
رواية للقدر رأي آخر
الفصل السابع عشر 17
بقلم آيه العربي
ضائعة هى مثل التى تبحث عن مخرج من
متاهة ماذا تفعل ولماذا دائما وهى فى قمة سعادتها تقع لاسفل القاع وتتالم ....لما عليها
دايما ان تبتعد عن روحها وتظل جسد بلا روح .عى ابتعدت عن اطفالها مرغمة ليس
لها قوى لتدافع عنها ..اما سليم فهو مصدر
قوتها وضعفها كيف ستبتعد عنه وكيف ستحميه ...
ظلت جالسة واضعة راسها بين ركبتيها
على ارضية الغرفة تبكى بصمت ..فتح
الباب ودخل سليم وجدها على هذا الحال
.اسرع اليها واوقفها ورفع راسها وجدها
تبكى بشدة .تقطع قلبه اشلاء من منظرها
وقال بصوت مهزوز _آية مالك فيكى
ايه يا حبيبتى ردى عليا
ارتمت بدون سابق انذار فى حضنه تتمسك
به بكل طاقتها وظلت تبكى بصوت عالى
وبكاؤها كان سلاح يقطع قلبه ولكن ظل
يربت على ظهرها وهو يقول _طب فهمينى
مالك بس ..ريحينى مين زعلك طيب
سمر قالتلك حاجة
هزات راسها بلا ...فقال _اومال ايه بس
طمنيني ارجوكى انا مش متحمل منظرك ده
قالت وهى تدفن راسها فى صدره_مافيش
يا سليم انا بس كنت محتاجة لحضنك اوى
ابتسم لها ورفع راسها ونظر داخل عينيها المنتفخين من شدة البكاء ومسح دموعها
باطراف اصابعه قائلا _قولى يا آية مالك
بجد وفهمينى مين مزعلك
كادت ان تنطلق ولكن الخوف من ان
تخاطر بحياته منعها فقالت بعد وقت _
ابدا يا سليم بجد كنت محتاجة احضنك
رفع راسها اليه وقبلها على شفتيها بكل
رقة وحب وهى لاول مرة تبادله قبلته ...
فصل قبلته ونظر لها وقال _اعتبرها موافقة
لم تفهم مقصده فقال _انا نفسي اتمم
زواجنا يا آية
اطرقت راسها خجلا وقالت له بتقطع _سليم ..انا ......
قال سليم _لسة خايفة منى ولا لسة عندك
شك فى حبي ليكى
هزت راسها نافية وقالت _لااااء بس ادينى
فرصة اخيرة وبعدها انا كلى ليك
قبل راسها وقال_ماشي يا حبيبتى انا كفاية وجودك جمبي ...ويالا بقا علشان نفطر
اومات له ونزلا سويا..كانت سمر ما زالت
نائمه فهى معتادة على الاستيقاظ متاخرا
اما مراد فقد قرر الذهاب الى فندق بعد ماحدث مع آية
فى الشركة دخل مروان لصديقه قائلا _
ازيك يا سليم اخبارك ايه
سليم بتنهيدة _الحمد لله يا مروان امورى
تمام طمنى عنك انت
مروان بقلق _انا كويس بس انت اللى متغيرر
سليم بصدق وتفكير _ابدااا يا مروان آية
كانت غريبة النهاردة الصبح طريقتها معايا
كانها بتودعنى وسمر كمان اتغيرت جدا
وواضح ان تعبها زاد وهى مخبية عليا
مروان بزعل على حال صديقه _يا سليم
اطمن يا آخى آية بتحبك جدااا ومش معقول هتسيبك وسمر انت ممكن تطمن على حالتها
من دكتور مصطفى انت قولت انها مبقتش
ترضى انك تروح معاها وانها قربت تخلص الجرعات وبتاخد مراد بدالك يبقى تتصل
على مصطفى وتساله
اجابه سليم ماكدا على كلامه قائلا _معاك
حق يا مروان انا هتصل على مصطفى
اساله او هروحله بعد الشغل
اتى المساء يحمل الكثير من المفاجات والتغييرات
رن هاتف آية بنفس الرقم فذهبت لغرفتها
وفتحت الهاتف وضعته على اذنها ونظرت
من النافذه وجدته يقف فى نفس المكان
فقال لها _ها يا حبيبتى فكرتى هتعملى ايه
آية برجاء _احمد بالله عليك يا احمد احنا
خلاص معتش ينفع مع بعض والبنات هتبقى تشوفهم مش همنعك عنهم بس سبنى اعيش
مع سليم انا مقدرش اعيش من غيره
اجابها بكل غضب من كلامها _خلاص يبقى
انتى اللى جنيتى عليه وانا اول ما ييجي
هخلص عليه وصدقينى هطلع منها عارفة
ليه لان انا ورايا الباشا الكبير ...واحد من
اعداء سليم اللى بيكرهوه وعايزين يخلصوا
منه اكيد عرفاه اسمه جمال العريفي
اتسعت عيناها ولم تعد تحملها قداماها
وقالت _انت عرفته منين
ضحك عاليا وقال _هو اللى عرفنى وطلب
منى اوجع سليم يا اما انتى تسبيه يا اما
هو يسيب الدنيا
اجابته بصوت يخرج من جسد خرجت منه
جميع الوان الحياة _خلاص يا احمد انا هخرج
من حياته بس ادينى يومين
اجابه باصرار _حالا .. تلمى حاجتك انتى
والبنات حالا وتخرجى وتروحى عند امك
ولو مخرجتيش خلال ساعة متلوميش
غير نفسك
بعد نصف ساعة كانت آية انتهت من
جمع اغراضها واغراض اطفالها وتجهزت
لكى ترحل ولكن ذهبت الى جناح سمر
وطرقت بابها ودخلت قائلة _سمر ممكن
اتكلم معاكى شوية
استغربت سمر وقالت _اه طبعا اتفضلي
قالت آية وهى تحاول ان تبدو صادقة _انا
خلاص بناتى رجعولى وده كان اتفاقنا ..
انا كنت بجد مبسوطة وسطكوا بس انا مش
هقدر اكمل فى حياة مش زى ما خطت ليها ....
انا جيت اسلم عليكى قبل ما امشي
فقالت سمر التى تفاجأت تماما ولم تستوعب _يعنى ايه ..يعنى انتى هتمشي وهتسبي سليم معقول
اومات آية التى تحاول جاهدة التحكم فى
دموعها ان لا تسقط وقالت _ايوة انا هرجع الحضانة وهكمل حياتى وشكرا على كل اللى عملتيه علشانى. خلى بالك نفسك وانا هبقى
اطمن عليكى بتمنالك الشفاء فى اقرب وقت
خرجت مع استغراب سمر التى كانت لم
تستوعب بعد ولكنها احست بفرحة بداخلها ...
ذهبت آية الى غرفة التوأم احتضنتهم بشدة
وهى تبكى وتقبلهم وبعدها ذهبت مسرعة مع بناتها وخرجت من الفيلا وتركت روحها بداخلها وركبت تاكسي وانطلقت حيث والدتها تحت انظار هذا الواقف يضحك بشر وحقد
عاد سليم الى الفيلا بعدما علم بخطورة حالة
سمر من مصطفى صديقه الذي اخبره انها
لم تكن تريد ان يعلم وهو احترم رغبتها
جرى على جناحها وجدها تتصفح هاتفها
فقال لها بغضب _ازاى يا سمر عملتى كدة
ازاى تخبي عنى خطورة حالتك .
تهجم وجهها وتفأجات وقالت _انت عرفت
منين
فقال لها وهو يشد شعره الامامى قائلا _كنتى مفكرة انى مش هعرف ها ....ليه يا سمر ليه
سمر جرت عليه واحتضنته قائلة _مكنتش
حابة اشيلك همى صدقنى كنت عايزاك
مبسوط لو كنت عرفت كنت هتتعامل معايا
على انى مريضة وانا مش عايزة كدة
سليم باستنكار _انى اقف جمبك واراعيكى
كدة بعاملك على انك مريضة؟..انتى بتفكرى
ازاى يا سمر انتى مراتى ووجعك وجعى يا سمر
سمر بضعف وارهاق_ انا أسفة يا حبيبى صدقنى خلاص معتش هخبي عليك حاجة بعد كدة خلاص حياتنا هترجع زى الاول تانى وانا
هتمسك بالحياة علشانك وعلشان توامى
.معتش فيه فى حياتنا لا آية ولا غيرها
تصنم مكانه لم يستوعب بعد ما تتفوه به ماذا قالت هى الان ..سالها ونبض قلبه يدق بعنف _يعنى ايه قصدك ايه ان آية مبقتش موجوده
اجابته بابتسامة _ايوة هى خدت بناتها ومشيت وقالت ان خلاص معتش فيه داعى لوجودها
هنا بعد ما بناتها رجعوا
وقف مكانه لم يستوعب بعد كلامها هل ذهبت ؟ هل كانت تودعه صباحا ؟ هل تركته ؟ هو لم يصدق هذه التراهات لا لن تتخلى عنه آية ابدااا
خرج مسرعا فى اتجاه غرفتها يبحث عنها لم يجدها ذهب الى غرفة البنات فلم يجدهم ولم يجد اشياؤهم ..وقع قلبه فى مكانه واخد هاتفه واتصل بها كانت هى مازالت ف التاكسي تطلعت على الهاتف بقهر ودموع لم تهدأ ولن تهدأ ولم
ترد عليه
خرج من الفيلا وركب سيارته وانطلق تحت
انظار احمد الشامته وذهب لمنزل والدة آية
وصلت آية وصعدت مع صغارها وطرقت الباب فتحت لها والدتها وانصدمت لمنظرها وبكاؤها فقامت آية باحتضانها وظلت تبكى ... حكت لوالدتها واختها ما حدث وطلبت منهم اذا جاء سليم ان يتركوها معه وحدها ......
بعد قليل وصل سليم الذي كان يقود بسرعة جنونية
حتى وصل وصعد طرق الباب ففتحت له آية
فهى كانت تعلم انه سياتى نظر لها وشدها لاحضانه وقال _كنتى عرفينى انك محتاجة تقعدى شوية مع مامتك طيب هتعدى اد ايه
...ها يعنى يومين كدة طب كنتى عرفتينى
وانا كنت جبتها تعد معانا ...ايه ساكتة ليه
هى واقفة لم تستطع منع دموعها ولكن
تصنعت الجمود وخرجت من احضانه
قائلة _اتفضل يا سليم بيه
استغرب من طريقتها ودخل للصالون فقال
_ايه يا آية ايه سليم بيه دى
آية وهى تواليه ظهرها ولم تستطع النظر
فى عينه _ايوة يا سليم بيه كدة خلاص كل
واحد اخد من التانى اللى هو عايزة انتو كان طلبكوا انى اراعى مراتك واولادك وعملت كدة ومراتك بدات تتحسن
وانت رجعتلى عيالى وده كان سبب ارتباطى
بيك متعش فيه داعى نستمر فى التمثيلية دى
ضحك عليها بشدة وقال _بطلى هزار بقا واتكلمى بجد يعنى ايه مين قالك انى هصدق العبط ده
آية بصوت حاولت ان يبدوا طبيعيا _والله دى حاجة ترجعلك تصدق متصدقش براحتك مش هتفرق انا خلاص اخدت بناتى وهرجع لحياتى قبلك علشان كدة احنا لازم نطلق
عند هذه النقطة وكفا فلم يستطيع التحكم
فى غضبه فقال وهو يهزها بكلتا يديه _
يعنى ايه تطلقى انتى بتقولى ايه انتى اكيد مجنونة ...انتى بتحبينى ..انتى ضحيتى
بنفسك علشانى ..انتى فيه حاجة حصلت
معاكى انا متاكد
آية وهى على وشك الانهيار ولكن ما يمنعها
انها كانت تعيد كلمات احمد داخل راسها
فنظرت داخل عيونه قائلة بثقة مزيفة _
لو كان حد غيرك كنت هحميه بردو انا
متحملش اشوف حد هيتقتل قدامى
اتصرفت بطبيعتى وانا مش بكرهك بس
انا مش عايزة اعيش معاك هى كانت تمثيلية علشان اوصل لهدفى وامشي وخلاص واه
بالنسبة لاى فلوس انا متنازلة عن اى حاجة
مش عايزة منك اى حاجة ويالا لو سمحت
علشان انا عايزة انام
نظر اليها وقال وهو يشير اليها بسبابته _
كل ده مش مصدقه بس بردو مش هسامحك
ابدا على انك مكنش عندك ثقة فيا تخليكى تعرفينى الحقيقة بس طلاق مش هطلق
واعملى اللى انتى عيزاه انتى واللى هددك ...
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا