رواية خادمة في قصر الفهد الفصل الثاني والعشرون 22 الجزء الثاني بقلم صفاء حسني


رواية خادمة في قصر الفهد
الفصل الثاني والعشرون 22 الجزء الثاني 
بقلم صفاء حسني


فهد، رغم صدمته، اتحرك وجاب كشاف ودخل جوا الدولاب. مهتمش إنه يدافع عن نفسه، هو هيتجنن، عايز يعرف فين ملك. دخل ونزل درجتين، لاقى نفسه بين حيطان وممر ضيق. قعد يدور على ملك وينادي عليها: "ملك، إنتي روحتي، فين ملك؟ بالله عليكي، ردي عليا، والله ما huzعلك ثاني، لكن طمنينا عليكي."

الشخص الغامض كان رابط ملك، والدم مغرق وشها، ولسه مغمى عليها. فهد فضل يدور على ملك ويشوف الممر، دا هتكون نهايته. فين إتصل فارس بالبوليس، لأنه حس إن في حاجة غلط بتحصل، لكن هو متأكد إن إستحالة فهد يعمل كدا.

هبة كانت منهارة لدرجة إنها افتكرت إن كل دا كان حلم، وإن ملك مكنتش موجودة. فارس كان بيحاول يهديها وسهير من صدمتها، شكت إن إبنها ممكن يكون متفق مع حد، وهو عارف بالسرداب دا. إستحالة تكون صدفة.

البوليس جه، وفارس شرحلهم كل اللي حصل، وعرفهم إن دا بيت النقيب فهد، وحاتم كان حاضر معاهم. فتحوا الكشافات ونزلوا السرداب، ورى فهد لحد ما وصولوا لعندوا، وشافوه واقف في مكان حاسس إنها في المكان دا. لكن اللي قدامه مجرد حيطان. قرب منه حاتم وسأله: "إنت كنت عارف بالسرداب دا ولا لا؟ وياترى ممدوح يعرف بيه؟" بصله فهد بحيرة.

"بجد مش فاكر، المهم دلوقتي لازم الاقي ملك باي طريقة." استمر البحث عن ملك، وفضلوا يمسكوا الحيطان لحد مافتحت حيطه منهم على إيد فهد. وفي لحظة كان فهد دخل لجوا، وقفل الحيطه. دخل فهد لقى ملك مربوطة للكرسي، وهي مغمى عليها. قرب منها علشان يفكها، ممدوح جه من وراه وخبطه على دماغه.

بعد فترة من الوقت، نقلوا ملك وفهد من المكان ده.

حاتم كان عارف باللي بيحصل دا، وافتكر لما وصلت المعلومات لممدوح بطريقة غير مباشرة. لما بلغ الدكتور: "أنا هسيبك، لكن بشرط هتروح تبلغ ممدوح وتقولوا وشوشه باللي لازم يعملوا." الدكتور راح عند ممدوح وقاله: "خطتك فشلت، و فهد وصل لعندي، وعرف بكل حاجة، وأخد معاه ملك من الدار لبيته، يعني دلوقتي بقت تحت حمايته، ومش هتعرف تسيطر عليها."

ممدوح بزعيق: "علشان إنت غبي، إحنا كنا متفقين تجرب معها التنويم المغناطيسي، ممكن وقتها تفتكر، أنا كل اللي يهمني، إني أعرف مكان الورق، روحي متعلقة سنين بالورق دا."

إستغرب الدكتور: "إنت مالك شاغل نفسك ليه، بناس ناسيه، كل حاجة، عايز تفكرهم بيك، وتنكش على ورق كان موجود مع طفلة من عشر سنين، وعملت المستحيل معاها، عشان توصلهم إيه؟ ضمنك إنهم لسه معاها، مش يمكن وقع منها، وحتى لو كان معاها، هي دلوقتي مش فاكره أي حاجة، سيبها بلاش تفكرها."

ممدوح بعصبية: "إنت أهبل، يلا، أضيع كل اللي وصلتله، على شوية احتمالات، إنه موجود معاها أو مش موجود، واضح فعلاً إنك وقعت في حبها، وعقلك اتلحس، ومبقتش تنفع للمهمة دي، أنا هتصرف، الدكتور، إنت هتعمل إيه؟ يعني بقولك:

راحت بيته يعني مش هتخرج إلا لما ورجلها على رجله. طيب وهي في الدار، كان ممكن ومع كدا، إنت معملتش حاجه. ممدوح بعصبية: علشان كنت متهبل، معرفش إنها عايشة، ولو كنت عرفت، كنت موتها. لكن فهد لعبها صح وخطط صح، كأنه كان عارف إني مجهز الخطة. ولولا إني جيت عندك العيادة علشان أتعالج، وشفتها بالصدفة، مكنتش عرفت. لكن ملحوقة اللي ميعرفوش إن بيته مش آمن أصلاً. وإني هقدر أوصلهم هما الإثنين. يأما أعرف مكان الورق أو أخلص عليهم وارتاح وأكمل حياتي. أنا مطمن ومش خايف من الفضيحة.

إتنهد الدكتور طيب: المهم بالراحة على نفسك، إنت بسبب الموضوع دا، صحتك بتتعب، ووجع جسمك سببه نفسي. المهم، أنا جالي من برا مجموعة كبيرة من الأساور من بتساعد على استرخاء العضلات من خلال ذبذبات، وكمان هتهدي أعصابك المشدودة مع العلاج. خد، إختار اللي تريحك.

إبتسم ممدوح: إنت عايز تضحك عليا؟ عوى تكون اشتغلت مع حد ثاني. إنت عارف إني أقدر أوديك وراء الشمس. أنا قربت أكون نائب الوزير، يعني بقى ليا سلطة ونفوذ. فاهم.

إبتسم الدكتور: ليه كل دا براحتك. أنا فعلاً وزعت على كل الحالات، وإنت شفوت دا قبل ما تيجي وبقولك إختار اللي تعجبك. لو حابب ممكن تجربها دلوقتي وشوف هتحس براحة ولالا. ولو مش عايز، براحتك، وخذ العلبة علشان يشيلها.

وقفة ممدوح وفتح العلبة وقال: مدتها قد إيه وإيه نظامها؟

الدكتور بدأ يشرحله: مدتها سنه، وبتتشحن بالكهرباء. لكن لازم كل سنه تتغير بنوع مختلف علشان بتتطور. ولازم تقلعها قبل النوم علشان متأثرش على ضربات القلب. لكن طول ما إنت في شغلك أو بتبذل مجهود، ألبسها.

ممدوح اقتنع بكلام الدكتور ونسي إنه مع دكتور نفسي قدر من نظرة عينه إنه ينيمه تنويم مغناطيسي واقنعه إنه يأخذ الأسوار اللي فيها جهاز تنسط وبتبعث إشارة تعرفك بالمكان.

باك حاتم فاق من شروده وبدأ يتابع الإشارة من خلال الجهاز اللي معاه، مشي وراها، خرج من المكان وهو يتابع الإشارات لحد ما وصل للحديقة. وهناك الإشارة وقفت. حاتم بصدمه.

# عند فهد وملك
فهد فاق، لقى نفسه مربوط جنب ملك. بدأ يتحرك في نفس الوقت ملك كمان بدأت تفوق وهي بتمسك دماغها مكان الخبطة. فتحت عينيها وهي حاسة إن الرؤية مشوشه وعينيها مزغلله. بعد شوية فاقت وفتحت عينيها، شافت فهد مربوط جنبها. انصدمت.

ملك: فهد باشا، إنت كمان جيت ورايا، مش أنا طلبت منك إنك متقلقش، وأنا هنقذ أختك. مشكلتهم مش معاك، إنت. مشكلتهم معايا، أنا.

فهد إستغرب من كلامها وسألها: إنتي بتتكلمي عن إيه؟ إنت كويسة صح؟

إبتسمت ملك: أنا زي القردة، اهو. هكون مالي يعني، إنت عارف إني أنا قوية، ومحدش يغلب معايا. أنا سويت إعتماد لحد ما هربت منها، وسمعت أسماء وليلي بيتفقوا إنهم هيخطفوا أختك عشان يجبروك على الجواز. لكن ماتقلقش.

دخل عليهم ممدوح وهو بيضحك: إنتي افتكرتي، طب كويس، فين بقى الورق، ياحلوة، اللي بقالك سنين بتلعبي بيه علشان أسيبك، إنتي وفهد باشا.

ضحكت ملك عليه: هو إنت لسه مزهقتش من نفس الإسطوانة دي؟ ياراجل، أنا تعبتلك سلف، يعني من وأنا في ثانوي وإنت بتسلط ليلي عليا علشان تعرف مكانهم، وهي كانت هبله زيك، أفتكرت إنها لما تهددني هتوصل للورق، حرمتني من التعليم، وحبستني، وبردوا، ماوصلتش معايا لحاجة، اه منكرش، كان نفسي أدرس ثانوية عامة، ودخلت تمريض، لكن ميضرش ذلتك دي قدامي بالدنيا وما فيها، كنت فاكر إنك هتكسرني، لما بعثتني على بيت إعتماد.

ملك طلعتله لسانها ببراءة: بعينك، أهو، ربنا بعتلي اللي ينقذني، وإنت لسه زي ما انت، مذلول، إنت قتلت أبويا وعمي الظابط علشان محدش يعرف حقيقتك، وإنك خاين وعميل لإسرائيل، ومش لوحدك، في قائد كبير معاك، علشان كدا، هتموت، وتخلص مني علشان الورق مايوصلش للنائب العام، صح.

فهد اتصدم من كلام ملك وبدا يحلل كلامها وفي نفسه: هي ملك، حصل معاها زي ما حصل معايا، افتكر فترة معينة من خمس سنين، أنا كدا بدأت أفهم، وسألها: ملك، ياحبيبتي، إنتي وعدتيني إنك هتديني الورق، وهنسلمه سوى للنائب العام، لأن دا مش تارك لوحدك، دا ثارنا، إحنا الإثنين.

إبتسمت ملك: لسه مكانهم هو نفس المكان، اللي عشنا فيه، أجمل أيام حياتنا، قبل مايتصلوا بيك، فاكر.

ممدوح قرب منها ومسكها من شعرها: إنتي، يابت، قولي هما فين، أنا مش بحب الألغاز، وإلا، قسماً بالله، أدفنك بمكانك، وإحنا أصلاً موجودين تحت الأرض، يعني لو سبتكم هنا، مفيش حد هيعرف مكانكم.

ضحكت ملك: طيب، سيب شعري، هو عاجبك أوي كدا؟ كل ما تشوفني تشد فيه، إيه القرف دا؟ وبلاش تهدد، لو شاطر، إعملها، على الأقل الوسيم يرتاح من البومة، أسماء وأمها، وأنا هفضل أتأمله شوية قبل ماموت.

ضحك فهد بسعادة، علشان كان مشتاق لكلمة الوسيم، ووجه كلامه لممدوح: والله، مش عارف أشكرك إزاي، إنك رجعتلي حياة قلبي من تاني، برقتها، وشقاوتها، وكأن السنين زي ماهي معدتش، فعلاً سيبونا نموت هنا، زي مابتقول.

ممدوح بعصبية وحرقة دم من كلامهم، هو أنا قاعد مع عصافير الحب، وأنا مش عارف..

إبتسمت ملك: لا، إحنا عصافير كناري، عندك مانع?

نفخ ممدوح بضيق من برودهم ورفع السلاح على رأس فهد: طيب، ياعصفورة، أنا هموتلك عصفورك، لأن شكل الذوق مش هينفع معاكي.

ملك حست بالخوف على فهد وزعقت بصوت عالي: سيبه، ياحيوان، إنت مش هينفع معاك غير إنك تنعدم في ميدان عام، إنت غبي على فكره، وأنا عرفت ألعب عليك كل السنين دي، لأني رميت الورق في نهر النيل من يوم ما قررت إني أعيش حياتي مع فهد، قولت،

قلت مش لازم أنتقم، ربنا هو المنتقم، لكن إنت غبي، عمال تاكل في نفسك، وتخطط، وتستغل أسماء وأمها في تخطيطك، وكله دا، ومش قادر تفهم إني لو كنت عايزة أذيك، كنت أذيتك من زمان، إنت قولت إني طفلة، وإن محدش هيصدقني، لكن والله، أنا لو كنت بعتهم في البوسطة للنائب العام، كان زمانه قبض عليك.

ممدوح كان هيتجنن وزعق: بقى بت مفعوصه زيك، بتلعب بيا، أنا وبتكذب عليا، إنتي بتغالطي نفسك، مرة تقولي مش عارفه مكانهم، ومرة تقولي بعتهم في البوسطة للنائب العام، ومرة تقولي رميتهم في النيل.

ضحكت ملك: مش بقولك غبي، طيب، إيه رأيك، أعمل معاك ديل، سيب فهد، وقتلني، أنا، إذا كان موتي هو اللي هيريحك، ياراجل، اختشي على شيبتك، عجزت، وكبرت، ولسه ماسك في السلطة والنفوذ، هتستفاد إيه من تدمير شبابنا، أو موتنا، إنت عارف إنك يوم ما تقتلني، تاني يوم هتلاقي نفسك مرمي في السجن، وجرب كدا.

ممدوح رفع المسدس على رأسها، وفجأة حاتم اقتحم المكان، وتم القبض على ممدوح، حاتم: أخيراً وقعت في إيدينا.

ابتسمت ملك وصرخت من الفرحة: مش معقول، أنا مش مصدقه نفسي.

بصلها فهد بحيرة وسألها: هو إنتي تعرفيه يا ملك.

ملك بإبتسامه: اه، طبعاً، قابلته في المستشفى، بعد موت بابا، فاكر يا... والله، نسيت إسمك.

المهم، كنت عاوزه أروح للنائب العام، علشان أبلغ على الغبي دا، وهو كان قاعد على كرسي في المستشفى، كان مريض وقتها، كتفه كان متجبس وقتها، قعدت جنبه، وسألته فلاش، باك سلامتك، ألف سلامه، دا من إيه، بعد الشر حادثة.

إبتسم حاتم: لا تدريب، وأنا في الكلية.

سألته ملك ببراءة: كلية إيه دي، اللي بتشلفطك كدا.

ضحك حاتم: كلية الشرطة.

إبتسمت ملك بفرحة: يعني إنت ظابط، صح، طب كويس، كنت عاوزه منك مساعده.

ابتسم حاتم: هو أنا لسه مبقتش ظابط، أوي، لكن أومري.

بدأت ملك تتكلم ببراءة: دلوقتي أنا عندي 15 سنه، وطبعاً لوفكرت أروح قسم شرطة، أو عند نائب عام، أقدم بلاغ، محدش هياخذ بكلامي، صح.

ضحك حاتم: صح، بس إنتي عايزه تبلغي عن إيه.

ملك هزت رأسها: لا، دا سر بابا، الله يرحمه، قالي سر، ولازم نحافظ عليه.

بصلها حاتم بحزن: البقاء لله، هو والدك مات.

ردت ملك: اه، من يومين، وعمي بيعمل إجراءات الدفن ليه، هو وماما، أنا بجد حاسة بالعجز، عاوزة أنفذ وصيته، لكن سني صغير، ومش هقدر أعمل حاجه.

حاتم هز رأسه: صح، كدا، وفي حاجه عايز أقولك عليها، أحياناً ربنا هو اللي بياخد حق العبد، علشان هو مطلع على كل حاجه.

ملك: ونعم بالله، سلامتك، ألف سلامة، اه، مقولتليش إنت إسمك إيه.

إبتسم حاتم: إسمي حاتم، ووعد لو بقيت ظابط، بعد أم الحادثة دي، هبقى أساعدك.

وقتها تقبض على المجرم بنفسك.

إبتسم حاتم: وعد، ووقتها لازم تجيبي الدليل.

ابتسمت ملك: وأنا إسمي ملك محمد السيد، أوعى تنسى إسمي علشان توفي بوعدك معايا.

باك إبتسمت ملك: الدنيا صغيره أوي، أنا مش مصدقه نفسي إنك وصلتلي...




تعليقات