رواية في هويد الليل الفصل الرابع عشر 14 والخامس عشر 15بقلم لولا نور

رواية في هويد الليل

الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17

بقلم لولا نور


فتحت باب الغرفه وخطت خطوتين للداخل بحذر مدت يدها تضيء النور ،وفي ثواني وجدت نفسها مقيده بقيد من فولاذ يحيط بخصرها النحيل ، ويد من حديد تكمم فمها وهي تقبع بكامل جسدها داخل جسد قوي صلب....!!!!

ادار جسدها اليه ونظروا بغضب محدقين في بعضهم البعض !!!

 ولكنهم تخشبوا  موضعهم وسكن الكون من حولهم تلاشي الغضب وحل محله الدهشه ، واختفت الاصوات من حولهم الا من صوت دقات قلوبهم الهادره ....

وتعانقت القلوب في عناق مشتاق قوي ، وتعلقت الامواج الزرقاء الفيروزيه داخل مقلتيها مع الشوكولاته الذائبه داخل مقلتيه وهدر القلب قبل اللسان باسم الحبيب ....

* اكيد هي ....مسك !!! 

نطق لسان حاله في نفسه ، يمني بها نفسه ان تكون هي مسكه، فهو ابداً ابداً لم ينسي عينيها الساحره التي ترافقه في صحوته ومنامه...

* بعد يده قليلاً عن شفتيها الناعمه الطريه التي الهبت نبض قلبه بحلاوتها ولكنه لم يحرر خصرها او يخرجها من حضنه بل ظل علي وضعه وهتف بعدم تصديق من اثر المفاجأه بعدما استجمع صوته الهارب منه وعينيه تجوب علي كل انش من وجهها الصبوح يملي عينيه من جمالها،  تحدث مقرراً حقيقه غير قابله للتشكيك :  مسك ؟؟

* عينيها الفيروزية البراقه كانت تلمع بفرحه مشتاقه وهي تتطلع اليه ، قلبها اكد لها ان هذا هو ... ليل .. ليلها الساحر المهلك !!

فاجابت سؤاله مؤكده علي حقيقه انتماءهم لبعض ، حقيقه لا يمكن اغفالها او انكارها : انا مسك ...

مسك الليل !!!

* ابتسمت عينيه قبل شفتيه وتعالت دقات قلبه بجنون تهدر بعنفوان داخل صدره.  

وهتف بلوعه عاشق مشتاق حد الجنون وهو غارق في بحرها الفيروزي وانفاسه الملتهبه بحراره شوقه تلفح وجنتيها البيضاء فتصيبها بحمره لذيذه جعلتها شهيه امام ناظريه وطراوه جسدها القابع ببن احضانه اعادت الي قلبه الروح مره اخري : يااااااه يا مسك ، اخيراً...اخيراً رجعتي لي ...

اتاخرتي عليا اوي ، انا استنيتك كتير اوي اوي ، ودورت عليكي كتير ، بس عمري ما فقدت الامل اني الاقيكي ، كنت عارف ان مهما بعدنا لازم هنرجع ونتلاقي من تاني ....

كان يتحدث ويده تضغط علي خصرها دون ارادته وكانه يريد ان يخفيها داخل صدره ويحبسها بين ضلوعه عقاباً لها علي غيابها وبعدها عنه طوال تلك السنوات التي كان في أمس الحاجه الي وجودها بجانبه....

* ذراعه القويه الضاغطه علي خصرها بقوه جعلها تنتبه لوضعهم ، فاصطبغ وجهها بحمره قانيه وهي ترفع يدها من فوق قلبه الهادر بجنون وتحاول دفع ذراعه القويه عن خصرها هاتفه بخجل : ليل لوسمحت ....

* فاق من لچه مشاعره المبعثره علي صوتها الرقيق مع دفعها ليده فانتبه هو الاخر ، وعلي مضدد افلتها من بين ذراعيه مسيطراً علي مشاعره : انا اسف ! 

* ابتعد عنها خطوتين للخلف ووقف يتطلع اليها يانبهار لم يصدق ما تراه عينيه ، فحبيبته فاقت تخيلاته واحلامه بكثير!!!!

اطرقت برأسها ارضاً خجلاً منه ومن نظراته وهتفت متسأله بخجل: انت بتبص لي كده ليه؟؟

اجابها بصدق مفتوناً بها وعينيه تقبل كل انش من وجهها البهي: مش مصدق نفسي انك هنا قدامي ، واقفه معايا وبتكلميني، خايف اغمض عيني وافتحها الاقيكي اختفيتي من قدامي واكون بتخيل ....

صمت لثواني وتابع متغزلاً في جمالها وهو بطالعها من مقدمه راسها حتي اخمص قدميها : وبعدين بصراحه انتي اجمل بكتير من الصوره اللي كنت راسمها لك في خيالي ...    

* ابتسمت بخجل اذابه وقلبها يطرق بعنف داخل صدرها فحالها لم يكن افضل منه ، فحبببها وسيم وسامه مهلكه اصابت قلبها في مقتل ..

 وتابعت تضيف بخجل : انت كمان اتغيرت عن زمان وكنت بتخيلك غير كده ...

* اعجبه خجلها فسال بشقاوه قاصداً ارباكها: وانهي عجبك اكتر الحقيقه ولا الخيال !!

* ابتسمت بحلاوه جعلت قلبه يخر صريعاً لهواها

 ولم تجيبه، فحاولت تغيير الموضوع وسالته : اه صحيح انت بتعمل ايه هنا ؟!    

سحب نفساً عميقاً يهديء به من ثورانه الداخلي

وبعثره مشاعره في حضرتها ، اعتدل في وقفته واخفي يديه داخل جيب بنطاله يمنعها من لمسها مره اخري !!!!

وتحدث مثبتاً عينيه علي عينها يحفر ملامحها داخل قلبه ...

* اجاب سؤالها بسؤال: انتي اللي بتعملي ايه هنا وجيتي هنا ازاي في الوقت ده ؟؟ وفين ماما ليلي؟؟

* وكأنه بسؤاله عن والدتها اعدتها الي ارض الواقع وافقت من غيمتها الوريه في حضرته ، فجحظت عينيها ولطمت خديها هاتفه بذعر: يا نهار اسود!!

زمان ماما قالبه الدنيا عليا...

ثم عبثت في حقيبتها واخرجت منها هاتفها تحاول الانصال بها ولكن لسوء حظها قد نفذ شحنه!!!!

انا لازم امشي دلوقتي حالاً ....

قالتها واطلقت الريح لساقيها  تجري مسرعه وقلبها يقفز بين ضلوعها خوفاً وقلقاً علي والدتها ../

* اسرع ليل خلفها ينادي عليها وهي تنزل الدرج مسرعه : استني طيب، فهميني يا مسك في ايه؟؟

* وقفت امام البوابه الخارجيه للمنزل تتلفت حولها تبحث عن اي سياره تقلها الي محطه القطار ، فلمحت من بعيد سياره تقترب نحوها ، فرقعت يدها تشير لها وسارت نحوها خطوه ، حتي وجدت قبضه قويه تجذب ذراعها تثبتها مكانها !!!

هتف ليل ببعض الحده: استني هنا عندك رايحه فين ، فهميني ايه اللي حصل لك وخلاكي تجري زي المجنونه كده ...

* اجابته بسرعه ونظرها مثبت نحو السياره التي تقترب منهم: بعدين ، يعدين هقولك علي كل حاجه ، انا لازم ارجع القاهره دلوقتي حالاً علشان ماما زمانها قالبه الدنيا عليا ، سبني بقي علشان الحق التاكسي ده علشان يوصلني المحطه!!!

* ضعط ليل اكثر علي ذراعها وهتف بنبره غاضبه: تاكسي ايه اللي عاوزه تركبيه لوحدك في وقت زي ده ، انتي مجنونه ، وبعدين انت ازاي اصلاً تيجي المشوار ده كله لوحدك وواضح من كلامك ان مامتك ما تعرفش انتي فين ؟؟

* حاولت فك قبضته عن ذراعها وهتفت تتوسله : هقولك علي كل حاجه بعدين بس سبني الحق القطر علشان متاخرش اكتر من كده...

* تحرك صوب سيارته المصفوفه امام البيت وهو يسحبها خلفه هاتفاً بغضب :بلا قطر بلا زفت ، انا اللي هوصلك وفي الطريق عاوز اعرف كل حاجه حصلت من يوم ما مشيتوا من هنا لحد انهارده ، وليه جايه هنا من غير مامتك ما تعرف!!!

* كان قد اجلسها في سيارته الرياضية السريعه المكشوفه ذات المقعدين ، كادت ان تعاند وتعترض ، فحذرها بنظره من عسليته الغاضيه جعلها تستكين في جلستها وهي تراقبه بفيروزيتها وهو يدور حول السياره حتي جلس بجانبها ،وانطلق بسيارته بسرعه فائقه فهو يهوي السيارات المسرعه والقياده بسرعه عاليه وهي تقص عليها كل شيء حدث في الخمسه عشر عاماً التي قضتهم بعيداً عنه ...

* ومن بعيد كان هناك احدي رجال جودت الذي يراقب ليل كلما جاء الي البلده يتصل به ويعطيه اخر الاخبار: ايوه يا باشا، زي عادته تملي قعد في البيت شويه وبعدين مشي ، بس النوبه دي في واحده كانت نازله معاه من البيت !!!!

* ساله جودت مستفهماً : واحده مين دي ؟؟ شوفتها قبل كده ؟؟

* لا يا باشا دي اول مره اشوفها ،واول مره اصلاً اشوف واحده هنا في البيت ده مع ليل بيه...

* اغلق جودت معه الخط وعقله يدور حول من تكون تلك الفتاه التي اصطحبها معه الي ذلك الحصن الخاص به!!!

*كانت ليلي تدور حول نفسها والخوف ينهش قلبها علي وحيدتها فقد تاخرت كثيراً عن ميعاد عودتها ، وهاتفها مغلق !!!

كانت تقف في الشباك وعينها علي مدخل الحاره  تنتظر رجوعها بفارغ الصبر ...

لمحت صديقه ابنتها وجارتهم في نفس البيت تأتي من بعيد فنادتها : اسماء .. يا اسماء تعالي عايزاكي!!

* رفعت اسماء راسها لاعلي واجابتها : حاضر يا طنط ليلي ...

دلفت ليلي الي الداخل وهرعت تفتح الباب لاسماء التي  صعدت اليها فوراً: خير يا طنط حضرتك عاوزه حاجه؟

سألتها ليلي بقلق: مسك فين ؟؟

اجابتها اسماء بعدم فهم : معرفش والله ، انا ما شوفتهاش انهارده خالص ولا اعرف عنها حاجه ...

هتفت ليلي برعب حقيقي: مسك اتاخرت اوي ، كانت المفروض ترجع من تلات ساعات وتليفونها مقفول وانا قلقانه اوي عليها ، فقلت اسالك اذا كانت كلمتك او قالت لك انها رايحه في حته بعد الجامعه ، بس انتي بتقولي متعرفيش عنها حاجه..

حاولت اسماء طمأنتها : متقلاقيش ان شاء الله خير ، ممكن تكون اتاخرت في الجامعه لاي سبب وتليفونها فصل ، ان شاء الله شويه وهتلاقيها داخله علينا ..:

هتفت ليلي بأمل : يارب !!!    

* اوقف ليل سيارته قبل مدخل الحاره بقليل وهتف يسأل مسك  : فين البيت ؟؟

اجابته وهي تتلفت حولها خوفاً من ان يلمحها احد : البيت في الحاره اللي جوه دي ، انا هنزل هنا علشان محدش يشوفني ، سلام ...

* استدارت تفتح باب السياره تنوي الخروج فاسرع ليل يمسك يدها يمنعها من النزول هاتفاً بحسم: استني عندك ، مفيش نزول ، انا هوصلك لحد البيت وهطلع معاكي فوق ، وهعرف مامتك انك كنتي معايا ...

* هتفت مسك تتوسله: يا ليل قلت لك مش هينفع ، ما انا فهمتك ماما بتفكر ازاي وكانت رافضه اي محاوله مني للاتصال بيك ، فأنا لازم امهد لها الاول وبعدين تبقي تيجي تقابلها براحتك ...

* رفض رفضاً قاطعاً : قلت لا يعني لا ، هوصلك وهطلع معاكي من غير نقاش ، وبعدين الوقت اتاخر عاوزه تمشي في الشارع لوحدك في وقت زي ده...    

* دقائق وكان يصف ليل سيارته الفارهه اسفل منزل مسك والذي اثارت تعجب معظم الناس ، فسياره كهذه كيف لها ان مثل ذلك الحي الشعبي البسيط!!!

* كانت مسك تتلفت حولها بارتباك تنظر من خلف زجاج السياره المعتم لنظرات الناس التي تنظر بفضول الي السياره!!

* هتف ليل محاولا تهدئتها: اهدي يا مسك مش كده ، مفيش حاجه مستدعيه القلق والتوتر اللي انت فيه ده .

اجابته وهي مازالت تتلفت حولها : ازاي بس انت مش شايف الناس بتبص علي عربيتك ازاي وهيموتوا ويعرفوا مين اللي فيها ...

رد عليها بلامبالاه: طز في الناس ملهمش حاجه عندنا...

ثم تابع بغيره : ولا انتي في حد معين خايفه لا يشوفك معايا ...

استدرارت تنظر له وهتفت نافيه: لا طبعاً مفيش الكلام ده ، كل الحكايه ان انا وماما طول عمرنا عايشين لوحدنا وعمرهم ما شافونا مع حد غريب ..!!!

رق قلبه لها وتابع بنبره هادئه وقد اطمئن قلبه : انا مش غريب وبعدين الناس هنا هيتعودوا لما يشفوني معاكي كتير ...

يالا بقي علشان قعدتنا كده شكلها مش لطيف ، بس قبل ما نطلع خدي سجلي رقمك علي تليفوني ....

ثم اعطاها هاتفه لكي تقوم بتسجيل رقمها عليه ثم دلفوا الي داخل المنزل وسط نظرات الدهشه والفضول من اهل الحي !!!!    

* هتفت ليلي ببعض الراحه وهي تتفحص ابنتها بقلق بعدما جذبتها داخل احضانها عندما وجدتها تقف امامها سالمه معافاه: كنتي فين يا مسك كل ده وتليفونك مقفول ، انا كنت هموت من القلق عليكي ، ايه اللي اخرك كده وكنتي فين ومع مين ؟؟؟

* جاءتها الاجابه فجاة من خلف ابنتها : كانت معايا 

يا ماما ليلي!!! 

* شخصت انظار ليلي متفاجئة تتطلع الي صاحب الصوت الغريب وهي تخرج مسك من داخل احضانها تنظر الي الواقف امامها بذهول وقد انبئها حدثها بشخصه فلقب ماما ليلي هو الوحيد الذي كان يناديها به !!!!

* نقلت نظراتها بينه وبين مسك التي اطرقت براسها خجلاً منها وهتفت تساله محاوله تكذيب احساسها: مين حضرتك ؟؟

* ابتسم ليل باتساع وهو يقترب تلك الخطوات الفاصله بينهم وهتف بفرحه حقيقه: انا ليل يا ماما ليلي ، ليل مهران !! مش هتسلمي عليا وتاخديني في حضنك زي زمان ...

* اسمه وحده زلزل ثباتها الواهي ، ورأت في عينيه تلك النظره التي كان ينظر لها بها عندما كان طفلاً صغيراً تربي في كنفها هي وفارسها !!!!

ابتلعت غصه تسد حلقها وغصب عنها ودون شعور منها وجدت نفسها تفتح لها ذراعيها مبتسمه له من وسط دموعها ، ولم يتردد هو وفي ثواني كان يلقي بنفسه داخل حضنها الواسع مغمضاً عينيه مبتسماً براحه وقد اكتملت للتو سعادته .....

.............    

* يا معلم زينهم ، يا معلم زينهم ....

قالها عضمه العامل الصغير في جزاره زينهم بلهاث وهو يجري عليه يبلغه اخر اخبار الحاره...

* زفر زينهم دخان الارجيله من انفه هاتفاً بحده: في ايه الدوشه دي يا ولا ، مسروع كده ليه؟؟

تحدث الصبي بلهاث: الضكتوره مسك!!

جذبه زينهم بعنف من ملابسه متسائلاً بلهفه: مالها الضكتوره يا ولا.، ما تنطق في ايه؟؟

اجابه الصبي مسرعاً : شوفتها راجعه في عربيه طولها سته متر سدت الحاره من اللي ببطلوا في التلافزيون ومعاها راجل طول بعرض بس شكله حاجه كده اخر الاجا وطلعوا البيت عندهم ...

* دفعه زينهم في صدره وهو ينتفض من جلسته يركض خارج المحل : تعالي يا زفت اما نشوف ايه الحكايه دي ومين الرجل ده.....

............

وبعد بعض الوقت رحل ليل بعدما حكي كل ماحدث لليلي والتي استمعت له دون تعقيب من جانبها ، ورحل ليل مع وعد بلقاء قريب جداً والحديث عن كل شيء ...

خرج ليل من منزل مسك واستقل سيارته وغادر بها من الحاره وسط دهشه وغضب زينهم الذي وقف يتطلع في اثر سياره ليل وهو ينفث النيران من اذنيه عازماً علي معرفه من يكون ذلك الثري !!!!

.............................................................

"رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور"

الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.

.........................................................    

* اقتربت مسك من والدتها التي كانت تقف تغسل الاطباق في المطبخ : ماما ... انا اسفه ..انا عارفه ان حضرتك زعلانه مني علشان سافرت البلد من غير ما تعرفي ...

انا عارفه اني غلط بس الحمد الله جت بفايده وقابلت ليل ، وطلع فاكرنا ومش ناسينا ده حتي قالي انه دور علينا كتير اوي وكان مستني اليوم اللي نتقابل فيه ...

يعني مطلعش زي ما كنتي فاكره ....

صمتت تنظر رد منها ولكنها استمرت فيما تفعله متجاهله حديثها : ماما انتي مش بتردي عليا ليه؟؟

* تركت ليلي ما في يدها واستدارت تنظر الي بنتها دون ان تتفوه بحرف واحد هي في الاساس لا تعرف ماذا تقول ، فكرها مشوش وعقلها مشتت من المفاجأه...

هتفت بجفاء: الاكل عندك لو عاوزه تاكلي ، انا هدخل انام علشان عندي مدرسه بكره بدري ، وانتي كمان نامي بدري علشان عندك محاضرات بكره بدري ...

ثم ذهبت من امامها دون انتظار رداً منها فهي تريد لت تختلي بنفسها وتعيد ترتيب افكارها لمواجهه القادم .....

.............    

* خرجت مسك من الحمام مسرعه تجفف خصلاتها بعدما استمر هاتفها في الرنين دون انقطاع !!!

* فتحت الخط فجاءها صوت صديقتها اسماء متلهفاً: قبل اي حاجه انا عاوزه اعرف مين موز السنين ابو عربيه تلوح ده اللي كنت راجعه معاه ، عرفتيه امتي وفين وازاي انطقي ....

* ضحكت مسك بتسليه علي صديقتها ، تمددت علي فراشها وهي تمسك خصله مبلله من شعرها تلفها حول اصابعها واجابتها بنبره والهه وهي تتلذ بنظق حروف اسمه : ده ليل !!

* هتف اسماء بغباء: ليل ازاي يعني ...!!!

شهقت متفاجئة وقد تنبهت حواسها وسالتها مستفهمه بعدم تصديق : قصدك ليل ... ليل اللي اعرفه وبتحكي لي علي طول عنه ...

* اجابتها مسك بهيام : ايوه هو ليل ...ليلي انا ...

* هتفت اسماء ببلاهه: يالهوي يانا ياما ، ده موز اخر خمسين حاجه ، لا ده انتي تتعدلي كده وتحكي لي كل اللي حصل من طقطق لسلاموا عليكوا ...!!!

*مسك بهيام وهي تسترجع احداث اليوم : هحكيلك!!!

.........    

* دلف ليل الي منزله الساكن الغارق في الظلام بمزاج رائق....

سياره عمه لم تكن موجوده فهو علي الاغلب لديه سهره كعادته مع بعض اصدقاءه في نفس مكانهم المعتاد في ذلك الفندق الشهير حيث الملهي الليلي الاشهر !!!!

* صعد الدرج متوجهاً الي غرفه جدته التي كعادتها لا يغفو جفنيها الا بعد عودته ...

* طرق علي الباب ثم دلف الي الداخل فوجدها في فراشها تقرأ في احدي الكتب تسلي بها نفسها حتي عودته ...

طبع قبله علي مقدمه راسها وجلس بجانبها علي الفراش متحدثاً بلوم: برضه صاحيه مستنياني ومانمتيش يا ماتي  !!!

* رفعت يدها المجعده تمسح بها علي وجنته السمراء وهتفت بحنان: ازاي انام وانتي لسه مش رجعتي قلب ماتي ....

ثم دققت النظر في ملامحه الوسيمه وتابعت متسأله: فيكيً حاجه متغيره ، مزاجك رايق وعنيكي بتلمع ، ايه اللي حصل ؟؟

* ابتسم بحلاوه وهتف مشاكساً اياها: هو انتي علي طول كشفاني كده ، يعني معرفش اخبي عليكي حاجه...

* تابعت بفخر امومي : شوفتي احساس ماتي عمره ما كدب عليها ، يالا بقي احكي ....

* خديني في حضنك الاول وانا هحكي لك كل حاجه ، بس ده سر مش عايز حد يعرف عنه حاجه لحد ما انا اقرر اني اتكلم فيه!!!

* ضربته بخفه علي ذراعه وتابعت بحنق: كلبه انتي ، امتي ماتي مش حافظت علي سرك ، يالا احكي ...

ثم فتحت لها ذراعيها ، فاندس فوراً بجسده الضخم داخل حضنها الدافيء واضعاً راسه علي صدرها مغمضاً عينيه مستحضراً صورتها في خياله ، وهي بدورها تمشط خصلاته الناعمه باناملها الرقيقه ...

اخرج من صدره تنهيده مرتاحه معبقه بشوق سنوات عجاف ممزوجه بروعه اللقاء: لقيت مسكي!!!!

............    

*تمدد علي فراشه ثم تناول هاتفه واتصل بها ،فقد اشتاق اليها ولسماع صوتها ، لم تشبع روحه منها بعد ، كان يظن ان شوقه سيخمد وقت عثوره عليها ولكنه كان واهم ، فبلقياها اشعلت براكين الشوق 

والعشق في صدره بنظره من فيروزتها القاتله !!!!

* اتاه صوتها الناعم المغوي تجيب برقه: ألو...

* اغمض عينيه مستمتعاً بعذوبه صوتها وحدثها بصوته الرجولي المميز هاتفاً بغيره: هو انتي بتردي عادي كده علي اي رقم غريب متعرفيهوش وكمام بعد نص الليل !!!!!

* ابتسمت بسعاده ودقات قلبها تصم اذنيها من شده خفقانها وهتفت تجيبه بشقاوه وقد عرفته من صوته وكيف لا تعرف وهو مالك قلبها منذ نعومه اظافرها : لا طبعاً مش برد علي اي رقم غريب  ، بس كنت عارفه ان انت اللي بتتصل علشان كده رديت ...

* انتفخ صدره بغرور ذكوري وقد سعر بسعاده بالغه جراء اعترافها البسيط وهتف بمشاغبه هو الاخر : ده انتي كنتي مستنياني بقي ....

* خجلت منه وشعرت بالحرج من اعترافها الساذج الذي استغله ضدها وتابعت متلعثمه : لا ابداً ... انا اقصد يعني اني كنت متوقعه اتصالك بعد ما طلبت رقمي !!!

* هتف بنبره محذره: ماشي هعديها المره دي ، بس بعد كده مفيش رد علي اي ارقام غريبه ...

المهم طمنيني ، حصل حاجه بينك وبين ماما ليلي ؟؟

* اجابته نافيه : لا ما اتكلمتش في حاجه خالص ، كل الي قالته انها عاوزه تنام علشان عندها شغل بكره بدري!!

بس انا عارفه انها اتفاجئت بيك وباللي حصل واكيد هي محتاجه  وقت مع نفسها علشان ترتب افكارها...

* همهم لها موافقاً وسالها مستفسراً : وانتي بكره بروجرامك ايه؟؟

* اجابته بتقرير : مفيش جديد عندي محاضرات زي كل يوم !!

* تابع مستفسراً اكثر : ايوه يعني محاضراتك تبدأ امتي وتخلص الساعه كام...

* ردت بتقرير: عندي من محاضرات من 3-9

* تحدث بمرح : يعني بتقوليلي اقفل بالذوق ....

* ردت مسرعه نافيه باحراج: ابداً والله مش قصدي ، انا مش عاوزاك تقفل ...

*ضحك وهتف بمناغشة : اوووو .. يعني انتي عاوزه تتكلمي معايا زي ما انا عاوز اتكلم معاكي .../

ردت عليه بخجل : اكيد طبعاً 

* تنهد بسعاده ودقات قلبه تهدر بعنفوان داخل صدره:  وانا كمان يا مسك اكتر منك ، ومش عاوز بس اكلمك في التليفون انا عاوز اكون جنبك ومعاكي ومفارقكيش ولا لحظه واحده ، عاوز اعوض كل السنين اللي ضاعت من غيرك ....

بس فعلاً دلوقتي الوقت اتاخر وانتي لازم ترتاحي بعد اليوم الطويل المرهق ده وكمان علشان ماما ليلي ماتضايقش مننا ...

ثم تابع امراً اياها بتحذير : وياريت بقي بعد كده مشوفكيش لابسه الوان غامقه ولا ملفته وشعرك ياريت تلميه مش عاوز اشوفه مفرود تاني !!!!

* هتفت مسك بنيره مستنكره : وده بأماره ايه ان شاء الله !!!

* اجابها بغطرسه وغرور: بأماره حاجات كتير اوي هبقي اقولك عليها بعدين ، واللي اقوله يتنفذ من غير نقاش علشان لو ما اتنفذش هتزعلي مني.وانا محبش انك تنزعلي تمام ...

ثم انهي المكالمه دون اعطاءها فرصه للرد : تصبحي علي خير يا مسكي ...!!!

* نظرت مسك للهاتف في يدها وهتفت بذهول: مسكي !!! 

ثم ابتسمت بسعاده وهي تقبل الهاتف وتضمه الي صدرها وغرقت في ثبات عميق وكان هو بطل احلامها الاوحد !!!!!!

...................

.............................................................

"رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور"

الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.

.........................................................    

*في صباح اليوم التالي ...

كانت تقف في محطه الاتوبيس تنظر وصوله حتي تذهب الي جامعتها بعدما اوصلتها والدتها الي هنا وذهبت الي مدرستها دون ان تتحدث معها في اي شيء ....

*جحظت عينيها بذهول عندما وجدت سياره ليل تقف امامها ويترجل هو منها بطلته الساحره المثيره!!!!

* هتفت تساله يذهول : انت بتعمل ايه هنا؟؟

* اجابها بابتسامه عذبه وهو يلتهم تفاصيلها بعشق من خلف زجاج نظارته السوداء : هكون بعمل ايه يعني ، جاي علشان اوصلك الجامعه ...

* تابعت بتفس التعابير الذاهله : توصلني الجامعه!!

* اجابها مؤكداًوهو يسحبها من يدها ويجلسها داخل سيارته: ايوه واتعودي علي كده علشان كل يوم هوصلك وارجعك...

ثم دار حول سيارته وركب بجانبها وانطلق بسرعه فائقه نحو جامعتها ....

* هتفت فيه ولازالت علي ذهولها : انت مجنون ...

* اجابها بثقه مؤكداً علي حديثها : طب ما انا عارف !!

* ثم نظر اليها بتفحص وقد اعجبه انها نفذت كلامه الا انه لم يشعر بالراحه ، فهي جميله ومثيره حتي لو ارتدت شوال من الخيش !!!!

تنهد مستغفراً وهو يكز علي نواخذه ، ماذا عساه ان يفعل ، كيف يخفيها عن الاعين والناس ، كيف عليه ان يتحمل نظرات الناس لها ولجمالها...

تتحرك وتذهب كيفما شاءت وهو دماؤه تغلي وتتلظي من نيران غيرته العمياء ....

* فاق من شروده علي صوتها : ليل انت مش سامعني ، سرحان في ايه ؟؟

* كنتي بتقولي ايه؟؟

* بقولك الي انت عملته ده غلط وجنون، ما ينفعش تيجي وتوصلني بعربيتك والناس تشوفني معاك ومحدش يعرف انت مين ولا علاقتي ايه بيك !!

* نظر لها يطرف عينه وهتف وهو ينظر الي الطريق امامه: قلت لك طظ في الناس ، محدش له عندنا حاجه ، وبعدين لو الناس تهمك وفارقين معاكي اوي، متهيألي لما يعرفوا اني خطيبك وكلها كام شهر وتبقي مراتي محدش هيقدر يفتح بؤه بكلمه واحده !!!    

* وكانت فتحه الفم من نصيبها هي تلك المره ، فانفرجت شفتيها ببلاهه غير مصدقه ما سمعته منه للتو ....

* كان قد وصل الي جامعتها وصف السياره جانباً امام البوابه الرئيسه للجامعه ، استدار بجسده نحوها واخذ بتطلع اليها بحب فتعلقت عينيه بشفتيها المغريه المنفرجه باغراء تدعوه الي تقبيلها !!!

اقترب منها ومد يده ومسك شفتها السفليه بانامله الطويله ممراً ابهامه عليها برقه اذابتها وشعور غريب اجتاحها لاول مره تختبره وهتف بنبره منخفضه وهو يغلق فمها بيديه وتمني لو استطاع اغلاقه بشفتيه: اقفلي بؤك الحلو ده علشان لو فضل مفتوح اكتر من كده انا مش ضامن انا ممكن اعمل ايه!!!

* اطبقت علي شفتيها تغلفها بقوه وقد غرقت في خجلها وتحول وجهها الي احمر قاني من شده الخجل جعلها شهيه امام ناظريه اكثر واكثر ....

* هتفت بنبره متوتره خجله: انت ... انت يتقول كلام غريب اوي ،خطوبه ايه وجواز ايه ، جبث الثقه دي كلها منين ...

وبتتكلم وكأننا نعرف بعض بقالنا عمر بحاله مش لسه شايفين بعض امبارح ...

* اجابه مؤكداً بثقه: طب ما احنا فعلاً نعرف بعض من زمان ، مسك انتي اتولدتي علي ايديا ، مش معني اننا بعدنا عن بعض فتره يبقي خلاص اللي بينا مالوش مكان ، احنا اللي بينا اكبر بكتير من اي حاجه في الدنيا وانتي عارفه كده كويس اوي!!!!

* تابعت تضيف بعناد : يا سلام ده علي اساس ايه ان شاء الله ، وانا وانت ما نعرفش حاجه عن يعض ، وبعدين افرض اني مرتبطه بحد او في حد في حياتي هتعمل ايه...

* توحشت نظراته وهدر فيها غاضباً بجنون وقد اشعلت مارد غيرته الهوجاء: مسك !!!

اياكي ... اياكي تفكري او حتي تلمحي ان ممكن تكون في حاجه بينك وبين اي حد !!!

ثم خلع نظراته واقترب بوجهه منها هاتفاً بحقيقه غير قابله للجدال او النقاش : مسك انتي حقي ورجعي لي وانا مش هفرط في حقي فيكي مهما حصل ...

انتي اتكتبتي علي اسمي من اول جيتي علي وش الدنيا ، واول حد شافته عنيكي اول لما فتحت وانتي لسه في اللفه كنت انا ...

يعني انا وانتي مربوطين ببعض من زمان اوي ، وزي ما قلت لك انتي حقي اللي رجع لي ومش هفرط فيه ابداً حتي لو وقفت علي موتي عمري ما هفرط فيه!!!

* انتفض قلبها بين ضلوعها اثر كلماته الساحره المتملكه التي حدثها بها ووصف بها ما بينهم ، شعرت وكانها تطير في السماء ولمعت فيروزيتها ببريق ساحر ....

فهتفت بعناد انثوي احمق : حتي لو اللي بتقوله ده صح ، بس افرض انا مش موافقه!!!

* اعتدل في جلسته واجابها بغرور وغطرسه : انا مش محتاج لموافقتك ، انا قررت وانتهي ، موافقتك او عدمها تحصيل حاصل بالنسبه لي ...

* هتفت بغضب زائف رغم سعادتها الواضحه علي ملامحها : مغرور ...

* عارف .... قالها وادار محرك السياره وولج من بوابه الجامعه العملاقه بسيارته الفارهه..

* هتفت فيه تمنعه: انت رايح فين ممنوع دخول العربيات الحرم الجامعي ...

* لم يعيرها اي اهتمام وانزل زجاج سيارته مخاطباً الحرس الجامعي بغرور : ليل مهران !!

اجابه ضابط الحرس باحترام: غني عن التعريف يا باشا ، سياده اللواء قائد الحرس بلغني باوامر سعادتك وكله تمام سعادتك ...

واشار جانبه الي احدي ضابطات الشرطه النسائية: وحضرت الظابط هي اللي هتلازم الانسه وهتكون معاها في كل مكان في الجامعه لامنها وحمايتها زي ما حضرتك امرت ...

* شكره ليل واغلق نافذه سيارته ونظر الي تلك الذاهله بجانبه ذات الفم المنفرج: قلت لك اقفلي بؤك الحلو ده بلاش تستفزيني ...

فعلت مثل المره السابقه وتابعت تساله بعدم تصديق: هو ايه الي بيحصل يالظبط ومين دي...

* تناول كف يدها وضغط عليه بكفه الغليظه القويه: ده علشان ابقي مطمن عليكي وانتي لوحدك هنا وبعيد عن عيني ، الظابط دي هتكون معاكي لامانك وحمايتك ، ماهو مش ليل مهران اللي يسيب خطيبته ومراته المستقبليه من غير ما يأمنها خصوصاً لو كانت كمان حلوه وزي القمر وملفته ذيك ...

يالا يا حبيبتي انزلي وانا الساع 3 بالدقيقه هكون عندك ...

ثم رفع كف يدها الي شفتيه وطبع قبله مطوله في باطنه ...

ومع ذلك ، فإن مسك كف يدها وخرجت مسرعه من السياره تسير يجانب الظابط وقلها مشتت وغير قادر على استيعاب ما يحدث معها وقد وصلتها راساً على عقب ليله وضحكاها بسبب ليلها .....    

* انطلق ليل بسيارته خارجاً من الجامعه ائتئمان علي مسكه ...

وقد وصل إلى القن ، وصل إلى الجامعه ، واستناها لحد ما دخلت ومشي !!!!

🖤🤍🖤🤍🖤🤍🖤🤍

الفصل الخامس عشر

 

*دلف جودت الي مكتب ليل في مجموعه شركات آل مهران وهتف يحدثه بقلق حقيقي: ليل انت كويس فيك حاجه؟؟؟

* رفع ليل نظراته من علي شاشه حاسوبه الخاص ونظر الي عمه قاطب الجبين هاتفاً بعدم فهم: انا كويس في ايه ؟؟

* تابع جودت بنفس النبره القلقه: اصل قلقت عليك لما عرفت انك خرجت من البيت بدري اوي خصوصاً ان ده مش معادك وكمان بتصل بيك مش بترد فقلقت عليك!!!

* تناول ليل هاتفه يتفحصه فوجده علي الوضع الصامت : التليفون معمول سايلنت ....

ثم رفع نظراته الي وجه عمه القلق وتابع بابتسامه هادئه: اطمن يا عمي انا كويس مفيش داعي لقلقك ده ،انا مش صغير علشان تقلق عليا القلق ده كله !!!    

* تنهد جودت ونظر له بحنو وعاطفه تخصه هو وحده دوناً عن غيره: غصب عني وانت عارف ده كويس ، انت اغلي انسان عندي في الدنيا دي كلها ، انا ماليش غيرك ، انت كل اهلي يا ليل ، انت ابني اللي مخلفتوش، وهفضل اخاف واقلق عليك طول ما انا عايش...

* ابتسم ليل بحنان في وجه عمه فهو بالرغم من اختلاف شخصيته عن شخصيه عمه ،الا انه يدرك تماماً انه اغلي واهم شخص في حياه عمه !!!

عمه الذي رباه واغدق عليه بالحب والحنان والدلال وحاول تعويضه بشتي الطرق عن غياب والده ووالدته ، الا ان هناك مسافه بينهم لا يقدر كل منهم علي تخطيها ، مسافه تجعل جودت حذراً في التعامل معه ......

، مسافه تجعله لا يقدر علي معرفه ما يدور في راسه الا الشيء الذي يريد هو ان يعلمه اياه !!!

مسافه تجعله لا يستطيع فرض رأيه عليه او ارغامه علي شيء، علي عكس جدته ماتيلدا ، فهي امه وصديقته وكاتمه اسراره وصاحبه الكلمه الاولي والاخيره عليه ولكن بمزاجه !!!!

* ابتسم ليل بحنان وتابع: عارف ومتاكد من كده ، ربنا يخاليك ليا يا عمي ..:

* ابتسم جودت هاتفاً بسعاده: ويخاليك ليا يارب ..

ثم تابع أملاً وراجياً: بس لو تقولي بابا ، نفسي اسمعها منك وساعتها هكون اسعد واحد في الدنيا ومش عاوز منها حاجه تانيه...

* تحولت ملامح ليل الي الجمود وهتف بحسم : لا!!!

وعمد الي تغيير مجري الحديث : قدامنا عشر دقايق والاجتماع يبداً هجهز اوراقي واحصلك علي الmeeting room...

قالها وعاود النظر مره اخري الي حاسوبه ، بينما جودت نظر له بحزن ممزوج بخيبه امل وتحرك مغادراً دون ان يتفوه بحرف واحد ....

........    

* صفت سيارتها الحمراء المكشوفه امام مجموعه شركات آل مهران وترجلت منها تسير بتبختر بفستانها الاسود القصير الملتصق بجسدها النحيل وتطرق الارض الرخامية بكعب حذائها الرفيع العالي، وتخفي عيونها اللوزيه خلف نظارتها السوداء !!!

سارت بغرور وكبرياء وسط نظرات العاملين التي يحيوها مجبورين باحترام فهي العروس المنتظره للثري الوسيم صاحب مجموعه الشركات ليل مهران حسب قولها .....!!!

وهي ابنه واحد من اكبر رجال الاعمال في البلد "نورسين العتال "...    

* خرجت من المصعد وتوجهت رأساً نحو مكتب ليل ، 

وقفت امام مكتب سكرتيرته الخاصه وتحدثت بأنفه : ليل بيه علي مكتبه...

هتفت السكرتيره تجيبها بعمليه : ليل بيه عنده اجتماع في الmeeting room وقدامه نص ساعه ويخلص ...

* تحدثت بغرور وهي تسير نحو باب مكتبه : ابعتي لي القهوه بتاعتي جوه في مكتب ليل بيه ، انا هستناه جوه علي ما يخلص ....

* وقفت السكرتيره في وجهها تمنعها من الدخول : اسفه حضرتك مش هتقدري تدخلي المكتب غير لما ليل بيه يرجع ، هو منبه عليا مفيش حد يدخل مكتبه وهو مش موجود ....

* رفعت نور نظارتها الشمسيه علي راسها وطالعت السكرتيره بنظرات محتقره وهتفت بغرور وغطرسه: انتي بتقوليلي انا الكلام ده ، انتي مش عارفه انا مين ولا ايه ....

* اجابتها السكرتيره باحترام: لا طبعاً عارفه حضرتك مين بس دي اوامر ليل بيه وانا مقدرش اكسرها ...

* هتفت نور بحده: اوامره دي تمشي عليكي انتي مش عليا انا ، انا خطيبه ليل بيه ولا انتي مش عارفه ، انا هدخل المكتب وقهوتي تجيلي حالاً ...

* اصرت السكرتيره علي موقفها وتابعت باستفزاز: والله علي حد علمي ان حضرتك مش خطيبته ، وحتي لو انا معنديش اوامر اني ادخل حضرتك مكتبه ...

اشتاطت نظرات نورسين وهدرت فيها من بين اسنانها هاتفه بغل بعدما نجحت السكرتيره في اثاره غضبها : انا بقي هعرفك اذا كنت خطيبته ولا لا،اعتبري نفسك مرفوده من دلوقتي ، ووريني بقي هتمنعيني ادخل مكتبه ازاي ...

ثم دفعتها من امامها ودلفت الي الداخل والسكرتيره من خلفها تحاول ان تمنعها : يا انسه حضرتك ما ينفعش اللي بتعمليه ده ...    

* ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟؟؟ صدح صوت ليل الغاضب من خلفهم بعدما استمع الي اصواتهم العاليه وهو عائد من غرفه الاجتماعات الي مكتبه ومعه جودت!!!!

* استدارت نور وهرعت اليه تتعلق في عنقه وتهتف بدلال مثير: ليل حبييي وحشتني اوي !!!

بينما هتفت السكرتيره تدافع عن نفسها : يا فندم نور هانم حاولت تدخل مكتب حضرتك بالعافيه بالرغم من اني قولت لها ان حضرتك منبه ان محدش يدخل مكتبك في غيابك بس هي اتعصبت عليا ودخلت بالعافيه وهددتني انها هتخلي حضرتك ترفدني !!

* ازاح ليل ذراعي نور الملتفين حول عنقه ورمقها بنظره غاضبه تغافلت نور عنها وحدث سكرتيرته بهدوء: طب اتفضلي انتي علي شغلك حصل خير ...    

* جلس ليل علي مكتبه ونظر الي نور رافعاً حاجبه في انتظار تبريرها لما حدث...

اقتربت نور منه  وهتفت بدلال وهي تجلس علي ذراع كرسيه :البنت دي قليله الادب يا بيبي وبتتعامل معايا بطريقه مش لطيفه ، وهي عارفه اللي بينا واني خطيبتك!!!

* ضحك ليل بتهكم مردفاً: وهو ايه اللي بينا ؟؟

وبعدين مين قال انك خطيبتي!!! 

هو انا خطبتك وانا معرفش ؟؟؟

* احتقن وجه نور بحرج شديد وهتفت بتلعثم وهي تكز علي نواخذها : مش قصدي .. يعني باعتبار ما سيكون ولا ايه يا اونكل جودت ؟؟

قالتها وهي تنظر الي جودت بنظره ذات مغذي تطلب منه الدعم والمؤازرة!!!

* تنحنح جودت يجلي حنجرته وهتف بتملق شديد: طبعاً يا نور عندك حق ، هو ليل هيلاقي احسن منك فين ، حسب ونسب وعيله ، والبنت السكرتيره دي حسابها هيكون معايا انا ، المهم انك مضايقيش نفسك يا روح اونكل ...

وتابع وهو ينظر الي ليل : مش كده ولا ايه يا ليل؟؟

* هتف ليل بجمود وهو يرمقهم معاً بقتامه : انتي عارفه يا نور انتي غاليه عندي ازاي ،بس ياريت بلاش تمشي تنشري اشاعات عني وعنك لان انتي عارفه ان موضوع الجواز والارتباط ده مش في دماغي ويوم ما يحصل هيكون من اختياري انا مش مفروض عليا علشان البيزنس او اي حاجه تانيه ...

*ثم نظر في ساعه معصمه وتحدث وهو يلملم اشياؤه: ودلوقتي عن اذنكم علشان انا عندي ميعاد مهم ....

وتحرك مغادراً ونور تتطلع الي ظهره العريض بغضب جحيمي ، وما ان وصل الي مكتب سكرتيرته حتي هتف بصوت عالً وصل الي مسامعهم في الداخل : انا نازل ومش راجع تاني ، المكتب يتقفل ومحدش يدخله طول ما انا مش موجود ، ولو اتكرر اللي حصل انهارده ده تاني اعتبري نفسك مرفوده ومتجيش الشغل تاني من نفسك ....

اومأت له السكرتيره تهز راسها امتثالاً لاوامره ، بينما هتف جودت محدثاً نور التي تخرج دخاناً من اذنيها : تعالي نكمل كلامنا في مكتبي ...

.......    

* دلفت نورسين بخطوات غاضبه الي مكتب جودت وهو من خلفها ...

فتحت حقيبتها تفتش فيها يعنف واخرجت منها علبه سجائرها واخذت منها واحده وضعتها بين شفتيها الرفيعه الملونه باحمر شفاه قاني ،فمد جودت يده اليها يشعلها لها ...

اخذت منها نفس عميق ونفثت دخانه في الهواء وهتفت بجنون وهي تفرك راحه يديها معاً : شايف المعامله الزباله اللي بيعاملها لي ..

انا نورسين العتال اللي نص رجاله مصر وشبابها بيجروا ورايا ويتمنوا لي الرضا ارضي يعمل معايا كده ، هو فاكر نفسه مين !!!!

* هتف جودت محاولاً تهدئتها : اهدي يا نورسين مش كده ، ليل مش سهل التعامل معاه وانتي بتتعاملي معاه بطريقه غلط ، قلت لك قبل كده بلاش تفرضي عليه حاجه ....

* ردت عليه مستنكره وهي تشير الي نفسها : انا بتعامل معاه غلط ، وبفرض عليه ايه ان شاء الله..

*هتف جودت موضحاً : موضوع الخطوبه !!

* هدرت فيه صارخه بجنون: وهو مين اللي اتكلم في موضوع الخطوبه ده مش انت اللي اتفقت عليه مع بابا وقلت له انك مش هتلاقي احسن مني اكون مرات ليل ، وجاي دلوقتي تقولي بفرض عليه!!!

* تابع جودت موضحاً الحقيقه التي تحاول انكارها : ايوه قلت ومش بنكر ، دي رغبتي انا ، علشان الشغل اللي بيني وبين ابوكي من زمان وخصوصاً اني عارف انك معجبه بيه...

لكن هو مش في دماغه وبيتعامل معاكي زي اخته ، ولو انتي عاوزه تغيري نظرته ليكي لواحده يرتبط بيها ويتحوزها لازم تعرفي تتعاملي معاه.  

ليل بيحب هو الي يجري ورا الحاجه اللي عاوزها ويتعب علشان يوصل لها ، لكن الحاجه اللي بتيجي له لحد عنده بيرفضها ...

ده غير ان شخصيته قويه وبيحب يكون هو الleader في العلاقه والست اللي معاه تكون تحت طوعه مش بتتعامل معاه راس براس ذيك كده....

فانا عاوزك تهدي وتعرفي تتعاملي معاه زي ما بقولك خاصه وانتي عارفه ان مفيش واحده في حياته...

* ضحكت مستنكره وهتفت بنبره ساخره: بأماره الهانم اللي وصلها جامعتها انهارده الصبح ....

* زوي جودت ما بين حاجبيه وسالها مستوضحاً :بنت مين دي ؟؟؟

وانتي عرفتي منين؟؟

ثم تابع حديثه مستدركاً : انتي لسه بتراقبيه؟؟؟

* اجابته نورسين ببرود وهي تشعل سيجاره اخري: ايوه لسه براقبه ، مش ده المهم دلوقتي ، انا عاوزه اعرف مين البنت دي؟؟

* سالها جودت بعدم رضا: واللي وصلك الكلام ده مقالكيش اسمها ايه ، شكلها ايه ، في جامعه ايه، ساكنه فين ؟؟

* اجابته نافيه باحباط: لا هو قالي قابلها في ميدان ... وبعدين وصلها جامعتها ...

* تحدث جودت امراً اياها بحسم: الكلام ده تسمعيه وتنفذيه بالحرف الواحد لو عاوزه ليل يكون ليكي في يوم من الايام ...

توقفي مراقبته فوراً لانه لو شم خبر انك بتراقبيه ساعتها انا مش هعرف اخلصك من ايده ، وتتعاملي معاه زي ما بقولك وبطلي تمشي في كل حته تقولي انك خطيبته، كلامي واضح!!!

* هتفت مستسلمه: حاضر ... طب وحوار البنت دي هنعرفه ازاي ....

* اسند جودت ظهره علي ظهر كرسيه وتابع بهدوء وعقله يفكر في كل الاحتمالات: ما تشغليش دماغك بالموضوع ده انا هعرف اجيب اراره كويس ، المهم انتي تنفذي كل اللي بقولك عليه ......    

.............................................................

"رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور"

الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.

.........................................................    

* وقفت مسك تلملم متعلقاتها بعد انتهاء محاضرتها ولازالت الشرطيه تلازمها كظلها مما اثار حرجها وحنقها في آن واحد ....

* رن هاتفها برقم ليل فرفضت الاتصال بسبب غيظها منه بسبب ما يفعله معها وما يسببه لها من احراج...

* رن الهاتف مره اخري معلناً وصول رساله منه علي احدي التطبيقات ففتحتها وقرأتها" ردي عليا بدل ما تلاقيني داخل عليكي المدرج احسن لك"!!!

*انتفخت اوداجها غيظاً منه واجابت اتصاله تلك المره هاتفه بحنق: افندم !!!

* ابتسم ليل بتسليه عليها ولكنه وحدثها بنبره جاده : مردتيش عليا ليه من اول مره ولا لازم اقلب ع الوش التاني !!!

* اجابته بغيظ: ماليش مزاج ارد ...

* حك ليل لحيته هاتفاً بضيق : ماشي ، عموماً انا مستنيكي تحت في العربيه ما تتاخريش!!!

واغلق الخط في وجهها دون انتظار ردها ....

هتفت مسك بغباء وهي تتطلع في شاشه هاتفها المظلمه: مستنيني تحت فين ده !!!!

ثم ضربت مقدمه راسها بكف يدها : نهار اسود عليا ، انا هلاقيها منه ولا من العسكري اللي ماشيه ورايا ده!!!!

ثم تحركت مغادره ومن خلفها الضابطه تتطلع اليها بحسره!!!    

* كان ليل واقفاً امام سيارته مستنداً علي مقدمتها واضعاً يديه في جيب بنطاله ينظر الي امامه الي المكان الذي ستاتي منه مسك غير عابئاً بالنظرات الفضوليه والهمسات عنه من الفتيات الاتي ينظرن اليه باعجاب وكانه احد نجوم السيما...!!    

* تعالت دقات قلبه تهدر بجنون داخل صدره عندما ابصرها تتجه نحوه بملامح متجهمه ولكنها جميله ..جميله جداً.جداً ....

وحالها لم يكن افضل من حاله ، فما ان رآته واقفاً منتظرها شامخاً ، انيقاً ، وسيماً ، ومغرووووراًً...

حتي اختلجت نبضات قلبها داخل صدرها وهمست في سرها بسعاده ان هذا الوسيم تعشقه منذ ان ابصرت عينها نور الدنيا ....

* زادت من رسم العبوس والضيق علي ملامحها غهي بالرغم من ضيقها الحقيقي من تصرفاته معها ،الا ان هناك جزء خبيث داخل قلبها سعيد جداً بخوفه وغيرته عليها ...

* اعتدل في وقفته وفتح لها باب السياره ما ان وصلت اليه واركبها السياره ، ثم ركب بعدها ....

* نظر الي عبوس وجهها الجميل وثغرها الجميل المزموم باغراء وهتف مشاغباً اياها: الجميل هيفضل مكشر في وشي كده كتير !!!

* ادارت راسها تنظر اليه وهتفت بحنق: ايوه هفضل مكشره لحد ما تبطل اللي انت بتعمله ده..

* هتف بعدم فهم : وانا عملت ايه مزعل القمر مني !!

* هدأت حدتها امام تدليله لها وتابعت: يا ليل الجامعه كلها انهارده ملهاش سيره غير عني وعن الظابط الي ماشيه ورايا وعن العربيه وصاحب العربيه الي دخل لغايه الجامعه علشاني ...

* امتدت يده تزيل خصله شارده من شعرها نزلت علي عينها يتلمس نعومتها بانامله وهتف بنبره هادئه: هو ده اللي مزعلك ، ان الناس شافتك معايا....

* اجابته مسرعه: ايوه علشان الجامعه كلها بقت تتكلم عني بعد مكانش في حد يعرفني في الجامعه اساساً ، والناس كلامها مابيرحمش ويا عالم زمانهم بيقولوا عليا ايه...

* تابع مضيفاً بثقه : محدش يقدر يجيب سيرتك بنص كلمه واللي هينطق بحرف في حقك ، انا هعرف اخرسه ازاي ....

* نظرت له دون رد ، فبادلها النظره بثقه وتابع : انا مش عاوزك تقلقي من حاجه طول ما انتي معايا ، انا عاوزك تثقي فيا وبس ... اتفقنا....

* لم تستطع الصمود امام عينيه العسليه التي تفيض حناناً ولا نبره صوته الحنونه وهتفت : اتفقنا ....

* اشرق وجهه بابتسامه واسعه وهتف بعشق وهو يتشرب حلاوه ملامحها : وحشتيني !!!

* اطرقت براسها ارضاً بخجل واشتعلت وجنتيها باحمرار لذيذ جعلها شهيه امام ناظريه تجعله يريد التهامها بقوه ، هتفت بنبره خجله وهي تنظر حولها : مش يالا بينا بقي شكلنا غريب واحنا قاعدين في العربيه كده ....

* حاضر ... نطق بها ثم اقترب منها حد الخطر واصبح لا يفصل بينهم سوا نفس واحد ، فطالعته بعينين مخضوضتين هاتفه بقلق: انت بتعمل ايه؟؟

اجابها بهمس عابث امام شفتيها الحمراء المنفرجه : بربط لك الحزام علشان نتحرك ...

قالها وهو يربط لها حزام الامان ثم ابتعد عنها مضطراً بأعجوبه حتي لا يقبض عليهم بتهمه فعل فاضح في الحرم الجامعي !!!

ثم انطلق بسيارته خارجاً من الجامعه والجميع يتحدث عن الثري صاحب السياره الفارهه والدكتوره فاتنه الجامعه......

.......

* اوقف ليل سيارته جانباً قبل بيت مسك بشارعين وهتف بغضب وبعدم رضا: مش ممكن يا مسك ، كل شويه الناس الناس ، انا زهقت ملعون ابو الناس ، انا حاسس اني حرامي وخايف اتمسك...

* هتفت مسك تسترضيه: يا ليل معلش علشان خاطري انا ، انا مش عاوزه مشاكل مع ماما اليومين دول ....

* نظر اليها هاتفاً بضيق: وانا اللي هعمل لك مشاكل يعني . هو انا غريب عنكم يا مسك ...

* قرب وجهه من وجهها هاتفاً بنبره لاتقبل الشك او النقاش وكانه يريد ان يحفر كلماته داخل راسها العنيد: قلتها لك قبل كده وهقولها لك مره تانيه : انتي حقي يا مسك ، حقي اللي رجع لي ومش هقبل انه يضيع مني حتي ولو فيها موتي ...

* هتفت مسك مسرعه وهي تضع اناملها الرقيقه علي شفتيه الغليظه في حركه اصابت كليهما بكهرباء عنيفه صعقت قلوبهم معاً : بعد الشر عليك يا ليل اوعي تقول كده ...

انا بس عاوزاك تفهمني وتقدر موقفي ، انا بس حاسه ان كل حاجه ملغبطه ... وانت اخر الاسبوع هتيجي تقعد مع ماما زي ما اتفقتوا ..

معلش استحمل اليومين دول علشان خاطري ...

* طبع قبله رقيقه كرقرقه الفراشات علي اناملها الموضوعه علي شفتيه مما جعلها تسحب يدها مسرعه وكان صاعق كهربائي ضرب يدها ....

*اقترب منها اكثر وهمس بحراره وهي يتطلع بعسليته الثائره داخل فيروزتها الحائرة وهو ممكساً بيديها الصغيره داخل يديه الكبيره: حاضر يا مسكي ، هصبر وهستحمل كل حاجه واي حاجه علشان خاطرك وعلشان خاطر عيونك الحلوين دول ...

بس لما أجي عندكم المره الجايه هحط حد لكل ده !

*بعد يومين كان ليل جالساً مع مسك وليلي في صاله منزلهم البسيط بعدما اعدت له ليلي مائده عامره بما لذ وطاب ...

* هتف ليل بسعاده: تسلم ايديكي يا ماما ليلي الاكل حلو اوي ، بس بجد مكانش له لزوم الاكل ده كله تعبتي نفسك ...

* اجابته ليلي بصدق وهي تقدم اليه الحلويات: مفيش تعب ولا حاجه يا ليل ، انا معملتش حاجه وبعدين هو انا هتعب لاعز منك ....

انت ابني وغلاوتك من غلاوه مسك ، ما انت في مقام اخوها الكبير ....

قالت جملتها الاخيره عن قصد ، فهي لم يخفي عليها نظرات العشق التي يرمق بها ليل ابنتها ، ومسك ايضاً تشعر بتحرك مشاعرها واندفاعها تجاه ليل ...

* فهم ليل مقصد حديثها ، فاعتدل في جلسته وتحدث بهدوء عكس الغضب المتصاعد داخله: بس مسك مش اختي .. ولا عمرها هتكون اختي ... ولا عمري في يوم هعتبرها اختي ....

* تعجبت ليلي من صراحته وهتفت تتحدث دون مراوغه: اومال مسك تبقي ايه ... صمتت لثواني تتطلع اليه بثبات وتابعت: بقولك ايه ما تيجي نتكلم بصراحه ومن غير لف ودوران ...

* هتف ليل مؤكداً: ياريت ....

* اومأت له ليلي وتابعت تساله بوضوح: انت عاوز ايه مننا يا ليل ...

ماهو مش معقول بعد السنين دي كلها عاوز ترجع وكأن مفيش حاجة حصلت ولا كاننا سايبن بعض امبارح ومفيش حاجه اتغيرت...

* هتف ليل متحدثاً بثبات: بالنسبه لي مفيش حاجه اتغيرت.... 

ليل العيل الصغير اللي ساعدك من 15 سنه هو نفسه ليل اللي قاعد قدامك دلوقتي وبقي رجل اعمال وصاحب مجموعه شركات من اكبر مجموعه شركات في البلد .

لكن من الواضح ان حضرتك الي اتغيرتي ونسيتي احنا كنا ايه ، ونسيتي انك ربتيني في يوم من الايام وبتتعاملي معايا علي اني واحد غريب مالوش حق فيكم ...

* صمت لثواني يتطلع الي تعابير وجهها هي ومسك التي كانت تتابع حديثهم بقلق ...!!!

ثم تابع مضيفاً بعدها : انا عارف ومقدر اللي حضرتك مريتي بيه وكمان مقدر خوفك وقلقك علي نفسك وعلي مسك !!!

بس انا عاوزك تطمني وماتقلاقيش مني ، انا جاي ارجع لكم حقوقكم واخد حقي !!!!

* زوت ليلي ما بين حاجبيها وسالته مستفهمه: حقوق ايه اللي بتتكلم عنها دي ....

* اعتدل ليل في جلسته وتابع متحدثاً بثقه: حقكم في الشركه القديمه اللي كانت بين ابويا وبابا فارس زمان .

شركه المقاولات اللي كانت بالنص بينهم ، انا عملت بنصيحتك زمان وحافظت علي الشركه وكبرتها وبقت شركه من ضمن مجموعه شركات مهران جروب ...

وانا بالتقريب كده قدرت احدد مع المحاسب نصيبكم من المكسب قد ايه من يوم ما مشيتوا لحد دلوقتي ، وكلها ايام وتكون كل حاجه متحدده بالورقه والقلم مع المحامي وحضرتك ومسك تقدروا تستلموها ....

* وهتفت ليلي بنبره رافضه: انا مش عاوزه حاجه..

* اجابها ليل معقباً: والله حضرتك حره في نصيبك ، بس اعتقد ان مسك محتاجه نصيبها ...

* نظرت ليلي الي ابنتها وتحدثت بنبره قاطعه: ومسك مش عاوزه حاجه مش كده يا مسك...

* نظرت مسك الي والدتها برفض لم تستطع نطقه ولكن عيني ليل الثاقبه التقطته علي الفور ..

فتابع ليل قاطعاً حرب النظرات بينهم: عموماً يا ماما ليلي ده حقكم وهيفضل دين في رقبتي ، خدي وقتك وفكري وانا تحت امرك ....

ثم نظر اليها بقوه هاتفاً بثبات: نيجي بقي لحقي انا!!!

سالته ليلي بعدم فهم وان كانت تنكر ما فهمته: وايه هو حقك يا ليل...

* اجابه بحسم قاطع : مسك .. مسك هي حقي ..!!

* ارتفع حاجب شرير في وجه ليلي وهتفت بعداء واضح: ده اللي هو ازاي يعني ...

* بنفس الهدوء اجابها: انتي عارفه ان مسك مكتوبه لي وعلي اسمي من يوم ما فتحت عنيها ، والكلام ده كان بين ابويا وابوها وبموافقتك ، وانا كبرت وهي كبرت علي الوعد ده ، ويوم ما ساعدتك علشان تمشي  كان علشان الخوف الي شوفته في عنيكي ورفضك للجواز من عمي وعلشان تحافظي لي علي مسك وتوفي بوعدك ليا زي ما وعدتيني ...

وانا جاي اطالبك بتنفيذ وعدك ليا .... انا جاي اطلب منك ايد مسك !!!

* هتفت ليلي برفض قاطع خاصه مع ذكر سيره عمه الكريهه: انا ماوعدتكش بحاجه...

*تابع ليل بنفس الهدوء والثبات مضيقاً عليها الخناق مبطلاً كل حججها : حتي لو موعدتنيش ، انا عريس وجاي اتقدم لبنتك ....

* هدرت ليلي بحده: بس بنتي لسه صغيره وقدامها لسه سنين دراسه طويله وهي مش بتفكر في الجواز دلوقتي ....

* ابتسم ليل بتهكم واضاف: والله ده راي حضرتك ، متهيألي مسك ليها رأي هي كمان ....

*اجابته ليلي مسرعه: مسك رايها من رأيي ومش بتفكر في الجواز ...

* احتقن وجه ليل واربد بغضب اسود وتحكم في اعصابه بقوه جباره وهتف بغضب مكتوم: انا عارف ان في حاجه مخوفاكي مني ، ايه هي معرفش ، بس اللي عاوزك تطمني منه ان انا ليل ابنك اللي ربتيه زمان ، تربيتك انتي وبابا فارس وعمري في يوم ما هكون سبب لخوفك وبعدك عني انتي ومسك ...

ثم ابتلع غصه تسد حلقه وتابع : واظن كفايه اوي عليا اعيش طول عمري محروم من كل اللي بحبهم ...

* ثم نهض واقفاً واغلق زر جاكيته هاتفاً بنبره جامده: علي العموم انا هسيب حضرتك تفكري في كلامي كويس وهستني منك الرد ، واتمني انك تردي عليا برد يريحنا كلنا ، لان انا مش بسيب حقي !!!

ورحل مغادراً دون ان يتفوه بحرف واحد ، تاركاً خلفه ليلي تتخبط في صراع بين عقلها الذي يحثها علي الهرب من كل شيء له علاقه بالماضي ، وقلبها الذي رق له وبريد ان يعطيه كل ما يريده ،،،؟!

 

* مر اسبوع منذ زياره ليل اليهم ، فضلت فيه مسك المكوث في منزلهم وعدم الذهاب الي جامعتها خاصه بعد مشاجرتها الاخيره مع والدتها بسبب ما حدث مع ليل ورفضها له ، وفوجئت ليلي بموقف ابنتها الغريب عندما صارحتها بكل وضوح: انا بحب ليل وعاوزه اتجوزه ، وزي ما انا حقه هو كمان حقي ومش هتنازل عنه لا هو ولا نصيبي في فلوس ابويا...

ومنذ ذلك الحين وهي لا تتحدث مع والدتها ....

اما ليل فهو يحادثها طوال اليوم لانه اشتاق اليها خد الجنون ، فقد مر اسبوع لم يراها فيه ولو لثواني ....    

* كان يسير بسيارته ليلاً بسرعه جنونيه فهي عادته يحب القياده السريعه المتهوره خاصه عندما يشعر بالضيق كما حاله الآن ....

اسبوع محروم من رؤيتها والتطلع الي حسنها البهي ، اسبوع محروم من الغرق في امواج فيروزتها الساحره ، نعم مشتاق اليها ، مشتاق وبجنون ، مشتاق حتي تعب الشوق منه ....

سيراها ، لقد نفذ صبره وقوه تحمله ، سيذهب اليها ويراها عله يطفيء ولو قدر بسيط من نيران شوقه المستعر داخل صدره .....

* صف سيارته في مكان بعيد عن بيتها وسار علي اقدامه حتي وصل امام منزلها ....

كان الشارع هاديء وساكن في مثل هذه الساعه المتاخره من الليل في فصل الشتاء مما سهل مهمته في الصعود اليها ...

وصل امام باب شقتها وكاد ان يدق الباب الا انه تراجع في النهايه خوفاً من استيقاظ والدتها ، لذلك اخرج هاتفه واتصل بها .....    

*تململت في نومها بانزعاج بسبب رنين هاتفها المتواصل ...

مدت يدها تبحث عن الهاتف بجوارها وهي مغمضه العين واجابت بهمس ناعس ناعم : ألووو...

* جاءها صوته العميق الهاديء هاتفاً بهمس: صحيتك؟؟

* همهمت تجيبه وهي بين النوم واليقظة: امممم

*ثقلت انفاسه من همسها الناعم المغوي وهتف بما جعلها تقفز مستيقظه : افتحي الباب انا باره!!!

* فتحت عينيها علي وسعها واخذت تتلفت في الغرفه حولها : باره فين !!! انت عندنا في البيت !!

ثم رفعت الهاتف من علي اذنها تنظر في الساعه وهتفت بعدم تصديق : الساعه 4 الصبح ...انت باره ازاي يعني!!

* اجابها ببرود اصابها بجلطه في القلب: باره واقف علي الباب ، هتفتحي ولا اخبط ومامتك تصحي والجيران كمان يصحوا !!!

* لطمت خديها وهتفت تجيبه بهمس وهي تنزل مسرعه من علي فراشها وتسير حافيه علي اطراف اصابعها بحرص خوفاً من استيقاظ والدتها : هفتح يا مجنون هتفح !!!

* وصلت الي الباب فتحته وكل خليه في جسدها ترتعد من الخوف، نظرت اليه تطالعه بجنق وجسد متشنج من اثر الصدمه...

بينما هو تصلب في موضعه والهاتف موضوع علي اذنه وعينيه تسير ببطيء مهلك علي جسدها بدأ من شعرها المشعث بفوضويه مثيره وجذابه من اثر النوم ، وعينيها الفيروزيه الساحره التي ترمقه بذهول، وشفتيها الكرزيه التي تضغط عليها باسنانها من شده التوتر ، وجسدها المثير المهلك الملتف داخل غلاله نوم شتويه قصيره تصل الي ركبتيها كاشفه علي سيقانها الحليبه واقدامها الصغيره الناعمه المطليه باللون الاحمر الذي عكس بياض بشرتها ...

* ابتلع لعابه بصعوبه وهتف بغيره مجنونه عندما ادرك انها تقف امام الباب بذلك المنظر المغري ، وبخطوه واحده كان يقف امامها يسد مدخل الباب بجسده الضخم وطوله المهيب يخفيها خلف جسده حتي لا يلمح طيفها احد : هو انتي متعوده تفتحي الباب بالمنظر ده !!!

* نظرت الي نفسها بعدم فهم وطحنت دروسها حنفاً منه وهتفت بغيظ: طبعاً لا ، لان استحاله حد هبخبط علينا الساعه ٤ الصبح ، ده غير ان انا خوفت من جنانك لا تخبط علي الباب وماما تصحي علشان كده مفكرتش انا لابسه ايه وفتحت الباب!!!

وبعدبن ما انا لابسه كويس اهو!!!

*تابع مضيفاً بغيره مجنونه: ورجليكي اللي باينه دي ان شاء الله...

* نظرت الي الخلف تتاكد من عدم استيقاظ والدتها ثم استغفرت في سرها وابتسمت باصفرار وهتفت بسماجه: ليل يا حبيبي اكيد انت مش جاي الساعه دي تناقشني انا بفتح الباب وانا لابسه ايه!!!

ابوس ايدك قولي جاي ليه ، ماما هتصحي !!!

هتف بلامبالاه : ما تصحي هو انا بعمل حاجه غلط ،

ثم ابتسم ثم اضاف وهو يغمز بعينه بعبث: طب ما تبوسي حاجه تانيه بدل ايدي وانا اقولك جاي ليه!

* زجرته بفيروزتها الحانقه تحذره: ليل!!

* قرب وجهه منها وهمس بحراره وعينيه تقبل كل انش في وجهها : وحشتيني!!!

* ارتفعت دقات قلبها تهدر بجنون داخل صدرها ولمعت واحمرت خجلاً من صراحته ...

تعانقت فيروزتها الامعه مع عسليته الصافيه وهتفت بدلال اذابه: وحشتك الساعه٤ الصبح .!!!

* قرب وجهه اكثر منها وهمس امام شفتيها بحراره : انت بتوحشيني حتي وانتي معايا ...

* احمرت وجنتيها بشده وهتف بخجل: طب قول بقي جاي ليه...

اطلق تنهيده حاره من صدره وتابع: جاي اخطفك ، هوديكي اجمد واحلي مكان في مصر نشوف شروق الشمس مع بعض وارجعك من غير ما حد يحس....

* جحظت عبنيها ذهولاً وانفرج فمها اذبهلالاً من جنونه وهتفت بعدم تصديق: هاااااا!!

* اظلمت عينيه برغبه حارقه وهو يطالع فمها المنفرج بجوع وهتف بهمس مثير: قلت لك قبل كده بؤك الحلو ده لو فتحتيه كده تاني هقفله بطريقتي ، وشكلك كده عاوزه تجربي طريقتي وبصراحه بقي انا هموت واقفلهولك انا ، وبالفعل اغلق فمها الكرزي الحلو بشفتيه الغليظه الشهوانيه علي طريقته الخاصه جداً بقبله اطاحت بثباتها وادخلته في نعيم جنتها التي يريد ان يعيش ما تبقي من عمره داخلها !!!

*ذابت مسك بين يديه كقطعه المارشميلو الذائبه في الشيكولاته ، وتشبثت بقميصه تدعم نفسها حتي لا يهوي جسدها ارضاً ، بينما هو احاط خصرها الناعم اللين بيديه القويه يقرب جسدها من جسده يريد ان يخفيها بين ضلوعه ....

شعرت بانسحاب الهواء من رئتيها فدفعته في صدره تحاول ابعاده عنها ، فتركها مرغماً ونظر الي وجهها الاحمر الناعس بافتنان وقبل ان يتفوه بحرف واحد كان كف يدها الصغير يهوي بصفعه قويه حطت علي وجنته كلسعه فراشه ثم دفعت جسده للخارج هاتفه بارتجاف : انت قليل الادب !!!!

ثم اغلقت الباب في وجهه ووقفت تستند عليه بظهرها وصدرها يعلو ويهبط بجنون ...

* وضع ليل يده علي خده موضع صفعتها وابتسم بسعاده واقترب من الباب هاتفاً بصوت خفيض وصل الي مسامعها جيداً فهو يلمح ظلها من شراعه الباب : القلم ده هحاسبك عليه بعدين بطريقتي لما تبقي في بيتي وفي حضني ... بحبك يا مسكي ،،،

ورحل وهو سعيداً منتشياً بعدما قطف اول قطفه من شهد شفتيها تاركاً اياها ترتجف خلف الباب بسعاده ودقات قلبها تكاد تصم اذنيها  وهي تصع يديها علي شفتيها المتورمه المنفرجه باغواء فطري وهتفت بهمس مشابه لهمسه: بحبك يا ليلي .....


  الفصل السادس عشر والسابع عشر من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات