رواية زمزم قلبي
الفصل الخامس والثلاثون 35
بقلم بيان الجارحي
جلس الرجال بغرفة المعيشة.
واخبرهم راجح بأنه تأخر بسبب الظروف التي تعرضت لها الطائرات ومن ضمنهم الطائرة التي كان بها ما أدى إلى توقف عمليات السفر وتأخرهم...
أما في المطبخ
ورود بحزن: زمزم،كلميني،متزعليش مني
لم تستطع زمزم كبت دموعها،فهي إلى الآن لم تصدق أنهما أمامها،فهي كانت خائفة للغاية،أفكار سلبية ومرعبة تزور بالها،كل ما تعلمه أنه لو قدَّر الله وأصابهم مكروه،سوف تنتهي،سوف تنهار،سوف يتحطم قلبها،سوف.....سوف تم...وت...
مسحت زمزم وجهها،وقالت: مش زعلانة،بس انا تعبانة شوية،ماما طالعة ارتاح شوية
صعدت قبل أن تسمع ردهنَّ،نظرت زنود بحنان لورود وقالت: حبيبتي زمزم مش زعلانة منك،هي فعلا تعبانة شوية،هتكلمك لما ترتاح،زمزم مبتزعلش منك،مبتزعلش من اختها
ورود بابتسامة بسيطة: عارفة انه قلبها طيب،بس ازاي تعبانة ومراحتش لدكتورة
زنود: مش راضية،وهي قالت إنها تعبانة من الشغل مش أكتر،بس الاكيد لو شافها راجح كدا،هياخدها للدكتورة متقلقيش
إشراق: يلا العشا جاهز
ورود باستغراب: محدش ماكل يعني ولا ايه؟،على فكرة احنا اكلنا قبل ما نيجي
إشراق: محدش من الشباب أكل،ولا حتى إيهاب،خلاص نحط العشا ونقعد معاهم كدا كدا احنا اكلنا
====================================
في غرفة زمزم وراجح
كانت زمزم نائمة على سجادة الصلاة،وآثار الدموع على وجنتيها
فبعدما صعدت من الأسفل،لم تجد أمامها سوى طريق واحد فقط،وهو الصلاة،فهي كانت بحاجة إلى انهيارٍ وحديثٍ مع خالقها،لم تجد بابا من أبواب الراحة مفتوحٌ أمامها،إلا باب التوجه إلى الله...
==================================
سمعت آينور التي خرجت من غرفة جنان بكاء زمزم،فقالت في نفسها بحزن: يا حبيبتي،ربنا يخفف عنك همومك وحزنك.
ثم نزلت إلى الأسفل،وجدت بشرى أمامها،فقالت بشرى: الحلو زعلان ليه
أخبرتها آينور بما سمعته،فقالت بشرى بحزن: هي كل الي بتفكر فيه لو كان حصلهم حاجة مكنتش تتوقع ايه ممكن يحصلها،انا لازم اقول لراجح
آينور: ربنا معاها
ابتسمت بشرى،وذهبت إلى غرفة المعيشة
بشرى بمرح: احم،مضطر اس...رق منكوا سيادة المقدم لحظة
راجح: مش مطمن ليكي
تامر: ربنا يستر.
ضحك راجح،وذهب مع بشرى إلى مكتبه،ثم قال: مالك؟
بشرى بعتاب: متعودتش اعاتبك يا راجح،لأنه عمري ما شفتك غلطت بحد،بس....سكتت برهة تنظر له بحزن شديد
احتضنها راجح بحنان أخوي وقال: احتا اخوة،والأهم من كدا توأم،قوليلي مالك،ليه الحزن دا كله
بشرى بدموع: لما غبت الفترة دي كلها،حسيت نفسي غريبة،خايفة،وجودك جنبي كان مصدر أمان،وورود الي بعتبرها مش اختي،لا بنتي،غابت الفترة دي كلها،البيت كان منطفي،البيت كان ناقصه شمعة من شموعه،مع ذلك لما شوفتكوا قدامي،نسبت الخوف والزعل،لانكم قدامي وبخير
لكن....لما يوصل الزعل والقلق والخوف لزمزم،وقتها هتصرف معاكوا اصرف تاني
زمزم الشمعة الي ممكن تخلينا نضعف لو انطفت في يوم من بعد كبار العيلة،زمزم طول فترة غيابكم مكنتش بتهتم لصحتها،كان الخوف بيزيد فكانت تشتغل شغل ضعف شغلها علشان تنسى الخوف والقلق،وترجع نهاية اليوم تعبانة ومنطفية،بتحاول تضحك لكنها تعبانة،تعبانة تعب نفسي وجسدي،متغيبوش كدا،ولو غبتوا طمنونا،عارفة انه اتعرضتوا لظروف أخرت وصولكوا،وأنه الشبكة انقطعت،لكن...لكن زمزم كانت خايفة لو حصلكوا حاجة مكنتش هتكون بخير....انت مش قلتلي انه زمزم بتعتبرها بنتك،قبل ما تكون زوجتك،ازاي هان عليك تزعلها،وتخليها تعيط،وانت اكتر حد عارف الزعل بيأثر على زمزم ونفسيتها....
ثم انهارت باكية،شدد راجح من احتضان اخته،وقال بحنان: بس اهدي،وزمزم بخير،هشوفها واكلمها،عارف قد ايه متعلقين بيها،وعارف انها زعلانة،لكن كله هصلحه،بس اهدي يا حبيبة اخوكي،ومتقلقيش كله خير
مسحت دموعها وقالت: ماما آينور قالت إنها لما عدت من جنب اوضتكوا سمعت زمزم بتعيط،و...وعلى فكرة بسبب غيابكوا،ولنقل بسبب غيابك يا أستاذ زمزم ليها اسبوع مبتاكلش كويس،واليوم كانت تعبانة وصداع مأثر عليها،روح شوفها،ومتتعصبش عليها،لأنها أهملت نفسها كدا
أغمض عينيه بحزن،فمن الواضح أن صغيرته حالتها ليست جيدة،فتح عينيه وقال: قلت ليها تنتبه لنفسها بس طبعا مسمعتش الكلام،طفلة عنيدة بجد،متقلقيش هتعامل معاها بهدوء،بس يارب هي متعندش...
ضحكت بشرى وقالت: إنها صغيرتك يا عزيزي،عليكَ ان تصبر على أفعالها...
راجح بغيظ: بشرى روحي من قدامي،وقت هزارك
ضحكت بشدة،وقبل أن تخرج قالت: ربنا معاك،والله هي لأنها بتحبك بتحب تنكد عليك،ولا هي مش نكودة
راجح برفع حاجب: نكودة!!،اللغة العربية شايفها بتعيط من ذكائك
ضحكت بشرى،وخرجت من مكتبه،وبعد دقائق،أخبرهم راجح بأنه لا يريد تناول العشاء،لأنه متعب،وأنه سيصعد للراحة
دخل غرفته وأغلق الباب،ثم أضاء الغرفة،فوجد زمزم نائمة على سجادة الصلاة وتضم نفسها،وآثار الدموع على وجهها،تنهد بحزنٍ،واقترب منها،ثم حملها ووضعها على السرير،ودثرها بالغطاء جيداً،ثم ذهب لتبديل ثيابه
بعد مرور نصف ساعة
انتهى راجح،وتوجه إليها،جلس على مقعدٍ بالقرب من السرير وربت على رأسها بحنان وقال: زمزم قلبي،عارف انك صاحية،قومي نتفاهم شوية،وبكرة كملي زعلك،بس متناميش وانتِ زعلانة مني كدا،مش مستعد أخسرك لأي سبب من الأسباب
فتحت عينيها بحزن وعدلت جلستها،وقالت بحزن طفولي: عايز ايه ها،بعدين...بعدين انا مش زعلانة،وازعل على ايه ومن ايه،وليه
أمسك بيديها اللتان كانتا ترتجفان وقال: حبيبتي ممكن تهدي شوية،نصلي على النبي علشان نرتاح شوية..وخدي شهيق زفير
بدأ يحثها على فعل ما قاله،وبالفعل بدأت تنفذ كلامه،إلا أن هدأت وخفت رجفة يديها فقال: عارف انك زعلانة بسبب غيابنا، لكن تعرضنا لظروف،وانا كنت بدعي ربنا اننا نرجع بسرعة علشان عارف انك هتكوني قلقانة،اعتذر
زمزم بدموع: عارفة،بس انا قلقانة من يوم ما سافرتوا وزاد لما غبتوا اسبوع من دون ما تكلموني،وانا مكنتش اغرف انكم في واحدة من الطيارات الي حصل فيها مشكلة،ايه علاقتي ها،قلبي وعقلي الي كانوا قلقانين
ضحك بهدوء: وقال: بجد؟،خلاص يا ستي طمنيهم اننا رجعنا سالمين،هو فعلا عقلك مجن..ونة شوية فعادي مفيش قدامي حل غير اني اصبر عليه،ولا انتِ عارفك يا قلبي بريئة وهادية
ضحكت زمزم وقالت: شوفت مظلومة ازاي..
ضحك راجح ثم أكمل بعتاب: قبل ما اسافر،وخلال وانا مسافر،قلت الك ايه يا سكرة؟!،مش قلت الك انتبهي لنفسك وصحتك،وانتبهي لأكلك،ليه مسمعتيش الكلام
أخفضت رأسها خوفاً من ردة فعله على كلامها وقالت: كنت خايفة وقلقانة
أغمض عينيه بهدوء يحمد ربه على أنها مازالت بخير،فأكملت قائلة بحزن ونبرة طفولية: راجح،آسفة اني مسمعتش الكلام،وعارفة انك قلقان عليا،بس أعمل ايه
فتح عينيه بهدوء،ثم جلس بجانبها واحتضنها قائلا: اولا متعتذريش يا قلبي،ثانيا وهو الاهم،عارفك عنيدة فمش رح تسمعي الكلام من اول مرة،ثالثا متخفيش مني ابداً حتى لو مسمعتيش كلامي،واغلطتي،تعاليلي ونتكلم بهدوء،ونتفاهم،رابعا يا حبيبتي قبل ما تكوني أي حاجة بحياتي افتكري انك بنت قلبي،واني لازم اصبر عليكِ...بس في عقاب ليكي لأنك مسمعتيش كلامي وتعبتي
زمزم بتذمر طفو: عقاب!!!عقاب ايه يا ابو عقاب
نظر لها برفع حاجب فاكملت بنبرة طفولية واستعطاف: لقد سقطت خطأً من فمي،لا تكترث لكلام طفلتك
ضحك عليها،وقال: قصيرة،بس الطول جاي بلسانك،مبتفتكريش اللغة العربية الا في المواقف دي،المهم،مل يوم هتسمعي جزئين،كمراجعة لكتاب الله
زمزم باستعطاف ونظرة طفولية: جزئين!!،حبيبي،بليييز،نص جزء خليهم
رفع حاجبه وقال: الحركات دي مش بتأثر عليا،قلت جزئين يعني جزئين،وبصي كلمة كمان يكونوا تلاتة
زمزم بسرعة ومرح: لا لا خلاص سكت أهو،حلو كدا
راجح: وبكرة هنروح للدكتورة،ولو سمعت منك أي اعتراض دلوقتي نروح.
زمزم بغيظ طفولي: تسمحلي اقول رأيي،ولا هتحاسب عليه
كتم ضحكته وقال: اتفضلي
زمزم بطفولة: طب انا كويسة،ليه نروح الدكتورة
راجح: والله متوقع تقولي كدا،بصي يا غالية اسيبك لما الاقيكي تعبانة اوي ولا نروح في البداية،وياستي احنا رايحين عادي نطمن عليكِ، ثم أكمل بسخرية:خصوصا انه الحديد والدم عندك كويسين أوي
كادت أن ترد عليه فقال: كلمة كمان،ونروح دلوقتي
وضعت يدها على فمها بسرعة،ضحك عليها،واكملا جلستهم سويا بسعادة ومرح.
=====================================
صعد الجميع للنوم،بعد أن عرفوا سبب تأخر راجح وورود بالعودة..
=====================================
قبل أذان الفجر بنصف ساعة
استيقظ الجميع لقيام الليل
ثم أذن الفجر،ذهب الرجال للمسجد،والنساء مع بعضهن...في غرفة خاصة بهنَّ
مر الوقت وانتهى الجميع من الصلاة،وجلسن يرددن بالاذكار لحين عودة الرجال...
انتهت إشراق من قراءة القرآن،فنظرت لزمزم،وقالت بقلق:زمزم حبيبتي،مالك،تعبانة؟
زمزم بصداع: صداع بس،ثم نهضت وقالت: راحة اوضتي
زنود: استني جاية معاكِ،اقتربت منها وأمسكت بها بحنان،وأخذتها للغرفة
زنود بابتسامة وهي تربت على رأسها: باين اوي انك تعبانة،ارتاحي ونامي شوية،وانا جنبك لحد ما ييجي راجح
نامت زمزم وهي تحتضن والدتها،وزنود تقرأ عليها بعض الآيات من القرآن الكريم.
بعد نصف ساعة
في غرفة المعيشة
بشرى: ماما،زمزم ليها اسبوع كدا،مينفعش لازم تروح للدكتور
آشراق: راجح قالي انه هياخدها اليوم للدكتورة،إن شاء الله خير
عاد الرجال من المسجد،ألقوا السلام ثم قال راجح: ماما،زمزم فين
إشراق بهدوء: متقلقش يا حبيبي،قالت عندها صداع،فراحت تنام،ومعاها مرات عمك
إيهاب بقلق: ليها فترة كدا،مينفعش كدا
راجح بهدوء: اهدأ يا بابا،كله خير،عن إذنكم
ثم صعد بسرعة للأعلى
دق الباب ثم دخل،ألقى السلام،ردت عليه زنود،ثم نهضت بهدوء من جانب زمزم وقالت: هعملها حاجة دافية،تشربها،انتبه ليها يا ابني
ابتسم بهدوء،ثم خرجت من الغرفة،وأغلقت الباب،قبل جبينها،ثم ذهب وجلس على الأريكة يعمل على أحد القضايا
====================================
في الصباح،وتحديدا عند الساعة السابعة صباحا
في الأسفل
كانت إشراق تضع الإفطار على الطاولة،فقال إيهاب: زمزم عاملة ايه يا بشرى لما طلعتي
بشرر بابتسامة: كانت ناينة،بس راجح قالي انها بخير
إيهاب: ربنا يعافيها
==================
في غرفة راجح
استيقظت زمزم بتعب،فوجدت راجح يقف أمام المرآة يصفف شعره،ليذهب إلى العمل
التفت لها،وجلس أمامها بابتسامة وقال: صباح الخير،عاملة ايه دلوقتي
زمزم بابتسامة: صباح النور،كويسة الحمدلله
راجح: دلوقتي هروح الشغل،وعلى الساعة عشرة هرجع علشان نروح للدكتورة تمام.
زمزم بطفولة وتذمر: قلت كويسة،مش هروح الدكتورة
أغمض عينيه فهو يعرف سبب رفضها،لكنه قال: زمزم قلبي،ليه الخوف دا،انا معك،هنروح نطمن عليكِ،ونرجع،متقلقيش
زمزم بغضب طفولي: أستغفر الله العظيم،افهم بس طالع عنيد لمين ها،دا عمو سكر ورايق
راجح برفع حاجب: قلتيلي سكر،انا ناول بلاش ارتكب فيكِ جر..يمة على الصبح
ضحكت زمزم على غيرته وقالت: هنزل معاك
راجح: ماشي،هستناكِ،بسرعة
نهضت بسرعة لتبديل ثيابها،وبعد دقائق،وقفت أمام المرآة تعدل حجابها
بعد دقائق انتهت،واقتربت من راجح الذي يحدث أحد زملاءه،أغلق معه،وقال: لو نازلين على فرح مش هتتأخري كدا
ضحكت زمزم وقالت: عندك اعتراض
ضحك راجح وقال: ابداً،امشي يلا ننزل
نزلا إلى الأسفل سويا
ردا الصباح،ثم اقتربت زمزم من إيهاب وقبلت يده وراسه ثم قالت: صباح الفل،عامل ايه
ابتسم إيهاب وقال: الحمدلله يا حبيبتي،ايه صرتي احسن؟
جلست زمزم وقالت: الحمدلله تمام
زنود: زمزم كأس اللبن يخلص فاهمة
زمزم: اييه،لا مستحيل
راجح برفع حاجب: على حد علمي بتحبي اللبن،فليه معترضة
زمزم ببلاهة: ها،انت هنا من ايمتا،بعدين انا قلت حاجة،لا ابدا قلت اكيد هشربه
ضحكت بشرى بشدة وقالت: متصدقهاش،هي عايزة تشرب نص الكاس بس زي كل مرة
راجح: زمزم،الله يرضى عنك،اليوم بس،سيبي جنانك وعنادك على جنب،واشربيه كله،على فكرة مش هيحصلك حاجة يعني
ورود بضحك: احس راجح وهو يكلمها كدا كانه أبوها
راجح بضحك: مهو للأسف انا ضد الصريخ والزعق،وكمان لو تركتها على راحتها هتقلب هيكل عظمي،وإيهاب باشا منبه عليا انتبه ليها
زمزم بتذمر: لا على فكرة،انا بسمع الكلام صح يا عمو
إيهاب: صح يا حبيبة عمك،بس فيكِ شرش جنان
زنود: ربنا معاك يا ابني
زمزم برفع حاجب: ماما،انا الي بنتك مش هو،المفروض تقولي ربنا يعينك يا بنتي عليه
رؤوف بصدمة: يعينك على ايه،دا فعلا إن الله اذا أحب عبدا ابتلاه
زمزم بصدمة: تقصد ايه يلي اشوف فيك يوم وأنت فرحان اكيد
ضحك الجميع وقالت جنان: بصوا،زمزم هبلة وفيها جنان،وبتتصرف بمرح وعفوية،فهي محتاجة حد يتعامل معها بعقل،ويصبر على جنانها،فماما زنود مفيش قدامها غير ابو وردة،وطبعا زمزم هترفع ليها الضغط،لكن راجح صح زمزم بترفع الضغط والسكر وتجنن الواحد،لكن سبحان الله عنده صبر،مش موجود عندنا،فبالتالي هو الوحيد الي قادر يتعامل مع زمزم
بشرى بضحك:تربيتي، والله يا جناني انا دائما بقول عنك بتفهمي،برافو عليكِ بجد
جنان بغمز: تلميذتك ولو
زمزم بهمس وصدمة: انا مش عارفة انتِ هتدخلي المدرسة ازاي،انا بدأت اخاف على الطلاب منك
ضحكت بشرى وقال تامر: اعترف،جنان كلامها صح
زمزم لراجح: مسمعتش رأيك يا سيادة المقدم
ضحك راجح وقال: الله وانا مالي،قاعد في نفسي،ثم نهض وقال بابتسامة: الحمدلله شبعت،ماما جنان انتبهوا لزمزم،ثم ضحك الجميع، وألقى السلام ثم خرج إلى عمله
تامر: رؤوف خلصت
رؤوف: ايوا،يلا نروح احنا كمان
تامر: بابا احنا هنروح قبلك،انت وعمتو وبشرى،يلا مع السلامة
نهلة: زمزم متروحيش الشركة اليوم،لأنه مفيش شغل كتير،تمام
زمزم: بس....
قاطعها إيهاب قائلا: زي ما قالت نهلة يا حبيبتي،بشرى معانا خليكِ ارتاحي،بعدين مينفعش تروحي علشان موعد الدكتورة
زمزم: تمام،خلاص ماشي.
نهض إيهاب وقال: احنا هنمشي،لو احتجتوا حاجة رنوا عليا
ثم خرج هو ونهلة وبشرى
ورود: ماما انا ماشية الجامعة
إشراق: هتروحي بدري؟
ورود: ايوا إن شاء الله،هو امتحان بس،ادعولي،يلا مع السلامة
ثم خرجت،وركبت سيارتها،وتوجهت إلى الجامعة
إشراق لأزهار: معندكيش جامعة يا حبيبتي
أزهار: لا معنديش اليوم
آينور: زمزم حبيبتي اطلعي ارتاحي بأوضتك،احسن من القعدة هنا،أو اطلعي الجنينة
زمزم بابتسامة: هطلع أوضتي،أزهار ممكن تيجي معايا
أزهار بابتسامة: اكيد،جاية
جنان: ماما،هطلع أنام
=============================
جلست زمزم على الأريكة،وبجانبها أزهار فقالت: ايوا،قوليلي بقا يا حبيبة أختك،مالك
أزهار: مالي،كويسة الحمدلله
زمزم: حبيبتي قوليلي ايه صاير الك،بقيتي هادية،مبتضحكيش زي اول،ومع نفسك بتفضلي
أزهار بسخرية: ايه دا بجد،كويس الي حد انتبه ليا
زمزم: طب قوليلي،يمكن اقدر اساعدك
أزهار بدموع: في ايه؟!،بجد بتسالي في ايه،ماما آخر مرة كلمتني أو سألت عني أيمتا ها،لما ورود قالت هتسافر خافت عليها،وأنا قبل المرة دي قلت ليها هسافر قالت تمام،بشرى لما أول مرة رفضت تعرف مين العريس الي متقدم ليها،اتعاملوا كلهم بهدوء
لكن أنا خلال سفرك انتِ وراجح،في حد اتقدم ليا،ولما رفضت امي قالت ليا كفاية دلع وعناد،ليه بقا الكل يعاملني كدا،حتى عمتو كل ما اكون عايز اكلمها تتعصب وتقول بعدين،أو مش فاضية،بسببهم انا بقيت اك..ره بشرى وورود،لكن هن ملهنش ذنب
صدمت زمزم من كلام أزهار،أيعقل كل هذا،أيعقل كل هذا تكبته أزهار داخلها،ماذا جرى،وماذا حدث،احتضنتها بحنان،وبدأت تقرأ القرآن وتربت على رأسها،وبعد دقائق قالت: أزهار،حبيبتي مش عايزك تزعلي،وتبعدي عننا،أو تنطفي كدا،ماما إشراق اكيد متقصدش حاجة يا قلب أختك،ولا تصرفات العيلة تجاهك،اكيد هم ميقصدوش يزعلوكي،عمو بحبك اوي يا ازهار،معقول يعرف إنه بنته وملكته زعلانة بسببهم ويسكت،بعدين أنا وراجح رحنا فين؟!
أزهار بدموع: عارفة،انتوا الاتنين وماما آينور وجنان الي متصرفوش زي العيلة،ولسا بتسألوا عني
زمزم بحنان: بصي يا أزهار،كل حاجة هتكون بخير،المهم متظهريش لراجح اي حاجة،هو قلقان عليكِ،هو صح عارفك مبتحبيش تختلطي بحد،بس بردو عارف أخته انها بتهزر وبتضحك،بس انتِ المرة منطفية على الآخر،وضحكتك غايبة عنك وعننا،وأنا جنبك،وانتِ عارفة كدا،والأهم انه ربنا معاكِ،متزعليش،ثم قبلت رأسها..
أخذت أزهار نفسا بعمق،وقالت: عارفة يا زمزم،بالرغم من انك أصغر مني،لكن برتاح اوي لما أكلمك
زمزم بابتسامة: أقولك على سر
أزهار: ايه؟
زمزم بابتسامة وهي تربت على رأسها: مبحبش اشوف حد زعلان واقعد معملش حاجة،فما بالك لو حد منكم،انا هنا اخت وصاحبة وأم،بعمل اي حاجة،بس علشان اشوف ضحكتكوا
أزهار بابتسامة: بابا كان يقول عنك دائما طفلة المالكي،لأنه العيلة كلها بتحبك اوي،ولما جيتي على الدنيا،أكتر حد كان فرحان بابا،وماما قالت ليا انه بابا يوم ولادتك كان في لمعة بعيونه وفرح اول مرة تشوفهم،بعدين لما بداتي تكبري شوي شوي صار لقبك عند بابا أميرته الصغيرة،علشان كدا قبل يوم من فرحك انتِ وراجح،بابا قال ليه( سلمتك بنتي وفرحتي وأميرتي،حاول تعاملها لما تغلط او تزعل على إنها بنتك،وخليها أميرة،واوعى في يوم تيجي عليها ولو حصل معك اي حاجة،دي امانة سلمتها ليك)،وهو فعلا انتِ فرحتنا كلنا،وفي نفسك الوقت اختنا وصاحبتنا،وعندك اسلوب بحبه اوي،انك بتعاملينا في بعض المواقف كانك أمنا،ودائما بتحاولي تطمنينا،وتقربينا من ربنا،عارفة،بتفكريني براجح،هو كمان بعاملنا على انه اب لينا لما نغلط او منعرفش نتصرف،وأخ وصاحب،انا بحبكوا اوييي.
زمزم بابتسامة: يا قلبي والله انا محظوظة بعيلة سكرة زيكوا،أحبتك الجنة وخالقها وعباد خالقها يا قمري
أزهار بسعادة: بحب دعواتك أويي
زمزم: خلاص كل يوم هدعيلك دعوة حلوة كدا،المهم مش عايزة اشوفك زعلانة يا حبيبتي،وانا هنا تعاليلي بأي وقت،ومتنسيش تلجأي لربنا يا وردتي..
احتضنتها أزهار بشدة ثم قالت: إن شاء الله،رايحة اكمل حفظ قرآن،واصلي
ابتسمت زمزم،ونهضت أزهار،وقبل أن تخرج قالت لها زمزم: أزهار،الك فترة مبتروحيش الجامعة ليه
أزهار بحزن: كنت اروح ومركزش بحاجة من شرح الدكتور،بس إحسان وسلام بعتوا ليا كل حاجة،بس...
اقتربت منها زمزم بابتسامة وقالت: مالك؟،عندك حاجة مش مفهومة
أزهار: حاجة في القياسات وكدا
زمزم بابتسامة: روحي ادرسي،وحاولي تفهمي،والمسا نخلي الكل يفهمك،كم أزهار عندنا
ضحكت أزهار،وخرجت من غرفتها،وجلست زمزم بتعب على الاريكة وقالت: معقول كل دا يحصل،طب ازاي منعرفش انه في حد اتقدم ليها،وضعت يدها على رأسها بصداعٍ وقالت: يارب حلها من عندك،ويسر الأمور
انتبهت لزمزم لهاتفها الذي يرن،أمسكت الهاتف فوجدت راجح يتصل بها،ابتسمت وردت عليه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راجح بابتسامة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،عاملة ايه دلوقتي
زمزم: الحمدلله تمام
راجح برفع حاجب: من هنا لهناك
ضحكت زمزم وقالت: صداع خفيف بس،صحيح راجح هسألك سؤال
راجح: اسألي يا حبيبتي
زمزم: ماما إشراق،أو عمو او اي حد قالك بعد ما رجعنا من السفر انه في حاجة حصلت
راجح بقلق: لا محدش قال،زمزم قي ايه
زمزم: حبيبي اهدا،نفيش حاجة،بس يعني...بص مش انت هتيجي علشان نروح للدكتورة،هقولك ليه سألت
راجح: مش مطمن ليكي،إن شاء الله خير،انتبهي لنفسك
ابتسمت زمزم وأغلقت معه،ثم نزلت إلى الأسفل
كانت إشراق تجلس في غرفة المعيشة،والباقي في غرفهن
إشراق بابتسامة: حبيبتي نزلتي ليه،كان فضلتي مرتاحة فوق
جلست زمزم وقبلت يدها وقالت بابتسامة: حبيبتي،متقلقيش انا كويسة
إشراق: ها،قوليلي مالك،عايزة تقولي ايه
زمزم بهدوء: ماما هسألك،بس جاوبيني بصراحة
إشراق: قولي،اوعدك
زمزم بهدوء: ماما،حصل حاجة أثناء غيابي انا وراجح؟
نظرت لها إشراق بصمت ثم قالت: أزهار قالت ليكي حاجة
زمزم: ماما انا عايزة اسمع منك انتِ
إشراق: بصراحة يا زمزم....،في حد اتقدم لأزهار لكنها رفضت
زمزم: طب مش يمكن خير؟،أزهار وانتِ عارفاها مبتعملش اي حاجة إلا تصلي استخارة،ويمكن ما ارتحتش،طب انا عايزة أكلمك بصراحة بخصوص أزهار
إشراق بقلق: فيها اي،هي كويسة
أمسكت يديها وقالت بابتسامة: اهدي يا ماما،هي كويسة،لكن أزهار حاسة بتغيركم تجاهها،محدش بيسأل عنها،أهملتوها الفترة الأخيرة،ماما انتبهي لأزهار،انتِ عارفاها انها بتحب تفضل لوحدها،بس انتبهي بسبب وجودها لوحدها يمكن تعمل حاجة بنفسها،أو....أو يمكن تك..ره حد من اخواتها،بسبب معاملتكم،قالتلي انها لما رفضت،اواي تعاملتوا معاها،وقالت لي لما طلبت تسافر اتصرفتوا عادي،على عكس ورود،ربتت زمزم على كتفها وقالت: حتى لو أزهار عندها مسؤولية،بس مسؤولية من دون ماحد يهتم فيها،بتخلي الواحد مكسور،وتايه،انا عارفة انك اتصرفتي معاها على اساس انها عاقلة وعندها مسؤولية على عكس ورود،وعلى عكس بشرى الي صح عندها مسؤولية بس مش مثلها،بس أزهار محتاجة حد يساعدها ويتكلم معاها علشان تفضل مسؤولة،وعلشان متحسش انها لوحدها،وصدقيني الشخص الي منكون نقول ليه مفيش عليك خوف،بكون هو الشخص الي لازم نخاف عليه اكتر من اي حد تاني...تصرفاتكوا مأثرة على حالة أزهار،معدتش بتضحك ولا بتاكل ولا بتنتبه لدراستها،وأزهار حساسة بالرغم من انها بتظهر العكس
إشراق بصدمة: كل دا حاسة بيه أزهار،أدمعت عينا إشراق وقالت: زمزم انتِ عارفاني انا بخاف على الكل،خاصة بناتي،هو فعلا أنا انشغلت عنها،لكن غصب عني والله
احتضنتها زمزم وقالت: عارفة انه مش بقصدكوا،حاولوا ترجعوها أزهار الي قبل،وصدقيني هي بس محتاجة جملة واحدة" احنا جنبك ومعاكي،من بعد ربنا" الجملة دي عند أزهار غالية أوي
إشراق: انا طالعة أشوفها
ابتسمت زمزم،وذهبت إشراق وأعدت كأس عصيرٍ لأزهار،ثم صعدت إلى الغرفة عند أزهار....
=====================≈===============
كانت أزهار قد صلت ركعتان لله،وقرأت بضع صفحاتٍ من القرآن الكريم،وجلست على مكتبها تدرس
دق الباب،فأذنت بالدخول
دخلت إشراق بابتسامة وقالت: حبيبتي،معلش قطعت عليكي دراستك
ازهار: لا ماما،عادي،اتفضلي
اقتربت إشراق منها،ووضعت كأس العصير أمامها وجلست ثم قالت: عايزة اتكلم معاكي،طبعا لو متفرغة
تركت أزهار ما بيدها،وقالت: اتفضلي
أمسكت إشراق بيدها وقالت بحنان: أنا مكنتش بخلف،كان عندي مشكلة،ولما رحت على دكاترة قالوا لإيهاب اني عق..يم ومستحيل في يوم انه يصير حمل،قعدت 12 سنة وانا من دون ولاد،لحد ما رحت عمرة،وربنا اكرمني واستجاب دعائي،يوم الي اعرفت اني حامل بتوأم ولد وبنت،فرحت أوي،انا بحب البنات اوي،جات بشرى وجا راجح،وكان أسعد يوم بحياتي،لكن فرحتي كانت ببشرى كبيرة اوي،بعدها لما اعرفت اني حامل في تامر،فرحت بس فرحتي فيكِ كانت أكبر،كنت طايرة من الفرح،انتِ اكتر وحدة فرحت فيها،وبعدين ختامها مسك جات ورود،فرحت اوي كدا عندي ثلاث أميرات،كنت أخاف عليكن اويي،راجح وتامر وكان متولي تربيتهم إيهاب،لكن انتن انا مسؤولة عنكن،يوم عن يوم بشوفكن بتكبرن قدام عيني،وفرحتي بتكبر بيكن،وابوكن كدا،لحد ما دخلتن جامعة،وظهر قدامي بنت قوية وعندها مسؤولية،لكن مكنتش مسؤوليتها كبيرة اوي
بعدها ظهر قدامي،البنت الصغيرة انه حتى وهو عندها مسؤولية لكن بتخاف تتولى مسؤوليات
وبين الي عندها مسؤولية مش كبيرة،وبين الي عندها خوف من تولي المسؤوليات،ظهرت بنت قوية،بتحمل مسؤولية،حملت مسؤولية،واعتمدت على نفسها،وقتها قلبي اطمن انه في أميرة من اميراتي اقدر اطمن على باقي اميراتي بوجودها
ومرت الأيام والسنين،وبشرى دخلت مع اخوها عالم الم...خابرات،خفت وقتها لاني عارفة بشرى،مع انه قلبها قوي،لكن هتيجي في يوم وتقول معنديش طاقة للشغل دا،
وفعلا جا اليوم دا وتركت وراحت مع والدها للشركة
وبنتي القوية والي حملت مسؤولية،مكنتش بقلق عليها لاني عارفها وعارفة انها هتواجه الحياة،وتكون قد المسؤولية
وبنتي الصغيرة،لحد الان مش عارفة تتصرف كويس،لهيك بقلق عليها
أدمعت عينيها ثم أكملت بعد أن اخذت نفسا عميقا ودموعها تذرف:
لكن بعدين اكتشفت اني ببعد عن أميرة من اميراتي،وأنه الشخص الي منقول انه مش لازم نخاف عليه لأنه قوي،هو أكثر حد لازم نخاف عليه،عارفة اني بعدت ومسألتش يا قلبي،لكن كان غصب عني،وعننا كلنا،ولما اتقدم حد.ليكي ورفضتي،انا مكنش قصدي ارد عليكِ رد يزعلك يا أزهار،بس....بس كدا حصل،لكن الآن كلنا معك،كلنا جنبك،واحنا من بعد ربنا أمانك وسندك،آسفة يا حبيبتي،حقك عليا
احتضنتها أزهار بسرعة وقالت: متعتذريش يا ست الكل،انا مش زعلانة والله
ربتت على رأسها بحنان وقالت: متأكدة؟!
أزهار بابتسامة: متأكدة
إشراق بابتسامة: تمام يا حبيبتي اشربي العصير وارتاحي،وكملي دراسة على راحتك،هسيبك دلوقتي
ثم نهضت وقالت بحنان بعد أن قبلت رأسها: هتفضلي بنتي الي ممكن اعتمد عليها،وبنفس الوقت بنتي الصغيرة وأميرتي،كلنا معاكِ
ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها
تنهدت أزهار براحة وقالت: الحمدلله،ربنا يريح بالك يا زمزم،وصلتي لماما الي كنت عايزة اقوله
=====================================
في الجامعة عند ورود
سلام: ورود،أزهار ليها فترة غايبة،الدكاترة كلهم بيسألوا عليها،انتِ عارفة انها الأولى دائما وشاطره بجد
ورود بابتسامة: عارفة والله،بس هي تعبانة شوية
قمر: سلام،ليه منروحش ليها
سلام: فكرتيني،اليوم هنروح ليها أنا وإحسان،تعالن معانا
شمس: تمام،على خير
إحسان: يلا يلا،كل وحدة على محاضرتها
ضحكت الفتيات،وتوجهت إحسان وسلام إلى محاضرتهن
وكذلك ورود وشمس وقمر.
وصلت ورود إلى قاعة المحاضرة،جلست بالمقدمة،وقالت في نفسها: مالك يا أزهار،شاغلة بالي كدا،يارب تكون كويسة....