رواية وهم الفصل الثاني 2 الجزء الثاني بقلم احمد نبيل

رواية وهم

الفصل الثاني 2 الجزء الثاني 

بقلم احمد نبيل


مستشفى الأمراض النفسية والعصبية

(غرفة علاء الحوفى)

علاء يجلس على سريره وبجواره تجلس وهم

علاء : أنا مش مصدق انك قدامى ... مش مصدق انك رجعتى وقعده جمبى وشايفك بعينى ... حقك عليا أنا أسف ... أنا اللى ضيعتك من ايدى يوم ما قلتلك الحقيقة 

وهم : أنا مكنتش داريه بنفسى لما قولتلى ومكنتش مصدقه ان ابويا وامى اللى عشت معاهم طول عمرى ورفضت اصدق انهم ماتوا مش هما ابويا وامى وانهم كمان خبوا عنى الحقيقة وانك انت الـ ...

تصمت وهم وتبكى

يقترب منها علاء ويمسك يدها

علاء : لأ اوعى تنسى فضلهم عليكى ... هما خبوا عليكى عشان دى كانت رغبتى لانى مكنتش راجع تانى ... انا قولتلك انى كنت في عالم تانى ومش شايف قدامى غير انى اهرب وبس من هنا بعد ما امك ماتت بس خلاص خلينا ننسى كل اللى فات ونبدأ من النهاردة  

وهم : أنت لازم تمشى من هنا ... كفاية كده 

علاء : عندك حق لازم نمشى ونرجع بيتنا 

وهم : بيتنا

علاء : بيتك يا حبيبتى البيت اللى اتولدت فيه زى ما هو متصرفتش فيه والمطعم بتاعك انت واختك مستنيك واختك هتفرح اوى انك رجعتى وجوزها كمان هيفرح و ...

يصمت علاء 

وهم : سكت ليه 

علاء (بارتباك) : مفيش يا حبيبتى فرحتى برجوعك ملخبطانى ... أنا هلم حاجتى بسرعة 

ينفتح الباب وتدخل حنان الممرضة عليهم

حنان : مبروك يا أستاذ علاء رجوع بنتك

علاء : أنا أسف يا بنتى على كل اللى حصل منى انا النهاردة اتولدت من جديد

حنان : أنا فرحانه عشانك اوى 

علاء (يشير لحنان بيده): دى حنان الممرضة أحسن واحدة هنا واستحملت كل اللى عملته فيها

وهم (لحنان) : احنا متشكرين اوى

حنان : انت زى القمر باباكى كان هيموت عليكى أوعى تمشى تانى وتسبيه 

تبتسم وهم برقة

حنان : انا هروح ابلغ الدكتور عشان يجى يشوف حضرتك 

وهم : هو احنا لسه هنستنى الدكتور

علاء : لا يا حبيبتى دى إجراءات بيعملوها أنا هلم حاجتى وهمشى معاكى علطول

ينفتح الباب ويدخل عليهم شاب مفتول العضلات

الشاب (يشير لعلاء بغضب) : انت بقى الى كنت عايز تخطف حنان

علاء : انت مين

الشاب : هتعرف أنا مين دلوقتى يا جدو

يندفع الشاب نحو علاء ويضربه في وجهه بقوة

..................................... 

(منزل حاتم)

حاتم يجلس مع والدته رجاء في الريسبشن

حاتم : شايفه بتعاملنى ازاى 

رجاء : يابنى كل بيت بيحصل في مشاكل ومراتك كويسة بس انت اصبر عليها شوية 

حاتم : كويسة ازاى يا ماما دى وصلت انها بتهددنى ومش بتحترمنى

رجاء : يبقى انت السبب ... اكيد انت لسه بتفكر في اختها اللى اختفت

حاتم لا يعلق

رجاء : أى واحدة ست لما تلاقى جوزها مش معاها وبيفكر في غيرها حتى لو كانت غيرها دى ملهاش وجود لازم الغيرة تدب في قلبها 

حاتم : قلتلك مكنتش عايز اجوزها 

رجاء : مش بقولك لسه بتفكر في اختها

حاتم : انا كنت مستعد استناها لما ترجع

رجاء : وانا مكنتش هوافق برده حتى لو رجعت واحمد ربنا انها مرجعتش 

حاتم : ليه يا ماما كان مالها وبعدين مهو طلع ليها أب وكل الأوهام اللى كانت عايشة فيها خلصت

رجاء : وانت اش اعرفك انها خلصت كانت هتطلع بحاجة جديدة وتعيش في أوهامها تانى يابنى انت ليه مش مقتنع انها كانت عيانة ولازم تتعالج 

حاتم : مش عيانة يا أمى مش عيانة وقلتهالك قبل كده مش عيب ان الواحد يفضل عايش على ذكرى حد بيحبه ونقول عليه احنا انه تعبان ولا مجنون

رجاء : اسمع يا حاتم الكلام ده خلاص ملوش لازمة دلوقتى هي راحت لحالها واختفت وريحتنا كلنا خد بالك بقى من بيتك ومراتك اللى احسن منها مليون مرة وبعدين انت ملكش غيرها دلوقتى ولا انت ناسى انك سبت شغلك وبتشتغل معاها في المطعم يعنى لو سبتها هتبقى لا شغل ولا مشغله

حاتم : هي دى الغلطة اللى عملتها ومش عارف اصلحها ازاى

رجاء : لازم تحسسها انك بتحبها ومفيش غيرها في دماغك 

حاتم : ياماما دى بقت واحدة تانية خالص ... مش دى سلمى اللى اجوزتها دى طمعت في كل حاجة حتى ابوها مبقاش فارق معاها 

رجاء : انت مخلفتوش ليه لحد دلوقتى

حاتم : هي اللى مأجلة

رجاء : ومأجلة ليه

حاتم : عشان شغلها ومستقبلها وحاجات كتير قلتها وانا مش مقتنع بيها

رجاء : يبقى اكيد هي مش عايزة تخلف منك لانها لسه مش واثقة انها هتكمل معاك 

حاتم لا يعلق

رجاء : اسمع يا بنى لازم تكسبها في صفك وتنسيها خالص انك بتفكر في اختها ولازم تكلمها في موضوع الخلفة مش يمكن الطفل او الطفلة اللى هيجوا دول يغيروا حياتكوا ويجمع بينكوا

حاتم ينظر الى أمه ولا يعلق

رجاء : يلا يابنى روحلها واكلم معاها أنا مش عايزة أسافر وانت حياتك متلخبطة كده 

حاتم : إيه تسافرى 

رجاء : أنا مش قولتلك انى مسافره عند خالتك زيارة فى كندا 

حاتم : انت قولتى من فترة بس أنا افتكرت ان الموضوع خلاص 

رجاء : هي كلمتنى تانى من أسبوعين وأكدت عليا وانا كمان حجزت التذكرة 

حاتم : كل ده وانا معرفش 

رجاء : حاتم عايزة لما أرجع تكون خلصت أي خلاف مع مراتك وتفرحنى انك هتبقى أب قريب 

حاتم ينظر الى أمه ولا يعلق

...........................................مستشفى الأمراض النفسية

(غرفة مدير المستشفى)

وهم وعلاء يجلسان في الغرفة مع مدير المستشفى 

حنان الممرضة والشاب الذى ضرب علاء يقفان معهم

حنان : حقك عليا يا أستاذ علاء ده رجب خطيبى أنا مكنتش اعرف انه جاى وهيعمل اللى عمله ده والله انا كنت بحكيله على اللى حصل منك معايا في التليفون ومكنتش اعرف انه هيجى ويعمل كده

رجب (بغضب) : جرى ايه يابت هو انا مليش لسان اكلم بيه

وهم (بحدة) : انت انسان همجى ومش محترم لما تمد ايدك على واحد قد والدك 

رجب : بقولك ايه يا مزة اركنى انت على جمب هو مش فيه رجاله واقفه ولا ايه

المدير : من فضلكوا كفاية كده 

علاء : يا دكتور الموقف خلاص وضح وانا متنازل عن حقى بس من فضلك انا عايز اخد بنتى وامشى

المدير : لا تمشى ايه يا أستاذ علاء لسه

وهم (بنفس الحدة) : لسه ايه حضرتك أنا بنته وعايزه اخده وامشى

المدير : أنا كلامى مش مع حضرتك أنا كلامى مع بنته الأستاذة سلمى هي اللى جابت الوالد وبتدفع تكاليف علاجه وهى بس اللى من حقها تطلب انه يخرج وتمضى كمان على استلامه

رجب (لحنان) : بقولك ايه هما كده قلبوا القناة وموضوعنا خلاص خلص يلا بينا نزق احنا قبل ما يقلبوا على القناة تانى

حنان : يا اخى استنى لما تتأسف للراجل على اللى عملته معاه

رجب : نعم ياروح امك اتاسف مش انت اللى سخنتينى في التليفون وقلتلى ان في واحد مجنون في المستشفى عايز يخطفك 

حنان : تقوم تيجى وتعمل كده 

المدير (بحدة) : حنان ... خدى الأستاذ اللى معاكى ده واتفضلوا بره وحسابى معاك بعدين

رجب (يدفع حنان بغضب للخارج) : عجبك كده اهو رجع للقناة تانى قلتلك زقى انت

تنصرف حنان ورجب من الغرفة

علاء : يا دكتور انا هكلم بنتى سلمى وهخليها تيجى لحد هنا 

المدير : اتفضل يا أستاذ علاء كلمها

وهم تراقب علاء الذى يتصل بسلمى

سلمى لا ترد

يحاول علاء مرة أخرى الاتصال بسلمى

سلمى لا ترد

وهم : مش بترد عليك

علاء : لأ مش بترد

وهم (للمدير بعصبية) : أنا مش فاهمه في إيه ... انا بنته وهو كان تعبان بسببى وانا خلاص موجودة أهو ممكن يخرج بقى

المدير : اسف يا فندم حضرتك ممكن تخرجى براحتك انما هو مش هيخرج من هنا

وهم (تقف) : يلا يابابا احنا هنمشى وخلى حد يتعرضلنا

المدير : بلاش يا فندم الأسلوب ده احنا مستشفى محترمة وبعدين انا اعرف منين انك بنته 

علاء : دى بنتى ... بنتى اللى كانت مختفية ورجعت

المدير : أستاذ علاء انت تعبان وكل يوم والتانى بتقول على أى واحدة انها بنتك

علاء : بس دى بنتى انت هتجننى

وهم (بعصبية) : يلا يابابا أنا مش هامشى من هنا من غيرك

يضغط مدير المستشفى على زر الاتصال الداخلى

يدخل افراد أمن المستشفى 

المدير (يشير لهم بيده) : خدوا الانسة دى وطلعوها بره المستشفى 

وهم : أنا مش طالعه بره انا هاخد بابا وامشى

يدفعها أحد أفراد الأمن للخارج بقوة

علاء (يحاول منعهم) : سبوها ... سبوها دى بنتى ... ابتسام انا مش هسيبك تمشى وتسبينى تانى

يخرج فرد الأمن وهم الى الخارج بالقوة

يمسك فرد أمن آخر علاء ويمنعه من الخروج خلف وهم 

المدير (يصيح) : خدوه أودة الكهربا بسرعة

علاء : أنا مش هسيب بنتى مش هسبها تانى تروح منى

يدفع أفراد الامن علاء الى الخارج نحو غرفة الكهرباء

يتابعه مدير المستشفى دون تعليق

...................................

(منزل سلمى)

يعود حاتم الى المنزل

يفتح باب المنزل ويدخل ويجد أضواء الشقة كلها مظلمة

يضغط حاتم على زر فتح الاضاءة 

تنفتح الانوار 

يغلق حاتم الباب 

يجد الريسبشن في قمة زينته وبه عدد من الورود تزين الأرض حتى طاولة الطعام التي يظهر عليها أطباق من الطعام وبجوارها عدة شموع مضيئة

تظهر سلمى من الداخل وهى في قمة زينتها وترتدى فستان أحمر مثير 

سلمى (بصوت أقرب الى الهمس) : حمدا الله على السلامة

حاتم (ينظر اليها بارتباك) : هو في إيه

سلمى (تقترب منه) : كل سنة وانت طيب

حاتم (بنفس الارتباك) : وانت طيبة بس بمناسبة ايه

سلمى : النهاردة عيد الحب يا حبيبى وكان لازم احتفل بيه معاك

حاتم : أنا مش عارف أقول ايه ...  

سلمى (تقاطعه وهى تضع يدها على شفتيه) : متقولش حاجة دلوقتى وخلينا ننسى أي حاجة زعلتنا من بعض ونفتكر الليلة دى وبس

سلمى تجذبه من يده برفق نحو طاولة الطعام

يجلس الاثنان على الطاولة

سلمى : ها ايه رأيك في الاكل ده أنا عملاه بايدى

حاتم : معقوله ... انت بقالك كتير اوى مش بتطبخى وكل اكلنا من الشيفات في المطعم

سلمى : من النهاردة هاكلك بايدى ياحبيبى هو انا ليا غيرك

حاتم : أنا مستغرب اللى بيحصل ده بس هو في حد كلمك

سلمى : حد زى مين

حاتم : أمى مثلا

سلمى : أنا عارفه انك بتسأل نفسك أنا بعمل كده ليه خصوصا بعد ما شدينا مع بعض وحياتنا يعنى بقيت فيها توتر كتير بس انا قررت نقرب من بعض ونرجع زى الأول ولا انت مش عايز

حاتم ينظر لها ولا يعلق

سلمى : متفكرش كتير ويلا انا هأكلك بايدى

تلتقط سلمى معلقة من سطح الطاولة وتمد يدها نحو أحد أطباق الطعام ثم تناول حاتم بيدها

حاتم : سلمى احنا لازم نخلف

تسقط المعلقة من يد سلمى على الطاولة

سلمى (بحدة) : ولازمتها ايه السيرة دى دلوقتى

حاتم : يعنى بستغل الجو اللى احنا فيه دلوقتى وقلت اكلمك تانى في موضوع الخلفة

سلمى (بنفس الحدة) : احنا مش اكلمنا قبل كده وقلنا نأجل

حاتم : ايوه بس انا عايز اخلف عايز يبقالى ابن او بنت ده حقى والمفروض انت اللى تكونى عايزه اكتر منى

سلمى : وهقولك راي اللى قولته قبل كده مش وقته انا مش بفكر دلوقتى غير في شغلى وبس والمطعم اللى كبرته والفرع الجديد اللى عايز افتحه

حاتم : بس انا بقى المرة دى مصر ولازم نحسم الموضوع ده

سلمى (بعصبية) : وانا مش عايزة يا حاتم ... مش هخلف دلوقتى ولعلمك الموضوع ده لو اتفتح تانى تبقى بتفتح على نفسك أبواب جهنم

حاتم : للدرجة دى

سلمى : أنا غلطانة انى قلت افتح معاك صفحة جديدة بس يظهر الست الوالدة وجنابك اتفقتوا عليا 

حاتم : ماما ملهاش دعوة

سلمى (تقف) : والله طب أبقى سلملى عليها أنا داخلة انام والاكل قدامك 

جرس باب الشقة يرن

سلمى : وده مين اللى جاى دلوقتى

تسرع سلمى نحو باب الشقة

تفتح الباب وتنظر بذهول الى الشخص الواقف أمامها 

سلمى : انت

تظهر وهم أمامها 

وهم : أيوه أنا ... اختك يا سلمى



             الفصل الثالث من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات