رواية اهدأ يا نبض قلبي الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم دانة الحمادى

          

رواية اهدأ يا نبض قلبي 
الفصل الواحد والعشرون 21
بقلم دانة الحمادى



بالأسي الشديد عليه،،جلست بجانبه تحدثه والدموع تملأ عينها والانين تملك صوتها تنظر اليه وهي لاتراه من الدموع المتراكمه بداخل اعينها

تنظر اليه بحزن بالغ تنظر اليه بقلبها لا بأعينها تحسست شعره بهدووء وايدي مرتعشه

تكلمت بصوت خافت مرتعش

امجدارجوك فوق ياامجد انا اللي غلطانه فحقك ارجوك انت اللي سامحني مش انا اللي محتاجه اسامحك

رد عليه ياامجد ارجووك ولكنه كالجثه الهامده زاد بكائهاكثيرا وتكلمت بصوت متقطع وسط البكاء انا مش هسامح نفسي ابدا لوحصلك حاجه ياامجد سامعني مش هسامح نفسي ارجوك ارجع ياامجد للناس كلهااللي بتحبك ارجع ارجعلي انا،،انا بحبك ياامجد بحبك اوي متسبنيش لوحدي فالدنيا

،اناعرفت اني مقدرش اعيش من غيرك انت بقيت كل حاجه فحياتي انا عاندت نفسي كتير ووهمت نفسي اني نسيتك لقيتني نسيت انا مين لكن مقدرتش انساك انت ابدا ارجووووك ارجع

وضعت يدها علي طرف السرير وسندت رأسها عليها غارقه في حزنها وبعد لحظات شعرت بشئ يلمس يدها قامت من مكانها فزعه تراجعت خطوات كادت ان تسقط من خضتها ابتعدت قليلا وجدته قد افاق بعض الشئ

تلاقت اعينهم لثانيه واخفضتها
ثم رفع كلا منهم عينه ثانيتا ليتأكد
اتسعت اعينهم وقالوا بدهشه في نفس
الوقت مع : اسييييل \امجدددد

حاولت ان تبدوا متماسكه ادارت وجهها سريعا وجففت عينها ثم استدارت وقالت بحزن :حمدلله علي سلامه حضرتك يادكتر امجد

نظر اليها امجد بزهول نظره مطوله ولم يرد فهو مازال لا يستوعب مايحدث حوله ولا يصدق عينيه انه يري حبيبته الغائبه امامه

وقفت هي الاخري تنظر اليه بحزن ولاتدري ماذا تفعل او ماذا عليها ان تقول كيف جاءت الي هنا!!
كيف علمت بالحادث !!

نظر لها امجد بحب وضعف وتكلم بصوت مبحوح :هو انت بجد اسيل ؟؟ يعني انا شايف صح؟
هو انا فين ؟

شعرت بالالم عليه وسقطت دمعه من عينها

اتسعت عينه بخوف عليها وسألها بوهن :هوانت بتعيطي ؟؟

اسيل بارتباك :هااه لا مش بعيط انا عنيه اتطرفت

نظر امجد الي المكان حوله وجال بعينه الغرفه وكأنه يريد ان يعرف اين هو انها ليست غرفته ثم نظر الي جسده وجد الضمادات والشاش ملفوف حوله

فنظر اليها بحيره وقال وتساؤل :هو انا فمستشفي؟هو ايه اللي حصل؟انا جيت هنا ليه؟

شعرت اسيل بغصه في حلقها والم في قلبها بانها السبب وهي لاتدري بماذا تخبره

ثم قال امجد :هو انا فين اهلي هو مفيش حد هنا غيرك يااا،،ثم سكت لثانيه ياانسه اسيل

اغمض عينيه وكأنه يريد ان يستجمع قواه ويستوعب مايحدث او يتذكر ماالذي جاء به الي هنا

وفجأه صاحت اسيل بسرعه وخوف وبصوت مرتفع نسبيا :امجدددددد ارجوك متقفلش عينك لأ

فتح امجد عينه سريعا بخضه :لييييه في ايه ؟؟

وضعت اسيل بتلاقئيه يدها علي صدرها لتهدئ من روعها وتنفست الصعداء فقد ارتعبت لوهله ظنته اغمض عينه ليعود الي غيبوبته

مازال ينظر اليها باستغراب وينتظر ردها

اسيل بتوتر وارتباك :ااا ،، امم اصل انا خفت انك تتعب تاني ،، ثم استجمعت شجاعتها لتقول اصل حضرتك جيت المستشفي فحادثه عربيه واااا ، قبل ان تكمل كلامها

وضع امجد يده علي منتصف راسه وامسكها بشده وصاح : ااااه صداع جامد فراسي مش قادر في وجع جامد

اسيل بخضه :انت كويس استني ارجوك متنامش متتحركش انا هنادي اي دكتور بسرعه بس متغمضش عينك ارجوك

جرت اسيل سريعا نظرامجد اليها وهي تغادر من امامه وقد رأي لأالئ الدموع تسقط من عينيها

اسند رأسه علي السرير وهو يشعر بالم شديد في دماغه ،،سرح امجد فيها فهو ولاول مره يري دموع محبوبته

اتجهت نحو احدي الاطباء وهي تقول بلخبطه وتلعثم :اااه دكتر اوضه اللي فيها رقم 304 المريض

الدكتور :براحه ياانسه عشان افهم

تنهدت اسيل : الاوضه اللي فيها المريض اللي كان عامل حادثه من يومين

لم تكمل اسيل كلامها عرف الدكتور الحاله واتجه اليه سريعا ، وقفت اسيل للحظه لتأخذ نفسها بهدووء واتجهت نحو الغرفه ولكنها لمحت كريم وبجانبه سيده مسنه يصعدون السلم وجدت نفسها تختبئ بسرعه في طرقه جانبيه قبل ان يرها كريم ظلت تراقبهم الي ان دخلو غرفه امجد مسرعين

عندما وجدوا الطبيب داخل الغرفه علمت ان السبل انقطعت بها ان تدخل الي غرفته ثانيتا شعرت ان قلبها ينفطر تريد ان تري وجهه ثانيتا تريد ان تطمئن عليه لا تعلم ماالذي اصابه،،حزنت انها لا يحق لها ان تدخل إليه

ولكنها شعرت بفرحه شديده لانه قدعاد الي الحياه

تسحبت ببطئ وغادرت المكان وبداخلها مشاعر متناقضه بين الطمئنيه والخوف ،، الحزن والسعاده،،تسارع دقات قلبها وسكونها،
،اشتياقها وكبريائها،،

، عادت الي منزلها دخلت الي غرفتها لم تتكلم مع اي شخص ،،حاولت ان تنام لتنسي احداث اليوم الشاق ولكنها فشلت فصوره امجد في مخيلتها لاتذهب تري صورته وهو ممدد علي السرير بلا حراك،ملامح وجهه الذي سكنها الحزن ، وجدت دموعهاتنساب من عينيها بدون سابق انذار

تذكرت فجأته عندما رأها ،، وفرحتها عندما استفاق ارتسمت بسمه علي شفاهها غلبها النعاس غطت في النوم والدموع في عينيها وبسمه علي شفتيها
~~~~~~~
وبعد ان جاء الاطباء ليروا حالته كان ممسك برأسه يشعر بالصداع الشديد جرت عليه والدته وسقطت دموع الفرح من عينيها ، اتجه كريم اليه واحتضنه بشده ،، ولكن امجد كانت عينيه معلقه باب الغرفه ينتظر بلهفه دخولها اليه لكي يملأ عينيه منها التي حرمت من رؤيتها ،، يريد ان يسكنها بين ضلوعه ولايخرجها منها ابدا،، ظلت والدته تحدثه ،،امجد حبيبي حمدالله علي سلامتك يابني ياما انت كريم يارب الحمد لله

ولكنه كان في عالم اخر فقط يراقب من يمر من امام غرفته ويدخل اليه يريدها بينهم ولكنه لا يجدها

ابتدي الدكتور بالفحص وهو ينظر اليه بفرح
حمدلله علي سلامتك يااستاذ امجد الحمد لله انك فوقت متخيلناش انك هترجع بسرعه كده

انتبه امجد الي كلام الدكتر وقال:هو انا ايه اللي حصلي ؟؟ هرجع وافوق من ايه مش فاهم!!!

نظر اليه الدكتور مطولا

بتعمن ثم رسم بسمه علي شفاهه :لالا متشغلش بالك ديه حادثه صغيره كده والحمد لله اديك قومت بالسلامه

امجد باستغراب:حادثه !!بس انا مش فاكر اي حاجه خالص

دب الرعب في قلب والدته وكريم ونظروا الي الطبيب بخوف ،، فنظر اليهم الطبيب ان يهدءوا

رد الدكتور علي امجد بمزاح :ياسيدي ساعه القدر بيعمي النظر ،، المهم انت بس ريح نفسك خالص ومتفكرش فحاجه

شعر امجد بالالم يزداد في رأسه ،،ولاحظ الطبيب انه يضغط علي رأسه بشده

جلس الطبيب بجانبه وامسك راسه وظل يضغط علي امكان معينه فالرأس ليهدء من ذلك الألم

ثم قام واتجه الي والدته قائلا الممرضه هتيجي دلوقتي تحطلوا ابره مسكنه ومهدئه فالكاليونه
عشان ينام ويهدي شويه ،، ثم نظر اليه حمدلله علي سلامتك تاني يااستاذ امجد ،، هز امجد راسه دون ان يتكلم

خرج الطبيب من الغرفه واسرعت والدته وراءه وعلي وجهها اسئله كثيره
وقف الدكتور وقال لها مبتسما : انا عارف حضرتك عايزه تسألي علي ايه متخافيش هو مفقدش الذاكره وله حاجه

تنهدت والدته براحه : الحمد لله اومال ماله يادكتر ليه مش فاكر

الطبيب :بصي حضرتك ده فقدان ذاكره مؤقت وان شاء الله هيتحسن خلال ايام انتوا بس بقدر الامكان متضغطوش عليه يفتكر اي حاجه لان ده غلط عليه وبيكون ارهاق عالمخ واحنا مش عايزين كده

الام بقلق :طب يادكتور لو هو حاول يفتكر مع نفسه ده برده غلط او لو افتكر الحادثه فعلﻻ

الطبيب :لا هو مش غلط بس هو كمان غالبا العقل ناسي حاجات مش عايز يفتكرها لكن لما يضطر يفكر فيها المخ هيستدعيها بس ممكن يجيله صداع كده باستمرار شويه لحد ماالموضوع يستقر

الام :شكرا يادكتور تعبناك معانا

الطبيب :لا مفيش حاجه ولو حصل اي حاجه ان جوا ندوني حمدلله علي سلامته،، غادر الطبيب واتجهت والدته الي الغرفه لتطمئن عليه

والدته بفرحه :حمدلله علي سلامتك ياحبيبي جعان وله اشربك عصير الاول

امجد :لا ياماما ربنا يخليكي مليش نفس

كريم :ايه ياعم حد يلاقي دلع وميدلعش طب اوم انت من السرير ده وانا اقعد مكانك وليه نفس الصراحه

الام بضحك :بس ياوله انت العصير ده لامجد بس

كريم بكوميديه :طيييب اروح اركن انا بقي علي اي حيطه
الجميع :ههههههه
امجد بتساؤل :كريم هو في حد تاني كان هنا ؟؟

كريم بعدم فهم :حد تاني !! لامفيش

هز امجد راسه ولكنه شرد ذهنه يحاول ان يستوعب كل الاحداث التي تدور حوله ،،هل كنت احلم !!لالا انا متأكد انها كانت هنا واقفه امامي

كانت مي قد اشترت ماتريده سريعا ولكنها ظلت مده طويله تمشي فالشوارع المحيطه بالمشفي لتوفر لاسيل الوقت الكافي لتري فيه اخيها ولكنها ارهقت وقررت ان تعود الي المشفي ، صعدت السلالم ووصلت الي الطابق الذي به غرفة اخيها تقدمت وقفت لثانيه في صدمه ،انها تسمع صوت امجد يأتي من الغرفه ، جرت سريعا فتحت باب الغرفه بلهفه وعدم تصديق وجدته متكئ بتعب مسند ببعض الوسادات لتساعده علي الجلوس سقطت دموع الفرح من عينيها وهي تهتف بشهقه امجددددد
رأها تجري اليه فابتسم لها بحب وفتح زراعيه لتستقر باكيه في حضنه
مي بعدم تصديق :حمد لله علي سلامتك ياامجد بجد انا مش مصدقه مكنتش اعرف ان هي سحر ديه طلعت سحر

الجميع :ايه هي ديه اللي سحر ،كريم:مالك ياعبيطه!!

انتبهت مي الي كلماتها التي كادت ان تفضح امرها وقالت بارتباك:هااااه ل ده ا انا بقول الحمد لله الصحه ديه سحر

نظر امجد بشك الي اخته التي مازلت بين زراعيه ليتأكد ان ماجاء في ذهنه صحيحا

ابتسمت له مي ابتسامه كبيره وهي تغمز بعينها

فرغ امجد فاه غير مصدق

هزت مي رأسها وهي تقول : اي خدمه ياعم
ابتسم امجد بهدوووء ومسح علي رأس اخته بحنان

ولكنه ابعدها عنه قليلا وسألها بصوت هامس انتي عرفتيها ازاي

مي بزهو :طرقي الخاصه وبس بقي عشان ماما متخدش بالها

وفي نفس الوقت كان كريم ينظر اليهم باستغراب فقال :ربنا يشفي كل مريض يارب ابعدي يابنتي عن اخوكي لحسن تعديه

نظرت له مي بسخريه واخرجت نصف لسانها :ياشيخ روح اجري بعيد وانت مش فاهم حاجه كده

مي وامجد :ههههههههه

امجد حرام عليكي يامي مش قادر اضحك

اسرع كريم اليها ولف وراعها للخف :والله مش فاهم هااه طب هتقولي وله افهمك انا

مي بتألم :اه سيب ايدي ياماما ياماااما

والدتهم :ياربي عليكم مش هتكبروا ابدا سيب ايد اختك ياوله

كريم :ماشي عشان خاطرك انتي بس ياست الكل ،،انا رايح اشتري حاجه من الكافيتريا اللي تحت حد عايز حاجه اجبله معايا

وهنا قفزت استني ياكيمو انا هاجي معاك
كريم بغيظ :والله دلوقتي ياختي بقيت كيمو ، طب مش هاخدك معايا بقي ايه رئيك

نظرت له مي وكأنه لايحدثها ثم تقدمت امامه خطوات :كريم انا نازله الكافيتريا تحب تيجي معايا
الجميع :ههههههههه
كريم :امشي قدامي يارب صبرني عليكي

خرج كريم ومي من الغرفه وهم في اتجاه الكافتيريا قالت مي بخبث :هاااااه مش عايز تسألني علي حاجه

كريم ببرود :لأ

مي بفخر :انت الخسران ديه حاجه بمليون جنيه وانا اللي عملتها

اشتد الفضول في نفس كريم ليعلم ماهو ،، وقال لها بتصنع اللامبالاه : بقولك يامي مفيش اي حاجه جديده حصلت

مي تقلد بروده :لأ
كريم :يوووووه خلصي بقي انا هتحايل عليكي

مي بزهو :ايوه كده قول انك عايز تعرف هههههه ،،ياله صعبت عليه هقولك تعرف انا روحت اقابلت مين النهارده وجبته معايا لاخوك

كريم :ميييييين ياختي

مي بحماس :اسييييييل

وقف كريم مكانه فجاه وفرغ فاهه بصدمه :ايه بتهزري يابت الايه ازززاي
حكت له مي مادار بينهم

بالكامل وكان كريم يسمع بفرحه واستغراب من فعلتها في نفس الوقت
كريم :ياانهار ابيييض ده انتي طلعتي مش ساهله يامي عشان كده اخوكي فاق ؟؟

مي : ايوه اومال انا كنت بقول ديه سحر علي مين ياابو العريف هههههه
كريم :صحيح قبل ماانسي اقولك امجد مش فاكر اي حاجه خالص من وقت الحادثه الدكتور قال اوعوا تحاولواتضغطوا عليه يفتكر هو هيرجع خلال ايام بسيطه مع الاحداث اللي تحصل حواليه

مي بأسي :ياااه حاضر ربنا يخرجه بالسلامه من الموضوع ده كله يارب
~~~~~~~~
وفي صباح اليوم التالي ذهبت اسيل الي الجامعه والتقت باصدقائها ولكنها كانت شارده طوال الوقت بالها مشغول جدا تفكر كيف تتصرف اليوم شغف قلبها يقتلها تريد ان تطمئن عليه وخائفه ان تذهب اليه ولكن لاتعلم اي شئ عن حالته منذ ترمته امس لكنها فالنهايه قررت ان تتصل بمي لتطمئن عليه ظلت مي تقنعها ان تأتي لزيارته لان حالته مازالت غير مستقره وانه لايوجد احد فوالدته فالمنزل تعد الطعام وتجلب بعض الملابس وعلمت منها ان امجد مازل لايتذكر اي شئ عن الحادث فطمئنت اسيل انه لن يتذكر انها سبب هذا الحادث ضغطت عليها مي بشده الا ان وافقت

ذهبت اليه وهي تحمل معها علبه من الشيكولاته وباقه رائعه من الورود بالون الوردي زاهيه ورقيقه مثل اسيل تماما

طرقت الباب فسمعت صوته اتي من خلف الباب يسمح بالدخول،، ازدادات ضربات قلبها وتعالت انفاسها عندما شعرت انها ستراه حاولت ان تهدء فتحت الباب وشعرت كان قلبها سيخرح من بين ضلوعها

كان امجد يتكئ علي سريره شارد الذهن يبدو عليه الحزن الشديد وكأنه غارف في حلم كئيب ينظر باتجاه النافذه ولم يري حتي من بالباب
شعرت اسيل بالحرج الشديد ولم تعرف كيف تلفت انتباهه اليها
تنحنحت: احم احم
نظر امجد ببرود الي الشخص عند الباب وفجأه

شهق بخفه وارتسمت البسمه علي وجهه وهو يقول :اسيل،، انسه اسيل معلش والله معرفش انت انتي تعالي اتفضلي وحاول ان يعتدل من جلسته ولكنه تألم اااه

جرت اسيل بقربه : متتعبش نفسك يادكتر امجد طب عايز مساعده انادي علي حد

امجد بحب :لأ انا كويس ، كويس اوي النهارده الحمد لله
اسيل بخفوت:الحمد لله

امجد :انتي تعبتي نفسك والله
اسيل بسرعه :لا والله ابدا يادكتر امجد متقولش كده
نظر امجد اليها والشوق والحنين يفضحه في عينيه :جميل اوي الورد ده بيفكرني بحد غالي عليه

ارتجف قلب اسيل لنظرته الحانيه التي طالما عشتقها وكلامته التي دخلت قلبها كالبلسم علي الجرح ،
اسيل برتباك وتحاول ان تغير الكلام :حضرتك صحتك عامله ايه دلوقتي

ضم امجد بشفاهه علي بعضها برفق يصحبه الحزن ثم ابتسم فلقد تذكر عندما كانوا فالعياده وهو يعلمها ان تقول اسمه بدون ألقاب ،، شعر بألم في قلبه فقد اشتاق بشده الي دفئ تلك الايام

هز امجد راسه :الحمد لله احسن ،،انتي هتفضلي واقفه كتير كده

اسيل بتوتر واحراج:هااه، اه ، لا ، اصل انا مش هتطول يعني همشي علطول ،،

ابتسم امجد وهو يقول بداخله ،كما انتي ياحبيبتي لم تتغيري تأسري قلبي برقتك وخجلك هذا الذي اعشقه

امجد بترجي :طب خمس دقايق بس هي ديه كده زياره مريض

اسيل :اه طيب هعد 5 دقايق وامشي عشان متأخرش

امجد بفرح :متعرفيش انا سعيد ازاي بزيارتك ليه امبارح والنهارده

اسيل وهي تفرك باصابعها بخجل :اه طبعا ماهو ده الواجب عليه ،، مش احنا كنا بنشتغل مع بعض

شعر امجد بانقباض فقلبه لكلماتها ،هل هذا فقط ماكان يربطنا ببعض حبيبتي ألم يكن بيننا حب او اي شئ تتذكريه لي

ابتسم امجد ابتسامه مصطنعه لتخفي حزنه :شكرا علي زوقك ياانسه اسيل

اسند رأسه علي السرير وقال :هو انتي متعرفيش انا عملت الحادثه

امتي ولا ازاي اصل انا بجد مدايق جدا مش قادر افهم حصلي ايه وليه ؟؟

اسيل:كان يوم الخميس بالليل ،،ثم تذكرت كلام مي وقطعت كلامها فجأه

نظر امجد الي اسيل بشده وتمعن وكأنه يستعيد زكرياته في ثنايا وجهها ، تدفقت الافكار سريعا الي ذهنه وكأنها شريط سينمائي وفجأه تغيرت ملامح وجهه وسمعته يهمس باسم :تااامر
نظرت اليه اسيل لتتأكد وهي خائفه من ماسمعت :وجدت عينيه باهته وكأنها بلا الوان وقال بصوت وهن وهو يهز رأسه تاامر

قامت اسيل بسرعه فزعه من مكانها ، وجدته ينظر اليها بأسي وحزن شديييد،، همت بالرحيل ، ولكنها وجدته ممسك باصابعه طرف ملابسها ليوقفها وفعينه الحيره والتساؤلات ، لم يقدر امجد ان يقول كلمه يسألها بها وكان كل الكلمات محيت من ذاكرته ، ولكنها سمعت صوت يسكنه الحزن ويحتضنه الانين يخرج من الاعماق قلبه وكأن الكلامات تشق صدره وتجرح فيه قبل ان تخرج من فمه نظر اليها بأعين حزينه متسائله وهو يقول لها

قالولي نسيك وعاش بعديك قالولي حبيبي هونت عليك
اصدق مين واكدب مين بقا انا حالي كده يرضيك

قالولي كلام مريحنيش وانا احساسي منستنيش

انا عايش ولسه هعيش على احساسي بيك
مبتهزش بقول ده كلام ده بينا كتير ومش ايام

ومش معقول تكون اوهام ده انا غيرك حبيبي مليش

اكيد بعدك ده ليه اسباب ومهاما يكون ما بينا غياب

هنرجع تاني يوم احباب وانا احساسي ميخونيش

ليالي تفوت لوحدي بموت مفيش في حياتي اي جديد
وباقي عليك ومستنيك بحبك حتى وانت بعيد

بقولك عندك حبيبي ظروف واخر بعدنا معروف

وبعد الحيرة بعد الخوف مصيرى هبقا ليك

مبتهزش بقول ده كلام .ده بينا كتير ومش ايام

ومش معقول تكون اوهام ده انا غيرك حبيبي مليش
كانت اسيل تنظر اليه وتسمع غنائه الحزين الذي اخترق قلبها وعند اخر كلمه نطقها امجد وجدت

خيط من الدموع يسقط من عينه

شهقت هي الاخري ببكائها فوصعت اصابعها علي شفاهها لتكتم صوت بكائها وجرت من امامه سريعا لتلملم اشلاء قلبها الممزقه فهي لاتقوي علي المواجهه كان امجد يراقبها وهي تسير من امامه ينظر لها بعين تملأها الرجاء ولكنها لم تقدر ان تلتفت الي الخلف لتراه ظل ينظر اليها حتي اصبح مكانها فراغ سقطت دمعه اخري من عينه واطبق علي جرحه وألااامه الصمت

سارت بقلب ممزق منفطر علي حالهم كانت تسير بدموع كالشلال لاتري امامها اوقفت سياره اجره والقت بجسدها بداخلها لتكمل بكائها الذي لايريد ان يتوقف
دخلت الي غرفتها سريعا قبل ان تفزع والدتها من منظرها ،،ظلت تتذكر نظراته لها التي تقتلها ألما وانه تذكر كل شئ وكلمه ،، تامر التي سمعتها منه وكأن السيف الذي غرس في قلبه اخترق قلبه ووصل الي قلبها ايضا ظلت تبكي بمرار شديد وبحزن تغلل بداخلها وملأ كل جوارحها
~~~~~~~
مرت الايام سريعا علي اشخاص واشخاص اخري تشعر وكأن اليوم بسنه كانت اسيل في هذه الفتره تذهب الي بعض الاماكن مع مريم ليشتروا باقي الاشياء الناقصه ليوم العرس، ولكن كل من يري اسيل يشعر بالحزن الساكن بداخلها وبنظرتها التي فقدت بريقها

اقترب اليوم المنتظر للجميع اليوم الذي سيتزوج فيه شريف وكان بيتهم يملأه الفرح وتشع الوجوه الموجوده فيه بالسعاده فغدا هو زواج الاخ الاكبر الذي ينتظروه جميعا لتكمل سعادتهم الا انه يوجد فيه وجه واحد شاحب مطفئ البريق

~~~~~~~
كان امجد في هذه الفتره قد بدء بالتحسن واصر ان يذهب الي عمله لانه غاب عنه مده طويله وهو يحب عمله جدا ولا يريد التقصير فيه ، وافق الطبيب علي خروجه بشرط ان لا يجهد نفسه فالعمل او بالتفكير كثيرابشئ لان هذا قد يرهق عقله بسبب تأثره بالحادث

وفي اليوم الاول له فالعوده للعمل كان يصعد بخطوات ثقيله علي قلبه لا يستطيع تحمل انه لن يري اسيل بالداخل فهي مازالت لم تخرج من باله لحظه يراها في مكان حوله يراها في قطرات الندي يراها في اورق الشجر والورد يراها حوله في كل مكان حنينه اليها يقتله

دخل والقي السلام ، وجدها ترد عليه السلام ألتفت بسرعه وجد فتاه اخري تجلس مكانها لتأخذ دورها فالعمل شع بغصه في حلقه فهو لايريد ان يري فالدنيا غيرها

تنهد بأسي علي حاله دخل غرفته وهو يشعربالكأبه من هذا المكان وكأنه اصبح بيت مهجور
شعربالضياااع وكأنه طفل صغير ترك في الصحرء الخاويه بلامأوي ولا شئ يطمئنه

ابتدت الكشوفات تأتي اليه وتكلمه الفتاه الجديده عن الحالات وهو لا يستطيع حتي ان ينظر في وجهها لم يعتد الا علي محبوبته في هذا المكان ، يريد ان يصرخ بأسمها ليسمع الأصم ، ولكن دون جدوي قارب يوم عمله علي الانتهاء جلس علي مكتبه يتأمل اللاشئ وفجأه رأي طيف محبوبته امامه ضحك علي نفسه بسخريه،،

وهو يحدث نفسه خلاص ياامجد اتجننت وبقيت تشوفها قدامك فكل مكان ،،شويه وهتاخد حبوب هلوثه ،اه يارب عالدنيا،خلاص ياامجد فوق بقي هي رفضاك افهم يابني ادم ، يارب رضيني وصبرني انا مش قادر مش عارف انساها

رفع بصره ثانيتا ليري طيفها مازال امامه نظر اليها بسكون وكأن عينه تحجرت لم يتحرك رمش وجدها تبتسم ابتسامه عذبه

فرك عينيه بيديه الاثنين بشده كادت ان تفقع
وجدها تقترب بخطوات بطيئه ،،قفز من علي كرسيه ليتأكد اقترب قليلا في خوف من ان يكون من حقا طيف تكلم بغير تصديق بشفاه مرتعشه :اااسيسيل؟؟
ابتسمت برقه وخجل :ايوه اسيل ياامجد

تكلم امجد بزهول وفرح ولعثمه :لالا مش ممكن انتي اسيل انتي اسيل بجد صح انتي اسيل انا شايف بجد قدامي ؟؟وله انا مش مركز؟؟ اكيد في حاجه غلط

اسيل بخجل شديد :ايوه والله انا اسيل

كاد امجد ان يطير من الفرحه تبدلت عينيه تماما كانت تشع ببريق الفرح والسعاده :انا مش مصدق يارب انا مش مصدق نفسي يااارب لو ده حلم مصحاش منه ابدا ،،نظر اليها بفرح وهو يقول :اسيل انتي سامحتيني سامحتيني بجد انتي قولي انك رجعتيلي قوليلي وينتظر ردها بشغف

اسيل بفرح وباحراج وقد صبغت وجنتيها باللون الاحمر من :ايوه ياامجد سامحتك ورجعتلك ياامجد رجعتلك

نظرت اليه وجدته يخر ساجدا علي الارض ليشكر الله من قلبه

وقف سريعا وهو ينظر اليها بفرحه عارمه ويقول :انا بجد مش مصدق انا انا نفسي احضنك اوووي
عضت اسيل شفاهها بخجل شديد وتحول وجهها بالكامل الي اللون القرمزي وكأن الدم قد انفجر في عروقها

امجد بتلعثم :انا اسف اسف والله يااسيل مش قصدي اقول كده هو ده فعلا اللي نفسي اعمله لالا معلش اوعي تدايقي انا ايه اللي انا بقوله ده معلش الفرحه مخلياني مش عارفه اقول حاجه ولا متلم علي بعضي

اسيل وهي تكتم ضحكتها وبصوت شبه الهمس :خلاص مفيش مشكله

نظرت اليه بحب ثم اخفضت بصرها وتكلمت بخجل شديد جدا :امجد اسمعني انا عايزه اقولك حاجه انا فعلا رجعتلك،، كان امجد ينصت بشده اليها ،، رجعتلك عشان عرفت ان انا مش هقدر اعيش حياتي من غيرك وان انت اكتر شخص حبني واكيد هيحافظ عليه انا مردتش اقولك حاجه وانت فالمستشفي عشان متتخيلش اني رجعالك عشان اشفقت عليك اوصعبت عليه

،، مي اختك حكتلي علي كل حاجه ،، وانا لقيت نفسي انا اللي ظلمتك ومسمعتكش وله اديتك فرصه، ودلوقت بصلح غلطتي ده وبقولك انا اللي محتاجاك وعايزه اكمل حياتي وزي ماانا سبتك هنا فالعياده من غير مااسمعك قولت هرجعلك فنفس المكان بردوا

نظر اليها بحب شديد وقد تجمعت لؤلؤات من دموع الفرح في عينيه ولكنه امسها بشده ان تسقط من عينيه وتكلم وبريق الدموع في عينيه :انت بجد بتحبيني يااسيل؟

غطت اسيل وجهها بيدها الاثنان بسرعه لتداري احرجها وخجلهاوتكلمت بخفوت: بسسس ،،، ياامجد بقي

وهنا ضحك امجد بشده وود ان يحتضنها بين زراعيه بقوه :والله احلي وارق واخجل واجمل بنت شفتها فحياااتي

وقال بصوت عالي يكاد ان يسمعه من فالخارج :بحبك يااسيل بحبببببك

اسيل بسرعه وخجل :اسكت بس الناس هتسمع

امجد :الناس تسمع !!!ده انا هلف فالشوارع بميكريفون واعرف العالم كله اني( بحبك )

نظرت اسيل الي الارض وهي تشعر بالخجل من كلاماته

امجد :ياله تعالي معايا حالا

اسيل بإستغراب :اجي!! اجي فين

ارتسمت ابتسامه علي وجه امجد:تيجي معايا بيتكم ياحبيبتي

اسيل بتعجب :هاااااااااه

تابع امجد كلامه عشان اتقدم للبنت اللي ملكت قلبي

اسيل بفرح وخجل :دلوقتي !!لا بس مش هينفع النهارده

امجد بإستغراب :ليييه في حاجه

اسيل :اصل بكره فرح شريف وكده البيت كله مشغول وشريف مش فاضي خالص

امجد باصرار :والله ده لو حتي فرح اخوكي كان النهارده كنت هروح اطلبك منه وهو فالكوشه ،، ثم نظر لها بحب شديد انا مش ممكن اضيعك ثانيه واحده من ايدي تاني يااسيل

اغمضت عينها وشعرت بالامان لكلماته والسكينه والفرح يتسللون الي قلبها بهدوء ويستقروا فيها
ابتسمت بهدووء قاطع امجد شرودها :ايه روحتي فين؟
اسيل :هاااه انا معاك اهو

امجد بغزل وهيام :معاااايا فييين
اسيل بخجل:ياله نمشي ياامجد

نزل الاثنين واخبرها امجد ان يستقلوا سيارته ولكنها رفضت تماما واصرت ان تركب هي سياره اجره وحدها انصاع امجد لكلامها بعد مناقشه كبيره

واوقف لها سيارة اجره واستقل من هو سيارته وكانوا قد اتفقوا ان تصعد هي الي منزلها اولا ثم يصعد هو بعدها بفتره لكي لا يشك احد في امرهم وصلت الي منزلها والفرحه والسعاده تتطاير من عينها سلمت علي الجميع بفرح ودخلت الي غرفتها

وبدي عليها القلق وجلست تنتظره وهي تذهب وتجئ في غرفتها بتوتر قطع قلقها سماع صوت جرس المنزل يدق ...
يتبع..... 


تعليقات