رواية لن انساك
الفصل السابع 7 ج1
بقلم ريهام ابو المجد
عمران بصلها قبل ما يقفل الفون وقال: ميرنا أنا بحبك اووي.
وقفل الخط وهي مش قادرة تنزل الفون حتى من على ودنها وهو فضل يبصلها شوية وشاورلها بإيده على خدها ويقصد إنها تمسح دموعها اللي على خدها.
وبعدين حط إيده على صدره موضع قلبه وقال بشفايفه بطريقة هي قدرت تميزها وتقرأها: دا بينبض علشانك أنتي وبس.
دموعها نزلت أكتر وقالت بشفايفها وهو كمان قدر يقرأها: متسبنيش.
عمران دموعه نزلت على حبيبته اللي بسبب الظروف والقدر وكل اللي حواليهم قلبها انكسر وكلهم استكتروها عليه.
بصلها لأخر مرة وبعدين مشي وكانت خطوته تقيلة وكأنه أول مرة يتعلم المشي وهي فضلت واقفة مكانها أكتر من نص ساعة زي ما سابها وكأنه سلب روحها معاه وأصبحت جسد لا حول له ولا قوة.
وبعدين دخلت أوضتها تاني وقعدت على الأرض جنب السرير وضمت رجليها لصدرها وحاوطتهم بإيديها ودفنت راسها بينهم وفضلت تعيط بقهر، هي حاسة بالظلم والوجع، فضلت تعيط لوقت كبير لدرجة إنها حست إن قلبها خلاص كل شرايينه أتقطعت من الحزن والوجع.
الصبح كانت عمتها زينب صحيت بدري عشان تصحيها للجامعة، مرت على أوضة سليم وكان بيجهز فقالت بإبتسامة: صباح الخير يا حبيبي.
سليم باس راسها وقال: صباح الجمال على عيونك يا ماما.
زينب: لما تخلص أنزل عشان تفطر.
سليم: حاضر بس هي ميرنا صحيت؟
زينب: مش عارفة لسه هروح أشوفها قولت أجيلك الأول.
سليم ابتسم وقال: طب ما تخليني أنا أروح أشوفها.
زينب نكزته في دراعه وقالت: يا ابني أتلم شوية زهقت البنت بحركاتك الصبيانية دي.
سليم ضحك وقال: أعمل إية بحبها يا ناس والله.
زينب باسته وقالت: ربنا يفرح قلبك يا حبيبي ويجمعكم على خير.
سليم بلهفة: يا رب يا ماما ربنا يسمع منك، كتري بقى من الدعوات دي.
زينب ضحكت وسابته وراحت لأوضة ميرنا وفضلت تخبط بس مفيش رد، جي سليم على صوت خبطها وقال بإستغراب: في إية يا ماما؟!
زينب بخوف: مش عارفة يا ابني عماله أخبط مش بترد عليا قلقانة عليها اووي.
سليم: ما يمكن نايمة يا ماما.
زينب بقلق: لا ميرنا نومها خفيف جدًا وأي حركة جنبها بتصحيها.
سليم: طب ما تفتحي وادخلي.
زينب: ما دا اللي معجزني هي قافلة الباب عليها من جوا.
سليم بخوف: طب خبطي تاني.
زينب فضلت تخبط وتنادي عليها لكن لا حياة لمن تنادي.
زينب بصت لسليم وقالت: لا أنا مش هستحمل أكتر من كدا أكسر الباب يا سليم.
سليم: بس....
زينب بخوف: مبسش أكسر وأبعد أنت عشان لو هي واخدة راحتها في اللبس ولا حاجة هدخل أنا أشوفها الأول.
سليم بقلق: حاضر.
وفعلًا سليم بعد محاولتين قدر يكسر الباب وبعد على طول وزينب دخلت ولما دخلت أتصدمت من المنظر اللي شافته كانت ميرنا واقعة على الأرض جنب السرير وأنفها بينزف، زينب أول ما شافت المنظر صرخت بكل قوتها وقالت: ميرررررررنا.
سليم دخل أول ما سمع صراخ زينب وهو قلبه هيقف وأول ما شاف ميرنا بحالتها دي وقف مكانه مصدوم مش قادر يتحرك وكأن جسمه كله أتشل، فزينب قالت بدموع: الحقني يا سليم، ميرنا هتضيع مني.
سليم أخيرًا قدر يتحرك ونزل بمستواها وشالها بين إيديه وخرج بيها وهو بيجري ومش شايف قدامه وكل شوية يبصلها ودموعه تنزل، وقتها كان عثمان جاي يصبح على ميرنا قبل ما ينزل الشركة هو وسالم.
أول ما شاف سليم وهو شايل ميرنا وشاف منظرها قلبه وقف، صعبة اووي لما يشوف بنته الوحيدة كدا، قرب وقال: ميرنا فيها إية؟ حصلها إية؟
زينب بعياط هيستيري: والله العظيم ما أعرف أنا جيت الصبح عشان أصحيها لقيتها كدا.
سليم بإنفعال: مش وقته أخلصوا أركبوا.
زينب ركبت ورا وأخدت ميرنا في حضنها وعثمان جنبهم وسالم قدام، وسوزان شافتهم من بعيد ونزلت بسرعة عشان تلحقهم بس كانوا مشيوا فركبت مع السواق ومشيوا وراهم.
وصلوا بعد وقت وسليم دخل المستشفى جري وهو شايلها وحطها على الترولي ودخلت العمليات فورًا.
سليم واقف وبيبص لإيده اللي بتترعش وكل أما يفتكر وهو شايلها بالمنظر دا قلبه يوجعه.
وزينب قاعدة منهارة وسالم جوزها بيحاول يهديها، وعثمان واقف حاطت إيده على قلبه بيجاهد إنه ميقفشي لحد ما يطمن على بنته.
زينب بعياط: يا ريتني ما سبتها تنام لوحدها وخصوصًا إنها كانت تعبانة ومنهارة.
عثمان أتصدم وقال: أنتي بتقولي إية يا زينب؟!
زينب سكتت فهو قال بغضب: أتكلمي تقصدي إية إنها كانت تعبانة؟!
زينب بعياط: والله ما أعرف كل اللي أعرفه إنها امبارح جاتلي وهي منهارة وبتعيط وبتقولي إن قلبها بيوجعها وكان باين إن سوزان زعلتها في حاجة.
عثمان بغضب: إزاي أنا معرفشي حاجة؟
زينب بحيرة وعياط: أنا كمان معرفشي مرضتشي تحكيلي على اللي حصل بينهم.
سالم: خلاص يا عثمان نطمن عليها الأول وبعدين هنعرف كل حاجة المهم ميرنا تقوم بالسلامة.
عثمان: وأنت يا سليم معرفتش تحافظ على بنتي.
سليم مبيردش كل اللي قدامه دلوقتي منظر ميرنا وهي بتنزف ومش بتتحرك.
دخلت سوزان وهي بتجري وبتقول: بنتي حصلها إية؟
عثمان بغضب: ما احنا عايزينك تقولينا حصل إية؟
سوزان بعدم فهم: مش فاهمة أنا شوفت سليم شايلها وبيجري بيها ولقيتكم ركبتم معاه ومحدش قالي حاجة جيت وراكم.
عثمان بغضب: أنتي هتستعبطي يا سوزان زينب قالتلي إنك اتخانقتي مع ميرنا وكانت منهارة امبارح.
سوزان بصت لزينب وقالت: ويا ترى هي عارفة أنا عملت كدا لية؟!
عثمان بغضب: مش وقت ألغاز أنا صبري بدأ ينفذ كله إلا ميرنا أنتي فاهمة؟
سالم بغضب: عثمان لو سمحت احنا في مستشفى وقولتلك يا صاحبي استنى لحد ما نطمن على بنتنا الأول.
عثمان بصله بحزن وسكت ومرت ساعة وكله على أعصابه فسالم قرب من عثمان وحط إيده على كتفه وقال: أصبر يا صاحبي وكل حاجة هتتحل وإن شاء الله بنتنا هتكون بخير.
عثمان بدموع: صعبة اووي يا سالم أشوف بنتي الوحيدة في الوضع دا، أنا بس دلوقتي عرفت إحساسك وقتها لما سليم كان هنا.
سالم ربت على كتفه بحنية وقال: مش بنتك لوحدك يا عثمان دي بنتي أنا كمان دا أنت مش بس صاحبي دا أنت أخويا وعشرة عمري، صدقني هترجعلنا.
عثمان: يا رب يا رب.
بعد حوالي ساعتين أخيرًا الدكتور طلع وكله جري عليه وعثمان قال: طمني يا دكتور بنتي كويسة صح؟
الدكتور بأسف: أنا بعتذر جدًا منكم بنتكم مش بتسجيب.
سليم بصدمة: يعني إية؟ وبعدين كانت بتنزف ليه؟
الدكتور: النزيف دا بسبب إنها أتعرضت لصدمة دماغية ونفسية قوية اووي عليها لدرجة إن عقلها الباطن مقدرشي يستحملها فدخلت في غيبوبة وبإرادتها.
الكل أخد الكلام بصدمة ومش فاهمين، عثمان بصدمة: يعني إية بنتي دخلت في غيبوبة أنت أكيد بتهزر.
الدكتور بأسف: بعتذر جدًا لكن كل اللي عليكم إنكم حاولوا تتكلموا معاها يمكن تقدر تتغلب على ضعفها وعقلها وترجع تاني.
زينب وقعت على الأرض منهارة وقالت: لا لا ميرنا بنتي مستحيل.
سليم: لا ميرنا مش هتضيع مني دا أنا كنت لسه بكلمها امبارح.
عثمان بعياط: بنتي يا سالم، بنتي أنا دخلت في غيبوبة بسبب صدمة نفسية لية حصل امتى وإزاي دي كانت لسه بتضحك معايا امبارح.
سالم بتعب وحزن شديد على بنت صديق عمره: ميرنا قوية مش هتستسلم أنا واثق.
سوزان بحزن داخلي: يا ريتني ما كلمتها كدا وكنت احتويتها أنا أسفة يا بنتي سامحيني.
زينب بصت لسوزان بغل وقامت وقفت قدامها وقالت بصراخ: عملتيلها إية خلاها كدا أنطقي يا سوزان.
سوزان: مش هقدر أقول.
زينب بغضب: يعني إية بنتي هتضيع مني عشان غبائك.
سوزان بغضب: زينب أخرسي واحترامي نفسك وأنتي بتكلميني وبعدين متنسيش دي بنتي أنا مش بنتك متعيشيش الدور.
عثمان بغضب: سوزان إلزمي حدودك.
سوزان بغضب: لا مش هسكت دي بنتي أنا يعني هخاف عليها أكتر منها هي مجرد عمتها ودا ميعطهاش الحق تتهمني بإني أذيت بنتي.
زينب بحزن: أنا اسف إني نسيت إنها بنتك بس لعلمك الأم مش اللي حملت وولدت الأم اللي سهرت وربت وأنا عملت كدا ومن أول يوم وأنا بعتبرها بنتي وحتة مني، أنتي كنتي بتهتمي بنفسك أكتر ما بتهتمي بيها يا سوزان والكل عارف كدا، فاكرة لما كنتي بتسبيها عندي بالكام يوم والأسبوع عشان بس هتسافري بلد جديدة وعايزة تعيشي شبابك ولا ناسية، لو ناسية أفكرك أنا اللي ربيت وشيلت وسهرت يا سوزان.
اتنهدت بحزن ودموعها نازلة وقالت: أنا اللي كنت بتوجع لما بشوفها تعبانة وأسهر جنبها وأعطيها كل أدويتها، أنا اللي كنت صاحبتها وأختها، كانت بتجري عليا أنا وتحكيلي على اللي أنتي كنتي بتقوليلها عليه تفاهات وإنك مش فاضية لكلام المراهقين دا عشان عندك زيارة لواحدة صاحبتك، أنا اللي أمها يا سوزان مش أنتي.
سوزان حطت وشها في الأرض لأنها عارفة إن كل كلمة قالتها زينب صح وعثمان بص لسوزان بإحتقار لأنه طول الوقت والسنين دي كان ساكت على أفعالها وكان مطمن إن بنته مع عمتها وبتاخد بالها منها، أتكلم معاها كتير لكن هي مكنشي بيهمها غير نفسها وبس ومكنتشي بتأدي دور الأمومة صح.
سالم: خلاص يا زينب تعالي أرتاحي ضغطك أترفع.
عثمان: نادوا للدكتور يشوفها بسرعة يا سالم.
الدكتور وصل وكشف على زينب وعطاها حقنة مهدئة، وميرنا أتنقلت لغرفة عادية ومكنشي مسموح بالزيارة.
بليل كان الكل موجود في المستشفى ما عدا عمران، طبعًا الكل حزين غير الإتنين اللي كلهم غل وكره وقلبهم ميعرفشي للرحمة طريق نغم ودينا.
سالم: يا جماعة مينفعشي قعدتكم دي أتفضلوا ارجعوا كدا كدا الزيارة ممنوعة عنها النهاردة وبكرا إن شاء الله تقدروا تيجوا تشوفوها.
عامر: فعلًا سالم عنده حق تعالوا أوصلكم وأرجع تاني.
سالم: لا يا عامر أنت مش هترجع انت كمان لازم ترتاح، أنت راجع من شغلك ووقفت معانا أكيد تعبت ومحتاج راحة.
عامر: بس....
عثمان بتعب: اسمع كلام سالم يا عامر أنا موجود أهو.
سالم: ما أنت كمان هترجع الفيلا يا عثمان محدش هيفضل هنا غير شخص واحد بس.
زينب بلهفة: يبقى أنا اللي هفضل معاها هي محتجالي عشان خاطري يا عثمان خليني جنبها.
سوزان: لا أنا اللي هفضل جنب بنتي.
عثمان بصلها بعتاب وحزن وقال: لا زينب اللي هتفضل عشان نفسيتها تكون أفضل أنتي هترجعي معايا الفيلا وقراري نهائي.
سوزان سكتت عشان عثمان وزينب فرحت إنها هتفضل مع ميرنا.
عثمان: يلا يا سليم تعالى أنت كمان.
سليم: لا هفضل معاهم هنا عشان لو احتاجوا حاجة.
عثمان: لا تعالى وبعدين مينفعشي إلا مرافق واحد بس.
سليم بإصرار: لا أنا هفضل في العربية برا بس المهم مش هسيبهم لوحدهم.
سالم: خلاص يا عثمان سيبه أنت عارف إنه هيعمل اللي في دماغه.
عثمان بتعب: طيب بس لو احتاجتوا حاجة كلمني يا سليم.
سليم: حاضر.
مشيوا كلهم ونغم كانت مستغربة عدم ظهور عمران بس فرحت، وسليم خرج قعد في عربيته وحط راسه على الدركسيون بتعب وهو بيقول: يا رب رجعهالي عشان خاطري.
زينب دخلت وباست ميرنا من جبينها وقالت: وحياتي عندك ترجعيلي يا ميرنا أنتي عارفة أنا بحبك قد إية وقلبي بيوجعني وأنا شيفاكي كدا يا حبيبتي.
ــــــــــــ
رجعت ونامت على الكنبة وهي حزن الدنيا كله في قلبها، وبعد وقت كبير وفي آخر الليل كانت ميرنا نايمة على السرير لا حول ليها ولا قوة وفجأة الباب إتفتح بالراحة ودخل عمران بهدوء عشان عمتو متصحاش، وأول ما عيونه جات على ميرنا قلبه وجعه ودموعه نزلت على وجع حبيبته الجميلة اللي الحزن صابها وصاب ملامحها البريئة، قرب منها بخطوات ثقيلة وزاح خصلة من على وجها وقرب منها وباسها من جبينها بحنية وشوق كبير، وبعد عنها بس لسه وشه قريب من وشها وبيتأمل كل جزء من وشها وكأنه بيحفظه عن ظهر قلب.
عمران وهو لسه قريب منها قال بصوت هامس جدًا: أنا عارف إني سبب حزنك ووجعك يا حبيبتي وشاركت معاهم في حزنك لكن غصب عني مش عايزك تدوقي طعم فراق الأم شبهي، مش عايزك تحسي بالوحدة اللي بحس بيها رغم إن الكل جنبي، أنتي كنتي كل ناسي وأهلي صدقيني، أنتي كنتي دايمًا قصاد عيني وبراقبك وحافظك أكتر من نفسك، أنا عارف إني عمري ما بينتلك حبي ولا إهتمامي لكن أقسم بالله أنا كنت دايمًا معاكي، أصلي مكنتش بقدر أسيطر على شوقي ليكي ولهفتي عليكي.
اتنهد وملس بصوابعه على وشها بحنية وحب وغمض عيونه وهو بيحس بالأحاسيس الجميلة دي اللي بيحسها وهو بيلمسها وقال: ميرنا يا حب عمري وسنيني أنا أسف لإني معرفتش أكون أناني وأخطفك لبعيد، معرفتش أكون أناني وأحرمك من أهلك وأخدك في حضني وتكوني ملكي، أسف إني مش أناني رغم إن قلبي كل ثانية بيقولي خليك أناني عشاني، كان نفسي أضمك لصدري وأقولك كل كلام الحب اللي في الدنيا وأقولك إني شايفك كل لحظة وإنك عمرك ما كنتي ولا شيء بالنسبالي زي ما كنتي بتتهميني، أسف عشان مقدرتش أصرخ بعلو صوتي وأقول للكل إنك ملكي أنا لكن معرفتش أفكر في مصلحتي وفكرت في مصلحتك اللي هي قرب أهلك وناسك.
عمران قرب شفايفه من عيونها وباسها فيها ببطء وبعدين رفع وشه وقال: وغلاوة عيونك عندي أنا لهفتي عليكي كبيرة اووي بس حبي ليكي أكبر، أنا بحبك حب الأب لبنته والصديق لصديقته والأبن لأمه قبل ما أحبك حب الحبيب لحبيبته عشان كدا مش قادر أكون أناني وأشوف نظرة الندم في عينك في يوم من الأيام إنك أختارتيني أنا.
قرب شفايفه من عينها التانية وباسها بنفس البطىء وبعدين رفع راسه وقال: كان حلم عمري أشوفك لبسالي الفستان الأبيض وعمي بيسلمك ليا في إيدي، وكل العيلة فرحانة وبتقولي مبروك عليك حبيبتك لكن أنا عارف إن دا مش هيحصل عشان كدا عايزك تسامحيني، كان نفسي أقولك أفضلي حبيني العمر كله لكن بردو معرفتش أكون أناني معاكي وبقولك أكرهيني وخلي قلبك يبطل يحبني ويكفيني أنا أحبك ليا وليكي.
بعد عنها ومسك إيدها بحنية وقال بصوت حزين: أرجعي يا ميرنا، فوقي عشاني أنا بحبك.
وبعدين ضغط على إيدها وكأنه بيعطيها الأمان اللي هي محتجاه وقال: أرجعي يا ميرنا، أرجعي يا حبيبتي.
وقتها حصلت المعجزة وميرنا فعلًا فتحت عيونها ببطىء وهو بصلها بلهفة وهي فتحت وأول ما شافته ابتسمت بحنية وقالت بتعب: عمران.
عمران ابتسم وهي أول ما شافت ابتسامته ابتسمت وغمضت عيونها تاني بهدوء وكأنها فتحت بس عشان تلبي ندائه نداء حبيبها اللي الدنيا أستكترته عليها، غمضت بعد ما أطمنت إنه رجع، غمضت بعد ما حست بالأمان اللي كانت محتجاه اللي عطهولها بمسكت إيده وكلامه الدافىء.
عمران بعدها قلبه أطمن إنها رجعت تاني وساب إيدها رغم إن كل جوارحه بتمنعه، حتى صوابعه بتقوله لا سيبنا بين صوابع حبيبنا.
وقبل ما يفتح الباب تاني ويخرج لف وبصلها وقال: بحبك بس أنا أسف.
وخرج من عندها وخرج من الباب الخلفي للمستشفى عشان عارف إن سليم قاعد برا في عربيته.
خرج وكان صاحبه مستنية في عربيته برا فهو ركب وكان حزين.
صاحبه إسلام: ها عملت إية يا عمران؟
عمران بحزن: ودعتها.
إسلام بحزن: طب هي فاقت؟
عمران: ايوا ودا اللي طمني عشان كدا هقدر أبعد وأنا مطمن.
إسلام: إزاي مش كانوا بيقولوا إنها دخلت في غيبوبة؟!
عمران: ايوا بس سبحان الله لما ندتلها عشان تفوق وترجعلي فتحت عيونها وابتسمتلي وقالت اسمي وغمضت تاني.
إسلام: تعرف من علاقتكم اللي مش مفهومة دي في حاجة واحدة بس مفهومة وحقيقية.
عمران بإستغراب: وإية هي؟
إسلام: أرواحكم متعلقة ببعض وقلوبكم مترابطة، يعني إزاي واحدة دخلت في غيبوبة وأول ما لمست إيدها وقولتلها تفوق فاقت كأنها كانت محتجالك تطلب منها كدا.
عمران بحزن ودموع: قلبي بيوجعني اووي يا صاحبي نفسي أخدها في حضني وأعيش عمري كله معاها بس العالم كله هيقف ضددنا.
إسلام ربت على كتفه بحزن وقال: أجمد يا صاحبي أنا عيشت معاك كل دا وعارف أنت قد إية بتحبها وإزاي كنت بتجاهد نفسك عشان متقربشي عشان خاطر سليم رغم إني ملييش حق أقلل من حب حد بس أنا شايف إنك بتحبها أكتر منه ورغم حبك دا وعشقك ليها إلا إنك بتفكر في مصلحتها اللي هتكون سبب في فراقك عنها، أنا لو مكانك كنت خطفتها وهربت بعد ما عرفت إنها بتبادلني نفس مشاعري.
عمران بحزن: مينفعشي يا صاحبي مينفعشي نكون أنانيين في الحب، لو عملت زي ما بتقول هيكون إية الفرق بيني وبين اللي بيخطف بنت وبيعتدى عليها عشان بيحبها ومش عايزها لغيره، لا يا إسلام أنا مش بس بحب ميرنا أنا بعشقها ومش قادر أتخيل إنها ممكن في يوم تكون بين إيدين راجل تاني أقسم بالله ما حد حاسس بالنار اللي بتنهشني من جوا إحساس صعب وبشع اووي يا إسلام، إحساس ضعف الحيلة دا وحش اووي
اتنهد بوجع وقال: أنا مكسور وموجوع اووي، أقسم بالله من كتر الوجع حاسس إني هموت.
إسلام حضن عمران بحزن ودموعه نزلت على صاحب عمره وقال: خلاص يا عمران أنا أسف، نفسي أساعدك بس مش بإيدي حاجة.
عمران بدموع: أنا مش قادر أساعد نفسي يا إسلام إزاي أنت هتساعدني.
بص للسما وقال: يا رب بحق وجع قلبي وكسرتي دي ساعدني وفك قربي ورجعها ليا واجمع قلوبنا يا رب على خير.
إسلام بحزن: يا رب.
ومشي عمران مع صاحبه ومن يومها مظهرشي تاني وكأنه فعلًا كان جاي يودعها.
مر يومين عليها وهي لسه في الغيبوبة ومش بتفوق والكل حواليها وبيدعولها تفوق، لكن هي مش بتفوق، وزاد حزنهم لما عرفوا إن عمران نقل شغله في سيناء عشان يكون بعيد وينشغل هناك رغم إنه عارف إنه عمر ما باله ينشغل عنها وصاحبه إسلام كان بيهون عليه على قد ما يقدر.
أشرقت شمس يوم جديد ومعاها هتبدأ حياة جديدة، ودا كان اليوم الرابع يمر على ميرنا وهي مش بتفوق، وقتها صحيت زينب ولقت ميرنا صاحية وبتبص للسقف وشاردة ودموعها بتنزل على الوسادة بتاعتها.
زينب جريت عليها بفرحة وقالت بلهفة: ميرنا بنتي حبيبتي أخيرًا فوقتي.
ميرنا لسه باصه للسقف وبتفتكر عمران هي فاكرة إنها كانت بتحلم متعرفشي إنه حقيقي وإنه فعلًا كان موجود معاها ولمسها وإيده كانت حاضنه إيدها.
زينب طلعت برا وهي بتقول بلهفة: دكتور، يا دكتور.
سليم جري عليها بخوف وقال: في إية يا ماما ميرنا كويسة؟
زينب بفرحة ودموع: ميرنا فاقت يا سليم، حبيبتك فاقت.
سليم مكنشي مصدق نفسه وجري بسرعة ودخل وقرب منها ومسك إيدها وقال بلهفة كلها فرحة: ميرنا حبيبتي أنتي فوقتي أنا مش مصدق نفسي.
ميرنا مكنتشي بترد ولسه بتبص للسقف وكأنها مش معاهم في الدنيا.
دخل الدكتور مع زينب وكشف عليها وقال بفرحة: طب الحمدلله دا كدا عال اووي.
زينب: طب هي لية مش بتبصلنا ومش بترد علينا؟
الدكتور: لسه شوية دي أعراض ما بعد الغيبوبة بس هي هتكون كويسة لما تستوعب كل حاجة حواليها المهم إنها فاقت الحمدلله، هي عندها إرادة قوية ومن الواضح إن حد منكم تواصل مع عقلها وقدر يخليه يركز معاه ويفوق.
هم مش فاهمين بس فرحانين إنها أخيرًا فاقت وقتها زينب أتصلت بالكل ووقتها كان عثمان نزل الشركة بعد ضغط سالم عليه لأنه مكنشي عايز يسيبه في الحزن دا ليحصله حاجة لأنه عارف إن ميرنا دي مش بس بنته دي روحه.
كان قاعد في الميتنج ومن ضمن الموجودين كان أمجد اللي عرف حالة ميرنا وحاول أكتر من مرة يروح يشوفها بس عمتها مكنتشي بتسيبها والكل كان حواليها فمحبش يثير الشك ليه.
عثمان بيبص لقى في إتصال من زينب فخاف ليكون في حاجة حصلت لميرنا فرد وهو قاعد في الميتنج وقال: الو ميرنا كويسة يا زينب؟
زينب بفرحة: أميرتك فاقت يا عثمان أخيرًا الحمدلله.
عثمان بفرحة: بتتكلمي جد أميرتي فاقت الحمدلله يا رب.
بص لسالم بفرحة وقال: ميرنا فاقت يا سالم.
سالم بفرحة: الحمدلله.
عثمان بفرحة: أنا هاجي بسرعة يا زينب قوليلها بابي جايلك.
أمجد فرح لما عرف إنها فاقت وقال: أخيرًا يا حبي دلوقتي بس أقدر أخدك لبعيد ومحدش هيقدر ياخدك مني أبدًا.
وقتها عثمان جري ومهتمش لأي حاجة غير لبنته حبيبته وصل بعد وقت للمستشفى هو وسالم وسوزان كانت وصلت مع نغم ودينا، ومصطفى كان معاهم لأنه طول الفترة اللي فاتت كان مكتئب وكان رافض الأكل من غير ميرنا وكانوا بيأكلوه بمعاناة.
وصلوا كلهم وكانوا حواليها وعثمان حضنها جامد وقال بدموع: حبيبة بابي هونت عليكي تسبيني لوحدي كدا دا أنا كنت بموت كل يوم ألف مرة، قولتلك قبل كدا إنك مش بس بنتي دا أنتي أمي وأختي وكل حاجة ليا.
بعد عنها وبصلها بإستغراب وقال: هي مالها؟!
زينب: مش عارفة بس الدكتور قال إن دي أعراض وهتكون كويسة وهتبدأ تتفاعل معانا.
عثمان: إن شاء الله هتتفاعل بس أهم حاجة إن ربنا ردها ليا وفاقت.
سوزان حضنتها وقالت: ميرنا حبيبتي مامي جنبك أهو فوقي يا حبيبتي وحقك عليا مكنتش أقصد أزعلك سامحيني.
مصطفى جري عليها وطلع على السرير ونام عليها وقال: مامي حبيبتي وحشتيني اووي، كدا تسيبي مصطفى لوحده أنا زعلان اووي منك.
زينب قربت منه عشان تشيله من عليها وقالت: مصطفى أنزل مينفعشي كدا ميرنا هتتعب.
مصطفى بعند طفولي: لا أوعي سبيني خليني في حضن مامي.
عثمان قرب منه وقال بحنية: مصطفى يا حبيبي أنت كدا هتتعب مامي وأكيد أنت مش بتحب تشوفها تعبانة صح؟
مصطفى بدموع: صح خلاص هقوم بس هفضل قاعد جنبها على السرير ماشي يا عمو؟
عثمان ابتسم وقال: ماشي يا حبيبي زي ما أنت عايز.
مصطفى أتعدل وقعد جنبها وفضل يملس على شعرها بإيده الصغيرة وقال: ليه مامي بتبص لفوق كدا؟!
زينب: عشان لسه تعبانة يا حبيبي لما تخف خالص هترجع زي الأول.
مصطفى باس راس ميرنا وقال بحنية: مامي هتخف وهترجعلي تاني عشان مصطفى مش بيعرف يعيش من
الكل ابتسم بحزن عليه وسكتوا، وسليم كان واقف جنبها على الجنب التاني وبيبصلها بحب، بعد وقت عامر وصل وأول ما دخل ريحته داعبت أنف ميرنا لأنه كان حاطت البرفيوم بتاع عمران وهو اللي طلب منه كدا لسبب في دماغه، وعامر وافق رغم إنه مش عارف السبب.
وقتها ميرنا حركت صابع من صوابع إيدها اليمين اللي كان عمران ماسكها لما كان معاها، ومصطفى أخد باله وقال: عمو عثمان مامي حركت صابعها.
الكل ركز معاها وكل ما كان عامر بيقرب منها كانت بتحرك صابع تاني وكلهم فرحوا وقالوا: عامر شكل دخولك أثر في ميرنا وخلاها تحرك إيدها.
عامر ابتسم وقرب منها وملس على شعرها وباس راسها وقال: ميرنا حبيبتي عمورتك هنا أهو فوقي بقى.
وقف جنبها وجي يرجع ورا شوية لقاها مسكت إيده والكل اتفاجأ وحركت راسها وعيونها وبصتله وكانت بتقول حاجة بس محدش سامع فعامر قرب منها اووي وقال: بتقولي إية يا ميرنا؟
ميرنا بهمس منخفض: عمران.
عامر بصلها بحزن وقال جنب ودنها: عمران مشي يا ميرنا أنا عمك عامر يا حبيبتي أنا أسف.
ميرنا قلبها وجعها إنه إزاي مشي وسابها ومسألشي عنها وهي في غيبوبة، وأفتكرت اليوم اللي أعترفلها فيها ومشي وسابها بس أقنعت نفسها إنه أكيد هيرجع فلازم تخف وتبقى كويسة عشانه.
عامر رفع راسه وبصلها بحزن وزينب وقالت:بتقولك إية
يا عامر؟
عامر بتوتر: مش سامع يا زينب.
دينا بغل: غريبة يعني.
زينب بصتلها بقرف وقالت: والله ما في غريب هنا غيرك.
دينا بصتلها بغل وقالت: أحترمي نفسك يا زينب.
زينب لسه هتزعقلها لقت ميرنا بتقول: عمتو.
زينب بصتلها بلهفة وقربت منها بلهفة وقالت: حبيبت
عمتو أنا جنبك أهو يا ميرنا.
ميرنا بصت لها وابتسمت وملست على وش زينب بحب وقالت: وحشتيني اووي يا ماما زوزو.
زينب دموعها نزلت لأن ميرنا أول مرة تقولها يا ماما وقالت بصدمة: ميرنا أنتي قولتي إية؟!
ميرنا ابتسمت وقالت: ماما.
زينب حضنتها جامد وقالت: قلب ماما يا حبيبتي أنتي أول مرة تقوليلي كدا أنتي متعرفيش أنا فرحانة قد إية؟
سوزان بغيرة: ميرنا حبيبتي حمدالله على سلامتك يا قلب مامي.
ميرنا وهي بتبص الناحية التانية: الله يسلمك.
سوزان عرفت إنها لسه زعلانة منها وإدايقت اووي إنها قالت لزينب كدا وهي مقلتلهاش حاجة حتى مقالتشي مامي.
بصت لعثمان وقالت بضحك: أوعى تكون عملت حاجة من ورايا هزعل منك اووي.
عثمان حضنها جامد وقال: الدنيا كانت واقفة من غيرك يا قلب بابي والله، قومي أنتي بس وأنا وأنتي هنعمل بلاوي.
ميرنا ضحكت بس كحت بتعب فزينب قالت: بالراحة على البنت دي لسه تعبانة.
بصت لمصطفى اللي في حضنها وملست على شعره وقالت: حبيبي.
مصطفى كان زعلان منها فمردش عليها، فهي قالت: حبيب مامي شكله زعلان مني صح؟
مصطفى بطفولية: ايوا ومش تكلميني بقى.
ميرنا ابتسمت وقالت: طب يهون عليك مكلمكشي؟
مصطفى رفع راسه وبصلها وقال: أنا زعلان منك عشان سلمتي على كله إلا أنا وكمان لما فوقتي مش قولتي اسمي هو أنتي مش بتحبيني يا مامي؟
ميرنا ملست على خده وقالت: ومين هيحبك غيري يا حبيبي، أنا بحبك اووي ومش عايزاك تزعل من مامي ينفع؟
مصطفى ابتسم وحط إيده على خدها وقال: خلاص متزعليش مصطفى مش زعلان من مامي خلاص.
ميرنا ضمته لصدرها وقالت: ومامي بتحبك اووي.
نغم بقرف: حمدالله على سلامتك يا ميرنا.
ميرنا بإبتسامة: الله يسلمك يا نغم شكرًا...