قالت : قومي يا حبيبه ...بتعيطي علي ايه....هو اصلا عمره ما كان ليكي ...عيشتي حلم كبير ...و صحيتي علي كابوس


لفت الشرشف حول جسدها و تحركت منتويه الذهاب 

فقد كانت عاقده العزم علي الاختفاء من حياته بعد عودتهم من تلك الحفل ...و لكن بهدوء ...لم تعمل حسابا لكل ما حدث بينهم ....و لا لتلك المواجهه 


اتجهت الي الخارج بجسدا خالي من الحياه تبحث عن مرحاضا كي تغسل همومها و تستطع التفكير بعقلا واعي الي حدا ما


بمجرد ان خرجت من تلك الغرفه الصغيره وجدت امامها واحده اخري بابها مفتوح و يبدو عليها الاتساع 

دلفت بها و تطلعت حولها بزهول ...بدأ عقلها يعمل كالمرجل ...اذا تلك هي غرفته الارئيسيه...اتجهت بجنون تطالع محتواياتها لتتأكد من ظنها ...و حينما وجدت ثيابه و كل شيء يدل علي انها تخصه ضحكت بجنون و لم تشعر بدموعها التي تسيل بسخونه علي وجهها


قالت لحالها بغل : انااااا مراته ...نام معايه في اوضه غير بتاعته....فتحت الخزانه وجدت بها ملابس نسائيه فاكملت بقهر : يعني انا بالنسباله محصلتش المومس الي بيرافقها 


نظرت امامها بقوه مقهوره و قالت و هي تضرب بقبضتها علي خافقها المذبوح : و حيااااات قهره قلبي لندمك يابن الجندي 


اما هو فلا يعلم كيف اغتسل و لا ماذا ارتدي ...كل ما كان يراه هذا الحقير الذي لطمها ....الذي ساومها علي شرفها ....ادخلها عنوه في حياته لتسرقه.... 


صعد سيارته و قبل ان ينطلق بها اخرج هاتفه و اتصل برقما ما ....انتظر الرد علي احر من الجمر و حينما سمع عباره الترحيب قال بغضبا جم : قولتلك كاااااام مره ابعد كلابك عني 

.......: في ايه 

هاشم بصراخ : في اااااايه ....انت نايم فالعسل يا باشا و مش عارف ان ولاد الكلب وصلو لبيتي 

.....: هااااشم احترم نفسك و اعرف انت بتكلم مين ...مش هقبل ابدااا تتعدي حدودك


ضحك بغل و قال : لالالا ...حدود اااايه ...اقعد و اتفرج يا ريس ...شوف هاشم الجندي لما بيتعدي الحدود ايه الي بيحصل ...و فقط اغلق الهاتف في وجه المتحدث دون ان يضع فالاعتبار ما سيترتب عليه تلك الفعله المتهوره


اتصل برقما اخر فجاءه الرد سريعا 

جاسر : انت فين يا باشا ...الدنيا مقلوبه عليك من امبارح 

هاشم : ابن الكلب ده فين ...اكمل بمكر شيطاني : مع البت من امبارح زي ما اتفقنا و لا خلص و خلع 

جاسر : لا لسه منزلش من الشقه 

ادار مفتاح السياره ثم انطلق بها بعصببه و هو يقول : انا رايح علي هناك....حصلني انتي و الرجاله


جاسر بتوجس : هتروح فين يا هاشم ...اعقل ..ه...تفاجأ باغلاق الهاتف في وجهه فنظر لابراهيم بوجل ثم قال : الباشا رايح لسامح الديب 


انتفض ابراهيم بقوه و قال بعد ان بدا يتحرك من مكتبه الذي كان يبيت فيه : يا نهاااار اسود ...هاشم اتجنن خلاص و هيخرب كل حاجه...اجمع الرجاله بسرعه يلاااااا


بينما هو يقود باقصي سرعه ليصل لهذا الحقير كان ابراهيم يحاول الاتصال به كي يمنعه من ذلك الجنون...و لكنه لم يعيره اي اهتمام بل اذداد عزما علي الانتقام منه 


صرخ ابىاهيم بجنون و هو يسابق الرياح كي يصل قبله : الله بخربيتك يا هاااااشم ...هتودي نفسك في دااااااهيه


و لحسن الحظ وصل هو و الرجال في نفس توقيت توقف سياره هذا المختل امام بنايه شاهقه في منطقه غير مأهوله بالسكان الي حدا ما 


هبط الاثنان دون ان يغلقو الابواب ...و بينما ينطلق هاشم مهرولا نحو مدخل البنايه ...وجد اخيه الروحي يتصدي له بقوه و هو يقول : راااايح فين ...فهمني ايه الي ولعك كده


صرخ به بغضب : ااااابعد عني ...هقتله و اشرب من دمه 

ابراهيم : انت اتجننت ...تقتل مين ...حاول سحبه و هو يقول : تعالي بس و فهمني ايه الي حصل و....اااااه....صرخ أثر احساسه بالالم من قوه اللكمه التي تلقاها من هاشم الذي ابعده عنه بقوه و هرول فوق الدرج ...لم يري امامه حتي المصعد كي يستقله


امتص ابراهيم الصدمه سريعا و قام باللحاق به هو و جاسر و اربعه رجال 


لم يجد لديه صبرا كي يطرق الباب بل أخذ يركل فيه بقدمه و يدفعه بكتفه مصدرا جلبه صاخبه مما جعل النائم بالداخل و جانبه فتاه عاريه ينتفض رعبا من مرقده....سحب بنطاله سريعا بعقل مشوش ثم اتجه للخارج كي يري ماذا يحدث و هو يطلق سبابا لازع و يتوعد لمن بالخارج 


و الذي بالخارج لم يعطه الفرصه كي يستوعب ما حدث حينما فتح له الباب و تفاجأ بلكمه قويه اطاحته ارضا....ارتمي فوقه سريعا و أخذ يكيل له اللكمات و الضربات الموجعه مع الكثير من الالفاظ النابيه 


فاق اخيرا من صدمته و بدأ يحاول المدافعه عن حاله و رد بعض الضربات و هو يقول : بنت الكلب قالتلك ...انا هعرفها ازاي تلعب بسامح الديب 


لكمه هاشم بقوه و هو يقول : انا هخليك قطه مكسحه يابن الكلب 

سامح بغل : هحبسك يابن الجندي ...بتتعدي علي ظابط امن وطني


هنا ...تركه هاشم فجأه و اطلق ضحكاتا جنونيه ثم وقف علي قدميه و قال : هههههههه ظااااابط ....و بيرافق النسوان عافيه صح....جااااااااسر 


فهم جاسر ما يريده فاقترب منه معطيا اياه جهازا لوحي ...فتحه علي احدي المقاطع المصوره و التي تظهر هذا الحقير و هو يمارس الرزيله مع احدي الفتيات


وجهه اليه و هو ينظر له بسماته و يقول : اااايه رايك يا ظابط ...نزيع....لو قولت نزيع هعملك احلي موقع و المشاهدات هتبقي بالملايين...اصل الناس تعبانه و محتاجه تتمتع شويه 


بهت وجه سامح الذي وقف بصعوبه ...تطلع له بغل اعمي ثم قال بتهديد واهي : عارف لو فكرت تنشر الفيديو انا ممكن اعمل فيك ايه انت و اهلك


بمنتهي البرود تركه ....فقط تركه و هو يلتف لرجاله قائلا : يلا يا رجاله ...محتاج اخد دش سخن بعد التمرين الاهبل ده ...نظر لسامح و اكمل : هسيبك مع نفسك ...خلي عقلك يصورلك انا هعمل فيك ايه...بس صدقني مهما تخيلت مش هتقدر توصل للي ناويه...و فقط تركه و خرج من الشقه وهو يشعر بنشوه حينما سمع صراخه وهو يهدد تاره و يتوسل تاره اخري و يحاول التخلص من الرجلان اللذان يمنعانه من اللحاق بهاشم


بعد ان انهت اغتسالها الذي اخذ وقتا طويلا لتحاول الهدوء و منع دموعها التي اختلطت بالماء ...تحلت بالقوه الواهيه و هي تخرج احدي الثياب من خزانته كي ترتديها....جمعت خصلاتها للخلف و قامت بضمها معا بعشوائيه...ارتدت قبعه تخصه وجدتها في احدي الادراج ...كما اخذت مبلغا من المال كي تستطع التوجه الي المكان الذي حددته


عادت الي الغرفه التي ولدت ثم ذبحت فيها ...التقطت قميصه الملقي ارضا بدموع ...قربته الي انفها كي تستنشق رائحته و دون شعور منها وجدت حالها تطويه بحرص ...و كأنه اغلي ما تملكه في الحياه ...عادت مره اخري لغرفته و قامت بوضعه داخل حقيبه يدها مع النقود 


اخرجت هاتفها الاساسي و الاخر الذي كانت تتواصل به مع هذا الحقير 

وضعتهم فوق الفراش ثم امسكت بقلما و ورقه صغيره و بدأت تخط بعض الكلمات ....اختلط الحبر بدموعها ..و لكن لم تهتم ...سيستطع القراءه بسهوله 


تركت الورقه جانب الهواتف ثم تطلعت حولها مودعه المكان ...و كأنها تودع صاحبه ...الذي قنصها برصاصه عشقه...و ذبحها بخنجر قسوته 

هي ميته لا محاله في كلتا الحالتان


ذهبت ....تركت كل شيء خلفها و اختفت ...لم يجدها ...ستختفي من حياه الجميع حتي اختها التي لا تملك غيرها في الحياه ...كل ما فعلته انها ارسلت لها رساله كي تطمأنها عليها ..او ...لا تعلم اذا كانت ما ارسلته سيجعلها تطمأن ام سيرعبها عليها


جلس ابراهيم معه داخل سيارته يحاول معرفه سبب ما حدث ...و لكن بائت كل محاولاته بالفشل بل صرخ به : بس بقي ...كفااااايه 


قولي عملت اااايه مع ابن الكلب ده 

هز ابراهيم راسه بقله حيله و فضل عدم الضغط عليه الان و في تلك الحاله التي لاول مره يراه عليها.... 

قال بقلق : فلاديمير اعتزر لينا كتير ...بس موديست مش ناوي علي خير ...انا حزرته و مؤمن قاله بلاش تلعب بالنار مع ولاد الجندي ....بس مش مطمن 


هاشم بهمجيه : ###### لو يقدرلنا علي حاجه يعملها...المهم خد الرجاله و شوف رايح فين ..و انا هوصل مشوار و احصلك عالمصنع 


ابراهيم بقلق : رايح فين يا هاشم ...و كمان ازاي ماشي من امبارح من غير حرس.....نظر له بانتباه ثم اكمل متسائلا : حبيبه فين 


لمعت عينه بحزن عميق و هو يتنهد بهم ثم قال : موجوده ...رايح اجبها....هرجعها القصر و احصلك....كاد ابراهيم ان يساله من اين سياتي بها ..الا انه قاطع تلك الاسئله بنفاذ صبر : اااااخلص بقي ...


عاد اليها ...او هكذا يظن....أبعد كل ما فعله يعتقد ان تلك العنيده ستجلس واضعه يدها علي وجنتها بقله حيله ...لا و الله اذا هو لم يعرف حبيبه بعد 


نظر داخل الغرفه التي تركها فيها لم يجدها ...شعر بانقباضه تعتصر قلبه ...هرول تجاه المطبخ ظنا منه انها هناك...لم يجدها فبدأ يصرخ باسمها وهو يبحث بجنون في جميع الارجاء


الي ان وصل الي غرفته و اول ما وقعت عينه كان علي الفراش الموضوع فوقه الهواتف و ورقه بيضاء مطويه 

برغم انه توقع هروبها بعد ما راه الا انه كذب حاله و اتجه بقلبا يخفق بجنون كلما اقترب من ذلك الشيء الذي ينبأه حدثه بأن داخله ....عذابه و شقائه في بعدها


التقط الورقه بتمهل سريع ...ثم فتحها ....تخشب جسده ...غلت الدماء داخل عروقه...اعتصر قلبه الما....لم يعد باستطاعته التنفس بعدما قرأ تلك الحروف التي كتبت بدموع ....حبيبته 


صرخ بقهر و دموع منهمره : حبيييييييييييبه 

ااااااااااااااه


و من هنا ...و الان فقط ...ستبدأ رحله ابطالنا ...هل ستكون رحلتهم مليئه بالمرح علي رمال احدي الشواطيء الخلابه.....ام ستجبرهم الحياه علي الدخول وسط غابه مليئه بالوحوش 


ماذا سيحدث يا تري 

سنري 


انتظروووووووني

😈😈😈😈😈

الفصل ١٦

السارقه البريئه 


 فريده الحلواني 

 


عارف ....انتي أغبي انسان قابلته في حياتي برغم الذكاء الي الكل بيشهدلك بيه....عشان مقدرتش تقري عنيا و عي بتصرخ بحبي ليك...و لا قدرت تحس بالي جوايا


انا حبيتك يا هاشم يمكن من اول لحظه وقعت عيني عليك....بس كنت عارفه انك مش ليا ...غلطت معترفه اني غلطانه ..كان لازم اقولك لما كنت بتحاول تطمني عشان اتكلم....بس احنا اصلا مفيش بينا اي حاجه تبني ثقه بينا 


حبيتك و حبيت عيلتك ...و قهراااانه علي خسارتي ليكم ..يمكن لو بعدنا بطريقه غير دي كان ممكن يبقي فيه تواصل بينا ...بس يلا.... 

مش هطلب منك تسامحني ...بس هقولك انك خسرت واحده كان عندها استعداد تبيع الدنيا و تشتريك 

نمت معايا في اوضه غير اوضتك صح...رسالتك وصلتني ...اني اقل من اي واحده رافقتها و سايبه هدوم عندك


تمام ...انا خسرت كل حاجه حتي اختي الي مليش غيرها هختفي من حياتها هي كمان...هبعد يا هاشم....هختفي من حيات كل الناس بسببك...او عشان اهرب من حبي ليك ...يمكن الاقي نفسي 


ههههه ...انا سرقت من دولابك الي مليان هدوم نسوان زباله شبهك خمسين الف جنيه معلش بقي يا اتش ..محتجاهم عشان اقدر اتحرك بقي و كده انت فاهم 

اوعدك اخر مره هسرق فيها 

عشقتك يا رجلا ...كان لي الهواء ...و كنت له غبارا نفضه بيداه كي يتخلص منه 

عشقتك يا رجلا ...لم اري علي الارض مثله و لم اكره في حياتي غيره و لم اتمني ان ينزف قلبي دما الا في حضنه 

بحبك


ضحك و بكي و صرخ و حطم كل ما حوله بعدما قرأ تلك السطور التي أهانته فيها تاره ثم مدحت فيه...اعترفت بعشقها ثم اعلنت الكره الصريح 

نار غيرتها اذابت الحبر الذي كتبت به تلك السطور 

هل سرقتي نقود ...لااااا ...سرقتي قلبي و لن ارتاح الا اذا اعدته من جديد 

ساجوب بقاع الارض بحثا عنكي ايتها اللصه ...حتي اذا صعدت القمر ساجدك ...و وقتها ساجعل كل ما فيكي ينزف ....ليس دما ...عشقا...كل خليه ستنزف عشقا داخل ضلوعي


اخذ هواتفها و ذلك الخطاب ثم وضعهم في جيبه و خرج سريعا مغادرا المكان كي يبدأ رحله البحث عن سارقه قلبه 

قاد سيارته بجنون و هو يصرخ قائلا : غبي يا هاااااشم غبي ...اذا مقغلتش عليها ...ازاي مفكرتش انها هتخاف و تهرب ...غبي اعقب سبه لنفسه بضرب المقود بقوه كادت ان تحطمه


كانت اول وجهه له هي بيتها ...بالتاكيد ستذهب الي هناك كي تاخذ ثيابها و تودع اختها 


انقلبت الحاره راسا علي عقب حينما مرت سيارته داخلها و خلفها سيارتان من الحراسه الذي استدعاها كي يأتو معه 


وقف امام بنايتها التي اشار له عليه احد رجاله ثم صعد بهمجيه الي الاعلي


كان في ذلك الوقت يجلس فوزي يحاول تهدأت زوجته المنهاره بعدما وصلتها رساله اختها التي لم تفهم منها شيئا و قلبها ينفطر خوفا و قلقا عليها 


طرق الباب بقوه مما جعلهم ينتفضون زعرا 

فتح فوزي الباب و قبل ان ينهر من فعل ذلك وقف مزهولا حينما راي هاشم الجندي امامه


دفعه الي الداخل و هو يقول : حبيبه فين 

فوزي بقلق : في اي يا باشا ...حضرتك هاجم عالبيت كده ليه 


هاشم بغل : سألت سؤال و محدش جاوبني ....حبيبه فيييييين 

دينا ببكاء : احنا الي نسالك يا باشا ...اااااختي فين هي مش كانت شغاله معاك في شرم 

اكملت ببكاء مرير : دي عمرها ما خبت عني حاجه و لا بعدت عني ...لقيتها بعتالي رساله مفهمتش منها حاجه و من ساعتها بتصل بيها تليفونها مقفول


هاشم بجنون : كتبتلك اااايه وريني يمكن اعرف اوصلها او افهم الي ناويه عليه 

عبثت في هاتفها للحظه حتي اظهرت الرساله ثم اعطته اياه 

قطب جبينه و هو يقرا تلك الرساله التي مفادها ( دينا حببتي ...انا سبت الشغل الي كنت فيه ...بس مش هرجع الحاره ..هغيب شويه مش عارفه قد ايه ...و مش هقدر اتواصل معاكي ..بس متقلقيش عليا ...و سامحيني ) 


اغمض عينه بقهر ملأ قلبه ...ثم نظر الي فوزي الذي قال بغضب دون ان يخاف منه : انت عملت فيها ايه ...البت فين يا باشا 

امسكه من تلابيبه بعنف ..ثم قال بنبره خرجت من الجحيم : اياااااك تقول بت تاااني ...ليها اسم...مرات هاشم الجندي ميتقلهاش بت سااااامع 


نزل الخبر عليه هو و زوجته عالصاعقه مما جعلهم ينظران له بصدمه عقدت السنتهم ...تركه و قال : حبيبه مراتي علي سنه الله و رسوله عشان دماغكم متروحش لبعيد


زفر بحنق ثم اكمل : حصل بينا مشكله بس جنانها خلاها تسيب البيت و تمشي ...بس و رحمه امي لهجيبها لو من تحت الارض ...هعرفها ازااااي تهرب من هااااشم 


نظر لفوزي و قال : هات رقمك ...هليك علي تواصل معايا ...صمت قليلا ثم تذكر امر ذلك الضابط الحقير و تهديده لها بتلفيق تهمه بشعه لاختها ....سيحميهم من اجلها ...لاجلها فقط سيحمي احبابها 

فبرغم ما فعله به الا انه لا يأمن شره


اسبوعا مر عليه و هو يبحث عنها في كل مكان 

لم يعد الي القصر برغم قلق عائلته البالغ عليه و لم يقتنعو بحجج ابراهيم و مؤمن الواهيه 


امر رجاله بتعقب كاميرات المراقبه الموضوعه امام المحال التجاريه المنتشره في الارجاء ...كي يتعقبو أثرها من اول ما خرجت من باب البنايه 

و لكن الامر ليس بسهلا ابدا بالتاكيد سيتطلب وقتا


حتي انه تواصل مع ضباطا بالداخليه كي يقومو بالبحث عنها و لكن الي الان لا جديد يذكر 


دلف اليه ابراهيم و مؤمن و معهم جاسر ...وجدوه يجلس باهمال و عقلا شارد 

ابراهيم : و بعدين يا هاشم هتفضل كده لحد امتي 

مؤمن : الشغل و الدنيا واقفه بقالها اسبوع ...حاول تفوق و انتبه لحياتك و اكيد هتظهر يعني هتروح فين ...انت مش نقلت اهلها من الحاره و اطمنت انهم بامان ...يبقي اكيد هترجع و هتضطر تجيلك عشانهم


جاسر : موديست حركاته مش مظبوطه ...في حاجه بيدبرلها انا مش مطمن 

اطاح بكل ما امامه فوق المكتب و صرخ بهم بجنون : كفاااااايه بقي كفاااايه....كل واحد بيدور علي مصلحته و محدش حاسس بيا ليييييه....مراتي بقالها اسبوع غايبه عني معرفش عنها حاجه ...هركز ازااااي و لا هعرف افكر ازاي ارحموووووني بقي 


اعقب قوله بالهروله للخارج تاركهم ينظرون في أثره بصدمه ...لاول مره يروه بهذا الانهيار ...بل ..الانهزام 

ظل يجوب الطرقات بحثا عنها و قلبه يزرف دما بدل الدمع ...و لكن فجأه اوقف سيارته بهمجيه ثم نظر الي حاله داخل المراه الاماميه و قال بعناد و كبرياء رجلا عاشق مذبوح : اتجننت يا هاشم صح....حتت بت مكنتش تحلم انها تشوفك من بعيد تعمل فيك كل ده ...من امتي و انت ضعيف ...فوق لنفسك بقي و بلاش تصغر نفسك اكتر من كده....و فقط انطلق بسيارته مره اخري بعد ان تلبسته حاله من الجنون ...تلك الكلمات حاول ان يقنع بها حاله كي يعود الي سابق عهده...جبلا صامدا لا تهزه رياح


اما القلب الخافق من شده شوقه و رعبه عليها ...كان له رايا مغايرا تماما...فليحترق العالم اجمع ...لا يهم...فقط القاها ...فقط اشعر بالحياه و هي بجانبي 

و ما بين العقل و القلب حربا دروس علي مر العصور ... 


وصل الي قصر الجندي و هو في حاله مزريه...وجد الجميع في انتظاره ...و قبل ان يرحب به ايا منهم كان الجد يقف بصلابه و يقول : هااااااااشم 

حاول التماسك و نجح ببراعه فيه حينما رد عليه بثبات : نعم يا جدو 

هز الجد راسه علامه تفهمه لحالته و لكن لن يأخذه رافه و لا شفقه به ...ساله باقرار : مراتك فين 

احمرت عيناه بلهيب الغضب و قال برعونه : غاااارت في ستين داااهيه ..انا اصلا مش بتاع جواز 

الجد بغضب لاول مره يروه : مراااااتك فين يابن الجندي ...حتي لو مش عايزها ازاي تقبل علي رجولتك انها تبات في مكان انت متعرفهوش


غلي الدم في عروقه و صرخ بقهر يملأه التجبر : هجبهااااااا...لو تحت سابع ارض هلاقيها و هطلع ميتين الي جابوها ..هعرفها مين هو ها......قبل ان يكمل انصدم ...حينما لطمه الجد علي وجه ...شهقات النساء و بكائهم ...زهول الرجال من فعله الجد ...لم يحعله يتراجع تلك اللطمه ليس لسبه حبيبه فقط بل تعمد هذا كي يجعله يفيق من تلك الحاله ...كي يعود الي رشده و يعلم ما عليه فعله


وقف ثابتا لم تهتز به شعره برغم صراخه الداخلي ...نظر للجد بكبرياء يشوبه اللوم ثم قال : بتضربني يا جدو عشان واحده زي دي 

الجد : بضربك عشان تفووووق ...بضربك عشان تعرف انت ضيعت ايه و مين من ايدك ...لازم اكسر دماغك عشان تتعدل و تعرف تركز فالي جاي


هاشم بصوت مقهور : انت مش عارف حاجه ..محدش عارف حاجه 

رد عليه الجد بنبره اقل حده : لااااا عارف ....كل حاجه...نظر له هاشم بزهول و عدم فهم فاكمل : حبيبه قعدت معايا قبل الحفله ...حكتلي كل حاجه من اول ما قبلتها لحد اللحظه الي كانت قاعده معايا فيها ...مخبتش عني حاجه


احتلت الصدمه ملامحه ..رفض عقله ان يصدق ما سمعه ...اوشت بحالها ...ماذا كانت تقصد بذلك ...سأله بزهول : حكيتلك ايه ...و لو عرفت حقيقتها ليه بتلومني يا جدي 


الجد : طبعا عرفت حقيقتها ...الي انت اتعميت عنها ...عرفت بنت جدعه و بمليون راجل مضعفتش قدام الوحوش الي قابلتهم في حياتها.....عرفت بنت اصول جدعه فقرها مخلهاش تخون العيش و الملح الي اكلته في بيتنا


عرفت بنت بتعشق التراب الي انت بتمشي عليه و قررت تضحي بنفسها و مهمهاش ايه الي هيجرالها من ابن الكلب ده عشان بس تنقذك انت يا هااااشم بيه....و لا حتي فكرت في اختها الغلبانه الي ملهاش غيرها 


انطلق القهر من عينه لا احد يفهمه ...لم يكن ابدا ينوي التخلي عنها ....كان بداخله لوما و عتابا فقط لانها لم اثق به...لم تعتبره رجلا يشتطع حمايتها ...خافت من حقير يستقوي علي النساء بمنصبه و لم تخف من غضبه هو


اين الحب ان لم تكن الثقه و الامان هما الاساس 

يغلم الله كنت ساسامحها حتي و ان اعتطه تلك الاوراق ...نعم كنت ساغضب ...أثور ....و لكن في النهايه سيكون حضني هو حصن امانها 


هذا كل ما دار داخله قبل ان يسأل جده بنبره خاليه من الحياه : قالتلك ايه قبل متمشي...نظر له بتوسل و هو يكمل : مقالتش رايحه فين


الجد بحزن : قالتلي انا بموت فالتراب الي حفيدك بيخطي عليه ...انا عارفه ان مليقش بيه ...و لا انا سندريلا ..و لا هو ابن السلطان ...قوله ان اي حاجه هعملها عشان خاطره هو ...حتي لو هضحي بحياتي عشان هو يعيش ...حد بالك منه يا جدو 

ده كل الي قالتو


ابراهيم : طب مقالتش هتروح فين ...بالله عليك يا جدي لو تعرف مكانها قول احنا بقالنا اسبوع قالبين البلد عليها و كانها فص ملح و داب 

هز الجد راسه بقله حيله و قال : حاولت معاها كتير ...قالتلي هي هترجع من الحفله تودعنا و تمشي من غير ما هاشم يعرف ...مش عارف ايه الي خلاها تهرب بالطريقه دي 


و هناك ...داخل احدي البنايات التي تقبع في احدي الاحياء الشعبيه 

كانت تجلس بدموع حبيسه تأبي الهطول ....اكتفت من البكاء منذ ان اتت الي هنا ...حمدت ربها ان لها صديقه لا يعلم بها احد ...قد كانت رفيقتها من ايام الجامعه و لكنها تزوجت و انطقلت للعيش في مدينه الاسكندريه ....لجأت لها و الاخري رحبت بها بل حملتها علي كفوف الراحه ...لم تضغط عليها كي تعرف سبب تلك الحاله التي راتها عليها منذ قدومها 

و لكن قلبها منفطرا عليها و هي تسمع شهقاتها التي لا تنقطع طوال الليل


دلفت اليها مقرره التحدث معها علها تخفف عنها 

ابتسمت يمني و هي تقول بمزاح : يا بت من ساعه ما جيتي و حابسه نفسك ...امال فين الرغي و الضحك بتاع زمان ...انا هفضل اكلم نفسي ..كده هتجنن و الراجل هيطلقني 


ابتسمت بمجامله ثم قالت : معلش يومين و راحو لحالهم و هرجع تاني باذن الله...المهم السمسار مرضش عليكي في حكايه الشقه الي هاجرها ...انا عايزه امشي فبل ما جوزك يرجع من السفر


يمني : اخص عليكي يا بيبو دانتي زي اخته و الله ده فرح اوي لما قولتله انك عندي ....و بعدين ده لسه قدامه شهر علي ما يرجع اديكي قاعده مونساني 


حبيبه : انا بس عايزه استقر عشان ارتب حالي و ابدا ادور علي شغل...انا كل الي طلباه منك و هيبقي جميل عمري ما هنساه انك تاجري الشقه الي هقعد فيها باسمك....انتي عارفه النظام الجديد دلوقت لازم ياخدو البطاقه و يعملو بيها محضر فالقسم و كده و انا مش عايزه حد يعرف اني هنا


يمني : انا معنديش مذكله ابدا ...بس طمنيني انتي هربانه من ايه و لا من مين عشان مذ عايزه حد يوصلك 

بكت حبيبه بقهر ثم قالت باختصار : هربانه من جوزي و هو راجل واصل اوي فالبلد ....زمانه قالب الدنيا عليا ...و لو السمسار اخد بطاقتي للقسم اكيد هيبلغوه


يمني بزهول : انتي اتجوزتي ...طب ليه هربتي ..انا مش فاهمه حاجه 

حبيبه : معلش بالله عليكي انا مش قادره اتكلم ....هحكيلك بس لما الملم نفسي و قلبي المدبوح 

احتضنتها يمني و قالت ببكاء علي حالها : سلامه قلبك يا قلب اختك ...خلاص اهدي يا حببتي و لو مش عايزه تحكي خالص براحتك...المهم ترجعي بيبو البت الجدعه القويه و الي كانت بتملي الدنيا ضحك و هزار


ردت عليها من بين بكائها المرير : هرجع....ان شاء الله هرجع و هقف من تاني ...مش هخلي حاجه و لا حد يكسرني 

هكذا قالت لحالها قبل ان تقول لصديقتها 

فهي اعتادت ان تقوي حالها بنفسها و لا تنتظر الدعم من احد


شهران.....مر شهران علي غيابها...يعلم الله كيف مرو عليهما 

هي انتقلت الي شقه صغيره لتسكن فيها مصاحبه معها ذكرياتها التي لا تعلم أتواسيها في بعده....ام تشعل داخلها نار الاشتياق 

وجدت عملا في محل ملابس و حمدت الله ان صاحبه رجلا يخاف الله ...فاطمانت انها ستستمر معه....اصبح يومها عباره عن عمل بالنهار...اما الليل تقضيه باكيه الي ان تغفي من شده التعب


اما هو فقد كان حاله اصعب منها بكثير...علي الاقل هي بيدها ان تصل له و لكنها اختارت البعد 

اما هو فكان يتمزق شوقا لها ...و رعبا عليها...هل هي بخير..هل تقيم وحدها ام مع احد...هل عادت للسرقه ام وفت بوعدها


و الاحتمال الاكثر رعبا هو ان يكون احد اعدائه وصل لها قبله و أذاها 

لااااا لن احتمل تلك الافكار 

اخرج هاتفه كي يتصل باحد الضباط الذي كلفه بالبحث عنها تفاجأه به هو من يهاتفه رد عليه بلهفه فشل في مدارتها و هو يقول : هااا ايه الاخبار يا شريف طمني 


ابتسم شريف و قال : الخبر الحلو اننا عرفنا راحت فين ...زفر بحنق ثم اكمل : بس تاهت مننا 

صرخ به بغضب : تاهت ازااااااي مش فاهم ..ما تنطق يا بني ادم انت هتنقطني 


شريف : احنا تعقبنا كل كاميرات المراقبه الي في الشوارع من اول ما ركبت التاكسي من قدام العماره و طبعا رجلتك الي كانت بتساعدنا تقدر تقولك كم الكاميرات الي فرغناها عشان نقدر نتتبعها...المهم نزلت قدام محل ملابس تقريبا اشترت لبس و خرجت بسرعه لان كان معاها كياس 


قاطعه هاشم بنفاذ صبر : مانا عارف كل ده و متابع معاك انت و جاسر اخلص و هات مالاخر 

شريف : افهم يا هاشم انا بقولك كده لان هي وصلت محطه رمسيس و ركبت قطر اسكندريه.....انا حاليا موجود هناك بس للاسف مكنش ليها اي اثر مع الي نزله من القطر


رد عليه بجنون مع دخول ابراهيم عليه : يعني اااايه نطت مالقطر مثلا ...يمكن نزلت في اي محطه تانيه 

شريف : للاسف لا انا مردتش اقولك من اول ما عرفت انها اتجهت للاسكندريه ....حبيت اوصل لمكانها الاول بس ... 

هاشم بمقاطعه و ذكاء : ممكن تكون غيرت لبسها فالقطر مثلا ...صمت للحظه ثم قال بلهفه : طب مش الداخليه من بعد الثوره منعت اي سمسار ياجر شقه لاي حد غير لما يعمل بيها محضر فالقسم اكيد ممكن توصلها كده ...لانها صعب تقعد كل ده في اوايل او حتي لوكانده ثغيره


شريف باسف : مفيش اي حاجه من دي ...دورت في كل الاقسام و الاوتيلات الصغيره و الكبيره ملهاش اي اثر 


هاشم بفطنه و قهر : و ده ملوش غير معني واحد....انها قاعده عند حد تعرفه 

شريف : او راضت السمسار بقرشين عشان ميعملش المحضر....عالعموم انا هحاول اوصل لحل و الحمد لله احنا عرفنا هي فين ...سيبها علي الله


اغلق معه و حقا عقله توقف عن العمل 

ساله ابراهيم بتوجس : موصلش لحاجه 

نظر له بعيون يملاها الحزن و قال بنبره تقطر وجعا : حبيبه قفلت كل الابواب الي ممكن اوصلها منها....كأنها بتتحداني ..قالت هختفي ...و اختفت 


و حبيبته تجلس فوق فراشها الصغير تبكي قهرا و شوقا له...لا تفعل شيئا طوال الليل الا متابعه اخباره عبر مواقع التواصل الاجتماعي ...و التي توضح انه يعيش بطريقه طبيعيه ناهيك عن تلك الصوره التي اثارت جنونها و غيرتها 


فقد التقطت احدي الكاميرات صورا له و هو يراقص امراه فاتنه ...و ما جعلها تسبه بابشع الالفاظ هو التصاق تلك الحرباء به ناهيك عن نظرتها الولهه له


بينما كانت تسب و تلعن به جحظت عيناها حتي كادت ان تخرج من محجرها و دون شعور منها هطلت دموعها بغزاره حينما رات...



    الفصل السابع عشر والثامن عشر من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات