
رواية لن انساك
الفصل التاسع 9 ج2
بقلم ريهام ابو المجد
الصبح طلع والكل فرحان وبيرقص والبنات في أوضة
ميرنا بيجهزوها وبيفرحوها إلا مي كانت بتبصلها بحزن عشان عارفة صاحبتها.
زينب: يلا يا ميرنا عشان تاكلي الأول.
ميرنا: مليش نفس يا ماما والله.
زينب: عشان خاطري يا قلبي كدا هتدوخي واليوم طويل.
ميرنا: طب هاتيلي عصير وخلاص.
زينب: يووه بقى يا ميرنا متبقيش عنادية كلي حاجة
بسيطة عشان خاطري حتى.
ميرنا: حاضر يا ماما عشانك بس.
زينببحب: حبيبتي يلا.
وأكلتها حاجة بسيطة وبعدين سابت البنات يجهزوها
وراحت تشوف سليم، دخلت عليه لقته لبس القميص
وبيلبس الجرافته بتاعته فقربت منه بإبتسامة وقالت:
أخيرًا شوفتك عريس يا حبيبي.
سليم: دا أنا اللي هموت من الفرحة يا ماما أخيرًا ميرنا هتبقى بتاعتي وعلى اسمي.
زينب: هي من يوم يومها وهي ليك يا حبيبي بس حافظ عليها وأوعى تزعلها في يوم عشان مزعلشي أنا منك.
سليم باس راسها وقال: عمري ما هزعلها يا ماما دي
حبيبتي وحلمي اللي عيشت عمري كله نفسي أحققه.
زينب مسكت الجرافتة بتاعته وبدأت تلبسهاله وقالت: وحلمك الحمدلله هيتحقق بعد كام ساعة يا حبيبي.
عند عمران كان تعب من السواقة بس بيعاند ومكمل،
إسلام واخد باله فقال: أقف يا عمران وأنا هسوق
مكانك عشان ترتاح شوية.
عمران: لا أنا مش هرتاح إلا لما أروحلها لازم أوصل قبل
فوات الأوان.
إسلام: يا ابني هتعمل حادثة أنت مرهق جدًا أقف أنا
هسوق مكانك.
عمران بعند: لا سيبني.
إسلام: طب خفف السرعة شوية أنت كدا هتأذينا.
عمران: إسلام لو سمحت متضغطشي عليا أكتر ما أنا مضغوط.
إسلام بقلة حيلة: حاضر يا صاحبي.
عمران كل شوية يبص في الساعة، وفجأة العربية وقفت فعمران أتخض وقال: إية دا في إية وقفت لية؟!
إسلام: مش عارف استني أنزل أشوف في إية
نزلوا ولقوا العربية بتطلع دخان فعمران قال: لا لا مش
وقتك أرجوكِ.
إسلام: أهدى يا صاحبي أكيد خير.
عمران بإنهيار: ليه الزمن حتى ضدي ليه كدا؟
إسلام: أهدى يا صاحبي أنا هتصرف.
عمران بإنهيار: أنا بتعاقب عشان فرطت فيها زمان بس
أنا عايزها والله، حرام والله بجد حرام.
إسلام فضل يبص حواليه يمكن يلاقي ورشة تصليح
أو أي حاجة بس كانوا كأنهم في شبه صحراء فقال
بيأس: مفيش حل غير إننا نوقف أي عربية توصلنا.
عمران ساكت فإسلام قرب منه وحط إيده على كتفه
وقال: متستسلمشي يا صاحبي قوم وعافر متخليش
أي حاجة تعركلك.
عمران قام وقال: عندك حق لازم ألاقي حل وأسابق
أنا الزمن.
فضلوا واقفين مستنين عربية تعدي وفات عليهم وقت مكنشي في حد بيقف بس أخيرًا عربية مرسيدس
وقفت وركبوا.
عند ميرنا وسليم، سليم كان جهز كل حاجة وعمل
حفلة صغيرة كدا في الجنينة الخلفية وزين المكان
وكانوا اتفقوا يخلوها كتب كتاب وجواز مع بعض
وبيكون فيها قرايبهم والناس اللي بيحبوهم وبس.
ميرنا لابسة فستان أبيض طويل بأكمام شفافة وفردت شعرها وجابته على جنب والطرحة كانت طويلة من ورا.
زينب هي وسوزان دخلوا عليها الأوضة عشان يشوفوها، فأول ما شافوها انبهروا بجمالها رغم حزنها اللي محدش شايفه غيرها هي ومي.
كانوا واقفين جنب بعض وميرنا أول ما شافت زينب
حست إن هي دي مامتها اللي نفسها تحضنها يمكن الألم
اللي جواها دا يخف.
سوزان فتحت دراعتها لميرنا بس ميرنا جريت على
زينب وحضنتها جامد وقالت: ماما كنت مستنياكي
من زمان عشان تحضنيني.
زينب بحب: أنا جيتلك يا حبيبتي أهو أنا مش مصدقة
أنتي جميلة اووي كدا إزاي؟
سوزان كانت مدايقة اووي وحاسة بالغيرة من زينب
اللي أخدت مكانها.
ميرنا: مفيش في جمالك يا ماما.
زينب باستها وقالت: أخيرًا شوفتك عروسة وحلمي
أتحقق وهتتجوزي ابني وتبقى معايا في الفيلا طول
الوقت زي ما كنتي وأنتي صغيرة.
ميرنا باست إيدها ودا خلى سوزان تستغرب وتغضب
أكتر لأن ميرنا عمرها ما عملت كدا ولا باست إيدها وزينب كمان أستغربت وقالت: أول مرة تبوسي إيدي يا ميرنا.
ميرنا بحب: عشان أنتي تستاهلي كدا يا ماما وتستاهلي أحطك تاج فوق راسي أنتي عمرك ما بخلتي عليا لا بحبك ولا حنانك وطول الوقت وأنتي محوطاني وعمر حضنك ما رفضني في أي حالة من حالاتي، كنتي جنبي في صغري ومراهقتي وشبابي ودلوقتي معايا في يوم زي دا أنا
حقيقي بحبك اووي.
زينب بدموع: ميرنا أنا بحمد ربنا إنه عوضني بيكي طول عمري وأنا شيفاكي بنتي دا أنتي أقرب ليا من سلمى وهي عارفة كدا، أنتي نور عيني يا ميرنا، وأنتي وسلمى حتة مني.
ميرنا: طب بطلي عياط بقى بدل ما أعيط جنبك.
زينب: لا خلاص يا حبيبتي.
بصت لسوزان وهي بصتلها بغضب ومشيت وسابتها حتى
من غير ما تقول لبنتها كلمة حلوة في يوم زي دا، وزينب أتعصبت اووي منها وقالت: متزعليش يا ميرنا أكيد زعلت عشان أنا حضنتك قبلها وعندها حق بس والله ما كان قصدي.
ميرنا: لا يا حبيبتي أنا مش زعلانة وبعدين أنا اللي جيت وحضنتك وهي مش زعلانة عشان كدا أنا عارفة هي زعلانة ليه بس مش مشكلة.
سلمى ومي دخلوا وانبهروا بجمالها وحضنوها وخرجوا لما عثمان دخل يشوف ميرنا أول ما شافها دموعه نزلت وقال: أميرتي أنتي فعلًا شبه الأميرات.
ميرنا حضنته وكأنها بتهرب من العالم والواقع المؤلم دا في حضنه، وهو فضل يملس على شعرها وقال: مالك يا أميرتي حاسك فيكي حاجة أنتي كويسة؟
ميرنا: كويسة متقلقشي.
عثمان: مش حاسس أنتي شايفة إنك أتسرعت ولا حاجة
يا حبيبتي لما خلتيها جواز مع كتب الكتاب؟ لو حابه نأجل الموضوع شوية معنديش مشكله ونخليها كتب كتاب بس.
ميرنا: لا خالص وبعدين ملوش داعي الكلام دا دلوقتي
يا بابي.
وكملت بضحك لكن كانت ضحكة حزينة: أكيد يعني مش ههرب وابقى العروسة الهاربة.
عثمان ضحك وقال: طب يلا يا غلباوية.
نزلت مع والدها وخرجوا للجنينة الخلفية وكان سليم مستنيها وأول ما شافها قرب منها زي العيل الصغير وقال: سيبها يا خالو بقى أنا همسكها.
عثمان: الله أنت أتهبلت يا سليم أهدى يا ابني.
سليم: والله ما ههدى إلا لما أتجوزها.
سليم أخدها من إيدها وقعدها على الكرسي وقعد جنبها وقال بحماس: يلا يا شيخنا أكتب بسرعة.
زينب: هي هتهرب منك يا ابني.
سليم: لا بس عايز أخلص بقى عشان أحضنها.
عثمان: ما تلم نفسك يا ابني دا أنا حتى قاعد.
سليم: خلاص حاضر بس يلا بالله عليكم.
ميرنا من جواها بتقول: يا ريت أقدر أهرب بس مش
من هنا بس لا من العالم كله، لية كدا يا عمران تخلينا
نوصل للمرحلة دي؟ وأنا ليه بعمل في نفسي كدا؟
بدأ المأذون يكتب الكتاب وميرنا بتبص لمي بحزن، ومي ماسكة إيدها عشان تدعمها.
عمران كان بيسابق الزمن عشان يوصل وقال: أرجوك
سوق بسرعة لازم ألحقها.
وصل عمران ودخل الكومبوند بسرعة ووصل لفيلا عمه عثمان ودخل بس ملقاش حد وفجأة لقى حد خارج من الجنينة الخلفية فعرف إنهم فيها فدخل جري وإسلام بيجري وراه بس لما عمران دخل وقف مصدوم من اللي شافه.
إسلام وصل وهو بينهج ومن غير ما يبص حط إيده على كتف عمران وقال: وقفت ليه يا عمران يلا.
وبعدين بص للمكان اللي عمران بيبص عليه وهو كمان
أتصدم من اللي شافه.
إسلام بص للمكان اللي عمران بيبص عليه وهو كمان
أتصدم من اللي شافه.
كان سليم حاضن ميرنا وكأنه بيدفنها جوا ضلوعه، ومبتسم وكأنه كسب جائزة أخر العمر، وكأنه أمتلك كل كنوز العالم.
عمران فضل يرجع لورا بضهره ودموعه خانته ولقت طريقة في الهبوط وكأنها بتهبط من على جبل شائق، ظنت أنها لن تهبط من عليه يومًا، لكنه الحب وما أدراكَ بكسرته وطنعته فلا شفاء بعده.
ميرنا كانت فرحتها مكسورة والألم جواها متضاعف مكنتشي تتخيل في يوم إنها تكون ملك لحد غير مالك قلبها عمران، حبيبها الروحي.
خرجها من حضنه وهو السعادة مليا عيونه وهي في لحظة دمعتها خانتها فبتبص قدامها شافته مكنتشي متخيلة إنه ممكن يحضر في يوم زي دا.
ألتقت العيون في حديث خاص لكنه حديث مؤلم، يشعل النار بجدارة، يزهق الروح دون خروجها فما أشده من عذاب.
مسكت في إيد مي وضغطت عليها جامد وكإنها بتتسند عليها ودمعة نزلت على خدها وشافت نظرة في عيونه، نظرة أستغربتها اووي كأنه إتهام، بيتهمها بالخيانة.
مي بصت للمكان اللي هي بتبص عليه واتفاجأت من وجود عمران وقالت: عمران! إية اللي جابوا؟!
ميرنا: نظرته ليا غريبة يا مي، دا مش عمران اللي أتخلى عني وقالي كل الكلام القاسي اللي كسر قلبي.
مي بحزن: خلاص يا ميرنا معدشي ينفع تتكلمي عنه، سليم جنبك يا ميرنا انتبهي لزوجك.
ميرنا بصت بحزن لعمران وبعدين بصت لسليم اللي سحبها من إيدها عشان يرقصوا رقصة السلو مع بعض، وحاوط خصرها بتملك وبدأ يرقص معاها وهو بيبصلها بحب وإنتصار.
عمران حس بوجع في قلبه وبدأ يرجع لورا ويجر معاه خيباته وصرخاته وأنينه الذي لا يسمعه سوا ربه ثم هو.
خرج من المكان كله قبل ما حد يلمحه، ويجبره إنه يشاركهم فرحهم اللي جلب لقلبه الألم والأنين.
إسلام بحزن: استنى يا صاحبي.
عمران كان ماشي زي التايه وكأنه فقد ذاكرته ومش عارف عنوان بيته، وإزاي وهي كانت بيته وأمنه ومسكنه رغم البعد.
إسلام حط إيده على كتف عمران بعد ما خرج من الكومبوند كله وقاله: خلاص يا صاحبي مش نصيبك، أنتي صارعت الزمن لكن حكم ربك قوي.
عمران بصله بوجع وقال بصراخ: آآآآآآآه.
إسلام دموعه نزلت على صاحب عمره، بيبكي لأنه مش قادر يساعده ولا يقلل من وجع قلبه.
عمران بحسرة: ضاعت مني يا صاحبي، ضاعت الحاجة الحلوة واللي كنت عايش عشانها، ضاعت اللي أخترت أتوجع وأوجع روحي وقلبي عشانها، ملحقتهاش يا إسلام، ملحقتهاش.
إسلام: أهدى يا صاحبي، كفاية بقى توجع قلبك اللي خلقها قادر يخلق غيرها، إنساها بقى وبطل تقتل نفسك بالبطيء.
عمران: مش قادر سنين كتيرة مرت عليا وأنا مقدرتش أنساها جاي دلوقتي تقولي أنساها ما أنا لو قادر كنت نسيتها لكن نسيانها دا أصعب من طلوع الروح يا صاحبي.
إسلام بحزن: بس خلاص مبقاش يفيد دي بقت ملك غيرك، مش هعاتبك على أي حاجة لكن عايز أقولك لازم تنساها وتتعايش من الوجع دا لحد ما يختفى أثره.
عمران بدموع وقهر: مستحيل أنساها، أنا هختار إني أعيش بوجع حبها دا عشان يكون عذابي لإني فرطت فيها يا صاحبي.
إسلام: قوم معايا يا صاحبي نرجع من مكان ما جينا يمكن البعد يخفف عنك، قوم يا صاحبي.
إسلام سند عمران لأنه بقى شبيه بالجسد الذي يخلو من الروح، ووقفوا عربية ورجعوا من مكان ما كانوا، وكأنهم لم يكونوا يومًا ما.
بليل بعد ما خلصوا إحتفال ميرنا كانت قاعدة حزينة وبتفكر في عمران وفي النظرة اللي شافتها في عيونه، وفجأة لقت سليم بيشيلها بين إيديه فقالت بخوف: في إية شايلني كدا ليه؟!
سليم بضحك: هنطلع أوضتنا يا حبيبتي.
ميرنا بخوف: لا لا خلينا قاعدين معاهم شوية.
سليم: لا كفاية كدا أنا عايزك.
زينب بصتلهم وقالت: يلا يا حبايبي أطلعوا أرتاحوا أنتم تعبتم النهاردة.
سليم: قوليلها يا ماما.
ميرنا بخوف من القادم: بس أنا عايزة أقعد معاكم كمان شوية.
سلمى: تقعدي فين يلا يا هبلة أطلعي مع زوجك
سليم مستناش وطلع بيها على السلم وهي خايفة وحست إنها ظلمت نفسها عشان الكل.
سليم دخل بيها ونزلها على السرير فهي قامت بسرعة وقالت بتوتر وهروب: أنا هدخل الحمام.
سليم بخبث: استني أساعدك في خلع الفستان.
ميرنا بإرتباك: لا لا أنا هعرف أغير بنفسي.
وجات تتحرك من قدامه هو مسكها وشدها ليه وبقى ضهرها في صدره وهو قرب من السوستة وبدأ يفتحها ويلمس ضهرها وهي غمضت عيونها بقهر ودموعها نزلت بصمت وسليم مش حاسس.
شال شعرها اللي على كتفها وطبع قبلة على كتفها وهي غمضت عيونها جامد وحاسه بوجع في روحها قبل قلبها، وقرب شفايفه من خدها فحس بطعم الدموع فلفها ليه وقال بصدمة لما شافها: ميرنا أنتي بتعيطي؟!
ميرنا مردتشي عليه فهو حط إيده على خدها وقال: أنتي خايفة مني؟! متخافيش مش هأذيكي.
ميرنا بصتله وقالت: ممكن أدخل أغير فستاني في الحمام.
سليم: خلاص خدي راحتك يا حبيبتي أنا أسف.
ميرنا شالت فستانها وهربت للحمام وأول ما قفلت الباب قعدت في الأرض بإنهيار وبتكتم صوت شهقاتها، مقدرتشي تستحمل لمساته ليها مع إنه حقه لكن روحها وقلبها رافض لمساته بس خلاص مبقاش ينفع كل الكلام دا.
ميرنا بعياط: فكرتي غلط يا ميرنا ومعملتيش حساب اليوم دا.
وكملت بقهر: ليه يا عمران؟ ليه مخلتشي قصتنا تبدأ، أنت نهيتها قبل ما تبدأ وأنا ظلمت نفسي وظلمت سليم علشان أراضي الكل جيت على روحي وقلبي.
بعد ما أتأخرت في الحمام سليم قرب من الباب وخبط وقال بلهفة: ميرنا أنتي كويسة؟ أتأخرتي عليا كدا ليه؟ يلا بقى أنا مستنيكي.
ميرنا بتحاول تخلي نبرة صوتها طبيعية فقالت: حاضر يا سليم هطلع أهو.
غيرت هدومها لبجامة بأكمام لونها أزرق وطلعت وهو أول ما شافها راح حضنها جامد وقال: يااااه يا ميرنا أخيرًا بقيتي في حضني وبتاعتي أنا وبس مش مصدق نفسي رغم إنك طول عمرك ملكي لكن كنت مستني اللحظة دي اللي يتقفل فيها علينا باب واحد وتشاركيني حياتي.
« يخبرها بأنها ملكه لكن قلبها وروحها يرفضان الخضوع ويخبرانه بأنهما ملكًا لمن رحل وترك أثره بداخلها »
باسها من رقبتها وقال: أنا بحبك اووي يا ميرنا.
ميرنا جسمها أتنفض من الخوف بس هو مهتمش وشالها وحطها على السرير وهو بيقول: أحلى يوم في عمري هو النهاردة.
وانتهت الليل وكانت صعبة على ميرنا والأصعب على عمران لما كل شوية يتخيلها وهي في حضن راجل غيره، وإن حد تاني بيقولها كلام كان نفسه يقولهولها، كل إما يتخيل إن حد تاني أخدها في حضنه وضمها لصدره قلبه يتقبض وصدره يبقى نار مش بتنطفي.
عمران بقهر: يا رب دعيتك بيها كتير وكانت دعوة ثابتة في صلاتي، حلمت إنها تكون ليا وتقر عيني بيها لكن حكمتك وأمرك كان ليهم حكم تاني، حكم شرخ قلبي رغم إني متأكد إنك مش بتظلم حد من عبادك أنا راضي لكن أقسم بعزتك وجلالك أنا حزين حزن يقطم الضهر، سامحني يا رب مش بإيدي أنت خلقتنا بشر وأنا عندي طاقة، سامحني وأشفى نار قلبي وبرده وطلعها من قلبي ما دام مش ليا وأنتي عطتها لغيري.
اتنهد تنهيدة وجعته أكتر وكأنها بتقطع في حباله الصوتية وقال: يمكن هي كانت كتيرة عليا وأنا مستهلهاش لكن والله أنا حبتها بصدق وكنت مستعد أفديها بروحي لو لزم الأمر، أنا عارف يا رب إنك بتغير على عبادك لما قلوبهم بتتعلق بغيرك وأنا حبيتها اووي فأنت حرمتني منها عشان تعطيني درس لكن الدرس كان قاسي اووي عليا وقطم ضهري.
كان في حد بيخبط عليه فحاول يسند نفسه ومسح دموعه وقام فتح وكان عم درويش بصله شوية وبعدين قال بحزن: ضهرك أتقطم زي يا ولدي صُح؟
عمران بصله بحزن ودموعه نزلت وقالت: وقلبي انكسر وياه.
عم درويش: اسمعني يا ولدي لو مكنشي ليك نصيب فيها مكنشي ربك زرع حبها في قلبك ولا خلاك مش قادر تنساها رغم العبد والجفا، دا درس منه ليك عشان يعلمك إزاي تحافظ على اللي منك وإزاي تتمسك بحقك اللي مش هيحامي عليه غيرك، دي قرصة ودن عشان تتعلم إزاي تتمسك وتحارب وتسعى.
عمران بحزن: حاربت وكان نفسي لكن الكل كان ضدي.
عم درويش: لا يا ولدي أنت ما سعتشي ولا حاربت أنت استسلمت وبعت القضية برضاك وصدقت ظروف كانت في يوم هتتحل، أنت محاربتش عشانها يا ولدي فكان لازم تتعاقب وتتعلم الدرس؛ علشان كدا قلبك ناره حامية ومش هتهدى مهما حاولت.
اتنهد وقال: يا ولدي الإنسان منا مش مطلوب منه غير السعي والإجتهاد وإنه يطلب رزقه ويسعى عليه والرزق أنواع كتيرة منها الحب والزواج، المشكلة إن الكل فاكر إن الرزق فلوس وبس فبدأوا يهملوا باقي أنواع الرزق، صدقوا اللي عقولهم أتركبت عليه فعشان كدا الشقاء بقى من نصيبهم.
عمران بكسرة: بس أنا حاولت عشانها لكن خوفت أتعدى على غيري.
عم درويش: لا يا ولدي أنت جهدك كان قصير وإستسلامك كان هو حلك، لكن هو سعى وحاول أكتر منك وربك هو العدل وبيرزق كل واحد على قد سعيه ومحاولاته.
عمران بحزن: عشان كدا حرمني منها وعطهاله.
عم درويش طبطب على كتفه وقال: قوم يا ولدي وأسند طولك وأقف على رجلك وعافر في الحياة لسه في أنواع رزق تانية في طريقك، وربك هيناولك اللي في بالك بس بعد ما تتعلم الدرس.
عمران بحزن: ما خلاص معدشي ينفع يا عم درويش ضاعت ومبقاش ليها رجعة.
عم درويش ابتسم وقال: بس قدرة ربك كبيرة وقادر يلم الشمل من تاني ويجمع بين قلوب ملتحمة، ربك بيرزق الدودة في الحجر، دا شق البحر نصين لسيدنا موسى مش هيقدر يرجعهالك ثق في ربك يا ولدي وأرمي حمولك عليه هو وحده عالم باللي في صدرك وسامع أنين قلبك، قوم يا ولدي وسيبها على اللي خلقك.
عمران: ونعم بالله، يا رب أجبر كسر قلبي وشرخ روحي
اللي بين إيديك....
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا