رواية لن انساك الفصل العاشر 10 ج2 بقلم ريهام ابو المجد


رواية لن انساك

الفصل العاشر 10 ج2

بقلم ريهام ابو المجد


أشرقت شمس يوم جديد ومعاها تنقلب الأحوال 

وتتبدل الأدوار ويصبح هناك أمل جديد لإلتحام القلوب

 مرة أخرى.

صحيت ميرنا كالعادة على حركة سليم فقالت: صباح

 الخير يا سليم.

سليم بإبتسامة: صباح الورد والياسمين.

ميرنا: أوعى تقولي إنك أتأخرت.

سليم: لا أنا أخدت النهاردة أجازة.

ميرنا أتعدلت وقالت بإستغراب: لية أنت كويس؟

سليم ضحك وقال: ايوا كويس بس كنت عايز أقضي

 اليوم دا معاكم.

ميرنا: غريبة أول مرة تعملها.

سليم: قولت أبقى غريب شبهك ولا هو حلال ليكي

 وحرام عليا.

ميرنا ضحكت وقالت: لا موصلتشي للدرجادي.

سليم باسها من خدها وقال: طب يلا قومي عشان 

نقضي اليوم من أوله.

ميرنا: حاضر.

وفعلًا قامت وأخدت دوش وغيرت هدومها وهدوم بنتها وسليم كمان جهز وباسها وباس ملك وحاوطها من خصرها وخرجوا ونزلوا فزينب فرحت لما لقتهم كدا فقالت: رايحين فين كدا يا حبايبي.

سليم بإبتسامة: قررت أقضي اليوم دا معاكم ونعمل ذكريات حلوة.

زينب قلبها أنقبض فقالت: ذكريات ليه يا حبيبي احنا مع بعض لأخر العمر إن شاء الله.

سليم ضحك وقال: مش شرط الذكريات عشان حاجة وحشة يا حبيبتي احنا بنعمل ذكريات عشان نفتكرها بعد كدا.

زينب: طب خلي بالك من نفسك ومن ميرنا وبنتك يا حبيبي.

سليم باس راسها وإيدها وقال: حاضر يا حبيبتي أدعلنا أنتي بس وأرضي عنا.

زينب حضنته وقالت: راضيا عنكم يا حبيبي.

سليم: ربنا ميحرمناش منك أبدًا يا أجمل ماما في الدنيا.

زينب: ولا منك يا حبيبي.

خرجوا من الكومبوند وركب العربية وقعدوا على البحر وميرنا كانت حاسة بشيء غريب لكن حاولت تطرد الإحساس دا وتقضي يوم حلو مع سليم اللي أخدت قرار تعطيه فرصة وتعطي لقلبها فرصة إنها تحبه وتعيش حياة هادية معاه

 ومع بنتها والعيلة زي ما كانت عايشة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

سليم: ميرنا هروح أجيب أيس كريم من هناك وأجي.

ميرنا: لا مش لازم يا سليم وبعدين أنت لسه هتعدي 

الطريق أنا أصلًا مش عايزة.

سليم: لا هجيب أنا عارف إنك بتحبيه.

ميرنا بخوف: لا مش بحبه ومش عايزة أيس كريم خليك معايا ومع ملوكة.

سليم بعند: استني هروح وأجي بسرعة.

ميرنا قامت وقالت: عشان خاطري خليك مش عايزة 

حاجة متعاندشي يا سليم.

سليم باس إيدها وقال: ميرنا بطلي دلع يا حبيبتي.

ميرنا: طب استنى عايزة أقولك حاجة.

سليم: قولي يا حبيبتي.

ميرنا مسكت إيده وقالت: سليم أنا عمري ما قولتلك

 إني بحبك لكن والله بحبك أنت صديقي وزوجي

 وأبو بنتي فعايزاك تعرف إني بحبك.

سليم بفرحة: الله أخيرًا قولتيها بعد السنين دي كلها

 دا إية التقل دا يا بنتي.

ميرنا: مش تقل والله بس أنا كنت فكراك عارف.

سليم: وأنا بحبك اووي ومش عايز من الدنيا غيرك 

أنتي وملك.

حضنته وقالت: شكرًا يا سليم على كل حاجة وعلى حبك.

سليم بفرحة: دي تاني مرة تحضنيني من نفسك لا دا

 أنا كدا مش عايز حاجة بعد كدا.

ميرنا ضحكت وقالت: طب خد ملوكة معاك وأنت بتجيب الأيس كريم ما دام مصمم تروح.

سليم بصلها وقال: لا خليها معاكي هي محتجاكي أنتي

 أكتر وخلي بالك منها يا ميرنا دي ثمرة حبي ليكي.

ميرنا بخوف: لية بتقول الكلام دا دلوقتي يا سليم؟

سليم: مش عارف والله أقولك هروح أجيب الأيس

 كريم بقى.

عدا وفجأة وهو في نص الطريق كان في عربية بتراقبهم فأول ما شافته بيتحرك أتحركت بسرعة وخبطته بكل قوتها.

ميرنا بصدمة وصراخ: سليم حاسب، لاااااااا.

وفجأة سليم بقى مفترش الأرض ودمائه حوله، منظر

 مهول يحبس الأنفاس وخاصة تلك التي تحتضن طفلتها وتلجمها هول الصدمة.

الناس جريت على سليم اللي بينازع الحياة، بيحاول يلتقط أخر أنفاسه.

ميرنا حاولت تتحرك أكتر من مرة، كانت بتصارع العالم عشان تقدر توصل لسليم، قربت بعد معاناة ودخلت من بين الناس وركعت على ركبتها جنب سليم وبتقول: سليم قوم يلا.

سليم وهو بيحاول يجاهد عشان يتكلم ورفع إيده بصعوبة ولمس بيها خد ميرنا وقال بصعوبة: ميرنا.

ميرنا بعياط وإنهيار تام: سليم عشان خاطري قوم متسبنيش.

سليم جسمه أتنفض كأن روحه بتجاهد عشان تخرج: حبيبتي أنا أسف إني هسيبك.

ميرنا مسكت إيده اللي على خدها وقالت: عشان خاطر ملك قوم متسبناش لوحدنا يا سليم.

سليم بمجاهدة: ميرنا قولي لعمران يسامحني، خليه يسامحني أرجوكي

ميرنا: متتكلمشي يا سليم.

ميرنا بصراخ: حد يساعدني أرجوكم أطلبوا الإسعاف

 زوجي بيروح مني.

سليم: ميرنا أرجوكِي اسمعيني مبقاش في وقت.

ميرنا: لا لا مش هسمع حاجة أنت هتقوم وهتكون كويس، لأنه مينفعشي تسيبني أنا وبنتك وماما زينب.

سليم بدموع ووجع: اسمعيني عشان خاطري.

ميرنا بإنهيار: حاضر حاضر.

سليم: قولي لعمران يسامحني على اللي عملته، خليه يسامحني عشان أرتاح.

ميرنا: أنت هتقوله اللي أنت عايزه عشان هتقوم بالسلامة.

سليم بكلام متقطع: ملك يا ميرنا خلي بالك منها دي ثمرة حبي ليكي، والحاجة الحلوة اللي ربطتني بيكي، وقولي 

لماما إني بحبها اووي.

ميرنا بعياط: سليم.

سليم ابتسم وقال: قوليلي حاجة حلوة لأخر مرة يا ميرنا.

ميرنا سكتت ودموعها اللي بتتكلم فهو ملس على خدها وقال: عشاني.

ميرنا بصتله وقالت: أنت أغلى حد على قلبي، صديقي وأخويا وزوجي وأبو بنتي، أنت......

سكتت بسبب الزبحة اللي في أحبالها الصوتية بس سليم قال: أنا إية؟

ميرنا ابتسمت له وقالت بوجع: أنت أجمل حاجة حصلتلي

 يا سليم أنا أسفة سامحني.

سليم ابتسم وقال: قوليلهالي لأخر مرة يا ميرنا.

ميرنا فهمت قصده وعيطت أكتر بس لما لقت سليم جسمه بيتنفض خافت وقالت: أنا بحبك يا سليم، بحبك والله.

سليم ابتسم وفارق الحياة وهو مبتسم، روحه فارقت جسده وكأنها كانت مستنية إعترافها بحبها ليه، وكأن هي دي كلمة السر اللي هتحرر روحه وتكون طليقة، حرة في سماء خالقها.

وإيده وقعت من على خدها وهي فضلت مصدومة مش قادرة تنطق، مش قادرة حتى ترمش وكأن الزمن أتوقف عند اللحظة دي، كل حاجة حواليها بقت صامتة حتى هي.

ميرنا بصدمة: سليم بطل هزار يلا قوم أنا عايزة أروح البيت.

هزته كتيرة وقالت: يلا يا سليم ماما مستنيانا، طب بص ملك بتعيط إزاي وأنا مش عارفة أسكتها، طب بص أنا هروح أنيمها بعيد عشان أنت مبتحبش الدوشة بس قوم يلا معايا أنا مش هعرف أرجع لوحدي.

لكن لا حياة لمن تنادي، الناس حواليها دموعهم نزلت عليها وعلى المشهد الفظيع اللي قدامهم، فواحدة ست كبيرة قربت منها وحطت إيدها على كتفها وقالت بدموع وحزن: قومي

 يا بنتي وبطلي تعذبيه، هو دلوقتي عند اللي خلقه.

ميرنا بصراخ: متقوليش كدا أبعدي عني، سليم عمره ما سابني ودايمًا بيكون حواليا هو بس بيهزر عشان يشوف رد فعلي.

الست: لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يصبرك يا بنتي.

ست تانية: دي بنتهم لسه صغيرة اووي، يا عيني عليكي 

يا بنتي اتيتمتي بدري بدري.

ميرنا: يلا يا سليم بقى أنا خايفة وعايزة أرجع البيت.

سليم مبيردش وهي فضلت تبصله شوية وفجأة كأنها 

أدركت أخيرًا إنه مات، سليم مات خلاص.

ميرنا بوجع وصراخ: آآآآآآآآآآآه...


         الفصل الحادي عشر ج1 من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات