رواية اهدأ يا نبض قلبي الفصل العشرون 20 بقلم دانة الحمادى

          

رواية اهدأ يا نبض قلبي 
الفصل العشرون 20
بقلم دانة الحمادى



،،اتجه امام الحائط واسند جبهته عليها في ضيق شديد وعقله كاد ان يجن ظل يضرب الحائط بقبضه يده بغضب وشده الي ان ادمت يده دون ان يشعر احس بالاختناق الشديد قرر ان ينزل الي الشارع
مر من امام والدته كالاعصار نادته والدته ولكنه لم يجب

فهو الان لا يسمع ولا يري نزل سريعا ونظر الي سيارته ، ولكنه قرر ان يمشي علي رجليه عل هواء الليل يهدء من بركان غضبه وفيضان احزااانه

يحدث نفسه هل ستتركيني خلفك فعلا ياحبيبتي هل نسيتي حبي اليكي ،هل حبك لي اختفي فجأه لالا استطيع تحمل ذلك لا استطيع ان اراكي مع زوج غيري احبك يااسيل احبك ليتك تسمعيني من مكاني هذا يصرخ بأعلي صوته ولكنه يعلم انها لا تسمعه ،،مزق هذا الاحساس قلبه وفتت وجدانه

يمشي كمن ضل الطريق لا يعلم ان يذهب والي اين ستنتهي به خطواته كان كالغائب عن الوعي وغيامه الحزن عمت بصره

فاقد التركيز تماما لايري شئ امامه شعر بالوهن الشديد في جسده بالكامل ،، يريد ان يبكي ويصرخ ويسمع العالم اجمع

وفجأه نسمع صوت فرمله اطارات سياره عااااااليه ونري امجد يرتفع فالهواء ويسقط بقوه علي بعد امتااار
كالجثه الهامده لا يحرك ساكنا وانسالت الدماء من جسده

المكان يسوده الضلام والصمت انطلق صاحب السياره بسرعه جنونيه لكي ينجو من هذا المأزق واحدثت سيارته صوت عالي اثناء الفرار جلب الانظار للشخص الملقي علي الارض المخضب وجهه بالدماء اقترب الناس منه سريعا ليتفحصوه وطلبت الاسعاف لتنقله علي الفور وهم لا يعرفون ان كان علي قيد الحياه ام لا؟؟

وفي سكون الليل يرن هاتف ليقطع صمت الضلام فتشهق شهقه قويه وتعلو صرختها لتهز ارجاء المنزل تأتي اليها صغيرتها مي في هلع

:مالك ياماما في ايه ؟؟؟

تراكمت العبرات في عينيها ولم تنطق سوي بكلمه مرتعشه :اااامجدد
~~~~~~~

وفي رواق المشفي نجد أم جالسه انهكها البكاء وتقف بجانبها ابنتها ترتب علي كتفها وتحاول ان تبدوا متماسكه :خلاص ياماما ياحبيبتي كفايه عياط ان شاء امجد هيكون كويس انتي بس ادعيلوه

مامتهابصوت مبحوح :انا لساني مبطلش دعي والله يابنتي

ترفع مي يدها بالدعاء :ياااارب نجيلنا امجد يارب يارب طمنا عليه

تتجه ببطئ الي كريم الذي يجثوا علي ركبتيه بجانب غرفه العنايه وهو في حاله انهيار تام يتمتم بالدعاء لاخيه ، رغم ان مي هي اصغرهم سننا الا انها وجدت من حولها منهار فحاولت ان تبدوا صامده وتكون هي من تطمئنهم وقفت امام اخيها ومدت إليه يدها :كريم ارجوك ممكن تقوم من الارض ،، نظر لها كريم بعين باهته ولم يرد

مي :ارجوك ياكريم عايزين نجمد شويه انت شايف ماما عامله ازاي لازم احنا اللي نصبرها

كريم بنبره حزن عميقه اردفها دموع :انا السبب انا السبب يامي فاللي حصل لاخويا انا السبب

:لا ياكريم ياحبيبي متقولش كده ده قدر ربنا ومكتبوله من زمان وان شاء الله هيقوم منها بالسلامه

كريم وهو يمسح دموعه التي ابت ان تستقر في عينه :بس انا اللي قولتله انا معرفش انه هيحصله كده انا قولت اقوله علي موضوع اسيل عشان يلحق يعمل حاجه ،،ثم قال بصوت متقطع حزين انا مكنتش اعرف والله انه هيحصله كده مكنتش اعرف سامحني ياامجد

تجمعت الدموع في عين مي ونزلت رغما عنها :لا ياكريم متحملش نفسك حاجه انت معملتهاش لو كده انا اللي هقول انا السبب لاني انااللي قولت عايزين عمل حاجه وقولتلك كمان علي اسم البنت
ثم تابعت وهي تجفف دموعها اكيد مش احنا السبب ده اخونا واحنا كنا عايزين نساعده ،، انا عارفه ان ربنا مش هيضيعه امجد ده اطيب واحن انسان انا واثقه فربنا انه هينجيه
رفع كريم يده بالدعااء وقال بصوت عالي :يااااارب

وبعد مرور بعض الوقت

خرج الدكتور من الغرفه فأسرع اليه كريم ومي ووالدتهم :هاااه يادكتور طمنا

كان الترقب والخوف في اعينهم جميعا وهم ينتظرون الرد

الدكتور:خير ياجماعه هو احنا عملناله كل حاجه لازمه والحمد لله قدرنا نوقف النزيف بسرعه فالبدايه هو ربنا بيحبه انه نجي منها فيه تمزقات فبفعض الاربطه فأجزاء فجسمه وشرخ فالساق اليمني واحنا جبسناه ،،ثم ضغط علي فمه بقوه بس للاسف ،،فنظر له الجميع برعب وهو يتحدث

المريض دخل فغيبوبه هو حاليا مش حاسس بالدنيا وله بالناس اللي حواليه مع انه احنا شايفين كل اجهزه جسمه سليمه بس مش عارفين ايه السبب

الام بخوف وزعر : يعني ايه يادكتور يعني ابني ماله فيه ايه

اطمني ياحاجه ان شاء الله احنا هننتظر دكتور مخ واعصاب يجي يفحصه لانه لسه مجاش وهو اللي هيقدر يشخص الحاله انتوا بس ادعوله كتير

جلست الام تستغفر وتدعوا ان ينجي الله ابنها وجلست بجانبها مي وكريم

فنظرت الي كريم: ياله ياكريم روح عالجامعه عشان تلحق يابني الساعه بقت8 الصبح

كريم جوا نفسه انا الوحيد اللي مش همشي من هنا ابدا إلا لما اطمن علي اخويا انا اللي بغبائي جبته هنا ،، فقال :لا ياماما روحي انتي تعبانه من امبارح منمتيش وانا هفضل هنا استني الدكتور اما يجي وانتي يامي ياله قومي روحي مع ماما

مامته :لا انا مش ممكن اعتب بره باب المستشفي غير اما اخوك يفتح عينه ويكلمني

كريم :ياماما لازم تروحي ترتاحي وتعالي بالليل عشان كده مش هتقدري تواصلي

مامته بحده :انا قولت مش همشي ياكريم خلاص

كريم بخيبه امل :طيب ياماما شكلنا كلنا هنفضل قاعدين ،، ربنا ينجيك ياامجد

~~~~~~~~
وفي الجامعه التقي الاصدقاء وحاولت اسيل التودد الي دينا لتنسي مشاحنتهم السابقه فضمتها دينا اليها وقالت لها انها غير غاضبه عليها وتعلم

جيدا انها كانت في حاله متوتره ولا تقصد الاساءه

~~~~~~~~~
تامر:ازيك يامحمد ايه ياعم خلاص خطبت ونسيتا

محمد :وانا اقدر ياتيمو برده انساك ثم اشار الي قلبه ده انت اللي هنا يالا

تامر بضحكه عااليه : عليه انا انت هتفضل طول عمرك كلامنجي ،، هههههه اكيد البت دينا الغلبانه بردوا بتصدقك

محمد بزهو :مين ده يابني ده انا رومانسي جدا بس انا مدكن

تامر :ماشي ياعم المدكن ثم ابتسم له بحب ربنا يتمم لك علي خير ياصاحبي

فضربه محمد بمزاح علي كتفه :ياله بقي ياتامر فرحنا انت بقي واخطب

تامر بحزن حاول ان يخفيه بابتسامه :ان شاء الله

حاول محمد تغير الموضوع :صحيح الواد كريم مجاش النهارده ده كل يوم بيقي راشق فالجامعه

تامر :اه فعلا انا غريبه ،،ههههه اهو يريح الناس منه يوم

محمد :هههه علي رئيك

كانت دينا تبحث عن كريم طول اليوم بدون ان تحاول ان تلفت الانتباه لها ولكن دون جدوي فتأكدت انه لم يحضر اليوم

~~~~~~~~~~~
انتهي اليوم وفي المساء سمعت اسيل طرقات علي غرفه بابها

اسيل :ميين
شريف :هيكون مين يعني انا شريف افتحي وذاد من طرقاته

اسيل بضحكه :حاضر ياسيدي براحه بس الباب هيتكسر

دخل شريف الي الغرفه وهو يقول :ايه ياستي كل شويه قافله باب الاوضه عليكي مينفعش نشوفك يعني عادي زي بقيت الخلق انا حاسس اني بعد كده هقطع تذكره دخول

اسيل :ههههههه ليه يعني انت عارف بس انا مبحبش ازعاج البت ندي عشان كده بقفل الباب عليه

كان شريف يعلم جيدا ان اخته تمر بضيق وحزن لهذا اصبحت دائما تجلس وحيده في غرفتها ولا تتكلم كثيرا مع احد فهو يشعر بالحزن علي حالها ولا يعلم كيف يخرجها من هذه الحاله

شريف :طيب ياست اسيل هطلب طلبي بسرعه احسن تطرديني انا كمان ،، في حد عايز منك خدمه

اسيل باستغراب :مييين

شريف :مريم ياستي بتقولي مش هنزل اجيب الفستان مع اي حد الا مع اسيل

اسيل باابتسامه : ياحبيبتي يامريم ثم ظهر علي وجهها علامات تأنيب الضمير انا عارفه اني فعلا مقصره معاها اوي اليومين دول انا خايفه تكون زعلانه مني ياشريف

شريف بحب :زعلانه منك ايه بس لاطبعا ياحبيبتي انتي متعرفيش مريم بتحبك اد ايه

اسيل :مانا عارفه وانا كمان بحبها والله جدا طيب عايزه تنزل امتي

شريف :خلاص احنا قدمنا 10 ايام عالفرح هي قالتلي تنزلوا بكره الصبح اهو الجمعه اجازه من الجامعه عندك وعشان لو معجبهاش حاجه تلحق تدور تاني

اسيل :طيب تمام انا هكلمها بالليل اتفق معاها طيب وانت هتيجي معانا

شريف رسم علي وجهه تكشيره ومط شفاهه وتكلم كالأطفال : مراتي مش راضيه يااسيل شوفتي اخوكي بيبقي زي الكتكوت المبلول معاها

اسيل بضحكه :ههههههه عشان تعرف بس ان كيدهن عظيم البشمهندس شريف مش قادر يقول لا هروح

شريف:اه حكم القوي عالضعي،،ثم لمعت في عينه نظره خبث وقال بس انا عارف اختي حبيبتي هتعملي اللي انا عايزه

اسيل :ايييه هااه عايز ايه ؟؟
:بصي بقي ياستي هي اما تنقي الفستان وتقيسه طبعا هتندهلك تشوفيه انتي بقي طلعي موبايلك واعملي كأنك بتتكلمي وصوريها ثم قال بترجي عشان خاطري يااسيل

اسيل :هئئئئؤ ده بعدك ياحبيبي

شريف بمسكنه :يابنتي ده انا اخوكي مش تقفي جمبي فمحنتي

اسيل :هههههههه لا محنه صعبه اوي الصراحه ،، يابني ماكانت خدتك معاها احسن هي عايزه تعملهولك مفجأه نفسي بس تفهموا تفكيرنا
شريف بخيبه امل :انا عارف ان الستات مش هاخد معاهم حق ولا باطل ماشي ربنا يصبرني اديني هستني ،وهوخارج من الغرفه وقف فجأه ثم قال بس اوعي تقوليلها اني قولتلك صوريها لحسن تبقي مشكله

اسيل:ههههه لالا متخفش مش هقولها

خرج اخيها من الغرفه وبعد فتره خرجت اسيل توضأت وذهبت لتصلي قيام الليل قبل ان تنام صلت وجلست علي سجادتها شعرت بانقباض شديد في قلبها لا تعلم لماذا سقطت دمعه من عينها وكأن شئ سئ قد حدث ظلت تناجي ربها وتدعوه ان ينور دربها وينزل علي قلبها السكينه ويصرف عنها احساس الهم الذي سكن قلبها فجأه

صعدت الي سريرها وقفز في ذهنها فجأه صوره امجد وكلماته لها انسابت الدموع من عينيها وغلبها النوم
~~~~~~~~
وفي المشفي نجدهم يقفون امام الغرفه يبدوا عليهم الارهاق الشديد ينتظرون كمن يقف علي جمر لا يحتمله من شده القلق
والده امجد وهو تمشي ذهابا وايابا :يارب يارب جيب العواقب سليمه يارب نجيه انت قادر علي كل شئ ،،هو الدكتور اتأخر جوا كده ليه ياكريم ياتري اخوك فيه ايه

كريم :ياماما اهدي الدكتور متأخرش وله حاجه هو اصلا جه الساعه 10.20 والساعه دلوقتي 11 يعني اكيد بيعمله فحوصات

كانت مي تجلس علي كرسي بالقرب منهم تدعوا الله بشده وتبكي بصمت ان يخرج اخوها من هذه الحادثه سالما

وبعد مده خرج دكتور المخ والاعصاب من الغرفه ،هرع الجميع بسرعه اليه وقالت الام :خير يادكتور طمنا

الدكتور :حضرتك انا عملتله كل الفحوصات الازمه للمخ وعملنا اشعه المخ الحمد لله مفهوش ضرر يذكر لكن المريض غايب عن الحياه تماما انا عايز اسأل هوالمريض قبل الحادثه اتعرض لصدمه شديده او فقد حد عزيز عليه او شئ زي كده

عندما سمع كريم هذه الكلمات ضرب بيده الاثنين علي وجهه بشده عندما تذكر حديثه مع اخيه قبل الحادثه بدقايق وشعر ان الحمل يثقل علي كاهله اكثر فاكثر وانه هو من فعل بأخيه ذلك ،،نظرت مي الي كريم بأشفاق ورأت في عينه حزن شديد وشعور بتأنيب الضمير ، واشارت له باصبعها علي فمها اي لا يتكلم عن شئ امام والدته

ضلت الام تفكر واجابت :لا يادكتور مفيش حد كل اخواته معاه وباباه مفيش حد مات او حاجه ليه طيب فيه ايه

الدكتور :بصي حضرتك المريض كل فحوصاته سليمه واحنا حطين له كل الاجهزه اللازمه عشان مخه واجهزه جسمه متقفش وتكون ماشيه طبيعي لكن هو في حاجه جامده مأثره فيه وعايز يهرب من الحياه تماما وعقله واقف مش راضي يستجيب مع اي حاجه خالص وفالحاله ديه رجوعه للحياه بيعتمد علي ارادته هو يعني ممكن يومين ممكن اسبوع ممكن شهور حسب رغبته فالعوده لحياته بصوره طبيعيه
هو ده اللي اقدر اقولهولكم دلوقتي انتوا حاولوا يبقي جمبه شخص هو بيحب يسمع صوته او بقاله فتره غايب عنه وربنا معاكم الزياره ليه من بكره وياريت متحولوش تخلوه يفوق بالعافيه لازم هو يرجع من نفسه ، سلام عليكم

هوت الام بجسدها علي اقرب كرسي وتعالي صوت بكائها جري اليها كريم ومي ليهدئوها وكان الجميع في حاله حزن شديد فكل واحد منهم يريد بجانبه شخص اخر ليصبره

والدتهم وهي تبكي وتضع يدها علي جبهتها: اخوكم كده ايه مش هيفوق خلاص ،، طب هو ماله هو حد من صحابه حصله حاجه ياكريم ،،هز كريم رأسه بالنفي ،،اومال ايه ماله هو زاد بكائها تفتكروا انا السبب من ساعت موضوع ايمان وانا مبكلمهوش وشدين مع بعض والله ياامجد ياحبيبي مش قصدي ظلت الام تنتحب وتبكي وجلست مي تبكي بجانبها وتحاول تهدئتها اما كريم فكان في عالم اخر ويشعر بالمسؤليه الكامله لما حصل لأخيه
~~~~~~~~~~~~
وفي اليوم التالي قابلت اسيل مريم وظلوا يتجولوا في المولات لتبحث مريم عن فستان يناسبها وهم جالسين في محل عصائر يتناولون عصير ويستريحوا فتره
اسيل :هااه يامريم الفستان اللي قستيه الاخير ده انا شايفه انه كان انسب واحد عليكي

مريم :اه فعلا هو عجبني بس في محل فالدور التالت بيقولوا

فيه فساتين حلوه اوي هنشوفه واقررر بقي هشتري ايه

هزت اسيل رأسها بالموافقه ولم تتكلم
كانت مي تلاحظ شرود اسيل وعدم تركيزها منذ بدايه اليوم ولكنها تعلم من شريف انها هذه الايام تمر بحاله نفسيه سيئه

مريم : أسو حبيبتي مالك انتي تعبتي لو تعبانه تعالي نروح ومش لازم نشوف الاتليه الاخير

اسيل بشرود بسيط :هااه لا انا مش تعبانه عادي

نظرت مريم الي عين اسيل وجدت الدموع متجمعه في عينيها سألتها مريم بفزع :اسيل انتي بتعيطي ماااالك

مسحت اسيل عينها بسرعه :لا مش بعيط بس والله مش عارفه مالي يامريم من امبارح قلبي مقبووض جامد اوي وحاسه اني مخنوقه جدا مش عارفه من ايه

مريم :اسيل مش انا زي اختك احكيلي مالك ياحبيبتي انا هسمعك وصدقيني سرك فبير مش هقول لحد خالص

اسيل بارتباك :هااه اه طبعا والله انتي اختي وصحبتي لكن انا بجد من امبارح جاتلي خنقه مفجأه كده وانا والله مش عارفه من ايه لو كنت عارفه صدقيني مش هخبي عليكي

مريم بأسف :طيب ياحبيبتي براحتك اي وقت عايزه تكلميني فاي حاجه اتصلي بيه وانا بجد عمري ماهتأخر عليكي فأي حاجه تطلبيها مني

ابتسمت اسيل :انا عارفه ياحبيبتي والله انك مش هتتأخري عليه ابدا ربنا يخليكي ليه يامريم
~~~~~~~~
وفي المساء جاء والد امجد واخيه الاكبر وزوجته للزياره وفي هذا الوقت كانت والدة امجد تجلس علي كرسي بجانبه تمسك بيده تقبلها وقد تساقطت بعض الدموع علي كفه

امجد انا مامتك ياحبيبي انت سامعني يابني صح قولي انت انت سامعني سامحني ياامجد انا عارفه اني مزعلاك وكنت مش بتكلم معاك الايام اللي فاتت سامحني يابني ،،زاد بكائها اعمل اللي انت عايزه ياحبيبي انا عمري ماهقف فطريقك بس عشان خاطري يابني ارجع وعيش حياتك كلنا بنحبك ياامجد ارجعلنا انا واخواتك وابوك ،

حرك صباعك حتي عرفني انك سامعني

كان امجد ممدد علي سرير المشفي موصل بالاجهزه والاسلاك ولايحرك ساكنا ، نظرت عليه امه باشفاق وبقلب موجوع علي حاله وخرجت لتدخل اليه اخته الصغيره مي ظلت هي الاخري تتكلم اليه وتبكي لعل صوتها يصل اليه ولكن دون جدوي
~~~~~~~~~
وفي اليوم التالي كانت اسيل تتجهز لتنزل الي جامعتها فأتها اتصال من رقم غريب

اسيل :الوو

المتصله:ايوه انسه اسيل معايا؟

اسيل باستغراب :ايوه مين حضرتك

المتصله :لا انتي متعرفنيش بس انا محتجاكي جدا فخدمه انسانيه

اسيل :طيب ممكن اعرف حضرتك مين

المتصله: هتعرفي لما تشوفيني ممكن اقابلك كمان نص ساعه لو سمحتي لو فاضيه

اسيل :طيب تمام فين

اتفقوا علي مكان مقابلتهم والتقت اسيل بهافي كافيه معين

مدت لها يدهالتصافحها :ازيك ياانسه اسيل انا اول مره اشوفك ومش عارفه انتي عرفاني وله لا

اسيل تحاول ان تتذكر :اممم حاسه اني شوفتك قبل كده بس مش عارفه فين ،،وجلست الفتاتان

هزت راسها :انا مي اخت دكتور امجد ،، في نفس اللحظه تغير وجه اسيل تماما وقالت بتهجم وياتري يامي انت جايه تعزميني علي فرح امجد

مي بحزن وسقطت دمعه من عينيها :فررررح !!!!

نظرت لها اسيل بخضه وشعرت انها قالت كلمه لم يكن عليها قولها وقالت بصوت خافت :فيه ايه انتي بتعيطي

مي:لوسمحتي ياانسه اسيل انا جايه اتكلم معاكي فحاجه مهمه وعيزاكي تسمعيني

اسيل : انا هسمعك بس لو سمحتي لو بخصوص امجد انا معنديش استعداد اسمع

مي بترجي : لو سمحتي اسمعيني بس وبعد كده اعملي اللي انتي عيزاه ،،هزت اسيل راسها بالموافقه وبدئت مي فالحديث
بصي يااسيل انا مش هقولك ان امجد بيحبك بس هقولك ان امجد اتظلم جدا من ماما ،،انا عرفت كل حاجه بينكم،،وانك عرفتي انه خاطب ايمان ،

شعرت اسيل بالاحراج

لان اخته الصغيره تعلم كل شئ

اسيل باستفهام :هو امجد حكالك كل حاجه

مي بصوت وهن:امجد !! امجد عمره مابيحكي لحد عن مشاكله هو اللي بيحمل همنا كلنا وعمره مااشتكي امجد بالنسبالي هو اخويا وابويا وصحبي وكل حاجه ، هو محكاش حاجه هو كان بقاله فتره مكتئب ومش بيتكلم مع حد وعلطول قاعد مع نفسه بس انا اللي اكتشفت كل حاجه انا وكريم

اسيل باحراج :كرييييم ،،اممم طب انا مطلوب مني ايه مش فاهمه انا الموضوع بيني وبين امجد انتهي خلاص ،،،قالت اسيل هذه الجمله وهي تشعر بالالم في صدرها فهي لم تكن تتمني هذه النهايه لحبها

مي بجديه :بصي انا جايه اقولك ان امجد ملهوش علاقه بإيمان هو اصلا مش بيحبها

اسيل بتهكم :اومال خطبها ليه يعني ؟؟؟

:امجد مخطبش ايمان اولا ايمان ديه بنت خالتي امجد من وهو فرابعه كليه ماما اصرت عليه انه يخطبها هو اصلا من زمان من قبل حتي مايتخطبوا كانت ماما وخالتي علطول يقولوا ان امجد خطيب ايمان ،، كانت اسيل تسمع لهابأنصات واستغراب في نفس الوقت ،،هو كان معارض جدا وقال لماما انه مش بيحبها ومش عايزها ولا بيفكر فيها ابدا انها تكون مراته بس هي فضلت مصممه جامد جدا وقالته انا متفقه مع خالتك من زمان وانت لازم تخطبها

اسيل :ايوه بس ده مينفعش يعني هو مكنش ليه رأي

مي :ماهو مكنش راضي خالص وماما فضلت مقطعاه حوالي شهر والبيت كله كان مشحون بسبب الموضوع ده وبابا كمان ضغط عليه شويه انه يخطبها هو قالهم انه مش بيحبها ولو خطبها هيسبها مش هيكمل معاها قعدوا يقولوا اخطبها وجرب واكيد اما تقرب منها وتبصلها بنظره مختلفه هتحبها هو وافق علي مضد عشان يخلص من الضغط اللي عليه وماما كانت مخصماه وهو مستحملش كده بس فضل ضميره مأنبه انه خطبها وهو عارف انه مش هيكمل معاها حاول كتير انه يفكر فيها كخاطبته بس فشل

اسيل: طيب بس انا حاليا مليش علاقه بالموضوع ده

مي :انا مش جايه احكيلك قصه حياه امجد اولا انا بحكيلك كده عشان تعرفي انه مش حد وحش وكان قاصد يضحك عليكي بجد امجد ده حد طيب اوي وبستأذنك انك تسامحيه لو زعلانه منه ارجوكي عشان هو محتاج كده

اسيل :حصل خير هو كل واحد فطريقه دلوقتي وانا مبفكرش فيه

سقطت الدموع من عين مي بغزاره وقالت وهي تنتحب :بس هو مبيفكرش غير فيكي دلوقتي

صمتت اسيل امام دموع مي ولم تعرف بما ترد عليها

اكملت مي حديثها واستمعت اليها اسيل بانصات وقلق عليها فهي لا تعلم لما تبكي كل هذا البكاء:بصي كريم جه قال لامجد ان في حد زميلك فالجامعه بيكلمك وممكن ترتبطوا ببعض امجد ادايق جدا ونزل الشارع مش شايف ادامه خبتطه عربيه وهودلوقتي دخل المستشفي وحالته وحشه

انتفضت اسيل من مكانها وقالت بفزع :ايييييييييه انتي بتقولي اييييه لا مش ممكن فيين ازاي سقطت الدموع من عينها كالشلالات وكاد قلبها ان يقف من الخضه عليه ،،، وقالت بوهن هو فين يامي هو فين

مي :هو فمستشفي (....)
مسكت اسيل حقيبتها بسرعه واتجهت الي مي التي كانت منهاره من البكاء واحتضنتها: متخافيش
يامي ان شاء الله هيقوم منها متخافييش
،،شعرت مي بالحنان والدفئ وهي في حضن تلك الفتاه

تابعت اسيل كلامها بعتاب وخضه وهم متجهين خارج الكافيه ليذهبوا الي المشفي :انتي ليه مقولتليش من بدري من اول ماجيتي

مي :انا كنت شيفاكي بتصديني جامد فالكلام قولت اعرفك الاول ان امجد فعلا مش قصده يجرحك ابدا هو بيحبك بجد عشان ترضي تيجي معايا المستشفي

اسيل بأسف :خلاص يامي مش وقته الكلام ده ركبت الفتاتان سياره اجره

وسألت اسيل بخوف وقلق :طب هو حالته ايه دلوقتي

وهنا سكتت مي لبرهه ثم قالت :امجد حاليا غايب عن الحياه هو اجهزه جسمه سليمه لكن هو

عقله مش عايز يرجع للحياه

اسيل بقلق وعدم فهم :يعني ايه مش فاهمه

مي بأحراج :هو الدكتور قال انه ممكن يكون اتعرض لصدمه شديده او فقد حد عزيز عليه عشان كده رافض يرجع للحياه

وهنا شعرت اسيل بالألم يخترق قلبها ويتغلل في جسدها ونظرت من نافذه السياره بجانبها وانفجرت بالبكاء ،،لا مش ممكن هو انا السبب فاللي حصلك ياأمجد انا مسمعتكش لما جيت تعتذر وتكلمني انا حد وحش اوي بجد،، بجد انا انسانه سيئه كان جسدها يهتز جسدها بقوه وهي تبكي نظرت اليها مي بحزن وهي لا تعلم ماذا عليها ان تفعل ،،كانت اسيل غارقه في بحر حزنها وتأنب نفسها بشده واغروقت عينها بالدموع ، وبعد دقاق سمعت مي تقول لها انهم وصلوا الي المشفي
جففت دموعها سريعا ونزلت من السياره

اسيل بتساؤل :هو فين وله الغرفه رقم كام
اعطت لها مي رقم الغرفه واخبرتها ان عليها ان تشتري بعض الاشياء وستلحق بها

صعدت اسيل وهي تجري علي السلالم لم تنتظر حتي ان ينزل اليها المصعد ظلت تمشي في المشفي مسرعه تبحث عن غرفته فهي الان لاتريد شئ من الحياه سوي ان تطمئن عليه لقد تخلت تماما عن كبريائها وكرامتها التي كانت دائما تتحجج بها رمتها خلف ظهرها لقد تغلب قلبها علي عقلها اخيرا

وجدت الغرفه شعرت بالقشعريره تسري في جسدها وارجلها ترتجف بشده طرقت باب الغرفه ولكن لم يرد عليها احد فتحت الباب بهدوء شديد وخوف ودخلت وعندما رفعت عينها وجدته ممد امامها علي سرير بجانبه اجهزه كثيره اجزاء من جسده ملفوفه بالضمادات والشاش لم تتحمل المنظر اجهشت بالبكاء الشديد وشعرت انها ستفقد وعيها من شده خوفها عليه
اقتربت منه بأرجل مرتعشه بقلب خائف يكاد ان ينخلع من مكانه صارت علي مقربه منه تأملت ملامح وجهه التي تفتقدها بشده رأت الحزن الشديد يسكنها وقد اختفي منها البسمه زاد بكائها وشعرت

بالأسي الشديد عليه،،جلست بجانبه تحدثه والدموع تملأ عينها والانين تملك صوتها تنظر اليه وهي لاتراه من الدموع المتراكمه بداخل اعينها

تنظر اليه بحزن بالغ تنظر اليه بقلبها لا بأعينها تحسست شعره بهدووء وايدي مرتعشه

تكلمت بصوت خافت مرتعش بقلب يعصره الألم

امجدارجوك فوق ياامجد انا اللي غلطانه فحقك ارجوك انت اللي سامحني مش انا اللي محتاجه اسامحك

رد عليه ياامجد ارجووك ولكنه كالجثه الهامده زاد بكائهاكثيرا وتكلمت بصوت متقطع وسط البكاء انا مش هسامح نفسي ابدا لوحصلك حاجه ياامجد سامعني مش هسامح نفسي ارجوك ارجع ياامجد للناس كلهااللي بتحبك ارجع ارجعلي انا،،انا بحبك ياامجد بحبك اوي متسبنيش لوحدي فالدنيا

،اناعرفت اني مقدرش اعيش من غيرك انت بقيت كل حاجه فحياتي انا عاندت نفسي كتير ووهمت نفسي اني نسيتك لقيتني نسيت انا مين لكن مقدرتش انساك انت ابدا ارجووووك ارجع

وضعت يدها علي طرف السرير وسندت رأسها عليها غارقه في حزنها وبعد لحظات شعرت بشئ يلمس يدها قامت من مكانها فزعه تراجعت خطوات كادت ان تسقط من خضتها ابتعدت قليلا وجدته قد افاق بعض الشئ

تلاقت اعينهم لثانيه واخفضتها
ثم رفع كلا منهم عينه ثانيتا ليتأكد
اتسعت اعينهم وقالوا بدهشه في نفس
الوقت مع : اسييييل \امجدددد

يتبع...


تعليقات