رواية في هويد الليل الفصل الثاني عشر 12 والثالث عشر 13بقلم لولا نور

رواية في هويد الليل

الفصل الثاني عشر 12 والثالث عشر 13

بقلم لولا نور


* بعد مرور شهرين.....

هب جودت ناهضاً من جلسته هاتفاً بغضب وقد عاد الي سابق عهده : يعني ايه الكلام اللي بتقوله ده يا متر، واضح انك كبرت وخرفت  ومش عارف تشوف شغلك !!!!

* نظر له الرجل الكبير بمقت ونفور فهو يكره التعامل مع شخصيه مثل جودت والتي لاتمت بصله بشقيقه الراحل او والده الخلوق...

تحدث مجيبه ببرود وهو يخلع نظارته الطبيه : ياريت تحترم نفسك وانتي بتكلمني ، وصوتك ده ما يعلاش انت في مكتب محترم وله سمعته ...

وبعدين مش عاجبك كلامي تقدر تروح لاس محامي تاني وتساله ، وبرضه هيقولك نفس الكلام اللي لسه قايله ليك...

كل حاجه كانت باسم جواد اخوك الله يرحمه ، الحج ليل كتب له كل حاجه بيع وشراء ، وشركه فارس وجواد مفيش بينهم عقد يثبت نصيب فارس كان كام بس هما كانوا ممشينها ودي وده مالوش قيمه امام القانون !!!

وبعد موت جواد كل حاجه بقت من نصيب ابنه ليل علشان هو الوريث الوحيد له !!!!    

* هدر جودت بجنون : وانا !!!!!!

ازاي ماليش في ورث اخويا ، وحقي في فلوس ابويا ...!!!

* تابع المحامي موضحاً : مالكش حق في ورث اخوك علشان هو مخلف ولد مش بنت ، لو كان له بنت كنت ورثت فيه ، لكن ليل هو الوريث الوحيد له كل الثروه ماعدا السدس من نصيب الحج ليل ...

اما بقي بالنسبه لفلوس والدك ، هيبقي الحال علي ماهو عليه لان الحج باع لجواد وجواد مات !!!

* طحن جودت دروسه وتابع يسأله بحنق: طب والوصايه علي ليل ....

* هتف المحامي موضحاً: ولا دي كمان لك الحق فيها ، الحج ليل هو الوصي الشرعي علي حفيده !!!!

* شعر جودت بالدماغ تفور داخل راسه وقد انهارت قد احلامه وطموحاته .....

* بس ابويا في غيبوبه من يوم وفاه جواد ....

* هنا ممكن ترفع قضيه تطلب فيها ان الوصايه تكون من نصيبك لان والدك حالته الصحيه لاتسمح وساعتها المحكمه هتحكم لك !!!!

* وساعتها بقي اقدر ادير الفلوس والشركات!!!

* طبعاً بس بحدود ،المجلس الحاسبي هيحاسبك علي كل مليم بتصرفه ، علشان دي فلوس يتيم وقاصر والقانون لازم يضمن له حقه  لحد ما يبلغ سن الرشد وبستلم ورثه كله ..!!!!!!!

* جلس جودت بانهزام مفكراً فيما سمعه وهو لم يكن في حساباته ابداً ولكنه سوف بجد حلاً ولكن يجب ان يضع يده علي ثروه جواد ...

نظر الي المحامي وتابع : ارفع لي قضيه علشان اكون انا الوصي علي ليل .....

.............

.........................................................

"رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور"

الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.

.........................................................

*تجلس في الظلام في غرفتهم ، شارده الذهن ، دامعه العين ، شاحبه الملامح ، مفطوره القلب ، مذبوحه الروح !!!!!!

* تجلس في وسط الفراش وحولها صورهم معاً ، ترتدي قميصه الذي كان يرتديه يوم الحادث قبل ان يرحل ويتركها ، ومازالت رائحته عالقه فيه منذ شهرين....

شهرين وهي ترتديه بعدما دفنت قلبها وروحها معه تحت التراب !!!!

شهرين وهي لم تكف عن البكاء والصراخ حتي بعدما انقطعت احبالها الصوتيه من شده الصراخ !!!!!

لازالت لا تصدق ما حدث ، تشعر انها في كابوس مرعب تريد ان تستيقظ منه وتراه بجانبها يضمها داخل صدره الواسع ، ينظر اليها بعينه الفيروزيه الساحره ويطمئنها انه هنا بجانبها وكل شيء بخير ...

ولكنه لم يعد هنا بعد ، بل هناك في ذلك المكان الموحش الذي طالما كرهته ...

ذلك المكان الذي اخذ منها كل من احبتهم ، والدتها ووالدها ، ومن بعدهم صديقتها وزوجها ..وهو !!!

هو الذي اختصر العالم كله في شخصه، الزوج والصديق والاب والحبيب!!!!

رحل وتركها تعاني ويلات ما حدث !!

ولكنها ابداً ابداً لم تصدق ما سمعته ولا الطريقه البشعه التي رحل بها ...

تعلم ان هناك شيء خاطيء حدث ، فارسها لم يكن يوماً خائناً، فارسها اخلاقه اخلاق الفرسان ، شهم واصيل ، وروحه معلقه بصديق عمره ، فكيف له ان يخونه!!!!!

* جذبت خصلاتها تشدها بعنف ، عقلها سيجن من كثره التفكير ، كيف حدث ذلك ؟؟؟

فارس ، جواد ودانيلا.... خيانه وقتل ... عرايا في فراش واحد .. كيف !!!!

والله لو اجتمع اهل الارض والسماء من اجل اقناعها يذلك لم ولن تقتنع ...!!!!    

* قطع شرودها دخول الخادمه التي كانت تعمل في منزل جواد والتي آبت ان تتركها وحدها بعد الحادث خاصه بعد انهيارها الفظيع ، ومكوث ليل معها منذ الحادثه!!!

* نظرت الخادمه الي صينيه الطعام الموضوعه بجانبها كما هي لم تاكل منها شيئاً مثل كل يوم ...

* اقتربت منها وهي تطالعها بشفقه فهي اصبحت جسد بلا روح وهتفت تحدثها بتعاطف: برضه ماكلتيش حاجه ، حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ، طب حتي علشان خاطر مسك اللي مش بتبطل عياط عليكي وعلي ابوها ومفيش علي لسانها غير عايزه بابا ، هيرجع امتي ...

* رفعت ليلي نظراتها ببطيء تتطلع اليها ثم انخرطت في بكاء مرير يمزق نياط القلب!!!

اخذت الخادمه تربط علي كتفها وتمسح علي راسها وتقرأ عليها بعض من الايات القرآنية حتي هدأ بكاؤها...

هتفت الخادمه بنبره هادئه: جودت بيه باره وعاوز يشوف حضرتك ...

* هزت ليلي راسها رافضه وتحدثت بصوت مبحوح: مش عاوزه اشوف حد ...

* عارفه والله وقلت له انك مش بتقابلي حد ، بس هو المره دي مصمم وقالي انا مش همشي المره دي غير لما اقابلها ...

معلش تعالي علي نفسك وشوفيه عاوز ايه ، دي خامس مره يجي ويمشي من غير ما تقابليه !!!!

............    

* كان يقف في غرفه الصالون ينظر الي صوره زفافهم المعلقه علي الحائط متحدثاً بكره: اخيراً ارتحت وخلصت منك ، انا عمري في حياتي ما كرهت حد قد ما كرهتك !!!

ولسه هاخد كل حاجه كانت ملكك قريب اوي ....!!!    

* استدار الي الخلف عندما سمع صوتها الحزبن المرهق يحدثه: خير يا جودت .. جاي ليه؟؟

نظر الي ملامحها الشاحبه وملابسها السوداء ، وعينيها الجميله الحزينه ، ولكنها لازالت جميله مثلما رأها اول مره وكأن الحزن زادها سحراً خاصاً بها ...

*حمحم يجلي حنجرته وهتف بنبره صادقه: جاي اطمن عليكي يا ليلي ...

* رفعت راسها وحدجته بنظره صارمه وهتفت بنبره محذره: مدام ليلي ...اسمي مدام ليلي يا جودت ...

ابتلعت غصه مسننه تسد حلقها وتابعت: مش معني ان فارس الله يرحمه مات ، يبقي خلاص تعدي الحدود اللي بينا ....    

* استشاط غيظاً منها واقترب منها وهتف بنبره عاضبه: بعد كل ده لسه بتدافعي عنه ، بعد كل اللي حصل لسه عامله له حساب !!!!

* هتفت بنبره عاليه تقاطعه: ولحد لما اموت وادفن جنبه ، كلام فارس سيف علي رقبتي ومحفور جوه قلبي ...

* تابع هادراً بجنون: حتي بعد ما خانك وخلن صاحبه ، لسه شيفاه الفارس الهمام المخلص !!!!

* تابعت بتأكيد تتحداه: فارس مش خاين ولو حصل وخان عمره ما يخون صاحب عمره ولا يخوني ...

في حاجه غلط ، فارس وجواد اتغدر بيهم لا يمكن اصدق ان فارس يخون جواد ، ولا حواد يقتله!!!    

* كظم جودت غيظه منها وحاول التحلي بالصبر وحاول تهدئه نفسه: عموماً خلاص اللي حصل حصل ، خالينا في المهم اللي جاي لك علشانه ...

الشركه بتاعتهم ملهاش ورق يثبت حق فارس فيه ، وبما ان ليل هو الوريث الوحيد لجواد وانا هبقي الوصي عليه ...

فانا جاي اعرض عليكي عرض ...

تلونً كالحرباء وهتف بمكر محاولاً التقرب منها بشتي الطرق : انا بعرض عليكي انك تشتغلي معايا وتديري نصيبك ونصيب بنتك في الشركه ، بس هنكتب بينا ورق صوري يحفظ حقك ، علشان قدام القانون الشركه ملك ليل ومقدرش اديكي ورق رسمي بكده ...    

*نظرت له ليلي طويلاً تتفرس في ملامحه الكريهه وهناك شعور يراودها انه له يد في ما حدث ...

اقتربت منه حتي صارت علي بعد خطوتين منه وهتفت بما الجمه: انت قتلتهم ليه؟؟؟ 

* شحب وجه جودت ومسح حبيبات العرق التي لمعت علي جبينه ولكنه تحدث بثبات: قتلت مين ؟ انتي بتقولي ايه يا ليلي ...

واضح ان اعصابك تعبانه والصدمه لسه مأثره عليكي .

انا جيت اطمن عليكي واقولك علي العرض اللي عندي ، فكري فيه وردي عليا . 

* نظرت له ليلي بغموض : هفكر وارد عليك ....

...........    

* دلفت ليلي الي حجره ابنتها وجدتها غافيه في فراشها واثار الدموع واضحه علي وجنتيها الجميله ، وليل جالس بجانبها ينظر اليها بشرود والحزن بادي علي وجه ....

جلست ليلي بجانب ابنتها وقلبها مفطور علي حالها واخذت تمسح علي شعرها حتي شعرت بها الصغيره فانتفضت من نومها وهتفت بنبره ملهوفه: بابي !!!!

* ابتلعت ليلي غصه مسننه تشطر حلقها وقاومت غصه البكاء وحدثت ابنتها برقه وهي تضمها داخل حضنها : لا يا حبيبتي ، بابي لسه مرجعش ...

* قفزت الدموع من عيني مسك الفيروزيه وحدثتها بيكاء : هو ليه بابي اتاخر كده ، ده وحشني اوي، انا زعلانه منه ومش بحب شغله علشان خالاه يسافر ويسبني ...

* اخذت ليلي تربط عليها تهدها داخل احضانها : معلش يا مسك بابي عنده شغل مهم وغصب عنه غيابه عننا ، انتي ماتزعليش منه وادعي له ...

ثم ابتسمت في وجهها وتابعت: يالا نامي وانتي هتحلمي بيه ولما تشوفيه في الحلم هو هيصالحك ....

* انصاعت لها الصغيره ونامت في فراشها ممنيه نفسها بلقاء والدها في احلامها الورديه ....    

* بعد ان غفت مسك ، نظرت ليلي الي ليل الصامت ، واقتربت منه تضمه هو الاخر داخل احضانها ، فنظر لها ليل وهتف يسألها : هو صحيح الكلام اللي بيقوله عمو جودت ده صح ؟؟؟

* كلام ايه ؟؟؟ 

* ان عمو فارس هو السبب في موت بابا وماما علشان خا....!!!!

وضعت ليلي اناملها علي فمه تمنعه من الاسترسال في الكلام ونظرت له بقوه هاتفه بتصميم وتاكيد وكانها تريد حفر كلامها داخل عقله: هششش.. الكلام ده كدب . .. اوعي تصدقه...

بابا فارس اشرف رجل في الدنيا ، وعمره في حياته ما حب حد في حياته قد جواد الله يرحمه ، وجواد نفسه فارس كان عنده اغلي من روحه ...

وامك اشرف واطهر ست في الدنيا وكانت بتحب ابوك ومش شايفه راجل غيره في الدنيا دي كلها ....

* تسال الصغير بعدم فهم: اومال اللي حصل ده حصل ازاي ....

* تابعت ليلي تضيف بيقين: في حاجه غلط في الموضوع ، انا متاكده ، ومش هاهدي ولا هيرتاح لي بال غير لما اعرف الحقيقه ...    

...........................................................

"رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور"

الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.

.........................................................    

* وبالفعل ليلي لم تصمت ، بل قامت بتقديم بلاغ ضد جودت تتهمه فيه اتهام صريح بقتل زوجها وصديقه وزوجته ودعمت موقفها بحادثه نعيمه وعقد الزواج العرفي من فارس !!!!

وتم فتح التحقيق مره اخري ولكن النهايه كانت في صالح جودت لعدم وجود دليل علي ادانته ، حتي تقرير الطبيب الشرعي كان في صالحه حيث انه لم يستطع وجود اثار لجودت في مكان الحادث وقيدت الحادثه علي انها جريمه شرف!!!!    

* بعد انتهاء التحقيق واثبات براءته ، توجه جودت الي بيت ليلي وهو عازم علي اخضاعها له مهما كلفه الامر ، فهو علي ما يبدو قد تساهل معها كثيراً وحان وقت ترويض جموحها وفق ارادته....

* وقف امام منزلها في انتظار ان تفتح له ، وما هي الا ثواني وفتحت له الباب ....

وقفت تسد الباب بذراعها وهتفت فيه بشراسه: انت اتجننت جاي لي البيت بعد نص الليل ، انت عاوز الناس يخوض في سيرتي !!

* ازاح يدها من علي اطار الباب ودلف الي الداخل بخطوات متبختره وهتف بنبره واثقه : ما عاش ولا كان اللي يجيب في سيرتك وانا عايش يا ليلي ، وبعدين الناس حتي لو اتكلمت هتقول رجل وداخل بيت مراته ، باعتبار ما سيكون يعني !!!!

* صرخت فيه ليلي بجنون: مرات مين انت اتجننت!!!

* تابع بنبره بارده مستفزه: لا ما اتجننتش ولا حاجه ، انا بقول الحقيقه ...

وبعدين يا ليلي انتي مش واخده بالك ، ان خلاص الدايره قفلت علينا احنا الاتنين ، وان مرجوعك في الاخر ليا انا ....

ولو انتي ما ركبتيش دماغك زمان وعاندتي ،كان زمان متجوزين !!!!

* هدرت ليلي بجنون وعقلها لا يستوعب ما يتفوه به من هراء: انت سكران ولا مبرشم ايه التخريف اللي انت بتقوله ده ، ومالك كده واثق من نفسك اوي ومتاكد اني هوافق ....

*تابع بنفس البرود: واثق علشان مفيش حل تاني قدامك غير كده ...

وعلشان تعرفي قد ايه انا بحبك رغم انك بلغتي عني واتهمتيني ظلم ، بس ده مأثرش علي حبي ليكي ..

ده غير ان فلوسك وفلوس بنتك تحت ايديا ومن غير جوازنا مش هطولي منهم ولا مليم !!! 

* هتفت ليلي بغيظ : يعني انتي بتلوي دراعي ، جوازي منك مقابل حقي وحق بنتي!!!

* اقترب منها جودت وعينيه تلتهمها بجوع وتابع : مش بلوي دراعك يا ليلي ، بس انا بحبك من زمان ...

* كان قد اقترب منها لحد الخطر وقد هاجت الدماء في عروقه يريدها بين يديه كما تخيلها في احلامه ، يريد ان يداعب خصلاتها السوداء التي تثير جنونه وكالمسحور اقترب منها وهتف بنبره مبحوحه من فرط الاثاره والرغبه: بحبك يا ليلي وعاوزك !!!    

*هتفت فيه بنبره صارخه وملامح وجهها تصرخ بغضاً ونفوراً: نجوم السما اقرب لك مني يا ندل يا جبان!!

لعق شفتيه بوقاحه ونظراته تتفحصها بجرأه وشهوه مريضه: خلاص اللي كان واقف بيني وبينك راح خلاص ، عدتك تخلص وبعدها بدقيقه هكون كاتب عليكي وتبقي ليا وساعتها بقي محدش هيرحمك من تحت ايديا ....

ثم دنا منها هامساً بوقاحه في اذنها وهو يضع يده علي بطنها يتحسسها بجرأة وقد فقد السيطره علي نفسه وهو يستنشق رائحه جسدها بهوس: واوعدك تسع شهور بالتمام والكمال وهيكون ولي العهد مشرف للدنيا ....

وكان ابلغ رد منها علي تجاوزه ووقاحته معها ، كف يدها الذي هوي بكل قوه وغل علي صدغه جعل راسه يلتف للناحيه الاخري بحركه سريعه باغتته من المفاجأة....

وضع يده علي صدغه الاحمر المزين بعلامات اصابعها الرقيقه هاتفاً بنبره بارده : وماله احبك وانت بتخربش يا شرس..*

* تابعت هادره بغضب مجنون: واقتلك لو فكرت تقرب مني تاني يا جودت .... باره اخرج باره!!   

* نظر لها جودت وهتفت مؤكداً علي حديثه: انا همشي دلوقتي ، بس اعملي حسابك جوازنا هيتم بعد عدتك ما تخلص ، فاضل فيهم شهر ، هكون انا ظبط فيهم كل حاجه ، وعلي ما الشهر ده يخلص ، كل خطوه لي هتكون بعلمي وبأمري ...!!

سلام يا ليلتي .....

اغلقت الباب خلفه بعنف وسقطت ارضاً تبكي وتنتحب علي حالها وكيف لها ان تتصدي لجبروته ، ولكنها يجب ان تجد طريقه للخلاص منه !!!!

....................

*والحقير نفذ كلامه وجعل رجاله يرابطون تحت بيتها في شكل دوريات مستمره ، واذا ارادت الخروج يتتبعون اثارها ويبلغونه بكل تحركاتها !!!!    

* وفي يوم جلسه الوصايه التي رفعها جودت للحصول علي وصايه ليل خاصه بعد تدهور الحاله الصحيه لوالده واستمرار غيبوبه الطويله...

حدثت المفاجاة وعادت ماتيلدا جده ليل من ايطاليا بعدما استجمعت نفسها وفاقت من صدمه رحيل ابنتها وزوجها واستطاعت الحصول علي حضانه ليل لانها جدته لامه وتحق لها حضانته  وان يكون جودت هو الواصي علي املاكه!!!!    

* قبل زفاف ليلي وجودت بيوم.....

كانت ليلي تدور حول نفسها كالمجنونه ، لا تعرف كيف تتخلص منه والحقير قد اعد كل شيء للزفافه عليها حتي انه ارسل لها فستان زفافها ورمي بكل اعتراضها وصراخها عرض الحائط ....

* هتف ليل متسائلاً الذي كان يتابع حركتها : انتي ليه مش عاوزه تتجوزي عمو جودت ؟؟

* استدارت له ليلي وهتفت بنبرهً حزينه: علشان انا متجوزه من بابا فارس ...

* ابتسم لها ليل وتابع يحدثها بما يفوق عمره وكان الحادثه قد اضافت لعمره عمر اخر ، حيث انه اصبح وحيداً لا يلهو ولا يلعب مثل من هم في مثل سنه...

بس بابا فارس مات ...

* اجابته ليلي بشجن: بس لسه عايش جوايا وعمره ما هيموت الا بموتي ....

* نهض ليل واقترب منها ونظر اليها متحدثاً بتصميم: خلاص يبقي نمشي من هنا ، انا وانتي ومسك وماتي نمشي من هنا ....

* نظرت له ليلي بحنان وهتفت بتمني: ياريت يا ليل كان ينفع كنت اخدتكم ومشيت ، بس انا اللي لازم امشي وانت لازم تفضل هنا ، انت اللي هتكمل اللي جواد وفارس بنوه وكانوا بيحلموا بيه، انت الامتداد ليهم ، انت اللي هتحافظ علي حقك وحق مسك ، انت اللي لازم تفف لجودت وتحافظ علي حقوقك ...

واللي مطمني عليك ان ماتي موجوده معاك ، يمكن لو مكانتش رجعت كنت فقدت الامل اني امشي واسيبك ، بس انا لو مشيت دلوقتي ، همشي وانا مطمنه عليك...

* سالها ليل مستوضحاً: طب هتمشي ازاي وبكره الفرح بتاعكم !!!

* رفعت ليلي راسها لاعلي تناجي ربها ان يساعدها ويقف بجانبها : ربنا اكيد مش هيسبني!!!!

* وكأن العزيز الجبار ، قد استجاب لدعاءها ونداءها.  

ففي اليوم الثاني تلقي جودت مكالمه من المشفي تبلغه بوفاه والده الحج ليل مهران ، وهو الامر الذي اربك جودت وغير حساباته، فتم تاجيل الفرح وذهب لتخليص اجراءات دفن والده !!!!!    

* وفي يوم الوفاه فجراً ، كانت ليلي قد عزمت علي الهروب من البلده وترك كل شيء خلفها مستغله انشغال جودت في وفاه وعزاء والده ....

وقد ساعدها ليل في ذلك الامر ...!!!!

* وقفت ليلي في صاله منزلها بعدما جمعت بعضاً من اشياؤها المهمه في حقيبه صغيره تكفيها هي وابنتها وهتفت تتحدث مع ليلي بقلق: خلاص يا ليل عرفت هتعمل ايه ...

* اجابها مؤكداً بحزن: عارف يا ماما ليلي متخافيش هعرف اتصرف ، بس انا زعلان علشان انتي كمان هتسبيني زيهم ....

* اعتصر الالم فؤاد ليلي وهتفت ببكاء وهي تحتضن ليل بحب : غصب عني يا نور عيني امشي واسيبك ، بس انا هرجع تاني ، لازم ارجع لهنا تاني مش هسيب بيتي وبيت وارض فارس ، هرجع لهم من تاني ...

هرجع لما انت تكون قادو تقف جنبي ومعايا وتجيب لي حقي ...

ثم وضعت مفتاح شقتها في سلسال والبسته له في رقبته: المفتاح ده بتاع البيت هنا ، خاليه معاك علشان تخالي بالك من البيت لحد ما ارجع ...

* حاضر يا ماما ليلي ....

* قبلته ليلي من جبهته وقامت تحضر باقي اشياؤها .

* دلف ليل الي غرفه مسك التي كانت تلملم بعض العابها وهتف يحدثها بوجع : هتمشي خلاص يا مسك.

* اجابته مسك بسعاده: ماما بتقول ان بابا جاب لنا بيت جديد هنعيش فيه وهو هيبقي يجي لنا هناك ...

ثم نظرت له وتابعت بحزن: تعالي انت كمان معايا يا ليل مش عاوزه اسيبك لوحدك...

ابتسم ليل بحزن وتابع: مش هينفع ، انا هستناكي هنا . بس عاوزك تخالي بالك من نفسك ومش تكلمي ولاد ولا تلعبي معاهم ... وعد !!!

هتفت مسك ببراءه : وعد !!!!

* اخرج ليل من جيبه سلسال به تعليقه تحوي صورته والبسها اياها : دي سلسله بتاعه ماما دانيلا كانت بتلبسها علي طول ، البسيها واوعي تقلعيها من رقبتك ابداً، علشان تفضلي فكراني....

* ارتدتها مسك وهتف بطاعه: عمري عمري مش هقلعها خالص ....

ثم استدارت وتناولت احدي عرائسها المفضله لديها واعطتها له: وانت كمان خد العروسه دي وخاليها معاك علشان تفضل فاكرني ....

.........

* وبالفعل استطاع ليل الهاء الحارس المراقب لبيت ليلي حتي تتمكن هي ومسك من الخروج من المنزل والهروب من البلده ....

وبعد وقت ليس بقليل والسير وسط الطرق والازقه المظلمه استطاعت ليلي ان تصل الي محطه القطار واستقلت القطر المتجه الي القاهره ....

وبعد وقت قليل تحركت عجلات القطار راحله من البلده ومعها ليلي حيث مصيرها المجهول !!!

* جلست ليلي بجانب النافذه تبكي بصمت وعينيها تودع كل شبر من ارض تلك البلده التي عاشت فيها اجمل ايام عمرها وتركت تحت ترابها روحها وقطعه من قلبها .....

* وعلي الجانب الاخر يقف ليل في شرفه غرفه المطله علي الطريق يلمح القطار من بعيد وهو يتحرك مغادراً وترحل معه امه الروحيه وحبيبته الصغيره...

وقف يشاهد القطار وفي يده عروستها الصغيره التي تشبهها كثيراً ونظراته البها توعدها بانها الوحيده التي ستظل في قلبه وسيظل ينتظرها طوال عمره ...    

* والصغيره نائمه في حضن والدتها في القطار ويديها الصغيره قابضه علي سلساله مع وعد بالانتطار مهما طال ....

وبينما هي تسرح في ذكرياتها مع فارسها ، صدح صوتاً في القطار من مذياع احدي الركاب جعل قلبها ينهار اكثر واكثر .....

ًفي هويد الليل ولقيتك ...

ما اعرف چيتني ولا چيتك ...

ما اعرف غير اني لقيت روحي ....

ونچيت من همي ونچيتك...

واداري ولا ما اداري......

ده هواها داري ومداري..

🖤🤍🖤🤍🖤🤍🖤🤍

الفصل الثالث عشر

 

* بعد مرور ١٥ سنه .....

*في احدي احياء القاهره الشعبيه البسيطه ، وفي احدي بيوتها البسيطه ، تعالي صوت تلك السيده الاربعينيه الجميله التي لازالت تحتفظ بجمالها الهاديء بالرغم من الحرن الساكن ملامحها ، تنادي علي ابنتها الوحيده وهي تعد لها شطائر الفطار !!!!

* مسك ... يامسك .... يا دكتوره مسك!!

يالا هتتاخري علي محاضراتك!!!!    

* ومن داخل غرفتها الصغيره البسيطه ، كانت ذات العيون الفيروزية البراقه تقف امام مرأتها تصفف خصلاتها السوداء الحريريه الطويله وهتف بصوت عالي حتي يصل الي مسامع والدتها : ايوه يا ماما ، جايه اهو ...    

انتهت من تصفيف خصلاتها وهندمت من ملابسها ، ثم وضعت يدها علي السلسال الذهبي المزين عنقها الجميل منذ خمسه عشر عاماً ولم تخلعه من وقتها : صباح الخير يا ليل ، يا تري لسه فاكرني زي ما انا فكراك ولا نسيتني بعد ما بقيت من اشهر رجال الاعمال في البلد كلها ....

* طبعت قبله علي السلسال واخفته داخل صدرها وحملت اشياؤها وتوجهت الي الخارج حيث والدتها...    

* وقفت علي باب غرفتها ولمعت عينيها بشجن وهي تنظر الي والدتها كعادتها كل يوم التي لم تنفطع عنها ابداً ، وهي تقف امام صوره والدها الراحل ، فارسها وحبها الاول والاخير تتحدث معه وكانه حي امامها يسمعها ويحادثها ....!!!!!

* اقتربت مسك من ليلي وحضنتها من الخلف وهتفت بنبره مرحه حتي تخرج والدتها من حاله الحزن التي لازالت تسيطر عليها : مش كفايه رومانسيه بقي ونروح نشوف شغلنا هتتاخري علي المدرسه يا حضره المدرسه النشيطه....

* استدارت لها ليلي وهتفت بابتسامه مشرقه وهي تتطلع في وجه وحيدتها الصبوح وعينيها الجميله التي ورثتها عن فارسها : ومين يعني اللي بيأخرني كل يوم مش حضرتك يا دكتوره .../

ثم تحركت ليلي نحو الطاوله وتناولت كيس الشطائر التي اعدتها وناولتها اياه: اتفضلي السندوتشات وياربت تاكليهم مش ترجعي بيهم زي كل يوم !!!!

* هتف مسك متذمره: يا ماما يا حبيبتي انا كبرت وبقي عندي 21 سنه وفي تالته طب ، مش العيله الصغيره اللي كنتي بتوصليها المدرسه .....

* ابتسمت ليلي بحنو وهي تربط علي وجنت ابنتها : حتي لما تبقي اكبر دكتوره في البلد كلها ان شاء الله ، هتفضلي في عيني بنتي الصغيره اللي طلعت بيها من الدنيا ، وبرضه هعمل لك السندوتشات يا لمضه ....

ويالا بقي علشان كده هنتاخر بجد ....

............

* علي الجانب الاخر وفي احدي القصور الفارهه ، 

يجلس في غرفه المكتب الملوكيه متحدثاً في الهاتف بغطرسه: اسمع اللي بقولك عليه المناقصه دي بتاعتنا وكده كده هترسي علينا ، شركات مهران مش بتدخل اي مشروع او مناقصه الا لما تكون متاكده مليون في الميه انها بتاعتها ...!!!

المهم جهز انت كل حاجه وبلغني بالنتيجه اول لما تخلص وانا في خلال ساعه هكون في المجموعه ....    

* تعالي طرق علي باب المكتب تزاماً مع اغلاقه للخط ، ودلف اليه سائقه الخاص وذراعه الايمن وكاتم اسراره !!!!

* هتف متحدثاً بنبره غليظه: كله تمام يا كبير البضاعه اتسلمت زي ما سعادتك آمرت وده اشعار البنك اللي اتحولت عليه الفلوس في حسابك الخاص اللي جزر البهاماز...

قالها وهو يقدم اليه الاوراق ويضعها امامه علي المكتب ...

تناول الورقه يراجع بيناتها بتدقيق ثم لاحت علي شفتيه ابتسامه رضا : عفارم عليك يا ضرغام طول عمرك سداد ....

* ابتسم ضرغام بحبور واخذ يربط بكف يده الغليظه علي صدره في حركه امتنان: عيشت يا كبير ، احنا طول عمرنا تلاميذك وبنتعلم منك يا جودت باشا.!!!!    

* قام جودت من جلسته ووقف ينظر من شرفه المكتب الي الخارج ووجه سؤاله الي ضرغام الواقف خلفه: مفيش جديد لسه ، معرفتش توصل لحاجه ؟؟

* اجابه ضرغام وقد فهم عليه: ابداً يا باشا ملهمش آثر ، بس انا مكلف رجالتي يدورا عليهم في كل مكان وان شاء الله هنوصل لهم في اقرب وقت...

* رفع جودت يده واشار اليه كي يغادر ، وشرد بذهنه الي ذلك اليوم قبل خمسه عشر عاماً عندما وجدها اختفت من البلده كلها تاركه خلفها كل شيء، وتسربت من بين يديه كالماء بعدما ظن انها اصبحت ملك يديه...

يومها كسر كل شيء امامه واصبح فاقداً للسيطره علي نفسه واخذ يبحث عنها كالمجنون في كل مكان واستمر به هذا الحال لاكثر من ثلاثه شهور ولكنه لم ييأس وظل يبحث عنها حتي الان دون كلل اوملل..!!

..................    

في الاعلي ....

كان يقف ذلك الشاب الوسيم صاحب البشره السمراء اللامعه والعيون بلون القهوه ذو طول مهيب وجسد رياضي قوي ، يصفف خصلاته السوداء الناعمه وينثر عطره الرجولي المميز بكثره..!!

*انتهي من ارتداء ملابسه وقبل ان ينزل لاسفل ، توجه نحو غرفه ملابسه وفتح خرنته الخاصه واخرج منها اغلي واثمن شيء يملكه في حياته ، تلك العروسه الصغيره ، عروسه صغيرته وعشقه الاول والاخير !!!!

اخذ العروسه ونظر اليها هاتفاً بحنين : صباح الخير يا مسكي ، وحشتيني اوي ، ياتري انا كمان واحشك زي ما انتي وحشاني ولا البعد نساكي ليلك يا مسكي ؟؟؟

* يا تري انتي فين وبعدك عني ده بأرادتك ولا غصب عنك !!!

ياتري حاسه بيا وعارفه قد ايه مشتاق لك وقد ايه بدور عليكي في كل حته وكل مكان !!!

ياتري لسه مآنش الاوان علشان نتقابل من تاني ؟؟

* انهي كلامه وطبع قبله علي رأس العروسه وكأنه يقبل فيها حبيته الغائبه ، ثم وضعها في الخزنه واغلق عليها جيداً ، ثم ارتدي قناع الجمود والقوه الذي يليق برجل الاعمال القوي ليل مهران !!!!!    

*بخطوات ثابته وقويه دلف ليل الي غرفه الطعام ثم توجه نحو جدته وقبل يدها وراسها باحترام : صباح الخير ماتي ..

ثم تحرك وجلس علي راس الطاوله !!!

ابتسمت المرأه الايطاليه الجميله ذات العقد السادس بحب الي حفيدها الغالي اغلي ما تملك في هذه الدينا: صباح الخير قلب وعين ماتي ..//

* صباح الخير .... قالها جودت وهو يجلس علي يسار ليل ....

صباح النور يا عمي ...هتف بها ليل وهو يشرب فنجان قهوته الصابحيه.../

* ثم نظر اليه وساله : مالك يا عمي شكلك مضايق في حاجه حصلت؟؟

* اجابه جودت هاتفاً بحنق: المناقصه مرسيتش علينا مع اننا مقدمين اقل سعر ازاي تترفض...

* استندت ليل علي ظهر كرسيه وهتف بثقه: علشان انا قدمت ورق بسعر اعلي من اللي انت مقدمه..،

* نظر له جودت بغضب هاتفاً بانفعال: انت ازاي تعمل حاجه زي كده ، انت اتجننت !!!

انت عارف كنا هنكسب قد ايه من ورا المناقصه دي ، ده غير انها مع الحكومه ..، 

* تحدث ليل بنفس الهدوء والثقه: والله دي شركتي وانا حر فيها ، ومش ليل مهران اللي يلعب من تحت الترابيزه وبقدم رشاوي وعمولات علشان المناقصه ترسي عليه ، مش انت برضه دفعت رشوه خمسه مليون علشان المناقصه ترسي علينا ولا انا غلطان...

* تابع جودت منفعلاً اكثر : ده عُرف السوق ، والسوق كله ماشي كده ...

* هتف ليل بنبره بارده: بس في عرف ليل مهران كله يمشي بالاصول ، انا مش محتاج اقدم رشاوي وعمولات لحد ، اسم مجموعه ليل مهران اكبر بكتير من كده والسوق كله عارف كده ويتمني يشتغل معايا، 

ثم تابع بلهجه تحذيريه: واللي حصل ده ياريت ما يتكررش تاني علشان ساعتها رد فعلي مش هتتوقعه...

*كز جودت علي ضروسه يطحنها بغل ، فقد اضاع عليه ليل عموله كبيره كان سيحصل عليها بعد اتمام المناقصه ، نظر له بغيظ شديد فبالرغم من تربيته لليل الا انه لا يشبهه في شيء بل كل خصال جواد وفارس متأصله فيه بقوه وكانهم احياء امامه متجسدين في شخصيه ليل !!!

هتف جودت متسائلاً من بين دروسه كاظماً غيظه وحنقه منه: هتعمل ايه في البيت اللي في البلد ، انا جاي لي مشتري وهيدفع فيه رقم كبير جداً ...

* نظر له ليل وقد التمعت عينيه ببريق غاضب وهتف بنبزه قاطعه: سبق وقلت لك البيت ده مش ملكي علشان ابيعه ، حتي لو البلد نصها بتاعنا والبيت ده علي ارضنا الا انه مش هيتباع الا لما اصحابه يظهروا ويستلموه مني انا شخصياً ...

* ثم نظر الي جودت بعيون تومض بوميض شرس جعلته يهابه بشده وتابع : وبعدين انت ليه لغايه دلوقتي محددتش نصيبهم في ارباح ال15 سنه الي فاتوا دول ، هو انا مش قلت لك انا عاوز تحدد لي نصيبهم ونحطهم علي جنب لحد ما نوصل لهم علشان ياخدوا حقهم !!!!    

* تهرب جودت بنظراته منه وتابع كاذباً: ما انا قلت لك ان الشركه في وقتها خسرت كتير وسمعتها اتهزت في السوق بعد اللي حصل ومحدش كان عاوز يشتغل معانا بعد الحادثه ، لولا تعبي ومجهودي وفلوسي اللي حطيتهم ووقفت الشركه علي رجلها من تاني وكبرت اسم مهران في السوق .../

* تغضنت ملامح ليل بألم كلما جاءت سيره الحادثه فهو يرفض ذكرها او الحديث عنها مع اي شخص ، تابع بنبره قويه متحديه: مش لوحدك ، انت اشتغلت وكبرت الشركات بفلوسي وورثي ، ده غير ان انا بشتغل معاك من وانا عيل عندي 16 سنه واخدتها من تحت لحد ما وصلت لمكاني علي القمه ..

ثم نهض مغلقاً رز جاكيته منهياً الحوار:عموماً ما تشغلش نفسك بموضوع فلوس مسك وماما ليلي انا هخلص الموضوع ده بنفسي ../

ثم تحرك مغادراً دون ان يعطي الفرصه لجودت يالتفوه بحرف واحد ، تاركه خلفه يغلي كالبركان الثائر .....

.............    

.........................................................

"رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور"

الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.

.........................................................    

* في المساء ، عادت مسك من جامعتها تسير في الحي بانهاك وهي تحمل كتبها والبلطو الابيض علي ذراعها ....

ظهر فجأه امامها  زينهم ابن المعلم عكوه جزار الحي هاتفاً بوله وهو يأكلها بعينيه: مساء الجمال علي عيونك يا دكتوره...

* قلبت مسك عينيها هاتفه بملل فهو لا ينفك يعترض طريقها باستمرار: مساء النور يا معلم ، خير ،!!!! 

* كل خير ان شاء الله يا ست البنات ، عاوزين ننول الرضا ...

* هتفت مسك ببعض العصبيه: وبعدين معاك يا معلم زينهم ، احنا مش قفلنا الكلام في الموضوع ده ، لزميتها ايه بقي تعترض طريقي في الرايحه والجايه مش اخلاق ولاد البلد دي يا معلم ...

* تابع حديثه بوله وهو يغرق في زرقه عينيها الساحره: اعمل ايه طيب ، قلبي عليل وانتي بايدك تداويه يا دكتوره بس انتي اللي مش راضيه تحني عليا وتوافقي ....

ثم تابع حديثه مترجياً : وافقي انتي بس ومش هتندمي ، والله انا طيب وابن حلال واتحب ، ولو خايفه ان جوازك مني هيمنعك تكملي علامك ، وعد مني وكلام رجاله هسيبك تكملي علامك وهديه تخرجك هتكون عياده باسمك في البرج بتاعي اللي علي اول الناصيه...

* ابتسمت له بسماحه وهتفت بتسويف حتي تتخلص منه: لا انت كده عملت اللي عليك ، ان شاء الله هفكر في طلبك وهبقي ارد عليك ، عن اذنك ...

قالتها واطلقت الريح لساقيها تهرب منه قبل ان يتابع حديثه الممل ....//    

* دلفت مسك من باب الشقه وهي تنفخ بغيظ ثم اخذت تنادي علي والدتها بعدما لم تجدها في الصاله: ماما ..

يا لولو انتي فين ؟؟

* جاءها صوت والدتها من الداخل : انا هنا يا مسك في اوضتي تعالي ...

* دلفت مسك الي غرفه والدتها ثم اقتربت منها وقبلتها علي وجنتها وجلست بجانبها هاتفه بحنق : بجد انا زهقت وتعبت من اللي اسمه زينهم ده ، كل شويه ينط في وشي زي عفريت العلبه ومفيش علي لسانه غير عاوز اتجوزك هاوز اتجوزك ، امتي بقي ربنا يتوب علينا من العيشه هنا ، نفسي اغمض عين وافتحها والاقي نفسنا مشينا من هنا ....    

* ربطت ليلي علي يد ابنتها وهتفت بحنان: ان شاء الله يا حبيبتي بكره ربنا يكرمك وتتخرجي وتتجوزي وتمشي من الحته دي علي خير ...

* آمنت ليلي علي حديث والدتها ثم انتبهت لما تفعله والدتها وهتفت تسالها مستفهمه: ايه الفلوس دي يا لولو بتاعه ايه دي ...

* اجابتها ليلي وهي تعتدل وتتابع تقسيم الفلوس وعدها : بصراحه يا مسك الميزانيه خرفت خالص ومش عارفه هنكمل الشهر ازاي !!!

* هتفت مسك تحدث والدتها بلوم: ولحد امتي يا ماما هنفضل علي الحال ده ، كل شهر نكمله بالعافيه واحنا بنقول يارب يكمل من غير ما نتحوج لحد ، واحنا لينا حق وانتي مش راضيه اننا نطالب بيه...

لحد امتي هنسيب حقنا وفلوسنا لغيرنا يعيش ويتمتع بيها واحنا لا ..

ليه رافضه نروح لليل ونكلمه ونطلب حقنا ، بلاش ليل ، ليه رافضه نروح نبيع بيت البلد وناخد فلوسه نعيش بيها ونسكن في مكان احسن من ده وبيت احسن من ده ، ليه رافضه بالشكل ده ...

* انتفضت ليلي من جلستها وهتفت برفض قاطع : لا .. قلت لك مليون مره لا والف لا ...

انا مش عاوزه فلوس ولا بيت ولا حق ، انا مش هخاطر بيكي وبنفسي من تاني ...

انا هربت بيكي واستخبيت في اخر الدنيا علشان خايفه عليكي ومش عاوزه يطولك اي اذي ، ولو علي الفلوس والحقوق مش هتكون اغلي عندي من اللي راح او اللي ممكن يروح مني لو قربت منهم تاني ...

* ثم جلست بانهزام وتابعت بشجن: وبعدين ليل اللي بتتكلمي عنه مش يمكن يكون نسينا والبعد والزمن نساه خصوصاً وانه عايش مع عمه ....

عارفه مين عمه ... جودت يبقي عمه .... جودت!!!!

* جلست مسك علي عقبيها امام والدتها وتابعت بنبره مترجيه: وممكن يكون منساش وفاكر زي ما احنا فاكرينه وشايل لنا حقنا ، وبعدين انا نفسي افهم ايه السر في جودت ده وايه اللي مخاليكي مء طيقاه كده وعاوزانا نبعد عنه بالمشوار كل العمر ده ...

واكيد يعني مش علشان كان عاوز يتجوزك زمان بعد موت بابا ، اكيد في سبب تاني وانتي مش عاوزه تقوليه ....

* هتفت ليلي بنبره قاطعه مغله النقاش في موضوع شائك كهذا : هو ده السبب ومفيش سبب غيره وقفلي علي الكلام في الموضوع ده ومش عاوزه اسمع كلام تاني فيه ، ويالا علي اوضتك علشان انا تعبانه وعاوزه انام ورايا مدرسه بكره بدري ....    

* مضي اسبوع ومسك لم تنفك ان تفكر في طريقه تصل بها الي ليل ...

فكرت كثيراً ان تذهب الي مقر شركاته ولكنها تراجعت خوفاً من ان يكون لا يتذكرها وهذا الشيء الذي لن تستطع تحمله ابدا..:

فبعد تفكير طويل عزمت امرها واتخذت قرارها وقررت البدء من حيث انتهت قصتهم ، ستسافر الي البلده اولاً ....

لذلك في اليوم التالي وبعد انتهاء محاضرتها ذهبت الي البلده من دون ان تخبر والدتها ....    

* رحلت الشمس وحل المغيب عندما وصلت الي البلده ترجلت من العربه الصغيره التي استقلتها من محطه القطار بعدما سألت عن سرايا آل مهران ، فهي تعرف من حكايا والدتها ان بيتهم يبعد عن سرايا آل مهران بشارعين ....

* وقفت امام السرايا العتيقه المهيبه تتطلع اليها بانبهار  فعلي الرغم من قدم بناءها الا ان من يراها قد يطن انها حديثه البناء ، فيبدو ان ليل يهتم بها كثيراً...

* ابتسمت بحنين عندما لاح في ذاكرتها بعضاً من ذكرياتهم معاً هنا في هذه الحديقه ولكنها صور مشوشه بسبب صغر سنها وقتذاك ....

* سارت علي قدميها الصغيره وهي تتلفت حول السرايا لربما يحالفها حظها وتري ليل هنا ، لربما قد غالبه شوقه وجاء الي هنا مثلها ...

سارت حتي وصلت امام منزلهم ، منزل والدها ، نعم هو منزلهم فصورته محفوره داخل ذاكرتها ...    

* دفعت البوابه الحديديه بيدها ودلفت الي الداخل والغريب ان البوابه مفتوحه غير موصده ، صعدت الدرج المؤدي الي شقتهم واخرجت مفتاح المنزل الذي اخذته من وراء والدتها والتي تخفيه في صندوق ذكرياتها مع والدها ....

* حبست انفاسها وهي تدلف الي داخل منزلهم الحبيب، مدت يدها تنير الضوء ، فظهر المنزل امامها وكان الزمن لم يمر !!!!

كل شيء في مكانه ، كل شيء نظيف وكان هناك من يهتم به ولكنها لم تعير ذلك ادني اهتمام وهي غارقه في ذكرياتها هنا مع والدها الحبيب ووالدتها عندما كانوا اسره سعيده عن حق قبل ان يذوقوا مرار الفقد !!!    

* قبل قليل ....

وصل ليل الي بيت حبيبته كعادته منذ عشره اعوام ، يأتي مره كل شهر ، او كلما ضاق صدره واستبد به الشوق لصغيرته ، ياتي الي هنا يتلمس اشياؤها مستشعراً وجودها حوله في المكان ...

وقد آمر الخدم في سرايا جده ان يقوموا بتنظيف المنزل باستمرار مع الحفاظ علي كل شيء فيه حتي رجوع مسكه اليه...

* كان يجلس في غرفتها وعلي فراشها الصغير الذي الذي بالكاد يستوعب ربع جسده الضخم مقارنه بحجم الفراش الصغير ، ادار المسجل الموضوع بجانب الفراش والذي يعود الي عمه فارس الذي قد اهداه لمسكه في احدي المرات .

* صدحت موسيقي تلك الاغنيه التي سمعها منذ نعومه اظافره وتربي عليها بسبب عشق عمه فارس لها والتي كان يري بها حوريته ....

* ولكنه تنبه لصوت وقع اقدام تتقدم نحو الغرفه ، يبدو انه حرامي ، لان الخدم ممنوع عليهم التواجد هنا وقت تواجده ....

قام ووقف خلف الباب متوارياً من ذلك الذي تجرأ وخطي نحو ممتلكات ليل مهران ، سيلقنه درساً لن ينساه ويجعله عبره لم يعتبر !!!!    

* في الخارج ...

اخذت مسك تتطلع الي كل شيء حولها ودموعها تجري انهاراً علي وجنتيها البيضاء الناعمه ، لامت نفسها علي تفكيرها في بيع ذلك المنزل فوالدتها محقه ، هنا تكمن حياتهم كيف لها ان تتخلي عنها ...

قررت الرحيل من حيث ما جاءت ولكن الاول ستلقي نظره علي غرفتها وبعدها سترحل من هنا ...

اقتربت من غرفتها ولكن هناك صوت موسيقي ينبعث من داخل غرفتها اصابها بالرعب ، من يمكن ان يكون هنا في منزلهم ، ام انها تتوهم !!!

اقتربت ومع اقترابها يتضح صوت الموسيقي اكثر ، وهنا ايقنت ان هناك من يسكن هذا البيت ، لذلك استجمعت شجاعتها وقوت نفسها واخرجت من حقيبتها محلول طبي قد اعدته في معمل الكليه تستخدمه للدفاع عن نفسها وقت اللزوم ...

* فتحت باب الغرفه وخطت خطوتين للداخل بحذر مدت يدها تضيء النور ،وفي ثواني وجدت نفسها مقيده بقيد من فولاذ يحيط بخصرها النحيل ، ويد من حديد تكمم فمها وهي تقبع بكامل جسدها داخل جسد قوي صلب....

ادار جسدها اليه ونظروا بغضب محدقين في بعضهم البعض بغضب ...

 ولكنهم تخشبوا  موضعهم وسكن الكون من حولهم واختفت الاصوات من حولهم الا من صوت دقات 

قلوبهم الهادره ....

وتعانقت القلوب في عناق مشتاق قوي ، وتعلقت الامواج الزرقاء الفيروزيه داخل مقلتيها مع الشوكولاته الذائبه داخل مقلتيه وهدر القلب قبل اللسان باسم الحبيب ....

ومن خلفهم صوت التعويذه التي القت بسحرها عليهم فرقعوا صرعي في هواها .....

ًفي هويد الليل ولقيتك ...

ما اعرف چيتني ولا چيتك ...

ما اعرف غير اني لقيت روحي ....

ونچيت من همي ونچيتك...

واداري ولا ما اداري......

ده هواها داري ومداري....


  الفصل الرابع عشر والخامس عشر من هنا

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

 

تعليقات