
رواية ميما
الفصل الخامس والعشرون 25 والسادس والعشرون 26
بقلم اسماء الاباصيري
زوجتي
.................... : كيف وصل بكم الحال لتلك الدرجة ؟ العبث بمكابح سيارة احد الاساتذة وكل هذا لإلقاء التهمة على شخص آخر والتخلص منه ....... هل وصلت بكم الدناءة لفعلٍ كهذا ؟ لولا قدوم زميلتكم الي واخبارى بشأن هذا الامر لكان ذنب هذا الطالب واستاذكم برقبتكم الى يوم الدين
طرق على باب المكتب قطع توبيخ عميد الكلية لطلابه .... سمح للطارق بالدخول والذي لم يكن سوى الادهم ..... دلف للداخل يناظر الجميع بدهشة فمنذ دقائق اتاه زميل له يخبره بشأن رغبة العميد برؤيته على الفور وها هو قد اتى تلبية لطلبه ليري آخر الاشخاص المتوقع رؤيتهم بهذا المكان .... حفنة من الطلاب يعرفهم جيداً فسبق ان حدثت بينهم عدة مناوشات حديثة و على الجانب الاخر يرى مريم تقف بجانب العميد وكأنها تحتمي به وعلى ملامحها علامات الفزع و الخوف توجه نحوها دون تفكير يسألها ان كانت بخير او إن كان احد ما قد تعرض لها لكنها نفت هذا وأكدت انها بخير ولم يمسها سوء تنهد بإرتياح و نظر اليها بإبتسامة باهتة آملاً ان يبعث بداخلها بعض الاطمئنان بينما بداخله هو بركان مشتعل لمجرد فكرة ان احد هؤلاء الحمقي قد آذوها بشكل او بآخر
الادهم بهدوء مصطنع : سيدى وصلني انك طلبت رؤيتي .. ما الامر ؟
العميد وقد عاد ليجلس خلف مكتبه وهتف بجدية : نعم ادهم فلتجلس قليلاً ...... اجلسو جميعاً ...... ثم وجه انظاره نحو مريم وحادثها بحنان ..... اجلسي بنيتى فلتهدأي قليلاً .... ثم تلى حديثه معها بطلبه لسكرتيرته بإحضار كوب من عصير الليمون لتهدئة اعصابها
الادهم بنفاذ صبر : اذاً ؟
العميد بحدة : علمت منذ دقائق بحدوث بعض المناوشات بينك وبين زملائك هل هذا صحيح ؟
الادهم بغيظ : نعم بالفعل حدث هذا منذ ايام لكن هذا شئ متوقع حدوثه بين الشباب ... اعنى ان الامر ليس بالشئ الجاد
العميد : يبدو ان هذا ما تراه انت فقط ... فلقد اقدم هؤلاء على فعلة كانت لتدمر حياة البعض و تتسبب بفصلك نهائياً بل ومحاكمتك ايضاً
الادهم بعنف : ماذا يعنى هذا ؟ ثم ما علاقة مريم بالامر ؟ لما هى هنا ؟ ماذا فعلتهم لها ؟
قال جملته الاخيرة تلك بغضب وصراخ متجاهلاً وجود العميد معهم بالغرفة ليهتف به فى غضب
العميد بحدة : ادهم فلتلزم حدودك و احترم وجودى .... هم اخطأوا و سينالوا العقاب المناسب لهم وان كنت ترغب بإكمال سنتك الاخيرة بهدوء اذاً فلتهدأ قليلا و دعنى اقوم باللازم ......... ثم تنهد وبدأ بسرد ما حدث ....... منذ ساعات اتت مريم الي فزعة تخبرنى بما سمعته بالصدفة البحتة ..... سمعتهم يخططون للعبث بمكابح السيارة لاستاذ لكم قد سبق و ضايقهم ثم إلصاق التهمة لك و ذلك عن طريق رشوة تُدفع لحارس موقف السيارات وبهذا يعترف انك الفاعل ..... لكن بقدوم مريم وسرد ما سمعته لي استطعت الامساك بهم متلبسين لذا سأفتح تحقيق احتاج فيه لشهادة مريم و شهادتك وشهادة العامل بالموقف وبهذا يأخذ الجانى عقابه و يأحذ المجنى عليه حقه
انتهى التحقيق ومازال الادهم فى حالة ذهول ..... ان كان بأميريكا لصدق الامر لكن بمصر ...... وصلت بهم شياطينهم لهذه الدرجة .... هو الادهم من ظن نفسه شيطاناً لا يرحم لم يكن ليفكر بهذا الامر على الاطلاق ........ حدث نفسه بسخرية ..... يبدو انك ملاك يا ادهم .... ملاك الخير ...... ثم نظر بجانبه ليجد مريم تسير بجواره بصمت عقب خروجهم من مكتب العميد ليتذكر .... كيف اكون انا ملاك اذاً ماذا تكون هي ؟ .. توقف عن السير لتطالعه هى بدهشة
الادهم بهدوء : مريم .... أيمكننا الحديث قليلاً اريد سؤالك عن امر ما ؟
لم تجيبه على الفور ... بدا عليها التفكير للحظات قبل ان تومأ له بالموافقة
دلف الى مكتبه بعد انتهاءه من القاء محاضرته والتى استغرقت ثلاث ساعات متواصلة ..... دخل ليجدها فى انتظاره ليهتف بسعادة
فارس بمرح : ياللهى لا اصدق هذا ... فرح بنفسها تنتظرني بمكتبي .... وبدون دعوة مني ........ هل مت واصبحت بالجنة ام ماذا؟
قامت من مجلسها فور دخوله لتتجه نحوه بسرعة تسأله بلهفة
فرح : انت تلقى محاضرات للسنة الرابعة أليس كذلك ؟
تعجب من سؤالها فهو لم يعتد تجاهل سخريته منها لكنه اجابها لرؤيته القلق بعيناها
فارس بجدية : نعم لقد انتهيت من محاضرتي لهم للتو ... لكن لما السؤال ؟ ما الامر ؟
فرح بخوف : يااللهي ...... هل اتيت بسيارتك اليوم ؟
فارس بقلق : فرح ما الامر ؟ لما هذا التحقيق ؟
فرح بحدة : فقط اجبني
فارس : نعم اتيت بها ... والان اخبريني ما الامر ؟ ..... لحظة ..... هل علمتى بشأن الادهم و هؤلاء الاوغاد ؟
اومأت له فى خوف لتجيبه
فرح : هاتفت مريم منذ ساعة ونصف لأسألها عن سبب تغيبها لتخبرني بهذا الامر ثم اغلقت الهاتف بعدها ولا استطيع الوصول اليها لذا ... لذا ......
فارس بسعادة : لذا ظننت اننى ربما من عبثوا بسيارته واتيتي للاطمئنان علي
فرح بإرتباك : انا لم .......
فارس : قلقتي علي أليس كذلك ؟
انتظر نفيها المعتاد لكنها اومأت ومن ثم شرعت ببكاء مرير .... اربكه بكاءها لا يعلم ما يفعله بموقف كهذا فلا هو بقادر على اخذها بأحضانه و بالوقت ذاته لا يحتمل سماع بكاءها ...... امسك بيداها ثم اتجه بها لأريكة موجودة بركن بغرفته جلسا معاً عليها وهتف محاولاً تهدئتها
فارس : فرح انظري الي ..... انا بخير لقد امسكوا بهم بالفعل لم يستطيعوا اكمال فعلتهم تلك وسيارتي اُخذت للمعاينة و ...........
فرح مقاطعة بذعر : اذاً لقد كان انت .... انت كنت المقصود بهذا ..... يااللهى يااللهى
فارس : انا بخير لم يمسوني بسوء .... ثم هتف بخبث .... لكن لم ادرك انى مهم
لديك لهذه الدرجة
جملته افاقتها من حالتها تلك .... جعلتها ترفع وجهها الباكى نحوه لتطالعه فى غيظ قبل ان تهب واقفة لتهتف
فرح : من هذا الذي يهتم بك ؟ انا فقط ... فقط كنت قلقة لاني .... لانى .....
نهض فارس هو الاخر ليقابلها بوقفته
فارس بمكر : لانك ماذا ؟
صمتت ... لا تعلم بما تجيبه ......
فرح بغضب : لأنى غبية
صرخت بها قبل ان تتحرك سريعاً خارج غرفة مكتبه لتتركه هو يإبتسامه واسعة تكاد تصل لأذناه وبفرحة داخله جعلته يقفز فى مكانه من السعادة
بكافتيريا الجامعة
مريم : اذاً ما الامر ؟
الادهم : لما فعلتي ذلك ؟ لما ذهبتى واخبرتي العميد بشأن هؤلاء .... اعني ألم تكونى غاضبة مني ؟
مريم : وما علاقة غضبي بالامر ؟ ان كان شخص اخر بمكانك لفعلت نفس الشيء فما بالك ان كان ابن عمي هو المعني بالامر كما ان الامر كان يتعلق بحياة شخص آخر
الادهم : مريم ... من اكون انا برأيك ؟
مريم بدهشة : ماذا ؟
الادهم : اعني ما رأيك بشخصي ؟ هل انا شخص جيد ام لا ؟
مريم بدهشة : ادهم انت ماذا فهمت من حديثي سابقاً ؟ انا اختلفت معك فى الرأي لا اكثر .. بالطبع انا لا اراك شخص سيء بسبب هذا الامر
الادهم : ربما انا بالفعل شخص سئ .... انتى لم تعرفيني جيداً بعد
مريم بثقة : ان كنت كذلك لم تكن لتُعطي هذا الاحتمال ... هذا اولاً ..... ثانياً حتى وان كنت شخصاً سيئاً فما زلت ابن عمي ..... دماءنا واحدة من صُلب واحد ... مازلت فرداً هاماً من عائلتى
الادهم : ماذا عن رولا وصافي ؟
مريم : ماذا عنهم ؟ هم وان كان بيننا خلافات كثيرة فما زالوا زوجة عمى وابنة عمي
الادهم : اظنك يجب ان تتوقفى عن التفكير بهم بهذه الصورة
مريم : ماذا ؟ و لما هذا ؟
تنهد الادهم ليحدق بها للحظات ثم هم بسرد مخططهم لها بكل تفاصيله لتطالعه هى بدهشة وتسأله
مريم بصدمة : لكن لما ؟ لما تفعل هذا ؟ انا ادرك كرههم لي لكن انت ؟
الادهم ببرود : لطالما احببت المغامرة والربح .... لم اهتم بصلة قرابة اياً كان نوعها ...... كنت عائد بالفعل للوطن عندما عرضت صافي علي الخطة ..... وجدتها تحدى ان فزت به سأجنى بعض الاموال لكن هذا ليس الامر الهام بل المهم هو المتعة والمرح وربما اعجب بك وبهذا افوز بزوجة مناسبة لكن عند مقابلتك تفكيري اخذ منحنى اخر وجدتك تقدسين روابط العائلة وتفضلين افراد عائلتك عن الجميع اعجبني الامر ولم ارد خداعك اكثر من هذا .... مريم هم هدفهم اموالك وانا كنت معهم لا انكر لكن لست بحاجة للمال ربما لا تعلمين بشأن هذا لكن ابي قد ترك لنا انا و فارس ثروة كبيرة بعيداً عن ورثي من جدي لذا لست بحاجة لفلس واحد من اموالك ارجو ان تتفهمي هذا وتسامحيني بيوم ما ......... بالمناسبة لقد احببتك بالفعل وليس فى نيتي التراجع و الخسارة لآسر ..... وداعاً
آسر بدهشة : مريم ؟؟؟؟؟؟
التفتت نحوه بآثار دموع فوق وجنتيها ليراها بتلك الهيئة فيدرك ان امر جلل قد حدث ........
كان يدلف بسيارته عبر البوابة الحديدية للفيلا ليرى فور دخوله منها جسد صغير يقف امام باب الفيلا نزل من السيارة يتجه نحو هذا الشخص ليدرك فور اقترابه منه انها هى ....... تقف بثبات امام الباب وجهها نحوه وظهرها نحو آسر هتف بإسمها لتلتفت نحوه باكية ... تقدم منها سريعاً
آسر : مريم ما الامر ؟ لما تبكين ؟ و لما تقفين بالخارج هكذا ؟
مريم بإبتسامة باهتة : لقد طُردت
آسر بتجهم : ماذا ؟؟؟؟
مريم : لقد طُردت ..... صافي هانم اخرجتنى من المنزل وطلبت منى ايجاد منزل آخر لي ...... اخبرتها ان تمهلنى بعض الوقت حتى اجد عمل ما و وقتها استط......
فور نطقها ب " لقد طردت " و يليها اسم صافي تجاهل هو بقية حديثها وتوجه نحو الباب يفتحه
آسر مقاطعاً بجمود : الى الداخل
وقفت لحظات تطالعه فى صمت
مريم : لا يجب علي الد........
آسر بحزم : مريم ... قلت الى الداخل .... لا احب تكرار كلامي كما تعلمين
تحركت هى بهدوء للداخل فلم ترى احد منهم امامها لتسمعه يكمل اوامره
آسر : والآن الى غرفتك
مريم معترضة : آسر
آسر : الى غرفتك الآن دون جدال ..... سنتناقش فيما بعد
وقفت مكانها بحيرة قبل ان تختار ان تمتثل لاوامره فالآن لا سبيل لها سوى فعل هذا
تحركت نحو غرفتها فى هدوء محاولة تجنب اى من رولا او امها ... فى حين توجه هو مباشرة الى المطبخ ليرى ما توقع رؤيته ... الدادة تجلس بإحدى اركان المطبخ تبكى بحسرة ولم يكن بحاجة للسؤال عن السبب توجه نحوها وساعدها فى الجلوس على احدى المقاعد ليحضر لها كوب من الماء قبل ان يشاركها الجلوس
آسر بهدوء : لا داعى للقلق بشأن مريم لقد اعدتها والآن هى بغرفتها
دادة بحماس : حقاً ..... حمدا لله ... حمدا لله لقد خرج فؤادى من مكانه فور خروجها من بابا المنزل ... بارك الله فيك يا بني
آسر : دادة .... ارجو منك ان تخبريني ما حدث بالتفصيل ليصل بهم الامر لطرها من المنزل
ابتلعت الدادة غضة بحلقها قبل ان تردف
داداة : لم اعلم السبب الرئيسي للمشكلة لكن فجأة سمعت صوت عالٍ يأتى من غرفة الجلوس فخرجت ارى ما يحدث قلقاً على مريم و وقتها سمعت حديثهم دون قصد
فلاش باك
مريم : انا لا افهم لما فعلتم هذا ؟ لم اضركم في شيء طوال تلك السنين ..... عند مجيئي للمنزل لاحظت عدم ترحيبكم بي ووقتها قررت تجنب اى احتكاك بكم حرصاً منى على عدم حدوث اية مشاجرات من اي نوع ومع ذلك كنتم تأتون لافتعال المشاكل .... والان لما تفعلون هذا لما تكرهون وجودي بينكم ؟
صافي بغرور : نكرهك ... نكره وجودك؟ لا تعطى اهمية زائدة لنفسك انت لا تعنينا بشيء حتى نهتم ان نكرهك او نحبك ... فقط مثلك مثل تلك الدادة خادمة ابنة خادمة لا اكثر ولا اقل
رولا بغيظ و حقد : اتيتي منذ سنين ومنذ وقت قدومك سرقتى كل شئ مني ..... اهتمام اخى وحنانه طوال تلك السنين .... وفور مجيء فارس استحوذتى عليه وقمتي بضمه لصفوفك واخيراً الادهم حصلتي عليه هو الآخر ... من تظنين نفسك لتأتى وتحصلين على حصة من اموال جدي ؟ ... انتي الخادمة ابنة الخادمة وابنة الرجل الذي باع عائلته من اجل امرأة لا قيمة لها
مريم بسخرية : سرقت كل شيء ..... اهتمام اخاكي ؟ منذ متى اهتم بك اخاك ... وحتى عندما كان يفعل ويحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه بك كنتى تعارضيه وتفعلين ما برأسك ثم عن اي حنان تتحدثين ؟....... متى حصلت على حنان اخيكي .. طوال هذه السنين لم اجد الحنان سوى بشخص واحد هو الدادة لا انكر اهتمامه المادى بي وتوجيهه لى فى بعض الامور لكن لا حنان بالامر اما بخصوص الادهم و فارس فهذا شيء خاص بهم سواء اقتربوا منى ام لا ...... وبالنسبة لابي وامي فهم ارقى منك ومن مستوى حديثك حتى ادافع عنهم امامك
اشتعل غيظ كلاً من رولا وصافي لتهتف رولا فى غضب وهى تدفع مريم بقوة للخلف
رولا بصراخ هستيري : الى الخارج فوراً اخرجى من منزلى يا حقيرة ... امي فلتخرج تلك العاهرة من منزلنا
شاركتها صافي الصراخ دافعين اياها خارج المنزل ومن ثم همتا بإغلاق الباب فور رمي مريم خارجه
نهاية الفلاش باك
انهت الدادة سرد ما حدث وقد عادت لنوبة بكاءها لتسمع آسر يطلب منها بحزم
آسر : دادة ... اطلبي منهم جميعاً موافاتى الى غرفة المكتب انا انتظرهم هناك
اومأت الدادة بقلق وتوجهت للاعلى لتنفيذ طلبه
بعد عدة دقائق كانو جميعاً بغرفة المكتب كلاً من رولا وصافي يحدقون بمريم فى كره وغضب و بالوقت ذاته يدركون ان غضب آسر بإنتظارهم
انتبهو جميعا لدخول آسر لغرفة المكتب
آسر : اذاً ..... لقد علمت بما حدث بشأن مشاجرتكم لكن لم اعلم بعد سبب الشجار ..... مريم ؟
لم تجيبه ليلتفت هو نحو صافى ورولا ليجدهما يرفضون الاجابة هما الاخرتان
آسر : اذاً ترفضون اجابة سؤالي .... حسناً ..... هل صحيح طلبكم لمريم بالرحيل عن المنزل ؟
رولا بإندفاع : نعم آسر ... لانرغب بتواجدها بمنزلنا تكفينا تلك السنين
آسر بحدة بصوت عالٍ : منزل من ؟
رولا بخوف : منزل العائلة ؟
آسر بقوة : بل منزلي ..... هذا منزلي رولا ..... وانتى ووالدتك قمتم بطرد شخص ما من منزلي دون الرجوع الي ...... وهذا خطأ جسيم كما تعلمين ........ لذا ..
انتبه الجميع لما يقوله فما بعد ذلك سيكون العقاب
آسر : رولا ... صافي هانم .... ساعة فقط ولا اريد رؤية اي شيء يدل على تواجدكم بهذا المنزل من قبل
صافى ورولا بصدمة : ماذا ؟
آسر بجمود : كلامي واضح ..... اطلب منكم الرحيل عن منزلى وبخلال ساعة واحدة
صافى : هل جننت ؟ تطرد امك واختك من المنزل من اجل تلك الحثالة ؟
آسر بسخرية : امى ؟ اختى ؟ لا تدفعيني لبدء حديث قد يفتح ابواب مغلقة ستكون كالجحيم بالنسة لك لذا وبكل هدوء أمهلكم ساعة للمغادرة ..... وبالمناسبة تلك التى تدعيها بالحثالة ستكون زوجتي ...........
زوجة آسر البنداري... والذي على اهبة الاستعداد لنسف اى شخص من الوجود إن فكر مجرد تفكير في اذيتها
.........................
يتبع ..............
26. عقد قران
بعد خروجهم من الغرفة رمشت عدة مرات بعيناها تحدق به بدهشة
مريم بصدمة : انت ماذا فعلت ؟ كيف امكنك فعلها ؟ تلقي بوالدتك وشقيقتك خارج المنزل هكذا وبكل بساطة
آسر ببرود : مريم .. لن نتناقش فى هذا ..... تم الامر وانتهى .. لا سبيل للتراجع الان
مريم بإصرار : بل يجب عليك التراجع ..... انا اعترف انى لن اسامحهم ما حييت لكن انت ....... هم والدتك وشقيقتك ... عائلتك
آسر : ليسوا كهذا طالما اساءوا اليك
مريم : لقد جننت ...... بفعلتك تلك اصبحت انا ايضاً لا استطيع البقاء بالمنزل معك وحدي .... كيف بإمكانى الاقامة معك الان ؟
توجه نحوها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى انشات قليلة ليردف فى هدوء
آسر : دعكي من هذا الان كما ان الدادة موجودة بالفعل معنا .... انا واثق من كونك قد استمعت لحديثي كاملاً خصوصاً اخر جزء منه
عقدت هى حاجبيها بإستغراب ... لتسترجع ماقاله قبل ان تفتح عيناها على اتساعها وتهتف به
مريم : مستحيل ... من تلك التي ستصبح زوجتك ؟
آسر بهدوء مقترباً منها اكثر لتعود هى بخطواتها للوراء قبل ان يصطدم ظهرها بالحائط فيحاصرها هو بيديه
آسر : المستحيل هو قبولي لرفضك هذا .... انتهى الامر يكفينا عناد انتى تحبيني وانا ... قطع حديثه يأخذ نفس عميق اخرجه ببطئ قبل ان يردف ..... انا اعشقك ... اعشق وجودك بحياتي ... اعشق روحك البريئة ... عنادك .... كبرياءك ..... حرير شعرك ...عيناك الساحرتين .... شفاهك ال....
قاطعته فور تجاوزه بالحديث بدفعة منها على صدره محاولة ابعاده ليرتد هو الى الخلف و على وجهه ابتسامة عابثة زادت من اشتعال وجنتيها لتهتف به فى ارتباك
مريم : هل فقدت عقلك ؟ ألم اكن انا سهلة المنال ..... ألم اكن فتاة رخيصة ينفر منها الرجال .....ألم تسخر من اعترافي ومشاعري اتجاهك ؟ اذاً لما التراجع الان؟
آسر باندفاع : لانك ملكة ... ملكتى ... ولا يجوز للملكة ان تسعى خلف اي شخص اياً كان حتى لو كان آسر البندراي ..... اردتك عزيزة النفس .... غالية ..... فأنتي امرأتي انا .... خاصتي
ابتلعت ريقها فى توجس واضطراب ... لم تظن يوماً ان تسمعه يعترف بمكانتها لديه .... اسعدها بل جعلها هائمة فى السعادة بنسبها له واعترافه بملكيته لها .... تعشق تملكه هذا وتحكمه بها .... تشعر بحبه عندما تلمح نظرة الغيرة بعيناه
مريم بتردد : لكن مازال لا يمكنني الموافقة على الارتباط بشخص تخلى عن عائلته وألقاهم بالشارع .... آسفة آسر .. ربما احبك ... اعشقك .... رغم اعجابي بغيرك لكن مازال حبك متأصلاً بداخلى لكن .... فعلتك تلك افقدتنى الثقة بك
ثم تركته خائباً وخرجت سريعاً نحو غرفتها
فرح بصراخ : ماذا ؟؟؟؟؟؟
سعاد ( والدتها ) : لما الصراخ ؟ حقاً اعانه الله على ما ابتلاه
فرح : امي اتدركين خطورة ما تفوهت به ؟ ........ تخبريني بتقدم شخص ما لخطبتي
سعاد : نعم اخبرتك بخطبة لا بمقتل احدهم
فرح : ومن تعيس الحظ هذا ؟
سعاد : جيد انك تعلمين كم هو تعيس .... حقاً لا اعلم كيف لفتي انتباهه ليتقدم لخطبتك ... على كلٍ انا لا اعلم من هو ... فقط اخبرني اباك انه شخص من جامعتك وسيأتى هو وعائلته بنهاية الاسبوع
فرح بصدمة : لكن انا لم اوافق بعد
سعاد : سيأتى الشاب لتريه و ان لم يعجبك نستطيع الرفض .... لكن لما الاعتراض الان وانتى لم تعلمي حتى من هو ؟
فرح بإرتباك : لكن امى انا ... انا لا افكر في الارتباط بالوقت الحالى اعني انى لم انهى دراستي بعد
سعاد : اخبرت اباك بكل تلك الامور ومازال يرغب بقدوم هذا الشاب لذا لننتظر ونرى ما سيحدث
فرح بتوتر : لكن لكن ....
سعاد بصرامة : كفاكي حديثاً سيأتى الشاب و اهله بنهاية الاسبوع... انتهي الامر
طرق مستمر على باب المنزل ايقظه من غفوته ليتجه ويرى من الطارق
الادهم مستغرباً : صافي هانم ورولا بمنزلي ..... يا مرحباً
دلفت كلتاهما بوقاحة للداخل دون استئذان لتجلس كلتاهما بأريحية وكأن المنزل لهما
الادهم بسخرية : ارجو ان تعتبرا المنزل منزلكما ... هذا ان لم تفعلا بالفعل
صافي بوقاحة : كفاك سخرية ...... اخبرني كيف تجرأت واخبرت مريم بشأن خطتنا بهذه البساطة ؟
تحرك الادهم ليتخذ مقعداً ويجلس بأريحية واضعاً قدماً فوق الاخري
الادهم ببرود : هذا شأني الخاص .... و لقد قررت انهاء اللعبة نهائياً .... ثم حدق بصافي بتركيز و اردف بنبرة يشوبها التهديد ......... وستنهيها انتي الاخرى
صافي بغضب : لا شأن لك بي .. انت رفضت اكمال الخطة لذا لا تدخل بخطوتى القادمة
هبط بكفيه بقوة على سطح الطاولة المقابلة له ليهتف بحدة
الادهم : صافي .... انتهت اللعبة بشكل نهائي ... لن تعبثي مع مريم مرة اخرى والا .....
رولا مقاطعة بغضب : وإلا ماذا ؟
صافي بتساؤل : ماذا حدث لك ؟ هل وقعت اسيراً لها انت الآخر ؟
الادهم : صافي ... مريم اصبحت تخصنى .... ومن يخصني يصبح تحت حمايتي ...... فقط تجرأي على وضع اصبع واحد عليها وستري ما سيحدث
نهض متجها لغرفته قبل ان يسمعها تضيف بوقاحة
صافي : لقد اخرجنا آسر من المنزل لذا سنبقى هنا عدة ايام حتى يعود لرشده ويطلب منا العودة مرة اخرى
الادهم بملل : جيد ما فعل ... ولا اظنه سيعيدك مرة اخرى انتى وابنتك الغبية تلك
فى صباح اليوم التالى هبطت للاسفل لتناول الافطار قبل مغادرتها للجامعة فوجدته ينتظرها بهدوء كعادته يرتشف قهوته بإستجمام ... سرعان ما انتبه لوصولها ليبتسم ابتسامة جعلتها تشك بكونه آسر ابن عمها بالفعل
آسر بإبتسامة ساحرة : صباح الخير
مريم بإرتباك : صباح الخير
آسر بنفس الابتسامة : هلى نمتى جيداً ؟
مريم بجدية : لا ... ماذا عنك ؟ ... هل نمت جيداً وانت لا تعلم اين امضت عائلتك ليلتها ؟
آسر بجدية : ومن قال انى لا اعلم
مريم بحماس : هل تعقبتهم وعلمت اين ذهبوا ؟
آسر : كنت اعنيكي انتي ؟ انتى عائلتي مريم .... وستظلين هكذا ... بل سنصبح بالمستقبل شخص واحد
مريم بتوتر : ماذا تعني بكلامك هذا ؟
تحرك من مقعده يستعد للمغادرة الى الشركة
آسر ببرود : اعنى ما فهمتيه مريم .... سنتزوج
تحركت هى الاخرى من مقعدها لتجيبه بحدة
مريم بحدة : لا اذكر موافقتي على عرضك سيد آسر
آسر بتملل : سأمهلك الوقت الكافي للاستعداد للزواج ...... لن اقيم خطبة ... سيكون عقد قران مباشرة .... همت بمقاطعته ليردف بقوة ..... لن اقبل المجادلة بهذا الموضوع .... مريم انتهى الامر .... حجتك بشأن ثقتك بي لا اساس لها من الصحة وان كنتي كذلك فعلاً فسأسعى جاهداً لكسب ثقتك مرة اخرى ولكن وانتى زوجتى تحملين اسمي
ثم تركها وغادر الى عمله فى حين كانت امارات الدهشة ترتسم على محياها قبل ان تُستبدل بإبتسامة خجولة وتعتلى وجنتيها حمرة الخجل
مريم : مابك ؟
فرح بشرود : لا شيء ... لا تهتمي واخبريني كيف حالك ؟ ماذا فعلتى مع الادهم ؟.. لم تخبريني بما حدث بالامس
مريم بتنهيد : حدث الكثيير .... اهمهم ان آسر طرد صافى ورولا من المنزل
فرح بصراخ : ماذااااا؟
اومأت مريم لتكمل
مريم : نعم هذا ما حدث بعد شجار انتهى بطردهم لى من الفيلا
فرح بغيظ : الحقيرتان .... لكن لما تشاجرتى مع تلك الساحرتان ؟ لحظة لحظة هل هذا يعني ان آسر قام بطردهم من المنزل بسبب معاملتهم لك ؟
اومأت مريم مرة اخرى لتردف بحزن
مريم : اشعر بتأنيب الضمير لما حدث .... كما انى غاضبة من آسر لفعلته تلك ... مهما فعلوا سيبقون عائلته
فرح بغيظ : اتنوين ان تفقديني عقلي.... مريم حبيبتى لقد تصدى الرجل لعائلته من اجلك .... وبرغم ذلك انا اكيدة ان آسر يعلم اين ذهبوا واين امضوا ليلتهم لذا لا تقلقي على هاتان الحقيرتان .... ثم اكملت حديثها بإبتسامة..... مريم اراهن على ان آسر يحمل مشاعر اتجاهك
حدقت بها مريم للحظات قبل ان يتحول وجهها للون الاحمر لتردف فرح
فرح بتوجس : مريم ؟ هل هناك شيء ما لم تخبريني به بعد ؟
ابتعت مريم ريقها بصعوبة لتوميء فى خجل
فرح بتهديد : مريم ؟
مريم بسرعة : لقد عرض علي الزواج
فرح بصراخ لفت انتباه جميع من بالكافتيريا : مااااذااااا ؟ وانا آخر من يعلم
مريم بتوتر : لقد حدث بالامس فقط
فرح بترقب : و بماذا اجبتيه؟
مريم : رفضت
فرح بقلق : مريم هل تخطيتي امر آسر حقاً ؟
مريم : بالطبع لا
فرح : اذاً ؟
مريم موضحة : اردت ان يسعى لينال موافقتى ...... رفضه لى سابقاً جرحنى جرح عميق ... لكنه رغم ذلك لم يسعى الي او يترجانى ... فقط فرض الامر علي وكأنه واقع لا محالة
فرح : جيد ما فعل ..... عنادك وكبرياءك سيفسدان الامر ... على الاقل هو سعى اليك بطريقته الخاصة و ان كانت بالاجبار اما انا .....
مريم بتساؤل : انتى ماذا؟ ما الامر ؟ لاحظت انك لستى بخير .... اخبريني
فرح بتعب وحزن : تعبت من اخفاء الامر ... مريم ... لقد تقدم احدهم لخطبتي ومبدئيا ... ابي وافق
مريم وقد فهمت الامر : لكن انتى لم توافقى اليس كذلك ؟
اومأت فرح لتردف مريم بهدوء
مريم : قلبك معلق بشخص اخر اليس كذلك ؟
اومأت مرة اخرى مؤكدة حديث مريم
مريم : فارس ؟
فرح بتنهيدة : تعبت من اخفاء الامر ... نعم احبه وليس مجرد اعجاب لكن الاحمق لا يشعر بما اشعر به على الاطلاق
مريم : ربما يفعل ... لكنه لا يدرك بتقدم احدهم لخطبتك ؟
فرح بدموع : لم اخبره ... ولما سأخبره ؟ ..... أتعلمين سأقبل هذا الشخص وليذهب فارس الى الجحيم
شعرت مريم بالحزن على حال صديقتها محاولة التفكير والوصول لحل لهذه المشكلة فهى تعلم جيدا مشاعر فارس نحوها لكن ..... هل هناك حل فعلاً ام ان الاوان قد فات
لكن خطرت ببالها فكرة وعزمت على تنفيذها لتستأذن فوراً من فرح وتتجه اليه ... هو وحده من يستطيع ايجاد حل لهذه المشكلة
............... : هل آسر بالداخل ؟
رفعت رنا نظراتها نحو هذا الصوت لتنقلب ملامحها من الهدوء الى الغضب وتجيب فى حدة
رنا : هو بالداخل لكنه ليس متفرغ بهذه اللحظة آنسة مريم
مريم : لا بأس فقط اخبريه انى هنا و سيكون متفرغ تماماً لمقابلتي
رنا بغضب : اخبرتك ان لديه عمل و لا استطيع مقاطعته
مريم بتكبر : اذاً لا تفعلى
قالتها لتندفع بعدها نحو باب مكتبه وتفتحه دون استئذان وتدلف الى الداخل تتبعها رنا بإعتراض على دخولها دون اخذ الاذن
كان يجلس بمكتبه يراجع بضعة اوراق خاصة بصفقة جديدة بالشركة ليجد من يقتحم الغرفة يتبعه صراخ رنا
آسر : ماذا يحدث هنا ؟ مريم ؟ ما الامر ؟ لما انتى هنا ؟
رنا : آسفة آسر لم استطع منعها من الدخول
تحركت مريم بهدوء نحو آسر حتى وصلت اليه لتقف بجانبه تكاد تلتصق به وتردف
مريم : آسر حبيبي .... اشتقت اليك و سكرتيرتك منعتنى من الدخول متحججة بعملك
حدق بها آسر بدهشة غير مصدق ما نطقت به ... هل نادته حبيبي ؟ ..... اشتاقت له ؟
فى حين طالعتها رنا بحقد وغيظ لاحظت مريم نظراتها لتهتف
مريم بلطف مصطنع : رنا عزيزتي ... انتى مدعوة لعقد قراني قريباً .... عذراً فأنا وآسر لم نحدد الموعد بعد .... حبيبي اظن الوقت مناسب الآن لتحديد الموعد
رنا بذهول : عقد قران ؟؟؟؟
اقتربت مريم من آسر اكثر لتضع يداها بيديه وتردف
مريم : نعم .. واخيراً ستتوج قصة حبنا بالزواج
لحظات حتى استوعبت رنا ما نطقت به مريم لتخرج فوراً من الغرفة وعلى وجهها إمارات الغضب و الغيظ
فور خروجها من الغرفة سحبت مريم يدها من يد آسر الذي يحدق بها بدهشة وصدمة ليردف
آسر : ماذا حدث ؟ أأنتي بخير؟
ابتسمت مريم بخجل قائلة
مريم : ما الامر ؟ أأنت منزعج من حضوري للشركة لرؤيتك؟
آسر بإهتمام : مريم اخبريني ما الامر ؟
تحركت مريم لتجلس على احدى المقاعد امام مكتبه وتردف بهدوء
مريم : أتعنى بشأن حضورى للشركة ام موافقتى على الزواج ؟
آسر : بالطبع بشأن الزواج
مريم : فى الحقيقة لم اوافق دون مقابل
تحرك آسر هو الاخر ليعود لمقعده ويسألها بجدية
آسر : مقابل ؟
اومأت هى لتكمل
مريم : عقد قراني مع عقد قران فارس و فرح
حدق بها للحظات يستوعب ما قالته للتو قبل ان يجيبها بإبتسامة واسعة وهو يعود بظهره الى الوارء ينظر لها بإنتصار قبل ان يهمس لها
آسر بسعادة : لكي هذا يا مليكتي
..........: امى اخبرتك وسأعيدها مرة اخرى ... لا اريد الخروج لمقابلته فقط اخبري ابي بموافقتي
سعاد : فرح ... تخلى عن دلالك هذا قليلاً واستمعي الي .... لا مفر من خروجك ومقابلته ... ربما لن يعجبك مظهره فيما بعد .... ماذا سنفعل حينها
فرح : امى لما تُلحين علي ؟ اخبرتك اني لا اريد لا اريد
اقتربت الام من ابنتها تمسك بمرفقها ساحبة اياها بعنف الى خارج الغرفة نحو غرفة الضيوف تفاجأت من فعلة والدتها لتجد نفسها تدلف فوراً الى داخل الغرفو دون ان تستعد نفسياً لموقف كهذا فتخفض نظرها للاسفل وتسمع والدها يدعوها للدخول ..... مازالت خافضة نظراتها تتحرك لتتخذ مقعداً بجانب والدها حتى نجحت فى الجلوس بأمان لم ترفع نظرها عن الارض قبل ان تسمع صوتاً مألوفاً يرحب بها
..............بخبث : مرحباً بالعروس
رفعت نظرها سريعاً تطالع صاحب الصوت بدهشة قبل ان تصرخ دون وعي
فرح : فارس !.....
الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا