رواية خادمة في قصر الفهد الفصل التاسع 9 ج2 الجزء الثاني بقلم صفاء حسني

رواية خادمة في قصر الفهد
الفصل التاسع 9 ج2 الجزء الثاني 
بقلم صفاء حسني

 (تكملة)
"أتكلم في إيه أو أقول إيه وأنا مش عارفة أنا مين ولا إيه المكان ده والا لِـ  يا أهلي أو لا؟"
 
رجعت هدير رأسها على الكرسي وقالت: "يا قلبي، المكان ده اسمه مأوى، بيحتوي كل شخص مليش مكان يقعد فيه."
 
نظرت لها بحزن وهزّت رأسها: "تمام."
 
أكملت هدير وقالت: "مش عايزة تعرفي جيتي هنا ازاي؟"
 
نظرت لها ملك بحزن: "اللي تشوفي حضرتك."
 
كانت هدير بتتقطع عشانها، لكن خايفة عليها. الخطر مش فقط أسماء وأمها، الخطر ممدوح لعب بِـ حياتها هي وعيلته عشان مش يخسر مناسبة وحاول يقتلها.
 
"طيب أقولها أنتِ مين؟ نفسي تخرجي من الحالة دي عشان تكملّي تعليمك." ثم تنهدت ومدّت إيديها وأعطتها ملف.
 
مدّت إيديها ملك وهي مستغربة وسألتها: "إيه ده؟"
 
ردّت هدير: "ده كل حاجة تخصّك، لقيناه بعد الحادثة بفترة. شوف اللي حصل. خطأ من المستشفى عندنا، كان في حديثنا حصلوا مع بعض وجات ضحيتين أنتِ وبنت اسمها حياة، وحصل لخبطة في تسجيل البيانات، أنتِ انكتبتي بِـ اسم حياة وتم عمل لِـ كِ  عملية تجميل بسيطة عشان الجرح اللي كانت في وشك، أم حياة ماتت وسلمتها لِـ عايلتك وتم دفنها، ولكن بعد الجرد اكتشفت الغلط، لِـ ما بحثت عن حياة وحياتك لاقيتها شبيهة جدًا. هي بنت متفوقة في الثانوية العامة، كانت البنت راجعة من مراجعة وحصلت مشاغبات وحريق وللأسف هي كانت قريبة فِـ اتحرقت. البنت دي يتيمة، وكانت عايشة مع جدتها الست الطيبة اللي هناك ده، وعرفت إن أنتِ أهلك ماتوا، وملكيش حد غير بنت عمك اتجوزت وسافرت، والاختيار لِـ كِ  تكملي بِـ اسم ملك أو حياة. صاحب المستشفى أوصى إننا نتكلف بكل مصاريفك وكل حاجة تخص تعليمك، الخيار لِـ كِ."
 
كانت محتارة ملك من كلام هدير، ونظرت على الست الكبيرة اللي قاعدة تنظر لها من بعيد وهي حزينة، وسألتها: "يعني أنا ملامحي اتغيرت؟"
 
هزّت رأسها هدير بالنفي وقالت: "لا طبعًا، أنتِ ملامحك زي ما هي."
 
سألتها ملك بحزن وقالت: "طيب ازاي الست الكبيرة دايماً بتراقبني وبتبص عليا وكأنها منتظرنا؟"
 
شرحت لها هدير وقالت: "الصراحة، الست كانت نفسيتها تعبت جدًا لِـ ما افتكرت إن حفيدتها ماتت، ومكنش غيرها في الدنيا وصحتها كانت بتدهور، وجبينها على هنا وطمنّها، وقلنا ليها إن ده حفيدك وعملنا لِـ ه عملية جراحية وشيلنا كل الحروق، وهي كانت ملامحها قريبة منك فِـ صدقتنا، وهي عارفة إنك من الصدمة نسيتها، قالت مش مشكلة المهم تكون بخير حفيدتي."
 
هزّت رأسها ملك وقالت: "طيب امتي هقدم وأكمل تعليمي؟"
 
ابتسمت هدير: "وقت ما تحبي، عايزة بِـ اسم مين؟ أنا بقترح الأفضل بِـ اسم حياة، عشان في شخص كان السبب في موت أهلك، وممكن لو عرف إنك عايشة يموتك."
 
شهقت ملك وقالت: "واضح إنك تعرفي كل حاجة عني وعشان كده خايفة تتكلمي."
 
هزّت رأسها هدير وقالت: "الصراحة أه، وراي بلاش أقولك حاجة عشان اللي أعرفه مجرد حكايات سطحي، لكن أكيد أنا كنت نفسي يغيروا ملامحك عشان محدش يوصل لِـ كِ  لكن..."
 
نظرت لها ملك بحزن: "نعم أنتِ مين؟  ومين ادّاكِ الحق تتحكمي في كل حاجة؟  وممكن تكوني غيرتي ملامحي."
 
فتحت هاتفها هدير وأحضرت صورة وقالت: "ده صورتك مع بنت عمك، اسمها هبة."
 
نظرت ملك لِـ هبة، ابتسمت وقالت: "الله، ده جميلة جدًا، وفعلاً تحسي إن احنا توأم."
 
هزّت رأسها هدير وقالت: "هبة متجوزة صاحب المستشفى اللي كنتِ فيها، وابن عمه هو الشخص اللي اتكفلك وطلب نحميك لِـ ما تكملي تعليمك، وعشان كده من واجبي أحميك لِـ درجة ما بلغتش بنت عمك عشان متضعفش حد يعرف إنك عايشة. لو تحبي تشوفيها، أخليكي تشوفيها، لكن متظهريش نفسك واسمعي كلامنا عشان تصدّقي."
 
هزّت رأسها ملك وقالت: "ياريت."
 
بالفعل أحضرت هدير لب توب وفتحت تطبيق صوت وصوره فيديو، ووقفت ملك خلف شجرة، لكن كانت شايفة المكالمة. فتحت هبة وظهرت ملامحها.
 
ابتسمت هدير وقالت: "إيه الحلوة دي؟  الجواز غيرنا وبينا قمرات والا جوه باريس؟"
 
ابتسمت هبة وقالت: "يعني أنا كنت وحشي؟"
 
هزّت رأسها هدير بالنفي وقالت: "لا طبعًا، مش أقصد. المهم، عمل إيه؟"
 
تنهدت هبة وقالت: "حاسة بالغربة والضياع، مشتاقة لكل حاجة، لِـ بيتنا القديم والحديث مع ملك، واللعب معها. اشتقت لِـ عمي ومرات عمي وأبويا....




تعليقات