رواية ما بعد الجحيم الفصل الرابع عشر 14 والخامس عشر 15بقلم زكية محمد


رواية ما بعد الجحيم

الفصل الرابع عشر 14 والخامس عشر 15

بقلم زكية محمد 

لم تستطع التحمل فسقطت أرضا غائبة عن الوعى. 

نزع عنه ذلك الرداء الأبيض الذى بهيئة الأشباح ثم جلس أرضا إلى جوارها وأخذ يربت على وجنتها ببعض القوة قائلا :- 

إنتى يا زفتة فوقى. هو أنا ذودتها ولا إيه؟ 


قال ذلك بضحك ثم دلف للداخل وعاد بزجاجة مياه ثم رش على وجهها بعضا من المياه فأستيقظت بشهقة فنهضت قائلة بذعر :- أنا فين؟ العفريت. ...ععمر ككان في هنا عفريت. 


كبت ضحكاته بصعوبة ثم هتف بدهشة مصطنعة :- عفريت؟ عفريت إيه؟ تلاقيكى كنتي بتحلمى. 


هتفت بنبرة مؤكدة :- لا لا أنا شفته والله يا عمر. هو إنتوا جيبتوا جثث المراحيم هنا ولا إيه؟ 

سألها بإستغراب :- مراحيم؟ ! مراحيم مين دول؟ 

هتفت بتوتر :- أقصد يعنى والدك واختك الله يرحمهم. 


تبدلت معالم وجهه إلى الحزن فقال بشرود :- لا محدش جابهم هنا. ثم تعالى هنا مين قلك؟ 


نظرت له برماديتها قائلة :- عمتو خديجة قالتلى. 


هتف بضيق :- طيب قومى إدخلى أوضتك. 


وقبل أن يغادر تشبثت بزراعه بخوف قائلة :- 

لا العفريت هيجى تانى. 


هتف بضيق ونفاذ صبر :- أعملك ايه أخدك في حضنى يعنى؟ 


سحبت يدها بسرعة قائلة بحدة :- يا قليل الأدب يا حيوان يا زبا..... 


قاطعها بغضب قائلا :- بت إنتى لمى لسانك وغورى من وشى الساعة دى احسن أقسم بالله أفش غلى فيكى وأوريكى الحيوان والزبالة على حق .


ركضت من أمامه بخوف من منظره وتوجهت لغرفة عمتها بهدوء ثم تمددت إلى جوارها وإلتصقت بها بخوف وجاهدت في كتم شهقاتها حتى لا تستيقظ عمتها إلى إن غطت في النوم هى الأخرى. 


أما هو دلف إلى غرفته وجلس يتذكر والده وأخته بحزن شديد فقد إفتقدهما كثيرا حيث كان والده بمثابة الحصن المنيع له والدرع الواقى فمنذ رحيله شعر وكأن ظهره كسر. 

ثم تذكر سليطة اللسان تلك فهتف بضيق :- 

على النعمة حلال اللى عملته فيكى تستاهلى بت لسانها أطول منها. 


قال ذلك ثم توجه لسريره ثم ألقى بنفسه عليه وأغمض عينيه وغط في النوم. ....


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


صباحا إستيقظت وفتحت عينيها ولكن مهلا مهلا ما هذا الذى يكبلها بقوة نظرت له وجدت زراع مراد يحاوط خصرها بقوة وهى متشبثة به كذلك فسحبت يديها بسرعة قائلة بخفوت :- 

يا لهوى إيه اللى حصل انا منمتش هنا اصلا؟ أما ألحق أقوم قبل ما يصحى ويدينى كلمتين حلوين في جنابى. 


حاولت فك القيد الذى يكبلها إلا إن نجحت فزفرت براحة قائلة :- الحمد لله. 


ثم نظرت له وجدته على حالته نائما بهدوء 

أخذت تتأمله بدون إرادة منها تتشرب من ملامحه وإبتسمت بخفوت حينما دار بمخيلتها عندما سمعت يوما مقولة أحد النساء بأن المرأة الحامل إذا تطلعت إلى زوجها يصبح الجنين يشبهه كثيرا. ...


شهقت بصدمة حينما فتح عينيه بخبث قائلا :- 

طيب مش كنتي تقولى إنك معجبة أوى كدة. 


نهضت بسرعة قائلة بتلعثم :- 

أاا أنا لا. ....مش... مش.... 


هتف بسخرية :- إيه مالك مش على بعضك ليه؟ يبقى اللى قولته حقيقى مش كدة بس ما تعشميش نفسك كتير يا حلوة واه نسيت أقولك إن النهاردة جلسة أبوكى اللى إن شاء الله هاجى أبلغك بخبر الإعدام...... 

ودلوقتى زى الشاطرة كدة تروحى تحضرى الفطار على ما أخد شاور وألبس. ...


وقفت تحدق فى أثره بصدمة وكلماته تعاد في عقلها تعصفه عصفا شديدا هل سيموت والدها اليوم كما أخبرها أم انه يمزح ؟

إلتمع الدمع بعيناها فهو والدها بالأخير وفطريا إنشطر فؤادها عليه فهو بالأخير والدها مهما فعل. 

نزلت بخطوات تائهة تجهز له ما طلبه منها حتى تتجنب صياحه. 


************


بعد عدة دقائق عادت مرة أخرى وهى تحمل الطعام وكان هو قد خرج وإنتهى من إرتداء ملابسه. 

أخذت تفرك فى يديها بتوتر تشجع نفسها بداخلها بأن تتحدث ولكن هيهات فهى وكأنما شل لسانها. تابعها مراد بعيون حادة كالصقر ثم هتف بصرامة :- 

عاوزة تقولى إيه؟ 


نظرت له بصدمة كيف له أن يعرف ما يدور بداخلها ولكنها سرعان ما نعتت نفسها بالغبية لإنه بالأخير ضابط شرطة. 

خرج صوتها أخيرا قائلا :- 

لو لو سمحت كككنت عاوزة يعنى عاوزة. .....


قاطعها قائلا بسخرية :- تشوفى أبوكى قبل ما يتكل مش كدة؟ وعاوزانى أصدق إنك بريئة؟ بجد أبهرتينى. 


هتفت بحزن :- دة مهما كان أبويا حرام عليك وانا مش مضطرة أبررلك . 


إلى هنا وطفح به الكيل قائلا بغضب وهو يشد على رسغها بقوة :- وإنتو مش حرام عليكم لما تقتلوا واحد ملوش ذنب كل ذنبه إنه ابن الظابط اللى بينبش وراكم ها؟ 

متقلقيش هعمل بأصلى وأخدك معايا أهو تودعيه قبل ما يتكل روحى إلبسى على ما أفطر. 

هرولت بسرعة من أمامه بعدما تناولت حجابها وأرتدته اما هو تابع تناول طعامه بغيظ وغضب شديدين. ........ .


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


في فيلا حامد الداغر وبالتحديد في غرفة مصطفى الذى أخذ يسعل بشدة وهو يتوسد السرير .

دلفت ندى وهى تحمل كوبا من الأعشاب ووضعته على الكومود ثم ساعدته في النهوض فجلس نصف جلسة ثم مدت له الكوب بدموع قائلة :- 

خد إشرب دة وهتبقى كويس إن شاء الله. 


مسك منها الكوب وأخذ يرتشف منه وعندما رفع وجهه ليحدثها وجدها تكتم شهقاتها بصعوبة فسألها بقلق :- 

مالك بتعيطى ليه؟ 


نظرت أرضا حتى لا تهطل دموعها فيراها قائلة :- مفيش ما بعيطش. 


حدثها بحدة بها بعض اللين :- 

ندى انا سألت سؤال جاوبى عليه مالك ؟


إنفجرت في البكاء وإرتمت بين زراعيه قائلة :- 

انا السبب سامحنى لو مكنتش وقعتك مكنتش مرضت بالشكل دة. 


ربت على ظهرها برفق قائلا بإبتسامة :- 

لا مش إنتي السبب دة قضاء وقدر والحمد لله يلا بطلى عياط لأحسن أعطس في وشك أرقدك جنبى هنا. 


ضحكت بخفوت فإبتسم الآخر لانه إستطاع أن يخفف من بكائها ثم هتف بخبث :- 

أفهم من الحضن الحلو دة إنك سامحتينى خلاص؟ 


إبتعدت عنه ونظرت له وهتفت بشراسة :- 

لا لسة ما خلصش العقاب. 


نظر لها بصدمة قائلا :- إيه؟ بت إنتى بتتحولى ولا ايه؟ ما كنتى كويسة. 


إمتعضت ملامحها وذمت شفتيها قائلة بتذمر :- 

لا علشان إنت بس دلوقتى عيان وبسببى لما تخف ربك يسهل. 


ضربها بخفة على رأسها قائلا بمزاح :- 

إمشى يا بت إمشى سديتى نفسى أبو اللى يعاملك حلو. 


وضعت يديها في وسطها قائلة :- 

ليه بقى إن شاء الله إنت اللى تسد النفس. 


ضحك بصوته العالى قائلا :- يعنى إنتى بتستغلى إنى تعبان طب بس أفوقلك يا ندى وشوفى هعمل إيه؟ 


طالعته بتحدى عدم إكتراث قائلة :- أعمل اللى تعمله ....


قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة لترى سليم وتركته يطالع أثرها بصدمة فأطلق الآخر ضحكاته عليها عاليا على تحولها الذى راقه وبشدة. ....

نزلت بالأسفل وجلست تطعم الصغير 


نظرت لها صفاء قائلة :- مصطفى كويس دلوقتى ؟


هتفت بهدوء :- اه يا ماما كويس الحمد لله دلوقتى حرارته راحت. 


هتفت هايدي بغنج :- الحمد لله إنه بقى كويس. 

نظرت لها ندى بغيظ ولم ترد وإستمرت تطعم صغيرها. 


كانت تأكل وهى تكاد تذوب خجلا من نظراته المصوبة تجاهها فتمتمت بخفوت :- 

هو ماله النهاردة عيان ولا إيه؟ أوف قلبى هيقف كدة. 


أما هو كان يتابعها بتركيز يتأكد من عدم إصابة زراعها وقد راقه خجلها وإرتباكها ذلك فكان يتابعها دون أن يشعر. 

على الجانب الآخر كانت ميس تراقبهم بغل وكانت تراقب نظرات سليم الموجهة لورد بكره شديد .

ضغطت على يدها بشدة حتى تخفف من حدة غضبها والتمع في عقلها خطة خبيثة فقد كانت تجلس إلى جوار ورد فأستغلت إنشغال الجميع في تناول الطعام وقامت بسكب القهوة الساخنة على يد ورد التى صرخت في الحال. 


تحدثت ميس بنبرة نادمة مصطنعة :- 

أنا آسفة يا ورد مقصدش أبدا. .


أما الآخر نهض من مكانه بفزع حينما رأها تتألم توجه قبالتها وتحدث برفق :- 

بس خلاص متعيطيش ورينى إيدك. 


قوست شفتيها كالأطفال قائلة ببكاء :- بتوجع أوى .


إبتسم بخفوت على أفعالها الطفولية تلك قائلا :- 

خلاص تعالى نروح المستشفى وهتبقى كويسة. 


هتفت بذعر :- لا لا مش عاوزة أروح. 


هتف بنفاذ صبر وحدة :- إخلصى مش هقعد أتحايل معاليكى كتير .


تدخلت صفاء التى كانت تتابع الموقف بسعادة قائلة :- خلاص يا حبيبتي روحى معاه يا ورد متخافيش ماشى؟ 


وبعد محاولات من الإقناع ذهبت معه إلى المشفى تاركين ميس تغلى بداخلها فقد إنقلب مخططها ولعنت نفسها بداخلها وتوعدت لها. 


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


على طاولة الطعام يجلس يتناول وجبة الإفطار بهدوء وكأنه لم يرتكب شئ .

أما هى كانت تقلب الطعام يمينا ويسارا بشرود تفكر في أحداث الليلة السابقة وما مرت به. ...

شهقت بخوف عندما وكزتها عمتها برفق قائلة بقلق :- 

مالك يا حبيبتي فيكى إيه؟ وشك اصفر كدة ومش معانا. 


إبتسمت إبتسامة باهتة قائلة :- أبدا يا عمتى أنا كويسة أهو. 


هتفت بقلق وحزم :- كويسة إزاى إنتى مش شايفة منظرك ....


فركت يديها بتوتر قائلة :- أااا أنا أنا عاوزة أمشى من هنا. 


نظرت لها بقلق ثم وجهت نظرها لعمر قائلة :- 

ليه يا حبيبتي فى حد ضايقك؟ 


هتفت بسرعة :- لا لا مفيش حد ضايقنى أنا بس همشى هروح بيتنا تانى .


وضعت يديها على كتفها برفق قائلة بهدوء :- 

حبيبتى ممكن تهدى كدة وتفهمينى عاوزة تمشي ليه؟ 


هتفت بخفوت ودموع :- علشان عندكم عفريت. .....


نظرت لها ببلاهة وصدمة أما عمر فلم يستطع أن يكبح ضحكاته أكثر من ذلك فأخذ يضحك بصوت عال حتى أدمعت عيناه. ..


إغتاظت منه لإنه يضحك عليها فهتفت بغضب :- متضحكش إنت سامع. .


رفع يديه بإستسلام قائلا :- سورى سورى بس بصراحة إنتى زودتيها شوية. شوية إيه لا كتير. 


إمتعض وجهها وربعت يديها ونظرت أمامها بضيق ولم ترد. ..


كانت خديجة على نفس جمودها لا يصدر منها أى رد فعل حتى قال عمر :- 

إيه يا امى مالك سهمتى كدة ليه؟ 


نظرت لسجود قائلة :- بحاول أستوعب. .عفريت إيه دة يا حبيبتى. ؟!!


ذمت شفتيها قائلة بتذمر :- والله ما بكدب يا عمتو أنا شفته امبارح لما رحت أشرب في المطبخ. 


نظرت بغموض إلى عمر الذي كان يطالع سجود ببسمة خبيثة فسألته ببعض الحزم :- 

إنت اللى عملت كدة صح؟ 


هتف ببراءة وهو يوزع انظاره بينها وبين والدته قائلا :- 

أنا كنت بهزر معاها يا ماما بس مكنتش أعرف إن قلبها خفيف بالشكل دة. 


نظرت له بضيق وسراشة قائلة :- يعنى انت اللى كنت عفريت؟ 


رد بسخرية :- أيوة يا أختى انا العفريت. 


صرخت بوجهه قائلة :- عفريت أما يركبك يا بعيد يعنى كنت أنت وسايبنى كل دة أضرب أخماس في أسداس كدة منك لله يا عبيط يا اهبل قال ظابط قال. 


هتف بحدة هو الآخر :- بت إنتى هتسوقى فيها ولا إيه لحد هنا وكفاية هتقعدى بإحترامك هنا أهلا وسهلا هتقلى أدبك الباب يفوت جمل مش ناقص بلاوى أنا. 


فاقوا من صراخهم على تصفيق خديجة قائلة بسخرية :- 

لا هايل كملوا كملوا وانتو واقفين مش عاملين إعتبار للى أكبر منكم. 


قالت ذلك ثم دلفت للداخل اما عمر نظر لها بغيظ قائلا : - عجبك كدة أنا أول مرة أمى تزعل منى وعلشان مين علشانك إنتي. 


وضعت يديها في خصرها قائلة :- نعم نعم هو إنت هتعمل عملتك وتلبسها فيا ولا إيه؟ 


زفر بضيق قائلا :- قلة الكلام معاكى أحسن. ..


قال ذلك ثم دلف لوالدته بعد أن طرق الباب قائلا :- ماما انا آسف بس هى اللى عصبتنى. 

وبصراحة بنت أخوكى دى رزلة. 


نظرت له بغضب فأكمل بمزاح :- بس زى القمر ها كدة حلو. 


نظرت له بحنان قائلة :- حبيبى هى ملهاش مكان غير هنا أرجوك عاملها كويس. 


هتف بإستنكار :- ليه شايفانى بصبحها بعلقة وبمسيها بعلقة. 


- مش كدة بس يعنى بلاش تضايقها بكلامك. 


نظر لها بدهشة قائلا :- هو مين اللى بيضايق مين أنا كل افعالى رد فعل لأفعالها قوليلها هى تبعد عنى وأنا هسكت. 


زفرت بضيق قائلة :- واضح انكو هتتعبونى أوى. 

مسك يدها وقبلها هاتفا :- بعد الشر عنك يا قمر إنت خلاص هعاملها حلو.

ثم اردف بتهديد :- بس وربنا لو أتهبلت وعملت حاجة ما أنا ساكت يلا سلام يا ست الكل علشان إتأخرت على المحاكمة. 


ربتت على كتفه قائلة :- ماشي يا حبيبي ربنا معاك. 

خرج عمر ووجد سجود تأكل بنهم شديد فجز على أسنانه بغيظ قائلا :- 

خربتى الدنيا ولا على بالك مش كانت مسدودة دلوقتى. 


هتفت والطعام مازال بفمها قائلة :- أصل من أول ما مشيت إتفتحت. 


عندما لمحت الغضب في عينيه وكان يتقدم نحوها صاحت بصوت عالى :- عمتو إلحقينى...يا عمتو. ..


ركض نحو الباب وفتحه ونزل وهو في أشد غضبه منها وتوعد لها بغيظ. 


خرجت خديجة على صياح سجود بقلق فسألتها :- مالك فيه إيه؟ 


زاغ بصرها تفكر في كذبة حتى قالت :- 

أبدا كنت عاوزة أصالحك زى ما صالحتى عمر أنا آسفة. 


هتفت بضحك :- ماشي يا حبيبتى بس بلاش جنان ها؟ 


إبتسمت إبتسامة صفراء قبل أن تجيبها قائلة :- 

اه ماشى يا عمتو. 

ثم هتفت بصوت خافت :- ماشى يا عمر الكلب اما وريتك مبقاش أنا. 


ثم أخذت تضحك بتصنع لعمتها وبداخلها يغلى غيظا منه. .......


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


وصلت السيارة التى بها مراد أمام المحكمة ونزل منها وتبعته لمار الذى شعرت بالرهبة من تواجدها أمامها فهى لأول مرة تتواجد بهذا المكان. 

وقف مراد قبالتها وهتف بسخرية قبل أن يدلفوا للداخل :- 

إتفضلى سعادتك علشان تودعى أبوكى شوفتى بقى أنا أحسن منكم ازاى؟ ..............


نظرت للأرض تخفى دموعها من إهانته المستمرة فاقت على صوته الصارم الذى قال :- ورايا يلا. 


أخذت تمشي بخطوات أشبه للركض خلفه وهى تنظر حولها بخوف ورهبة حتى وصل إلى أحد الغرف فدلفوا إلى الداخل وامرها بأن تجلس على أحد المقاعد وجلس هو يهز قدميه بنفاذ صبر في إنتظار صديقه حتى طرق الباب ودلف قائلا بضيق :- السلام عليكم معلش إتأخرت. 


وقف مراد قائلا :- مفيش مشكلة يلا بينا علشان نقابل الأستاذ عابدين قبل ما الجلسة تبدأ. 


إنتبه عمر للمار الجالسة فهتف بتساؤل :- 

هو إنت هتعمل إيه بالظبط؟ 


رد بهدوء :- أبدا عاوزة تشوف أبوها وانا مش هحرمها من دة. 


قال ذلك ثم أمسك رسغها وسار بها إلى الخارج دلفوا إلى قاعة المحكمة وكان المكان به أهل مراد اللذين وصلوا قبله مع المحامى الخاص بهم. 


كان يقف خلف قفص الإتهام ينظر أمامه بشرود إنتبه على صوت مراد الساخر قائلا :- 

يارب تكون مبسوط معانا يا أستاذ عابدين. 


كان سيجيب ولكنه لمح لمار تنظر له بدموع فصرخ فيها بغضب :- 

جاية ليه يا بنت ال**** جاية تشمتى فيا؟ 


هزت رأسها بعنف قائلة :- لا لا والله أبدا أنا جيت اشوف حضرتك يا بابا.


نظر لها بسخرية قائلا :- بابا! طيب شوفى بقى يا حلوة بما ان مفهاش طلعة فأحب أقولك إنى مش أبوكى. 


نظرت له بصدمة قائلة بدموع وعدم تصديق :- بابا أنا مش مش مستعرة منك ولا جاية اشمت فيك أنا جاية بس علشان انت أبويا وعلشان أقولك شايف نهاية الحرام وصلتك لإيه؟ يا ريتك سمعت كلام ماما زمان لما كنت بتتخانق معاها وهى بتترجاك ترجع من السكة دى. بس إنت اللى إخترت ورغم كل دة أنا جاية اودعك لإنى مش هشوفك تانى. 


هتف بإصرار :- يا بنت الناس أنا مش أبوكى أنا جبتك ليها علشان كانت بتزن عاوزة عيال عاوزة عيال فلقتها فرصة وخدتك ليها ربتك لحد ما ربنا أفتكرها. 


هتفت بضياع ودموعها تتساقط بغزارة :- 

لا لا إنت بتكدب عليا صح؟ قولى بالله عليك إنك بتكدب عليا. 

ثم نظرت لمراد قائلة :- قوله بالله عليك يبطل كدب قوله. ...


إبتسم عابدين بشماتة قائلا :- لا يا أختى أنا ما بكدبش لا أنا أبوكى ولا هى أمك. .


سألته بحروف ضائعة :- طيب. ..طيب مين أبويا مين أهلى؟ 


هتف بإبتسامة سمجة :- ما أعرفش أنا لقيتك قلت أستفاد بيكى منها المرحومة تسكت ومنها تريح دماغى من الزن. 


تحدث مراد بغيظ قائلا :- كلام إيه دة كمان؟ إنت هتستعبط؟ 


نظر له ضاحكا وهو يقول :- 

لا ما بستعبطش أنا مش أبوها وتقدر تثبت دة كويس. واه أحب اقولك يا حضرة الظابط إنك إنتقمت من الشخص الغلط وصدقنى هتندم على دة كمان. 

دلوقتى ممكن أقعد لحد ما الجلسة تبدأ هوونى يلا. 

قال ذلك ثم إبتعد عنهم. 

نظر مراد لها وجدها تقف بجمود ودموعها فقط من تتحدث. 

أخذ يفكر في كلام عابدين كيف إنه ظل كل المدة ينتقم من الشخص الخطأ وكيف انه سيندم على ذلك؟ !

ولكنه يجب أن يتأكد فأتصل بالطبيب الشرعى وإستدعاه على الفور وقام بسحب عينة منها ومنه ليقطع الشك باليقين. 

أخبره الطبيب بأنه سيفحص العينات وسيخبره بالنتيجة بعد الإنتهاء من المحاكمة. 


دلف القاضى والمستشارين والمدعى العام وبدأت المحاكمة وبعد المرافعة وإدعاء المحامين تناقش القاضى والمستشارين وتم الحكم على عابدين ومن معه بتهمة القتل المتعمد والإتجار بالأسلحة والمخدرات ورفعت الجلسة. 


صيحات فرح ملئت القاعة فور صدور الحكم فها قد نال المجرم جزائه. 

عانقت أمينة مراد بفرح قائلة:- شوفت يا حبيبي ربنا أخدلنا حقنا أهو وبالقانون. 


هتف بفرح قائلا :- الحمد لله يا امى يلا دلوقتى إمشوا مع عمى وأنا هحصلكم. 


نظرت للمار التى كانت معهم بجسد فقط بلا روح قائلة بقلق :- يا حبيبتى اكيد زعلانة على أبوها حقها برده خليها تمشى معانا. 


هتف مسرعا :- لا يا أمى إسبقونى إنتوا إحنا هنحتاجلها في شوية أقوال معانا هنا وبعدين هرجعها. 

سألته بترقب :- وهتعمل معاها إيه؟ 


أجابها بنفاذ صبر :- بعدين يا أمى يلا أشوفكم بعدين. 

قال ذلك ثم سحب معه لمار برفق وسار بها إلى الخارج. 

وصل إلى الغرفة المتواجد بها الطبيب الشرعى وهتف بلهفة :- 

ها يا دكتور النتيجة إيه؟ 


مد الدكتور الأوراق  التى معه إلى مراد قائلا :- 

التحاليل negative يعنى دة مش أبوها فعلا. 

وقع عليه الخبر كالصاعقة وكلمة " مش أبوها فعلا ترن في أذنيه فتزيده غضبا وإشتعالا من نفسه دون أحد آخر. 

نظر لها بنظرات مختلفة مختنقة بها ندم العالم على ما فعله بها ، ولكن لا ينفع الندم بعد ذلة القدم. 

تابع الطبيب كلماته التى عصفت به عصفا قائلا :- 

اه وياريت المدام تاخد بالها من صحتها علشان الجنين. 

فتح عينيه بصدمة على مصراعيها " جنين " عن أى جنين يتحدث. 

خرجت الحروف بتثاقل على لسانه قائلا :- 

جنين؟ ! 

أوما الطبيب مؤكدا :- أيوة المدام حامل في شهر هو إنت ما تعرفش؟ 


هتف بجمود :- ماشى يا دكتور شكرآ. 


قال ذلك ثم تناول التحاليل ومسكها مرة أخرى برفق وتوجه بها للخارج ثم صعدا إلى السيارة وإنطلق بها مسرعا وسط صمت تام خيم على الأجواء لا يسمع فيه سوى أصوات أنفاسهم. .


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


فى المستشفى هتف سليم بنفاذ صبر :- 

يا بنتى بلاش شغل العيال دة وإخلصى إدخلى مش هتاكلك هى. 


سألته بحذر :- يعنى مش هتدينى حقنة؟ 


زفر بضيق قائلا بصوت عال :-

لا مش هتديكى زفت ممكن ندخلها بقى؟ 


قوست شفتيها كالأطفال ونظرت أرضا تخفى دموعها التى إلتمعت في عينيها بعيدا عنه ولم ترد عليه مما جعله يستشيط غضبا من أفعالها فصرخ فيها قائلا :- 

لما أكون بكلمك تردى على أمى سامعة ولا لا؟ 


إنتفضت على إثر صراخه وهتفت بخوف :- 

سامعة. 

طرق الباب ثم دلفوا إلى الداخل وألقوا التحية على الطبيبة التى قابلتهم بإبتسامة بشوشة قائلة :- إتفضلوا إقعدوا. ..


تحدث سليم بعملية قائلا :- يا ريت يا دكتورة تشوفيلنا إيدها علشان إتدلق عليها القهوة .


قامت الطبيبة من مكانها قائلة :- 

تمام شمرى إيدك بالراحة يا حبيبتى .


إمتثلت ورد لطلبها وبعد ذلك قامت الطبيبة بفحص مكان الإصابة وهتفت بإطمئنان بعد أن إنتهت :- 

متقلقوش دة حرق درجة أولى مفهوش أى مضاعفات هكتبلك على شوية مراهم ومرطبات وخلال يومين تلاتة هتلاقيه خف. 


تناول منها الورقة التى خطت بها بعض أنواع الأدوية قائلا :- شكرا يا دكتورة .


خرجوا من المشفى وأحضر لها الدواء وصعدا إلى السيارة وإنطلقا في هدوء. 

كانت تربع يديها وتنظر ناحية الشباك بعبس طفولى محبب اما هو كان يتابعها ويبتسم بخفاء تارة وينظر أمامه يتابع القيادة تارة أخرى. 

وقف بها أمام مطعم ثم نزل من السيارة وسط إستغرابها فنزلت هى الأخرى وسألته :- 

وقفت ليه هنا؟ 


توقف أمامها فجأة ثم هتف :- معايا إجتماع مع عميل مهم وسيادتك معطلانى أنا هاقبله دلوقتى ومن مكانك متتحركيش لحد ما أخلص. 

نظرت له بخضراويتها قائلة :- وأنا هقعد فين؟ 


نظر أمامه حتى لا تتلاقى عينيه بعيناها فيخر صريعا قائلا :- هتقعدى في طربيزة قصادى لحد ما أخلص من عليها متتحركيش إنتى سامعة؟ 


هتفت بضيق وتذمر :- اووف سامعة سامعة .

ثم هتفت بتلعثم :- طيب عاوزة عاوزة. ...


نظرت لإحدى الطاولات التى كانت عليها طفلة صغيرة تتناول المثلجات فتابع ما تنظر إليه وسألها بهدوء :- عاوزة إيه؟ 


أشارت بإصبعها تجاه الصغيرة قائلة برجاء :- 

عاوزة آيس كريم زى دة بس أكبر شوية. 


نظر لها بدهشة وسرعان ما هز رأسه بنفاذ صبر قائلا :- ماشى إقعدى هنا على ما أطلبلك اللي إنتى عاوزاه.


جلست على المقعد أمام إحدى الطاولات بسعادة وبعد دقائق أتى النادل بكمية وفيرة من الآيس كريم وغادر فإلتمعت عيناها بسعادة وقامت بغرز الملعقة فى الوعاء ثم وضعتها في فمها ومصمصت شفتيها متلذذة بالطعم 

أما هو أخذ يراقب أفعالها بصدمة تارة وبضحك مكتوم تارة اخرى .

تركها و توجه ليستقبل العميل وجلس قبالتها على طاولة أمامها واخذا يتحدثان بشأن الصفقة. 

بعد بعض الوقت كانت ورد تضع يديها على وجنتيها بملل تتطلع للمارة وتنفخ بضيق بعد أن إنتهت من إلتهام المثلجات. 

إنتبهت حينما جلس شخص قبالتها قائلا بسماجة :- إزيك يا قمر. 


نظرت له بغرابة قائلة :- أيوة حضرتك إنت مين؟ 

مد لها يده بإبتسامة قائلا :- أنا كريم وحابب نتعرف بصراحة أنا كنت قاعد هناك ولقيتك لوحدك وحبيت هدوئك وإحترامك و.....


- ها وايه تانى. ....؟


وقفت من مكانها بفزع قائلة بخوف :- 

سسسليم. .

تجاهلها وصوب بصره ناحية ذاك السمج قائلا :- ما تكمل سكت ليه؟ 


نظر له كريم قائلا :- حضرتك شكلك أخوها أنا معجب بأخت حضرتك وطالب إيدها منك. 


نظر له بهدوء مريب قائلا :- بالسرعة دى؟ !


هتف بإبتسامة :- أيوة يا فندم أخت حضرتك محترمة وأنا من أول ما شوفتها إتشدتلها جدآ. وهكون أسعد واحد لو قبلت طلبى. 


هدوء خيم في المكان للحظات قبل أن تطلق ورد صرخة فزعة حينما باغت سليم كريم بلكمة قوية تأوه الآخر على إثرها قائلا بضيق :- 

يا فندم ليه بس كدة؟ أنا بقولك هتقدملها مش هشقطها. 


مسكه من تلابيب قميصه قائلا :- 

دة جزاة اللى يبص لوحدة متجوزة لو لمحتك في طريقها هتشوف الويل. 


هتف بتوتر :- هو هو حضرتك زوجها؟ 


- اسم الله على مقامك يلا يا حلو روح كل عيش بعيد. 


غادر مسرعا يتجنب براثن غضبه أما الأخرى وقفت تتابعه بذعر بعينيها الخضراوتين وعندما رأته متوجه ناحيتها هتفت بذعر :- 

والله يا سليم هو مش أنا. ..هو والله هو. ...


قاطعها بغضب :- إخرسى خالص ما اسمعش نفسك ما الحق مش عليه يا هانم. ...


نظرت له بعدم فهم فأكمل بغضب وكلمات الآخر تتردد على مسامعه فتزيده إحتراقا فقال بدون وعى :- 

ما إنتى لو محترمة مكانش هيتمادى. ...


نظرت له بصدمة من إتهاماته التى لا تنتهى 

هتفت بدموع :- أنا محترمة غصب عنك فاهم؟ 


جز على أسنانه بغيظ قائلا :-

طيب إسكتى إسكتى علشان أنا على آخرى منك. 


قال ذلك ثم سحبها من زراعها السليم بقوة خلفه حتى وصل إلى السيارة فقام بفتح الباب ودفشها بقوة ثم أغلق الباب وصعد هو الآخر إلى السيارة متوجها للفيلا بعدما أنهى الصفقة

أخذت تدلك زراعها مكان قبضته وهى تنظر له بغضب وغيظ شديدين ...


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


صمت شديد يخيم عليهم وهم عائدين إلى الفيلا فكلا منهم مصدوم وبشدة. 

كيف تعيش وسط أناس كانت تعتقد إنهم عائلتها كل هذا العمر وبالاخير تكتشف إنها ليست إبنتهم، كان ولا بد أن تستنتج ذلك منذ البداية من معاملة سيئة من قبل والدها وأخيها إبتلعت غصة في حلقها ليس من حقها أن تنعتهم بأبيها أو أخيها أو حتى أمها فكل ذلك مجرد كذبة فهى بدون عائلة ضائعة وسطهم ولا تعلم كيف تجد السبيل؟ 

أما هو لا تقل صدمته عن صدمتها كيف له أن ينتقم طوال هذا الوقت من الشخص الخطأ فهى ليست إبنته إذن من هى؟ ومن عائلتها؟ 

شعر بالغضب الشديد من نفسه لما فعله بها 

فهي بالنهاية بريئة من كل ما ظنه بها؟ 

والآن هى تحمل في أحشائها قطعة منه 

شعر إن عقله سينفجر من التفكير ولكنه لن يصمت سيعمل على كشف الحقيقة بأكملها وكشف أهلها الحقيقيين وهذا الخيط عند عابدين فسيذهب له لعله يخبره بشئ قبل تنفيذ حكم الإعدام داعيا الله أن يستيقظ ضميره ولو لدقائق يوضح له معانى كلماته التى ألقاها عليه داخل المحكمة. 

فاق من تخيله عندما وجد نفسه دلف لمحيط الفيلا خاصتهم فأوقف السيارة وخرج منها ثم توجه للباب الآخر وفتحه لها ثم أمسكها من يدها يجذبها إليه برفق ثم سار بها إلى الداخل 


كانت والدته وباقى النسوة بإنتظاره حتى دلف بها وما إن رأته والدته هرولت ناحيته ناظرة للمار بقلق قائلة :- 

ايه عملتوا إيه في المحكمة؟ ومالها كدة هى تعبانة. ؟


هتف مراد بهدوء عكس البركان الذى يغلى بداخله :- كله تمام يا أمى وهى تعبانة شوية خديها أوضتها ترتاح لحد ما أجى انا رايح الشغل تانى ولو حصل حاجة إتصلى بيا علطول. 


قال ذلك ثم غادر مسرعا . مسكت أمينه يدها وسارت بها إلى الأعلى وهى مشفقة عليها ظنا منها إنها حزينة على الحكم الذى تم إصداره على والدها بينما كانت هناك أعين تراقب الموقف بكره وحقد . وصلت بها إلى الغرفة 

ثم هتفت بنبرة حنونة :- 

يلا غيرى هدومك علشان ترتاحى. 


وحينما لم تجد منها رد هزتها برفق قائلة :- 

لمار حبيبتى إنتي سامعانى يا بنتى. ؟


أما هى عندما إلتقطت أذنيها كلمة " بنتى" هتفت بضياع وهى تجلس أرضا:- 

أنا مش بنت حد. ...أنا مليش حد .....حرام عليكوا عاوزين منى إيه تانى تعبت  وربنا تعبت انا مش عاوزة حد إبعدوا عنى وسيبونى لوحدى حرام عليكم حرام. ...آاااه يارب. ..

كل حاجة طلعت كدب انا مليش اب ولا أم. ..

مليش. .....مليش. ...إنتى بتكدبى زيهم أنا مش بنتك ولا بنت حد. ....

قالت ذلك ثم أنهارت في موجة بكاء شديدة 

أدمعت عينى أمينة وجلست قبالتها وأحتضنتها بشدة أما الأخرى كانت تحاول إبعادها عنها بضعف إلا إن أمينة لم تتركها وأحكمت زراعيها حولها قائلة بدموع :- 

إهدى خلاص يا حبيبتى هشششش أنا معاكى وكلنا معاكى بس إهدى وبطلى عياط. 


إلا إنها لم تصمت بل ظلت تصرخ كما لم تصرخ من قبل وهى تردد بهيستيرية :- مليش أهل ....مليش اهل. ..


ظلت تردد هذه الكلمات حتى غفت بين زراعى أمينة. دلفت تسنيم ووجدتهن على حالتهن فهتفت بقلق :- 

مالها يا ماما؟ 


هتفت بدموع :- متقلقيش هى بس نامت تعالى معايا ساعدينى نحطها على السرير. 


بعد معاونة منهن إستطعن وضعها برفق على السرير وخلعوا لها حجابها و حذائها ودثروها جيدا بالفراش  .

هتفت أمينة وهى تجلس على الأريكة قبالتها :-

روحى إنتى يا تسنيم خدى بالك من بنتك وأنا هراعيلها على ما مراد ييجى .


نظرت للمار بإشفاق على حالتها قائلة :- 

حاضر يا ماما ولو فى حاجة نادينى علطول 


غادرت تسنيم وتركت أمينة تفكر في كلماتها المحيرة التى كانت تصرخ بها و إنتظرت مراد ليوضح لها الخيوط .....


بالأسفل نزلت تسنيم وجلست إلى جوار زوجة عمها وزينة وحملت إبنتها وأخذت تطعمها. 


هتفت زينة بضيق :- خير مالها ست الحسن والجمال؟ 


هتفت تسنيم وهى تزفر بضيق :- 

تعبانة شوية ونامت دلوقتى وماما عندها. 


هتفت فاطمة بسخرية :- والله عال. أنا مش عارفة جابها هنا ليه تانى مش خلاص قبض على أبوها وهيتعدم؟ 


أجابتها تسنيم بإحترام :- والله يا مرات عمى دى حاجة ترجع لمراد هو الوحيد اللى ليه الحق دة لإنها مراته. 


مصمصت فاطمة شفتيها بعدم رضا قائلة :- 

خلينا نشوف آخرتها إيه؟ 


أما زينة وقفت وغادرت للأعلى بغضب شديد ولحقتها والدتها وظلت تسنيم تطعم طفلتها وتلاعبها. 


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


رجعت ورد مع سليم ودلفوا إلى الداخل فهتفت صفاء بقلق ما إن رأتهم :- 

ها قالتلك إيه الدكتورة يا حبيبتى وإتأخرتوا ليه كل دة؟ أنا رنيت عليك يا سليم لقيت موبايلك مقفول. 

ضرب رأسه بتذكر قائلا :- 

سورى يا ماما نسيت قفلته لإنى كنت فى شغل  مع عميل مهم وكنت هرجع ورد على البيت بس الوقت ما أسعفنيش فخليتها معايا لحد ماخلصت. 


هتفت بإطمئنان ونظرت إلى ورد التى كانت بعالم آخر حينما سمعت إسمها ينطقه محبوبها من بين شفتيه فقالت  :- 

وإنتى كويسة يا حبيبتى دلوقتى؟ 


لم تجب عليها وإنما ظلت على حالتها فضربها سليم على رأسها بخفة ساحبا إياها من عالمها الوردى فقالت بألم :- 

حرام عليك إيه دة بتضربنى ليه؟ 


هتف بجمود :- علشان تفوقى من اللى إنتى فيه وتردى على مرات عمك اللى بتكلمك دى. 


نظرت لها بحرج قائلة :- إحم أنا آسفة يا مرات عمى كنتى بتقولى إيه معلش؟ 


هتفت صفاء بضحك :- 

لا ما تخديش في بالك كنت بقولك حمدا لله على سلامتك. 

هتفت مسرعة :- الله يسلمك. 

ثم إلتفت بأنظارها تبحث عن ندى قائلة :- 

فين ندى يا مرات عمى؟ 


- فوق عند مصطفى بتطمن عليه. 


هتفت بحرج :- ممكن تروحى معايا عنده أقوله حمدا لله على سلامتك. ؟


نظرت لها بفخر قائلة :- طبعا يا حبيبة قلبي يلا بينا. ويلا إنت كمان يا سليم مش هتيجى معانا؟ 

هتف سليم وهو ينظر في ساعته قائلا :- 

لا شفته الصبح أنا رايح لبابا الشركة دلوقتى سلام. 

غادر سليم وصعدتا إلى غرفة مصطفى وطرقت صفاء الباب ثم دلفوا وألقوا عليهم التحية. 

هتفت ورد بهدوء :- حمدا لله على سلامتك يا مصطفى. 

نظر لها مبتسما قائلا بإمتنان :- الله يسلمك يا ورد والف سلامة ليكى أخبار إيدك إيه؟ 


- الحمد لله كويسة. 


ثم جلسوا يتسامرون سويا حتى إستاذنت ورد الخروج بندى إلى غرفتها لإنها تريد التحدث معها على إنفراد. 


أسرعت ورد بسحب يد ندى وركضت بها الى غرفتها وجلستا على السرير فقالت ندى بضحك :- 

فى إيه يا شعنونة جايبانى على ملى وشى ؟


أخذت تقص عليها ما حدث وبعد أن قصت لها هتفت ندى بسعادة وغمزت لها بمرح قائلة :- 

بجد دة اللى حصل ايوا يا عم الله يسهله. 


هتفت بخجل :- بس بقى يا ندى الله.  


ضحكت قائلة :- لا يا عم فى تطورات حاصلة من ورايا وأنا معرفش. بس فرحتلك أوى والله ربنا يهنيكى ويسعدك يا حبيبتى. 


هتفت بإبتسامة :- إيه إيه حيلك حيلك دماغك ما تروحش لبعيد إنتى نسيتى حتة لما قالى تلاقيه عاجبك اللى بيحصل وعلى هواكى كان نفسى أعضه ساعتها. 


ضحكت عليها قائلة :- يا بت دة غيران مش أكثر. بعدين واحدة واحدة وتخليه يتجنن بيكى. 

هتفت بحزن :- بس هو فاكرنى طماعة بتاعة فلوس بس غصب عنى والله. 


سألتها بإستغراب :- غصب عنك إزاى يعنى؟ 


نظرت لها بحزن قائلة :- أنا هحكيلك لإنى معتبراكى أختى. .............

ثم بدأت تقص عليها كل شئ والأخرى تسمع بصدمة وعيون متسعة. .....


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


وصل مراد إلى غرفة الحبس الموجود بها عابدين بعد أن إستخدم نفوذه للدلوف. 


دلف ووجده يجلس أرضا فبمجرد أن رآه الآخر فهتف بسخرية :- 

إيه يا حضرة الظابط هو إنت اللى هتنفذ حكم الإعدام ولا إيه؟ 


تجاهل سخريته قائلا بهدوء مغاير لما بداخله :- مين أهلها؟ 


ضحك بسخرية قائلا  :- ما قلتلك ما أعرفش هى شغلانة. 


هتف بغضب مؤكدا:- لا تعرف وتعرف كويس كمان وإلا مكنتش قولت إنى هندم. 


هتف بإصرار :-  اللى عندى قلته. 


مسكه من تلابيب ملابسه واوقفه بعنف هادرا فيه بغضب :- 

يا أخى حرام عليك خاف ربنا ولو لمرة واحدة دا إنت هتقابله بعد ساعات. إعمل حاجة صح فى حياتك يمكن تغفرلك عند ربنا. 


نظر له ولمح نظرة الترجى بعينيه فأبتسم قائلا :- 

هو إنت حبيتها ولا إيه؟ وخايف عليها أوى كدة؟ 

هتف بعنف :- ملكش دعوة وجاوب مين أهلها لقيتها فين؟ فين؟ إنطق. ......


ثم إنهال عليه باللكمات في وجهه حتى أدماه  

  ثم توقف قائلا :- ها هتقر وتعترف ولا أكمل. ؟

نظر له مطولا قائلا :- دى تبقى. ......

❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

شعر عابدين بانه على حافة الموت من كثرة الضرب الذى تلقاه من مراد وعندما رأى الإصرار في عينيه هتف بضعف :- 

البنت تبقى بنت هاشم الدميرى. 


ترك ملابسه ونظر له بصدمة فور سماع إجابته وكأنه أصيب بصاعقة. أيعقل أن تكون شقيقة صديق عمره؟ ! ولكن مهلا مهلا فهى قد توفت بعد ولادتها بأيام قليلة. 


هتف بضياع :- إنت بتقول إيه إنت كداب دى ماتت من هى وصغيرة إخلص انطق بنت مين وبلاش لعب بالأعصاب. 


نظر له مطولا ثم هتف :- 

أنا ما بكدبش يومها جاتلنا أوامر إننا نقتله وندبر الحادثة دى ونحط جثث محروقة مكانهم. 

فقتلناه هو وهى خدتها لمراتى الله يرحمها تربيها بعد ما عرفت إنها ما بتخلفش. 


هتف بلهفة :- يعنى عمى هاشم عايش؟ 


هتف عابدين بتأكيد :- لا أنا اللى قاتله بنفسى. واكتر من كدة مش هتكلم شوف بقى مين عدوك الحقيقى وإنتقم منه بجد وعلى فكرة هو حواليكم ومعاكم. 


وصل مراد إلى أقصى درجات الغضب فقام بلكمه بقوة اوقعته أرضا ثم أخذ يصرخ عاليا يقول وهو يبرحه ضربا :- 

اه يا ابن ال*** يا شوية **** انتوا مش بنى آدمين انتوا حيوانات حقيرة إنطق وإتكلم مين هو. 

قال ذلك ثم أخذ يخنقه بقوة من رقبته حتى ابيضت عينيه وشعر إنه يلقط أنفاسه الأخيرة إلا أن أتى الضباط والعسكر على صياح مراد وقاموا بالفصل بينهم. ...


أما مراد فكانوا ممسكين به بقوة واخرجوه وهو لا يزال يصرخ بأفظع الشتائم. ....


تحدث الضابط بصرامة :- حضرة الظابط مراد كفاية كدة إحنا خلناك تقابله مع إنه ما ينفعش إتفضل دلوقتى قبل ما حد يعرف ونتجازى كلنا متنساش إنك كنت هتقتله من شوية. 


نزع نفسه بقوة منهم ثم توجه للخارج بخطوات ثقيلة ضائعة من هول الصدمة 

صعد إلى سيارته وأخذ يقود بسرعة وتحجرت الدموع في عينيه فإنه ظن إنه أخذ بثأر والده ولكنه مخطئ فعدوه الحقيقى بالخارج يطير حرا دون قيود .

وفكر بها وبما فعله فضرب المقود بيده بعنف صارخا :- غبى غبى غبى. ...

تابع طريقه ما بين السباب الذي يطلقه لنفسه وما بين تلك العاصفة التى تدور بداخله التى لو خرجت لإقتلعت كل ما تقابله. .......


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


وقفت بصدمة محدقة فيها قائلة بعدم تصديق وغضب :- إنتي عبيطة؟ ! إنتي ازاى ساكتة كل دة من غير ما تتكلمى ها؟ لحد امتى جاوبينى. ؟


هتفت ورد بدموع :- أنا مكنتش بتكلم مع حد علشان خايفة منه؟ 


نظرت لها بأعين متسعة قائلة بذهول :- 

نعم؟ انتى بتهزرى! ؟ خوف إيه اللى بتتكلمى عنه وانتى وسط أهلك كنتي قولتى لعمك أو سليم أو حتى مصطفى بس متسكتيش كدة؟ 


نظرت لها بأعينها الباكية قائلة :- عاوزانى اقول لمين سليم اللى مش مصدق أى حاجة بقولها وكل اللى على لسانه انى واحدة خداعة وبتاعة فلوس. ؟ دة في مرة كان خالى جه هنا ودخل عليا الاوضة وكان هيعمل معايا القذارة اللى فى دماغه ولما إستنجدت بيه قالى كدابة وانى بعمل كدة علشان أقرب منه ها ردى عليا يا ندى ردى. 


قالت ذلك ثم وضعت كلتا يديها على وجهها ثم أخذت تبكى نظرت لها بإشفاق فزفرت بضيق ثم جلست إلى جوارها وضمتها بين زراعيها وأخذت تربت على ظهرها قائلة بحنان :- 

خلاص يا حبيبتي اهدى خلاص متخافيش أنا معاكى وطول ما إنتي هنا مش هيقربلك لحد ما نقول لأى حد علشان يتصرف معاه الواطى دة. 

نظرت لها وهتفت بذعر قائلة :- لا لا متقوليش لحد بالله عليكى لا. 


زفرت بنفاذ صبر قائلة :- يا بنتى متبقيش خوافة كدة اللى زى دة عاوز الحرق. 

بصى إيه رأيك نقول لسليم. 


نظرت أرضا قائلة :- لا لا مش عاوزة أقوله دلوقتي. 


هتفت بحدة :- اومال امتى سيادتك لما خالك الحقير يغتصبك زى ما هو عاوز. 


تشبثت بها بذعر عند هذه النقطة فقالت الأخرى بهدوء :- 

حبيبتى أنا آسفة مش قصدى أخوفك. بس ما ينفعش تسكتى. 


قالت ورد بتفكير :- ماشى بس مش دلوقتى حاليا يعنى ادينى كام يوم كدة. 


هتفت بحيرة :- خلاص براحتك بس اوعى تتصرفى أى تصرف غبى بس علشان خايفة ماشى يا ورد. ؟

بصى يا حبيبتى انتى ساذجة وطيبة زيادة عن اللزوم فغيرى من نفسك شوية علشان تعرفى تتصرفى. 


هزت رأسها موافقة تقول :- هحاول يا ندى. 

ثم هتفت بمرح :- قوليلى إيه آخر التطورات عملتى في ابن عمى ايه تانى؟ 


ضحكت الأخرى بصوت عال وراحت تقص عليها ما حدث في جو يسوده الحب والمرح. .


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


وصل مراد إلى الفيلا خاصته ودلف إلى الداخل ومن ثم إلى غرفتها بخطوات بطيئة متثاقلة ووجدها تغفو ومعالم الحزن مرسومة على ملامح وجهها الملائكى. 


وجد والدته تجلس على الأريكة فجلس إلى جوارها فى صمت تام ووضع يديه يضغط بها على رأسه لعل ذلك الصداع الذى يداهمه من كثرة التفكير يتوقف. 


قطع الصمت حينما نظر إلى والدته قائلا :- 

إيه الأخبار يا امى؟ 


هتفت بصوت خافت حتى لا تستيقظ تلك الغافية :- زى ما انت شايف أهو نامت. فضلت تصرخ وتعيط لحد ما نامت. 


تحدث بوجع وهو ينظر لها :- كان الله في عونها. 

نظرت له بعدم فهم ثم سألته :- 

هى كانت بتقول إنها مش بنت حد وان ملهاش أهل وكلام مش مربوط ببعضه حصل إيه هناك خلاها تنهار بالشكل دة؟ 


رد عليها بحذر :- اللى حصل إن عابدين طلع مش أبوها. 


وقع الخبر عليها كالصاعقة فقالت بذهول وأعين متسعة :- بتقول إيه؟ 


زفر بضيق قائلا :- اللى سمعتيه يا أمى عابدين مش أبوها .


سألته بحيرة :- أومال مين أهلها؟ 

ثم أصدرت شهقة عالية وهى تقول :- أوعى تقول إنها بنت حرام. 


إمتعضت ملامحه قائلا بضيق :- كلام إيه دة يا امى لا طبعا. 

ثم إبتسم بوجع مكملا حديثه :- دى تبقى أخت أعز أصحابى عمر يا أمى هى تبقى بنت رجل الأعمال هاشم الدميرى. 


شهقت مرة أخرى وضربت بيدها على صدرها قائلة بعدم إستيعاب :- بتقول إيه؟ بنت هاشم وأخت عمر؟ لطفك يا رب لطفك. 

طيب ازاى عرفت قصدى يعنى مين قالك؟ 


كشر عن انيابه قائلا بغضب مكبوت :- 

الزفت اللى هيتعدم دة بس  وربنا ما أنا سايب حق ابويا وحقها. 


سألته بحذر :- طيب إنت تأكدت من الكلام اللى قالهولك مش يمكن بيكدب؟ 


هتف مراد بهدوء :- زى ما تأكدت إنها مش بنته هتأكد إنها أخت عمر محتاج مساعدتك بس عاوز خصلة من شعرها أبقى إديهانى الصبح وأنا هتصرف مع عمر بمعرفتى. 


نظرت لها بإشفاق قائلة :- يا حبيبتى يا بنتى شافت كتير. طيب إنت قلت لعمر ولا لسة؟ 


هز رأسه بنفى قائلا :- لا يا أمى لسة مقولتش لحد أصلا. 

ثم أكمل بندم :- ومش متخيل ازاى هروح أقوله يا عمر أختك عايشة وسورى كنت فاكرها بنت الراجل اللي قتل أبويا فأنتقمت منها لدرجة إنها حامل منى. 


نظرت له بذهول قائلة بحروف متقطعة :- 

بببتقول إيه؟ حامل؟ ! هو إنت قربت منها؟ 


هز رأسه بأسف قائلا :- ايوة يا أمى قربت منها. 

نظرت له بأعين دامعة قائلة بعتاب :- 

يا جبروتك يا أخى من امتى وانت بالقسوة دى من امتى دى مبادئك ؟ 


كان قد وصل لقمة غضبه من نفسه فصرخ يخرج ما بداخله قائلا:- 

حطى نفسك مكانى وانا متكتف مش عارف أخد حق أبويا ولما وصلت لخيط طلع هى كنت بطلع غضبى فيها علشان بنته ومن مكالمة في التليفون إتأكدت إنها معاه فعملت اللى عملته وأنا معمى و مش شايف. 

أنا ندمان لانى عملت فيها كدة بس دة مش هيغير الواقع. أنا اه ظابط والمفروض كنت إتأكدت من برائتها بس غضبى عمانى عن حجات كتير وآن الأوان إنى أصلحها وأولهم المجرمين الحقيقين اللى متخفين دول لازم يتجابوا لازم. أنا موجوع يا أمى علشان لسة ما جبت حق ابويا وكمان ظلمت ضحية معايا ملهاش ذنب. 


ربتت على كتفه وقالت بهدوء :- إهدى يا ابنى حاسة بيك والله حاسة.......


وقبل أن تكمل كلامها نظروا ناحية الفراش الذى تقبع عليه لمار التى كانت تتحرك بعنف وتهز رأسها برفض ودموعها تتساقط. هرولت أمينة ناحيتها بسرعة وسحبتها إلى أحضانها وأخذت تربت على وجنتيها بخفة قائلة بقلق :- 

لمار فوقى يا بنتى فوقى. ...دة حلم فوقى. 


فتحت عينيها وتطلعت حولها فأخذت تردد بدموع :- أنا فين؟ أنا مش عاوزة اقعد هنا أنا عاوزة امشى. 


تحدثت أمينة بدموع وهى تضمها إليها أكثر قائلة  :- خلاص يا حبيبتى إهدى بس علشان اللى فى بطنك. 


نظرت لها بصدمة قائلة :- إنتي عرفتى؟ 


خرج صوته قائلا :- ليه كنتي ناوية تخبى علينا ولا إيه؟ 


إنفجرت فيه بإنهيار :- 

إسكت خالص متتكلمش بعد اللى عملته إيه هتتهمنى بإيه المرة دى؟ 

إنتقمت يا حضرة الظابط؟ مبسوط دلوقتي بعد ما دمرتنى؟ إرتحت. ...إرتحت 

إبعدوا عنى بقى وسيبونى في حالى سيبونى في حالى. .

ثم نظرت لأمينة قائلة بترجى :- قوليله يمشى بالله عليكى مش عاوزة اشوفه خليه يمشى. .


هتفت بهدوء :- حاضر يا حبيبتي حاضر. 

ثم نظرت لمراد وأشارت له بأن يخرج. 

نظر لهما بغيظ ثم خرج بغضب صافعا الباب خلفه بقوة إنتفضن على إثرها. ...


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


ليلا دلف عمر بإنهاك إلى شقته فوجد والدته وسجود بالصالون يتسامرن سويا وألقى عليهم التحية وجلس بتعب إلى جوار والدته. 


هتفت والدته بحب :- حمدا لله على سلامتك يا حبيبى. 


زفر بتعب قائلا :- الله يسلمك يا أمى. 


سألته بفضول :- عملتوا إيه فى المحكمة؟ 


أجابها بهدوء:- حكموا عليه بالإعدام. 


شهقات عالية صدرت منهن فور سماعهن لما قال فأكمل :- ومش هتصدقى كمان إن البنت اللى واخدها مراد عنده طلعت مش بنته. 


هتفت بإشفاق :- يا حبيتى أومال بنت مين؟ 


هز رأسه بيأس قائلا :- مش عارف ربنا يتولاها برحمته. 


تدخلت سجود قائلة :- مين دى اللي بتحكوا عنها دى؟ وإزاى ملهاش أهل؟ 


هتف بنبرة ساخرة :- ملكيش دعوة دى حجات صعب أمثالك يفهموها. 


نظرت له والدته بغضب فهتف بسرعة موضحا :- أقصد يعنى دى قضية كبيرة وكدة


نظرت له بغيظ قائلة :- ماشى كان فيك تقول كدة من الأول بدل ما إنت عمال تحدف طوب. 


تدخلت خديجة بينهم قائلة :- خلاص بطلوا مناقرة يلا يا سجود تعالى نحضر الاكل وانت يا عمر روح غير هدومك على ما نحضر الأكل 


قام عمر ودلف إلى الداخل فضحكت بخفوت وخبث ودلفت مع عمتها لتجهيز العشاء. 

( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد ) 

دلف عمر إلى غرفته وخلع ملابسه العلوية  وحذائه ودلف إلى الحمام ليغتسل وبمجرد ان  وضع قدمه فى الحمام فجأة إنزلق بكل قوة على الأرض فصرخ بصوت مكتوم قائلا :- 

اه يا ضهرى إيه دة. 


ثم قام بصعوبة وأسند بنفسه على الحائط ثم قام بتألم وبعدها نظر بتدقيق للمكان فوجد بقعة زيت كبيرة فسرعان ما إستنتج إنها أفعال تلك الغبية التى كانت ستودى به فقال وهو يضع يديه على ظهره مكان الألم :- 

يعنى أعمل فيها إيه دى دلوقتى؟ بتردهالى سيادتها ماشى يا سجود الكلب. 

ثم تحرك للخارج قائلا وهو يضغط على شفتيه بألم ومرح :- منك لله كشفت راسى ودعيت عليكى يا بعيدة. 


قال ذلك ثم قام بمسح بقعة الزيت ودلف مجددا بحذر ليغتسل بعد فترة خرج وأرتدى ملابس بيتية مريحة  ثم خرج وهو يخفى معالم المه حتى لا يقلق  والدته. 


بعد فترة كانوا على طاولة الطعام وكانت هى تبتسم بخبث وإنتصار وهى ترى معالم الألم مرسومة على وجهه أما هو عندما نظر لها وجدها على تلك الهيئة فتأكد من إنها الفاعلة فنظر لها بضيق شديد فلولا والدته لسحبها من شعرها وأنتقم منها أشد الإنتقام لفعلتها لكن صبرا فالأيام قادمة. .....


كانت حرب العيون بينهم مستمرة من توعد وغضب وشماتة وإنتصار حتى قاطعت ذلك خديجة عندما قالت :- 

مالكم ساكتين النهاردة يعنى؟ ! غريبة !


تحدثت سجود ببراءة قائلة  :- 

أبدا يا عمتو أنا بس بحافظ على الإتفاق اللى إتفقناه الصبح مش إنتي قلتى كل  واحد فى حاله. 


تمتم عمر بخفوت وهو ينظر لها بسخرية :- 

صادقة يا أختى صادقة. ماشى يا بت سلطح ملطح ماشى. 


هتفت خديجة بتوضيح :- يا حبيبتى انتوا ولاد عمة وخال ما أقصدش إنكم تقاطعوا بعض انا أقصد إن تبطلوا لعبة القط والفار دى. 


هتفت بإبتسامة سمجة :- حاضر يا عمتو أنا معنديش مشاكل شوفى رأي الغبى. ..قصدى ابنك. ...


تحدث بغضب دفين من بين أسنانه بغيظ وهو يرسم إبتسامة مصطنعة :- 

معنديش مشاكل يا ماما أنا كمان. .....


ثم نظر لها بتوعد دب الخوف بأوصالها وعلمت إنه لن يمرر الأمر مرور الكرام بعد فعلتها وخاصة إنها كذبت على عمتها بأنها لم تفعل شئ هذا يعنى أن الحرب مازالت مستمرة ولكن بطريقة خفية وعليها تحمل النتائج. 


إنقضت الأمسية وذهب كلا منهم لمضجعه 

خرجت هى كعادتها تشرب وبعد أن شربت وأغلقت الثلاجة جائت لتلتف فوجدته أمامها يبتسم إبتسامة شيطانية خبيثة. ....


كادت أن تطلق صرخة عالية ولكنه كان الأسرع حينما وضع يده على فمها وألصقها بالحائط خلفها وإقترب منها بشدة قائلا بغضب خافت :- 

إكتمى خالص ما إسمعش نفسك هشيل إيدى لو عملتى حاجة كدة ولا كدة هقتلك ومش هتردد لحظة. 


ولأول مرة تخاف من منظره وجديته فى الحديث فهزت رأسها مسرعة توافقه على حديثه. 


سحب يديه الموضوعة على فمها ثم إحتجزها بين يديه قائلا بغيظ وبلهجة آمرة :- 

عاوز توضيح للموقف البايخ اللى انتى عملتيه في أوضتى دة. 


تلعثمت قائلة :- إمم أاا. ...طيب إبعد شوية. ..


إبتسم بخبث قائلا :- لا عاجبنى الوضع كدة الدكتور قالى إقعد في حتة طراوة. 


قضبت حاجبيها بإستغراب قائلة :- قالك إيه؟ 


قاطعها بحدة قائلا :- ملكيش فيه وإخلصى جاوبى. 


نظرت له بغيظ وغضب مكبوت قائلة :- 

علشان علشان إنت خوفتنى لما عملت نفسك عفريت. 

هتف بغيظ :- وعلشان عملت عفريت تقومى تكسريلى ضهرى. 


هتفت بإستنكار :- كسر! فين الكسر دة وانت أهو واقف زى الحيطة. 


هتف بحدة :- وكمان بتقرى عليا؟! بت هما كلمتين ورد غطاهم إبعدى من سكتى أحسنلك وإلا. ............

توقف عن الحديث ووضع أصابعه على شفتيها يمررها بطريقة موحية قائلا :- 

مش هيحصل كويس خالص. ..


شهقت حينما أستوعبت معنى كلماته فقامت بسرعة بعض أصابعه التى على شفتيها بقوة فصرخ بصوت مكتوم أما هى صرخت فيه :- 

أحسن يا قليل الأدب علشان تحرم. 


قالت ذلك ثم هرولت لغرفتها وأغلقت الباب ووقفت خلفه تضع يديها على قلبها الذى يخفق بعنف فأخذت تملس عليه تحدثه قائلة :- 

إهدى إهدى خلاص يخربيتك هتفضحنى. 


ثم إبتسمت بهيام عندما إستعادت لحظات قربه منذ دقائق فقربه مهلك لها بدرجة كبيرة 

فهى لا تدرى متى احبته فهى تعشق مشاكستهم سويا لكى تظل إلى جواره أطول فترة ممكنة تنهدت بحزن حينما إستيقظت من أحلامها الوردية على حقيقة إنه يكرهها كونها ابنه خاله التى ظلم والدته أشد الظلم إذن فلتترك الأمور كما هى وتنتظر ما يخبئه لها القدر. 

سرعان ما تذكرت ما فعلته فضحكت قائلة :-

يستاهل قليل الأدب هو فاكرنى إيه؟ 

قالت ذلك ثم قفزت على الفراش وإندثرت وسرعان ما غطت في نوم عميق. 


أما هو جلس على أحد الكراسى أمام طاولة الطعام يضع أصابعه في كوب به ماء مثلج قائلا ينتحب بمرح :- 

اه يا أنا يا أما يا فضحتك في الداخلية يا عمر بقى عيلة تعلم عليك .

المفترية كانت هتاكل صوابعى منك لله.  

ربنا على الظالم خلاص أنا رفعت الراية البيضا دى بت مفترسة وأنا مش قدها خلينى بعيد أحسن. 

قال ذلك ثم خرج ودلف إلى غرفته ليغط هو الآخر في نوم عميق.


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


صباحا إستيقظ مراد مهموما مما حدث وما سيحدث زفر بضيق ثم نهض من مضجعه وتوجه إلى الحمام واغتسل وارتدى ملابسه على عجالة ثم توجه بسرعة إلى غرفة والدته فطرق الباب ودلف إلى الداخل ولكنه لم يجدها فخرج وتوجه لغرفة لمار. طرق الباب بهدوء ثم دلف وجد والدته تجلس إلى جوار لمار النائمة تملس على شعرها بحب. .


هتف مراد بهدوء :- صباح الخير يا أمى انا روحتلك الاوضة بتاعتك ملقتكيش. 


نهضت بحذر من جوارها ثم وقفت قبالته قائلة :- 

صباح الخير يا حبيبي أنا اصلا منمتش هناك فضلت جنبها هنا لتصحى. .


نظر لها مطولا ثم سأل والدته :- وأخبارها إيه دلوقتى؟ 


تنهدت براحة قائلة :- الحمد لله ما صحيتش غير لما صلينا ونامت تانى. 


ضيق عينيه قائلا :- جبتى اللى قولتلك عليه. 


توجهت لطاولة الزينة وأخذت المشط وعادت به لمراد ومدته إليها قائلة :- 

خد أهو شعرها في المشط. 


أخرج من جيبه كيس ثم وضع المشط فيه بحذر ودسه في سترته ثم قال :- 

خلى بالك منها يا أمى إبقى خليها تأكل ولو عارضت بلغينى علطول انا ماشى دلوقتى. 


- ماشى يا ابنى ربنا معاك وإبقى طمني. 


إبتسم بخفوت قائلا :- حاضر يا امى يلا سلام. 


غادر مراد فى طريقه لقسم الشرطة الذى يعمل فيه وفى طريقه إتصل بسليم قائلا :- 

صباح الخير يا سليم. 


أتاه صوت الآخر قائلا :- صباح النور يا صاحبي ها عملت إيه؟ 


هتف بحزن :- جيبت خصلة من شعرها وهروح أتصرف أجيب خصلة من عمر من غير ما يحس أنا مش عايزه يعرف دلوقتى حاجة لحد ما أتأكد. 


- فاهمك يا صاحبى. ثم هتف بمرح :- وبعدين دة عمر أى حركة هبلة وهتخيل عليه متقلقش. 

هتف بإبتسامة خفيفة :- ماشى لما إخلص هبعتلك message علشان تطلع بيا على المستشفى بتاعتكم مش عاوز حد ياخد خبر يا سليم. 

أومأ سليم مؤكدا :- متخافش يا صاحبى هستناك يلا سلام. 


- سلام. 

بعد فترة وصل مراد إلى مقر عمله ثم دلف إلى مكتبه وسرعان ما دلف عمر خلفه قائلا :- 

إزيك يا صاحبى كويس النهاردة؟ 


إبتسم بتوتر قائلا :- اه كويس متقلقش أخبار طنط خديجة إيه؟ 


رد بإبتسامة :- الحمد لله كويسة 

ثم إمتعضت ملامحه قائلا :- بس بنت أخوها أعوذ بالله كلبة سعرانة. 


ضحك مراد عقب سماعه كلمات صديقه قائلا :- ههههه ليه بس؟ 


أجابه بغيظ قائلا وهو يمد أصابعه أمام عينى مراد :- 

المفترسة عضتنى إمبارح. 


ضيق عينيه بإستنكار قائلا :- ليه عملت إيه لكل دة؟ 


أجابه بعدم إكتراث :- أبدا كنت بخوفها منى وكنت هبوسها. .......ااااه. ...


صاح بتألم حينما مسكه من عنقه بغيظ قاصدا أن يشد على شعره قائلا :-  تصدق كانت قطعتهملك أحسن دة كلام يتقال؟ 


عمر بألم :- يا عم سيبنى بقى لحد يجى من برة وأنا ظابط وكلك مفهومية. 


أزاحه بعنف قائلا بنفاذ صبر :- 

إطلع برة يا عمر إطلع. .


هتف عمر بمرح :- إيه إنت هتتحول ولا إيه؟ 


هدر بعنف مصطنع قائلا :- على مكتبك يا عمر. 

توجه مسرعا إلى الباب قائلا قبل أن يخرج :- طالع طالع يعنى هطلع من الجنة. ...


زفر براحة فور خروجه وجلس بإهمال ثم رفع يده التى علقت بها بعض الخصل من شعر عمر فوضعها بحذر هى الأخرى في كيس آخر متنهدا بحزن :- 

سامحنى يا عمر لو فعلا طلعت أختك. 


قال ذلك ثم امسك بالهاتف وأرسل رسالة إلى سليم ثم خرج بحذر من المبنى وصعد إلى سيارته وأنطلق بسرعة إلى المشفى. 


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


فى غرفة لمار كانت تضم قدميها إلى صدرها وتنظر للأرض بشرود. .

دلفت أمينة وهى تحمل الطعام ثم وضعتها أمامها قائلة بحنو :- 

يلا يا حبيبتى علشان تاكلى. 


هتفت بضعف :- مليش نفس. 


زفرت بضيق فهى تعلم إنها ستتعب معها فربتت على ظهرها قائلة :- 

يلا علشان خاطرى كوليلك لقمة طيب علشان خاطر المسكين اللي في بطنك اللى مجوعاه معاكى دة.


نظرت لها ثم هتفت بسخرية :- 

غريبة المفروض تخلونى أنزله بعد ما عرفته إنى مليش أهل وانى بنت حر..


قاطعتها بسرعة قائلة :- لا متقوليش كدة يا بنتى إن شاء الله ليكى أهل. 


هتفت بمرار ودموع:- وهما فين أهلى اللى رمينى طول السنين دى ها هما فين؟ 

هما فين وشايفنى بتعذب وبتدمر تقدرى تقوليلى بقى هما فين ما تتعبيش نفسك أنا عارفة إنى صعبانة عليكى بس دة مش هيغير الحقيقة. 


ضمتها بدموع قائلة :- لا إن شاء الله هتلاقى أهلك في أقرب فرصة تأكدى من دة. 

ثم هتفت بمرح :-

ويلا دلوقتي كلى ولا نجيب هولاكو يأكلك بنفسه؟ 

فهمت مقصدها فقالت بغيظ :- 

وعلى إيه الطيب أحسن. ..


ضحكت الأخرى بصوت عال قائلة :- 

هههههه ماشي يا ستى يلا كلى دة هولاكو طلع سره باتع بقى. 


أخذت تمضغ الطعام بعنف وغيظ تفرغ شحنة غضبها ثم قالت بتذمر :- 

بس بردو همشى من هنا مش هقعد يكون في علمك. 

هتفت بشرود :- دى حاجة سابقة لأوانها دلوقتى كلى واهتمى بصحتك أهم حاجة. 

هسيبك دلوقتى وأنزل تحت أعملك كوكتيل عصير تشربيه بعد الأكل. 


قالت ذلك ثم تركتها تكمل طعامها. ......


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


وصل مراد إلى المشفى بصحبة سليم وأعطوا للطبيبة رحمة خصلات الشعر وطلبوا منها إجراء تحليل ال DNA وسرعة خروج النتيجة التى أخبرتهم إنها ستظهر بعد ساعتين. .

وها هما الآن بإنتظارها ربت سليم على فخذ مراد بتعاطف قائلا :- 

إن شاء الله هتطلع النتايج مرضية للكل. 


هتف برجاء :- يارب يا سليم. 


دلفت رحمة بالتحاليل وعلى وجهها إبتسامة وقف مراد بلهفة سألها :- 

ها يا دكتورة إيه الأخبار. 


هتفت الدكتورة بعملية :- النتايج كلها بتقول إنها متطابقة بنسبة 99% يعنى دول أخوات فعلا. 

وقع الخبر كالصاعقة عليه فهو كان لديه بصيص من الأمل أن لا يكونوا أشقاء ولكن هم بالفعل كذلك فكيف سيواجهه الآن على ما فعله في شقيقته؟ 

خرج من أفكاره على صوت سليم الذى قال :- 

يلا بينا دلوقتى يا مراد إحنا لازم نقول لعمر. 


تحرك معه بصمت وخطوات تائهة حتى خرجوا من المشفى وصعدوا الى السيارة وتولى سليم القيادة رفقا بصديقه ......


بعد بعض الوقت وصلوا إلى فيلا مراد فتوقف سليم قائلا :- ها هتعمل إيه دلوقتى؟ 


هتف بهدوء :- إتصل بعمر يجى هنا حالا. 


أمتثل لأوامره وإتصل به واخبره بأن يحضر على عجالة ودلفوا إلى الداخل فوجدوا الجميع يجلسون اللذين إنتبهوا عليهم فور دخولهم. 

( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )

ألقوا التحية عليهم فردها الجالسين وسرعان ما سألته أمينة :- 

ها يا مراد قالولكم إيه؟ 


جلس متنهدا بتعب قائلا :- أخته يا أمى أخته. 


هتفت بفرح :- بجد طيب أنا هروح أقولها بدل ما هى قاتلة روحها عياط. 


أوقفها مسرعا يقول :- لا يا أمي إستنى على ما يجى أخوها الأول. 


جلست بإستسلام قائلة :- اللى تشوفو. 


هتف فريد بإستنكار :- ممكن أفهم إيه اللى بيحصل من ورانا بالظبط؟ 


هتف مراد بهدوء :- مفيش حاجة يا عمى كل اللى بيحصل إن اللى فوق دى مش بنت عابدين وطلعت بنت هاشم الدميرى. 


وقع الخبر على البقية بصدمة وأعين متسعة 

وأخذوا ينظروا إلى بعضهم بعدم تصديق. 


هتفت تسنيم بدهشة :- إزاى دة حصل مش ماتت هى وصغيرة؟ 


هتف مراد بنفاذ صبر :- ممكن تأجلوا أسألتكم دى لانى مرهق حاليا. 


صمت الجميع في حالة ذهول من سماع تلك الأخبار. .......


دلف عمر إلى الداخل بقلق قائلا وهو يلهث :- 

السلام عليكم. 

ثم توجه لمراد قائلا :- في إيه يا مراد؟ جايبنى على ملى وشى ليه؟ 


أجابه بتوتر :- أقعد الأول بس خد نفسك. 


جلس على أحد المقاعد قائلا بمرحه المعتاد :- 

أدينى قعدت يا سيدى فى إيه ؟ أوعى تكون ناوي تخلع وتلبسنى المزة اللى عندك؟ 


جز على أسنانه بغيظ قائلا :-  عمر مش طالبة هزار ع المسا. 


سأله بجدية وقد بدأ يتسرب إليه القلق قائلا :- ماشى أدينى سكت أهو. ها في إيه بدأت أقلق. ؟


تحدث بتوتر وكأنه لتوه يتعلم الحروف فلم يجدها فخرجت بتثاقل وترقب :- 

طبعا إنت فاكر حادثة والدك الله يرحمه وأختك ؟


هتف بحزن وإهتمام :- الله يرحمهم اه مالهم متلعبش بأعصابى أكتر من كدة. 


هتف بتلعثم :- في الحقيقة الجثث اللى لقيوها محروقة في العربية مش بتاعة أبوك وأختك. .........


صرخ فيه عمر بإنفعال حينما توقف عن الحديث :- ها كمل سكت ليه؟ 


أكمل بحزن وهو ينظر له :- أختك لسة عايشة بس أبوك ما اعتقدش. المجرم اللى قتل أبويا هو نفسه اللى قتل أبوك وخد أختك لمراته اللى ما بتخلفش وربوها على إنهم بنتها. 


صمت شديد خيم على المكان قطعه تصفيق عمر الذى أخذ يضحك عاليا دون توقف حتى أدمعت عيناه ثم توقف فجأة قائلا :- 

واو تحفة القصة دى تتعمل فيلم واثق إنه يكسر الدنيا. 

إخص عليك يا ميرو جايبنى هنا علشان تقولى فاكر أبويا اللى مات وأختك ما اعرفش ايه

ثم هتف بدموع متحجرة :- 

أنا عمرى ما نسيتهم علشان أفتكرهم وبدعيلهم بالرحمة لحد ما أروح عندهم. 

ثم صرخ فجأة قائلا :- لكن تضحك عليا أهو دة اللى مش هسمح بيه. 


صرخ الآخر فى وجهه راميا تلك الأوراق التى تثبت صدق حديثه على صدره فمسكها عمر قائلا :- 

يا متخلف أنا ما بضحكش عليك عندك الأوراق أهى اللى تثبت صدق كلامى. إهدى كدة وركز. 

مسك عمر الأوراق ثم قام بفحصها وعينيه تتسع بصدمة  

وبعد أن قرأ التحاليل تضاربت مشاعره فأخذ يضحك تارة ويبكى تارة أخرى. 

ثم وقف قبالة مراد قائلا بترجى :- 

عاوز أشوفها أرجوك. ..


إبتسم بخفوت قائلا :- تعالى معايا. 


ثم سحبه خلفه حتى وصلوا لغرفتها حيث كانت تجلس على الأريكة شاردة بعد أن طلبت من أمينة أن تتركها بمفردها. 


تقدم منها بخطوات بطيئة للغاية ويداه ترتعش ثم جلس أرضا قبالتها فإنتبهت إليه فشهقت قائلة :- 

إنت. ..إنت بتعمل إيه هنا؟ إطلع برة 


ثم إنتبهت لوجود مراد الذى ينظر إليها بندم شديد فأخذت تصرخ قائلة :- 

إطلعوا برة برة عاوزين منى إيه تانى؟ برة حرام عليكم. 

سحبها عمر عنوة لتستقر بين زراعيه قائلا ببكاء  :- متخافيش يا حبيبة أخوكى متخافيش أنا معاكى. 


إستغربت منه وحاولت التملص من بين زراعيه قائلة :- أختك إيه يا جدع إنت سيبنى حرام عليك اللى بتعمله دة. 


إلا انه شدد من إحتضانه لها قائلا من بين قبلاته التى يوزعها على رأسها :- 

لا يا حبيبتى أنا أخوكى سامحينى. ...سامحينى والله ما كنت أعرف. ..


نظرت له بضياع قبل أن تفقد وعيها قائلة :- 

أخويا؟ ! لا لا هتلعبوا بيا تانى لا حرام عليكم لا. ...

قالت ذلك ثم فقدت وعيها في الحال متمنية أن تظل هكذا دائما. 


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


ليلا في منزل ممدوح كان ينتظر قدومها على أحر من الجمر . إبتسم بخبث حينما سمع طرقات الباب الهادئة مثلها قام مسرعا وفتح الباب فشهقت بخوف حينما رأته أمامها. 


نظر لها نظرة شهوانية تعودت عليها فدبت الرعب بقلبها. 

تحدث بسخرية :- إتفضلى يا بنت أختى هتفضلى على الباب كتير؟ 


تحدثت بخوف وتلعثم :- أاا اا بب مم فين فين سميحة ومرات خالى. ؟


رسم ملامح الحزن على وجهه قائلا :- 

سميحة تعبانة أوى وأمها جنبها جوة. 


دلفت للداخل بقلق تقول :- فينها يا خالى فينها؟ 


هتف بإبتسامة لعوب  :- فين حقك في الورث الأول؟ 

رمت له الورقة التى بيدها قائلة بدموع :- 

إتفضل أهة ياريت تكون مبسوط علشان خسرتنى عيلتى دول طردونى وقالولى طالما خدتى حقك يبقى منشوفكيش هنا تانى؟ 


ضحك بسماجة قائلا :- والله وفيهم الخير إنهم طردوكى أهو إستنفعنا بالقرشين من وراهم

( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )

شوفتى بقى إن ملكيش مكان غير حضن خالك حبيبك تعالى يلا فى حضنى أحسن أنا مشتاقلك جدآ. 


تراجعت بخوف قائلة :- 

أاا خالى حرام عليك أنا بنت أختك بردو. 


تقدم ناحيتها قائلا برغبة :- هو أنا عندى أخوات مربى كدة. 


تطلعت إليه بإستغراب قائلة :- تقصد إيه يا خالى ها؟ 


نظر لها برغبة قائلا :- أقصد لا أنا خالك ولا يحزنون والنهاردة هطفى منك نارى ما انا لازم أخد حق التربية اللى ربتهالك. 


صرخت فيه قائلة :- إنت مجنون أكيد كلام إيه دة انا هقول لمرات خالى. 


هتف بغضب:- بردو هتقول مرات خالى ماشى خالك خالك ولا تزعلى تعالى يلا. 


قال ذلك ثم سحبها بقوة ناحية غرفته قائلا :- 

محدش هنا  وشوفى مين هينجدك منى. 


أطلقت صرخة عالية وصرخت قائلة :- 

مصطفى إلحقنى. ......


دلف بها إلى الداخل ثم رماها على السرير ومسك بإحدى التحف وضربها على رأسها ففقدت الوعي في الحال 

أما هو إبتسم إبتسامة شيطانية إنتصارا بالظفر بفريسته  .............


 ❤️‍🔥دمتم ساالمين ❤️‍🔥..


  الفصل السادس عشر والسابع عشر من هنا

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

 

تعليقات