
رواية وهم
الفصل الثالث 3
بقلم احمد نبيل
مستشفى
ترقد وهم وسلمى في غرفة داخل احدى المستشفيات
علاء الحوفى يقف ينظر اليهم بحزن وقلق كبير من النافذة الزجاجية للغرفة وبجواره الدكتور المعالج
الدكتور : اكتبلهم عمر جديد ... النار مكنتش كبيرة وولعت في الصالة بس وواضح ان الاتنين جريوا على اقرب اودة واستخبوا فيها وبالصدفة في حد خبط على الباب ولحقهم واتصل بالمطافى والاسعاف
علاء : وهما هيفوقوا امتى
الدكتور : يعنى الجروح كلها سطحية وممكن يفوقوا في أي وقت ... بعد اذنك
ينصرف الدكتور
ينظر علاء الى وهم وسلمى بحزن كبير
يتذكر علاء صوت سلمى وهى تصرخ في التليفون : بابا الحقنى
علاء (يحدث نفسه) : انا السبب ... انا اللى رميت بنتى عندها وانا عارف ممكن يحصلها ايه بس انا مكنتش عارف ان الموقف يوصل للدرجة دى
هاتف علاء يصدر رنين
ينظر علاء الى شاشة هاتفه ويجد مرفت تتصل به
يرد وهو يحاول السيطرة على اعصابه : ايوه ... لأ مفيش كانت مشكلة بسيطة في الشغل ... قلتلك مشكلة بسيطة ... مين ... سلمى مش بترد عليكى ... ما قلتلك مع بنت عمها ... خلاص لما ترد عليا هخليها تكلمك
يغلق علاء هاتفه بعصبية وينظر الى وهم وسلمى
يظهر حاتم في ممر الغرف ويقترب من علاء
حاتم : صباح الخير
علاء (يلتفت له) : هو انت اللى ...
حاتم : ايوه حضرتك انا جار الانسة وهم وانا اللى اتصلت بـــ ...
علاء (يقاطعه) : هو انت شفت اللى حصل
حاتم : أنا كنت نازل رايح شغلى وسمعت صريخ في شقة الانسة وهم ومكنتش عارف في ايه روحت اجرى على باب الشقة وضربت الجرس جامد ولما الباب اتفتح لقيت الانسة وهم بتصرخ فيا وتقولى انت جاى تلحقها ولقيت الانسة التانية واقفة وقدامها نار ماسكه في السجادة على الأرض وبعدين اتقفل الباب فاتصلت بسرعة بالمطافى والاسعاف ولما جم لاقوا الاتنين جوه اودة ومغم عليهم على الأرض والنار حرقت الصالة كلها
يقاطعهم صوت سلمى وهى تستيقظ وتردد : كانت عايزة تحرقنى ... كانت عايزة تموتنى
يندفع علاء الى داخل الغرفة ويسرع نحو سلمى ويتبعه حاتم
علاء (يمسك يدها) : حمد الله على سلامتك يا حبيبتى ... الحمد لله انها جت على كده
سلمى : شوفت يا بابا ... شوفت عملت فيا ايه ... انا كنت هموت يا بابا هموت
علاء : الحمد لله يا بنتى هي اكيد مكنتش تقصد
سلمى (تصيح) : انت بتدافع عنها ليه ... ماما كان عندها حق ... عندها حق
علاء : طب اهدى دلوقتى اهدى انت تعبانة
سلمى : انا مش عايزة اقعد هنا عايزة امشى من هنا
علاء : حاضر يا حبيبتى بس اهدى
يصل الدكتور مع ممرضة ويندفع نحو سلمى
الدكتور : حقنة مهدأة بسرعة
تسرع الممرضة الى الخارج ثم تعود ومعها حقنة مهدأة وتعطيها للدكتور
يتابع علاء وحاتم الموقف بقلق وتوتر
يعطى الدكتور الحقنة لسلمى التي تهدأ تدريجيا وتذهب في نوم عميق
يلتفت الدكتور لعلاء وحاتم : ممكن تتفضلوا وجودكوا ملوش لزمة دلوقتى
..................................
سيارة علاء الحوفى
علاء يقود سيارته وبجواره حاتم
حاتم : أنا اسف انى جيت مع حضرتك وعطلتك
علاء : انت بتقول ايه بس ده لولاك مكناش لحقنا البنات انا مش عارف اشكرك ازاى
حاتم : أنا معملتش حاجة حضرتك ممكن أى حد كان عمل اللى عملته
علاء : انت باين عليك شاب طيب ومحترم
حاتم : انا متشكر لحضرتك واسمحلى يعنى ...
علاء : خير اتفضل قول اللى انت عايزه
حاتم : لأ هو اكيد الوقت مش مناسب
علاء : بص انا لولا انى لازم ارجع البيت دلوقتى مكنتش سبت المستشفى بس اوعدك الظروف دى تخلص واسمع منك اللى انت عاوزه
حاتم : ان شاء الله ... طب انا ممكن انزل هنا
علاء : انا هوصلك خليك
حاتم : لأ هنا كويس ... أنا كده كده محتاج اشترى شوية حجات قبل ما ارجع البيت
علاء (يتوقف بالسيارة على جانب من الطريق) : براحتك وانا متشكر مرة تانية
حاتم (يفتح باب السيارة) : اسمحلى ابقى اطمن على الانسة وهم
علاء : طبعا انتوا يا بنى جيران
يبتسم حاتم وينزل من السيارة
ينطلق بها علاء بسرعة بعيدا عن المكان
حاتم (يردد في نفسه) : مكلمتش ليه هو لسانك هيفضل متلجم كده علطول
يترك حاتم مكانه وينصرف
......................................منزل علاء الحوفى
يصل علاء بسيارته أمام منزله
يركن السيارة وينزل منها بسرعة ويصعد الى شقته
يفتح الباب ويدخل
ينادى : مرفت انت فين
مرفت لا ترد عليه
يبحث علاء عنها في كل مكان بالشقة
يخرج هاتفه ويتصل بها
صوت الهاتف : الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح يمكنك ...
يغلق علاء هاتفه بعصبية
يردد : راحت فين دى ... تكون عرفت اللى حصل و ...
يندفع علاء بسرعة الى خارج الشقة ويغادر المكان
..................................
المستشفى
يتوقف علاء بسيارته في ساحة الانتظار أمام المستشفى ويندفع للداخل
يصعد بسرعة الى غرفة وهم
يتفاجأ بزوجته مرفت ومعها ظابط شرطة يقفان امام غرفة وهم وسلمى ومعهم الدكتور المعالج
علاء (يقترب منهم) : هو في ايه
الدكتور : الأستاذة بلغت ان الانسة بنت اخوك حاولت تقتل الانسة سلمى والباشا جاى يقبض عليها
علاء (بغضب) : انت اجننتى بقى
مرفت (بعصبية كبيرة) : أنا برده اللى اجننت ... هو انت كنت فاكرنى مش هعرف اللى حصل ... انت ترمى بنتى الرمية دى شوفت حصلها ايه ... بنت اخوك دى لازم تتحبس
علاء : بنت اخويا معملتش حاجة يا مدام وكان لازم ترجعيلى الأول
مرفت : ارجع لمين بعد ما كدبت عليا وخبيت عنى اللى حصل انا بنتى كانت هتروح منى
الظابط (بصرامة) : لو سمحتوا تهدوا شوية
علاء : يا فندم انا والد وعم البنتين اللى جوه دول وانا بقول لحضرتك محصلش حاجة وفى سوء فهم
الظابط : مش حضرتك اللى اتحدد يا أستاذ فى دلوقتى بلاغ أتقدم ولازم نحقق فيه ونعرف بعدها مين كان عايز يقتل مين
علاء : يا فندم بقولك مفيش حاجة وحضرتك اعتبر إن مفيش بلاغ من أصله
الظابط : ابقى أقول الكلام ده لما نحقق ونسألك ونستجوب البنتين
الدكتور : حالتهم يا فندم متسمحش دلوقتى
الظابط : هنشوف يا دكتور ... هنشوف
ينصرف الظابط
الدكتور (يشير بيده لعلاء ومرفت): لو سمحتوا اتفضلوا دلوقتى الموضوع خلاص في ايد البوليس
ينظر علاء الى مرفت بغضب كبير
......................................
استراحة المستشفى
علاء يجلس مع مرفت داخل الاستراحة
علاء (بغضب كبير) : اقدر اعرف ايه اللى عملتيه ده ... ازاى تتهمى بنت اخويا بالتهمة دى
مرفت : انت خايف على بنت اخوك ومش خايف على بنتى ... بنتى كانت هتموت
علاء : وانت عرفتى منين مين كانت هتموت مين الاتنين كانوا جوه الشقة ومنعرفش ايه اللى حصل بينهم
مرفت : البوليس بقى هيعرف اللى حصل بس البت دى لازم تتحبس ونخلص من قرفها
علاء : بنت اخويا مش هتتحبس واحترمى نفسك وانت بتتكلمى عنها
مرفت : احترم نفسى حاضر ... طب ورحمة امى وابويا لاحبسها وهتشوف يا علاء
علاء : طب فكرى بس تقربى منها وشوفى هعمل معاكى ايه
مرفت (بعصبية كبيرة) : انت هجننى هى بنت اخوك اغلى عندك من بنتك
علاء : الاتنين ولادى ومش هسبهم
مرفت : انت اجننت خلاص ولازم تفوق
يقف علاء ويصفعها على وجهها بقوة
مرفت : انت بتضربنى عشانها
علاء لا يعلق
مرفت : طب انا هوريك يا علاء ... أنا هوريك مرفت هتعمل ايه
تنصرف مرفت من المكان بخطوات سريعة ويتابع الحاضرين الموقف
يجلس علاء على أقرب مقعد
يردد : منك لله يا شيخة ... منك لله
..................................
شركة اتصالات
حاتم يجلس مع صديقه شريف في كافيه الشركة ويتناولون أحد المشروبات
شريف : انت يا بنى دماغك فيها إيه ... انت ازاى بتحب البنت دى وعايز تجوزها كمان
حاتم : مالها يعنى انت مشفتهاش دى زى القمر
شريف : هو انت بتفكر فيها كشكل بس ... اللى انت حكتهولى عن تصرفاتها يخلى أي حد يخاف ويجرى
حاتم : هو أي حد يتعرض لصدمة بعد فراق أقرب الناس ليه نسيبه ونتخلى عنه
شريف : لأ طبعا بس الحالة دى أوفر أوى انت بتقولى بقالها سنة ابوها وامها ميتين وهى مش عايزة تصدق وبتتعامل على أنهم موجودين في حياتها تبقى حالتها دخلت في سكة تانية خالص
حاتم : بالعكس أنا شايف انها طبيعية وحتى لو مش عايزة تنسى انهم ماتوا ايه المشكلة انها تعيش وهى فاكره انهم معاها طالما مش بتسبب ضرر لحد حواليها
شريف : انت يا بنى مصدق اللى انت بتقوله ده انت لسه بتحكيلى على حوار المستشفى واللى حصل مع بنت عمها
حاتم : انا معرفش في ايه بينهم ومش اى حاجة تحصل تبقى هي السبب
شريف : لأ انت حالتك ميؤوس منها ومش شايف حاجة قدامك غيرها
حاتم : بص انا حكتلك لانى كانت عايز اكلم بس أنا واخد قرار ومش هرجع عنه
شريف : وبلغت والدتك بالقرار ده
حاتم : لما ترجع في الاجازة الجاية هقولها انت عارف انها اجوزت بعد وفاة والدى وسافرت مع جوزها وانا عايش لوحدى وكل فترة بترجع إجازة
شريف : طب كلمها في التليفون ولا على النت
حاتم : لما افتح الموضوع الأول مع عم وهم واعرف الدنيا رايحة فين
شريف : وايه وهم دى في واحدة اسمها وهم
حاتم : ده اسمها اللى على صفحتها على الفيس بوك
شريف : وهى اسمها ايه
حاتم : انت يهمك اسمها في ايه انا بحبها هي وبس
شريف : انت حر بس خلى بالك من نفسك ويلا البريك خلص
يتركه شريف وينصرف
حاتم (يردد) : محدش فاهم حاجة بس انا مش هسبها
......................................المستشفى
وهم لا تزال نائمة على سريرها وبجوارها على السرير الآخر ترقد سلمى
ينفتح باب الغرفة ويدخل اثنان من الممرضين
الممرض الأول : يا عم انت داخل هنا ليه هو مش الدكتور قالك مر على الجناح التانى
الممرض الثانى : وطى صوتك ايوه قالى بس انا بقى داخل هنا عشان أتأكد
الممرض الأول : تتأكد من ايه
الممرض الثانى : من القمر اللى نايم في الأوضة
الممرض الأول : انت تقصد ايه
الممرض الثانى : انت مش شايف الاتنين اللى نايمين دول
الممرض الأول : ايوه مالهم دول اللى جم فى حريقة الشقة اللى حصلت وأول لما يفوقوا هيمشوا
الممرض الثانى : طب وده معقول يمشوا كده من غير ما يتعمل معاهم الواجب
الممرض الأول : انت تقصد ...
الممرض الثانى : ايوه ايه مش عايز ولا هى أول مرة
الممرض الأول : بقولك ايه انا قولتلك مش همشى فى السكة دى تانى ولم نفسك بقى وخلينا نغور من هنا ونحاجى على أكل عيشنا
الممرض الثانى : وأنا بقى مش هغور وهى طالبه معايا الليلة وبعدين أنا لازم أعرف هى واحدة فيهم ولا لأ
الممرض الأول : تقصد مين هو انت تعرف الاتنين دول
الممرض الثانى : أعرف واحدة منهم وهموت عليها بشوفها على النت وهى طالعة لايف على صفحتها وهبقى عايز افرتك الشاشة ولما عرفت انها هنا قلت فرصتى ومش هسبها
يقترب الممرض من وهم
الممرض الثانى : هى ... مش قولتلك هى المزة اللى بشوفها على النت
الممرض الأول : ما بلاش اللى انت ناوى عليه ده المرة اللى فاتت البنتين طلعوا شمال ونفدنا منها وممكن حد يدخل علينا ونروح فى ستين داهية
الممرض : بقولك ايه أنا ما صدقت لقيتها والبت التانية اهيه قدامك هى اه مش زى المزة دى بس برده الشاسيه بتاعها جامد
الممرض : لا شاسيه ولا غيره انت حر أنا همشى قبل ما اروح في داهية معاك
ينصرف الممرض الأول من الغرفة
الممرض الثانى (يردد) : ملكش فى الطيب نصيب
يمد الممرض يده ويتحسس شعر وهم
الممرض : انا ابقى اهبل لو سبتك الليلة
يهم الممرض بتقبيل وهم
تستيقظ وهم وتلمح الممرض وهو ينوى تقبيلها
تنتفض من سريرها وهى صرخ : انت مين وعايز ايه
الممرض : هو ده سؤال برده عايزك انتى يا قمر
وهم : ابعد عنى انت اجننت
الممرض (يحاول تقبيلها) : اه أنا مجنون بيك
يحاول الممرض الاعتداء على وهم
تبعده وهم عنها بكل قوتها
يصر الممرض على النيل منها
تستيقظ سلمى وتلمح المشهد
تلتقط الفازة الموجودة على الكوميدو بجوارها
تضرب بها رأس الممرض
يسقط الممرض على الارض مغشيا عليه وتنفجر الدماء من رأسه
تنظر وهم وسلمى الى الممرض بخوف كبير وهم يلتقطون أنفاسهم بصعوبة
ينفتح باب الغرفة وتدخل ممرضة شابة
تصرخ مع رؤيتها للمرض وهو ملقى على الأرض والدماء تندفع بغزارة من رأسه
تصيح : انتوا عملتوا ايه
تنحنى الممرضة وتمسك يد الممرض ثم تقف وتتراجع في رعب
تردد وهى تواجه وهم وسلمى : ده مات ...
تتبادل وهم وسلمى نظرات الخوف والرعب دون تعليق