
رواية وهم
الفصل الثالث 3 الجزء الثاني
بقلم احمد نبيل
(منزل سلمى)
تنظر سلمى بذهول الى وهم التي تقف أمام باب الشقة
وهم : ايه هتفضلى سايبانى واقفه كده ... مفيش وحشتنيى يا اختى او اى حاجة ... أنا أسفة طبعا انى قطعت عليكوا الليلة الرومانسية دى
سلمى : انت ... انت رجعتى امتى
وهم (تدخل وتغلق باب الشقة) : كنت فاكره انك هتقابلنيى مقابلة أحسن من كده
سلمى : انت عايزة تختفى اكتر من سنة ونص وترجعى كده مرة واحدة والدنيا تمشى عادى
يقترب حاتم منهم وينظر الى وهم بذهول
وهم (تنظر الى حاتم) : ازيك يا أستاذ حاتم ... معلش نسيت اقولكوا مبروك على الجواز
حاتم (بارتباك) : أنا مش مصدق انك رجعتى يـا ...
وهم (تقاطعه) : وهم اسمى وهم ولا نسيت
حاتم (بنفس الارتباك) : انسى ازاى حمد الله على سلامتك بس انتى كنت مختفيه فين احنا دورنا عليكى في كل حتة وباباكى ...
وهم (تقاطعه) : بابايا هو ده اللى جايه عشانه
سلمى : ماله بتسألى عنه ليه
وهم : بسأل عنه ليه هو مش برده السيد الوالد طلع فى اخر الفيلم والدى أنا كمان ولا انتى معرفتيش منه الحقيقة دى
سلمى (بارتباك) : انت ... انتى روحتيله
وهم : طبعا روحتله المستشفى اللى انتى رمتيه فيها
سلمى (بحدة) : أنا مرمتهوش هو تعب بسببك وبسبب غيابك وارتباطه بيكى ومقدرش ينساكى وكان لازم ...
وهم (تقاطعها) : كان لازم ايه يا اختى العزيزة ... كان لازم ترميه في مستشفى مع المجانين
سلمى : دى مش مستشفى مجانين ... دى مستشفى للامراض النفسية دخلته يتعالج عشان يبقى كويس وبعدين انتى مش هتبقى أحن على ابويا منى
وهم : مهو طلع ابويا انا كمان انت ليه بتنسى
سلمى : بقولك ايه انت اختفيتى بمزاجك مدة كبيرة وراجعه دلوقتى عايزانى اعملك ايه
وهم : انا كنت فاكره انى هرجع الاقيكى غير كده بس يظهر انك اتغيرتى او الجواز غيرك بقى ولا إيه يا أستاذ حاتم
حاتم : انسة وهم انت ...
سلمى (تقاطعه بعصبية) : حاتم ملوش دعوة بحاجة ولو سمحتى خلى كلامك معايا أنا
وهم : حاضر كلامى معاكى انتى أنا خلاص رجعت وروحت لابوكى اللى طلع ابويا وحاولت اخرجه والمستشفى رفضت تخرجه الا باذن منك وهو اتصل بيكى عشان يقولك تيجى تخرجيه بس انت بقى مردتيش
سلمى : وعايزانى اخرجه ليه هو لسه بيتعالج
وهم : هو خلاص خف لما شافنى وعايز يخرج ايه هتفضلى سايباه كده
سلمى : بصى ياريت تروحى بيتك تريحى وبعدين نبقى نتكلم في أى حاجة
وهم : اريح ايه انت تيجى معايا دلوقتى عشان نخرج بابا من المستشفى دى
سلمى : هو خلاص بقى بابا ماشى هشوف بكره كده ولا بعده هاتصل بالمستشفى واشوف حالته ايه واقرر
وهم : بكره ولا بعده ... ايه القسوة دى انت فاكره انى هسيبك لبكره وبعده
سلمى (بعصبية) : بقولك ايه الموضوع ده يخصنى أنا بس ومفيش حد تانى له دخل بيه
وهم : وانا ايه ان شاء الله مش بنته وهو يخصنى أنا كمان
سلمى : هو انت مش سمعتى انا قلت ايه
حاتم : يا سلمى الكلام ميبقاش كده أستاذ علاء لازم يخرج
سلمى (تلتفت له بغصب) : هو انا مش قلتلك ملكش دعوة سبنى منى ليها
حاتم (يتجاهل سلمى) : انسة وهم ممكن تروحى دلوقتى واوعدك أستاذ علاء ...
سلمى (تقاطعه بغضب) : توعدها طب ما تروح توصلها احسن وجبلها ورد بمناسبة الفلانتين
حاتم : عيب يا سلمى الكلام ده
سلمى : هو انت تعرف العيب ... ايه حبك القديم صحى ولا ايه
حاتم (بغضب) : سلمى ...
وهم (تقاطعهم) : انتوا هتتخانقوا ... أنا مش راجعه افتح في مواضيع قديمة انا كل اللى يهمنى اخرج ابويا
سلمى : وانا قلتلك ردى ومعنديش غيره
وهم (بغضب) : وانا مش همشى من هنا غير لما تيجى معايا او تتصلى بالمستشفى يخرجوه
سلمى : وانا قلت لأ ايه هتلوى دراعى ولا ناوية تجرينى من ايدى غصب عنى
وهم : لأ يا اختى مش هجرك هسيبك براحتك ... هاسمع كلامك وامشى
سلمى : عين العقل كده اصدق انك عقلتى
وهم : لأ يا ريت متصدقيش لان اللى هتشوفيه لو ابويا مخرجش مش هيبقى جنان ... لأ هتبقى حرب بينى وبينك
يتبادل الاثنان النظرات الغاضبة
يتابعهم حاتم ولا يعلق
تنصرف وهم من المنزل بخطوات سريعة
تتابعها سلمى ثم تنظر إلى حاتم بغضب شديد
.......................................................
(المستشفى)
علاء يجلس فى غرفته على سريره ويمسك فى يده صورة وهم ويتحدث معها
علاء (بحزن) : سبتينى ومشيتى تانى ... أنا ماصدقت انك رجعتى ... انت وحشتينى اوى
ينفتح باب الغرفة وتدخل حنان الممرضة
حنان : متزعلش يا استاذ علاء أنا مش عارفه الدكتور بيعمل كده ليه
علاء : انا عايز اخرج من هنا ... عايز اروح لبنتى
حنان : طب اهدى بس هو مش قال لازم بنتك التانية دى تيجى تخرجك
علاء : أنا بنتى رجعت خلاص ولازم اخرج مش هستنى حد
حنان : طب قولى عنوان بنتك التانية دى فين وانا اروح اخليها تخرجك
علاء : انا مش عارف هى مردتش عليا ليه
حنان : أنا هروحلها بس ادينى عنوانها
علاء : عنوانها ...
ينفتح الباب ويدخل مدير المستشفى
المدير (لحنان بحدة) : انت بتعملى ايه عندك
حنان (بارتباك) : أنا ... أنا كنت جايباله الاكل
المدير : وهو فين الأكل ده
حنان (بنفس الارتباك) : اقصد كنت جايه اشوفه لو صاحى عشان اجبله الاكل بس ...
المدير : اطلعى بره وملكيش دعوة بالمريض ده خالص
حنان : ايوه يا دكتور بس
المدير (يصيح فيها) : قلتلك اطلعى بره
تنظر حنان الى علاء ثم تسرع الى خارج الغرفة
المدير (ينظر الى علاء) : أتمنى تكون هديت دلوقتى عشان نعرف نكلم
علاء ينظر له بغضب ولا يعلق
المدير : أنا مش ضد انك تخرج بالعكس أنا عايزك تخرج وتمارس حياتك بشكل طبيعى بس لازم الأول اتاكد انك بقيت كويس وكل اللى فى دماغك ده اختفى
علاء يستمر بالنظر الي مدير المستشفى بغضب ولا يعلق
المدير : بص أوعدك ان أول ما تكمل علاجك واتأكد انك بقيت كويس هتخرج من هنا علطول بس غير كده مش هيحصل والمسألة فى ملعبك بقى يا بطل
يندفع علاء نحو المدير بشراسة ويمسكه من رقبته ويحاول خنقه
علاء (يصرخ فى وجه المدير) : خرجنى من هنا ... أنا عايز اخرج ... هقتلك ... سامع هقتلك لو مخرجتنيش
يحاول المدير تحرير نفسه من علاء الذى يمسك برقبته بقوة
يصل رجلان من ممرضي المستشفى الغرفة ويمسكوا بعلاء ويبعدوه بالقوة عن المدير
المدير (لعلاء بغضب كبير) : ورحمة أبويا وامى ما انت خارج من هنا بعد اللى عملته ده ويا انا يانت
المدير (يصيح فى الممرضين) : ودوه على اودة الكهربا بسرعة
يدفع الممرضين علاء الى الخارج
علاء (يصيح) : خرجونى من هنا أنا عايز أروح لبنتى خرجونى من هنا
يتابع المدير علاء بغضب شديد
............................................(كورنيش النيل)
حنان ورجب يسيران على الكورنيش
حنان : صعبان عليا أوى الراجل ده يارجب ونفسى اساعده تخيل ياخد جلسة كهربا مرتين فى اليوم
رجب : متلمى نفسك بقى يا بت انت ماشيه مع كيس جوافه ولا ايه
حنان : ايه مالك مش مستحمل الكلمتين اللى بقولهم ليه
رجب : عشان معندكيش دم ماشيه مع راجل وبتتكلمى عن راجل تانى
حنان : ياواد ده قد أبويا
رجب : ابوكى آه ... اللى اعرفه ان ابوكى الله يرحمه مات والراجل ده لو جبتى سيرته تانى هشقك نصين وارميكى فى النيل للسمك ياكل جتتك
حنان : انت بتقولى انا الكلام ده يا رجب
رجب : اه بقولك انت يا روح امك ... ايه مش عاجبك
يتجمع بعض المارة حولهم
حنان (بغضب) : لأ مش عاجبنى يا رجب ويا تتعدل معايا فى كلامك يا كل واحد يروح لحاله
رجب (بغضب) : لأ ... مش رجب العطار اللى يتقاله الكلام ده
يصفعها رجب على وجهها بقوة
حنان (تصرخ فى وجهه) : انت بتضربنى فى الشارع طب أنا مش عايز اشوف خلقتك تانى
حنان (تخلع دبلتها وتلقيها فى وجه رجب) : دبلتك اهيه
تنصرف حنان من أمامه وتبتعد عن المكان
يتابع المارة ما يحدث
رجب (يصرخ فى وجوههم) : بتتفرجوا على ايه
ينصرف المارة من أمام رجب
رجب ينظر إلى حنان التى ابتعدت عن المكان
رجب (يتمتم بغضب شديد) : ماشى يا حنان ماشى هتشوفى رجب هيعمل معاكى ايه
.................................................
(منزل وهم)
تعود وهم الى منزلها
تدخل الشقة وتقترب من صورة والديها المعلقة على الجدار فى الصالة
وهم (تنظر الى الصورة) : وحشتونى أوى ... أنا عارفه انكوا زعلانين منى عشان سبتكوا ومشيت بس أنا كمان زعلانه منكم عشان خبتوا عنى الحقيقة ... ليه سبتونى كده ... ليه مقولتليش ... على فكرة كنتوا هتفضلوا برده اغلى حاجة عندى مش انتوا برده اللى ربتونى ... طب قوللى اعمل ايه دلوقتى ... اخرجه ازاى ... أنا مليش غيره دلوقتى ... أنا رجعت بعد ما عرفت انى مش هقدر ابعد اكتر من كده ... ردوا عليا ... أنا تعبانة أوى ... تعبانة
تتساقط دموع وهم على وجهها
جرس باب الشقة يرن
تتجه وهم نحو باب الشقة
تفتح الباب وتجد حاتم أمامها
حاتم (بارتباك) : مساء الخير
وهم تمسح دموعها وتنظر له بغضب ولا ترد
حاتم (بنفس الارتباك) : أنا عارف انك مش طايقه تشوفينى ولا تسمعينى بس أنا طالب منك فرصة اكلم معاكى فيها
تتركه وهم وتدخل الشقة
يدخل خلفها حاتم ويغلق الباب
وهم : من فضلك سيب الباب مفتوح
يفتح حاتم الباب ويقترب من وهم
حاتم : على فكرة انا دورت عليكى فى كل حتة وعمرى ما بطلت تدوير حتى بعد ما ارتبطت بسلمى فضلت برده ادور عليكى
وهم (تقاطعه) : ليه
حاتم : ليه ايه مكنتيش عايزانى ادور عليكى
وهم : ايوه كنت بدور عليا ليه ... انت كنت لا اخويا ولا خطيبى ولا ليك علاقة بيا
حاتم : انت عارفه انتى كنتى إيه بالنسبالى وانى ...
وهم (تقاطعه) : انت إيه
حاتم : بحبك
وهم لا تعلق
حاتم : ايوه بحبك ولسه بحبك وعمرى ما حبيت سلمى انا اجوزتها تحت الحاح امى وبعد ما اختفيتى انت وفقدنا الأمل انك ترجعى يعنى زى ما تقولى كده كنت متخدر وفقت بعد الجواز ولقتها اتغيرت 180 درجة وشخصيتها بقت عدوانية والطمع ملى قلبها وبقت عايزه تملك كل حاجة فى ايدها ومستعده تدوس على اى حد عشان توصل للى هى عايزاه حتى لو كان الحد ده هو اقرب الناس ليها
وهم : ويا ترى بقى هى اللى بعتتك ورايا دلوقتى عشان تقولى الكلمتين اللى انتوا متفقين عليهم دول
حاتم : ايه متفقين انتى مش مصدقانى
وهم (بحدة) : واصدقك ليه أنا عمرى ما حسيت ناحيتك بحاجة وخلى بالك سواء جاى بمزاجك أو هى اللى بعتاك ابويا هيخرج من المستشفى يعنى هيخرج وهى حسابها معايا كبير انا رجعت وكنت ناوية اترمى فى حضن ابويا واختى لكن بعد اللى سلمى عملته بقيت عدوتى ولو عايز توقف الحرب اللى هتبدأ ديه خليها تخرج ابويا
حاتم : حاضر انا هثبتلك ان كل ظنونك فيا دى مش صح ... أنا هثبتلك انك غلطانة وانى فعلا بحبك
يقاطعه صوت سلمى التى تظهر على باب الشقة
سلمى : بتحبها يعنى انت مش بس كداب لأ وخاين كمان
تلتفت وهم وحاتم الى سلمى التى تدخل الشقة
وهم : زى ما توقعت انتوا متفقين بقى
سلمى : اسمعى يا شاطرة انت اختفيتى بمزاجك ورجعتى بمزاجك وانا مش هسمحلك تهدى كل اللى بنيته الفترة اللى فاتت
وهم : وانا مش هسمحلك تموتى ابويا وهو عايش وتاخدى منى حاجة بحبها ومش هسمحلك تاخدى حقى
سلمى : حقك هو فين حقك ده
وهم : هو المطعم اللى انتى حطه ايدك عليه ده مش ليا فيه زيك
سلمى : المطعم اه أنا برده قلت كده طب اسمعى بقى عشان مش هكرر الكلام ده تانى انت تنسى قصة المطعم ده خالص وبمعنى اصح تعملى delete للفترة اللى فاتت من حياتك يعنى ولا كانك شوفتينا ولا عرفتينا وارجعى لحياتك الأولانية بقى وتسمى نفسك وهم ولا حلم انت حرة
وهم : انت اجننتى بقى عايزانى بعد ما عرفت الحقيقة أنساها
سلمى (تقاطعها) : أحسنلك تنسيها بمزاجك بدل ما اخليكى تنسيها غصب عنك ولا الحدوتة عجبتك وعايزة تكملى فيها
حاتم : سلمى دى اختك ومينفعش ...
سلمى (تقاطعه بغضب) : اخرس خالص
حاتم : إيه أخرس
سلمى : أيوه تخرس ولا تحب اهزقك قدامها اكتر من كده
وهم (بغضب) : اطلعى بره
سلمى (تخرج سيجارة من حقيبة يدها) : عارفه يا وهم أنا حاولت أد إيه مدخنش رغم كل الأرف اللى أنا عايشه فيه بس أنا دلوقتى حاسه انى لازم ادخن واشوف الدخان طاير قدامى عشان افتكر اليوم اللى حاولتى تحرقينى فيه هنا فى نفس المكان ده
وهم : كويس انك فاكره ان النار بتحرق وانها ممكن تحرقك تانى
سلمى (تشعل السيجارة) : عارفه طبعا انها بتحرق بس المرة دى بقى الدور عليا وانا اللى هسبقك
تنظر وهم اليها بغضب ولا تعلق
.........................................
(الشارع الذى تسكن فيه وهم)
تظهر حنان الممرضة فى الشارع
حنان (تسأل شاب يمر بجوارها) : لو سمحت هى فين عمارة 24
الشاب (يشير لها بيده) : آخر الشارع ده على ايدك اليمين
حنان : تشكر
تتجه حنان نحو العمارة التى تسكن فيها وهم
تتفاجأ بعدد كبير من الجيران يقفون أسفل العمارة
تنظر حنان الى احدى شقق العمارة التى يتصاعد منها دخان كثيف
حنان (تسأل سيدة) : هو فى إيه يا حاجة
السيدة (تشير للشقة بيدها) : حصل حريقة فى الشقة اللى فوق دى
حنان : إيه هى مش دى عمارة 24
السيدة : أيوه يابنتى هى
حنان : طب وفى حد حصله حاجة
السيدة : شكل اللى فيها كلهم ماتوا
تتسع عينا حنان عن آخرها وتصمت ولا تعلق