
رواية وهم
الفصل الثاني 2
بقلم احمد نبيل
غرفة نوم وهـم
وهم ترقد على سريرها وقد ذهبت فى نوم عميق
عمها يقف فى منتصف الغرفة ينظر اليها بحزن وتوتر ويتابع دكتور شاب يقوم بالكشف عليها
علاء : خير يا دكتور
الدكتور : حالة انهيار عصبى يظهر انها اتعرضت لصدمة عصبية كبيرة
علاء : وهى هتفضل كده
الدكتور (يضع ادواته فى حقيبته) : الحقنة اللى خدتها هتنيمها شوية وان شاء الله هتبقى كويسة بس ...
علاء : بس ايه يا دكتور
الدكتور (يقف) : لأ مفيش بس أنا نبهت علي حضرتك قبل كده أنها متتعرضش لصدمات تانى ولو حصل ياريت تتنقل المستشفى وهناك هتلاقى الرعاية اللازمة لان تصرفاتها الفترة الجاية ممكن تبقى خطر على أى حد حواليها
علاء : خطر حضرتك تقصد ايه
الدكتور : يعنى أي حد بيتعرض لصدمة عصبية وبتتكرر معاه متتضمنش رد فعله بعد كده ياريت تخلوا بالكوا منها
ينصرف الدكتور
يتبعه علاء الى خارج الشقة ويغلق الباب
يعود علاء الى غرفة وهم ويقف ينظر اليها في حيرة
جرس باب الشقة يرن
يتجه علاء نحو باب الشقة ويفتح ويجد نسرين صديقة وهم أمامه
نسرين : حصل ايه يا عمى
تدخل نسرين
علاء : معلش يا بنتى انا اتصلت بيكى عشان تكونى جمبها لان مضطر امشى
نسرين : طب حصل ايه تانى ممكن افهم
علاء : الواقع يا بنتى اللى بتهرب منه بقالها سنة
نسرين : تقصد موت باباها ومامتها
علاء : ايوه انت عارفه كانوا كلهم مرتبطين ببعض اد ايه واللى حصل مكنش سهل وطول السنة اللى فاتت وهى بتحاول تهرب من حقيقة موتهم لحد ما صدقت انهم فعلا لسه موجودين وعايشين معاها
نسرين : هى كانت لازم تفوق باى شكل وأنا حاولت معاها كتير بس رد فعلاها كان بيبقى وحش أوى
علاء : الدكتور قال كده برده بس عموما خيكى معاها وانا هاجى الصبح وهاخدها معايا عندى في البيت
نسرين : حضرتك عارف انها رفضت الموضوع ده كذا مرة وكانت بتحصل بينكوا مشاكل كبيرة وخناقات بسببه لحد ما العلاقة بينكوا بقت مسدودة لان من وجهة نظرها انت بتحاول تبعدها عن المكان اللى بتحبه وعاش فيه باباها ومامتها وذكرياتهم مع بعض
علاء (بعصبية) : بس المرة دى هخدها غصب عنها مهما حصل
يفتح علاء باب الشقة
علاء : أنا اسف انا همشى دلوقتى
ينصرف علاء ويغلق باب الشقة
تتجه نسرين نحو غرفة وهم
تفتح الباب وتنظر الى وهم النائمة على سريرها
تغلق نسرين الباب وتتجه نحو أحد المقاعد فى الريسبشن وتجلس عليه وتفتح هاتفها وتنشغل به
تفتح نسرين أحد المقاطع الموسيقية فى هاتفها وتضع السماعات في اذنها
تتفاجأ نسرين بيد من خلفها تمتد نحو رقبتها وتخنقها
تنتفض نسرين من مكانها واقفة وهى تصرخ ويسقط هاتفها من يدها على الأرض
تنظر نسرين خلفها وتجد وهم تنظر اليها بغضب كبير
نسرين (تصيح) : انت عايزة تموتنى
وهم : وليكى عين تيجى هنا بعد اللى عملتيه
نسرين : أنا عملت ايه عشان ده كله
وهم : وبتسألى كمان ... هو انتى تكدبى وتقولى انك مكنتيش موجودة فى الشغل يوم ما الزفت صاحب الشركة كان عايز يغتصبنى وعايزانى اعديهالك
نسرين : أنا ... محصلش ... أنا بعد ما كنت عندك نزلت روحت لعميل ومعرفتش اللى حصل غير لما رجعت الشغل وكلمت بعدها عمك
وهم : انت كدابة كلكوا كدابين
نسرين : طب اهدى بس وخلينا نتكلم
وهم : هو كلكوا بتقولولى اهدى انا مش مجنونة
نسرين : محدش قال كده بس انت تعبانة وكفاية اللى حصل
تجلس وهم (تمسك رأسها) : هو ايه اللى حصل
نسرين : انت مش فاكره حاجة
وهم : انا فاكره انى رجعت واتخانقت مع الواد الزفت اللى اسمه حاتم وبعدين اللى اسمه علاء ده جه هنا ومعرفش حصل ايه
نسرين : يعنى مش فاكره اللى قلهولك
وهم (بعصبية) : قال ايه متقولى علطول
نسرين (بخوف) : لأ مفيش المهم تهدى وخلاص
وهم (بغضب كبير) : تانى اهدى
تقف وهم وتجذب نسرين من ذراعها وتدفعها بقوة نحو باب الشقة
وهم : اطلعى بره انا مش عايزاكى معايا ... بره
نسرين : حاضر حاضر أنا همشى خلاص
تفتح نسرين باب الشقة وتنصرف بسرعة
تغلق وهم الباب ثم تلتفت الى صورة والدها ووالدتها المعلقة على جدار الصالة
تتحدث معهم : انتوا فين ... يعنى كان لازم تسافروا وتسبونى يحصل فيا كل ده ... بس لأ أنا مش هسكت وهعرف ازاى اوقف كل واحد عند حده
تسرع وهم نحو غرفتها
تدخل الغرفة وتغلق الباب بقوة
..............................................
منزل علاء الحوفى
علاء يجلس على طاولة الطعام وينشغل بالاطلاع على بعض الفواتير
زوجته مرفت السكرى في أوائل الخمسينات تخرج من المطبخ وهى تحمل اطباق من الطعام
مرفت (بحدة وهى تضع أطباق الطعام أمامه) : هو احنا مش هنخلص بقى من حدودة بنت اخوك دى
علاء : عايزانى اعمل ايه يعنى اسبها ومسألش فيها ما انت شايفه اللى هيا فيه
مرفت : انت مش هتستريح غير لما تتحبس معاها في مرة
علاء : بقولك ايه يا مرفت الكلمتين بتوع كل يوم دول أنا زهقت منهم لان هرد عليكى بنفس الرد دى بنت اخويا ووصانى عليها ومهما حصل مش هسبها وكفاية بقى وخلينى اكل اللقمة وانزل اشوف اللى ورايا
مرفت : وهو انت فاضى ما انت داير وراها في كل حتة وسايب بنتك سلمى مدوره المطعم
علاء : ما انت شايفانى بتزفت براجع الفواتير بتاعة بضاعة امبارح يعنى مش سايبها ولا حاجة
مرفت : بقولك ايه البت بنت اخوك ديه ملهاش حل غير الجواز انت تشوفلها عريس يلمها وتخلص
علاء : يعنى عايزانى اعمل ايه انزل ادلل عليها وأقول مين يجوزها ولا اعمل مسابقة بجوايز عليها
مرفت : لا دى ولا دى شوف اى حد من معارفك يلبسها وخلاص
علاء : يعنى ايه يلبسها أنا بنت اخويا مش جربه عشان اديها لأى حد دى بنت جامعية وزى القمر كمان يعنى تقعد وتختار اللى هي عايزاه
مرفت (بسخرية) : تختار ضحكتنى ودى مين هيستحملها باللى هي في ده انت ناسى العريس اللى جبتهولها آخر مرة عملت في ايه
علاء : الجواز قسمة ونصيب يا مرفت وبعدين خلاص انا هغصب عليها تيجى تقعد معانا هنا وان شاء الله هـ ...
مرفت (تقاطعه) : تانى ... اسمع البت دى مش هتعتب هنا انت فاهم
علاء (يقف) : انا رايح المطعم لأن الكلام معاكى بقى حاجة لا تطاق
يسرع علاء نحو باب الشقة
يفتح الباب وينصرف
مرفت تتابعه وتردد : قال تيجى تقعد معانا هنا هي ناقصة
..................................
مطعم الحوفى للمأكولات الشرقية
مطعم في وسط البلد للماكولات الشرقية
علاء يجلس على مكتب صغير داخل المطعم
سلمى الحوفى بنته في أوائل العشرينات تقف بجانبه
سلمى : معلش يا بابا انت عارف ماما وتحكماتها
علاء (بعصبية) : يعنى عجبك اللى بتعمله معايا
سلمى : معلش بقى يابوب عدى الموجة دى ولو على بنت عمى سبهالى أنا
علاء : يعنى هتعملى ايه معاها
سلمى : أنا ممكن اروح اقعد معاها أنا بدل ما تيجى هيا
علاء : يا سلام ويبقى عملنا ايه هتقعدوا انتوا الاتنين لوحديكوا وبعدين ما انا عارف ان علاقتكوا ببعض مش قد كده
سلمى : أنا عارفه ومش عارفه السبب رغم انى معرفهاش غير من سنة من ساعة ما قررنا نرجع من بره بس خلينا نجرب لحد ما اقنعها تيجى تقعد هي معانا
علاء : انا مش موافق على الكلام ده
سلمى : عندك حل تانى أنت بقالك سنة في الموال ده من ساعة عمى ما مات وقررت نرجع نعيش هنا ونعمل مشروع المطعم ده
علاء : معرفش ... معرفش
سلمى : خلاص ادينى فرصتى وسبنى أحاول المرة دى يمكن
علاء ينظر لها ولا يعلق
...................................
منزل وهـم
وهم تقف في المطبخ وتقوم بتحضير الطعام
تضع وهم هاتفها أمامها وتفتح بث مباشر على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى
وهم : مساء الفل عاملين ايه انا صحيت من شوية ... اه مستغربين ليه ما انا خلاص قعدت في البيت بعد الشغلانة اللى انا فيها ما سبتها ... خلاص بقى اصحى براحتى ... تحبوا بقى نكلم في ايه النهاردة ... عن الحب ولا الجواز ولا الطلاق ولا ايه بالظبط ... ماشى نكلم عن الحب ... بس مش عايزة تعليقات ملهاش لازمة خلوا بالكوا انا ابويا وامى ممكن يدخلوا عليا في اى وقت فكلمة كده ولا كده مش هتعجبنى هقفل اللايف ومش هتشوفوا وشى تانى ... ايوه يا ظريف انا عارفه انى قطة ومزة وزى القمر بس خلى بالك القطة ليها ضوافر ممكن تخربشك ... ايه نجوز عرفى ... أنا عارفه انكوا شوية عيال ملكوش لزمة وحلال فيكوا البلوك
تنهى وهم البث المباشر وتغلق هاتفها بعصبية كبيرة
جرس باب الشقة يرن
وهم : ومين السخيف اللى جاى دلوقتى
تسرع وهم نحو باب الشقة
تفتح الباب وتجد سلمى بنت عمها أمامها وبجوارها حقيبة ملابسها
سلمى : هاى ازيك عامله ايه
وهم تنظر لها بغضب ولا تعلق
.......................................
منزل علاء الحوفى
علاء يجلس في الريسبشن يدخن سيجارة وأمامه زوجته مرفت تنظر له بغضب كبير
مرفت : نعم بتقول ايه سلمى راحت فين
علاء : ايه مالك راحت تقعد عند بنت عمها شوية حصل ايه يعنى
مرفت : انتوا بتضحكوا عليا انتوا الاتنين انت تقولى انها رايحة رحلة مع واحدة صاحبتها وهى تقرطسنى وتلم هدومها وتنزل بسرعة
علاء : مرفت انا راجع تعبان بنتك راحت تقعد مع بنت عمها محصلش حاجة لكل ده
مرفت : لأ حصل انا مش فردة جزمة في البيت ده عشان تضحكوا عليا ... أنا وافقت اننا نرجع مصر مش عشان ترمونى هنا وتعملوا اللى انتوا عاوزينه ... اتفضل اتصل بيها وقولها ترجع دلوقتى
علاء : مش هتصل
مرفت : ماشى اتصل أنا
علاء : اسمعى بقى هي حاجة من اتنين ياما سلمى تروح تقعد مع بنت عمها يا ما هما الاتنين يجوا يقعدوا هنا
مرفت : لدى ولا دى وهنشوف كلام مين فينا اللى هيمشى
تتصل مرفت بسلمى ولا ترد
مرفت : مش بترد
علاء : أنا داخل اودتى استريح
مرفت : ماشى يا علاء هتشوف
...................................
منزل وهـم
سلمى تجلس على أحد المقاعد في الريسبشن وامامها تجلس وهم على مقعد اخر
هاتف سلمى يصدر رنين
وهم : ايه مش هتردى
سلمى : لأ مش مهم بصى انا جاية اقعد معاكى ومش عايزة حاجة تشغلنا عن بعض
وهم : هو ابوكى معرفش يوصل للى هو عايزه قام بعتك انتى
سلمى : بابا خايف عليكى وعايز يطمن
وهم : يطمن على ايه بقى ان شاء الله مهو بقاله سنة فارض نفسه عليا
سلمى : انت اللى بتصديه ومش عارفه ليه رغم انه مش عايز غير مصلحتك وخايف عليكى
وهم : هو قالك انه خايف عليا هو الكدب ده متأصل في عيلتكوا
سلمى : كدب طب بصى مش عايزين نبدأها كده خلينا نفتح قلوبنا لبعض ولو في حاجة نصفيها
وهم : قلوبنا أه ... حاضر انا هقولك بقى علاء بيه عايز ايه وبعتك ليه
سلمى : هيكون بعتنى ليه عشان اقعد معاكى لانك رافضة تيجى تقعدى معانا وهو خايف عليكى ومش عايز يفضل سايبك قاعدة لوحدك
وهم : خايف عليا ولا على الشقة
سلمى : شقة ايه
وهم : الشقة ديه هو انت فاكرانى معرفش ان الشقة دى ورث بينه وبين بابا أنا عارفه كل حاجة
سلمى : أنا معرفش حاجة عن الموضوع ده ولا في دماغى وبعدين بابا عمره ما جاب سيرة
وهم : ولا هيقدر لان هو عارف ان دى شقة بابا وبس وجدو كتبها باسمه واللعبة اللى هو بيلعبها دى هتتقفل عليه زى الدومنو قبل ما يفكر فى أى حاجة
سلمى : طب خلاص انسى القصة دى وخلينا نكلم في حاجة تانية
وهم : حاجة ايه نكلم مثلا عن شريف
سلمى : شريف مين
وهم : شريف المتريش اللى اتقدملى من شهرين
سلمى : ماله
وهم : انت ناسية لما جه هنا وانت وابوكى جيتوا وحضرتك طبعا معجبكيش ازاى يخترنى انا ويقلبك انت
سلمى : لأ الكلام ده مش صح بابا رفضه عشان ده شاب مش كويس ولو الحكاية دى هي اللى مزعلاكى منى تبقى غلطانة
وهم : بقولك ايه انا ساكته من زمان وقلت يمكن انسى بس انت وابوكى اللى مش عايزين
سلمى : يظهر انى غلطانة بقى انى جيت وقولت أحاول معاكى بس انت يظهر مفيش فايدة فيكى وماما عندها حق
تقف سلمى
وهم : على فين يا حلوة هو دخول الحمام زى خروجه
سلمى : عايزة ايه تانى خلاص أنا ماشية و اعتبرينى مجتش من أصله
وهم : طب مش تاخدى واجبك الأول
سلمى : واجب ايه انا هاخد شنطتى وامشى
تحمل سلمى حقيبة ملابسها وتسرع نحو باب الشقة
تجد سلمى الباب مغلق بالمفتاح
سلمى (بعصبية) : انت قافله الباب بالمفتاح ليه
وهم : مش بقولك دخول الحمام مش زى خروجه
سلمى : من فضلك افتحى الباب عايزة امشى
وهم : لما تدفعى التمن الأول
سلمى : تمن ايه انت مجنونة انا هتصل ببابا
تخرج سلمى هاتفها وتتصل بعلاء
تصرخ : بابا الحقنى
.....................................
منزل علاء
علاء يهب من سريره : ايه ... حبساكى ... يعنى ايه ... طب انا جاى علطول
تدخل مرفت عليه
مرفت : في ايه
علاء : مفيش ... مفيش في مشكلة ولازم انزل
مرفت : البت حصلها ايه انطق
علاء : قلتلك عند بنت عمها سبينى بقى
يرتدى علاء ملابسه بسرعة ويسرع الى خارج الشقة
................................
أمام بيت وهـم
يصل علاء بسيارته أمام العمارة التي تسكن فيها وهم
يجد عدد من الأهالي متجمعين أسفل العمارة وبجوارهم سيارة مطافى وسيارة اسعاف
يترك علاء سيارته ويسرع نحو باب العمارة
علاء لأحد الحاضرين : هو في ايه
رجل : بيقولوا حصل حريقة في الشقة اللى في الدور التالت
علاء : ايه واللى جوه الشقة حصلهم حاجة
رجل : يظهر ماتوا
يتسمر علاء مكانه ولا يعلق...