رواية حصونه المهلكة الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23 بقلم شيماء الجندي

رواية حصونه المهلكة

الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23

بقلم شيماء الجندي


وقفت "ندي" بهدوء خارج غرفه المكتب و هي تفرك أصابعها بتوتر طفيف تنظر حولها قبل أن ترتفع يدها و تطرق بابه بهدوء لحظات و هي تحاول أن تلتقط انفاسها برويه واضعه يدها أعلي قلبها حيث تعالت دقاته من فرط قلقها ، تنتظر أن يطل عليها و هي تتمني داخلها ألا يخذلها و تنهال عليه ذكرياته السيئة نحو أفعالها المشينة تحاول أن تتذكر كلمات "يزيد" طبييها المعالج جيداً أغمضت عينيها و هى تهمس لحالها أنها أتت من أجل إصلاح الأمور و ليس افسادها


أتى صوته القوي الصارم يأمر الطارق بالدخول فتحت الباب بيد مرتعشه و هى تنظر إليه بتوتر واضح ثم بللت شفتيها تحاول تجميع كلماتها لتجده يطالع تلك الأوراق باهتمام بالغ غير مكترثا بتواجدها لتستمع إلى صوته يقول بهدوء :


تعالى يا أسيف كنت هجيلك عشان امضتك .. !!


زباه كيف عليها أن تتحدث الآن هي علي يقين أن رؤيتها آخر ما يريده بتلك اللحظه ، طال صمتها و طال انتظاره لاجابه شقيقته أو تقدمها منه


رفع رأسه عاقداً حاجبيه بدهشة ينظر إلى الطارق الصامت، لتكون أولى مواجهاته معها فور أن أتمت علاجها النفسي تجمد بمحله و هو يطالعها بصدمه ينتظر حديثها لكنها صامته ، ساكنه .. تراقبه بتوتر استند إلى ظهر الكرسي خلفه و هو ينظر إليها بهدوء يحاول التماسك و الاحتفاظ بملامحه الجامده حتى لا يتسبب بسوء حالتها و هو غنى عن ذنب تلك الفتاه التى كادت تقضي على حياه شقيقته بلا مبرر واضح ، تلك من قتلت ابنه و هو بعلم الغيب تلك من نزعت ثقته بجنس حواء ، من جعلته يكره النساء عدا شقيقته البريئه التي كادت أن تُزهق حياتها ثمناً لنفوس مريضه


لم يكن صمتى ضعفاً يوماً ما ، لطالما كانت الغوغاء و الأحاديث الباطله ملاذ الضعفاء ... لم أعد اخدع نفسى بتلك الصور اللامعه لطالما خبأت تلك الصور الأسوأ خلفها !!!!!اقتربت منه بخطوات حذره للغايه حيث تتوقع طرده لها شر طرده بأي لحظه من اللحظات تخشاه لأول مره بحياتها .. تخشي صمته و هدوءه اخيرااا خرج صوتها الهادئ تقول بحزن :


- أسفه لو عطلتك


لم يجيبها بل أغمض عينيه بقوه و هو يجز على أسنانه منكساً رأسه بغضب ، يال جراءتها تلك اللعينه التي دمرت حياته ، تعتذر عن دقائق ضيعتها ؟!! ماذا عن مشاعره التي اهدرتها و دعستها أسفل قدميها ! ماذا عن ثقته ومحبته ؟! ماذا عن خيانه العهد ؟!! ماذا و !!!ماذا ؟


همست بتوتر و قد بدأت عينيها تلمع بدموع ندمها تكاد تجهش


بالبكاء :


- أنا عارفه إنك مش هتسامحني و عارفه إن غلطي كبير أوي ياتيم و عارفه إن أسيف مش هتسامحني أنا مش هكون خیالیه و اطلب تسامحني و نرجع بس كفايه عليا إننا نبقي ولاد عم مش هستحمل اسلوبكم معايا كده أنا عارفه إن غلطاتي كتير بس انا كنت خايفه .


لم يتحمل أكثر من ذلك لقد ضغط نفسه بما يكفى من أجل تراهات تهذي بها الآن


قاطعها و هو يطرق بيده مكتبه بغضب يصيح باستنكار :


خااايفه ؟!!! خايفه من إيه عملتلك ايييه عشان تخااافي هاااا ، الغلبانه اللى كانت هتموت دي عملت اييييه يخوفك ؟!!! مخوفتيش و أنت بترفضي استنجادها بيااااا مخوفتيش و أنت رايحه حاره ** زي دي عشان تسلطي عليها اللي يقتلهاااا ، مخوفتش و أنت بتنامي في حضني و هي يتتعذب كل يوم و أنت عاااارفه ؟!!! أنت جايه و واثقه إني مقدرش احاسبك على اللى فات مش كده هقول مريضه و أختى كانت مريضه أنت مخوفتيش ابداا ياندى ، تعالي اكلمك عن الخووووف فعلا ... الخوف اللى اتملك من أسيف لما كانت عيله وكنت هتدفعيها تمن برائتها لولا ربنا حماها الخوووف لما أسيف كانت لوحدها في مكان متعرفوش بتتعذب كل يوووم علي ايد اخوك المريض الخوووف كان لما قتلتي آخر امل ليهاااا إنى أوصلها و انقذها ، ياريتك كنت خبيتي عليا و ساعدتيها و لا قولتي لاخوك حرام دى معملتش حاجه .. لااااازاااي أسيف لازم تموووت عشان أخد تيم لوحدي صح ؟!!!! ياريتك كنت بعدتيني عنها من غير ما تأذيها كده ، أنت لا صونتي جوزك و لا صاحبتك إللي وثقت فيك و جايه تقولى خوف خوف ايه ياندى اللي شوفتيه ؟!! ليه تقارني نفسك بأسيف ، ليه ما تخلقيش محبه ليك لوحدك في قلبي ؟!!! كنت فاكر إني هقدر اعوضك عن أهلك بجوازي منك مخدتش منك غیر اهانه


رفعت وجهها الغارق بالبكاء تهمس بصوت مبحوح مستنكره كلمته :


- اهانه ؟!!


وقف يواجهها صارخا بها مستنكرا صدمتها :


- ايييه صدمتكككك ؟!! طبعااا اهانه لما اسمع صوت أختى و هي مرعوبه و مراتي بمنتهي القسوه بترفض مساعدتها دي اهااانه و لما الاقي أختي غرقانه في دمها وروحها مش فيها مرميه على الأرض مسحوله تبقا اها انه لما حسستيني إنى عاااجز مش قادر ادافع عن أختى اللي المرعوبه دی اهانه ، لما خونتيتي و طعنتيتي في ضهري و اتفقتى على أختى اهاااانه تحبي تعرفي تاني و لا كفايه .. ؟!!!


تشنجت عضلاته بشده و هو يتصببا عرقا ، صدره يعلو و يهبط بقوة و عينيه تصرخ بوجع شديد لم يدركه سواه ...


إنها قلوب منهكه ياسيدى تلقت الصدمات القاسيه ببأس شديد و إرادة صلبة ، توالت عليها الصفعات والأوجاع لتقف صامده بوجه من خاض حرباً غير عادله بالمره أمامها


تحزنني تلك الأوجاع التي كانت بمثابه سكين حاد النصل طعنني بلا هواده !!! يؤسفني أن أرى من كان الأقرب إلى بتلك الصوره المخزيه !!! إن أتيت إلى حقيقه الأمر لا أحد يدرك مدى سوء ما يحدث لك إلا إن وقعت عليه تجربه مشابهه يحترق داخلها لكن حينها عليه مواجهه العالم السيئ بوجه هادئ و ابتسامه لامعه مماثله لما فعلت فلا تبتأس لهيئتك أمام من حولك ، لطالما كان قلبك الأفضل فيما بينهم


انسحبت من أمامه مسرعه وهي تجهش باكيه بشهقات مرتفعه و لأول مرة يشعر بانهيارها الجاد وحزنها الفعلى .. لأول مره منذ شهور يخرج ما يجيش بصدره لها ، لأول مره ينفث عن غضبه هكذا استند براحتي يده إلى مكتبه يحاول تهدئه أنفاسه اللاهثه و ضربات قلبه الصاخبه لكن بلا فائدة ، هي وحدها من تنتشله من تلك الحالة هي وحدها من تمتص غضبه و اشتعاله ببراءتها المتناهية


أسرع إلى الأعلى متجهاً إلى غرفه شقيقته بخطى سريعه ليصل إليها و يفضي ما في جعبته بأحضانها و يهدأ لتخمد ثورته تلك الجميلة الحنون


طرق الباب بلطف و هو يهتف باسمها منتظراً إجابتها بتلك الساعه الباكره من النهار ....


_*_


بالداخل


حدقت "أسيف" بصدمه من شرفتها لذاك الذي يرمقها بنظرات هادئه بشكل مبالغ به ثم نظرت إلى ذاك الواقف أمامها بهدوء تام مبتسماً ببرود يقول مشيراً إليه بنظراته العابثه بنبره يشوبها المكر:


- الثقه اهم حاجه في العلاقات ياسوفي اسمعي مني .. لو مصدقش إنك كنت بتعالجينى يبقي انعدام ثقه متناهي بينكم


راقبت أسلوبه الجاد و هو يشير بيديه كأنه ينصحها بجديه و ليس سخريه منها كادت أن توبخه لكنها استمعت إلى طرقات أعلي الباب

1:10 م


PO00


و صوت أخيها المتحشرج يناديها لتتسع عينيها و هي تنظر إلى جسده العاري أمامها بتوتر و أعين مرتعبه صوت أخيها يدل على حزنه كيف تستقبله بذاك الكارثه المتنقلة ماذا فعلت بنفسها ؟!!


أتتها النجده منه حين همس لها :


هششش ... اوعى يعرف إنى هنا شكله مش طايق نفسه لو شافني هتبقي مشكله صح ؟!!


هزت رأسها بالإيجاب بتلقائية وعفوية منها جعلته يبتسم لها بلطف ثم تحرك مبتعداً لتتسع عينيها برعب من مكره و هي تتوقع أنه سوف يستغل ذلك لكنه خالف جميع توقعاتها حين أشار لها بالصمت و اتجه إلى مرحاض الغرفه بهدوء يشير إليها بالتحرك ناحيه الباب ، أيعاونها ؟!!


ذاك الشرس يعاونها ؟!!! نفضت رأسها و هى تهرع إلى الباب تفتحه على الفور فما كان من شقيقها إلا أن دلف يحتضنها مغمضاً عينيه اتشعر بتلك الدمعات الخفيفه تسقط من مقلتيه علي كتفها ؟!!


أصابها الحزن والقلق و رفعت يديها تربت على ظهره بهدوء و هي تهمس له بتساؤل عن سبب حالته مرت لحظات على تلك الوضعيه الصامته فقط يحتضنها يبثها حزنه وبكائه الصامت الموجوع ، أمسكت بيده تقوده إلى اريكتها تجلس فوقها و هو يجاورها تحتضنه بهدوء تربت على خصلاته الناعمه بهدوء هي تعلم أنه يفضل الصمت بتلك الحاله فقط تكون رغبته أن ينعم ببعض الهدوء و الراحة أحاطت كتفيه بقوه و قبلت خصلاته بحنو رقیق و همست له بلطف فى حين قد أصبح تفكيرها فقط معه تريد الإطمئنان على حالته و نست تماماً ذاك القابع داخل مرحاض غرفتها !! :


مالك يا حبيبي ؟!! في حاجه حصلت !!


هز رأسه بالإيجاب و زفر أنفاسه بارهاق لترتفع أنامها النحيله تمسح دمعاته بهدوء و هي تستمع إلى صوته المبحوح يقول بهدوء و قد استعاد بعضاً من سلامه النفسى محاولاً تجنب أية أحاديث عن تلك

الأحداث المخزيه :


- مش قادر اهدي يا أسيف ، نار جوايا مش راضيه تهدي عقلي واقف و تعبت


ربتت علي جسده بلطف و هدوء تهمس له باندهاش :


ايه اللي زعلك طيب ؟!! أنت كلمت ندى ؟!!


اعتدل بجسده ينظر إليها لحظات بتوتر طفيف ثم هز رأسه بالإيجاب و هو يقول :


جاتلي المكتب من شويه


حدقت به باهتمام تنتظر سرد ما حدث لكن ارتفعت دقات غير هادئه بالمره فوق باب الغرفة و صوت "نائل" المتسائل باختناق واضح :


أسييييف أنت صااااحيه ؟!!!


اندهشت و اتجه "تيم" إلي الباب يفتحه مسرعاً مندهشاً من تلك الضوضاء التي يشنها ابن العم علي باب غرفه شقيقته ما أن فتح الباب اندفع "نائل" مسرعاً و هو يصيح بغضب مفعتل :


- إيه يا أسييف ك .. هو أنت ... ؟! عايز إيه م البنت ع الصبح ؟؟!


اندهش "تیم" وأشار إلى صدره باستنكار واضح يقول :


- اناا اللي عايز إيه من اختي ؟؟!


ترکه نائل" و هو يتجه إلى المرحاض الخاص بها و عينيها تتسع أخيرا تذكرت القابع بالداخل ؟!!! لتستمع إلي كلمات ابن عمها قبل أن يفتح الباب :


ياااعم هعوز إيه محتاج الحمام غالبا في مشكله في حمامي ...فرغت فاهها بخوف تغمض عينيها حين أغلق الباب بقوه و سمعت صوت صرخته ليصيح أخيها بصدمه :


ايه يلاا فيه ايه ؟!!


_*_


بالداخل


دلف "نائل" إلى الداخل وأغلق الباب ليصرخ حين وجد ذاك الفهد ينقض عليه مكمماً فاهه ليحدق به بأعين متسعة و يصطدم بالحوض و هو مذهول يستمع إلي همس ابن عمه قائلا بخفوت :


اخرس يا متخلف ولا نفس


هز رأسه بالإيجاب على الفور ليرفع "فهد" يده عنه مشيراً بعينيه الغاضبه إلي الباب حيث ارتفع صوت ابن عمه بتساؤل عنه ليرد عليه "نائل" و هو ينظر حيال فهد بخوف :


مفيش ياتيم اتخبطت بس أصل متعود على حمامي ...


ليستمع إلي صوت ابن عمه يقول باستنكار :


متعود ايه ؟! بيقول إيه المتخلف ده ؟!!


لم يهتم إنما حدق بذلك الكائن الماثل أمامه يقول بخوف :


لا تأذيني ولا أأذيك أنت أكيد متسلط على أسيف و أنا ابن عمها و حظي الأسود جابني هنا


عقد "فهد" حاجبيه باندهاش ينظر إليه بغضب حين تعالى صوت "تيم" يقول بغضب و هو يطرق الباب :


أنت يلااا أنت بتكلم نفسككك ؟!!!صاح "نائل" بعنف و قد بدأ جبينه يتعرق :


- يا اخي سيبني في حاالي بقااا


الله الله


أمسك "فهد" تلابيبه بغضب و كمم فاهه يهتف بخفوت :


- أنت بتقول ايه يا متخلف أنت ألبس ايه واقلع ايه ؟!! اخرس خالص هتفضحنا


31


هز رأسه بالإيجاب و هو يهمس بخفوت مماثل خوفا من اغضابه :


- تقلع ايه أكثر من كده ، هو أنا بس عاوز افهم أنت ليه بتظهر لي أنا مش أسيف


لكزه "فهد" بغضب و قال :


اظهر ايه و اختفي ايه أنت بتقول ايه ياغبي ؟!! انا فهد ...


نظر له بتشكك و هو يقول بتكذيب :


مانا عارف إنك تبع فهد ياعم أنا عاوز اعمل زي الناس اللي أنت متسلط عليها واقفه بره مع أخوها


تأفف "فهد" بغضب وقال بصوت خافت :


ياااغبي بقولك انااا فهد أنت مش بتفهم ؟!!


حاول الاعتدال و الابتعاد عن قبضته وهو يهمس بخفوت و اندهاش :


و بتعمل ايه هنا ع الصبح .. ؟! لا بتعمل ايه هنا اصلا أنت نطيت من الشباك تغتصب أسيف حرام عليك ياااخي كنت فاكر .. اممم ؟!!


كمم فاهه مره أخرى بغضب يهزه بعنف و هو يهمس جازاً على أسنانه :

شباك إيه يا متخلف اللى هنط منه هو ده يعدي واحد زيي ... أسيف عارفه إني هنا اخرس بقااا


جحظت عينيه بصدمه لكنه تلوى بجسده ، تركه بهدوء ليهتف "نائل" بصدمه :


نهاار اسود أنت بتشتلغني صح دى لسه زعلانه مني عشان حوار الجيم و إني أنا اللي قولتلك مكانها متعرفش أن الجيم بتاعك و أنت هناك ٢٤ ساعه تقولى إنها دخلتك هنااا ؟!!!


استمر بالتلوى بجسده و هو يقول بغضب :


و بعدين انا عايز اتنيل دلوقت استخدم الزفت اعمل إيه و أنت واقفلي كده ؟!!


نظر إليه باشمئزاز وهتف باستنكار واضح :


تعمل ايه يا مقرف أنت و بعدين أنت جاي عندها تستخدم الحمام ليه اصلاا ؟!!


ابتلع رمقه بخوف حين وجده يقترب منه بغضب و قال بصوت مرتفع :


يا اعم حمامي باظ اغنيها لكمم


اتسعت أعينه حين صاح "تيم" بغضب :


- لاااا أنت اتجننت بقااا .. أنت يا حيوااان بتكلم مين ؟!!


وضعت "أسيف" يدها أعلى قلبها بخوف و هي لا تصدق ما فعلته إلى الآن لقد أتت به إلى غرفتها بنفسها ؟! لتهدأ حين سمعت صوت ابن عمها الصائح يقول :


يا اخي سيبني فى اللي اناا فيه بقااا بغني بغنيييي ...نظر "تیم" باندهاش لها وقال باستنكار :


ماله المتخلف ده على الصبح كده ؟!! هو اتجنن ؟!!


31


ابتسمت بتوتر و كادت تتحدث لكن دخول الخادمه أوقف كلماتها لتسمعها تقول باحترام :


دكتور يزيد تحت عاوز حضرتك تنزلي و كان عاوز حضرتك برضه


ارتبكت للغايه بالطبع قد فسر ما حدث بشكل خاطئ و سوف يتركها الآن أمام أخاها .. بهتت ملامحها على الفور و أمسكت رأسها و قد بدأ الخوف يطرق أبواب عقلها بتلك اللحظات المرعبه التي تعايشها الآن ، ليقترب منها "تيم" على الفور ينظر إليها بخوف قائلاً بقلق :


- أسيف أنت بخير ؟!!


حاولت ضبط أنفاسها المضطربه وهي تنظر إليه بهدوء تستنشق بعض الهواء تقول بلطف مطمئنة إياه :


- ما تقلقش دوخت بس شويه


نظر "تيم" إلى الخادمه و هو يأمرها بصوت خشن :


- خليه يطلع احنا مستنيينه


لتنصرف الخادمه تلبي رغبته بهدوء وتنظر إليه "أسيف" لحظات قبل أن تتنهد بارهاق و هى تنظر إليه بحزن قائله بتوتر :


تیم !!! هقولك حاجه بس متزعلش ... نائل مش لوحده جوا


وجدت الباب ينفتح و يخرج منه ابناء عمها معاً ليبتسم "نائل" بسماجه و هو يقول :


- بصوا أنا عارف أنكم هتولعوا الجناح ده دلوقت بس أنا محتاج الحمام ده جداا هدخل بسرعه وأخرج تكون الخناقه قاامت تمام


ثم تركهم و انصراف إلى داخل المرحاض يصفع الباب بقوه ، لينظر "تیم" حیال شقيقته باندهاش و أعين متسعه مصدومه و هو يشير إلى ذاك الفهد الواقف بهدوء أمامه و قد ارتدي تيشرته الخاص أخيراً و قال باستنكار فى حين يتجه ناحيته بغضب :


- أنت بتعمل إيه هنااا ؟!!!


هتفت "أسيف" تتجه إليه مسرعه تدفعه بلطف من صدره تقول بخجل من فعلتها :


- تيم هو عمل كده لما أنت خبطت أنا كنت بساعده عشان حرقته بالكوبايه السخنه من غير ما اقصد و هو لما سمع صوتك متضايق دخل جوا عشان متتعصبش


نظر إلى شقيقته باندهاش و همس بصدمه :


كوبايه إيه و سخنه إيه ؟!! أنت بتقولي ايه يا أسيف ؟!


كادت أن ترد عليه لكن دخول "يزيد" و هو يقول بهدوء ناظراً إليها أثناء تقدمه منها :


انا هقولك بتقول ايه


نظرت إليه بحزن و زفرت أنفاسها بارهاق تشعر أنها مرهقه للغايه و قد استهلكت تلك المواجهات جميع قواها ...


لست تلك الضعيفه التي ترهقها الحروب ، فأنا أمتلك من العزيمه و القوة ما يكفي جيشاً بأكمله لكن رغبتى الجائعه للسلام وإنهاء الحرب تنهش عقلى و قلبى معاً ، تعاند قوتى بإشهار سيف مثابرتي أمام الأعين المتربصه لإنهياري ، أيتها القلوب المشتعلة هلا قصصتم لذاك القلب الشريد تجاربكم ، عله يعود للحرب ، عله يقوى عليها ليس ضعفاً إنما بثاً للقوة داخلى لمجابهة تلك الخناجر الطاعنه

🫂🫂🫂🫂🫂

الفصل الثالث و العشرون " مداواه ! "


تهدل كتفيها و وقفت تنكس رأسها بصمت تنتظر أن يبدأ أحدهم بالحديث عن ذاك الموقف المخجل ، تنتظر أن تستمع إلي سيل جارف من التأنيب سواء من أخيها أو من خطيبها لكنها استمعت إلي صوت ذاك الفهد الذى اتخذ ركن بعيد تماماً عنها و هو يقول بصوته الرجولى الأجش :


- هتتكلم ولا اتكلم أنا يا دكتور ، مش هنفضل نلعب باعصابها كده !!!


عقدت حاجبيها و رفعت أنظارها بصدمه من تلك الكلمات المبهمه الغريبه ليتجه أخيها إليها يحيط كتفيها بحنو و يقول "يزيد" بالوقت ذاته زافراً أنفاسه بارهاق :


- أسيف بعد موقف النهارده و موقف المرسم اللى شوفته من فتره أحب اقولك إنك خلاص اتعافيتي تماماً ...


لم تعِ ما يقول حدقت به بصدمه واضحه ثم اتجهت أنظارها إلى ذاك الفهد الذى وقف هادئاً تماماً يراقبها بصمت أنهى "يزيد" تلك الحيره و هو يقول بصوت رزين :


- شوفي يأسيف .. الفوبيا مش شرط تكون من أماكن بس ممكن تكون من حيوانات من أشخاص ... و هكذا .. و أنتِ كان عندك فوبيا من فهد و ده طبعاً زاد بسبب الأذى اللي حصل ففتره بدايه جوازكم ... 


خرج أخيراً عن صمته و أردف بنره جامده صارمه :


- أدخل فى الموضوع على طول يا يزيد هي عارفه التفاصيل .. 


ألقي "يزيد" عليه نظره هادئه ثم زفر أنفاسه و قد سرق تركيزها الكلى له علها تفهم ما يدور حولها بتلك الغرفه ! ليؤيده "تيم" خشيه أن تسوء حاله شقيقته :


- فعلا يا يزيد ...


هز الأخير رأسه بالإيجاب مذعناً لأمرهم و قال بلطف بالغ :


- و طبعا أنتِ اتعالجتى من الاكتئاب اللى حصلك و رجعتى تمارسى حياتك بس فى نقطه كانت باقيه في العلاج و مكنش ينفع اقولك على طول أنتِ لازم تتواجهى مع فهد أنا في حالتك بلجأ لطريقتين الأولي :


علاج سلوكي معرفي و ده كان فردي بينا و حضرتي كام واحده جماعي معايا .. بس للأسف الأسلوب ده منجحش معاكِ في علاجك ككل و فضلت الفوبيا من فهد موجوده و ده طبعا كان واضح فى موقف مقابلتك معاه هنا و تجنبك ليه دايما و التزامك بالقعدات العائليه في وجود تيم ...


فاضطريت ألجأ للطريق التاني ... و هو :

علاجك بالتصادم مع مسبب الفوبيا بس علي مراحل بشكل تدريجى .. و ده طبعا كان مستحيل يتم بصدف .. أنا كنت ناوى أكمل في علاجك بهدوء لكن بصراحه فهد كان مكلمنى قبل حتى مااقابل نائل و هو اللى نزلنى مصر عشانك ...


شهقت بصدمه و اتسعت عينيها تلتفت لأخيها الصامت الجامد يراقب ما يحدث بهدوء يماثل هدوء ذاك الفهد الذى يراقبها بلطف و نظرات ناعمه دبت تلك القشعريرة اللعينه بأوصالها و كادت تلهيها عن استرسال يزيد بالحديث و هو يعود بالأحداث إلى ما قبل أشهر ماضيه حيث اصطحاب شقيقها لها إلى تلك الشقه المنعزله عن ذاك القصر 


Flash Back


أغمض فهد عينيه بقوة و غضب و هو يتابع بعينيه ابن عمه الأصغر "نائل" أثناء هبوطه من شقه والديه ليبتسم بهدوء و يردف :


- آخر مكان ممكن يجي في بالى مش كده ! 


زفر أنفاسه بإرهاق ثم هاتف ذاك الرجل الملقب باليزيد و هو يزفر بغضب منتظراً اجابه ، ليأتيه الرد من ذاك الطبيب المتعجرف قائلاً بهدوء مبالغ به يستفزه لو لم يكن مرشح له من كبار الأطباء لكان أنهى جرعه غضبه به الآن ... لكنه منذ أكثر من شهر و هو يحادثه هكذا بلا مبرر .. :


-الو 


زفر فهد بغضب و صاح به :


-أنا مش فاهم أنت دكتور نفسي و لا دكتور حمير !! ازاى بتكلمني بالاسلوب ده و أنا طالب منك مساعده فى علاج واحده ؟!! و بقالك اكتر من أسبوع مأجلنى ... 


أتاه صوت "يزيد" الهادئ يقول بسخريه :


-أنت مش عاملى فيها بلطجي و منزلنى مصر بالعافيه ؟! و بعدين مساعده ايه اذا كنت أنت نفسك محتاج مساعده محدش يعمل فى مراته اللى أنت عملته ده أبدا و تقولي أساعدك ؟!! و بعدين أنت ناسى إن أسيف دى طلعت أصلا متربيه معايا ده أنا المفروض اقتلك على اللى عملته فيها و بعدين آخر مره قولتلي إنك مش راجع القصر و مش عاوز من وشي حاجه ايه اللي حصل بقا  ؟!!! 


أغمض "فهد" عينيه بقوه و هو يقبض على المقوده متحركاً بالسياره يقول بنبره جافه :


- على العموم أنا فعلا خضعت للعلاج من امبارح بس ده مش عشان خاطر كلامك ده لأن جد أمور جديده و اكتشفت أن كل حاجه كانت خدعه ، و للأسف أنا كنت الأول عاوزك عشان تعالجها من خوفها منى لكن دلوقت حالتها ساءت و فقدت النطق .....


استمع إلي صوته القلق و قد اتزنت نبرته متنازلاً عن السخريه و هو يقول باهتمام واضح :


- لا فهمني ايه اللي حصل بالظبط ...


أتاه الرد الجاف من ذاك المتمرد و هو يقول بنبره غاضبه :


- انا مش مريض عندك و جاي تعالجني أنا مش هحكى حرف غير لما أضمن إنك هتعالجها لأن للأسف أنت متمكن في مجالك ... 


لحظات صامته من الطرفين ليستمع إلي رده الهادئ بعدها :


-معنديش مانع اعالجها طبعا قولتلك أسيف تهمنى و طالما أنت بدأت علاج يبقى دى حاجه تطمنى ...


صاح غاضباً :


- إيه تهمك دى ما تحترم نفسك يااابني ادم ، أنت ناسى انها مراااتي ؟!! 


أتاه الصوت الاستفزازي البارد يقول :


- طليقتك !!! أسيف طليقتك نائل لسه قايل لمروان صاحبنا امبارح .. 


جز علي أسنانه بقوه و هو يسب ابن عمه المتسرع بسره ليزفر غاضباً مغلقاً الهاتف بوجهه قبل أن يتهور كعادته ...


Back


أنهى "يزيد" سرد موقفه و هو يقول موضحاً :


-فهد مكنش عارف إنى صديق للعيله طلبني كدكتور و أنا رفضت وقتها و هو لما عرف اتواصل معايا تانى و كان جمع عنى معلومات و عرف إنى صديق للعيله و قالي عن حاله أسيف فى الأول أنا قلقت و رفضت و هو بوظ شغلى هناك و نزلنى مصر بالعافيه عن طريق دكتور صاحب بابا طلب مني اساعده في حالات و بعدها كانت الأمور اتدهورت تماماً و فهد طلق أسيف و أنا قابلت نائل و كلمني فعلا زي ما فهد قالى إن تفكير نائل هيروح ليا .. طبعا مكنش ينفع اخدع تيم و حكيت ليه كل ده و هو وافق عشان علاجك و أنتِ اظهرتي تجاوب رائع معايا و خرجتي من حاله الاكتئاب لكن للأسف طريقه العلاج السلوكي المعرفي (CBT) مانجحتش ف وقف فوبيا خوفك من فهد و ده خلاني استعين بفهد نفسه لأنه مصدر خوفك و تصادمك معاه مش هيبقي صدف منكم أكيد و هو بنفسه اللي بدأ ده بعد ما اتواصل مع الدكتور بتاعه ... يوم ما كنت هنا عندكم و طلبتك من تيم عشان استفزه و ده برضه كان باتفاق بيني و بين تيم لأن تيم رفض يطلب مساعده فهد و فى نفس الوقت كان عاوزك تتعالجي ....


Flashback


خرج "فهد" من غرفه المكتب و هو بحاله يرثي لها حيث تلك المحادثه القصيره مع فاتنته التي انهكته كاد أن يصعد الدرج إلي غرفته لكن تلك النيران التى تعبث بفؤاده لم ترحمه اندفع إلي الخارج فور أن سمع صوت سياره ذاك الطبيب المستغل ...


وقف أمام السياره ليترجل "يزيد" مندهشا و هو يقول بصدمه :


- و بعدين في شغل البلطجه داا آآآه ... 


اندفعت لكمته الأولى بباطنه بغضب ثم كمم فاهه حتى لا يتسلل إلى الداخل و دفع جسده بقوه إلى السياره يردف بغضب و هو يسحق أسنانه بعنف :


- بقا أجيبك تعالج مراتى تقوم تطمع فيهاا يااا ×××× أنت متخيل إني هسيبها ليك ده اللى لازم ابعد عنها عشان تقدر تتعالج و أنا أكون اتعالجت أنا من الأول مكنتش مرتاح لقذارتك ....


أزاح "يزيد" يده بغضب و كشر عن أنيابه يحاول دفع ثقله عنه قائلاً بسخرية لاذعه:


-مرااتك ؟!! أولا أسيف طليقتك و مش بس كده ما تمتش بينكم علاقه يعني محتاج موافقتها قبل كل حاجه عشان تقدر ترجع ليك بعقد جديد ثانياً بقا أنت ملكش دعوه باللى بعمله هو حرام احب ... امم..


وضع يده حول رقبته بهدف خنقه ليزهق أنفاسه لكن بلحظات أفاق لنفسه مسيطراً على انفعالاته لينفض جسده بعنف و هو يقول غاضباً أثناء انصرافه إلى القصر :


- و أنا مش هسيبها ليك أبدا ... و مش هكرر غلطاتي يا.. يا دوك ...


لفظ "يزيد" أنفاسه ثم هتف بصوت واضح بعض الشيئ بغضب :


- لعلمك بقا أسيف لسه بتخاف منك .. و محتاجة علاج !


توقف .. بل قد أعطي عقله أمر تلقائي لقدميه بالتوقف عن الحركه هي تخشاه إلى الآن !! إذا كيف تتصرف أنها اتمت علاجها ؟! عاد إلى ذاك الطبيب و هو يأكل الأرض بخطواته بعنف و كاد يمد يده ليلكمه و هو يقول :


- بقا بتغشنااا ، أنت انسان ××× .. 


اسرع "يزيد" بامساك قبضته و صاح به بغضب مماثل :


- اغش إيه انتوا زى أهلى أسيف اتعالجت من الاكتئاب فعلا لكن الفوبيا منك لااااء ...


اتسعت عينيه و هو يشير لنفسه قائلاً بدهشة :


- فوبيا مني أنا ؟!! 


هتف الآخر بغضب و هو يحاول التحكم بنظراته :


- أيوه طبعا أسيف بتخاف منك و لولا إني شايف اهتمامك بعلاجها مكنتش قولتلك كده أنت متستاهلهاش و أنا مش ه.... 


قاطعه "فهد" و هو يمسك بتلابيبه بعنف هادراً يجز علي أسنانه :


- ولا نفس مش من مصلحتك إنك تتكلم عنها كده أنا اللى غلطت لما نزلتك و أنا اللي هتصرف واعالجهاا .. 


دفعه بعيداً بغضب ثم ولى عنه عائداً إلى قصره و هو لا ينفك عن التفكير بما قاله ذاك الطبيب المخادع قضي لياليه في إتصال متواصل مع طبيبه السابق رافضاً رفض تام معاونه ذلك الدخيل لهم ......


Back 


حدقت به بهدوء و ملامحها لا تعكس أى شيئ تراقب أوجه الجميع بصدمه لتهتف فجأه لابن عمها :


- و أنت طبعاً ساعدته ياخد الچيم اللى قصادي ...


ابتلع "نائل" رمقه و هتف بتوتر :


- طبعا أنا لو حلفتلك أنه بلطج عليا و هددني مش هتصدقي صح ؟!! 


أغمضت عينيها و زفرت بارهاق تقول بحزن :


-طيب و نفذتوا خطتكم و عالجتونى خلاص ؟! 


اقترب منها "فهد" مسرعاً و هو يهز رأسه بالسلب هاتفاً بحزن يماثلها هو يعلم ذاك الشعور .. دُميه يحركها الآخرون !! ليهتف بصوت مبحوح نافياً أفكارها :


- أنا مخططتش لحاجه ياأسيف كل الحكايه إنى كنت بخلق مواقف بينا صدقيني مفيش كلمه واحده خدعتك بيها أنا كنت عاوز أعالجك ... 


حدقت به بهدوء ثم ابتسمت و هى تهز رأسها عده مرات بالإيجاب و اردفت بغضب :


- اااه طبعاا أنت كل أهدافك نبيله مقدرش أقولك أهدافك ناحيتي علمت فياااا قد ايييه ؟!!! أنا المفروض دلوقت أقول ده ضحي عشان يعالجني صح ؟!!!! مش كدااااا ؟!!!! 


أردف بغضب و هو يشعر بتلك الغصه تكاد تحرق أحشائه حيث بدا كطفل أمام الجميع تعنفه أمه :


- لاااا مش كداااا أنتِ أى فعل بعمله معاكِ بتشوفيه كدااا لكن أنا مش عاوز غير تسامحينى .... 


تلاقت أعينهم المتألمه للحظات بحديث صامت متألم لتردف بحزن و هى تتركه نازعه ذلك الخاتم من يدها تتقدم إلي "يزيد" قائله بحزن :


- مكنش لازم ترتبط بمريضه عندك يا دكتور ...


كاد أن يتحدث لتقاطعه رافعه يدها بوجهه قائله بنبره هادئه يتخللها الحزن :


متقولش حاجه يا يزيد أنا بحترمك و بقدرك بس أنت حتى مهتمتش بوجودي فى حياتك الفتره اللي فاتت و لا حتى بمكالمه واحده عملت خطه عظيمه مع تيم لعلاجي و ده طبعا لأن العلاج بالصدمة و لازم اتصدم بس أحب اقولك إني اتصدمت في تفكيرك ، ازاي تطلب أيدي عشان تعالجني مفكرتش فيااا ؟!! في مشاعري ناحيتك ؟!! احساسي ايه ؟!! كااان فيه مليون طريقه تستفزه بيها زى ما بتقول لكن أنت لجأت لأسوأ طريقه مش بس كده و كملت فيهااا و أنت ياتيم ...


حدقت بأخيها بأعين دامعه وهي تقول : 


- إزاى توافق إنه يخدعنى كده ؟!!! ليه اصلااا توافق على ده و أنت عاارف أن فهد بيحاول ..


اتسعت أعين شقيقها و اقترب منها يقول بصدمه مقاطعا استرسالها بالحديث :


- لا لااا ياأسيف أنتِ فهمتي غلط أنا لما عرفت اللى حصل بينهم رفضت أنه يكمل و يزيد ساعتها أصر إنه بيحبك و أنه فعلا هيكمل معاكِ فى كل الأحوال و معرفتش ابدا باللى فهد عمله أنا لسه عارف زيي زيك والله ... 


لفظت أنفاسها بمقت ثم أمسكت الخاتم و وضعته بيد "يزيد" و هى تقول :


- و أنا ولا عاوزه فهد ولا يزيد ولا هتجوز اصلااا اتفضلوا كلكم برااا ...


هتف "نائل" مبتسماً بلطف :


-طيب أنا ولا ده ولا ده ممكن اقعد عادى ؟!! 


نظرت إليه بغضب واضح ليتجه إلي ابن عمه الصامت منذ مده يتابع المشهد بصمت و هتف بأذنه :


- أنت مسمعتش طردها ولا إيه ، منكم لله بوظتوا أخلاق النسمه بتاعتنا ... 


ثم دفع جسده للخارج و تحرك الأخير معه بطواعيه تامه و ملامح جامده ادهشتها هى نفسها تبعه ذاك الطبيب الحزين ليقف "تيم" يتابع انتقالها إلى الفراش بهدوء تجلس فوقه بصمت تحضتن رأسها بكفيها الصغيره تحاول ترتيب تلك الأفكار التى تعبث بعقلها مثيره التساؤلات حول ذاك المشهد الصادم لها  .. 


جلس أخيها بجانبها يحيط جسدها و هو يربت على جسدها قائلاً بهدوء :


- كده صح ياأسيف أنا مكنتش مقتنع بالارتباط ده .... 

 


 الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة