
رواية لن انساك
الفصل التاسع 9 ج1
بقلم ريهام ابو المجد
عمران أول ما سمع كلامها قعد على السرير بصدمة وحس بشرخ في قلبه ودموعه نزلت من غير ما يحس بيها وردد بذهول: هتتجوز؟!!!!!
واللي وجعه أكتر لما سمع رد ميرنا اللي قالت: ايوا صح يا مي مالك متعصبة ليه؟
مي بغضب: يعني مش عارفة ليه؟
ميرنا: لا مش عارفة وبعدين المفروض تفرحيلي.
مي بغضب: أنتي عايزة تجننيني يا بنتي أفرح لك إزاي وأنتي بتدفني نفسك بالحياة؟ أفرح لك إزاي وأنتي بتظلمي نفسك وبتظلمي معاكي سليم؟
ميرنا لفت بجسمها وبقى ضهرها لمي وكأنها بتتهرب من عيونها وبقى وشها للكاميرا يعني لعمران وقالت: كفاية
يا مي لو سمحتي مش عايزة اسمع حاجة.
مي: لا هتسمعي أنتي لسه بتحبي عمران ولحد دلوقتي مش قادرة تنسيه، دا أنتي كل يوم بتنامي وأنتي حاضنه صورته ومنديله في إيدك.
ميرنا بدموع: كفاية أرجوكِ كفاية حرام عليكي بس بقى.
مي بغضب: لا مش كفاية أنا مستحيل أشوفك بتعذبي روحك وروح غيرك معاكي يا ميرنا، أنتي بتحبيه وحبك باين في عيونك وكلامك وتصرفاتك.
مي اتنهدت وقالت: مينفعشي تتجوزي سليم وأنتي بتحبي عمران يا ميرنا، أنتي فكرك إنك كدا بتنتقمي منه أنتي كدا بتنتقمي من نفسك وبتعذبيها.
ميرنا بعياط وإنهيار: يا مي أنتي مش فاهمة حاجة.
مي: طب فهميني.
ميرنا بعياط: أنا شوفته وهو بيتخلى عني ودا أصعب
وأقسى مشهد على قلبي يا مي.
عمران قلبه وجعه وهو بيسمعها وكره نفسه ألف مرة على اللي عمله فيها وفضل يضرب على قلبه اللي بسببه خلاه يعمل فيها كدا، خلى حبيبته قلبها ينزف كدا ودموعها تنزل رغم إنه جرحه أعمق منها لكن صعب عليه يشوفها كدا.
ميرنا بإنهيار: أنا قلبي لسه مكسور، لسه مش قادرة أنسى إنه أتخلى عني، كل إما غمض عيوني أشوف نفس المشهد كأنه حقيقة، أشوف نفسي وأنا بترجاه إنه ميسبنيش.
مي: أنا حاسة بيكي يا حبيبتي بس دا مش حل.
ميرنا بصوت عالي: محدش حاسس بيا، محدش حاسس بقلبي وناره غيري، كلكم شايفين إني كويسة وإن الدنيا موقفتشي وإنه عادي لكن أقسم بالله عمره ما كان عادي، أنا الدنيا وقفت عندي من يومها وأنا واقفة بترجاه بكل جزء فيا إنه ميتخلاش عندي.
قعدت على الأرض بإنهيار وقالت: أنا لسه كلامه في ودني يوم ما قالي أنا عمري ما حبيتك ولا حلمت معاكي باللي
أنتي حلمتي بيه.
مصطفى لما شاف ميرنا كدا ساب الفون وجري عليها وحضنها وقال بعياط: متعيطيش يا مامي عشان خاطر مصطفى.
ميرنا حضنته جامد وبصت لمي بدموع فمي نزلت لمستواها وقالت: أنا أسفة يا ميرنا حقك عليا بس أنا مش عايزاكي تأذي نفسك عشانه.
ميرنا مسحت دموعها وقالت ببعض القوة: مي أنا هتجوز سليم ودا قراري الأخير، سليم ميستحقش مني إني أخليه يحس بنفس النار اللي جوايا، مقدرشي أكسر قلبه زي ما عمران كسر قلبي، مقدرشي أهد حلمه اللي حلم بيه بقاله سنين زي ما أنا حلمي أتهد في لحظة كانت كفيلة تهد كل حياتي أنا مش أنانية يا مي، كلهم عايزين كدا يبقى ليه أهد حلم مشترك بينهم كلهم مش مهم أنا المهم هم، أنا خلاص خسرت كل حاجة في اللحظة اللي عمران أتخلى فيها عني وكسر روحي قبل قلبي.
مي: بس أنتي مبتحبيش سليم يا ميرنا.
ميرنا: وأنا كسبت إية يا مي لما حبيت، أنا سمعت مرة كلام قلبي ومشيت وراه وكان الثمن إية يا مي.
كملت بعياط: كان الثمن كسرة قلبي وجرح كبريائي وشرخ روحي يا مي، فلمرة واحدة بس اسمع كلام عقلي يمكن أنجح.
عمران سامعها وقلبه بيتقطع، سامع تكسيره وكأنه إزاز
شباك صابه الريح القوية فمقدرشي يصمد ووقع انكسر
مية حتة كأنه ما كان.
ميرنا: أنا خلاص قررت يا مي ومش هرجع في قراري ومتفتكريش إني بعمل كدا عشان إنتقام وكلام من دا كدا كدا عمران مبيحبنيش وخطب وهيتجوز ويعيش حياته وأحلامه مع الإنسانة اللي اختارها فمتشغليش أنتي بالك.
مي بهدوء: طب سليم ذنبه إية يا ميرنا دا بيحبك وحرام تظلميه معاكي، مينفعشي جسمك يكون معاه وقلبك وعقلك مع غيره ربنا مش هيسامحك.
ميرنا: سليم بيحبني وعايزني وأنا عمري ما هفكر في غيره وأنا معاه ويمكن أحبه لما أعاشره بما يرضي الله، سليم حنين وبيحبني وأنا هعيش حياتي مش مهم الحب اللي كله عذاب في عذاب.
مي: ميرنا فكري تاني يا حبيبتي وابقى قوليلي قرارك أنا همشي.
مي قامت وفتحت الباب وقبل ما تخرج سمعت ميرنا وهي بتقولها بهدوء: مي أنتي صاحبتي الوحيدة ومحتجاكي تكوني جنبي متتخليش عني أنتي كمان أرجوكِ.
مي قربت منها بدموع وحضنتها وقالت: عمري ما أتخلى
عنك يا حبيبتي.
مشيت وفضلت ميرنا مكانها ومصطفى في حضنها
فبصتله وقالت: حبيبي.
مصطفى بصلها بدموع وقال: مامي أنتي تعبانة عشان
كدا بتعيطي؟
ميرنا: تعبانة شوية يا مصطفى.
مصطفى: هو عمران مزعلك عشان كدا بتعيطي هو وحش وأنا مش هكلمه تاني عشان خلاكي تعيطي يا مامي.
ميرنا مسحت دموعها وقالت وهي بتملس على شعره: لا
يا حبيبي مينفعشي تقول كدا على أخوك الكبير عيب وبعدين عمران عمره ما زعلك في حاجة ولا حرمك من
حاجة مينفعشي تقول عليه كدا.
مصطفى بطفولية: بس هو زعلك وأنا مش بحب حد
يزعلك يا مامي.
ميرنا: بص يا حبيبي احنا الكبار بنزعل من بعض بسبب خلافات بينا الصغيرين مش بيفهموها ومينفعشي الصغيرين يدخلوا فيها لأننا احنا ممكن نتصالح وساعتها موقفك أنت اللي مش هيتنسي وبعدين يا حبيبي أخوك عمران مفيش أحسن منه وبيحبك اووي يبقى أنت كمان لازم تحبه ومتزعلشي منه عشان حد.
مصطفى: بس أنتي مش حد أنتي مامي.
ميرنا باسته من خده وقالت: بس هو أخوك اللي بيحبك اووي، أوعدني معنتش تقول على عمران كدا ولا تزعل منه هو ميستهلشي منك كدا اتفقنا يا بطل؟
مصطفى: بس أنتي كمان أوعديني مش تعيطي تاني.
ميرنا: مقدرشي أوعدك بحاجة خارج إرادتي يا حبيبي بس أوعدك وعد تاني أحسن إية رأيك؟
مصطفى بحماس: اتفقنا إية هو؟!
ميرنا: إني هكون قوية وإني مخليش دموعي تنزل على
أي حاجة.
مصطفى: اتفقنا يا مامي وعد.
وقتها عمران كان مندهش من رد فعلها وإنه رغم اللي
عمله فيها وهي بردو بتحافظ على صورته قدام أخوه وعيلته وحبه ليها بيزيد أكتر، قفل الفون وحطه جنبه
وحط راسه بين إيديه بقهر وإنهزام.
إسلام دخل عليه وشافه كدا فقعد جنبه وقال: مالك يا صاحبي؟
عمران بحزن: خلاص هتتجوز الإسبوع الجاي وهتكون
لراجل غيري يا إسلام.
إسلام: وأنت كنت فاكر إية ما دا اللي كان هيحصل يا صاحبي، كنت عايز إية إنك تسيبها وتكسر قلبها وهي تفضل محلك سر زيك كدا.
عمران بوجع: كفاية يا صاحبي أنا قلبي مش حمل كلامك دا.
إسلام: لا اسمعني يا عمران أنت كنت كدا كدا عارف إنها مخطوبة لسليم وهتتجوزه وأنت معملتش حاجة واستسلمت للظروف ورفض اللي حواليك وخوفك عليها إنها تخسر أهلها أنت خسرتها وخسرت قلبك معاها، كنت فاكر إنك لما تكسرها وتتخلى عنها رغم إنها أترجتك متتخلاش عنها إنها هتفضل عايشة على ذكراك لا يا صاحبي أول قرار البنت بتاخده في وقت زي دا إنها تقبل بأي حد وتتجوز، بترفض قلبها وتبدأ تفكر بعقلها.
عمران بدموع: أنا قلبي بيتقطع يا إسلام، زي ما قولت كنت عارف اللي هيحصل بس لما بقى أمر واقع مبقتشي حاسس بحاجة غير الوجع، الموضوع طلع أصعب مما كنت أتخيله، أنا تعبان اووي يا صاحبي حاسس إن روحي بتطلع مني.
عيط زي الطفل وقال: نفسي أموت وأستريح عشان محسد بالنار اللي بتحرق في روحي وقلبي دي، أنا عايزاه يا إسلام مش قادر أتخيل إن في راجل غيري هيلمسها ويكون ليه حق فيها، مش قادر أتخيل إن في راجل غيري هيكون جنبها في كل الأوقات وإنه يكون شريكها في كل لحظاتها الحزينة والسعيدة.
تتنهد بألم وقال: مش قادر أتخيل إنها لما تكون حاسة بخذلان العالم ليها هتروح تترمي في حضنه هو عشان تلاقي أمانها فيه، كل إما أفكر في كل دا أحس بنار في صدري وروحي بتتعذب وأنا مش قادر أتحرك كأني متسلسل.
إسلام: أهدى يا صاحبي وأدعي ربنا ولو ليكم نصيب مع بعض صدقني ربنا هيسخرلكم كل حاجة عشان تكونوا مع بعض ثق في ربك يا صاحبي.
عمران: يا رب يا رب.
مرت الأيام بسرعة وكان بكرا كتب كتابهم وميرنا قاعدة في أوضتها وضامه رجليها لصدرها ودافنة راسها بين إيديها.
دخلت عليها مامتها وقربت منها بهدوء وملست على شعرها فميرنا رفعت راسها وبصتلها بحزن فسوزان قالت: مالك يا حبيبتي؟
ميرنا: يااه أخيرًا سألتيني.
سوزان بحزن: هو أنا وحشة اووي كدا في نظرك يا ميرنا.
ميرنا: ومين قالك كدا أنا مقدرشي أقول كدا أنتي مامتي.
سوزان: بكرا كتب كتابك ليه حزينة كدا؟
ميرنا بصتلها وابتسمت بإنكسار وقالت: مش مهم أنا المهم أنتي تكوني فرحانة أديني بعملك اللي أنتي عايزاه.
سوزان: بتتكلمي معايا كدا لية؟!
ميرنا: مامي لو فاكرة إن وجودك دلوقتي هيخليني أرجع
زي ما كنت فحضرتك غلطانة أصل اللي بينكسر عمره ما بيتصلح متصدقيش اللي بيقولوا إن اللي انكسر بيتصلح
دا كله وهم، من المستحيل إن اللي انكسر يتصلح،
صدقيني الشروخ هتفضل زي ما هي.
اتنهدت وقالت: أنا بعملك اللي أنتي عايزاه واللي كلكم عايزينه عشان تعيشوا بسلام، وعشان متتبريش مني
زي ما قولتي.
سوزان: يا ميرنا أنا عايزة مصلحتك.
ميرنا: متقوليش مصلحتك دي تاني أنتي لو أمي بجد وحاسة بيا كنتي يوم ما جيتلك وقولتلك إني تعبانة وقلبي بيوجعني كنتي أخدتيني في حضنك وملستي على شعري زي ما عملتي دلوقتي حتى لو مش هتنفذي اللي أنا عايزاه بس كنتي داويني بحضنك وسمعتيني واهتميتي لمشاعري مكنتيش كسرتيني وهددتيني بنقطة ضعفي.
سوزان: يا ميرنا أنا.....
ميرنا: لو سمحتي يا مامي أنا مش عايزة اسمع حاجة
أنا كل اللي عايزاه تسيبيني دلوقتي أنا لما بكون محتاجة لحنان الأم وحضن بجري لماما زينب اللي هي عمتو تعرفي إية الفرق بينك وبينها؟
ميرنا سكتت وبعدين اتنهدت وقالت: الفرق كبير اووي هي بتسمعني وبتفهمني بتحتويني وبتحتوي مشاعري، لما بتلاقيني حزينة بتضمني لصدرها من غير ما أطلب، الفرق إنها بتأدي دورك أنتي.
سوزان بغضب: هي مش أمك يا ميرنا أنا اللي أمك.
ميرنا قامت من مكانها وفتحت الشيش بتاع البلكونة
ووقفت تستنشق هواء وضهرها لسوزان وقالت: الأمومة
مش كلام الأمومة مشاعر حقيقية وإحتواء، أنتي جاية دلوقتي مش عشاني أنتي جاية عشان حاجة في دماغك وأنا هطمنك أنا هتجوز سليم ومش ههرب متخافيش ودا مش عشانك ولا عشان تهديدك لا عشان كل اللي حواليا وبالذات ماما زينب هي متستهلشي إني أكسر فرحتها وفرحة ابنها.
سوزان أرتاحت وقالت: طب لو احتاجتي مني حاجة
قوليلي يا حبيبتي.
ميرنا ابتسمت بقهر وغمضت عيونها وسوزان خرجت من أوضتها بعد ما اطمنت إن ميرنا مش هتهرب أو ترفض تاني.
بالليل قرب الفجر كدا عمران كان قاعد حزين ومش قادر حتى يسند طوله وكأنه انكسر معاها، دخل عليه راجل كبير في السن من أهل سيناء وقال: مالك يا ولدي لية قاعد كيف اللي انكسر ضهره وانحنى.
عمران رفع راسه وقام ومسك إيد الراجل الكبير اللي
بيسند على عكازه وقال: عم درويش أتفضل وحشتني
يا راجل يا طيب.
عم درويش: عيونك بتقول إن في حد تاني وحشك يا ولدي لكن حاجة منعاك.
عمران قعد جنبه وقال بحزن: ما هو مبقاش ينفع يا عم درويش.
عم درويش قرب براسه منه وحط عكازه قدامه وسند عليه بإيديه الإتنين وقال: ولية مبقاش ينفع يا ولدي؟
عمران: عشان هي لغيري وخلاص خسرتها بغبائي.
عم درويش: بتحبها؟
عمران: لو كان قلبي بيتكلم كان رد عليك، ولو روحي تقدر كانت قالت للعالم كله.
عم درويش: روحلها يا ولدي وخبرها.
عمران بدموع: مبقاش ينفع يا عم درويش صدقني.
عم درويش خبط بعكازة في الأرض وقال: اللي مينفعشي
يا ولدي إنك تستسلم وتقول دا نصيب احنا اللي بنتعب نفسنا ونقول دا نصيب، اللي مينفعشي هي قعدتك دي كيف الولايا، دافع عن حقك فيها يا ولدي وحارب عشانها متكسرشي بخاطرك وخاطرها وتقول دا نصيب.
عمران بصله بأمل وعم درويش بصله وقال: روحلها يا ولدي وحب على راسها ومتتخلاش عن حقك فيها محدش هيدافع عن حقك لو أنت فرطت فيه يا ولدي.
قام وهو بيتسند على عكازه فعمران قام يسنده فعم درويش بعده عنه وقال: ساعد نفسك الأول يا ولدي قبل ما تساعد غيرك.
ومشي خطوتين وبعدين بصله وقال: إلا خسارة الحبيب
يا ولدي دي بتقطم الضهر وأنا جربته ومن يومها وأنا ضهري محني وبقيت أمشي على عكازي، روحلها يا ولدي وخليكم عكاز لبعض يوم ما الشيب يصيبكم.
عم درويش مشي وسابه وهو فكر في كلامه وقام بسرعة يجري، إسلام شافه وقال: مالك يا صاحبي؟ ورايح فين بالليل كدا؟
عمران: هلحق حقي يا صاحبي مش هفرط فيه.
إسلام: مش فاهمك!
عمران: هروح لميرنا وأخدها مش هسيبها لغيري أنا خلاص فوقت والبركة في عم درويش.
إسلام: طب استنى للصبح دا الفجر قرب يأذن مش هتعرف تسوق بالليل كدا.
عمران: لازم ألحقها دا كتب كتابها فاضل عليه كام ساعة
لازم ألحقها يا صاحبي.
إسلام: طب استنى هاجي معاك مينفعشي أسيبك لوحدك.
وبالفعل ركبوا العربية واتحركوا وميرنا كانت نايمة على السرير وبتتقلب ومش عارفة تنام وحاسه إن قلبها مقبوض وخايفة اووي من اللي مستنيها بعد ساعات قليلة.
عمران كان بيسابق الريح عشان يوصل لحبيبته وكان مدايق من نفسه إنه اتخلى عنها وسمح للكل إنه يهزمه، عرف إنه غلط يوم ما سمع كلام أمها ومحاولشي عشانها بس في نفس الوقت مكنشي قدامه غير كدا مكنشي هيقدر يخلي الكل يشوفها بصورة وحشة وإنها خاينة والحب عمره ما كان خيانة....
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا