رواية خادمة في قصر الفهد
الفصل الثاني عشر 12 ج1 الجزء الثاني
بقلم صفاء حسني
فجأة ليلى لاقت نفسها تعبانة ومش قادرة تاخد نفسها ووقعت وغمى عليها، تم نقلها على نفس المستشفى، الكل تصور أنها غمى عليها من صدمتها بموت ابنتها وتم الكشف عليها، وبعد ما فاقت دخلت عليها سهير وتحدثت:
"البقاء لله في بنتك، وأظن إنك أصلاً مش فارق معاكي موتها من حياتها، وسبحان الله الجينات الوراثية واحدة، هي كمان مكنش فارق معها حياتك، ووضعت ليك حبوب العلاج الجديد، اللي بيجري في الدم وبيتم تسمم الدم."
انصدمت ليلى ومن الخوف وجها ظهر عليه الشحوب والمرض وقالت:
"يعني أنا هموت، مفيش علاج؟"
ابتسمت سهير واقتربت منها وقالت:
"مفيش علاج أصنعه، ملهوش علاج مضاد ليه، لكن كل حاجة وليها تمن يا ليلى."
نظرت لها ليلى وهي تتألم وقالت:
"إلا انتِ عايزاه انفذ بس أرجوكي ساعدني، الألم بيقطع في جسمي."
جلست سهير على الأريكة بجوار منها وهي تبتسم:
"يا خسارة مش هعرف أقولك تعالي اركعي وبوسي رجلي زي ما عملت مع ملك، الله يرحمها."
ثم تحول كلامها لغضب:
"إلا قتلتها انتِ وبنتك، وحبيبتي ضحت بحياتها عشان تنقذ بنتي، المهم دلوقتي عشان تاخد العلاج خلال ٣ أيام أو تحصلي بنتك."
شعرت بخوف على نفسها ليلى وقالت:
"أنا هعمل كل اللي انتِ عايزها."
ضحكت سهير وقالت:
"جيه الوقت إنك تنكسري، المفروض تعترفي لابني فهد عن كل حاجة عملتها بنتك ومن البداية عندك، ٢٤ ساعة تفكر ابني بكل حاجة."
اتنهدت ليلى وقالت:
"لكن أنا مش عارفة كل حاجة."
ابتسمت سهير وقامت عشان تمشي:
"وقفتها وقالت: حاضر أقوله على كل اللي أعرفه من يوم ما سابت ملك البيت لحد ما ماتت وكل اللي عملته أسماء معاكي، أرجوكي أنقذني من الألم، جسمي كله وجعني."
نظرت لها سهيرة وقالت:
"مش دلوقتي، لم يتم دفن بنتك، وبعد كده كل تفصيل تحكيها."
هزت راسها ليلى:
"حاضر."
خرجت سهير واتجهت نحو ابنها وهي لا تعلم إذا ممكن يتقبلها أم لا، خطوط خطوتها حتى.
❈-❈-❈
اتجهت سهير إلى غرفة فتحت الباب لكى تطمن على الطفل وابنها وهي متوقعة أن ابنها يستقبلها بطريقة سيئة، لكن هو كان مهزوم محتاج حضن أمه مهما كانت ما بينهم مشاكل، وبالفعل رمى نفسه في حضنها وهو حزين، وضمتها سهير بحب وقالت:
"البقاء لله."
لكن تذكر رفضها لأسماء فخرج من حضنها وانسحب خارج الغرفة.
شعرت بألم سهير وقالت ما بين نفسها:
"هتعرف الحقيقة يا فهد بجد هتعرف الحقيقة، وإنني مظلومة، أسماء اللي بتبكي عليها ده كانت بتديك علاج عشان مش تفتكر بعدتك عني زمان، ولم فقط الذاكرة ورجع حبك لي نجحت أنها تبعدك تاني، لكن أنا تعبت يا فهد، العمر مش فيه الغربة ده كلها، بكرة هتعرف كل الحقيقة، سامحتني أو لا أنا هفضل معاك ومع حفيدة."
نظر لها بدر عز الدين وسألها:
"هو انتِ تيتة صح أم بابا؟"
كانت سعيدة أنه اتعرف عليها جريت عليه وقالت:
"اه أنا تيتة يا حبيبي، عرفتيني ازاي؟"
تحدث بدر عز الدين ببراءة وقال:
"بابا كان بيحكي عنك كتير أوي، وخلنا شفوت صورة ليك وقالي إنك مسافرة لشغل ل عشان انتِ دكتور كبيرة بتصنع الأدوية اللي بتعالج الناس، وكمان قالي إن المستشفى ده كمان بتاعتك."
كانت سهيرة سعيدة جداً أن ابنها بيتكلم عنها مع ابنه وشعرت أن ممكن في يوم يرجع كل حاجة ضاعت.
بعد قليل طلبت الممرضة من سهير أن تترك الغرفة لأن بدر لازم ياخد العلاج وينام.
انتبه بدر عز الدين أن ملك مش موجودة وسألها:
"هي وصفية راحت فين؟"
نظرت له سهير باستغراب وسألته:
"تقصد مين؟"
هز رأسه بدر وقال:
"اقصد الدكتورة بتاعتي أنا اتفقت معها هتكون الوصفية بتاعتي وانا الملك وهتكون معايا في كل مكان."
ابتسمت سهير وقالت:
"طيب هي فين عايزة أشوفها."
دخلت الممرضة بعد ما خرجت ملك من باب جانبي في الغرفة، عندما دخلت سهير خرجت ملك ولم تراها، قالت:
"للاسف يا هانم الدكتورة مش بتتعامل مع أي حد غير المريض."
استغربت سهير وتغيرت ملامحها وتفصيل وجهها إلى غضب وقالت:
"مش فاهمة أنا المساهم الأولي في المستشفى، مين قال القرار ده وازاي ممنوع عليا اشوف دكتورة أو دكتور هنا، ومن حقي اشوف دكتورة حفيدة."
اعتذرت الممرضة وقالت:
"حضرتك ده أوامر من الدكتور شريف حضرتك إن الدكتورة لم تتعامل مع أي شخص غير المريض، لأنه الدكتور بتاعها وهي بتدريب هنا، ممكن تسأليه حضرتك."
❈-❈-❈
حصلت شوشر ووصل الأمر عند هدير، وذهبت هدير عند الدكتور شريف وقالت:
"انت وعدنا إن حياة هتكون في أمان عندك، ليه خليتها تتعامل مع والد مريض وكمان تتكلم مع المريض وتحكي قصتها كدة ممكن تكون في خطر وخصوصا أن المساهمين هنا أسماء وسهير."
بلع ريقه الدكتور شريف وقال:
"المريض بيكون ابن أسماء وحفيد سهير وابن فهد بيه، والطفل حالته صعبة عنده كسور وشاف أمه بتموت، مكنش ينفع أي حد يتابع حالته غير الدكتورة حياة."
انصدمت هدير وقالت:
"انت متأكد إن أسماء ماتت؟ ياه سبحانك يا الله ما شامته، حقك بيرجع يا ملك، المهم مش عايزة الدكتورة سهير تشوفيها، لحد ما نشوف فهد يعمل ايه، لا أنا معنديش استعداد أ خاطر بحياتها."
هز رأسه الدكتور وقال:
"أنا عايز افهم ليه خايفة منهم وليه محاولتيش تعرف فهد كل حاجة."
اتنهدت هدير وقالت:
"أنا كان عندي مسؤولية كبيرة وهي أن أحمي ملك من أي شر بعيد عن مرات عمها وأسماء وسهير، زمان لعبة في مخها أعطتها علاج يخليه مرة تفتكر ومر تنسي، ومش عارفة ده السبب إن لم حصلت ليه الحادثة اتمحية ذاكرتها، ده هي عارفة إن ابنها بياخد علاج عشان ميفتكرش وساكته ومحاولتش تنقذ ابنها وتقف ضد أسماء، يبقي ده ليه أمان إن تعرف ملك عايشة، وهي من الأساس معدومة المشاعر، أنا كنت رافضة أشتغل هنا أصلاً."
تنهد الدكتور شريف وقال:
"هي بنت متفوقة مجتهدة، متنسيش إنكم ليكم أسهم في المستشفى ومن حقك تطلب وتمنع اللي انتِ عايزاه، سيبها على الله، وسبحان الله ممكن ربنا يرد بعد السنين ده الحقيقة تظهر وانتِ قولت إنه قابلها كتير لكن مش افتكرها والا هي افتكرته، لكن ممكن يفتكروا بعض، أو يخلق ما بينهم قصة حب جديدة."
هزت راسها هدير وقالت:
"الله اعلم، المهم خلي بالك."
❈-❈-❈
اتجهت سهير عند الدكتور شريف بعد ما انسحبت هدير من باب آخر، دخلت سهير اتكلمت بشدة وقالت:
"ازاي تمنع اشوف دكتورة بتشتغل هنا في المستشفى؟"
بلع ريقه الدكتور شريف وقال ما بين نفسه:
"بدنا في الحرب يا ساتر استر," ثم بدأ يتحدث:
"مين قال كدة يا فندم؟ أي دكتور اسمه تم تسجيله في الكشوفات من حقك تتعامل معه تقابله حضرتك ليك النسبة الأكبر في المستشفى."
بدأت ترتاح سهير وقالت:
"طيب ليه الممرضة الغبية قالت ممنوع اشوف الدكتورة المشرفة على حالة حفيدة؟"
بدأ يوضح لها شريف وقال:
"أولاً ده مساعدة بتاعت وليس دكتورة هنا وليس له كشف أو راتب شهري مجرد متطوع، وهي بتتعامل على أضيق الحدود لأنها لسه بتدرسة في سنة ٣ طب وهي نفسها تختار قسم عظام الأطفال، عشان كده طلبت تيجي و تشرف على الحالات عاملي عشان تتعلم مش اكتر، لكن كل التقارير الخاصة بحفيدك أنا المسؤول عنها شخصياً، وأعتقد حضرتك مش هتفرق معاك واحدة مجرد مساعدة دكتور، مغمورة ولسه في أول طريقها."
اقتنعت بحديثه سهير لأنه قدر يلعب في حتة المقامات اللي هي مقتنعة بيها، وهزت راسها وقالت:
"تمام يا دكتور شريف، المهم عايزة عينك تكون على حماة ابني مريضة في غرفة ١١٧، محدش يدخل عندها من غير اذن ولم ابني فهد يدخل عندها بلغنا، وحط كاميرات مراقبة في غرفتها وكاميرات تسجيل فيديو صوت وصوره."
استغرب الدكتور شريف لكن تذكر كلمة هدير ذنب ملك ناس بتخلص من ناس، وكويس أن الكل بيوقع التاني، وهز رأسه:
"حاضر."
❈-❈-❈
ذهب فهد لتحضير ورق دفن أسماء وكان معه صديقه وليد اللي دائماً على اتصال معه، وعندما علم بموته نزل مخصوصة علشان يكون معه.
ضم وليد فهد حضن شوق ومواساة ودعم، وبالفعل تم دفنها وأيام العزاء عدت، وفي لحظة ضعف نظر فهد لوليد والدموع مستقر بين جفونه وقال:
"بالي سنين حاسس بالضياع، مش متذكر حاجة، ووقت ما كنت أسالها أي اللي حصل واتفقنا أقابله في النادي، عشان أعرف أعمل مواجهة ما بينها وبين ممدوح، لكن سبقها الموت، وماتت السر معها وإنني كنت عايش في كدبة وتاريخ ضياع، لولو إنك يوم ما جيت وقولت لي إن فقد الذاكرة مكنتش عرفت، ومن وقتها وأنا في حيرة لكن براقب تصرفاتها مع امها ومش عارف ليه خبوا عليا وايه اللي حصل، خايفين أعرفه، الف سؤال في عقلي ملهوش إجابة، واليوم اللي أعرف فيه منك إنني فاقد الذاكرة لم زورتني لكن أسماء توهت الموضوع وفهمتني إنك مجروح وإن ملك بتكون حبيبتك."
أنصدم وليد وحكى ليه أنا زي ما قلت ليك:
"يا فهد لم عرفت إنك في المستشفى ورحت أزورك كان ممنوع أي حد يدخل عندك، انتظرت لم تخرج وبعد كده عرفت إنك اتجوزت، زعلت إنك مش بلغتني رغم كل أسرارنا مع بعض، وزرتك في البيت لكن وقتها أسماء منعت اقابلك وقالت: فهد فاقده الذاكرة والدكتورة مانع يتعامل مع أي حد أو يتعرض إن حد يفكره بذكريات والا ممكن يموت وقتها خوفت عليك، لكن بعد ٤ سنين اقبلت فارس في المطار وسلم عليه وسألته عنك."
❈-❈-❈
فلاش باك
"ايه الغيبة ده يا دكتور فارس وحشتني."
ابتسم فارس:
"وانت اكتر اخبارك ايه يا وليد، أنا محتار في امرك يا وليد، انت شاب عربي والا مصري؟"
ضحك وليد وقال:
"الاثنين يا فارس، اعمل ايه ام مصرية واب أردني، المهم اخبار فهد ايه تذكر حاجة؟"
نظر له فارس بدهشة وقال:
"انت عرفت ازاي إنه فقد الذاكرة؟"
ابتسم وليد وقال:
"هو سر حربي."
تكلم فارس بوجع وقال:
"مش سر حربي والا حاجة، لكن أسماء الله يلعنها وقفت الزمن عند فهد ولعبت في التاريخ والايام عشان يفضل فهد يحبها، ولم حاولت أعرف فهد على حالته وساعده يتذكر لفقت لي تهمة وكنت هخسر شغلي، ورغم كده حاولت لكن تعب فقررت أسافر، وفي الاخر هو اللي اختارها زمان فيدفع تمن اختياره."
أنصدم وليد ولم يقتنع بحديثه:
"يعني الست اللي قابلتني هي أسماء مش ملك؟ لا فهد لازم يعرف أو يتذكر، أنا نازل مصر وهعدى عليه في شغله."
اتنهد فارس وقال:
"ياريت تعرف تعمل اللي محدش قدر يعمله."
باك
"بالفعل نزلت وقرارت اقابلك، لكن الحارثة كانت شديدة فقرر يا خطوة خطوة المواجهة، وانتظرت أمام المنزل لحد ما انت رجعت، ووقتها مش عارف أنا حاولت اكلمك كتير بعد كدة لحد ما قدرت اقابلك في النادي، ووقتها انت سالتني."
فلاش باك
"ابتسم فهد وقال: آخرين اتقابلنا اخبارك ايه، حكاية حبيتك ملك، استغرب وليد وقال: ملك مش حبيبتي والا اعرفها أصلاً، المهم اخبار ولدتك ايه، لسه متخاصمين رغم إنك عرفت إنها بريئة معملتش علاقة مع منصور وكل ده كان افترى من ممدوح."
أنصدم فهد وقال:
"علاقة ايه؟ تقصد ممدوح؟ مين مديرة في العمل؟ انت ليه عايز توصلي حاجة وتلخبطني؟"
نظر له وليد وقال:
"طيب اساله عن حفلة تخرجك، لم مامتك طردت زوجته وشوف يعمل ايه."
أنصدم فهد وقال:
"نعم انت بتقول ايه؟ أنا معملتش حفلة تخرج عشان ابوي كان مات واسماء كانت في شهوره الأخيرة."
اتنهد وليد وقال:
"خدني على قد عقلي."
وفي نفس الوقت انتبه ممدوح إن في حد غريب مع فهد اقترب منهم وقال:
"بتعمل ايه هنا يا باشا؟"
استأذن وليد وقال:
"أسيبكم أنا سلام يا صاحبي."
❈-❈-❈
ابتسم فهد وهز رأسه وقال:
"سلام."
ووجه حديثه لممدوح:
"أنا كنت عايز أحجز لابني في النادي، انت عارف عنده ٥ سنين."
ابتسم ممدوح وقال:
"سبحان الله الايام بتجري."
فكر فهد في حديث وليد وقال:
"أنا سعيد جداً إن المشاكل مخلتكش تتغير من ناحيته وأصبحت أقرب الناس لي وبتدعمني في شغلي رغم إن امي إهانة زوجتك في حفلة تخرجي."
في لحظة نسي ممدوح أن فهد لم يتذكر وابتسم:
"ده ماضي وراح، وبعد كده بقينا حبايبي وعرفيني مين عدونا."
تنهد فهد وقال:
"فعلاً حضرتك."
باك
تحدث فهد:
"من وقتها صدقتك وبقيت أشوف أسماء بصورة تاني، لكن فعلاً كنت ناوي أوجهها لكن ماتت قبل ما أسالها ودلوقتي هدخل عند حماتي أسالها ممكن تكون عارفة حاجة."
هز رأسه وليد وقال:
"ياريت أكون معاك عشان لو فعلاً قالت ليك ووقع منها تفصيلي أكملها ليك، لكن لازم تسمع منها قبل ما احكي اللي أعرفه."
في المستشفى دخل فهد عند ليلى وسألها:
"فهد: في سؤال محيرني وبنتك كانت دائماً بتهرب منه، إنتم إمتا اتصالحتوا وامتا رجعتي لحياتها وإزاي قبلتك في حياتها بالسهولة دي مش فاهم، وليه الكل خبى عني إني نسيت فترة من حياتي."
بصتله ليلى بكسرة الألم والمرض وقالت:
"هقولك على كل اللي أعرفه وامتا ظهرت في حياتكم."
"الحكاية بدأت من يوم ما ضحكت على بنت سلفي وبعثتها على بيت واحدة إسمها إعتماد عشان نخوفها وتمضي على تنازل عن بيت أبوها والورشة، وممكن أرجع أحكيلك قصتي من زمان من يوم ماسبت أسماء وأبوها .
نفخ فهد وانا مالي
تنهدت ليلى عشان تعرف الجديد لازم تعرف القديم...