رواية اهدأ يا نبض قلبي الفصل الثامن عشر 18 بقلم دانة الحمادى

         

رواية اهدأ يا نبض قلبي 
الفصل الثامن عشر 18
بقلم دانة الحمادى



كانت تصعد بخطوات ثقيله وكأن ارجلها اصبحت اطنان من الرمال لا تقدر علي حملها وما ان دقت علي باب منزلها ،، وفتحت لها والدتها كانت اسيل لا تري من الواقف امامها من دموعها التي حجبت عنها الرؤيه وشعرت فجأه وكأن أرجلها تحولت الي هولام لا يستطعيون

حمل جسدها وانها تترنح بشده ،، وكانت اخر كلمه سمعتها صوت خوف امها وهي تشهق بنتتتتي ،، وسقطت مغشي عليها. هذه اخر كلمه واخر شئ تذكرته افاقت علي صوت يوقظها ويهزها بشده وخوف وينادي اسيل اسيييل ردي عليه اسيييييييل ،،نعم انها تعلم

هذا الصوت انه صوت شخص عزيز علي قلبها كثيرا ودت رؤيته منذ فتره ،،شعرت برائحه عطرتملاء انفها لكي يجعلوها تستفيق ابتدت اعينها ان ترمش فتحت اعينها بتثاقل شديد لتري جاهده هل هذا الصوت حقيقي ام خيل لها ذلك تري الاشخاص الواقفين امامها بصور

ضبابيه حاولت ان تتذكر وتستجمع مايحدث لها أتاها صوته حبيبتي انتي فوقتي هزي راسك طيب طمنيني ابتسمت نعم انه هو الحبيب الغائب هزت رأسها بصعوبه ،، احتضنها بين زراعيها بحنان انغمست في حضنه اكثر قائله :شريف انت جيت بجد وله انا لسه مفوقتش

ارتسمت علي وجهه الفرحه والحزن عليها في نفس الوقت :ايوه ياحبيبه قلبي انا شريف اخوكي انا جيت من ساعه بس وهما كانوا عملينهالك مفجأه بس شكل المفجأه معجبتكيش

احتضنته اكثر بجسدها وتكلمت بوهن :اوعي تقول كده انت متعرفش انا فرحانه قد ايه بجد انت وحشني اوي ياشرييييف

مسد علي شعرها بحنان :انت اللي وحشاني جداا ياروح قلبي متعرفيش وانا فالغربه ببقي مشتاق اشوفكم اد ايه

اسيل : وانا والله انا مش مصدقه نفسي انك قدامي

شريف بمزاح وزهو :طبعا ليكي حق شريف بجلاله قدره قدامك هو انا اي حد وله ايه ؟؟ كان طبعا لازم يغمي عليكي من الفرحه

تذكرت سريعا ماالذي كان السبب في هذا الاغماء

وشعرت بألم في قلبها ولكنها حاولت ان ترسم بسمه سريعه لكي لا يلاحظ احد حزنها وضغطت علي يد اخيها :طبعا ياحبيبي انت مش اي حد وهنا قاطعتهم ندي بطريقه كوميديه الله الله علي الحب احنا شكلنا ملناش نصيب فيه نظر شريف الي اخته بمشاكسه:اه ملكيش ليكي عندي حاجه واحد واخته قاعدين بيحبوا بعض

ندي بسؤال :ماما هو انا قولتلك قبل كده اني ليه اتنين اخوات بس مش عايشين معانا هنا

ضحك شريف بشده وجذب ندي من زراعها ليأخذه هيا ايضا في حضنه شعر وكأنه يعوضهم حنان ابيهم ثم قبل راسها :مش هتكبري ابدا يانودي هتفضلي غلابويه كده لحد ماتبقي جده وسنانك تقع ،،،،ضحك الجميع ودعت امهم :ربنا يخليكوا لبعض ياولادي باحبايبي وميحرمكمش من بعض ابدا ،، الجميع :اميييين

~~~~~~~~~~~
وفي اليوم التالي ذهب امجد الي العياده وكان يصعد السلم بخطوات ثقيله متباطئه لا يعلم كيف سيواجه اسيل وماذا سيقول شعر انها رغم رقتها وخجلها الا انها ان رأته ستبصق في وجهه فنظره الاستحقار التي رمقته بها امس لم تفارق مخيلته

اخذ نفس عميق ودخل وهو يتظاهر بالتماسك نظر الي مكتبها بريبه وجده فارغ ،، فأصابه الخوف وتوجه الي الاداره ليسأل عنها ولكن تحجج بأنه يريد ان يعلم ان كان عنده كشوفات بالحجز السابق

امجد :لو سمحت كنت عايز اعرف في حد حجز للتحليل بالتليفون

الشخص :لا والله يادكتر معرفش

ابتلع امجد ريقه وسأل:طب هو انسه اسيل اللي فالكول سنتر غايبه النهارده؟؟؟

الشخص :لا انسه اسيل اتصلت وقدمت استقالتها واعتذرت انها مش هتكمل خلاص

سمع امجد كلامته في صمت ولكنه صدم ولا يعلم ماذا يفعل كان امله ان يراها فالعياده ويحاول ان يبرر او يشرح لها موقفه خرج بسرعه وكأنه لايري امامه دلف الي مكتبه والقي بجسده علي الكرسي وضم رأسه بيده الاثنين بحزن

وحيره شديده ولم يعد قادر علي التفكير بشئ لا يعلم كيف يصل اليها اتصل بها مرارا وتكرارا ولكن دون جدوي فالهاتف مغلق شعر بالاختناق الشديد وما ان انهي عمله حتي اتصل بصديقه المقرب

امجد :الوووو

مصطفي :اهلاااا ازيك ياابو الامجاد

امجد بصوت مخنوق :تمام

مصطفي بمزاح :تمام ايه ياراجل بالصوت ده دتمام برئ منك هههههه

امجد بصوت مخنوق:انا عايز اشوفك يامصطفي ضروري

مصطفي :ماشي انا فاضي لو تحب اقابلك دلوقتي بس مالك قولي فيه ايه ؟؟

امجد :مش قادر اتكلم فالتليفون اما اشوفك محتاج اقعد معاك

مصطفي بقلق علي صديقه :ماشي هعدي عليك دلوقتي

امجد :سلاااام

وبعد مرور وقت قصير ألتقي الصديقان سلم مصطفي علي صديقه واحتضنه بشده فهو يبدو علي وجهه الحزن الشديد وجلسا معا في كافيتريا

مصطفي : مالك ياصاحبي عامل كده ليه احكيلي

امجد بصوت مبحوح :مخنووووووق مخنوق اوي يامصطفي الدنيا ضاقت بيه

مصطفي بقلق:خييييييير

امجد :انت فاكر البنت اللي قولتلك عليها اني بحبها وبتشتغل معايا فالعياده

يغمز مصطفي لامجد :طبعا فاكرها هي ديه تتنسي

نظر له امجد بغضب،، مصطفي بمزاح :خلاص كمل ياسيدي انت هتاكلني بعينك اييييه بتحبها اوي كده

امجد بحزن :بحبها هو انا بحبها بس!!! انا بحبها حب جنووون هيه بقت كل حياتي

مصطفي بأستفهام :طب وايه المشكله دلوقتي، حكي له امجد ماحدث وان خطيبته ايمان جائت العياده وعلمت اسيل انها مخطوبته واستقالت من العمل وهو لا يعلم ماذا يفعل ،،

كان مصطفي يسمع اليه بأنصات وهو يري الحزن في عينيه ضغط علي شفايفه بشده وقال :اقولك ومتزعلش انت غلطان ياامجد بجد انت كده غلط فحقها

امجد بأستسلام وحزن :ماانا عارف اني غلطان والله عارف مجاش فبالي ابدا ان ايمان ممكن تجيلي العياده مكنتش مدي خوانه والله كنت

هقول لاسيل بس فالوقت المناسب بس خلاص كل حاجه باظت باظت يامصطفي

مصطفي يرتب علي كتف صديقه ليواسيه : متخافش ياصاحبي ان شاء الله كل حاجه هتتصلح بس عايزين نفكر صح البنت ديه مش هترجعلك بسهوله

امجد بخيبه امل :ماانا عارف يامصطفي اسيل مش سهله رغم برائتها وهدوئها الا ان كرمتها قبل كل حاجه انا حسيت كده منها فكذا موقف،، قولي يامصطفي اعمل ايه انا خايف اوي تضيع مني خايف ،،صمت مصطفي قليلا ثم اتي بفكره :لقيتها ياصاحبي
~~~~~~~~~~

وبعد مرور يومان كانت تسير كل خطوه بعذاب تشعر بالخوف الشديد لمقابلته تتألم علي حالها وتشعر بخيبه امل وانها تخون ثقه اهلها التي وضعوها فيها ومابيدها حيله الا ان تذهب لرؤيه هذا الشخص البغيض كانت تدعو الله طول الطريق ان يوافق علي ما ستقترحه عليه كانت الساعه الثامنه صباحا وهي ترتدي ملابس المدرسه الثانويه اقتربت من مكان المركز التعليمي كما اتفق معها وجدته واقف بجانب سيارته ينفث دخان سيجاره بشراهه نظر اليها بنظره جريئه متفحصه لكل جزء في جسدها شعرت وكأنها تريد ان تختفي من امامه ومن امام نظراته الشهوانيه المخيفه شعرت بالخوف اكثر واكثر كلما اقتربت منه

مراد بضحكه مخيفه :اهلا ازيك يامي وحشتيني

مي باقتضاب :الحمد لله

نظر اليها بسخريه :مالك ياحلوه حد كل لسانك وله ايه مش قادره تقوليلي انت كمان وحشتني هو انا بقولك عامله ايه ؟؟ انا قولتلك وحشتيني

مي بتوتر : لا محدش اكل لساني ابتعلت ريقها بصعوبه وتحاول مجاراته لكي يوافق علي طلبها وترسم علي شفتيها ابتسامه مصطنعه انت عامل ايه كويس

مراد بشموخ :اه كويس ايه احنا هنقف هنا كتير مش ياله بينا وله ايه قدامنا سفر

مي بترجي: معلش يامراد انا كنت عايزه اطلب منك طلب

مراد بتوعد :بصي بقي انت كلمتيني وقولتيلي

معلش فرح اخويا وانا وافقت واجلت اسبوع كان معادنا الخميس اللي فات وجيت علي نفسي عشان خاطر عيونك اما بقي كلمه تاني مش عايز اسمع فاااهمه

مي والدموع تحجرت في عينها:معلش يامراد نقضي اليوم كله مع بعض هنا ويوم تاني يبقي نسافر عشان خاطري

مراد بطريقه مستفزه :ههههههههه لا ياحلوه ده بعدك هتسافري النهارده يعني هتسافري اظن انك فاهمه كلامي كويس وإلاااا

فجأه اتسعت عينها في صدمه شديده وتسمرت مي في مكانها وشعرت بالرجفه تجتاح جسدها بالكامل ارجلها ترتعش بشده لاتصدق ما..

نظراليها مراد وهو يحاول ان يخفي ابتسامه النصروقال في نفسه ايوه كده هاتي ناعم ده انتي لسه هتشوفي مني يامي هانم وضحك بفخر مكنتش اعرف انها بتخاف مني كده ده انا طلعت جامد

فركت عينيها بشده وهي فارغه فاهها وتنظر خلف مراد

ضحك مراد باستهزاء :مالك يابت واقفه عامله زي الصنم لي...ه وقبل ان ينهي جملته شعر بيد تشده من ياقه قميصه للخلف فالتفت مراد ليري من هذا الشخص ولكنه لم يلحق ان يري من شده اللكمات التي انهالت علي وجهه بشده

ابتعدت مي في زهول لم تتخيل ان هذا الموقف يحدث امام عينها الان انه امجد اخيها تعالت ضربات صدرها ولا تعلم ماذا يحدث

ألتقط مراد انفاسه بعد ان افلت من يد امجد وجاء ليرد له اللكمه فأمسك امجد بيده فشتان بين جسديهما فامجد يمتلك جسم رياضي
صحي محافظ علي لياقته علي عكس مراد الجسم الهزيل الوجه الشاحب من كثره شرب السجائر والحشيييش وفعل المحرمات

مراد بزعيق :انت مييييييين انت اتجننت انت متعرفش انا مين

امجد بغضب ونظره استحقار::انت مراااد الحقير

اعتلي وجه مراد الغضب :احترم نفسك ياض انت اللي حقير

اقترب امجد منه وأمسك زراعه بشده ولفها خلف ظهره وظل يضربه باليد الاخري وقال بغضب شديد وانفعال انت اللي منحط وسافل

وسافل مش متربي وانا هوديك القسم دلوقتي حالا ،،احب اعرفك بنفسي الاول انا دكتر امجد اخو مي اللي كنت واقف معاها دلوقتي وحالا هاخدك علي القسم عشان انت مش متربي هيربوك ويعلموك تبعد عن بنات الناس المحترمه وتتسلي بالبنات اللي من عينتك القذره

فرغ مراد فاه في صدمه لم يتخيل انه اخيها ظل يفكر ماذا سيفعل به هذا الامجد شديد البنيان خطرت بباله سريعا فكره قذره مثله سيشعل بها غضب امجد وسيكون هذا كارته الاخير،،، ضحك مراد باستخفاف :ههههههه اختك المحترمه ديه هي اللي بعتتلي صور... قاطعها امجد وهو يلكمه مره اخري في وجهه ايوووووه اختي اللي مش محترمه صح بعتتلك صورها وهي بملابس خليعه وريني ياله الصور ياحقير اللي علي موبايلك
حالاااااااااا ،،

نظر له مراد بخوف فهو تخيل انه سينقلب الموقف لصالحه ولكنه تفاجأ ان اخيها يعلم كل شئ ولا يشعر الا بالضربات المتتاليه علي وجه حتي انسالت خيوط من الدماء من انفه وفمه

كانت مي تقف بعيد عنهم بخطوات تراقب الموقف بذهووول شعرت بارتباك في مشاعرها لاتعلم هل تحزن ام تفرح اتخاااف ام تطمئن لا تعلم شئ فقد انسالت فقط العبرات من مقلتيها بغزاره ولا تستطيع ان تفكر بشئ

اجتمع بعض الاشخاص حول امجد ومراد وحاولوا ان يفهموا مايحدث ويهدءوا الموقف قال امجد بأنفعال شديد: الحقيييييير الندل ده كان بيقابل اختي وبيبتزها بحاجات بشعه وانا بربيه حد ليه عندي حاجه انا هاخد حقي منه وبعدين هوديه القسم يتربي ويكملوا عليه

،،حاولوا بعض الاشخاص تهدئه امجد وان يخلصوا مراد من بين يديه ويقنعوه ان لا يذهب به الي الشرطه

انصاع امجد لهم بعد تدخل شديد منهم وتركه ملقي علي الارض بعد ان اخذ هاتفه ومسح كل الصور وأمره ان يلتقي به غدا ليأخذ منه اي صوره محتفظ بها علي حاسوبه وهدده ان ابقي معه صوره

واحده سيذهب بنفسه ليأخذه من منزله الي القسم وبعدها يخبر عائلته باافعاله الشنيعه ويشوه صمعة ابيه رجل الاعمال وتركه وغادر ،،

ذهب الي اخته التي كانت تبكي بشده وخوف نظر اليها والشرر يتطاير وقبض علي يدها بشده احست مي بعروق امجد التي تنبض في يده بشده وهو ممسك بيدها رغم خوفها الشديد والغضب الذي راته علي وجه اخيها وهو يضرب مراد فهي لم يسبق لها ان راته بهذا الانفعال ابدا إلا ان قلبها اطمئن نسبيا وهي بجانب اخيها اتجها الي البيت ولم ينطق ببنت شفه الي ان وصلوا الي الشقه ثم ادخلها غرفتها ودخل معها واغلق عليهم الباب

جلست تبكي علي طرف السرير ولاتسطيع ان ترفع عينها لتكلم اخيها،، جلس امجد بجانبها نظر اليها بغضب وعتاب شديد منتظرها ان تتحدث

ارتعشت شفايفها وتلجلجت والدموع في عينيها :انا ،، انا كنت خايفه والله معرفتش اعمل ايه؟؟

امجد بحزن وغضب :طب وهواللي انتي عملتيه ده صح هو ده يامي اللي انت اتربيتي عليه

مي وقد زاد بكائها وتكلمت وهي تشهق :انا اسفه اسفففه انا عارفه اني اتصرفت غلط بس بس كنت خايفه لو وصل الصور لبابا او احمد وكنت خايفه اقولك تفقد ثقتك فيه مش عارفه حتي كنت هقولك ازاي انا كنت بتعذب كل يوم ياأمجد مبعرفش انام الدنيا كانت سودا فوشي ومخي مش بيفكر اهتز جسدها بشده وهي تبكي وتنتحب

شعر امجد بالحزن الشديد علي اخته وقال بنبره حنان :وانا يامي مفكرتيس فيه انا كان ممكن يجرالي حاجه كان ممكن اموت لو كان القذر ده عملك حاجه

نظرت له مي بحب :بعد الشر عليك ياامجد

نظر لها امجد مطولا بدون اي تعبير علي وجهه ثم ابتسم لها وفتح ذراعيه ،،ارتمت مي في حضن اخيها ودفنت رأسها تبكي وشعرت وكأن الحياه عادت لها من جديد

احتضنها امجد بشده ومرر يده بحب علي راسها :خلاص يامي متعيطيش ياحبيبتي

الحمد لله ربنا ستر واعرفي اني عمري ماهفقد ثقتي فيكي ابدا انا عارف اختي كويس ومتأكد من اخلاقك ياحبيبتي ،،نظرت له مي وتنهدت بعمق وراحه ربنا يخليك ليا ياامجد انا مش مصدقه ان الكابوس ده انتهي الحمد لله

ابتسم لها امجد :بس تعرفي صاحبتك سلمي ديه طلعت جدعه اوي كلمتني وقالتلي عايزه تقابلني ضروري وقالتلي كل حاجه كانت خايفه عليكي جدا واكدت عليه اني معملكيش حاجه ،، متعرفش اني بحبك اكتر منها وبخاف عليكي ومش ممكن اتهور عليكي مهما عملتي

ترقرقت دموع الحب والفرح في عين مي :ربنا مايحرمني منك ابدا انت متعرفش انا بعتبرك ايه ياامجد انت اخويا وصاحبي وابويا ،،،

نظر لها امجد بزهو :هاااه وايه كمان ،، ابتسمت مي :وحبيبي كمان ،،، امجدبمزاح وتفاخر :ايوه كده اعترفي

~~~~~~~~
ابتدت اسيل ان تذهب الي الجامعه ثانيتا بعد ضغط شديد من دينا وشيرين لان محاضرات كثيره تفوتها
ولكنها كانت تذهب مضطره وقد تبدل حال اسيل تماما من الابتسامه والمرح والفرحه التي كانت تملأ وجهها الي الحزن والشحوب والحزن الذي بقي ملازم لها لايتركها حتي ولو تصنعت الابتسامه فعيناها مازالت مليئه بالحزن العميق
كانت دينا وشيرين يشعرن بالحزن الشديد علي حال صديقتهم الذي تبدل بين ليله وضحاها كانت اسيل توهمهم انها بدأت في نسيانه وانها لم تعد تفكر بيه الا ان دينا تعلم علم اليقين انها مازالت تحبه بشده ولم تستطع ان تتخلص من هذا الحب حتي بعد معرفتها انه يملك مخطوبه

~~~~~~~~~
دخل امجد الي منزله فالمساء فكر ان يتكلم مع والدته فالقرارالذي اتخذه ونفذه بدون علمهاسيتكلم معها بحزم وقوه

امجد :ماااماا

والدته :ايوه ياامجد تعالي انا فالصالون

توجه امجد اليها وجلس امامها :ماما لو سمحتي انا عايز اتكلم معاكي فموضوع مهم

خير ياامجد في ايه ؟؟

ابتلع امجد ريقه بصعوبه وقرر ان يتكلم مباشرا: ان فسخت خطوبتي مع ايمان

ضربت امه بيدها علي صدرها :ايييه انت بتقول ايه انت اتجننت

امجد بشده :لا ياماما متجننتش انا ايام وهكون 27سنه واظن اني راجل كبير كفايه اعرف اخد قرراتي لوحدي

والدته بغضب :انا مش مصدقه اللي بتقوله انت هتكبر عليه يعني وله ايه

امجد :لا ابدا العفو ياامي بس انا قررت خلاص وانا قابلتها النهارده وفهمتها ان مش هينفع نكمل مع بعض

والدته :والله عال وكمان كلمتها طب انا اقول لأمها اييه دلوقتي رد ؟؟؟

امجد بانفعال :اعمل ايه يعني انا فهمتها اللي كانت لازم تعرفه من زمان انا مبحبهاااش،، وقال وبصوت اعلي مبحبهااااااااااش ياعالم وعمري ماهحبها ،، اتجوزها بالعافيه ونعيش مع بعض اتعس زوجين ،،، ارجوكي ياماما افهميني الحياه مش كده ابداااا

صدمت والدته من كلامه وانفعاله فهو دائما متزن خلوق لا يغضب بسرعه :طيب ياامجد ماشي انا مش هرد عليك دلوقتي والكلام بينا لسه مخلصش اما تهدي يبقي لينا كلام تاااني

كانت مي تستمع الي الحوار من غرفتها وشعرت باخيها وحزنه فهو فالفتره الاخيره اصبح عصبي وحزين وتظهر الكأبه علي وجهه علي عكس عادته ولكنها لا تعلم سبب لذلك
~~~~~~~~~
وفي اليوم التالي رجعت اسيل من الجامعه منهكه فهي لازالت حزينه متألمه علي حالها مشتاقه كثيرا ان تراه فقط من بعيد،، ولكنها تدفن كل الآااامها في احضان الصمت،، ألقت بجسدها علي سريرها تفكر في اللحظات السعيده التي قضتها مع امجد وارتسمت بسمه علي شفاهها ولكن سريعا ما اختفت وترقرقت عينها بالدموع لتذكرها خيانته لها وانه مرتبط بغيرها، افاقت علي طرقات الباب خففت دموعها سريعا

اسيل :ايووه اتفضل

دخل اليها شريف اخاها :اسو عامله ايه ياحبيبتي

اسيل :تمام الحمد لله

شريف باابتسامه :انتي لسه مغيرتيش هدومك طيب كويس تعاليلي الصالون عايزك

اسيل باستغراب :لييه

شريف :يووووه تعالي بس

خرجت اسيل بعده بدقائق ودخلت الي الصالون وجدته يقف معطيها ظهره داعبت انفها رائحه عطره ،، انه ليس اخي ،،، التفت اليها،، شهقت بداخلها، امجدددددد؟؟؟؟؟؟!!!!!

اقترب امجد منها وصدم من مظهرها فقداصبح وجهها شاححب مصفر والحزن جلي فرحه عينها اختفت البهجه من وجهها جسدها اصبح هزيل حزن عليها جدا وشعر بألم انه بالتاكيد السبب فيما وصلت اليه الان ،،قال بصوت مرتعش :ازيك ياانسه اسيييل

ابتلعت ريقها بمرار مازالت تنظر اليه بعدم تصديق انه امامها في منزلها تحجرت الدموع في عينيها تمسكها بشده ان تنزل فتفضحها وتكلمت بشده:دكتر امجد حضرتك ايه اللي جابك هنا ؟؟

امجد بتردد :انا ،، انا كنت جاي عشان عايز اتكلم معاكي شويه لو تسمحيلي

اسيل بااقتضاب :لو سمحت يادكتر احنا مفيش بينا كلام والشغل انا سيبته خلاص اظن هي ديه الحاجه الوحيده اللي كانت بتربطنا وانا خلاص مش هشتغل تاني

امجدبحزن كبيييير:هو الشغل بس الحاجه الوحيده اللي كانت بتربطنا ببعض بس يااسيل مفيش حاجه تانيه

اسيل بشده :انسه اسيل لوسمحت

امجد :اسف مش قصدي ياانسه اسيل

امجد بترجي :طب ارجوكي اسمعيني انا عارف اني غلطان سبيني اشرحلك

والاته اسيل ظهرها :وانا مش عايزه اسمع اي حاجه من فضلك كفايه لحدكده

استجمع امجد كل شجاعته وقوته ليقول لها:انا كنت جاي اتقدم لك بس قبل مااقول لاخوكي قولت اقعد معاكي وافهمك كل اللي حصل الاول

اسيل بغضب :اسفه وانا رافضه انا مش ممكن ارتبط بواحد خاين وكدااب

عض امجد شف*اهه بشده فقد خرجت كلاماتها كالسهم المشتعل بالنارالذي اخترق قلبه فجرحه جرحا عميقا ثم احرقه ،،صمت امجد ولم يقدر

ولم يستطع ان يرد علي كلامتها او يدافع عن نفسه فهي تتكلم بانفعال شديد ويري نبره الحزن في صوتها ،،

امجد بحزن :انا عارف اني غلطان بس ارجوكي قاطعته اسيل :ارجوك يادكتر امجد كفااايه كفااايه اوي لحد كده

امجد بتساؤل وخوف من الاجابه: يعني امشي خلاص

نظرت اسيل الي الارض ولم ترد عليه ،، شعر امجد بالحزن الشديد ولم يقدر علي التحدث اكثر من ذلك ،، امجد :طيب بعد اذنك وانا بعتذر للي حصل وبعتذر اني دايقتك بوجودي هنا ،،

مر من امامها متجه ليغادر شعرت وكأنه طيف كان امامها سمعت صوت الباب وهو يغلق ،، هوت بجسدها علي اقرب كرسي وانسالت العبرات من مقلتيها بدون استأذان او مقدمات ظلت تستنشق بقوه رائحة عطره لتملأ بها رئتيها وتسكنها بين ضلوعها فقد اشتاقت هذه الرائحه كثيرا نعم فهي مازالت تعشق رائحة عطره بشده
ونظرت الي الفراغ الذي كان يقف به وانهمرت دموعها اكثر فاكثر ولكنها قررت ان تصبح اقوي وتنساه تماما وتعاند قلبها ......

هل ستقدر اسيل علي نسيانه تماما كما تقول لنفسها؟؟؟ هل سيستلم امجد ؟؟؟؟ ماالذي تخبئه الايام القادمه لهم ؟؟؟
يتبع .......


تعليقات