الفصل الرابع عشر 14 ج1 الجزء الثاني
بقلم صفاء حسني
في نفس الوقت، كانت في ممرضة داخلة وشافت الموقف. خرجت وبلغت دكتور شريف. اتلم التمريض على صوت الغضب بتاع فهد. دخل شريف، شاف ملك على الأرض، تتألم من الدفعة القوية وانصدمت في الحائط. اقترب الدكتور شريف ومد إيده وقامها من على الأرض وهو بيعتذر:
"أنا آسف يا حياة، بجد آسف."
وتذكر حديث هدير وإنه يبعد ملك عن الناس ده، وإنهم مش وراهم غير الأذى وما بين نفسه.
هدير حذرتني إنك مش تتعاملي معهم، لكن أنا مسمعتش كلامها.
كتمت زعلها ملك المها، وقالت:
"مفيش حاجة حضرتك، أنا بخير." وطلبت منه:
"ممكن بعد إذنك أمشي، وسامحني. أنا خلصت تدريب، عايزة أركز الفترة الجاية في دراستي، وربنا يعينك على مرضاك."
ومشيت وهي تتألم من راسها، إلا مجروح والدم في شعرها. وكانت في صور بتظهر قدام عيونها، لكن مشوشة.
لكن فهد كان عيونه على ملك وهي بتختفي من قدام عيونه، وكأنه يشعر بروحه تنسحب منه. مش عارف إذا كان عايزها ولا لأ. ثم غاب عن الوعي.
❈-❈-❈
عادت ملك إلى البيت أو الدار، لأنهم حولوا الفيلا إلى دار مأوى للفتيات الذين لم يجدوا مأوى، واشتروا منزل بالجوار وأصبح دار أيتام مسنين.
شعر مهاب إن ملك مش على طبيعتها، حزينة وسألها:
"مالك يا ملوك، زعلانة ليه؟"
نظرت له ملك وقالت:
"مين قال إني زعلانة؟ أنا كويسة وبخير! أزعل ليه؟ عشان بس الذاكرة وعشان مش فاكرة أنت مين، ولا هدير، ولا مروان، ولا وردة؟ أزعل ليه؟ مفيش حاجة تزعل!"
اقتربت منهم هدير، كانت جاية من العمل وسمعت الحديث، وقالت:
"أنتي ليه حكيت قصة إنك فاقدة الذاكرة لأهل مريض؟ مش أنا منبه عليك يا ملك؟ أنتِ ليه مش خايفة على نفسك؟"
نظرت لها ملك وهي تتحكم في دموعها، ثم قالت:
"أولاً، أنا حري أقول اللي عايزة أقوله، وأنا مقولتش بصريح العبارة."
تنهدت هدير وقالت:
"قبل كده قولت لطفل تاني، أرجوك بلاش البراءة اللي أنتِ فيها دي، لازم تنتبهي على نفسك. وأنا حذرتك وقلت لك إن في عدوى ليكي، ومادمتي كل ده مش فاكرة، يبقى لازم الحذر، مش كل الناس هتصدقك."
تحدثت بوجع وقالت:
"عندك حق. المتخلف افتكر وقفت معاه عشان أتقرب منه. أنا عملت نفسي تعبانة عشان استعطف، أو عشان أجرى وراه."
وضحكت بسخرية وقالت:
"هو مين أصلاً عشان أجري وراه؟ وفاكر نفسه إيه عشان صاحب المستشفى سبتيها ليه؟ مخضر يشبع بيها."
انصدم مهاب وسألها:
"إيه اللي حصل لكل ده؟ مين اللي زعلك وقال الكلام ده عليك؟ انطقي يا ملك، وإيه الدم اللي في شعرك ده؟"
شهقت هدير وقالت:
"دم!" واقتربت منها وأزاحت الشعر، لقيت جرح صغيرة بسبب الانصدام في الحائط، لكن ارتعبت:
"إنتِ إزاي سبتِ نفسك كده ووقعتِ فين؟ مش تاخدي بالك؟"
تنهدت ملك وقالت:
"هدخل أخذ شاور، وهكون بخير، مش تقلقي عليا يا هدير."
انسحبت وتركتهم، وبالفعل أخذت شاور ولزقت الجرح بلاصق بعد ما طهرته.
ارتدت ملابسها ونامت على السرير، شعرت بألم من الدفعة في جسمها، وبعد العلامة الزرقاء أخذت علاج مسكن للألم ومضاد للالتهاب، ونامت. حلمت بالمكان إنها في كبينة وبتمشي وبتضحك وبتجري ورا حد، لكن صورة الشخص مشوشة.
استمرت أسبوع مسخرة نفسها من اهتمامها بأطفال الملجأ، وما بين هروبها في غرفة النوم بسبب الصداع اللي بيجي لها مستمر، والصورة اللي بتظهر قدامها باستمرار، وهي مش عارفة إذا كانت الصور دي نبذة عن الماضي. يعني كده لازم ترجع للدكتور المعالج.
وبالفعل قررت تروح، ومستغربة إنها مجذوبة للمكان ده، لكن برضو مش ينفع، ده تابعه، مش هتروح هناك تاني..