![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi8JaH9WwcGJgE0-UwQ2tTg3trxpYe2cESlGemqshvufr1NhqQfL7mQrEwr7oY4Stxfs_aKVBwe2DT4u5C1iK4SyezpwwHDJfsHyfiXMEs8BeHkCyiIqQMOSRwuHoltGazJXu3msU_VkPgAdn9uBU86349xr_nymweyBJQ2bdHFphBdnaZSFJwukqTIkZf9/s320-rw/img_1735714349207.png)
رواية قلبي بنارها مغرم
الفصل التاسع والعشرون 29 والثلاثون 30
بقلم روز أمين
وقف يزن وهو يُلوح بتلك الأوراق عالياً وتحدث إلي الجميع بنبرة حزينة علي ما حدث له من كَسر رجولتة علي يد أقرب الناس إلية، عمة وزوجتة المَصون:
_الحجيجة كُلها موچودة إهنية
إنتفض داخل ليلي ونظرت برعب إلي يزن، وشعرت أنهُ أنّ الأوان لإزاحة السِتار وكشف الأسرار ، ولم يكُن حال فايقة وقدري ببعِدٍ عنها
قطب عِثمان جبينةُ مُستغربً،وتسائل مُستفسراً :
_فية إية الورج دي يا يزن ؟
أجاب جدة بنظرات مختنقة بالألم :
_ الورج ده فية دليل رچولتي اللي إنكسرت، وهيبتي اللي إنداست تحت الرچلين من أجرب الناس ليا يا چدي،
وأكمل بألم وصوتٍ واهن وهو يتناقل النظر بين عمة وليلي:
_ الناس اللي المفروض يُبجوا سندي وستر وغطا علي، هما اللي كانوا السبب في حرجة جلبي وكَسرِتي جدام العيلة كلياتها
نظر قاسم إلي صفا الجالسة بجانبة بإستغراب لحديث يزن الغير مفهوم بالنسبة له، تنهدت صفا بأسي وعاد كلاهُما ببصرهما من جديد إلي يزن لمتابعة إعترافاتة
إنتفض مُنتصر وهب واقفً من جلستة وتحدث بنبرة حادة:
_ متجول اللي عِنديك يا ولدي وتخلِصنا، هنجضوها حديت بالألغاز إياك ؟
تحدث يزن بنبرة حادة غاضبة:
_هجول بعلو صوتي يا أبوي، معادش للسُكات جواتي مكان
ثم نظر إلي عمة وسألةُ بإستفسار:
_ حضرتك جولت جِدامنا كلياتنا إنك روحت إنتَ ومّرتك للدَكتور اللي صفا بعتتنا لية، و وريتوا له التحاليل وهو اللي جال لكم إني عاچز عن الخِلفة ومهعرفش أخلف عيل من صُلبي واصل، مش إكدة بردك يا عمي ؟
إبتلع سائل لُعابة من شدة توترة، نظرت له فايقة وشجعتة بعيناها وحثتةُ علي الثبات، تمالك من حالِه وتحدث بنبرة مهزوزة أكدت كَذبةِ للجميع:
_ إيوة حُصل
أحال ببصرة إلي فايقة بعدما حصل منهُ علي ما يُريد، ثم سألها هي الأخري:
_ وإنتِ جولتي جِدام العيلة كلياتها في نفس الصالة دي، إن الدَكتور جال لك بالحرف الواحد إن بِتك اللي هي مّرتي صاغ سليم، حُصل يا مرت عمي ؟
أجابتة بقوة وعينان مُتسعتان ثابتتان :
_ إيوة حُصل، والدَكتور بذات نفسية اللي جال لنا إكدة،
وأكملت بتساؤل بنبرة حادة:
_ وبعدين مالك نازل فينا سؤالات لية إكدة، مهنخلِصوش منيها اللحكاية المغفلجة دي إياك ؟
وما أن إستمع لها فارس ولكَذبها حتي أنزل بصرة أرضً تحت قدماة من شدة خجلة، فهو كان شاهداً مع إبن عمة علي حديث الطبيب، وطبيب المركز أيضاً
حين هتف لها يزن بنبرة هادئة ذات مغزي أربكتها :
_ هنخِلصوا يا مّرت عمي ، إصبري أومال علي رزجك.
ثم أقترب من ليلي وسألها هي الأخري:
_ إلا جولي لي يا ليلي، لما كُنتي عتروحي للدكاترة في المركز مع أمك، كانوا عيجولوا لك إية علي حالتك ؟
إنكمشت بجلستها من شدة رُعبها وأرتبكت، وقف قاسم وجن جنونهُ بعدما فقد السيطرة علي حالة حين رأي الرُعب تملك من ملامح وجة شقيقتة، فتحدث بضيق:
_ ما بكفياك عاد يا يزن، مالك، عاملي فيها وَكِيل نيابة ونازل أسئلة في الكُل لية إكدة؟
ما لو عنديك حاچة جولها وخلِصنا ،منجصينش إحنا التوتر دي
نظرت لهُ مُتيمة حبيبها وحزنت لأجلة، وشعرت بإنقباضة داخل صدرِها لأجلة وسألت حالِها بتألم وهي تنظر له:
_معشُوق عيناي وكُليّ، كيف لك أن تتحمل ما ستستمع له آُذناك من دلائل ستؤكد لك كذب وأفتراء، بل وجريمة أهلك البشعة في حق يزن.، ذاك البرئ الذي لم يستحق ما حدث له علي أيادى الشر التي طالتة ووجهت له أبشع وصمة يوصم بها رجُل صِعيدي
في حين إبتسم يزن ساخراً علي حالة وأجابة بنبرة تهكُمية:
_المفروض إنك مُحامي وفاهم اللي هعملة زين يا متر،
وتسائل:
_ مش عيجولوا عِنديكم بردك إن من حَج المُتهم يدافع عن حالة، ويحاول يكشف برائتة من الذنب الموجة لية بكل الطُرج ؟
أمسكت صفا بإحتواء يد حبيبها الباردة وكأنها لرجُلً فقد الحياة، وذلك بعدما بدأ بإستشعار القادم بحثةِ القانوني، نظر لها فطلبت منه بعيناها الهدوء والثبات النفسي
حين تحدث عِثمان الذي فهم هو الآخر مغزي أسئلة حفيدة، وذلك لعلمةِ الشديد طبع حفيدة الجاد الذي لا يُحبذ الثرثرة ولا هي من طبعةِ من الأساس ، بل أن يزن لا يُخرج الكلمات من فمة إلا بموضعها المُناسب ، وجة حديثةُ إلي قاسم قائلاً بنبرة هادئة كهدوء ما يسبق العاصفة:
_ سيب وِلد عمك يكمل حديتة وأجعد يا قاسم
جلس بجانب حبيبتة بنبضات قلب مُتسارعة
ونظر عِثمان إلي يزن وتحدث مُشجعً علي الإستمرار:
_ كَمل يا ولدي سؤالاتك
ثم نظر إلي حفيدتة وحثها علي التحدث قائلاً بنبرة أمرة :
_وإنتِ چاوبي علي چوزك يا ليلي
إبتلعت لُعابها حين شكر يزن جدة بعيناة وعاد ببصرة إليها من جديد ونظر لها ينتظر ردها قائلاً :
_ أني سامعك يا ليلي، چاوبيني
تماسكت بعد نظرات فايقة المشجعة لها والتي تحِثها علي الإستمرار والمُضي فيما إتفقتا علية من ذي قبل، وتحدثت بنبرة واثقة حادة :
_كُل الدَكاترة اللي روحت لهم كانوا عيجولو لي إني زينة وإن اللحكاية حكاية وجت مش أكتر
نظر لداخل مقلتيها وهو يتحري الكذب من عيناها وأردف مُتسائلاً من جديد:
_ طب مفيش دَكتور منيهم جال لك هاتي چوزك وياكي لجل ما نكشفوا علية لتكون المشكلة من عِندية هو ؟
هزت رأسها سريعً وأجابت بالنفي
فأكمل هو:
_ طب والدكَتور عامر البحراوي، اللي روحتوا له أخر مرة من ياجي شهرين، جال لكم إية ؟
إرتبك قدري وكادت ان تزهق روحة من شدة رُعبة جراء تيقنةُ من موعد إنكشاف الحقائق، هتف بحدة وصوتٍ غليظ موجةً حديثةُ إلي والدة قائلاً:
_ خبر إية يا أبوي، إنت عاچبك المسخرة اللي عتحصُل دي إياك؟
جاعد تتفرچ علي حتة عيل إصغير وهو نازل فينا سؤالات كيف ما نكون مُچرمين وعيمرمط في بنتي و إنت عتتفرچ وساكت ؟
رفع عِثمان وجههُ من فوق عصاة الابنوسية العتيقة التي يستند عليها، ونظر لولدهِ بحسرة ملئت قلبة علي كبيرة الذي من المُفترض ان يكون قدوة لاشقائة وأنجالهم، "ولكن للأسف"، ليس كل ما يتمناةُ المّرء يُدركةُ
ثم وجة حديثهُ إلي ليلي وهتف بصوتٍ مهموم:
_ چاوبي علي سؤلات چوزك يا ليلي
نظرت فايقة إلي ليلي بثبات وكأن بنظرتها قد مدت إبنتها بقوة المواصلة، نظرت ليلي إلي يزن وأجابتة بقوة وثبات:
_ جال لنا نفس الكلام اللي جالة غيرة
كدابة يا ليلي، كدابة وخاينة وملكيش أمان ، خونتي الراچل اللي أمن لك واداكي ضهرة بقلب سليم، وكان چزاته طعنة غدر شوهت رچولتة جِدام العيلة كلياتها،: كانت تلك كلمات حزينة قالها يزن بنظرة يأس وجهها إلي ليلي
وأكمل متألمً:
_ وكل ده ليه؟ لجل ما تطلعي إنتِ صاغ سليم جِدام الكِل،
وأكمل بسخط:
_ ملعون أبو كذبك علي أبو عجلي الغبي اللي صدج واحدة مشوة ومريضة زيك
وقفت فايقة وتحدثت بكل صوتها قائلة بتبجُح:
_ إحفظ أدبك وإنتَ بتتحدت وّيا بت قدري النُعماني،
ورمقت قاسم وفارس الصامتان بنظرات نارية وتحدثت:
_وإذا كانوا إخواتها الرچالة سامعين وشايفين بعنيهم أختهم وهي عم تتهان وساكتين ، فأني مهسكتش واصل
صاحت رسمية بنبرة حادة بعدما بدأت بإسترداد عافيتها:
_ إكتمي نفسك يا مّرة وآجعدي مكانك وإنتِ كيف المركوب، عتعلي صوتك في حضور الحاچ والرچالة يا واكلة ناسك ؟
اجابتها بنبرة مُنكسرة لكسب تعاطف الجميع:
_ لا عِشت ولا كُنت لو كُنت جاصدة إكدة يا عمة، أني كُل اللي بعملة إني بدافع عن بِتي اللي كِلياتكم شاهدين علي إهانِتها من يزن وساكتين
رد عليها يزن بتساؤل حاد:
_ إهانة؟
هي فين الإهانة دِي لا سمح الله يا مّرت عمي ؟
أجابتة بنبرة تبجُحية:
_وإنتَ لما تجولها كذابة وخاينة يُبجا إية يا سى يزن ؟
كالأسد الجريح نظر لها وتحدث بنبرة غاضبة :
_ أبجا بوصفها يا مرت عمي، يااللي المفروض أني كيفي كيف ولدك، ومع ذلك جبلتي يتجال عليا إني معيوب ومنيش راچل ومهجيبش عيال
إبتلعت لُعابها، حين حزن زيدان علي إبن شقيقةُ الجريح، أما مُنتصر فهتف بنبرة غاضبة :
_ جول اللي عنديك من غير تزويج للحديت يا ولدي الله يرضي عليك
وكأن بكلماتة قد أعطي الضوء الأخضر لولدة، فأخرج من جيب جلبابة هاتفةُ الحديث وتحدث بقوة وثبات وهو يبحث داخل هاتفة:
_ أني معتكلمش يا أبوي، أني عسمعكم بودانكم اللي عرفتة وخلاني إتوكدت إني متچوز الشيطان بذاتة
حسرة كبيرة ملئت قلوب كُل الحاضرين، ضغط يزن زِر الهاتف وصمت الجميع لينصتوا بتمعن لصوت الطبيب المصري التي أرسلتهم إليه صفا
صوت الطبيب المُسجل من قبل يزن دون عِلم الطبيب :
_ أهلاً وسهلاً بيكم ، إتفضلوا.
صدح صوت يزن وهو يسألة ويُعطية الملف الخاص بالتحاليل :
_ أني چبت لحضرتك التحاليل الخاصة بيا
قطب الطبيب وتسائل مُستفسراً:
_ أومال فين التحاليل الخاصة بمدام حضرتك ؟
أجابةُ يزن:
_ هچيبها لحضرتك في وجت تاني، المهم دلوك تطمني علي التحاليل بتاعتي، أني عِملتها في مكان تاني غير اللي حضرتك بعتنا لية.
نظر الطبيب لإسم المعمل وأشاد به ثم إطلع علي النتائج وتحدث بنبرة هادئة:
_ التحاليل بتاعتك ممتازة ومفيش فيها ما يمنعك من الإنجاب نهائي
إستمع الجميع إلي صوت فارس الواضح بالتسجيل وهو يقول:
_ حضرتك مُتأكد من النتيجة دي يا دَكتور ؟
أجابةُ الطبيب بنبرة حادة:
_ تقصد إية بكلامك ده يا أستاذ ؟
هتف يزن سريعً وأجاب الطبيب بعدما إستشف حنقةُ جراء حديث فارس:
_ فارس ميجصُدش اللي حضرتك فهمتة يا باشا، أصل التحاليل اللي عِملناها جبل سابج جالت إني عقيم ومهعرفش أخلف واصل
ضيق الطبيب عيناها وهتف قائلاً:
_ إزاي ده، التحاليل اللي قُدامي بتقول إن حضرتك معندكش أي موانع تمنع الإنجاب
أغلق يزن التسجيل ونظر إلي فايقة وليلي وقدري،إبتسم ساخراً حين وجد وجوههم شاحبة كشحوب الموتي
تنفس مُنتصر براحة وحمد ربهِ داخل سِرة في حين وقفت نجاة وجرت علي صغيرها واحتضنتة بعيون مُتسعة من شدة سعادتِها وتحدثت:
_ أني كُنت متوكدة إنك سيد الرِچال وأسد كيفك كيف أبوك
وحولت بصرها إلي فايقة ورمقتها بنظرات مُحرقة
أما فايقة التي أصّرت علي إستكمال مُخطتها الحقير والإستمرار في مُسلسل الكذب وتحدثت بنبرة صارمة:
_أني بردك مفهماش، إحنا دخلنا إية في اللحكاية دي يا يزن
إتسعت عيناة من شدة ذهولة من بجاحتها، تحدث مُنتصر إليها بنبرة غاضبة :
_ يعني إية دخلك إية في الموضوع يا مرت أخوى؟
وهو مين اللي كان چاب لنا التحاليل المغفلجة دي وبلانا بيها وخلانا نعيش سبوعين سود ؟
وقف قدري ورمق مُنتصر وتحدث إليه بحدة وصوتٍ غليظ :
_ وإنتَ چاي تسألنا إحنا لية، ماتروح تسأل المعمل
سألتة رسمية بنبرة حادة متهكمة :
_ والمعمل مالة يا زين الرچال
أجابتها تلك المُتجبرة بعينان ثابتتان تحت إرتعاب جَسد ليلي:
_ أكيد التحاليل إتلغبطت بالغلط چوة المعمل يا عمة
سألها يزن بتشكيك:
_ وتحاليل ليلي هي كُمان إتبدلت يا مّرت عمي ؟
سألتةُ فايقة مُستغربة بتصنُع يُخبئ ورائةُ إرتعاب بداخلها ظهر بمقلتيها ورأةُ يزن :
_ وإية اللي دخل تحاليل ليلي في الحديت دي؟
نظر لها وشبح إبتسامة شامتة ظهرت فوق ثغرة وذلك لبداية سقوط قناع القوة التي ترتدية، وتحدث :
_ دلوك هعرفك دخلها إية
مد كف يده داخل جيب جلبابة وأخرج إحدي الروشتات الخاصة بحكيم المركز تحت إستغراب الجميع، ذهب إلي المقعد التي تنكمش داخلة ليلي بقلبٍ ينتفضُ رُعبً وجسدٍ مُرتجف خشيةً فضح خطتهم البشعة،
رمقها يزن بنظرة كصقرٍ غاضب، تمالك من حالِه بصعوبة كي لا ينقض عليها ويفترسها ، رفع تلك الروشتة أمام عيناها وسألها:
_ الروشتة دي بتاعت دكتور المركز اللي كُنتي عتروحي له، ودي الدوا اللي كان كاتبهُ لك صُح يا ليلي ؟
إبتلعت لُعابها رُعبً ولم تجد للهروب سبيلاً ولا مفر من كشف المستور ،فاستسلمت وأجابتة بنبرة مُرتبكة:
_ صُح
هز رأسه بيأسٍ وأسف ، كَم كان يتمني نفيها وعدم معرفتها بالأمر برُمتة، ولكن تحطمت أمالة، ثم تحرك إلي قاسم الذي نظر لهُ مُستغربً وتحدث يزن :
_ خد الروشتة دي يا قاسم واتصل بالدَكتور وأفتح الإسبيكر لجل ما الكِل يسمع ويكون الحديت علي عينك يا تاچر
نظر قاسم للورقة التي بيدة بتردُد لاحظةُ الجميع، وضل ناظراً بها حتي إستفاقَ علي صوت جدةِ الصارم وكأنةُ يأمرة وذلك بعد عِِلمة بمغزي ما يقوم به يزن :
_ خد الورجة من إبن عمك وإتصل وناولني التَلفون يا قاسم
شعرت تلك العاشقة بإنقباضة شديدة بقلبِها لأجل كَم الأذي الذي يتعرض إلية معشوق عيناها، إنتفضت فايقة بجلستِها وبدأ صدرها يعلو ويهبط، وتيقنت أنها النهاية، أما قدري فأرتبك وابتلع لُعابة، بسط ذراعةُ وتناول الروشتة من يزن ثم أخرج هاتفةُ وضغط زر الإتصال وفتح مُكبر الصوت ليصل إلي مسامع الجميع، إنتظر الرد،
إستمع الجميع لصوت الطبيب الذي صدح من خلال السماعة قائلاً :
_ السلام عليكم
أخذ قاسم نفسً عالياً ثم زفرة ليستعيد توازنة وتحدث مُتسائلاً :
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، دِكتور شريف السلاب معايا ؟
أجابةُ الطبيب بإيماء،وتحدث قاسم بنبرة قلقة:
_ الحاچ عِتمان النُعماني كبير نچع النُعمانية رايد يتحدت وياك في موضوع
قطع يزن طريقةُ وهو يتحرك إلي جلوس جدة، وأمسك الهاتف من يدة وتحدث إلي الطبيب نبرة هادئة:
_ أني يزن النُعماني اللي چيت لحضرتك وَيّا فارس وِلد عمي يا دكتور، چدي معاك وياريت تحكي له علي كُل اللي حكيتهُ لنا
ثم سلم الهاتف إلي جدة بعدما وعدةُ الطبيب بقول كلمة الحق
تحدث عِثمان إلي الطبيب بعدما عرفةُ علي حالة:
_ عاوزك تجولي علي كُل اللي حُصل من وجت ما حفيدتي چت لعِندك هي والسِت والدتها
وأكمل بنبرة تأكيدية:
_وخلي بالك من كُل كِلمة هتجولها يا دَكتور، لأن دي أمانة وهتتحاسب عليها جِدام رب العالمين يوم الجيامة
تنهد الطبيب وتحدث مُفسراً موقفة:
_ الباشمُهندس يزن فهمني الوضع وشرح لي الموضوع يا حاج، ومع إحترامى لشخص حضرتك الكريم، لكن لولا إني شُفت بعيني التحاليل المزورة اللي ورهالي وعرفت إن الموضوع فية تلاعُب وضرر نفسي ومعنوي واقع علية،
وأكمل مُبرراً:
_ماكُنتش أفشيت سر مريضة عندي وخونت مهنتي مهما كان مين اللي بيكلمني، وكلامي طبعاً مايقللش من قيمة سيادتك عندي .
تنهد عِثمان وتحدث بنبرة شاكرة:
_ وأني شاكر أفضالك يا دكتور، ويكون في معلومك، الحاچ عِثمان النُعماني مهينساش اللي بيُجف وياة واصل
أجابةُ الطبيب بنفسٍ عفيفة وضمير حي نال بهِ إستحسان عِثمان والمُعظم من الجالسون :
_وأنا بعمل الموضوع ده لوجة الله يا أفندم، ومش مستني أي مُقابل غير من ربنا سبحانة وتعالي
وبدأ بقص ما دار بينهُ وبين ليلي خلال زياراتها إلية بصُحبة والدتها علي مدار العامان والنِصف
وأردف قائلاً بإستكمال تحت إرتجاف جسدي فايقة وليلي :
_ ومن حوالي عشر شهور، جت لي مدام ليلي هي ومامتها في زيارة طبية بعد إنقطاع عن العيادة دام لأكتر من ست شهور، وكانت وقتها بتعاني من مغص مُتكرر في منطقة الرَحِم ،
طلبت منها تعمل تحاليل جديدة ، لكن إنصدمت لما شفت نتيجة التحاليل اللي بينت لي إن الحالة سائت جداً وإن حالة البويضات أصبحت في خطر كبير، ولما سألتهم عن سبب التراجُع الكبير اللي حصل ده انكروا، لكن انا ضغطت عليهم وطلبت منهم يصارحوني علشان أعرف أساس المُشكلة واقدر أساعدهم،
وقتها بس مامتها إعترفت إنها بتوديها لدجالين علشان يساعدوها في حل مُشكلة الحمل، والمصيبة إنها قالت لي إنها كل إسبوع بتوديها لدجال مختلف وكل واحد منهم بيديها مشروبات غريبة ومُضرة طبعاً، وده كُلة غير الأدوية اللي كانت بتاخدها من الدكاترة اللي بردوا متنوعين
وأكمل بأسي:
_ للأسف، مامت مدام ليلي كانت مُتسرعة وغير حكيمة بالمرة في تفكيرها،و إنها عاوزة حمل بنتها يتم بسرعة كبيرة،
وأكمل:
_أنا وقتها طبعاً نصحتها وحذرتها من خطورة اللي بتعملة ده، و طلبت منها توقف كل زيارتها للاطباء والدجالين الكتير أوي دول وتتابع معايا علشان أحاول ألحق أخر أمل لبنتها
وأكمل بنبرة آسفه:
_ لكن للاسف، والدتها ضربت بكلامي كُلة عرض الحائط وبطلت تيجي عندي العيادة،
وأسترسل حديثهُ:
_ ومن شهرين بالظبط، لقيتها جاية وفرحانة جداً وبتقول لي إنها شاكة إن بنتها حامل في شهرين ، لكن بعد الكشف والتحاليل اللي عملناها تاني أكدت إن مدام ليلي ضيعت أخر أمل ليها وإن الجرايم اللي والدتها عملتها فيها عملت لها لغبطة في الهرمونات وإتسببت لها في عُقم، للأسف، مدام ليلي من مستحيل تبقا أم
صدمة ألجمت الجميع وشلت حواسهم، حتي عثمان ،لم تكتمل فرحتة بيزن وأنكسر من جديد لأجل مّصاب حفيدتة الجلل، وقف قدري وتحرك إلي مجلس أبية وتحدث للطبيب بنبرة غاضبة :
_ إنتَ راچل كداب وشكلك إكدة جبضت تمن الهلفطة اللي عتفتري بيها علي بِتي دي
صدح صوت الطبيب من الهاتف وتحدث بنبرة صارمة:
_ بيني وبينك ربنا والمعمل اللي المدام هتعيد فية التحاليل من جديد ، ولو أنا فعلاً كذاب خلي مدام ليلي أو مامتها يكذبوني أنا والممرضة بتاعتي ومعمل التحاليل اللي مدام ليلي كانت بتجري فية التحاليل دائماً، والصيدلي اللي قدام عيادتي اللي كانت المدام بتصرف منة الأدوية في كل زيارة
كانت تستمع لكلمات الطبيب المُميتة لأي آُنثي بقلبٍ يتمزج وعينان تزرِفُ منهما الدموع بألم وغزارة، وكأن الموقف برُمتِة أعاد إلي أذهانِها روايتها المؤلمة، شعر بإنتفاضة جسدِها جراء البكاء حبيبُ صِباها ونضوجها، إنةُ زيدان الذي أمسك يد معشوقتة وضغط عليها بإحتواء وكأنهُ يُخبرها أنهُ دائماً بجوارها،شاعراً بها ومُضمضً لجراحها التي تؤلمة كألمها
نظرت إلية بمقلتيها الدامعتان حُزنً علي تلك الليلي برغم أنها لا تستحِق
نظر قاسم والجميع إلي ليلي وفايقة اللتان كادت روحهما أن تُزهق من شدة رُعبهما، حينها تأكد عِثمان من صحة حديث الطبيب وأغلق معةُ بعد أن شكرةُ
ثم تحدث إلي قدري وهتف بنبرة حادة بعدما رمقةُ بنظرة نارية:
_ ريح رچليك من وجفتك اللي كيف جلتها دي وروح إجعُد چار مّرتك وبِتك يا قدري
إرتبك بوقفتة وتحرك بخزيٍ وجلس بجوارهم
في حين هتف مُنتصر بنبرة غاضبة وهيئة ثائرة :
_ يعني العيب طِلع من بِتك وچاية تلبسيها لولدي يا أم قاسم ؟
واكمل بنظرة مُشمئزة:
_ يا عيب الشوم عليكِ يا بِت عمي
وهتفت رسمية موجة حديثها إلي فايقة بنبرة غاضبة وقلبٍ يتمزق لأجل حفيدتِها :
_ ضيعتي بِتك بچهلك وجلة عجلك يا مّرة يا خرفانة، ربنا ينتجم منك يا بعيدة
صاحت نجاة بنبرة حادة:
_ ويا ريتها خدت عِبرة من اللي حُصل لبِتها بإديها يا مرت عمي، إلا راحت وزورت الورجات وإتبلت هي وبِتها وچوزها علي ولدي سيد الرچالة
وقف قاسم وتحرك إلي أبية ووالدتة وتسائل بذهول:
_ صحيح الكلام اللي عم يتجال دي ؟
لم يتلقي ردً من كلاهُما، بل ضل صامتان ينظران في اللاشئ بوجةٍ مُحتقن بحُمرة الغضب وليس الخجل، وليلي التي تانُ وتبكي بإنهيار وتنظر خجلاً ورُعبً إلي يزن الواقف ينظر إليها بجمود وحِقد
فصرخ بأبية قائلاً :
_ رُد يا أبوي وكذب الكُل وجول لهُم إن كُل دي محصلش وإنة مُچرد سوء تفاهم
ثم حول بصرة إلي والدتة وهتف بنبرة مُتألمة ذُبحت بها متيمتةُ العاشقة :
_ إنطجي يا أماي، دافعي عن حالك وعن ليلي وإنفي التُهم البشعة دي عنيكم
رفعت بصرِها إلية وتحدثت بنبرة قوية غير مبالية لما فعلت من جريمة شنعاء :
_ أني أم يا قاسم، وكنت بحمي بِتي وبحاجي عليها وبحمي بيتها من الخراب
نزلت كلماتها علي قلبة دمرتة، حالة من الهرج والمرج أصابت الجميع، وعلت الأصوات اللائمة لتلك المُتبجحة ذات الوجة المكشوف الذي لا يعرف الحياء مُطلقً ، اخرج الجميع من حالة الغليان صوت عصا عِثمان التي دبت بقوة علي الأرض وصوتهِ الهادر الغاضب حين تحدث:
_ بكفياكم يا ولاد النُعماني، معايزش أسمع صوت حد فيكم واصل
ونظر إلي فايقة وتحدث:
_ يعني إنتِ بتعترفي إنك زورتي الفحوصات بتاعت يزن ؟
رد قدري مُدافعً عن حبيبته الذي لم يعشق سواها:
_ إحنا مزورناش حاچة يا أبوي وتجدر تروح المعمل وتسأل فية وتتوكد بنفسك
صاح عِثمان قائلاً بنبرة غاضبة:
_إسكت ساكت يا خِلفة الشوم والندامة، حسابك لساتة چاي يا جدري الشوم يا دلدول المّرة
تنفست فايقة وتحدثت بنبرة واثقة أجادت صُنعِها وذلك لتاكُدها أن طبيب المعمل لم ولن يفصح عن ما تم بينهما من إتفاق دنئ مهما حدث، وذلك لأمانة قبلً منهُما :
_ كيف ما جالك قدري يا عمي، نتيچة الفحوصات إحنا ملناش يد فيها، وتجدر حضرتك تتوكد من إكدة
نظر لها بنظرة تشكيكية وسألها:
_وحكيم المركز، عيكدب ولا عيجول الحج يا فايقة؟
تنهدت بأسي وتفوهت بالحق وذلك بعد أن تأكدت أن لا فائدة من الإنكار، بل أنهُ سيفقدها الكثير والكثير:
_ الدكتور جال الحجيجة يا عمي
وأكملت بدموع مُصطنعة :
_بس لازمن تعرفوا أسبابي اللول جبل ما تحكموا عليا وعلي بِتي
ويا تري إية هي بجا أسبابك اللي خلتك تِكسريني وتخليني معارفش أرفع عيني ولا اجيم رجبتي جِدام حد؟
كان هذا سؤال يزن الغاضب لها
أجابتة بنبرة ضعيفة ودموع مُصطنعة كي تستدعي تعاطفة معها:
_ كُنت خايفة علي بِتي من كلام وشماتت الناس يا ولدي، إنت محدش شمت فيك، بالعكس، كلياتهم زعلوا عليك ووجفوا معاك لانهم عيحبوك ، لكن أني وبِتي الشماتة كانت هتبجا عيني عينك
تحدثت ورد من بين دموعها المُنهمرة:
_ في حد عاجل يشمت في إبتلاء ربنا ورحمتة لينا، ونشمتوا كيف في بِتنا اللي وجعها بيوجعنا
إستشاط داخل فايقة عندما إستفاقت من تيهتها وشعرت بوجود غريمتها اللدود وزيدان الجالس يترقب للجميع بصمت، وتحدثت بطريقة مريضة كي تذبح روحها، غير واعية ولا مُبالية أن إبنتها أصبحت داخل وضع أكثر صعوبة :
_ عتجولي إكدة لأنك معيوبة ومحساش كيف بيكون حديت الناس.
نزلت كلماتها الموجعة الخالية من الشعور والإنسانية علي قلب تلك الوردة الصافية أحرقتة ، إستشاطت صفا لأجل والدتها وكادت أن ترد، لكن نظرات والدها التحذيرية لها كانت كفيلة بأن تكظم غيظها بداخِلها وتصمت لتري
نظر قاسم إلي والدتة بأسي علي حالها الذي أصبح لا يُطاق،
هتف زيدان بنبرة غاضبة شرسة وكأنهُ تحول:
_ إحفظي لسانك وإتحدتي زين يا فايقة
وأكمل بكبرياء:
_أم الدَكتورة صفا النُعماني اللي النچع كلياتة بيحكي ويتحاكي عليها مهياش معيوبة،
وأكمل بإهانة:
_ المعيوب هو اللي الناس مسلماش من لسانة العِفش وتخطيتة الشيطاني
صاح يزن بنبرة غاضبة بعدما جن جنونة وكأنةُ تحول إلي غول بفعل تلك التي فاقت الشيطان بتخطيتة :
_ حضرتك عتفضل ساكت وسايب جلبي جايد نار كتير إكدة يا چَدي؟
مهتخدليش حج كسرت نِفسي إياك ؟
تنهد الجد الذي يجلس بأسي والألم والحسرة تملئ قلبة علي حال عائلتة، ثم تحدث بنبرة جادة:
_ شوف إية اللي يرضيك يا يزن وأني هعملهولك
رمق ليلي بنظرات نارية وتحدث بقوة:
_ الطلاج، الطلاج هو اللي هيبرد جلبي ويطفي ناري الشاعلة
وقفت ليلي وجرت علية وتحدثت بدموع عيناها:
_ يبجا بتحكم عليا بالموت يا يزن، أني مهجدرش أعيش من غيرك يا حبيبي، هموت لو فُوتني يا يزن
رمقها بإشمئزاز وتحدث عِثمان بنبرة غاضبة:
_ ولما أنتِ عتحبية إكدة يا واكلة ناسك ، كيف طاوعك جلبك ومشيتي كيف العامية ورا الخرفانة أمك وتخطيتها الي كيف تخطيط الأبلسة،
وسألها بحدة:
_ كيف كُنتِ بتنامي وعينك عتغفل چار چوزك وإنتِ دابحة روحة وشيفاه وهو عم يدبل چدام عنيكِ، جلبك مكانش بيتوجع علية ؟
أجابت جدها بدموع :
_ اني عِملت اللي عِملتة دي لجل ما أحافظ علية
أردف يزن بغضب مُتلاشياً حديث تلك الخائنة :
_ أني مهجدرش أعيش مع واحدة خاينة وكدابة يا چدي، كيف هأمن لها من تاني واني نايم چارها
حالة جديدة من الهرج والمرج أصابت الجميع، في حين أصدر عثمان عدة قرارات بنبرة صارمة بعدما اخرس الجميع:
_ يزن هيتچوز من اللي يشاور عليها ويختارها بنفسة لجل ما يخلف منيها ويبجا له عزوة
إشتعل داخل ليلي وجن جنونها، قاطع يزن جدة بإصرار :
_ الطلاج يتم جبل كُل شئ يا چدي، مهعيشش أني وياها يوم واحد
اجابة عثمان بنبرة صارمة:
_ إنتَ عارف زين إن جانون العيلة مفهوش كلمة الطلاج دي يا يزن، ده غير إن بِت عمك خلاص، معادش نافع لها چواز تاني
إشتعل داخل فايقة خشيةً شماتت الحاضرين بها
غضب يزن وعارض جده لكنة بالأخير إستسلم لتعصب عثمان وإصرارة علي ثبات موقفة، وصمت وجلس لمشاهدة ما تبقي من قرارات جدة بعدما اخبر الجميع أنه سيهجرها بالفراش ولن يعتبرها زوجة له من اليوم ، تم ذلك تحت جنون ليلي ورفضها لزواج يزن عليها وهجرها له، ولكن اخرصها غضب عِثمان
أكمل عِثمان وهو ينظر بألم لذلك المُنكمش على حالة خشيةً غضبة أبيةِ:
_ وإنتِ يا كبيري يا أول فرحتي، يا اللي المفروض تكون جدوة لباجي عيلتك، بدل ما تحاجي علي وِلد أخوك وتاخدة تحت چناحك وتعتبرة واحد من عيالك، تجوم تتأمر علية وّيا الحرباية مّرتك وتِكسرة جدام العيلة كلياتها
إبتلع لُعابة وحُزنٍ عميق أصاب قلبي زيدان ومُنتصر ورسمية والجميع، أما قاسم وفارس فشعرا بخزيٍ وعار من قدوتهما السيئة
تنفس عِثمان عالياً ثم أكمل:
_ إنتَ إتفجت علي وِلد أخوك ورضيت بذُلة وكسرت عينة جِدام الكِل،
وأكمل بنبرة صارمة:
_ من اليوم مليكش مكان في داري لا إنتَ ولا الجادرة اللي مصانتش عيشنا وملحنا اللي كلته ويانا
إنشق قلب رسمية لنصفين،وصُدم قاسم وفارس الواقفان صامتان والغزي والعار يشملهما، وإتسعت عيناي قدري وتحدث بنبرة مُرتعبة:
_ هروح فين أني ومرتي يا أبوي، عاوز تطوحني برات البيت وتضحك الخلج عليا بعد العُمر دي كلياتة ؟
صاح عِثمان بنبرة غاضبة:
_تروح في ستين داهية إنتَ والملعونة اللي ماشي وراها كيف الدلدول
وأكمل أمراً بنبرة غاضبة:
_ بكرة الصُبح ملجيش خِلجتك في الدوار لا أنتَ ولا وش الخراب اللي چارك دي، مفهوم
تحرك زيدان سريعً إلي والده وأردف قائلاً بنبرة مُترجية:
_ بلاش يا أبوي، متخليش أخوي يدوج الذُل والمرار والمهانة اللي دوجتهم وعشت فيهم سنين أني ومّرتي وبِتي
نزلت كلماتة علي قلب والدهُ حطمتة،ونظر قدري إلي زيدان بإستغراب وذهول من موقفة المساند له رغم أنهُ كان أول الداعمين لقرار عِثمان لنفي زيدان خارج منزل العائلة، شعر بخزيٍ من حالة وتحركت رسمية ومُنتصر ليدعما زيدان بقرارة
في حين تحدث يزن بنبرة قوية :
_أني اللي إتغدر بيا وإطعنت في ضهري يا چدي، ومهسامحش في حجي ليوم الدين، وبرغم إكدة، أني مموافجش علي نفي عمي برات الدوار،
وأكمل وهو يترجي جدة:
_ بكفياك جرارات ترچع تندم عليها كيف سابج،
وأكملت رسمية بدموع مُترجية:
_ مبجاش في العُمر كتير لجل ما نجضية في الحُزن والفراج يا عِثمان
نظر للجميع وشعر بغصة داخل صدرة، شعر بحُزن لما أوصل أولادة وأحفادة من ألام وأحزان بفضل قراراتة التي لم تكن منصفة للبعض
تحدث وهو يتحرك لداخل حُجرتة بنبرة واهنة:
_ إعملوا اللي يلد عليكم ، بس من إنهاردة قدري ومرتة مهيجعدوش وياي علي سُفرة واحده ولا هتلمنا جعدة بعد إكدة
تنفس قدري وشعرت فايقة بالإنتصار المُزيف من انها مازالت بالمنزل ولم تُنفي كورد وزيدان في السابق
___________________
تحرك قاسم سريعً إلي الخارج بوجةٍ مُحتقن بالغضب، وتحركت خلفة صفا التي باتت تُنادية بصياح ولكنهُ لم يلبي نداها وتحرك سريعً إلي سيارتة ووضع بها مفتاحة، وقبل ان يستقلها امسكتة تلك العاشقة حبيبت زوجها من ساعدية وتحدثت بدموع:
_ رايح فين يا حبيبي.
أجابها وهو يواليها ظهرة لعدم قدرتة علي النظر داخل عيناها:
_ إطلعي علي شُجتك يا صفا، وأني هتمشي شوي بالعربية وأرچع طوالي
إحتضنتة من الخلف وتحدثت بنبرة حنون:
_ مهفوتاكش لحالك وإنتَ إكدة يا قاسم ، رِچلي علي رِچلك منين ماتروح
زفر بضيق وصاح بها عالياً وذلك لشعورةُ بالخزي من حالة ومنها :
_ مهتسمعيش الكلام لية يا بِت الناس، جولت لك فوتيني لحالي، معايزش أجعد مع حد أني
زادت من ضمتها له وتحدثت بإصرار:
_ مهفوتاكش حتي لو فيها موتي
إستدار لها سريعً وتسائل مُتلهفً بعيون مُرتعبة:
_ صُح مهتفوتنيش يا صفا؟
إبتسمت بخفة ونظرت لعيناة بولة وتحدثت:
_ افوتك كيف وإنتَ النور اللي عشوف بيه يا ضي عين صفا
تنفس وضمها إلية بقوة وبات يُشدد من ضمتها وهو مغمض العينان بتألم
بعد مرور أكثر من الساعتان
، كانت تتحرك بجانبة بين أشجار ثمار الفاكهة مُمسكة بكف يدة مُشددة علية بحُب، وهو يتحرك بجانبها بألم لم يشعر به من ذي قَبل، لم يكن حزين لأجل ماحدث قدر حُزنة وخزية من حالة وما فعل بحبيبتة الغالية، وعمة الذي وقف بظهر أبية رغم معرفتة وعِلمهِ بمّدي حقدة علية، وهل سيتحمل قلب جدة ضربة قاضية أخري مثل تلك الفعلةِ الشنيعة التي فعلها بحق من أهدتة الحياة، يا لهُ من شعور مُميت وهو يري عشق وتمسُك تلك البريئة به وهو الي يطعنها بظهرها طعنة غدر قاضية
بعد مرور أكثر من ساعتان قضاها كلاهما بالمشي كُلً بجانب الآخر يداً بيد ، أخرجةُ من شدة رُعبة تلك التي رفعت كف يده وقربتة من فمها وقبلتة بحنان وسألتة بنبرة هادئة:
_ لساتك متعبتش من المشي؟
أخذ نفسً عميقً ثم أخرجةُ وأجابها بنبرة مُهمومة:
_ مجادِرش أروح البيت وأشوف حد جِدامي يا صفا، حاسس حالي مخنوج وروحي عم تطلع من چسدي.
تحدثت بنبرة حنون :
_ سلامتك من الخنجة يا ضي عيني، طب إية رأيك ننام الليلة في الإستراحة بتاعت الچنينة
نظر لها وسألها:
_ هتبات معاي إهنية؟
إبتسمت وأجابتة:
_ هبات معاك في أي مكان تكون فية، أهم حاچة متفارجش حُضني ولا تبعد عني
تحرك كلاهما للإستراحة وتمددا فوق التخت، وسحبها هو لداخل أحضانة، تحدثت بتردد وخجل:
_ قاسم، أني مش عيزاك تتأثر باللي حُصل...
لم تُكمل جُملتها لمقاطعتةُ الحادة:
_ معايزش أتكلم في اللي حُصل يا صفا
تنهدت بأسي لحالة الحُزن والخزي التي أصابتة وتملكت منه، شددت من إحتضانها له، مال علي جبينها وقبلهُ بحنان وبعد مُدة غفت داخل أحضانة أما هو فظل مُتيقظ ومشدداً عليها داخل أحضانة وكأنةُ يخشي رحيلها عن أحضانة
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
ظهر اليوم التالي
ذهب يزن إلي المشفي كي يبحث عن أمل ليُخبرها بأنهُ أعاد الفحص وتأكد من أنهُ قادر علي الإنجاب بمنتهي السهولة ، وأن رجولتة كاملة وليست منتقصة علي حسب فهمة، فمُنذُ أن رأي والدتة تخرج من مكتبها وعلم أنها أصبحت علي دراية بعجزةِ والنار تنهش داخل صدرة، وبات شُغلةُ الشاغل أن يُثبت لها أنة بكامل رجُولتة
وجد باب مكتبها مفتوح، نظر علي موضع جلوسها وجدةُ خالياً طرق فوق الباب عدة طرقات ليتأكد لم يصلة رداً، دار ببصرة علي الشزلونج ليري ما إن كانت تفحص أحد مرضاها، وحينها تأكد خلو الغُرفة تمامً،
وما أن هَم بالذهاب ليبحث عنها حتي وجدها تُقابلة وهي تحمل قدحً من شراب القهوة، نظرت إلية بإستغراب وتسائلت:
_ خير يا باشمهندس؟
تحمحم وتحدث بنبرة هادئة:
_ كُنت عاوز أتكلم وياكِ في موضوع إكدة
ضيقت عيناها بإستغراب وتحدثت وهي تُشير إلية لداخل المكتب:
_ إتفضل
وتحركت أمامة وجلست فوق مقعدها بعدما وضعت قدح قهوتِها فوق سطح المكتب وسألتة :
_ تحب أطلب لك قهوة ؟
هز رأسة بنفي ثم سألها بعدما أثارةُ الفضول:
_ هو أنتِ لية لما بتحتاچي حاچة من الكافيتريا بتروحي بنفسك تچبيها؟
معتطلبيش لية اللي عوزاة من العُمال؟
تنهدت وأجابتة بوجةٍ ونبرة صوت يشُعان طاقة وتواضع:
_ مابحبش أتعب ولا أتسبب لأي حد في مشقة وتعب، وبعدين أنا بحب أعمل كُل حاچة بنفسي وبحب اتحرك كتير علشان أنشط الدورة الدموية بإستمرار
نظر لها بإحترام وأعُجب بأدميتها وحُسن معاملتها للآخر، في حين أكملت هي بنبرة جادة:
_ ما قولتليش، حضرتك كُنت عاوزني في إية ؟
تحمحم ونظر لها وهو يرفع قامتة بكبرياء رجُل إستعاد كرامتة بعدما هُدرت ودُهست تحت أقدام الجميع وأردف قائلاً :
_ أني روحت عيدت التحاليل في مصر
نظرت لهُ بلهفة إستغربها هو وتسائلت:
_ طمني، التحاليل كانت غلط زي ما أنا توقعت؟
رفع قامتة لأعلي وتحدث بكبرباء كطاووس ينفش ريشةُ :
_ طبعاً غلط، التحاليل طلعت متبدلة في المعمل وأني طلعت صاغ سليم وراچل من ضهر راچل
نظرت لهُ مستغربة حديثةُ الرجعي وتحدث بنبرة حادّة:
_ علي فكرة يا باشمهندس، قُدرة الراجل علي الإنجاب مهياش دليل علي رجولتة الكاملة، ولا عدم قدرتة عليها ينقص منها حاجة، رجولة الراجل بتكتمل بأخلاقة ومبادئة وتنفيذة للوعود
وأكملت بيقين:
_ وبعدين دي مشيئة ربنا لعبادُة المُخيرين ، وأكيد لية حكمة في كدة وهو وحدة اللي يعلمها
شعر بالحرج من حالة وبضألة تفكيرةُ العقيم أمام تلك المتسامحة مع الحياة والمؤمنة بالقدر وبحكمة الله
وتحدث مُفسراً لها الوضع:
_ أني عارف كُل اللي جولتية دي ،
وأكمل بنبرة مُتألمة وهو ينظر إليها بعيناة التي ملأها الحُزن:
_ إنتِ بس عتجولي إكدة إكمنك معرِفاش عوايدنا، موضوع الخِلفة بالنسبة للراچل الصَعيدي واعر جوي يا دَكتورة، دي فية دبح لكرامتة وهيبتة جِدام مّرتة وكُل اللي حوالية ، ومهما حاولت أشرح لك مهتفهميش الإحساس والمهانة اللي حسيت بيها وجت ما سمعت الخبر الشوم دِه
كانت تستمع إلية بتمعن وإنصات، شعرت بأنها تُريد إطالة جلستة والإستماع إلية، سألتة بنبرة حزينة:
_ ممكن أسألك سؤال، بس طبعاً لو مش حابب تُرد أنا هتقبل ده جداً
نظر لها بإحترام وأردف قائلاً بنبرة حماسية :
_ جولي وأني عجاوبك مهما كان الموضوع مُحرج
أردفت مُستفسرة:
_ اليوم اللي جيت لقيتك نايم فية هنا في المكتب ، ياتري حالتك اللي أنا شفتك عليها، كان ليها علاقه بالموضوع ده ؟
سحب بصرهِ عنها وتنهد بأسي وتحدث بصدق:
_ كانت أسوء ليلة شُفتها في عُمري كلياتة، كان أول مرة أحس بالمهانة وكَسرة النفس، وساعتها عِرفت يعني إية جَهر الرچال، الله لا يعودها تاني
أردفت مُستفسرة بإستغراب ونبرة شجن :
_ طب هو أنا لية مش حاسة ولا شايفة جوة عيونك فرحة إنك هتبقي أب؟
أجابها:
_ عشان الطريجة اللي عَرفت بيها إني معنديش مشاكل في الخِلفة كانت واعرة عليا جوي، وكشفت لي إني عشت سنتين ونص من عُمري وأني أكبر مُغفل
وأكمل بألم:
_ عارفة يعني إية تدي الأمان لحد وتدي له ضهرك وإنتِ مطمنة ومتفوجيش غير علي طعنة،
وأكمل وهو يصك علي أسنانة من شدة غضبة:
_ طعنة واعرة بطعم الغدر والخيانة والخِسة
وأكمل وهو ينظر داخل عيناها بتمعن :
_ وجتها بتحسي إن الدِنيي معادش فيها خير ولا ناس طيبين، وإن المفروض متديش الأمان ومتسلميش تاني لأي مخلوج علي وجة الأرض
تنهدت بأسي وهي تستمع له بقلبٍ يتمزق وروحٍ تتهاوي بعد إستماعها لكلماتة المؤلمة والتي وكأنها تَصف ما حدث معها بالتفصيل داخل تجربتها المريرة مع دكتور وائل
نظر لها ورأي ألم مُميت يسكن عيناها الحزينة، ظن أنها تأثرت لأجلة، لا يعلم أنهُ وبحديثةِ هذا قد نزع بدون رحمة تلك الضمامة الهشة عن جرحها الذي مازال نازفً، فتنهد وأردف قائلاً لها بشبح إبتسامة واهنة تخرج من إنسان مُحطم نفسياً :
_ ربنا ما يكتبها عليكِ ولا تعيشي الشعور المميت دي
إبتسمت بجانب فمها ساخرة واردفت بنبرة واهنة تخرج من قلب إمراة مُحطمة :
_ متأخرة أوي دعوتك يا باشمهندس.
وأردفت بدُعابة وأبتسامة حاولت بها عدم السماح لتلك الدموع الملعونة التي تصرخ وتأن كي تطلق لها العنان وتسمح لها بالتحرُر :
_للأسف أنا عيشت نفس إحساسك المُر، بس بطريقة أبشع ومُهينة لكرامتي وأدميتي، حكايتي غدر بطعم الإهانة، وعلي إيد أقرب الناس لقلبي وروحي، أو اللي كُنت مخدوعة وفكراهم كدة
قهقة عالياً بطريقة جعلتها تخرج من حالتها وتنظر إلية بضيق وحُزن، وذلك لإعتقادها الخاطئ بأنهُ يسخر منها ومن ما ذكرتة
بادر بالحديث سريعً عندما لاحظ بوادر غضبها، فرفع يدهُ وتحدث بنبرة ساخرة علي حالهُما:
_ يعني إحنا التنين طلعنا كيف بعضينا، إتغدر بينا وأتداس علي كرامتنا من أجرب الناس
تنهدت براحة عندما فسر لها ضحكاتة المُتألمة ونظرت إلية بأسي، نظر داخل عيناها وحزن لاجلها عندما رأي بهما ألم يدل علي كَم الخزلان التي تلقتة تلك المغدور بها
طال نظراتهما كُلٍ للأخر بتمعن وكأنة يقرأ رواية خزلانة في عين الآخر
فاق علي حالة،تحمحم ثم وقف وتحدث لها بنبرة هادئة:
_ همشي أني لجل متشوفي شُغلك
هزت رأسها بإيماء وأبتسامة خافتة، وتحرك هو للخارج، أما هي فأسندت ظهرها للخلف مُستندة علي ظهر المقعد وأراحت رأسها وأغمضت عيناها بألم، وبدأت بإسترجاع ما حدث معها بالماضي
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد مرور حوالي إسبوع علي تلك الواقعة
داخل محافظة القاهرة الكبري وبالتحديد داخل مسكن قاسم وإيناس، كان يجلس داخل غُرفة المكتب المُخصصة داخل الشقة يُراجع أوراقً هامة لقضية يجب دراستها بصحبة إيناس التي ذهبت إلي المطبخ لتعد قدحً من القهوة لها لزيادة التركيز بتلك القضية المُعقدة، أخرجةُ من تركيزةُ الشديد جرس الباب الذي إستمع له، وقف وتحرك إلي الباب حين تحدثت إيناس بصوتٍ عالِ وهو يقترب من الباب ليفتحة:
_ إفتح الباب من فضلك يا قاسم
لم يُكلف حالة عناء الرد عليها وقام بفتح الباب، ذُهل وهو ينظر امامةُ للطارق بعينان مُتسعتان من شدة ذهولهما لرؤيتة
وما زاد الطين بلة هو صوت إيناس العالي وهي تُحدثةُ بنبرة أنثوية رقيقة :
_ لو اللي علي الباب دليفري السوبر ماركت ياريت تحاسبة وتجيب لي الحاجة علي المطبخ لاني محتاجة السكر للقهوة ضروري يا حبيبي
💘💘💘
إهتز قاسم بوقفتة وأرتجف كامل جَسدِة عندما وجدها تقف أمامة بهيأتِها الجنونية والغير مستوعبة لما يدورُ من حولها، تنظر إلية بمقلتيها المذهولتان والكثير من الأسئلة المؤلمة تراودها وتكادُ تفتك برأسِها ، نظرت إلية وسيدان موقفها هما التشتُت والذهولِ
نظر قاسم إليها بذهول وبدأ صدرهُ يعلو ويهبط من شدة رُعبة، صدمة شلت حركتة وربطت عُقدة لسانة، بصعوبة حاول أن يتحرك ويسحبها بجوارة إلي الخارج ويُغلق ذلك الباب من خلفة ولا ينظر لما داخلة من حقيقة عارية لم يرد لمعشوقتة أن يُصاب قلبِها البرئ بأذي الإطلاع علي خباياةِ
تسمرا كلاهُما وحُبست أنفاسهُما حينما إستمعا إلي صوت تلك الإيناس الهادر من الداخل وهي تتحدث بنبرة يملؤها الدلال بإسلوب آنثوي قد إتبعتة مُؤخراً لتُجبر قاسم علي تعود آذناة لإستماع تلك الكلمات حتي يُصبح الأمر لدية عاديً وبعدها ستبدأ بجذبةِ إليها من جديد رويداً رويدا،
هكذا أوهمت حالها أنها بهذةِ الطريقة ستحصل علي إسترجاع قاسم وتملك قلبة كقبل
إيناس بنبرة أنثوية رقيقة :
_ لو اللي علي الباب الدليفري الخاص بالسوبر ماركت ياريت تحاسبة وتجيب لي الحاجة علي المطبخ لأني محتاجة السكر للقهوة ضروري يا حبيبي
وهُنا قد تأكدت تلك التي ذُبحت علي يد مُتيمها من حديث حارس البِناية الذي حدثها به مُنذُ القليل حين كانت تسألة عن إذا ما كان قاسم بالأعلي لتصعد لمُقابلتة.
شعرت بعالمها ينهار تحت قدميها، غصة مُرة وقفت بحلقها وكأن القصبة الهوائيّة أُغلِقت بفضلِها وإحتُجز الهواء المُفترض وصولهُ لرئتيها مما جعلها تشعر بالإختناق
شعر بطعنة قاتلة داخل صدرة شطرتة لنصفين حينما رأي صدمتِها ومعاناة روحها وذهولها الذي أصابها وظهر بعيناها
بصعوبة بالغة أخرج صوتهُ الواهن وأردف قائلاً بنبرة مُهتزة متعجبة :
_ صفا !
نظرت داخل مقلتية بتمعُن وتسائلت بنبرة مُشتتة ونظرات تائهة غير مستوعبة ما يجري من حولِها :
_ لية يا قاسم، عِملت فيا لية إكدة ؟
جصرت وياك في إية لجل ما تتچوز عليا وأني لساتني عروسة ؟!
شعر بأن ساقية لم تعُد تتحمل جسدةِ ولا روحة المُهترئة جراء الصدمة
وأردفت هي قائلة بقلبٍ مُحترق:
_ لما سألت بواب العمارة إذا كُنت موچود فوج لجل ما أطلع لك، رد وجال لي إن لساتة واصل من نص ساعة هو ومّرتة،
وأكملت وهي تهز رأسمها برفضٍ تام:
_ مصدجتش حالي وجولت أكيد الراچل دي مخبول ولا شارب حاچة متوهة عَجله
ورفعت بكفي يداها ولوحت بهما في الهواء بوهن وضعف:
_ جولت لحالي أكيد يُجصد حد تاني غير حبيبي،
مالت برأسها لليمين قليلاً وأردفت بنبرة مهزوزة وعينان تكونت داخلهما لمعة الدموع التي تُريد من يُفسح لها الطريق كي تُعلن عن عصيانها :
_مهو مش معجول حبيبي يدبحني بسكينة تِلمة ويخوني وأحنا مفاتش علي چوازنا إلا يدوب شهرين
إبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة وأردفت بتهكم علي حالِها:
_ طول ما أني طالعة لهنية وأني بجول لحالي مستحيل الكلام الفارغ دِي يكون حجيجة، قاسم ميعملش فيكِ إكدة يا صفا، مستحيل
وبلحظة تحولت نبرتها الواهنة ونظرتها المُنكسرة إلي نبرة غاضبة ونظرة حادة كالصقر وتحدثت :
_ بس فُوجت من وهمي وتغفيلتي وجت ما مّرتك الچديدة نادتك بحبيبي
أخذ نفسً عميقً ثم أخرجةُ وتحدث بنبرة مُتألمة لأجلها :
_الموضوع مش كيف ما وصل لك يا صفا، تعالي نروح لشُجتي وأني هناك هفهمك علي كُل حاچة.
ضيقت عيناها وتسائلت بنبرة ساخرة :
_شُجتك؟
أومال دي شُجت مين، لتكون جاعد في شُجت المدام وعلي حسابها يا أبن النُعماني ؟
تنهد بأسي لحالة الذهول والألم والحسرة التي إنتابتها جراء ما أكتشفتة وتحدث وهو يُمسك كف يدها ليحثها علي المغادرة بصُحبتة :
_ إهدي يا حبيبتي وأني هفهمك علي كُل حاچة
نفضت يده سريعً ونظرة إشمئزاز ملئت مِقلتيها وهي ترمقةُ بها مما جعل الحَسرة تملئ داخلة وتألمت روحة لأجل كلاهُما
خانتها دمعة ضعيفة فرت هاربة من عيناها مما أشعل روحة وكاد أن يصرخ من شدة تمزقةُ الذي أصاب قلبة جراء دمعتها الغالية التي نزلت بفضلةِ ، إنتوت الرحيل كي لا تضعف وتزرف الكثير من الدموع ويراها بضعفها المُهين لكرامتها الشامخة
إستدارت وهرولت سريعً إلي موضع المِصعد إستعداداً للمغادرة ، صاح بإسمها عالياً مما جعل إيناس تخرج من المطبخ لتري مع من يهمس قاسم،
إتسعت عيناي إيناس وهي تري صفا أثناء وقوفها أمام باب المَصعد وهي تواليها ظهرها وتضغط زر إستدعائة تحت صياح قاسم الذي تحدث برجاء :
_ إستنيني يا صفا، هچيب مفاتيح عربيتي وأچي لك حالاً.
قال جُملتة علي أمل أنها ستنتظرة وتستمع بطاعة إلي حديث زوجها، كما عودتة مُدة الشهرين المُنصرمين
دلف سريعً للداخل تحت سؤال إيناس التي إستغلت الفرصة التي أتتها علي طبقٍ من ذهب دون السعي إليها :
_ فية إية يا حبيبي، مين دي؟
نزلت كلمات تلك اللعوب علي قلبها المغدور شطرتة ومزقتة وهدمت ما تبقي من كبريائها وشموخها العالي ،أغمضت عيناها بألم ونزلت دموعها عِنوةً عنها، لُحسن حَظها أتي المصعد في غصون ثواني وذلك لأنهُ كان يقف بالدور الأعلي لشقة قاسم مباشرةً،
كانت إيناس تترقب إلتفاتِها إليها كي تري وجة تلك القبيحة فاقدة الإنوثة مثلما اخبرها عدنان، تعجبت لإنوثة جسدها الخلفي، أما صفا التي أصّرت علي عدم إستدارتها لعدم قدرتها علي المواجهة مع تلك الشمطاء خاطفة زوجها الخائن ،
كم ودت أن تلتفت لتري تلك التي سحرت مُتيمها وجعلتة يرمي بوعودهُ لها ولأبيها وجدها عرض الحائط، منعها إقترابها من حافة الإنهيار التي لم ولن تسمح لأياً كان بأن يراها علي تلك الحالة المُزرية، في غصون ثواني كانت تدلف إلي المصعد وتضغط زر الإغلاق وهي تواليها ظهرها ويلية زر الهبوط دون الإستدارة مما أحبط إيناس التي كانت تتشوق لرؤياها
خرج سريعً بعدما إلتقط مفاتيح سيارتة وجاكيت حِلتة الذي خلعةُ عنة أثناء حضورة ووضعةُ علي مقعد المكتب بعناية خشيةً إفساد مظهره، شعر بإحباط عندما وجد المَصعد يتحرك للأسفل، جن جنونة وهرول إلي الدرج يتدلاه سريعً كالذي يُسابق الريح تحت صياح إيناس وأسألتها التي لم يُعر حالةُ حتي عناء النظر إليها
مما إستشاط داخل تلك التي شعرت بأمرٍ غريب، هرولت سريعً إلي الداخل واتجهت إلي الشُرفة المُطلة علي مدخل البناية لتري منها كيف هي هيأة تلك الصفا
خرجت صفا من المصعد وهي تُهرول إلي الخارج، ولحُسن حظِها وجدت سيارة تمُر من أمامها فأشارت لها سريعً وتوقفت، صعدت وتحدثت إلي السائق:
_ مدينة نصر لو سمحت
وجدت من يخرج من مدخل البناية ويُشير إلي السائق ليتوقف، تحدثت سريعً:
_ إتحرك بسرعة من فضلك
وتحرك تحت صياح قاسم الذي شعر بحُزن تملك روحة، قبض علي يدة وشدد عليها حتي أبيضت يده وظهرت عروقها ثم. نفضها في الهواء بحركة تدل كّم الغضب والجنون اللذان إنتاباه تحت نظرات إيناس التي تشتعل بالأعلي علي اللهفة التي رأتها بداخل عين قاسم،
دبت بأرجلها الأرض غضبً لعدم إستطاعتها رؤية تلك التي إرتدت نظارتها الشمسية ودلفت سريعً داخل السيارة وهي تنظر بوجهها أسفل قدميها، ولكن ما لفت إنتباهها هي أناقة تلك الصِعيدية وتناسق ألوان ثيابها وخطواتِها المتناسقة التي تدُل علي ثقة وثبات تلك الصفا، وهذا ما تعارض كُلياً مع وصف عدنان لها
تحرك قاسم سريعً لداخل الجراچ الخاص بالبناية واستقل سيارتة وتحرك بإتجاة الطريق التي سلكتة صفا، بات يدور بعيناة باحثً عن السيارة، دق بكف يده طارة القيادة بعُنفٍ حينما لم يجد للسيارة أية أثر، زفر بضيق، ثم أخرج هاتفة وضغط علي رقمها ليُهاتفها
أخرجت هاتفها وضغطت فوق رقم أمل التي عادت إلي داخل الفندق مجدداً إستعداداً لمغادرتة بسيارة النقابة التي ستقلهم إلي محطة القطار المُتجة إلي مدينة سوهاج
تحدثت إلي أمل بصوتٍ واهن ضعيف :
_ إنتِوا فين يا أمل ؟
إستغربت أمل نبرتها وأجابتها بهدوء:
_ إحنا وصلنا الفندق وبنتجمع ومستنيين الميعاد اللي هنتحرك فية لمحطة القطر
هتفت صفا برجاء:
_ متخليش السواج يتحرك بيكم للمحطة إلا لما أچي ، أني في الطريج وإن شاءالله نص ساعة بالكَتير وهكون عِنديكم
سألتها أمل مُستغربة:
_ إنتِ مش قولتي إنك رايحة لجوزك وعملاها لة مفاجأة وهتباتي معاه إنهاردة ، إية اللي خلاكي تغيري رأيك بالسرعة دي يا بنتي؟
تنفست عالياً وأجابتها بنبرة مُختنقة:
_ مجادراش أتكلم دلوك يا أمل
بالكاد أنهت مكالمتها، وما أن وضعت الهاتف بحقيبة يدها حتي إستمعت إلي صدح صوتةُ لتُخرجةُ من جديد لتري بشاشتة نقش إسم ذابح روحها الذي هاتفها أكثر من سّبع من المّرات أثناء هذا الوقت الضئيل، ضغطت زر الرفض بنظرات حادة وقلبٍ يغلي
فصرخ ذلك الذي يستقل سيارتة ويتحرك بها كالمجنون وهو يبحث بعيناة داخل الشوارع عن سيارة الاجرة التي إستقلتها، ما عاد يعلم وجهتة وإلي أين يذهب ليعثُر علي جوهرتة
نظر أمامة وحدث حالة بألم:
_ إلي أين رحَلتي وتركتي فؤادي يحترق حُزنً عليكِ غاليتي، ألم تشعُري بإحتراق روحي وقلبي الصارخ لأجلِكِ،
الرحمة أميرتي فقلبي لم يحتمل فكرة البُعاد،
عودي لقلبي قبل أن يفقد دقاته رُعب من فكرة رحيلك عنة
قلبي يا اللة يشتعل ناراً، ساعدني ولا تتركني بتيهتي وغربتي وحيداً
طرأت بمخيلتة فكرة توجهها إلي المطار،فهي بالتأكيد ستذهب إلية لتستقل الطائرة المغادرة إلي سوهاج،
تنهد وعلي الفور عدل وجهتة ليتجة إلي المطار وحدث حالةُ بتفاؤل:
_مليكة فؤادي وأسرت قلبي،
أنا أتيً إليكِ مولاتي وسأخر راكعً تحت قدماكِ
ولن أكِلُ عن طلب السماحِ حتي تحني عليّ وتوهبيني العفو والغفرانِ
وحينها قسماً برب السمواتِ لأشُق أضلوعي ولأدخلنك بأعماق صدري حتي أخبأكي عن عيون الناسِ
___________
من نافذة السيارة، إستمعت لرنين هاتفها فنظرت إلي شاشتة وجدتها والدتها التي أرادت أن تطمئن عليها وما أن ضغطت صفا زر الإجابة حتي هتفت ورد وتسائلت بإهتمام ولهفة :
_ طمنيني يا نور عيني، وصلتي عِند قاسم ؟
ما أن إستمعت لصوت والدتها الحنون حتي شعرت بحاجتها المُلحة للبكاء التي تحتجزةُ بكل ما لديها من قوة، لكنها تحاملت علي حالها وتحدثت بنبرة ضعيفة لم تستطع إخراج غيرها:
_ وصلت يا أم صفا
سألتها ورد من جديد بنبرة حماسية:
_ جولتي لهُ يا صفا؟
إبتلعت غصة مُرة داخل حلقها وشعرت بوجع شديد تملك بصدرها، ثم أخذت نفسً عميقً وتحدثت بجمود:
_ مجولتش حاچة يا أمّا.
ردت ورد بنبرة لائمة:
_لية يا بِتي مجولتلوش لحد دالوك؟
ثم فاقت من حالة الحماس وشعرت بصوت إبنتها ، فمُنذُ أن نطقت بحروفها الأولي داخل المكالمة وهي تشعر بشئٍ غريب بإبنتِها لكنها فسرتة علي أنةُ مجرد إرهاق سفر بفضل حالتها ليس إلا
سألتها بنبرة قلقة:
_ مالك يا بِتي، فيكِ إية، ليكون قاسم زعل إنك سافرتي من غير عِلمة ونكد عليكِ ؟
نطقت بضعف وصوتٍ يُريد أن يصرخ ويُعلن عصيانة علي الجميع :
_مجدراش اتكلم دلوك يا أمّا، أني چاية في الطريج ولما أوصل هحكي لك علي اللي حُصل
أغلقت ورد الهاتف ثم وضعت كف يدها علي صدرها وتحدثت بإرتياب:
_ جيب العواجب سليمة يارب
وهُنا خارت قوي صفا ولم تعُد تستطع التحمُل بعد، نزلت دموعها بغزارة وكأنها شلال كان مُحتجز وأُطلِق له العنان، نظر لها سائق السيارة وتنهد بألم علي حال تلك الحزينة لكنةُ فضل الصمت إحترامً لقُدسية اللحظة
ضلت تبكي وتبكي بمرارة وشهقت بألم حين تذكرت السبب الذي أتت من أجله
عودة إلي السابق
____________
قبل يومان من الأن
صباحً
كانت تفتح باب شقتها لتستعد للمغادرة إلي المشفي لمتابعة عملِها ككُل يوم، وجدت مريم تنزل من الدرج الأعلي وهي تُجاور فارس الذي يضُم خصرها إلية ويهمس إليها بوجةٍ هائم وعينان عاشقتان تلتهمها بنظراته التي تُقابلها مريم بخجل ممزوج بالسعادة الهائلة
إنفرج فاه صفا وسعد داخلها بشدة حين رأت السعادة تهيم علي هذا الثُنائي التي تحمل لهما داخل قلبها البرئ كل التقدير والمحبة والإحترام، وما زاد من فرحتها هو التغيير الشامل الذي أصاب فارس وحالة الإهتمام المُفاجئ التي بات يغمر به مريم ولاحظةُ الجميع حتي ليلي التي إشتعلت لهذا
خجل فارس وسريعً قام بسحب ذراعة الذي يُحيط به خصر مريم وتحدث مُتحمحمً إلي التي وقفت تنتظر ذلك الثنائي بإحترامً :
_ صباح الخير يا مّرت أخوى، كيفك
إبتسمت بسعادة لمناداتة بزوجة أخي التي تعشقها لشعورها بتملك قاسم لها بتلك الكلمة وهذا الوصف، تحدثت إلية بإبتسامة عريضة بينت صفي أسنانها من شدة سعادتها :
_ صباح النور يا فارس
وسألتهما بإستغراب:
_ أومال چميلة فين؟
أجابتها مريم بهدوء :
_چميلة بايتة مع أمي
نظر فارس لكِلتاهما وجد بعيونهم كلماتٍ مُحتجزة تُريد الخروج فأستأذن وتحدث إلي مريم بنبرة حنون تدل علي مّدي عشقة الذي تملك منه :
_ أني هسبجك بس مهكولش من غيرك، متتأخريش عليا
إبتسمت له بوجةٍ بشوش وهزت رأسها بإيمائة خجلة أشعلت بها نارة الذي لم يعد لدية القدرة علي السيطرة عليها كُلما نظر لعيناها وكأنة يعوضها وحالة علي ما فاتهما سابقً
تحرك للأسفل تحت رعاية عيناي تلك العاشقة التي لم تُحيل بناظريها عنة حتي إختفي طيفة من امام عيناها الهائمة ، ونظرت من جديد إلي صفا وجدتها تبتسم بسعادة وهي تنظر لها بتمعن،
أمسكت كف يدها وتحدثت بنبرة بالغة السعادة:
_مبروك يا مريم، مبسوطة جوي من حالة الإنسجام اللي باينة عليكِ إنتِ وچوزك،
وأكملت بإستحسان:
_ فارس راچل صُح ويستاهل جلبك اللي كيف الذهب.
إبتسمت لها وتحدثت بخجل:
_ الحمدلله
وأكملت بحماس:
_تعرفي يا صفا، حاسة حالي عايشة جوات حِلم چميل جوي وخايفة اصحي منية
إبتسمت لها وطمأنتها ثم تسائلت بجدية:
_ صُح هتسيبي شُغلك ومهترجعيش المستشفى تاني يا مريم؟
أجابتها بنظرة رضا:
_ فارس عاوز إكدة، وحجة عليا إني أطيعة ومزعلهوش مني
أردفت بتساؤل حزين:
_وإنتِ يا مريم، فين حَجك ، بسهولة إكدة تستغني عن حِلمك لجل ما تريحي سي فارس؟
تنفست براحة وتحدثت بنبرة هادئة مُستكينة:
_ فاكرة يا صفا لما عرضتي عليا إني أشتغل وياكِ في المستشفى، وجتها فرحتي مكانتش سيعاني، حسيت إني أخيراً هيُبجا لي عازو وجيمة بين الخلج وأحس بكياني،
وأكملت بأسي ظهر بعيناها:
_ فارس مكانش معتبرني موچودة في حياتة يا صفا، وده خلاني أفجد الثجة في حالي وحسسني إني جِليلة جوي بين الناس
وبلحظة تحول الأسي إلي تفاؤل وهتفت بسعادة :
_ لكن دلوك فارس بُجا بيهتم بيا وإعترف لي إني حبيبتة ومبجاش جادر يستغني عن جُربي واصل ،
وأكملت وهي تضحك بسعادة:
_ أني وچميلة بجينا چوات حُضن چوزي طول الوجت، هعوز إية من الدنيا تاني يا صفا
كانت تستمع إليها بوجةٍ مُشرق سعيد لأجلها
وفجاة توقفت مريم عن الإبتسامة ونظرت إلي صفا بتردد وسألتها:
_ كيفة دَكتور ياسر ؟
أخرجت صفا تنهيدة حارة دلت علي كّم الوجع التي لمستة من روح ذلك العاشق معدوم الحظ:
_ شاغل نفسة طول الوجت في الشغل، ربنا معاه
ثم تفوهت بإستحياء:
_مريم، هو أنتِ كُنتِ عارفة إنة بيكن لك مشاعر چواتة ؟
تنهدت بأسي وتحدثت بنبرة حزينة:
_ كُنت حاسة من نظراتة ،
وأكملت بتبرير:
_بس والله يا صفا ما ليا ذنب في كُل اللي حُصل دِي، أني عُمري ما عَشمتة بحاچة ولا شجعتة بنظرة علي إنة يتمادي في مشاعرة ناحيتي، ولولا إني خچولة ومليش كلام مع الرچالة كُنت جولت له لجل ميفوج من غفلتة اللي كان حابس حالة چواتها دي ،
بس لما لاجيتة بيخلج الفرص لجل ما يتجرب مني ويتحدت وياي ، أخدت جرار إني لازمن أخبرة، وبالفعل كُنت مستنية أي فرصة لجل ما ألمح جِدامة وأخبرة إني سِت متچوزة عشان يشوف حالة بعيد عني
وتنهدت بأسي وأكملت:
_ بس ربنا كان مرتب إنة يعرف بالطريجة دي، وأكيد ربنا لية حكمة في إكدة.
تنهدت صفا وتحدثت وهي تُشير لها بالتحرك:
_ الحمدلله علي كل حال، دكتور ياسر راچل مُحترم وأكيد هيحارب إحساسة وينسي الموضوع كِلاتة، هي بس مسألة وجت
تمنت مريم هذا وتحركا ثم سألتها وهي تنظر إليها بتمعُن:
_ مال وشك يا صفا، لونك مِتغير بجالك يومين
أنزلت بصرها للأسفل وتحدثت بنبرة خجلة:
_ معارفاش أجول لك إية يا مريم، شكلي إكدة حامل
أمسكت مريم يدها لتحثها علي الوقوف وهتفت بسعادة:
_جد حامل يا صفا ؟
وضعت سريع يدها فوق فمها لتحثها علي الصمت وأردفت قائلة:
_ وطي صوتك يا مريم لحد يسمعنا ، أني لسة متوكدتش، هروح إنهاردة أخلي أمل تعملي تحليل لجل ما أتأكدت وبعدها هجول للكُل
حضنتها مريم بسعادة وتمنت لها الراحة والاستقرار مع زوجها
______________________________
بعد مرور حوالي الساعتان
داخل مسكن فايقة التي لم تخرج منة مُنذُ كشف خِطتِها وفضحها أمام الجميع وذلك بناءً علي تعليمات قدري بذاتة وذلك بعدما أخجلتة وجعلتة يظهر أمام العائلة بصورة لا تمت بصلة لنجل النُعماني الكبير، وما أثار خجلة وجعلهُ يستساطُ غضبً وينقلب عليها هو شعورةُ بنبذ الجميع له حتي نجلاه ، تحرك هو للأسفل ومنهُ إلي الباب الخلفي للمنزل المُطل علي الحديقة الخلفية وتحرك للخارج مباشرةً من الباب الخلفي للحديقة كي لا يصطدم بأبية
تحركت هي الآخري إلي الطابق الأعلي واتجهت إلي مسكن ليلي الزوجي والذي أصبح فردي بعدما أصدر يزن أوامرة للعاملات وجعلهم يجمعون جميع اغراضة ونقلوها بغرفتة السابقة كي يستقر بها بشكل مؤقتً إلي أن يجلس مع حالة ويُعيد ترتيب أحوالة
باتت فايقة تدقُ جرس الباب حتي ملت من الإنتظار الغير مُجدي بالنفع ، شعرت بالخطر علي إبنتِها فنزلت إلي مسكنها من جديد وتناولت المفتاح الخاص بمسكن إبنتها ودلفت إلي غرفتها سريعً لتتفقدها ، وجدتها تجلس القُرفصاء فوق تختها مُحتضنة ساقيها وتبكي بمرارة
تنهدت براحة حين وجدتها تجلس بصحة تامة أمامها ، وبرغم قلقها الذي أصابها علي إبنتها إلا أنها لم تجرأ علي التحرك إليها إنشن واحداً وجذب إياها وإدخالها إلي أحضانها كي تُطمئن روح صغيرتها وتبث داخلها شعور الراحة والسكينة، تلك هي فايقة، لا يوجد بقاموس حياتها ما يُسمي بالحنان ودعم من تحبة، بل تعتبرة هذة التصرقات ضعفً لها
تحركت إلي الشرفة بخطوات ثابتة وفتحتها لتُنير تلك الغرفة شديدة الظلام،
ثم نظرت إليها وهتفت بنبرة حادة :
_ عامله في حالك لية إكدة يا بِت ؟
الدنيي كانت خلصت إياك ؟
رمقتها تلك الغاضبة بمقلتها الحادة النظر وهتفت بنبرة ساخطة :
_ معايزاش أشوف حد، همليني لحالي وإطلعي برة
زفرت فايقة بضيق وتحسرت علي حال صغيرتها التي تتملك منها روح الإستسلام سريعً عكس والدتها، تحركت وجلست بجوارها وتحدثت:
_ أهملك تموتي حالك إياك، أني مش جولت لك جبل سابج معحبش اشوفك ضعيفة وخايبة إكدة
وأكملت بملامة:
_عتشمتي فيا حريم الدوار يا حزينة
إتسعت عيناها بذهول وهتفت بحدة:
_ إنتِ محساش بالمصيبة اللي وجعتيني فيها؟
أني بسببك إتحكم عليا إني مبجاش أم طول حياتي، مهعرفش أشيل چواتي حتة عيل من چوزي، ده غير حبيبي اللي عِشت عُمري كلياتة أحلم بالليلة اللي هيضُمني فيها لچوات حُضنة ويبجا مِلكي لحالي، حتي دي إستكترتية عليا وضيعتية من يدي بعمايلك السودة ، أني بجيت وحيدة يا أمّا، هجضي اللي باجي لي من حياتي في الأوضة الضلمة دي لحالي ،
وخبطت بكفاي يداها علي فراشِها وتحدثت بصراخ:
_ حبيبي مهينامش في فرشتي تاني بسببك ، إتحكم عليا أعيش لحالي علي فرشة باردة،ناجصها روح حبيبي
وإنتِ كُل اللي هامك وشاغل بالك ورد ونچاة اللي عيشمتوا فيكي؟
ملعون أبوهم علي أبو تفكيرك وغضبك وحِجدك اللي خلاني ماشية وراكِ كيف العامية
وأكملت بتساؤل مشمئِز:
_ نفسي أعرِف جلبك دي مصنوع من إية؟
حجر صوان؟
أجابتها برأسٍ مرفوع وعينان تشبة حدة الصقر خالية من المشاعر :
_ومين جالك إني عندي جلب من الأساس، الجلب دي للناس الضعيفة،الجلب يضعف ميجويش، الجلب يخلي صاحبة ذليل كيفك إكدة يا بِت قدري، واكبر دليل علي حديتي دي حالتي أني وإنتِ
وأكملت وهي تتحرك بالغرفة و تُشير إليها:
_ بصي لحالك في المرايا وشوفي جلبك العاشق وصلك لإية،
وأكملت وهي تنظر إليها بوجةٍ غاضب وعينان مُخيفتان من شدة إتساعهما:
_ العشج خلاكي ضعيفة وخلاكي عبدة ذليلة عِند راچل ميسواش كيف إبن المركوب اللي إسمية يزن، إبن نچاة لما شاف عِشجك ولهفتك علية ساج دلالة وشاف حالة عليكِ يا حزينة
ثم أردفت قائلة بتفاخر وكبرياء:
_ وأني جِدامك أهو، عُمري ما بليت ريج أبوكِ بكلمة زين ولا حتي نظرة رضا، ومع إكدة عيموت عليا وعيتمني لي الرضا أرضي وأظن دي شيفاه بعينك كيف الشمش
بكت بضعف وتحدثت بوهن :
_ يزن غير أبوي
كلياتهم واحد، رچالة ناجصة خسيسة ، الواحد منيهم أول ما يحس ويشوف العِشج في عين الصبية، يبعد عنيها وتسجت من نظرة، ويروح يدور علي واحدة مهتعبروش ولا شيفاة جِدامها لجل ما يرسم عليها ويخليها تحبة ويحس إنة بكدية بُجا راچل رغم إنة بيتحول لعبد ذليل عِنديها، كِلياتهم صنف واحد، صنف واطي ميستاهلش دمعة واحدة من عين حُرمة
وتحركت إليها من جديد وسحبتها من يداها وتحدثت بعدما وجدت هدوئها وإقتناعها بحديثها:
_ جومي إسَبحي وإلبسي خلجاتك لجل ما نروح للشيخ عِرفان،
وأكملت بنبرة حماسية وصلت إلي ليلي:
_ عيجولوا عِندية خادم عيخلي الراچل خاتم في يد مّرتة وطايع لأوامرها
وأكملت بوعيد:
_ وحياتك عِندي يا غالية ما هيرتاح لي بال غير وأني چايبة لك إبن نچاة ومخلياة ذليل وراكع تحت رچليكِ
إتسعت عيناي تلك البلهاء بذهول وهتفت مُتسائلة بلهفة:
_ صُح الحديت دي يا أمّا ؟
هتخلي يزن يرجع لي بچد؟
إبتسمت لها فايقة ووضعت يدها فوق شعر رأسها تتلمسة وتحدثت بنبرة قوية:
_ ميتا أني جولت لك حاچة ومحصُلتش ؟
إنتفضت ليلي من جلستِها بحماس وتحركت سريعً إلي المرحاض لتنفيذ أوامر والدتها كعادتها
وبعد حوالي ساعة كانت تتدلي الدرج بتفاؤل، بجانب والدتها، وما أن لمحتها رسمية التي كانت تخرج من المطبخ بجانب ورد التي تحمل صنية فوقها ثلاثة أكواب من مشروب الشاي الساخن
حتي صاحت بنبرة حادة:
_ لابسة ورايحة علي وين يا غندورة؟
كظمت غيظها الشديد من لكنة عمتها الساخرة بداخِلها، وتحدثت بنبرة هادئة:
_ رايحة أني وبِتي لجل ما نطُل علي أمي العيانة يا عمة
رفعت رسمية وجهها إليها وتحدثت وهي تُشير بسبابتها إلي الأعلي:
_ إطلعي علي شُجتك وإتلمي فيها يا مّرة يا سّو، وإحمدي ربك إن لساتك جاعدة في الدار بعد عمايلك الشوم دي كلياتها.
وأكملت بنبرة تهديدية غاضبة وهي تُشير بيدها :
_ الله الوكيل لولا إن أخوي وصاني عليكِ جبل مايموت، لكنت جتلتك بيدي دي وخلصت عيلتي من شرك يا واكلة خيرنا وناكراة
تحدثت ليلي بحدة مدافعة عن والدتها :
_ ملوش لزوم الكلام دي يا چدة، وبلاش تكوني ظالمة، أمي من حَجها تزور چِدتي العيانة
تنهدت رسمية بأسي لعلمِها أن حفيدتها تتحرك بأوامر من والدتِها بلا عقل كالتابع، وحزنت كثيراً علي حال ليلي التي يبدوا علي هيأتِها أنها لم تستوعب الدرس التي تعرضت له بمنتهي القسوة، يبدوا أنها لم تستفق إلا علي كارثة كُبري ستحرق معها الأخضر واليابس بحياتها البائسة
تحدثت رسمية إلي حفيدتها بقلبٍ مُنفطر لأجلِها:
_ تعالي معاي يا ليلي، چدتك العچوز رايدة تتحدت وياكِ شوي
ثم رمقت فايقة بحدة وصاحت بها عالياً:
_ وإنتِ يا واكلة ناسك، إطلعي علي فوج ومشوفش خِلجتك تحت واصل
نظرت لها بعيون حادة كالصقر وهتفت بنبرة حاقدة وهي تنظر إلي ورد التي تُجاور نجاة الجلوس فوق الأريكة بهدوء، وهي تنتظر مجئ رسمية للبدء في تناول مشروبهم سوياً،وما زاد حِقدها عليها هو جلوسها بأريحية وملامح وجة يظهر عليها الإرتياح والسكينة وكأنها أصبحت سيدة القصر الأمرة الناهية بعد السلطة التي أعطاها لها كُلً من رسمية وعِثمان :
_ حاضر يا عمة، أني عسمع حديتك وأطلع أغير هدومي وأنزل لجل ما أباشر علي تچهيز الغدا في المطبخ
إتسعت عيناي رسمية نتيجة غضبها العارم وهتفت بقوة:
_ هو أنتِ يا مّرة محساش بالمصيبة اللي وجعتي حالك فيها وطبجت علي راسك؟
كيف عتنزلي وتُجعدي وسطينا من تاني بعد ما سكينة غدرك رشجت چوة جلوبنا كلياتنا يا حزينة
وأكملت بإستغراب:
_ وبأي عَجل يا مّرة يا خرفانة مفكرة إني عخليكي تخطي برچليكِ اللي تنكسر المطبخ من تاني،..