رواية عاد لينتقم الفصل الخامس عشر 15 والسادس عشر 16بقلم شيما طارق


رواية عاد لينتقم

الفصل الخامس عشر 15 والسادس عشر 16

بقلم شيما طارق

تحولت المشفى الى حاله من الفوضى يركض الجميع هنا وهناك وفى الخارج تنتظر الصحافه فالكثير يريد تفسير عما حدث منذ قليل.... بينما فى الداخل يقف الجميع امام غرفه العمليات فى انتظار خروج اى شخص ليطمئنهم عما يحدث بالداخل

تبكى بقوه فى احضان والدها الذى يربت على ظهرها بشرود تام فهو مازال لم يتخطى صدمته من عوده "على"

بينما تقف سيلا تنتفض فى احضان اياد محاوله منه لتهدئتها ولكنها لا تستجيب بل تتعالى شهقاتها

تجلس فاتن ف هى لم تحملها قدمها من الصدمه وفوق كل هذا تجد امامها شادى النجار هى لم تستطيع حتى الحديث من هول المفجأه عليها تربت على كتفها ساره ولكن لاحياه لمن تنادى

تقف ثناء بجوار زوجها الذى يربت على يديها ليبثها الاطمئنان... يقف بجواره مصطفى وجهه خالى من التعبيرات ينظر للامام فقط غير مبالى ب أحد تربت على كتفه زوجته ياسمين وتتساقط دموعها

على بعد منهم يقف ماجد يتحدث فى الهاتف بغضب

ماجد : انت لازم تعرفلى ازاى دا حصل حفل فيه اكبر رجال الاعمال يحصل فيه ضرب نار بالطريقه الهمجيه ديه فين الحراسه وفين الامن انا مش طلبت من الكل يفتح عنيه...... شوف شغلك وبلغنى بالجديد اول ب اول.... ومن ثم اغلق الخط

يقف وعينيه تملاءها شرارات الغضب يكاد يحرق من يقترب منه يقف بجواره رفيق دربه يحاول بثه بعض الكلمات لتهدئته

رامى :اهدى يا "على" وكل حاجه هتبقى كويسه

على : هتبقى كويسه ازاى بعد اما اسمع خبر موتهم الاتنين يا رامى مروان ونور الاتنين فى العمليات انا متأكد ان ضرب النار دا مش صدفه وفيه حاجه ولازم اعرفها

تركه وتوجهه الى شادى ولم يبالى الى رامى الذى يحثه على البقاء وما ان وجده لم يستمع له حتى هرول اليه

انتبهه الجميع الى نداءات رامى ونظرو بإتجاه "على" فوجدوه يتوجهه الى شادى بغضب..هرول ماجد مسرعا ليقف حائل بين "على" وشادى

ماجد :"على" اهدى خلاص مش وقته

على : و امتى وقته هاا الاتنين بيموتو مبسوط يا شادى باشا ابنك بيموت بسببك ياريت تكون دلوقتى سعيد باللى بيحصل انت سبب كل اللى بيحصل دا الاول كنت سبب فى موت اهلى ودلوقتى سبب فى موت ابنك وقبل كدا انت السبب فى موت مراااااتك فاكر يا شادى باشا

انتفضت جورى من احضان والدها بعد ان رأت الصدمه على ملامحه من حديث "على"

جورى : انت اتجننت ازاى تتكلم كدا

على : رد على بنتك ولا انت مبتعرفش تتكلم بتموت على طول

شادى بضعف : ااانا مقتلتش ناهد

على : لا انت اللى قتلتها انت اللى بعت واحد يقتل امى بس هو اتلغبط وقتل مراتك انت اللى قتلتها وقتلت ابنك كمان

نظرت جورى الى والدها تريده يكذب ما تسمع له الان ولكنه وضع رأسه بالاسفل وكأنه يهرب من نظرات الجميع افتربت منه مجددا

جورى ببكاء : بب بابا قول انه بيكذب قول يا بابا وانا هصدقك قول انه بيكذب........لم تلقى اجابه منه نظرت حولها واخذت تنفى برأسها وكأنها تنفض الافكار التى توصلت لها من رأسها.. انتفض جسدها فجأه وسقطت فاقده للوعى ولكن قبل ان تسقط وجدت من يحملها بين يديه ويصرخ فى الجميع حتى اتت اليه ممرضه واخبرته بوضعها فى احدى الغرف

وضعها ببطء على الفراش وكان يتفرس فى كل انش من ملامحها وكأنها يحاول حفظ معالم وجهها

اتى اليه الطبيب فإبتعد عنها مسرعا واتجه الى الخارج... انتظرو حتى انتهى الطبيب من فحصها وخرج اليهم فهرول كلا من "على" وشادى اليه

الطبيب : عندها انهيار عصبى نتيجه تعرضها لصدمه ياريت تبعد عن الضغط والصدمات وتهيأ ليها جو من الهدوء التام...... ثم تركهم وغادر

على : برافو شادى باشا لسه فيه حد متأذاش بسببك

رفع بصره اليه وكاد ان يتحدث ولكن قاطعهم خروج الطبيب من غرفه العمليات والذى لم يكن سوى ابراهيم .. هرول الجميع اليه

مصطفى : اختى. نور عامله ايه

ابراهيم بعمليه : الانسه اصابتها مكانتش قويه بس نزفت دم كتير ونقلنلها دم وهتتنقل غرفه عاديه اول اما تفوق من البنج

شادى و "على" : ومروان

ابتلع ابراهيم ريقه وكأنه يحاول التمهيد لشئ فهو يعلم ان اخبار اهل المريض بحالته خيرا له من اعطائهم امل كاذب : الاستاذ كان جاى وحالته صعبه جدا وخصوصا ان مضروب برصاصتين واحده فى العمود الفقرى وواحده بينها وبين القلب 2سم قدرنا نخرج الرصاص بصعوبه وهيتنقل دلوقتى العنايه المركزه لانه دخل فى غيبوبه ومش عارفين هيفوق امتى يوم اتنين شهر شهرين سنه على حسب تمسكه هو بالحياه

سقط شادى على الكرسى خلفه بينما لم تستطع الاخرى الثبات وسقطت ارضا وهى تهتف بصوت عالى سمعه الجميع جيدا : اااابنى

رفع الجميع انظاره بصدمه ولكن توجهه اليها "على" ورامى مسرعين وحاولو افاقتها بينما اسرع ابراهيم لنداء الممرضات وحملوها وتوجهو بها الى احدى الغرف

*****************************

مر اليوم على الجميع فى حزن مما حدث لهم تولى ماجد امر الصحافه ومنعهم من نشر اى شئ يخص ما حدث تولى حسين امر الشركات كما اخبره"على" ويساعده رامى رغم وجوده المستمر مع "على" خوفا من بطشه توجهت سيلا الى بيت خالتها مع اياد كما امرها اخيها حتى يكون مطمئن عليها وذهبت معها ياسمين واطفالها وساره

بينما ظل"على" مع مصطفى وابراهيم فى المشفى ف هى المشفى التى انتقل لها ابراهيم ووافق على امر الانتقال....

يدلف الى الداخل بخطوات بطيئه تكاد تحمله قدماه اقترب منه ببطء وجلس على الكرسى المجاور له امسك يديه وسقطت دموعه

شادى : سامحنى انا اللى حطيتك هنا انا السبب فى وجودك هنا انا اللى دخلتك وسط ناس مبترحمش مروان حبيبى متسيبنيش انت ظهرى لو حصلك حاجه هتكسر انا من غيرك انت واختك اموت سامحنى وانا هساعدك تبعد عنهم قوم دا انت واختك الحلو اللى فى حياتى متسيبنيش عافر عشان خاطر نور بلاش عشان خاطرى نور كويسه محصلهاش حاجه مستنياك تفوق عشان تكمل جوازك منها...........

قاطعه دلوف الممرضه الى الداخل وهتافها قائله

الممرضه : حضرتك بتعمل ايه هنا ممنوع الدخول فى خطر على حياته

شادى وهو يلقى نظره اخيره على ابنه : معلش يابنتى بس كان لازم اشوفه

الممرضه : لو سمحت حضرتك اتفضل بره

اعطى قبله على جبين ابنه وتوجهه الى الخارج وهو يحاول السيطره على دموعه التى لم تكف منذ ان رأى ابنه على هذا الحال

كان يتابعه من الزجاج ولكنه لم يستمع لما قاله ل مروان فقط يتابع بنظرات حادن قويه تخترق من يقف امامها

وقف امامه عند خروجه من الداخل واضعا يديه فى جيبه ينظر له بقوه...رفع الاخر رأسه ليرى من يقف امامه عاد للخلف مسرعا ظننا منن انه احمد الدالى ولكن عادت ذاكرته سريعا وتذكر عوده ابنه

على : ليه

نظر له شادى بعدم فهم ولكنه سرعان ما تفهم فور حديث "على"

على : ليه بتعمل كدا ابويا ذنبه ايه امى ذنبها ايه تموت مراتك حبيبتك ذنبها ايه ابنك اللى مرمى جوه دا استخسرت انه يعيش نضيف ليه كل دا ليه

اغمض شادى عينيه بتعب وضعف ثم هتف قائلا : هساعدك تنتقم منى ومن السبب الرئيسى فى موت ابوك

فتح "على" عينيه بدهشه فإبتسم شادى بضعف واكمل: هتجيب حق ابوك وامك بس من القاتل الحقيقى انا مجرد آله بيحركوها زى ما هما عايزين

على : وايه المقابل

شادى : هاخد حق ابنى ومراتى

على : وهما مين اللى السبب

شادى : هتعرف بعدين بس الاول توافق تساعدنى

صمت"على" قليلا ولكنه تحدث بهدوء : وانا اضمن ازاى ان انت مش هتضرنى

شادى : انا مش صغير عشان مقدرش اعرف قوه اللى قدامى بس عايز ضمان ايه وانا انفذ

على : توافق اتجوز بنتك.......

**************************

تقف بجواره ممسكه بيديه بسعاده ف هى بعد قليل ستصبح زوجته يتحدث معها ويخبرها عن حبه لها تبتسم هى بخجل من كلماته التى يصبها على مسامعها يبتعد عنها رويدا رويدا ولكنها تحاول ان تتشبث به ولكن فجأه ابتعد عنها وترك يديها واختفى من امام عينيها تتلفت حولها لم تجده تبحث هنا وهناك لم تجده اخذت تصرخ بأسمه عله يعود لها ولكن لم تلقى اجابه صرخت بقوه من يستمعها يقسم ان احبالها الصوتيه تمزقت من قوه صراخها

نور بصراخ : مرووووووووووووان

انتفض جسدها من على الفراش بقوه اتت الى ان يتأذى كتفها مكان الجرح جائت لترفع يديها على كتفها ولكنها وجدتها معلقه بالمحاليل التفتت حولها لتدرك انها كانت تحلم وهى الان فى المستشفى جأت لتعود الى نومها من جديد ولكنها انتفضت مره اخرى بقوه اكبر عند تذكرها اصابه مروان

دلف مسرعاالى غرفتها فور استماعه لصرخاتها وجدها تحاول الهبوط من الفراش ف هرول اليها يساعدها على العوده الى مكانها

مصطفى : نور رايحه فين

نور ببكاء : مروان مروان يا مصطفى مروان فين ضربوه بالرصاص هو فين

مصطفى محاولا تهدئتها : اهدى يا حببتى مروان كويس اهدى انتى بس وارتاحى

نور : لا لا انا عايزه اشوفه ودينى ليه انا عايزه اشوف مروان

مصطفى : ارتاحى ولم تقدرى تقومى هوديكى لين بس انتى ارتاحى

دلف ابراهيم ليفحصها فوجدها تبكى ومصطفى يحاول تهدئتها

ابراهيم : حمدلله على سلامتك يا انسه

نور بلهفه : مروان مروان عامل ايه

تقدم منها ابراهيم بهدوء وجعلها تستلقى على الفراش واخذ يفحصها : مروان بخير الحمدلله طلعنا الرصاص من جسمه واول اما حضرتك تقدرى تمشى هبقى اسمحلك بالزياره

نور : هو ممنوع عنه الزياره

ابراهيم بمرح : مش عيب يمنعوها وانا موجود..ثم قام بحقنها

ابتسمت نور ومصطفى ف ابراهيم يحاول تهوين الامر.... تلاشت ابتسامه نور وعاده الى عالم الاحلام من جديد فنظر مصطفى لها بحزن على ما يحدث لها

ابراهيم : هتبقى كويسه متقلقش

مصطفى : وحبيبها بين الحياه والموت معتقدتش

ابراهيم : خلى املك فى ربنا كبير ان شاء الله يقدر يرجع للحياه من تانى اللى حصل فى العمليات يخلينى اقول كدا مروان كان ميت خلاص وكل المؤشرات بتدل على انه مفيش امل لانقاذه بس بعد اما القلب توقف وعملنا الصدمات لاقيناه فجاه رجع تانى ودا بيدل انه متمسك بالحياه واكيد هيقدر يرجع من تانى طول ما هو عنده الامل دا ووجود نور جنبه دا هيساعده

كان "على" وشادى يقفون بالجوار ويستمعون لما قاله ابراهيم نظر شادى الى "على" فبادله الاخير بهدوء

****************************

كان جسدها ينتفض فى احضانه ويقف حولها خالتها وساره كانت تبكى بشده وتنتفض وهو يحاول تهدئتها ولكنها كانت تزيد من شهقاتها وبكائها

اياد : سيلا اهدى خلاص يا حببتى

سيلا : نور هتروح منى يا اياد

ساره : مش هيما طمنا وقال انها كويسه

سيلا : بس مروان مش كويس وهى بتحب مروان قوى

اياد : ياحببتى ان شاء الله هيبقى كويس ليه نفترض السوء

سيلا : بجد يا اياد هيبقى كويس

ثناء : ياحببتى هيبقى كويس وهيتجوزه انتى بتعيطى ليه بس

سيلا : صاحبتى اللى اتضربت بالرصاص ومش عايزانى اعيط

ثناء : بس كفايه عياط بقى بقالك يوم كامل بتعيطى.

اياد : هنسيبك ترتاحى ومش عايزك تعيطى نامى عشان نروحلهم الصبح المستشفى

اقتربت منه اكثر وهمست فى اذنه : خليك معايا

ابتسم لها وربت على ظهرها وقال بصوت عالى : طيب يا ماما روحى مع ساره شوفيها هتنام فين

ساره : لا انا هنام مع سيلا عشان هى مبتعرفش تنام لوحدها فى مكان جديد

نظر لها اياد بغيظ فكتمت ثناء ضحكاتها وقالت : تعالى يا ساره نشوف العشا وسيلا معاها اياد وهينزلو على العشا

فهمت ساره ما ترمى اليه ثناء وغادرت معها وتركو اياد مع سيلا

حاولت سيلا الابتعاد عن اياد ولكنه جذبها اليه مجددا

اياد : طول اليوم فى حضنى ودلوقتى لما نبقى لوحدنا تبعدى

سيلا بخجل : اياد مينفعش

اياد : اسكتى خالص قعدتى تقولى مستعجلين مستعجلين لحد اما مش عارفين هنتجوز امتى

تعالت ضحكات سيلا فشرد هو فى ضحكاتها لاحظت نظراته لها فتوترت واخذت تلعب لى اصابعها بخجل

اياد بهمس فى اذنها : متضحكيش تانى وانتى معايا لوحدنا هيحصل حاجات مش هتعجبك

فتحت عينيها على مصرعيها من حديثه وجأت ان تتحدث ف استمعو الى نداء ثناء تحثهم على النزول لتناول الطعام

*****************************

تفتح عينيها ولكنها لم تنهض تهبط دموعها بصمت تنظر للفراغ امامها تتذكر ماضيها الذى لم يفارقها يوما قط تتذكر كلما حاولت مترفه اىةشئ عن وفاه والدتها ولكن والدها يخبرها انها توفت بعد ولادتها مباشره ويهرب من امامها تتذكر كيف كانت بدون ام وتحقد على من يملك ماتساعده فى حياته دموعها تنهمر بغزاره فوالدها هو من حرمها من حنان والدتها هو من حرمها من احتضانها ومعرفه معنى وجود الام فى حياتها ظلت تبكى الى ان عادت الى النوم مجددا وكأنها تهرب من الحياه.........

**************

استيقظت حاولت الحديث ولكنها لم تستطع ظلت تبكى على ما آلت اليه نفسها فى البدايه فقدانها لابنها رغما عنها ثم هروبها من حياتها والان بعد ان رأت ابنها مره اخرى اصبح على حافه الموت

******


#الفصل_١٦


الفصل السادس عشر

استيقظت حاولت الحديث ولكنها لم تستطع ظلت تبكى على ما آلت اليه نفسها فى البدايه فقدانها لابنها رغما عنها ثم هروبها من حياتها والان بعد ان رأت ابنها مره اخرى اصبح على حافه الموت

طرق الباب بضع طرقات ولكن لا مجيب... فتحه بهدوء ودلف الى الداخل... نظرت له بلهفه تود ان تستمع الى شئ يبرد من نيران قلبها المشتعله على ابنها

جلس على مقربه منها ومال عليها واضعا قبله على جبينها : حمدلله على سلامتك يا داده كدا تقلقينا عليكى

هزت رأسها متفهمه ولكنها لم تستطيع الحديث.. عقد حاجبيه ولكنه سرعان ما وقف بسرعه فور توصله انها فقدت النطق

على : داده انتى مبترديش ليه... اتكلمى.. اعملى اى حاجه

اجابت دموعها بدلا عنها الذى ثار على أثرها"على" وتوجهه مسرعا الى الخارج ليخبر الطبيب بأن يأتى لفحصها

دلف مسرعا معه الطبيب الذى اخذ يفحصها ثم ابتعد عنها بعد انتهاءه

"على" بلهفه: مالها يا دكتور مبتتكلمش

الطبيب بعمليه : الصدمه اللى حصلتلها وخليتها تفقد الوعى اثرت على النطق عندها بس ان شاء الله مع الوقت هتتحسن بس ياريت تبعدوها عن الضغط والقلق واى حاجه تزعلها

قال حديثه وتركهم وغادر بينما سقط "على" بجسده على الكرسى خلفه وكأنه يأبى التفكير فيما حدث

رفع نظره لها فوجدها تتابعه فى لهفه فهمها جيدا واجاب بهدوء

على : مروان كويس وان شاء الله هيفوق قريب مؤشراته الحيويه بتقول انه بخير اطمنى ابنك مش هيحصلو حاجه

هدئت معالم وجهها قليلا وأشارت له ليقترب منها اقترب بهدوء فتحت ذراعها له فإرتمى فى احضانها وتنهد بقوه يخرج ما به من آلام اخذت تربت على ظهره بهدوء ولم يتحرك ايا منهم

دلف مسرعا بعد ان اخبره الطبيب زميله عن حالتها فأسرع بالاطمئنان عليها بنفسه

وجدها تربت على ظهر "على" بحنان وهدوء و"على" مسترخى فى حضنها

ابراهيم بمرح : خيااانه

التفت له "على" وقد اعتلت ملامحه نظرات السخريه والاستهزاء بينما ابتسمت فاتن ببطء

على : مش ناوى تعقل بقى

هيما : اعقل ايه يابنى دا انا العقل كله

على : ما هو واضح اهو

هيما وهو يرى ابتسامه فاتن تزيد : عامله ايه يا تونه انا عارف ان الواد دا مضايقك عشان كدا هخليكى معايا

على : انت اهبل يلا

هيما : ساعات بيقولو عبيط

على : داده تقدر تخرج امتى

هيما : من دلوقتى هى مفيهاش حاجه وموضوع النطق مع الوقت هيتعالج بإذن الله

على : وجورى

هيما : جورى لما تفوق تقدر تخرج بردو

نظرت له فاتن مستفسره فعلم انها تريد معرفه شئ

هيما : نعم يا تونه

نظر لها "على" وفهم ما تريد فتنهد وقال

على وهو يحاول تنبيهه لشئ : ومروان يا هيما

استغرب هيما من لهفه فاتن عليه وربط الاحداث ببعضها وبالفعل توصل الى ان فاتن والده مروان ولكن كيف....

على : انت روحت فين يابنى

هيما : هاا لا مفيش.. مروان كويس بس هو فى غيبوبه ولما يفوق اقدر اتكلم عن مؤشراته

لعنه "على" على غبائه الذى بسببه تغيرت معالم فاتن الى الحزن على ابنها وما آل اليه

استشعر هيما ما حدث ولعن نفسه هو الاخر فهو زاد من قلقها ولم ينتبه الى ذلك

هيما : طيب استأذن انا بقى... وخرج مسرعا متفاديا نظرات "على" الغاضبه منه

على : غبى وفاشل هيفضل طول عمره كدا

تساقطت دمعات فاتن بهدوء فزفر "على" بقوه واخذها فى احضانه

على : هيبقى كويس ان شاء الله انتى هتصدقى كلام الواد الفاشل دا

ازدادت فى البكاء الى ان ذهبت فى النوم.. فوضعها "على" بهدوء وقام بالخروج من الغرفه...

*************************

انجلى الليل سريعا وظهرت الشمس بأشعتها معلنه عن بدايه يوم جديد امتلاءت المستشفى بالعائله مجددا ف سيلا تجلس بجوار نور النائمه منتظره استيقاظها ومعها ياسمين ومصطفى

بينما ينتظر هو بالخارج امام غرفه ابنته يريد الدلوف ولكن يأبى مواجهتها

بينما كان "على" ورامى وساره مجتمعين مع فاتن يتذكرون ما كان يحدث فى الطفوله للتخفيف عنها ومساعتدها على النطق ولكنها كانت تريد الذهاب لترى ابنها وهدئت عندما اخبرها هيما انه سيأخذها اليه فى وقت الزياره...

تركهم "على" وذهب الى الخارج ولكنه اصتدم ب شادى يجلس امام غرفه ابنته

على : قولتلها

شادى : انا مش عارف اطمن عليها اقولها ازاى انك عايز تتجوزها

على : اتصرف معاك النهارده عشان هكتب كتابى عليها

شادى : ايه

على : زى ما سمعت هكتب كتابى عليها تقولها متقولهاش مش مشكلتى

شادى : بس بس رأيها قدر رفضت

على : دى بتعتك انت بقى

شادى : انا هساعدك توصل للقاتل الحقيقى

على : متفرقش كتير وانت عارف انى اقدر اوصل للى انا عايزه بسهوله... زى ما وصلت ان مروان ابن فاتن ولا ايه......

انهى حديثه وغادر من امامه مسرعا فى طريقه الى غرفه نور

بينما شادى عزم الامر على الدلوف لابنته... فتح باب الغرفه ودلف وجدها نائمه على الفراش وعينيها تنظر الى الاعلى

اقترب منها وما ان جلس حتى استمع لها جيدا

جورى : كنت صغيره واجى اسألك انا ليه معنديش ماما زى باقى اصحابى انت كنت بتقولى انها راحت عند ربنا فى السماء كنت كل يوم بليل اقف فى البلكونه وارفع عينى للسماء بحاول اشوفها بس معرفتش

اسبوع بحاول لحد اما جيت عليك تانى وبقول مش شوفتها قولتلى اللى عند ربنا مبيتشفش بس هو بيشوفنا وبيسمعنا

وعديت الايام وانا بدأت افهم بس الحاجه اللى مكنتش فهماها هى ازاى ماتت

...... ابتلع غصه فى حلقه ولكنها لم تأبى له او حتى تغير من موضعها ظلت كما هى وتكمل......

سألتك بس ملقتش عندك اجابه قولتلى بعد اما ولدتك ماتت.. صدقت وعيشت شايفه انى السبب فى موتها... ثم تابعت فى سخريه...... بس للاسف طلعت مقتوله

حاول الحديث ولكنها رفعت يديها تخبره ان يظل صامت.......

انت كنت كل حياتى ابويا وامى وصاحبى كنت كل حاجه بالنسبالى قمت بالادوار كلها على اكمل وجهه بس ياترى دا بقى عشان انا بنتك ولا تكفير عن ذنوبك الكتير واللى منهم قتلك لامى

تنحنح فى جلسته وابتلع ما فى جوفه بصعوبه وجاهد للحديث الى ان خرج صوته : مكانتش المقصوده كانت غلطه وهفضل ندمان عليها زى غلطات كتير حصلت امك كانت حبيبتى مقدرش اشوفها بتتألم اقوم اموتها

جورى بسخريه : بس انت موتها

شادى : مش بمزاجى قتلته قتلت اللى موتها امك بعد موتها انا فقدت الحياه فقدت كل حاجه لحد اما انتى بدأتى تكبرى قولت لازم اعوض خسارتى ليها فيكى كنت بحاول على قد ما اقدر محسسكيش انك فقدتى امك كنت بعمل اى شئ يسعدك واى حاجه تطلبيها تبقى مجابه.........

قاطعته جورى : من فضلك عايزه ابقى لوحدى

شادى بوجع : كرهتينى خلاص مبقتش حبيبك ولا عايزانى جنبك

اشاحت بوجهها بعيدا عنه وتساقط الدمع من اعينها

شادى : سامحينى افتكريلى اى حاجه حلوه كنت انا السبب فيها وسامحينى وانا اوعدك متشوفنيش تانى بس سامحينى يابنتى

ازدادت فى البكاء وتعالت شهقاتها حاول الاقتراب منها ولكنها ابتعدت بجسدها عنها

نظر لها بألم ثم توجهه للخروج ولكنه توقف و التفت لها : "على" طلب ايدك منى فكرى فى الموضوع واللى عايزاه هنفذه....... انهى حديثه وذهب الى الخارج مسرعا فهو فقد سيطرته على عينيه مما جعلها تعمل على تساقط الدمع منها

ظلت محدقه فى الباب المغلق بصدمه من جملته الاخيره كيف يتزوج ابنة من كان السبب فى موت اهله كما يقول....شقت بقوه عندما توصل فكرها انه يريد الزواج منها انتقام من والدها رغم انها لم تنكر اعجابها به الذى من الممكن ان يكون انقلب الى حب ولكن هل هو يبادلها ام انها فقط مجرد وسيله للانتقام ف والدها سبب له الكثير والكثير...

نهضت بفزع عندما تذكرت اخيها هرولت الى الخارج مسرعه ولكنها اصتدمت به...نعم هو..ظل محدق بها للحظات الى ان افاقت هى سريعا

جورى : مروان..فين مروان

تنحنح وتراجع الى الخلف بضع خطوات بعد ان اعدلها فى وقفتها : كويس فى العنايه وان شاء الله هيبقى كويس

تساقط الدمع منها فإقترب والدها الذى كان يقف بجوارهم : ايه اللى قومك من مكانك

جورى ببكاء : مروان..مروان فين عايزه اشوفه

شادى بحزن : ادعيله

تراجع الاخر ولكن عينيه تأبى تركها ظل يطالعها الى ان ابتعد عنها وجلس وحيدا تنهد بقوه وهو يقول لنفسه : اهدى يا "على" اهدى كلها يوم وتبقى ملكك...ثم وضع يديه اعلى صدره....مالك انت كمان بتدق جامد ليه كل اما تشوفها...فتح عينيه على مصرعيها واكمل....ايه لا لا اكيد لا مش بحبها انا مش بحب لا...وقف من جلسته ومازال حديثه مع نفسه قائم.....اكيد فيه حاجه غلط انا مفيش وقت للحب فى حياتى اكيد غلط

استمع لصوته الساخر وهو يقترب ويجلس مكانه : يااه للدرجادى طيرت عقلك وبقيت بتكلم نفسك

نظر له بغضب فأسرع الاخير : بص اهدى واتكلم معايا بمنطق

على : عايز ايه يا رامى

رامى : عايز راحتك يا "على"

على : وانت بقى اللى عارف فين رحتى

رامى : اكيد....نظر له "على" فتابع رامى حديثه......انت قلبك اتعلق بيها خلاص بس عقلك رافض فكره الحب والارتباط بس تقدر تقولى ليه طلبت تتجوزها...

على : عشان انتقم واذلها واشوف نظره الكسره فى عين ابوها

رامى : الكلام دا مش صح ومش هيحصل قلبك هيقفلك فى كل حاجه هتحاول تأذيها بيها

على : وانت بقى بقيت بتتنبأ بالمستقبل

رامى : "على" متقاوحش انت المفروض تبقى مبسوط وفرحان عشان قلبك بدأ يدق

على : لما يدق فى المكان والوقت الغلط يبقى مش هفرح بالعكس هكسره

رامى : مش بأيدك تتحكم فى قلبك

على : كل حاجه تحت سيطرتى

رامى : الا ده......وقام بالاشاره الى موضع قلب "على" وتركه وغادر

على :لا لا مش هيحصل ايوه انتقام انا هتجوزها انتقام...

************************

......موفقه....هتفت بها جورى بقوه وهى تخبر والدها موافقتها على الزواج من "على"

شادى : بتقولى ايه

ابتلعت ريقها ف هى وافقت لانها ستبتعد عن والدها ف هى لا تريد ان تبقى معه بعد ان عرفت بأنه قاتل والدتها رغم جهلها بسبب زواج "على" منها الا انها تريد الابتعاد

جورى : موافقه وياريت يكون فى اسرع وقت

كاد ان يطرق باب غرفتها ولكنه وقف مكانه يستمع لحديثها عن موافقتها للزواج

شادى : لو قولتى لا اناهقف معاكى

جورى : قولت موافقه وياريت تقوله مفيش فرح ولا اى حاجه انا اخويا بين الحيا والموت ويا عالم هيحصل ايه

قاطع حديثهم طرقات الباب واذنها للدخول فدلف الى الداخل

على : حمدلله على سلامتك

جورى وهى لم تنظر له فهى تخشى الوقوع اسيره عينيه : الله يسلمك

شادى بحزن : جورى موافقه على الزواج

على : كويس لو تقدرى دلوقتى ننزل للمأذون

نظرت له بأعين مفتوحه وصدمه من سرعتها التى لم تتخيلها ثم نظرت الى والدها وجدته يتابع بحزن

على : ياريت تجهزى هستناكى بره....وتركهم وغادر

عند خروجه وجد اياد امامه متجها الى غرفه نور ليبحث عن سيلا

على : اياد عايزك

توقف اياد عن الحركه وعاد اليه : خير يا "على"

على : هتشهد على جوازى استنى متمشيش.....وتركه وغادر يبحث عن صديقه رامى

ظل اياد ينظر له ببلاهه ثم توجهه الى غرفه نور وبعد ان اذنت له بالدخول دلف الى الداخل فى صمت تام

مصطفى : ازيك يا اياد

هز اياد رأسه ولكنه لم يجيب فنظرو الى بعضهم بإستغراب وتوجهت سيلا اليه

سيلا : اياد انت كويس

رفع بصره لها وظل ينظر لها مطاولا ثم هتف بصراخ

اياد : "على" اخوكى هيتجوز وانا مش عارف اتجوزك

نظر له الجميع بدهشه ثم عقدت سيلا حاجبيها

سيلا : هيتجوز......نظرت الى مصطفى الذى هز رأسه بعدم معرفته...وجهت انظارها الى نور التى هزت كتفيها دليل على جهلها وعدم فهمها

سيلا : بتقول ايه

اياد : اخوكى بيقولى استنى عشان تشهد على جوازى

ياسمين : طيب هو هيتجوز مين

نظر لها الجميع ثم الى اياد منتظرين الاجابه

اياد : معرفش هو قالى كدا وبس..... ثم تابع بشراسه...... بس والله لو كتب كتابه بجد لكون انا كمان كاتب كتابى عليكى واللى يحصل يحصل

********************

علم الجميع بخبر زواج "على" من جورى تحت صدمتهم ودهشتهم من هذا القرار ولكن تحت نظرات "على" لم يقدر احد على الحديث او النطق

ذهب "على" ومن معه الى المأذون وانتهى المطاف ب بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير....

انقض اياد عليه وهتف مسرعا : انا كمان عايز اتجوز مليش دعوه

وافق "على" وتم كتب كتاب سيلا واياد تحت دهشه سيلا مما يجرى حولها وعدم فهمها بشئ..



  الفصل السابع عشر والثامن عشر من هنا 

  لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات