رواية اهدأ يا نبض قلبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم دانة الحمادى

          

رواية اهدأ يا نبض قلبي 

الفصل التاسع عشر 19

بقلم دانة الحمادى

امجد بتساؤل وخوف من الاجابه: يعني امشي خلاص

نظرت اسيل الي الارض ولم ترد عليه ،، شعر امجد بالحزن الشديد ولم يقدر علي التحدث اكثر من ذلك ،، امجد :طيب بعد اذنك وانا بعتذر للي حصل وبعتذر اني دايقتك بوجودي هنا ،،

مر من امامها متجه ليغادر شعرت وكأنه طيف كان امامها سمعت صوت الباب وهو يغلق ،، هوت بجسدها علي اقرب كرسي وانسالت العبرات من مقلتيها بدون استأذان او مقدمات ظلت تستنشق بقوه رائحة عطره لتملأ بها رئتيها وتسكنها بين ضلوعها فقد اشتاقت هذه الرائحه كثيرا نعم فهي مازالت تعشق رائحة عطره بشده

ونظرت الي الفراغ الذي كان يقف به وانهمرت دموعها اكثر فاكثر ولكنها قررت ان تصبح اقوي وتنساه تماما وتعاند قلبها ..

نزل امجد وهو يجر وراءه اذيال الخيبه والاحباط شعر وكأنه رجل عجوز انهكه التعب لايقوي علي مقاومه تخبطات الحياه الصعبه عض اصابع الندم انه وصل الي طريق مسدود ركب سيارته وظل يجول في الشوارع لا يعلم اين يذهب شعر بسواد الدنيا امام اعينه وان كل اماله واحلامه انهارت فجأه فحبيبته التي لايري غيرها فالحياه طردته من بيتها ،،لالالا ليس من بيتها فقط بل من حياتها بأكملها تذكر كلماتها التي طعنته بها ومازل يشعر بألامها (خاين وكداب ) تنهد بحزن وضيق لم يكن يرد هذه النهايه ابدا ،، وجد النيل امامه ترجل من سيارته سار ببطء تجاه هذا المنظر والمياه الجميله

وقف امامه ينظر الي اللاشئ انهالت الذكريات الجميله عليه ضحكاتها،، رقتها ،، خجلها ،،صوتها ابتسامتها العذبه ،،غيرتها عليه التي عشقها بشده ،،هل ضاع كل هذا في لمح البصر لا قلبه لايتحمل فراقها ضرب علي الصور امامه بقوه ، وعنف نفسه بشده تستاهل ياأمجد تستااااااهل انت غبي انت أغبي انسان شفته فحياتي غبيييييي ازاي تضيعها من ايدك بعد مالقيتها ،،

ابتدت نبرته بالانخفاض تكلم بوهن شديد :ضيعتها ياامجد بعد مااخدت قلبك معاها هتعيش ازاي من غيرها دلوقتي،، قلبي مبيحبش غيرك ياأسيل صدقيني ،انسالت دمعه يتيمه علي صفحه وجهه، صدقييييني ،،اغمض عينه بهدووء يحاول ان يسترد روحه التي اخذت منه ولكنه فشل

اخرج هاتفه من جيبه نظر الي رقمها بتردد ولكن دون ان يشعر وجد نفسه يرسل لها هذه الكلمات

~~~~~~~~~~~

كانت في غرفتها جالسه علي سريرها تحاول ان تجمع شتات قلبها،، تجمع قوتها لترجع الي حياتها بصوره طبيعيه ،،دق هاتفها معلنا عن وصول رساله اقتربت امسكته وجدت المرسل (امجد) اضطربت كثيرا خائفه من ماستقرء اخذت نفسا عميقا وفتحتها ما إن بدئت في قرائتها انهمرت دموعها كالشلال لم تعد تري الكلمات من تجمع دموعها في مقلتيها ظلت تعيد قرائتها مرات ومرات ومع كل مره يزيد بكائها و ألامها وتلامس الكلمات جرحها

معلش انا عارف ان بتاقل عليك

معلش ده من عشمى فيك

جيتلك ونفسى تفتكرلى حاجة اتسامح عليها

فجاة انا بايديا ضيعتك زمان

ونسيت ونسيتك كمان

ومشيت انا فى ايام مكنش يصح اسيبك وامشى فيها

كان بعدى عنك غلطة انا بأدفع تمنها

والغلطة دى بندمى الكبير كفرت عنها

وانا النهاردة بعلن ان انا توبت منها

انا تحت رحم كلمة واحدة تقولها ليا

والكلمة ديا لو انت مستخسرها فيا

دى معناها ان انا اتحكم بالموت عليا

ارررررررجوكي ارجعيلي يااسيل حياتي فبعدك عذاب وجحيم

اغلقت هاتفها وظلت تبكي الا ان غلبها النوم وبعد فتره استيقظت علي طرقات الباب

اسيل بصوت نائم :مييين

شريف :افتحي يااسيل انا شريف

قامت فتحت الباب وجلست علي السرير جلس بجانبها ونظر الي وجهها رأي عينيها منتفخه شديده الاحمرار من اثر البكاء شعر بالأسي علي حال اخته وقرر ان يتكلم معها

:انتي نمتي

:هااااه اه نمت والله محستش بنفسي

شريف بجديه :انا عايز اتكلم معاكي شويه

فهمت اسيل نوع الحوار الذي سيدور بينهم وانه يريد ان يسألها عن حالها ماالذي غيرها فجأه

اسيل تحاول تغير الموضوع :هو الساعه كام انا مصلتش المغرب

شريف :طب ياله بسرعه عشان فاضل 15 دقيقه علي العشاء

طيب هروح بسرعه

شريف بأصرار :اوك وانا مستنيكي هنا عقبال ماتخلصي

اسيل باستسلام :طيب ماشي،، صلت اسيل الفريضه وركعتان السنه وتوجهت الي اخيها متصنعه الابتسامه

شريف بجديه :هااااااه

:هااااه ايه ؟؟؟

:مش ناويه تقولي مالك

:مالي ايه ياشريف مش فاهمه

:اسيل متضحكيش عليه انا اكتر واحد بفهمك كويس من يوم ماجيت من السفر وانت الحزن والهم مش سايبك عايز اعرف ايه اللي حصل

:عاادي مفيش انا بس مرهقه كنت من الشغل مع الدراسه بس مش اكتر

:موضوع الشغل ده انا اصلا لسه زعلان بسببه ازاي متقولويش وانتوا عارفين اني هرفض

:شريف والله معلش هي الظروف جت كده ومكناش عايزين نشيلك همنا كفايه عليك انت الضغط اللي كان هناك

شريف معاتبا :مش وقته مش موضوعنا دلوقتي انا عايز اعرف ياحبيبتي الدموع اللي بقت فعنيكي ديما ديه سببها ايه؟؟؟

اسيل بارتباك :اه لا كان موضوع كده ضايقني وراح لحاله متشغلش نفسك

:امممم طيب ،، ومين اللي كان هنا العصر ؟؟

اسيل بارتباك ملحوظ :اه اه ده دكتر امجد اللي كنت بشتغل معاه

:اه ماانا عارف انه امجد هو عرفني بنفسه انا بسأل كان هنا لييه؟؟

اسيل بتوتر بالغ :اه امممم اصل هو يعني كان جاي بيشوفني مبقتش اروح الشغل ليه؟

شريف بعدم تصديق:والله!! كان جاي عشان كده بس؟

:ايوه ياشريف

مسح علي رأسهابحنان :طيب ياحبيبتي ماشي انا كنت بطمن عليكي ولو عايزه تيجي تتكلمي معايا او تاخدي رائي فاي حاجه انا مستنيكي

:ربنا يخليك ليه ياحبيبي

:عايز اطلب منك طلب ،،اسيل :ايه؟؟

:انت عارفه ان فرحي كمان عشرين يوم وعايزك احلي واحده فالفرح مينفعش اخت العريس يكون شكلها دبلان وشاحب كده يعني العيون ديه متنزلش دمعه واحده تاني ،، ثم غمز لها اتفقنا

ضحكت اسيل لتغير الموقف :لا ياخويا كفايه عليك ندي تكون احلي واحده انت هتطمع وله ايه

طبعا هطمع انا اختي مفيش بنت فجمالهاورقتها فالدنيا كلها

~~~~~~~~~~

وفاليوم التالي ذهبت اسيل الي الجامعه والتقت باصديقتها شيرين

شيرين:اخبارك ايه يااسو

الحمد لله ازيك انتي ياشيري

اهو تمااااااام

اومال دينا فين ياشيرين ؟

ااااااه دييينا لا ديه انسيها اليومين دول من يوم مااتخطبت ياختي وهي ومحمد طول النهار قاعدين يحبوا فبعض الايام اللي فاتت اللي كنت مش غايبه فيها كنت بقعد اتكلم انا وكرسي الكافيتريا لحد مابقي انتيمي هههههههه

اسيل والحزن في عينيها:هههههههه ربنا يهنيهم ونفرح بيهم قريب ،، بقولك انا هطلع اقعد فوق لحسن مش قادره اقف

:طيب استني اطلع معاكي

:لالا استني دينا عشان هي اكيد عارفه انك مستنياها وهتقعد تدور عليكي

:طيب خلاص اول ماتيجي هنطلعلك علطول

صعدت اسيل الي المدرج وبعدها بدقائق اتت دينا الي شيرين

دينا :هيه اسيل مجتش وله ايه ؟؟

:لا جت وفقت خمس دقايق وطلعت قالت انها تعبانه ثم اردفت بنبره حزينه : انا اسيل صعبانه عليه اوي يادينا ومش عارفه اعملها ايه مبقتش حتي قادره تضحك

:اه فعلا انا قلبي بيتقطع عليها كل يوم شكلها بيبقي اسوء من اللي قابله هي لسه مش عارفه تنسي امجد خااالص ومعيشه نفسها فوهم انه خلاص بقي ماضي بالنسبالها

:طب احنا المفروض نساعدها تخرج من اللي هيه فيه ده ازاي

:مش عارفه ياشيرين انت عارفه اسيل كتومه جدا وكذا مره احاول اتكلم معاها

عشان تخرج شويه وتفضفض تروح مغيره الموضوع خالص وتقعد تضحك علي اي حاجه وخلاص عشان تحسسني انها مبسوطه

:ياحبيبتي يااسو اكيد بتقطع من جواها انا عارفه انها لسه بتحبه اووي ،، اقول ايه بس منك لله ياامجد بعد ماتعلقت بيك طلعت مخادع وخاطب واحده تانيه

:ربنا يارب يريح قلبها ويحصل اي حاجه تخليهم يرجعوا تاني ،،انا من كلامها عليه حسيت انه بيحبها بردوا معقول كل ده تمثيل ، حاسه الموضوع فيه ان

:يرجعوا لبعض ازاي يادينا ده خاطب يابنتي خااااطب ، وبعدين انتي عارفه اسيل مش بالساهل ترجعله كده بعد ماجرحها

دينا بأمل :احنا بنقول يارب ، ومفيش حاجه بعيده علي ربنا ياشيرين

:ونعم بالله ،،،

وكان هناك من يراقبها باستمرار بعين الحب والعطف والخوف عليها فهو لم يراها في هذه الحاله المزريه من قبل ظل يتفقد حالها ويطمئن عليها باستمرار ويتكلم معها بأي حجه ولكن فقط ليرح باله المشغول عليها فهو يعلم انها رفضته من قبل ولكن ما باليد حيله فتامر الي الان لم يجد الحب الذي ينسيه اسيل

~~~~~~~~~~

تغير حال امجد كثيرا فقد نمت لحيته وفقد شهيته بشكل ملحوظ اصبح كئيب محبط مهمووم مشتت الفكر لا يتكلم مع احد ولا حتي اصدقائه المقربين اختفت البسمه من شفتيه صاريجلس في غرفته لفترات طويييله وحيدا بين جدرانها الاربعه فقد طعم الحياه ولونها لم يعد يخرج الا للضروري القصوي وهي العمل حتي اثناء العمل يرتكب اخطاء بسبب عدم تركيزه اصبح انسان يائس محطم يدخل الي منزله لايتكلم مع اي احد سوي بالدعاء والمناجاه مع الله علي سجاده الصلاه عل الله يلهمه الصواب ويخفف عنه مايشعر به

كانت اخته مي تراقبه وتشعر به لانها الاقرب اليه دائما اما والدته فهي لم تتكلم معه كثيرا لانها مازالت غاضبه من فسخ خطبته وكريم ايضا يلاحظ

تغير اخيه ولكنه لا يعلم السبب فقررت مي التحدث الي اخيها

سمع صوت طرقات علي باب غرفته: مييين ادخل

:انا مي هكون مين يعني هو في حد بيخبط برقه كده غيري

:ههههههه ماشي ياست الرقيقه عايزه ايه

:ايه ياكيمو ده في حد يكلم اخته الصغيره كده

كريم يحاول استفزازها: انا بقي بتكلم كده ياميوشتي

:هههههههه ماشي ياسيدي خليني انا العاقله

:هائئئئئو عاقله ماشي ياست العاقله قوليلي عايزه ايه

مي بحزن :امجد ياكريم شايف بقي حاله عامل ازاي

تغير وجه كريم ونبرته الي الحزن ايضا : اه يامي انا ملاحظ بس مش عارف ماله فجأه كده بقي حالته وحشه بالمنظر ده

:صعبان عليه اوي ياكريم نفسي اعرف ماله مش مستحمله اشوفه كده

:امممم طب هنعمل ايه ولا انا والله عاجبني حاله خالص بي مش عارف ايه الحل

مي بمكر :انا عندي الحل بس الموضوع محتاج مننا مجهود شويه

كريم :هااااه قولي ياابو العريف

:بص ياسيدي انا سمعت من يومين امجد كان بيكلم واحد صاحبه علي البنت اللي بيحبها وكان مخنوق جدا وصوته مهموم وانا متأكده انها السبب فاللي هو فيه دلوقتي

:اه مش فاهم سمعتي ايه واحنا المفروض هنعمل ايه فهميني اكتر

:احنا هنحاول نوصلها باي طريقه ونفهم ايه اللي حصل بينهم وصل اخوك للحاله ديه ونحاول نعالج الموضوع

:ايوه شغل الستات بقي اشتغل والمفتش كرومبو هيبتدي فالقضيه

:هههههه يوه عليك ياكريم ركز معايا بقي

:اديني مركز اهو بس احنا منعرفش عنها اي حاجه هنوصلها ازاي

:لاماانا حاولت اسمع كويس سمعته بيقوله ايوه هي اسيل اللي قلتلك عليها قبل كده قابلتها فالغردقه

صمت كريم ونظر لاخته بصدمه وهو فرغ فاه : ايه بتقولي ايه يامي انتي بتتكلمي جد قولي والله

:ايوه ياكريم انا سمعته كويس

:يعني متاكده ان اسمها اسيل وقابلها فالغردقه لالا بتهزري

:ايوه ،،ايه مالك يابني في ايه ؟؟؟

:لا اصلي مش مصدق بجد

:هو ايه ده اللي مش مصدق فيه ايه

ضحك كريم بشده وضرب بكف علي كف :يابن اللذين ياواد ياامجد والله ووقعت مع اسيل

:انت بتقول ايه ماتفهمني حاجه

:اصل اسيل ديه ياستي زملتي فالكليه وانا اما روحت الغردقه امجد شافها هناك بس معرفش ن العلاقه بينهم اتطورت كده

:لا بجد بتهزر يعني انت عارفها

:يابت انتي هبله بقولك زميلتي وبقالي سنتين عارفها كل يوم بشوفها

: كده حلووووو اوووي يعني مش محتاجين نعمل بحث وله حاجه

:انتي عارفه يابنتي ديه جت فرح احمد كمان انا عزمتها

:ايه ده والله اني واحده ديه ،،

:ياستي مش هتفتكريها بس المهم هنعمل ايه بعد ماعرفناها ،، ثم قال بصوت اعلي : اااااه تصدقي ان اسيل هيه كمان بقالها فتره متغيره اووي وشكل وشها كده مش عارف غريب كده ،،يعني كان حد مات عندها

:حد مات عندها هههههه طيب ياكريم شكلك انت اللي هتجبنا لورا

~~~~~~~ ~~~

مر يومان ولم يحدث بهم شئ جديد كالعاده تذهب اسيل الي جامعتها وتلتقي باصدقائها تسرح كثيرا ولا تتكلم تفضل الصمت وتكتفي بحفظ اوجاعها بداخلها

وفي الجامعه كانت تجلس مع دينا وفجأه تكلمت لينتبه لها صديقتها

اسيل :دينا انا قررت حاجه وهعملها ومش عايزه نصح او انتقاض

دينا :نعم نعم مش فاهمه لهجتك ديه يااسيل مااحنا طول عمرنا بننصح بعض لو في حاجه غلط ،،ماشي ياستي قولي قررتي ايه

اسيل بتوتر ولكن تحاول ان تخفيه :بصي يادينا انا قررت ان اقرب فرصه هتيجيلي للكلام مع تامر هقوله اني موافقه علي طلبه اللي قالهولي قبل كده اني ارتبط بيه

دينا بعدم تصديق :انتي بتهزري صح !!!!!

اسيل :لا يادينا مبهزرش انا بتكلم جد جدا

دينا بصدمه:نعمممممم ازاي يعني مش اما قالك

قبل كده كنتي عماله تعيطي وتقولي انا عمري مافكرت فيه كده تامر زي اخويا

اسيل:اه بس انا غيرت رائي

دينا بتعجب وتريقه :والله وده ازاااااي بقي يعني فجأه كده حسيتي انك موافقه عليه

اسيل بعصبيه : انتي بتتريقي عليه ايوه حسيت اني موافقه عليه لقيته بيحبني وانا مكنتش مقدره ده وانا بقيت مؤمنه جدا بالمقوله اللي بتقول اتجوزي اللي بيحبك مش اللي انتي بتحبيه مع اني كنت ضدها بس دلوقتي بأيدها وهعمل بيها يادينا خلاص

دينا بانفعال كبير:ايه التخاريف اللي بتقوليها ديه انتي اتجننتي انتي مبتحبيش تامر ولو فكرتي ترتبطي بيه يبقي بتظلمي نفسك وبتظلميه معاكي

اسيل بانفعال اكبر وغضب :اظن ديه حاجه تخصني لوحدي انتي مجتيش خدتي رائي فمحمد اما قالك عايز يرتبط بيكي، انتي شوفتي انتي عايزه تعملي ايه وعملتيه صح؟؟ ،،وبعدين انا واثقه ان معاملته الحلوه هتخليني احبه ،،كنت خدت انا ايه بقي من امجد اللي حبيته غير الخيانه

دينا تحاول ان تهدء :بصي يااسيل انا محمد كنت بميل ليه ومعجبه بشخصيته حتي قبل مايقولي حاجه وانتي عارفه اني بخاف عليكي وعايزاكي تفكري فمصلحتك قبل اي حاجه،، ثم قالت بنبره انكسار:ايوه وفالاخر ديه فعلا حاجه تخصك لوحدك

اسيل بغضب :ايوه تخصني وانا مفيش حد حاسس بيه ولا بيخاف عليه كل واحد شايف نفسه وعايش حياته بيعمل اللي هو عايزه سبوني انا بقي اعيش حياتي ده ايه دددده ،،ثم قامت اسيل مسرعه من امام دينا وغادرت قبل ان تسلم عليها او تنهي كلامها معها

نظرت دينا الي الفراغ الذي كانت تجلس فيه اسيل بصدمه فهي لم تراها بهذا الانفعال والحده فكلامها معها من قبل ،،وبدون ان تشعر سقطت دمعه من عين دينا حزنت علي نفسها من اتهام اسيل لها واسلوب كلامها الشديد معها

وتكلمت مع نفسها،، انا يااسيل مش حاسه بيكي

انابقعد اعيط عليكي بيني وبين نفسي ومش بيجيلي نوم عشان نفسي اشوفلك حل،، انا بحب نفسي وبس ،،فسقطت دموع اخري من عينيها ،،ولكنها قفزت في ذهنها فكره واردت تنفيذها ولكنها تفكر كيف تنفذهاوتحدث نفسها ،،طب اعمل ايه يارب دلوقتي شيرين هيه اللي بتسد فالمواقف ديه انا مش بعرف اتصرف بس هي مجتش النهارده ،،طب اعمل ايه اقول لمحمد يقوله ،،لالا طبعا محمد انتيم تامر وهيرحب بالفكره لو قولتلوا علي كلام اسيل وهيشجع تامر وانا مش عايزه كده،،، يوووووه انا هروح اكلمه بنفسي وخلاص،، قامت من مكانها وظلت فتره تبحث عنه الا ان وجدته اقتربت منه :احم احم

التفت ليراها :اهلا ازيك يادينا

:ازيك انت ياكريم اخبارك ايه

:تمام

سكت الاثنان ثم تكلمت دينا :كريم انا كنت عايز اكلمك علي حاجه

:ههههه تصدقي وانا كمان كنت عايزك فموضوع ضروري

:امممم طيب قول عايز تقولي ايه

:لالا اتكلمي انتي وانا هقولك بعديها

:لا عادي قول انت ،، كريم :يادينا قولي هسمعك

سكت الاثنين لثواني

ثم تكلموا في نفس واحد:اسيييل

نظر اليها كريم وابتسم ابتسامه هادئه وقال الظاهر ان موضوعنا طلع واحد واحنا الاتنين هنتكلم مع فوقت واحد ،،بصي يادينا باختصار انا اخويا متبهدل اوي اليومين وحاله مايسرش لاعدو ولا حبيب وانا لسه عارف من يومين بس انه كان علي علاقه مع اسيل وحالته اتشقلبت بقت سيئه اوي بس انا مش عارف ايه اللي حصل بينهم

:اه هو ده بس اللي تعرفه ،، حكت دينا لكريم علاقتهم ولكن بإيجاز وحكت تفاصيل يوم ان جاءت مخطوبته ايمان الي العياده

:يانهار ابيض ايمان جاتله ،،امممم انا عارف ان اخويا غلطان انه مقلهاش عليه بس اللي انا اعرفه انه عمره فحياته ماحب ايمان ديه خالص

تكلمت دينا معه فتره لتستوضح بعض الامور ثم قالت :انا كنت حاسه بردوا ان فيه حاجه اكيد مش

واضحه فالموضوع بس المهم دلوقتي ان فيه كارثه ممكن تحصل قريب ،بص ياكريم انا عارفه اني المفروض متكلمش معاك الكلام ده لانه يخص اسيل مش يخصني عشان اتكلم فيه بس انا خايفه عليها وعارفه انها اليومين دول بتتصرف بدون تفكير كنت عايزه اقولك ،،

اممم ان اسيل بتفكرترتبط بتامر هو كان فاتحها قبل كده فالموضوع وهيه مكنتش متقبلاه لكن دلوقتي موافقه جدا وانا خايفه الصراحه من عواقب الموضوع ده لو تم

كريم بتفكير وتوتر :يانهار مش فايت طب والعمل دلوقتي اييييه ؟؟ ، طب ماتحاولي تقوليلها انتي وتشرحيلها موقف امجد

دينا :لا انا عارفه اسيل مش هتسمعني لازم تهدي وتسمع الكلام ده منه هو

كريم :طيب يادينا انا هتصرف

:ماشي ياكريم ،،شكرا

:شكرا ايه يادينا ده اخويا وامره يهمني انا اللي بشكرك وانا قولت انت احسن حد ممكن اتكلم معاه بما انك انتيمه اسيل وعارفه عنها كل حاجه

وانتهي بينهم الحوار علي امل ان يعرفوا الاخبار غدا

~~~~~~~~~~~

وفي المساء كان يجلس في غرفته شارد الذهن وحيدا كعادته فالاونه الاخيره سمع صوت يطرق باب غرفته ، ايوه اتفضل

دخل كريم غرفه اخيه :ازيك يادكتوووووور

اكتفي امجد فقط بهز راسه ،،نظر كريم الي غرفة اخيه وانتابته قشعريره فهي كئيبه مظلمه لا يوجد بها سوي ضوء احمر صغيير فقط ليمكنك من الرؤيه:ايه يابني الكأبه ديه في ايه انا حاسس اني هلاقي خفافيش طالعه من الحيطه

نظر له امجد ولم يتحدث ،، جلس كريم امامه علي الكرسي المقابل لمكتبه ونظر الي اخيه بحزن :مالك ياامجد فيك ايه

امجد بوهن :لا شويه مشاكل بس كده فالشغل

كريم بغير تصديق :والله وهيه حبه مشاكل صغيره تعمل فيك كده

امجد يحاول ان يبدو متماسك امام اخيه ولكنه ضحك بسخريه علي نفسه عندما وجد نظره الشفقه في عين اخيه الصغير

مالي يابني فيه ايه ماانا كويس اهو

كريم بخبث : هتداري عليه ايه ،، انا عرفت كل حاجه

امجد بارتباك :مش فاهم ؟؟؟

وتكلم كريم بمكر وهو يغمز لاخيه :عرفت انك وقعت وحبيت اسيل،، هي فعلا تستحق بجد قمر ورقيقه وكل حاجه فيها حلوه وتتحب لاء وله جسمها،،وهنا قاطعه بصوت عالي وعصبيه شديده :ايه في ايه انت بتتكلم عليها ازاي كده مش معني يعني انها زميلتك انك تقول اللي انت عايزه ماتحترم نفسك يااخي

وهنا ابتسم كريم بخبث فقد استطاع ان يستفز غيرة اخيه وتأكد من شكوكه وانه حقا يحبها بشده فهو يعلم اخيه جيدا عندما يحب بصدق يغار ويصبح كالأسد

كريم :ههههههه اييه ياعم حيلك عليه في ايه انا كنت بقول رائي فيها

امجد بغضب :ومحدش طلب رئيك

كريم :بس انت مقولتليش يعني انك حبتها وبقت تشتغل معاك

وهنا افاق امجد وانتبه الي كلمات اخيه فقد كانت مشاعر الغيره مسيطره عليه وقال بارتباك :ااا ، بس انت عرفت ازاي يعني

كريم يحاول استفزازه :ههههه مصادري الخاصه

امجد بتساؤل وخوف :هيه اللي قالتلك ؟؟؟

:لاياسيدي مش هيه اسيل مبتتكلمش كده مع اي حد وخلاص وهي عموما بتتجنب الكلام مع الولاد

ابتسم امجد تلقائيا عندما سمع ذلك فهذه الصفه من اكثر الاشياء التي يعشقها امجد باسيل ولكن سرعان ما تلاشت هذه الابتسامه عندما تذكر وضعهم الحالي

كريم بنبره جديه وحب :بص ياامجد انا مش جاي هنا عشان اقولك رائي ولا اقولك اني عرفت ،،انا فعلا اتمني واحده زيها تكون مرات اخويا ،،بس انا كمان عرفت اللي حصل فالعياده اما ايمان جاتلك ،،نظر له امجد بصدمه وتبعتها خيبه امل شديده :انت عرفت ديه كمان ،،

هز كريم رأسه بالايجاب: بس انا جاي اقولك الحق اسيل ياامجد قبل ماتضيع منك

امجد بقلق وخوف : ازاي هو في حاجه خليتك تقول كده

كريم بضيق :ايوه ياامجد

كان امجد يستمع اليه باهتمام وانصات شديد

تامر زميلنا ان معانا بيحب اسيل من زمان وبيقرب منها الفتره ديه وممكن يرتبطوا قريب

وهنا انتفض امجد بزعر وصدمه شديده من الكلام الذي سمعه :ايه انت بتتكلم بجد انت متأكد ياكريم متأكد

:ايوه متأكد جدا صاحبتها هي اللي قالتلي

هوي امجد بجسده علي السرير بحزن شديد امسك رأسه وضغط عليها بشده وكأنه يريد ان يوقف سيل الافكار والتخيلات المفزعه التي انهالت علي رأسه فجأه بأنها ستكون لشخص غيره

نظر كريم بأسي علي حال اخيه وتركه وحده كي يستطيع ان يفكر ماذا يجب عليه ان يفعل

ظل امجد صامت غير قادرا حتي علي ان يتكلم نفسه وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفه

تعالت دقات قلبه كثيرا في غضب وفجأه قام يتحرك ذهابا وايابا في غرفته كالسجين في قفص فهو الان فعلا سجين لافكاره ومشاعره التي سيطرت عليه مشاعر حزن وغضب وارتباك وخوف من فقدان محبوبته الي الابد

،،اتجه امام الحائط واسند جبهته عليها في ضيق شديد وعقله كاد ان يجن ظل يضرب الحائط بقبضه يده بغضب وشده الي ان ادمت يده دون ان يشعر احس بالاختناق الشديد قرر ان ينزل الي الشارع

مر من امام والدته كالاعصار نادته والدته ولكنه لم يجب

فهو الان لا يسمع ولا يري نزل سريعا ونظر الي سيارته ، ولكنه قرر ان يمشي علي رجليه عل هواء الليل يهدء من بركان غضبه وفيضان احزااانه

يحدث نفسه هل ستتركيني خلفك فعلا ياحبيبتي هل نسيتي حبي اليكي ،هل حبك لي اختفي فجأه لالا استطيع تحمل ذلك لا استطيع ان اراكي مع زوج غيري احبك يااسيل احبك ليتك تسمعيني من مكاني هذا يصرخ بأعلي صوته ولكنه يعلم انها لا تسمعه ،،مزق هذا الاحساس قلبه وفتت وجدانه

يمشي كمن ضل الطريق لا يعلم ان يذهب والي اين ستنتهي به خطواته كان كالغائب عن الوعي وغيامه الحزن عمت بصره

فاقد التركيز تماما لايري شئ امامه شعر بالوهن الشديد في جسده بالكامل ،، يريد ان يبكي ويصرخ ويسمع العالم اجمع

وفجأه نسمع صوت فرمله اطارات سياره عااااااليه ونري امجد يرتفع فالهواء ويسقط بقوه علي بعد امتااار

كالجثه الهامده لا يحرك ساكنا وانسالت الدماء من جسده

يتبع ......

    

                الفصل العشرون من هنا 

لقراءه جميع فصول الرواية من هنا

تعديل المقال