
رواية وهم
الفصل التاسع 9
بقلم احمد نبيل
في منزل وهـم
وهم تصل بيتها
تدخل غرفتها وترتمى على سريرها وتبكى بحرقة
تنظر الى صورة والديها المعلقة فى سلسلة عنقها
تتحدث معها وهى تبكى : شايفين ... شايفين عمل فيا إيه عشان صدقته
يصل علاء وسلمى ويدخلان خلف وهم
علاء : أنا معملتش حاجة والله معرفش ده حصل ازاى
سلمى : صدقيه ... بابا معملش حاجة أنا مش عارفه مين اللى عمل كده
وهم (تبكى) : اطلعوا بره انتوا الاتنين أنا مش عايزة اشوفكوا تانى سبونى فى حالى بقى
علاء : طب اسمعينى بس
وهم (تصرخ فى وجهه) : بقولكوا اطلعوا بره ... بره
ينظر لها علاء بحزن كبير وهو يضع يده على قلبه
سلمى (تجذبه من يده) : يلا يا بابا سبها دلوقتى
علاء يتسمر مكانه ولا يتحرك
تتساقط دموعه على وجهه وهو ينظر الى وهم بحزن كبير
تنظر له وهم بغضب كبير وهى تبكى
...........................................
منزل ناهد أخت مرفت
ناهد ومرفت يجلسان فى الريسبشن
ناهد : مكنش له لزمة انك تروحى
مرفت (بغضب) : عايزانى أعرف وشوف كل اللى حصل ده واسكت ... البت خلاص ركبت فوق دماغه ودلدلت رجليها
ناهد : يبقى كنتى تهدى وتفكرى انما تروحى وتشبطى فيهم بالشكل ده والنتيجة فى الآخر صفر
مرفت : انت فاكرانى هسبهم لأ لازم اخد حقى منه هو والبت دى
جرس الباب يرن بقوة
ناهد : وده مين ده اللى جاى دلوقتى وبيرن الجرس كده ليه
تسرع ناهد نحو باب الشقة
تفتح الباب وتجد علاء وسلمى أمامها
علاء : هى فين الهانم
ناهد : هو فى ايه يا استاذ علاء
يتجاهلها علاء ويدخل الشقة ويسرع نحو مرفت
علاء (يمسك ذراعها بقسوة) : عملتى اللى انت عايزاه ... ضربتى ضربتك وجريتى
مرفت : فى ايه انت جاى شارب حاجة ولا ايه
سلمى : اللى حصل ده يا ماما صعب أوى
مرفت : هو ايه اللى حصل انتوا جايين ترموا بلاكوا عليا
علاء : كفاية كدب بقى ما انت جيتى وقلتيها قدام الكل وادينا شوفنا يا مدام بس مكنتش اتخيل الوساخة توصل بيكى للدرجة دى ... هى عملتلك ايه عشان تنتقمى منها بالشكل ده
مرفت : انت يظهر هربت منك خالص انت لو ممشتش من هنا هطلبلك البوليس
سلمى : انت بتقولى ايه يا ماما
مرفت : انت شايفاه جاى عامل زى الطور الهايج ... ايه حصلها ايه السنيورا
علاء : لو فاكره انك هتهدى اللى بحاول ابنيه تبقى عبيطة بس أنا اللى غلطان انى صبرت لحد دلوقتى عليكى بس كفاية أوى لحد كده
ناهد : يا استاذ علاء اهدى وخلينا نتفاهم
علاء : مفيش تفاهم الهانم جابت درفها والموضوع خلص خلاص والحكم صدر وملوش استئناف
يصمت علاء وينظر الى مرفت
تتابعه سلمى وناهد بترقب
علاء : انت طالق يا مدام ... طالق
يتركهم علاء ويغادر الشقة
تنظر له مرفت بغضب كبير ولا تعلق
............................................
منزل حاتم
حاتم وأمه يجلسان على طاولة الطعام
رجاء : يعنى البنت اللى جت وفوقتنى دى بنت عمها
حاتم : أيوه يا ماما وبحاول افهمك كده من ساعتها وانت مش مديانى فرصة
رجاء : ولا هديك اسمع قرارى هو هو ومش هغيره خصوصا بعد اللى حكيته وجايز ربنا عمل كده عشان يفوقك ويعوضك ببنت عمها
حاتم : انت بتقولى ايه يا ماما
رجاء : بقولك قرارى النهائى انا موافقة تجوز بنت عمها يكده يتنسى الموضوع ده خالص
حاتم (يقف بعصبية) : لأ مش هنسى وكفاية كده بقى
رجاء : انت بتتعصب عليا
حاتم : أنا ... أنا أسف بس أنا قلتلك كذا مرة انى بحبها ومكدبتش عليكى فى اللى عرفته عنها وحكتلك كل حاجة حصلت وبعدين ايه يعنى انها مش عايزة تصدق ان ابوها وامها ميتين وعايشة معاهم كانهم موجودين مش جريمة يعنى
رجاء لا تعلق
حاتم : ماما أنا بحبك وانت مريتى بتجربة وشوفتى الظلم بيعمل ايه فبلاش تظلمى
رجاء : وصورها اللى بقيت على كل لسان
حاتم : أكيد فى حاجة غلط ... أنا بحبها يا ماما ومش هجوز غيرها ورايح دلوقتى اكلم مع عمها وهحدد ميعاد ونروحلهم سوا وارجوكى متزعليش منى
رجاء لا تعلق
يتركها حاتم ويغادر الشقة
تتابعه رجاء ولا تعلق
.................................
في مطعم الحوفى
علاء وسلمى يجلسان على أحد الطاولات
علاء : أنا هجنن أنا ما صدقت ان الدنيا تمشى وعلاقتى اتحسنت بيها وهتبدأ تشتغل معانا يقوم يحصل كده
سلمى : اهدى يابابا من فضلك انت ناسى ان قلبك تعبان
علاء : هى مفيش غيرها أمك اللى عملت كده
سلمى : متوصلش لكده يابابا هى أه هددت بس مش هتتصرف بالطريقة دى
علاء : أمك تعمل أى حاجة أنا مش عارف كنت
معاشرها ازاى السنين اللى فاتت
سلمى : انا طول عمرى كنت بشوف الخناقات اللى بينكوا بس متصورتش انكوا توصلوا لنقطة الصدام دى
علاء : كل ده بسببها لانها متصوره علطول انها صاحبة
الفضل عليا
يصل حاتم
حاتم : صباح الخير
سلمى : استاذ حاتم اتفضل
حاتم : متشكر أنا كنت عايز استاذ علاء فى موضوع
علاء (يقف) : أنا أسف مش هقدر أكلم فى أى حاجة دلوقتى ... أنا ماشى يا سلمى
سلمى : بابا رايح فين
علاء لا يرد وينصرف من المطعم
حاتم : انا اسف يظهر انى جيت فى وقت مش مناسب
سلمى : أنا اللى أسفة وبعتذرلك بس انت شوفت اللى حصل ويعنى الموقف سخيف وأنا الحقيقة مش عارفه أقول ايه
حاتم : انسة سلمى ياريت تعتبرينى واحد منكوا وانا عمرى ما هصدق ان اللى فى الصور دى الانسة وهم واكيد فى حد معندوش ضمير هو اللى عمل كده لان موضوع تركيب الصور ده حاجة سهلة أوى دلوقتى
سلمى : ايوه بس مين ليه مصلحة فى كده
حاتم : هو انتوا سألتوا بتاع ال DJ
سلمى : لأ ... هو انت تقصد
حاتم : ايوه ازاى الصور دى نزلت على الشاشة مش الشاشة دى بتاعته وكان بيعرض عليها صور المطعم
سلمى : ايوه بس هو هيعمل كده ليه هو ميعرفهاش
حاتم : هو اللى لازم يجاوب على السؤال ده لو سمحتى ادينى تليفونه أو عنوانه
سلمى : ماشى بس فهمنى هتعمل ايه
.................................
منطقة شعبية
يصل حاتم أحدى المناطق الشعبية
يقترب من أحد المحلات
يسال صاحب المحل : لو سمحت
صاحب المحل : أؤمر يا استاذ
حاتم : هو فين محل تيمور بتاع الدى جى
صاحب المحل : آخر الشارع ده هتلاقيه على ايدك اليمين
حاتم : متشكر
يتركه حاتم ويسير ببطئ نحو محل الدى جى وهم يتلفت حوله
يصل حاتم المحل ويجد بوابته الزجاجية مغلقة
يسمع من الداخل صوت ضحكة نسائية
يتردد حاتم فى الدخول ثم يقف مكانه ويقترب من الباب ويحاول الاستماع الى ما يحدث
الفتاة : انت قليل الادب وحياة امك مجيلك تانى
الشاب : مش انتى اللى حفيتى عشان اوريلك الفيديو ده
الفتاة : بس مكنتش اعرف انه كده يا روح امك
الشاب : هو ده اللى عندى ولو مكنش عجبك تعالى جوه اوريك لايف
الفتاة تطلق ضحكة عالية
يفتح حاتم الباب ويدخل
يجد شاب فى اواخر العشرينات يجلس خلف مكتب وامامه شاشة كمبيوتر وبجواره تجلس فتاة ترتدى ملابس خارجية ملفتة
تنتفض الفتاة واقفة فى مكانها
بحدة : انت مش قلتلى يا معفن انك قاقل الباب الله يخربيت الزفت اللى بتشربه
تسرع الفتاة الى خارج المحل
الشاب (بغضب) : كان لازم تدخل دلوقتى انا كنت خلاص هدوس
حاتم : هو انت تيمور بتاع الدى جى
الشاب (يشعل سيجارة) : ايوه أنا الزفت عايز ايه بقى
حاتم (بتردد) : أنا ... أنا عايزك انت
تيمور : نعم يا خويا عايزنى يعنى ايه متلخص فى الحوار وانجز
حاتم : أنا خطيب الانسة اللى نزلت صورها امبارح
تيمور : انسة مين وصور مين
حاتم : الصور اللى نزلتها امبارح فى حفلة المطعم
تيمور : اه المطعم وعايز ايه ان شاء الله
حاتم : عايز أعرف عملت كده ليه تعرفها منين عشان تعمل فيها كده انت ...
تيمور (يقاطعه) : طب ابلع ريقك الأول هى ملقتش غيرك عشان تبعته
حاتم : من فضلك رد عليا عملت كده ليه
تيمور : ولو مردتش بروح امك هتعمل ايه يعنى
حاتم ينظر له ثم يغلق باب المحل
يصيح : لو مردتش عليا دلوقتى هيبقى اخر يوم فى عمرك
تيمور : انت بتقفل الباب عليا ماشى خليه بقى اخر يوم فى عمرنا احنا الاتنين
يخلع تيمور حزام بنطاله ويندفع نحو حاتم
يشتبك الاثنان مع بعضهم
.....................................
منزل وهـم
وهم تجلس فى الريسبشن وتنظر بحزن الى صورة والديها المعلقة على الجدار
علاء يجلس على مقعد أخر أمامها
علاء : لو كانوا لسه عايشين كانوا قلولك تصدقينى
وهم لا تعلق وتستمر فى النظر الى صورة والديها
علاء : طب قوللى اعمل ايه عشان اثبتلك انى مش انا اللى عملت كده أنا مصدقت علاقتنا تبقى كويسة مع بعض
وهم (تبكى) : لو بابا كان موجود كان اخدلى حقى
علاء (يقف ويسرع نحوها) : وانا موجود ومش هسيبك وهخدلك حقك من اللى عمل كده
وهم : أنا اديتك فرصة ومش هقدر اديهالك تانى
علاء (يمسكها من كتفها) : لأ هتدهالى ومش هسيبك مهما حصل
وهم (تبعده عنها) : ممكن تسبنى بقى وتنسانى ولو على الشقة اللى طمعان فيها أنا هسبهالك بس اخرج من حياتى بقى
جرس باب الشقة يرن
يسرع علاء نحو باب الشقة ويفتح
يجد حاتم أمامه ووجهه به العديد من الاصابات
حاتم : أنا ... أنا أسف انى جاى كده بس مقدرتش
علاء : انت مين اللى عمل فيك كده
حاتم : أنا عرفت مين اللى عملها ياعمى
علاء : عمل ايه ... انت تقصد الصور
حاتم : أيوه أنا مشيت ورا خيط ووصلت للشخص اللى عمل كده
علاء : طب ادخل يا بنى وقلنا مين
يدخل حاتم ويقترب من وهم
حاتم : أنا عرفت مين اللى عمل فيكى كده يا انسة
تنظر له وهم ولا تعلق
علاء : من فضلك اقول مين هو
حاتم : أنا روحت للولد بتاع الدى جى وطلع عيل شمال وهو اللى فبرك الصور وعرضها على التليفزيون
علاء (يقاطعه) : وهو عمل كده وليه
حاتم : هو كان دوره التنفيذ وبس زى ما اتقاله وانا مسبتوش غير لما قال الشخص اللى طلب منه كده
علاء : ومين الشخص ده
حاتم : واحدة اسمها ام رضا
وهم (تقف) : ام رضا
علاء : مين دى
حاتم : دى ام الممرض اللى كان عايز يـ ...
علاء : أم الممرض ... ايوه كده المسألة بدأت توضح
حاتم : ابنها اترفد من شغله ومحبوس وهياخد حكم وضاع مستقبله وهى كانت بتنتقم من الانسة وانا روحتلها وواجهتها وقلتلى انها عايزة تعويض منكوا ياما هتنزل صور الانسة على النت وتفضحها
علاء : بنت الــ ... وهى طالبه ايه بالظبط
حاتم : المطعم بتاع حضرتك يكتب باسم ابنها بيع وشرا
علاء : إيه المطعم
حاتم : أيوه للاسف هى بتنتقم لابنها وعايز تعويض عن اللى حصله
علاء : قلها انا موافق
وهم : انت بتقول ايه
علاء : بقول موافق
حاتم : طب انا هستئذن واسبكوا لبعض
ينصرف حاتم
علاء : متقلقيش أنا هكتبلها المطعم باسم ابنها عشان اضمن سكوتها
وهم (تقف) : لأ أنا مش هقبل التضحية دى
علاء : وأنا مش هقبل أي حاجة تمسك لانها بتمسنى قبلك ومستعد أعمل أي حاجة عشان احميك
وهم : هو انت بتعمل كل ده ليه ... أنا لحد دلوقتى مش مصدقة اذا كنت عمى ولا لأ وبعدين دى مشكلتى وأنا مش عايزة حاجة من حد
علاء (يقاطعها) : أنا مش أى حد يا ابتسام
وهم : إيه ابتسام
علاء : أيوه مش ده اسمك اللى بتهربى منه
وهم لا تعلق
علاء : الاسم ده كان أحلى حاجة في حياتى
وهم : انت مين بالظبط
علاء : أنا ... أنا باباكى يا ابتسام
تنظر له بذهول ولا تعلق