
رواية ما بعد الجحيم
الفصل الثامن عشر 18 والتاسع عشر 19
بقلم زكية محمد
دلف مراد ووقف إلى جوار عمه وماجد يرحبون بالضيوف. ...
تسائل فريد بإستغراب :- هو إنت جايب ليه شاشة العرض دى يا ابنى؟
أجابه بهدوء :- علشان نستعرض إنجازات الشركة قدام الصحافة اللى هتيجى. ..
أومأ قائلا :- اممم ماشى بس أنا فرحان بجد علشان هتحضر معانا مناسبة مهمة زى دى للشركة بدل شغلك اللى واخد كل وقتك. .
إبتسم له قائلا :- أدينى حضرت يا عمى يلا تعالى نسلم على بقية رجال الأعمال يلا يا عمى مجدى.
ماجد بإنتباه :- يلا يا ابنى. ....
*********
على الجانب الآخر كان عمر وسليم يدلفان بصحبة عائلة سليم. ....
كانت تسير بوهن ودموعها مهددة بالنزول وهى تراه يحتضن خصر ميس ويسيران معا بحب.
تنهدت بألم على ما كان يفعله فقد ظنته إنه يحبها ولكنه يتلاعب بها لا أكثر من ذلك. ...
شعرت بالإختناق فشعرت بها ندى التى حزنت من أجلها فمسكت يدها وضغطت عليها تشجعها على أن تتماسك فإبتسمت لها بإمتنان .
عندما دلفوا إلى الداخل وبمجرد أن رآهم فريد صاح بغضب :- انتوا إيه اللى جايبكم هنا؟ أظن وجودكم مش مرحب بيه.
تحدث حامد بسخرية :- قول لابن اخوك اللى جابنا.
نظر لمراد قائلا بغضب:- الكلام اللى بيقولوا دة صحيح؟
تحدث مراد ببرود :- أيوة يا عمى أنا اللى جبتهم. .
صرخ بنفاذ صبر :- إنت هتجنننى؟ انتى واعى لكلامك دة؟
هتف بسخرية :- استنى بس يا عمى صبرك بالله تعالى على نفسك. ....
ثم نظر لسليم قائلا :- جبت اللى قولتلك عليه؟
إبتسم قائلا :- كله جاهز يا صاحبي متقلقش.
تدخل عمر قائلا وهو يشير ناحية الباب :-
وأدى الصحافة جات وهتعمل أحلى شغل.
ساد التوتر والقلق بين الحضور وتجمعت العائلات إلى جوار بعضها بغرابة ودهشة مما يحدث.
أعتلى مراد المنصة وتبعه عمر وسليم
تحدث مراد في الميكرفون :- طبعا الكل بيسأل إيه اللى بيحصل وهوضحلكم حالا متستعجلوش.
الحقيقة إننا كلنا معميين عن الحقيقة وسايبين المجرم الحقيقي عايش وسطنا وفاكر إنه ذكى بس الحمد لله قدرنا نكشفه ونبين أصله للكل.
اللى قتل أبويا وابو صاحبى واللى سرق ونهب وهرب مخدرات وأسلحة وغيره. .....وغيره. ...هو رجل الأعمال الصالح ماجد المنشاوي. .....
صدمات وشهقات واعين متسعة كانت هى المسيطرة على الحضور. ..
أما هو تعرق بشدة واخذت ضربات قلبه تعلو شئ فشئ
تحدث عمر هذه المرة :- طبعا أكيد عاوزين دليل على الإتهام دة. .
من شهر ونص تحديدا لما عابدين اللى اتعدم قال لمراد إن عدونا حوالينا الصراحة شكينا في الكل فقلنا خلاص نراقب الكل.
تدخل سليم هذه المرة قائلا :- ودة اللى عملناه زرعنا كاميرات فى كل حتة في بيتنا وبيت مراد وبيت الأستاذ ماجد بطرقنا الخاصة.
ومثلنا إننا بقينا أعداء وبنكره بعض ودة طمن الخصم وخلاه يلعب كويس. ...
قاطعه مراد هاتفا :- ولما قبضنا على عمى حامد كان مقصود وإننا نطلعه ودة طمن البيه اكتر إنه يتمادى في أعماله المشبوهة ....
تدخل عمر قائلا بسخرية :- بقى عاوز تخلص منى يا قريب أبويا.
متقلقش هنعمل معاك أحلى واجب بس بعد ما نكشف حقيقتك للناس المخدوعة فيك.
تدخل سليم قائلا بغضب :- واه بنتك طالق بالتلاتة متلزمنيش سبحان من صبرنى على إنى مقتلهاش وأنا شايفها بتنقل الأخبار وتصور الصفقات وتبعتها ليك بس مش غريبة عليها مستنين من واحدة أبوها ماجد هتطلع داعية إسلامية.
هتف مراد :- شغل يا عمر اللاب توب.
وضع كارت الذاكرة في الجهاز المحمول وقام بتشغيله وصدم الجميع من التسجيلات التى تحتوى على محاثات هاتفية بشأن أعماله المشبوهة. ....
وبعد الإنتهاء هتف سليم بحزن :- ودلوقتى المفاجأة الكبيرة اللى كان خافيها لاكتر من ست سنين رعبك الحقيقى اللى معاه الملفات التى هتوديك ورا عين الشمس. .
ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد
قال ذلك ثم ظهر حسين الذى بظهوره كان بمثابة الصاعقة التى أصابت الجميع وأولهم ورد التى ما إن رأته سقطت أرضا في الحال.
سقط قلب سليم بين قدميه عندما رآها تسقط ولم يختلف حال والدها فركضوا ناحيتها وقبل أن ينزل سليم ليحملها مسكه حسين وقام هو بحملها ثم أسندها على أحد الكراسى وأخذ يربت على وجنتها قائلا بدموع :-
ورد فوقى يا حبيبتي قومى يا حبيبة بابا فوقى. ...
قال ذلك ثم مسك كوبا به ماء ونثر منه على وجهها بخفة.
أخذت ترمش عينيها بضعف قائلة :-
بابا. ...
هتف حسين بلهفة ودموع :- أنا أهو يا حبيبة بابا فتحى عنيكى وبوصيلى. ..بصيلى يا ورد عمرى وسنينى. ..
نظرت له بتشوش غير مصدقة إنه أمامها رفعت أناملها المرتعشة ثم مدتها ناحية وجهه واخذت تمررها عليه تتحقق من ملامحه قائلة بصوت مهزوز :- بببابا ااإاا إنت إنت عايش. ؟
أومأ رأسه بفرح قائلا :- أيوا يا حبيبتى أنا عايش ومش هسيبك تانى أبدا. .
إرتمت بين زراعيه تحتضنه بشدة وكأنها تحتمى من العالم أجمع ثم إنفجرت في البكاء الشديد فى مشهد أثار عاطفة الجميع. ......
أخذت تقول من بين بكائها :-
بابا وحشتنى أوى يا حبيبي الدنيا من غيرك وحشة متسبنيش تانى ودونى عند واحد وحش وقالى إنه خالى وكان بيضربنى أوى يا بابا روحت فين وسبتنى كل دة متسبنيش تانى .
هتف وهو يشدد من إحتضانها :-
مش هسيبك أبدا يا حبيبتى مش هسيبك ومش هسمح لحد إنه يأذيكى تانى وهفضل معاكى متخافيش ...
بطلى عياط وإلا مش هجبلك شوكولاتة. ..
مسحت دموعها بطفولية قائلة :-
خلاص أهو مش هعيط تانى حتى شوف.
ضحك بخفوت قائلا :- هههه اه شايف
ثم ضمها مرة أخرى براحة متمتما بحمد الله فى داخله. ...
عند ماجد الذى شعر بالغضب الشديد لإكتشافه ونظر لمراد بغل وكره شديدين فقام بسحب مسدسه وصوبه ناحية مراد مستغلا إنتباه الجميع لورد ووالده وأطلق رصاصة إستقرت في صدره فسقط أرضا
دلفت الشرطة في الحال وتحفظت على ماجد وابنته.
صرخن النساء حينما رأوا الرصاصة التى إستقرت في صدر مراد وتوجهت والدته واخته يبكيان ويترجوه أن يظل معهم. ..
أما لمار عندما رأت ذلك أصابتها صدمة فلم تستطع الحديث ولا الحركة
وضع عمر رأسه على فخذه قائلا بدموع :-
قوم يا مراد. ....متغمضش عنيك. ....خليك معايا بالله عليك.
هتف بضعف :- قولها تسامحنى يا صاحبى
لا إله إلا الله محمد رسول الله.
صرخ فيه قائلا :- إسكت خالص مش هتسيبنا إنت سامع وهتفوق وهعملكم الفرح اللى قولتلى عليه.
جلس سليم قائلا بدموع هو الآخر :- خليك معانا يا صاحبى. .
بعد لحظات وصلت سيارة الإسعاف ونقلته بسرعة إلى المشفى. ..
كان الجميع أمام غرفة العمليات يقفون بقلق بالغ. .....
أما لمار كانت تقف معهم وهى فى عالم آخر فهى إلى الآن لم تفق من صدمتها. ...
بعد عدة ساعات خرج الطبيب يزفر بتعب بعد المجهود الذى بذله أسرع الجميع إليه. ..
هتفت أمينة ببكاء :- طمني عليه ربنا يكرمك.
إبتسم الطبيب قائلا :- متقلقيش يا حجة هو الحمد لله كويس وحالته مستقرة الحمد لله الرصاصة معدتش في القلب. ...
سألته مرة أخرى برجاء وكأنها لم تسمعه :-
بالله طمني عليه هو كويس ؟
ضحك بخفوت قائلا :- والله كويس وبإذن الله بعد فترة هيصحى وتقدروا تشفوه وتتكلمى معاه كمان.
هتفت بإمتنان :- ربنا يريح قلبك يا ابني. ..
إبتسم لها ثم وجه له سليم ومراد ومعتز بعض الأسئلة التى تخص مراد ثم رحل. ......
جلس الجميع يلتقطون أنفاسهم بعد مرور ذلك الوقت العصيب. ......
*************
توجه عمر لوالدته قائلا :- ماما يلا السواق مستنيكم برة خدى لمار وسجود وروحوا.
هتفت بحزن :- وهنسيبه يا ابنى من غير ما نطمن عليه؟
أجابها بهدوء :- ماما هخلى السواق يجيبكم الصبح روحى علشان متتعبيش وكمان لمار علشان الحمل. ....
هتفت بإستسلام :- ماشى يا ابنى بس أنا قلقانة عليها شايف مسهمة ازاى؟
توجه إليها ووجدها تنظر أمامها بشرود هزها برفق قائلا :-
لمار حبيبتى يلا علشان تروحى مع ماما. ..
إلا إنها مازالت على حالتها فهزها بقوة وهتف بصوت عالى جذب إنتباه الموجودين قائلا :-
لمار فوقى لمار. ...
إقتربت خديجة قائلة بدموع :- بنتى هتروح منى وأنا لسة مشبعتش منها.
أذداد قلقه على شقيقته وشعر بأنه مكتوف الأيدى ولكنه قام بصفعها فجأة وسط شهقات الجميع صارخا فيها قائلا :-
فوقى فوقى إتكلمى متفضليش كدة. ..
نزلت دموعها بغزارة قائلة بضياع:- هيموت صح هيموت ويسيبنى قوله يرجع بالله عليك. .
ضمها بحنان قائلا :- إهدى يا حبيبتى إهدى الدكتور طلع من عنده وقال كويس وهيفوق الصبح إن شاء الله صدقيني.
نظرت له بشك قائلة :- بجد ؟ ..
إبتسم لها بحنان قائلا :- بجد يا حبيبتي متقلقيش. ..
ثم هتف بخفوت بجوار أذنها بمرح :-
وبعدين إتقلى شوية يا هبلة وأنا اللى قلت هلففه حولين نفسه تقومى فاضحة نفسك كدة.
نظرت له بخجل ثم إختبأت في صدره تختبئ من أعين الجميع عما تفوهت به. ....
ربت على ظهرها قائلا :- خلاص يا بنتى متتكسفيش كدة.
تقدمت أمينة منها قائلة :-
متخافيش يا حبيبتى هيبقى كويس إن شاء الله. يلا علشان تروحى ترتاحى. .
هزت رأسها بنفى قائلة بإصرار :- لا أنا هستنى معاكم. .
هتفت خديجة بإستسلام :- خلاص ماشى بس تعالى إقعدى إرتاحى. .
على الجانب الآخر كان حامد يقف أمام شقيقه ببعض الخزى والندم قائلا :-
حمدا لله على سلامتك يا حسين ياريت تسامحنى يا ابن أمى و أبويا بس إنت عارف اللى فيها مكنش ساعتها ليا قرار إنى أتدخل وانت بعدت عننا.
ربت على كتفه قائلا :- ولا يهمك يا حامد وشكرآ جدا على إنكم إستضفتوا بنتى طول المدة دى.
نظر له وهتف بإستنكار :- بتشكرنى دى بنتنا كمان ومرات ابنى.
نظر له بغيظ قائلا :- مرات ابنك اللى متجوزها في السر ومتجوز بنت المجرم عليها في العلن.
هتف بخجل :- متقلقش كل حاجة هتتصلح إن شاء الله.
هتف بعدم إكتراث :- أنا مهيمنيش غير بنتى اللى همشى بيها دلوقتى وياريت تخلى ابنك يطلقها. ...
إستمع سليم لكلماته فشعر بخنجر يمزقه من الداخل. ..
تحدث حامد بجدية :- إنت بتقول إيه دة بيتك زى ما هو بيتى؟ !
تحدث بسخرية :- إنت ناسى كلام أبوك الله يرحمه ولا إيه؟
هتف بتأكيد :- لا مش ناسى بس أبونا الله يرحمه ندم أشد الندم ولما عرف إنك مت ساعتها جاتله جلطة وبعد كام يوم مات. ..
هتف بحزن :- الله يرحمه. ...
حاول إستمالته قائلا :- خليك معانا متحرمناش منك وكمان ورد خدت على العيلة وإتعودت عليهم ها هتيجى؟
نظر أرضا ثم أخذ يفكر في إبنته التى تحب ذلك الغبى منذ الصغر لذا قرر أن يوافق ويتحدث مع إبنته وسيرى ذلك الغبى جيدا أن خلفها ظهرا حصينا. ....
هتف بغموض :- ماشى هقعد علشان ورد بس ابنك هيطلق بنتى ولو فعلا عاوز يتجوزها يعمل اللى مفروض يتعمل. ..
هتف حامد بفرح :- خلاص إتفقنا بس بلاش الطلاق إحنا نعمل الأصول ونيجى نطلبها منك .
هتف بإستسلام :- ماشى لما نشوف. .....
إحتضنه سليم بسعادة قائلا:- حبيبى يا عمى هو دة الكلام. ....
ضربه على ظهره قائلا :- ياواد يا بتاع مصلحتك إنت.
هتف بندم وخجل :- بصراحة يا عمى يا ريت تساعدنى أصل بنتك قالبة عليا قلبة وحشة
بس غصب عنى والله كان لازم اعاملها وحش قدام الحقيرة دى علشان متشكش في حاجة.
ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد
رفع يديه بإستسلام قائلا :- مليش دعوة أنا هقف في صف بنتى حتى ولو كانت غلطانة.
قضب جاجبيه بضيق قائلا :-
بقى كدة يا عمى؟
ضحك قائلا بمرح :- ايوا يا اخويا كدة أنا رايح لبنتى سلام مش عارف إيه اللى مخلينى أقف معاك. ..
ذهب حسين ناحية إبنته التى ما إن رأته ألقت بنفسها بين زراعيه بسعادة وانزوا في ركن ما واخذوا يتسامران سويا تحت نظرات سليم الحانقة والعاشقة في آن واحد. ...
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لم يغادر أحد المشفى وظلوا في أماكنهم
حل الصباح فاسرعوا لرؤية مراد اللذين علموا للتو من الطبيب إنه إستيقظ. ...
دلفت عائلته أولا وبعد أن إطمئنوا عليه هتفت أمينة بحب :- حمد لله على سلامتك يا حبيبي يا ريت كان أنا.
هتف بتعب :- بعد الشر عنك يا أمي متقوليش كدة أنا كويس الحمد لله قدامك .
رددت خلفه :- الحمد لله يا حبيبي وحسبى الله ونعم الوكيل في اللى كان السبب.
تدخل معتز قائلا :- حمدا لله على سلامتك يا بطل.
إبتسم له بخفوت قائلا :- الله يسلمك يا معتز.
ثم لاحظ إنزواء تسنيم في ركن الغرفة فقال :- ايه يا تسنيم مش هتيجى تسلمى عليا. ....
انفجرت فيه ببكاء قائلة :- إنت وحش كنت هتروح وتسيبنى زى بابا. ...
نظر لها بحنان قائلا :- طيب تعالى قربى منى كدة.
إقتربت منه كما طلب منها ثم ربت بجواره على الفراش فجلست بحذر إلى جواره.
تحامل على نفسه ثم مد يده يمسح دموعها قائلا بحنان :- حبيبتي متزعليش خلاص أنا كويس.
هتفت بدموع :- خفت لتروح مننا بعد الشر زى بابا.
إبتسم بحنان قائلا :- وأدينى أهو قدامك يا ستى بطلى عياط بقى. ...
مسحت باقى دموعها العالقة وهى تقول :- حاضر.
قضوا وقتا يتحدثون معه ثم خرجوا ليرتاح ودلف البقية يطمئنون عليه فأخذ يبحث عنها بعينيه ولكنه لم يجدها فزفر بإحباط. ...
مال عمر بجوار أذنه وهمس :- أديلها شوية وقت ...
هتف بهدوء وخفوت :- ماشى يا عمر بس يعنى كنت عاوز أشوفها يعنى وكمان أشوف شوية أمل.
هتف بتأكيد ومرح :- لا إطمن في أمل وفى عمر كمان.
هتف مصطفى :- بس إيه يا عم تنفعوا ممثلين دة أنا خالت عليا. ..
هتف سليم بضحك :- تعيش وتاخذ غيرها يا درش إحنا التلاتة عمرنا ما هنفترق.
هتف حامد وفريد والبقية :- آمين يارب. .
بالخارج كانت لمار تجلس والدموع عالقة في مقلتيها.
إقتربت منها تسنيم قائلة :- ليه مدخلتيش جوة؟
هتفت بدموع :- مش عارفة أنا تايهة مش عارفة أعمل إيه؟ أنا اه قلقانة عليه بس بردو مش عاوزة أشوفه جوايا أحاسيس كلها ضد بعضها.
ربتت على يدها قائلة بإبتسامة :- خدى وقتك محدش هيضغط عليكى يا حبيبتى.
ثم أضافت بمرح :- بس طلى على الغلبان اللى جوة دة بالله عليكى.
إبتسمت بخفوت قائلة :- ربك يسهل. ...
هاتى أشيل حبيبة شوية.
هتفت بنفى :- لا خليها معايا لتتعبك ويلا قدامى علشان تاكلى ومش هقبل أى نقاش .
وقفت معها بإستسلام وذهبت معها
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت ندى تحمل صغيرها وتجلس مع ورد التى كانت تجلس بغيظ وغضب شديدين.
هتفت ندى بضحك :- يا بنتى خلاص كفاية بوزك اللى مداه دة ما طلع بيمثل عليها عاوزة إيه تانى؟
هتفت بتذمر :- لا مليش دعوة دة كان بيزعقلى طول الوقت .....
ثم أكملت بحزن وخجل:- وكمان... كمان حسسنى إنى واحدة رخيصة بيقضى وقت معاها وبس. ..
شهقت بصدمة قائلة :- هو. ....هو قرب منك يعنى لمسك. ..
وكزتها في كتفها قائلة :- إيه قلة الأدب دى لا طبعا بس يعنى هو كان. ...كان بيبو. ....يووووه ملكيش دعوة يا ندى. ..
ضحكت عليها عاليا وهى تقول :- ههههههه خلاص فهمت فهمت ...
ثم غمزت لها قائلة :- بس امتى كان بيحصل ها أما الواد سليم دة نمس صحيح.
زفرت بضيق قائلة :- وبعدين معاكى هسيبك وهروح أقعد مع بابا.
كتمت ضحكتها قائلة :- خلاص خلاص هسكت أنا آسفة يا ستى.
ثم تحدثت بجدية :- ها مقولتليش هتعملى إيه؟
مطت شفتيها بعدم معرفة قائلة :- مش عارفة
هشوف بابا يعمل إيه؟
ثم هتفت بسعادة :- بس أنا فرحانة أوى إن بابا عايش هياخدنى النادى تانى وهنلعب مع بعض كتير.
إبتسمت لها قائلة :- ربنا يسعدك يا حبيبتي كمان وكمان. ...وعقبال بقى ما تفرحونا كدة إنتي وسليم وتجيبلنا قطاقيط صغيرين حلوين زيك كدة. ..
شردت في حديثها متمتمة بخفوت :- آمين يارب.
قاطع حديثهم مجئ سليم الذى هتف :- ورد عمى حسين عاوزك.
وقفت مسرعة تقول :- بابا عاوزنى فينه؟
هتف بخبث خفى :- تعالى ورايا وأنا هقولك. ..
سارت معه حتى وصلوا إلى غرفة فدلفت معه ولكنها لم تجد والدها فهتفت بغرابة :-
أومال فين بابا؟
أغلق الباب بالمفتاح وإبتسم لها بخبث قائلا :-
مفيش بابا. أبوكى مع عمك فوق.
قطبت حاجبيها بضيق قائلة :- أومال جايبنى هنا ليه؟
إقترب منها بخطوات بطيئة مهلكة لأعصابها فأخذت تتراجع حتى إصتدمت بالحائط فحاوطها بيديه مانعا إياها من الهروب. .....
هتفت بخجل حينما إقترب منها ولفحت أنفاسه صفحة وجهها البيضاء فزادته إحمرار :-
إبعد إنت بتقرب كدة ليه؟
سألها بعبث :- تفتكرى إنتي ليه؟
تلعمثت في الإجابة قائلة بأنفاس لاهثة :- مممممعرفش. .إببعد مش عارفة إتنفس. .
إبتسم بخبث لتأثيره عليها فقال بوقاحة وهو يسير بأصابعه على شفتيها التى إرتجفت تحتها :-
بقولك إيه ما تبلى ريقى ببق مياه أصلى عطشان أوى.
هتفت بضياع :- أأااا طب إب إبعد علشان أشربك..أاا. ...
هتف بخبث :- لا ما أنا هشرب كدة. ....
قال ذلك ثم هبط وأسر شفتيها يقبلها بنهم شديد فهو أشتاق قربها الذى أهلكه .........
فمنذ واقعة المكتب لم يقترب منها فكان يوبخها دائما ويقسو عليها والآن في قمة سعادته لإنها بين يديه. .
أما هى أخذت تضربه بوهن على ظهره لكى يبتعد ولكنه لم يتأثر بقبضتها الصغيرة.
بعد وقت إبتعد عنها حينما شعر بإنقطاع أنفاسها فأسند جبينه على جبينها هاتفا بحب :- وحشتيني. ...وحشتينى أوى. ..
قال ذلك ثم نظر إليها قائلا بحب :- هو أنا موحشتكيش ولا إيه. ....
وكان الرد صفعة قوية نزلت على وجنته زادته صدمة وغضب في آن واحد. .
نظرت له بضعف ودموع متساقطة ثم هتفت بمرارة :-
هو أنا رخيصة عندك للدرجة دى تقرب منى وتضحك عليا بكلمتين بعدين تهينى مش هسمحلك تعمل كدة إنت فاهم. .
إقترب منها بحذر قائلا :- ورد إهدى وإسمعينى.
صرخت فيه قائلة:- مش ههدى إبعد عنى متقربش وإفتح الزفت الباب دة. ..
ذهل من حالتها ولكنه أذعن لطلبها خوفا عليها ففتح الباب أما هى بمجرد أن فتحه غادرت مسرعة ركضا إلى مأمنها غير عابئة بمن يتطلعون لها. .........
كان حامد يتحدث مع شقيقه ومصطفى
توقف فجأة عندما رأى ورد تركض نحوه بسرعة.
ما إن وصلت قفزت بين زراعيه تبكى بشدة فأذداد قلقه قائلا :- مالك فى إيه؟
تحدثت ببكاء :- مفيش. ..مفيش. .
إزداد غضبه فصاح قائلا :- إنتى هتجنينى أومال منظرك دة تسميه إيه؟
ثم تحدث بلين :- حبيبتي إهدى وقوليلى في إيه؟
هتفت بضعف :- عاوزة إمشى من هنا أرجوك يا بابا. ...
كاد أن يجن وهو لا يعرف ما حل بإبنته لمح سليم آتيا يسرع من خطواته وعندما رآها مع والدها زفر براحة. .
إقترب منهم فسأله بهجوم :- عملت فيها إيه إنطق.
توتر قليلا ثم قال :- يعنى هيكون عملت إيه يا عمى؟
سأله بصراخ وهى مازالت على حالتها :-
أومال مالها أنا بعتك تجيبها بس مش بالشكل دة خالص. فايه اللى عملته سيادتك وصلها للحالة دى؟
تلعثم قائلا :- أاا يا عمى أنا ممعملتش حاجة.
تدخل حامد قائلا :- إهدوا انتو الاتنين هنعرف منها هى.
تحدث حسين مرة أخرى لإبنته :- ورد ممكن تبطلى عياط وتبصيلى.
نظرت له بوجه واعين حمراء مغطى بالدموع وكانت تشهق بعنف . مد والدها يديه ومسح دموعها قائلا بحنان :- ممكن بنوتى الحلوة تبطل عياط وتسمعنى.
هزت رأسها بموافقة فأكمل بإبتسامة :-
في حد دايقك؟ حد عملك حاجة؟
وزعت أنظارها بين سليم ووالدها بحزن فخرج صوتها المتحشرج قائلة بكذب :-
أااابدا يا بابا مفيش حاجة بس يعنى إتخنقت من جو المستشفي وعاوزة أروح.
علم إبنته إنها تكذب عليه ولكنه فليتركها تهدأ الآن. إبتسم لها بحنان أبوى قائلا :-
ماشى يا حبيبتى تعالى أروحك. ...
تدخل حامد قائلا :- سليم وصل عمك وخد والدتك وندى معاك.
هتف بسرعة :- حاضر يا بابا.
ثم وجه حديثه لعمه بتهرب قائلا :-
أنا هسبق حضرتك وهروح أشوف الجماعة تحت.
قال ذلك ثم رحل بسرعة يتخفى من نظرات عمه المليئة بالإتهام. ..
بعد لحظات كان الجميع بالسيارة فى طريقهم للفيلا وبعد لحظات أخرى قضوها في صمت وصلوا فصف سليم السيارة ونزل الجميع منها ودلفوا للداخل.
هتف سليم بفرح:- نورت بيتك يا عمى إحنا جهزنالك الجناح بتاعك يا عمى من إمبارح تقدر دلوقتى تريح إنت أكيد تعبان كتير.
تنهد بتعب قائلا :- والله يا ابنى مين سمعك
أنا تعبان فعلا وعاوز أنام. بس هاخد بنتى حبيبتى معايا علشان احكيلها حدوتة من بتوع زمان.
هتفت ورد بفرح وكأنها ليست من كانت تبكى منذ قليل :- الله ماشى يا بابا يلا بينا.
ضحكت صفاء قائلة :- ما صدقتى إنتى طيب خلى بابا يرتاح شوية.
هتف حسين :- مفيش مشكلة إذا كنت تعبان فهى هتكون دوايا عن إذنكم.
قال ذلك ثم صعد للأعلى تحت نظرات سليم الغاضبة.
هتفت صفاء :- روحى يا ندى يا بنتى ريحيلك شوية انتى وابنك.
أمائت بطاعة قائلة :- حاضر يا ماما. ..
ثم وجهت حديثها لإبنها الغاضب بخبث قائلة :- وانت هتفضل تطلع نار من ودانك كتير؟
هتف بغضب مكتوم :- أنا مبطلعش نار بعد إذنك راجع المستشفى تانى.
قال ذلك ثم خرج من الفيلا بسرعة وصعد سيارته وأنطلق بها عائدا للمشفى.
أما هى نظرت في إثره قائلة بمرح :-
هو انت لسة شفت حاجة يا ابن الداغر. .
قالت ذلك ثم صعدت هى الأخرى للأعلى تنال قسطا من الراحة بعد تلك الليلة المتعبة. .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى المشفى إستغلت إنشغال الجميع ودلفت لغرفته ببطئ واغلقت الباب خلفها بهدوء ثم سارت ناحيته وجدته نائم تطلعت لتلك الأسلاك الموصلة لجسده فأدمعت عيناها في الحال ووضعت يديها على فمها تمنع تلك الشهقات التى صدرت دون إرادتها. .......
جلست على مقعد قبالته وأخذت تتطلع إليه
هتفت بدموع وصوت خافت :-
أنا أنا مش مش عارفة أكرهك وبردو مش عارفة أسامحك على اللى عملته فيا.
يا ما قلتلك مظلومة بس إنت مصدقتش وكان كل همك ازاى تدمرنى وفعلا نجحت في كدة إنت دمرتنى وكرهتنى في الدنيا وبقى كل همى إنى أموت علشان أريحك وأرتاح بس ربنا مبيرضاش بالظلم بينلك إنى كنت مظلومة والحمد لله طلع عندى أهل بيحبونى ربنا يديمهم ليا وانى مش زى ما كنت فاكر يا حضرة الظابط إنت كسرتنى أوى وصعب أسامحك بعد كل دة.
قالت ذلك ثم وقفت وذهبت ناحية الباب وألقت عليه نظرة أخيرة قبل أن تغادر.
أما هو سقطت دموعه وهو مغمض العينين فهو كان متيقظ منذ بداية دلوفها وحينما إستمع لها كان يشعر بالخزى الشديد من نفسه على ما أرتكبه في حقها وظل مغمض العينين فهو غير قادر على مواجهتها وكان يكبح دموعه بصعوبة حتى لا تشك بإنه متيقظ وعندما رحلت سمح لها بالنزول على الفور
ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد
تحدث بعزم وإصرار :- هخليكى تسامحينى وزى ما كنت السبب في وجعك هكون سبب سعادتك. ...
قال ذلك ثم أخذ ينظر لسقف الغرفة بشرود
بالخارج كانت تسير بوهن ودموع عالقة فجلست بإهمال على أحد المقاعد. ....
كانت خديجة تنظر لإبنتها بحزن فهى تشعر إنها مكبلة الأيدى لا تستطيع فعل شئ لها. ..
رأتها أمينة فتقدمت منها بهدوء قائلة وهى تربت على كتفها :-
متقلقيش شوية وقت وإن شاء الله هترجع زى الأول وأحسن هى بس تايهة حاليا وإحنا هنقف معاها نعرفها الصح فين .
تنهدت بحزن قائلة :- يا رب يا أمينة يارب.
تحدثت بحماس قائلة :- تعالى نروح نقعد معاها نفرفشها شوية وبالمرة نجيب بنت أخوكى معانا دى نكتة لوحدها. .........
إبتسمت قائلة :- عندك حق يلا ونبقى نشوفها راحت فين؟
توجهوا للمار وجلسوا إلى جوارها وتحدثوا معها في محاولة منهن لإخراحها من حالتها. .
****************
كانت تأكل بنهم شديد وكأنها لم تأكل لقرن
رآها على حالتها فأخذ يضحك بخفوت ثم توجه إليها وجلس قبالتها قائلا :-
كفاية طفاسة يخرب بيتك.
تحدثت والأكل بفمها بغضب :- ملكش دعوة إيه البرود دة.
قطب حاجبيه قائلا بإشمئزاز :- الله يقرفك يا شيخة إتعلمى تتكلمى لما تخلصي اللى فى بوقك.
أجابته ببرود أغاظه :- عاجبنى شكرا لنصيحتك.
هتف بحنق :- ما خلاص يا ست القفوشة مش كلمة هى وأتأسفت كمان عاوزة إيه تانى؟
هتفت بشراسة :- إنت زعقت في وشى جامد وقولت كلام وحش زيك.
هتف بذهول وأعين متسعة:- وحش! انا وحش يا معفنة روحى بصى لنفسك في المراية الأول قبل ما تقولى وحش ومش عارف إيه.
نظرت له ببرود قائلة :- خلصت؟ روح شوف وراك إيه؟
كاد أن يجن منها فنهض بعنف وغادر فنظرت لإثره بإبتسامة خبيثة قائلة :-
أحسن علشان تحرم. صحيح صدق اللى قال عاوز تقتل عدوك إقتله بسكاتك.
قالت ذلك ثم أخذت طبقا من الطعام معها وهى تقول :- أما أروح للبت لمار وأتسلى في شوية الأكل دول. ....
**********
دلف سليم إلى داخل المشفى وهو لا يرى أمامه من الغضب منه ومنها ومن تلك الظروف التى أجبرته على ذلك.
إصتدم بعمر الذى لم يختلف حاله عن حال سليم ..
هتفا في نفس الوقت بحدة :- فى إيه؟
ثم نظروا لبعضهم وعندما أرادوا التحدث تحدثوا معا مرة أخرى قائلين :-
مالك؟
هتف عمر بمفرده بحنق :- يووووه قول إنت الأول.
هتف سليم بهدوء مصطنع :- مفيش ما تخدش في بالك. .
هتف عمر بغيظ :- شوية وكنت هخنقها بأيديا.
تحدث بغرابة :- مين دى؟
تحدث بغضب وحنق :- باردة باردة فريزر.
ضحك رغما عنه قائلا :- ليه عملت إيه بس؟
قص له ما حدث منذ تلك المشاحنة حتى الآن. وبعد أن إنتهى هتف سليم بخبث :-
طيب وانت إيه اللى مضايقك في إنها بتتجاهلك ولا إنت مش عاوز كدة.
هتف بتوتر :- لا طبعا تتجاهلنى ماتتجاهلنيش مش فارق معايا .
هتف بسخرية :- لا واضح إنه مش فارق معاك.
زاغت أنظاره ثم سأله بتهرب :-
وانت بقى مالك قالب وشك ليه؟
قص عليه هو الآخر ما حدث وبعد أن إنتهى هتف بهدوء:-
بصراحة يا صاحبى هى عندها حق لإنها مشفتش حاجة تبينلها إنك بتحبها فأعذرها وأديلها شوية وقت.
ثم هتف بمرح :- وبعدين إنت قفل اصلا ملكش في الحب والكلام دة ليك في شغل النمسنة إنت يا نمس ها من إمتى؟
نظر له بغيظ قائلا :- عمر نقطنى بسكاتك بدل ما أطلعه عليك دلوقتى.
هتف بخوف مصطنع :- لا وعلى إيه الطيب أحسن بينا على الواد مراد نغلس عليه وينوبه من الحب جانب.
أردف بسخرية :- يلا يا أخويا يلا.
قال ذلك ثم صعدا إلى الأعلى متوجهين إليه. .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد مرور إسبوعين من تلك الأحداث
تمت محاكمة ماجد بالإعدام شنقا لما إنسب إليه من جرائم وكان حسين قد قدم المستندات والأدلة التى تثبت إدانته كما حكم على إبنته بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة النصب والتذوير في إحدى الصفقات.
خرج مراد من المشفى بعد أن تعافى كليا وتابع عمله وكان الوضع متوترا بينه وبين لمار
وكذلك الوضع عند سليم فورد منذ ما حدث بينهم في المشفى وهى تتجنبه وتتجنب الحديث معه مما زاد إستياءه
بفيلا الداغر كانت ورد تحدث والدها قائلة برجاء :- بابا عاوزة اروح المدرسة واتعلم زى سميحة.
ضمها إلى صدره بحزن قائلا :- حاضر يا حبيبة بابا هعلمك وهتكونى أحسن ورد في الدنيا كلها.
عانقته بسعادة قائلة :- أنا بحبك أوى يا بابا.
ربت على ظهرها بحنان قائلا :- وأنا بموت فيكى يا روح بابا.
كان سليم يجز على أسنانه بغضب عارم من إقترابها لوالدها ونعتها له بإنها تحبه ليس غيرة ولكن لإبتعادها عنه طيلة ذلك الوقت فهو يتمنى أن تكون بجانبه بهذا القرب أن ترتمى بين زراعيه وتخبره بأنها تحبه هو مثلما فعلت مع والدها.
كان حسين يتابعه بتشفى فمال على إذن إبنته يهمس لها ببعض الكلمات فإنفجرت ضاحكة
وهى تزيد من معانقته.
أما هو وصل إلى ذروة غضبه فوقف يهتف بحنق واضح:- تصبحوا على خير أنا طالع أنام.
قال ذلك ثم توجه للأعلى بسرعة تحت نظراتهم.
هتف حامد بتلاعب :- وبعدين معاك يا حسين ما تخف على الواد شوية.
هتف ببراءة مصطنعة :- هو أنا عملت حاجة؟
أجابه مصطفى بضحك :- لا يا عمى أبدا خليك زى ما إنت.
هتفت صفاء بتذمر :- شوف الواد دة بدل ما تقول كلمة عدلة اه ما إنت قاعد متهنى مع مراتك وهو يا حبة عينى متشتحف لا طايل سما ولا أرض.
هتف بمزاح :- جرى إيه يا امى أنا ما صدقت صلحت الأمور ابعدى عنى الله يرضى عنك.
ضحك الجميع على مناغشتهم وقضوا الأمسية في جو يسوده الدفئ العائلى غير عابئين بالذي يحترق بالأعلى ...
وبعد فترة ذهب للجميع للنوم .........
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
صباحا كانت سجود تنظف المنزل بعد أن ذهب عمر لعمله وخرجت خديجة برفقة لمار للإطمئنان على الجنين كانت تمسح الأرضية حينما رن جرس الباب فكانت لا ترتدى الحجاب فنظرت من خلال العين السحرية فوجدتهم رجال ضخام يقفون على أعتاب المنزل فهتفت بذعر :- ممممين؟
هتف إحدى الرجال بصوت غليظ :- إفتحى عمر بيه عاوز ملف مهم سابه هنا.
هتفت ببعض الطمأنينة :- أاا مماشى ثواني.
دلفت للداخل وسحبت حجابها ثم أحكمته على رأسها ثم توجهت للباب وفتحته قائلة :-
أيوا ملف أيه اللى انتوا عاوزي....
توقفت الكلمات وشل لسانها وفتحت عينيها على وسعهما قائلة بصدمة :- إااااانت. .....
❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥
عودة بالزمن بساعتين في المشفى كانت تنتظر خديجة ولمار دورها في الكشف .
نظرت خديجة لإبنتها قائلة بخبث دفين :-
لمار حبيبتى إستنينى هنا هروح أجيب حاجة نشربها .
أردفت بحزم :- بقولك إيه أنا لو هقعد على كلامك مش هتنفعى نفسك خليكى هنا مش هغيب راجعة علطول .
تركتها وخرجت وذهبت للإستراحة فوجدت مراد ينتظرها وبمجرد ان رآها ركض نحوها قائلا بلهفة :- ها قاعدة فوق ؟ عملتى ايه ؟
هتفت بإبتسامة :- اه قاعدة فوق مستنية دورها يلا روحلها وأنا هروح .
ثم هتفت بتحذير :- بس لو ضايقتها هيكون حسابك معايا أنا.
أدى التحية العسكرية لها قائلا بمرح :- تمام يا فندم علم وينفذ سلام بقى.
قال ذلك ثم حمل باقة الورود التى كانت معه حينما خطط مع والدتها مسبقا على هذا اللقاء بها بعد رفضها التام رؤيته فتحججت خديجة بجلب بعض المشروبات لترحل تاركة له الفرصة لمصالحتها فخرجت وصعدت إلى السيارة واخبرت السائق بأن يعود بها إلى المنزل.
صعد مراد بتوتر من تلك المواجهة ولكن عليه التخلى عن صرامته وقسوته وان يفعل لها أى شيء في سبيل إسعادها وإرضائها.
دلف إلى حجرة الإستقبال فوجدها تنظر للأرض بشرود اما هو توقف لدقائق يتأملها.
تعالت همهمات الممرضات فور رؤية ذلك الرجل الوسيم الذي يحمل باقة من الورد وكم تمنوا أن يكونوا هى من سيقوم بإعطائها الورد.
رفعت رأسها تنظر ناحية الباب ترى لما تأخرت والدتها ولكن جحظت عيناها حينما رأته يقف بشموخ عند مقدمة الباب.
تقدم منها وجلس إلى جوارها ثم حمحم بهدوء قائلا :- إزيك؟
نظرت له بضيق متمتمة بداخلها بتهكم:-
إزيك! أما أنت جلنف صحيح.
حينما لم يجد منها رد هتف مرة أخرى يارب تكونى كويسة. احم إتفضلى الورد دة علشانك.
قال ذلك ثم مد لها باقة الورد وهو ينظر لها ببسمة بلهاء.
أما هى هتفت بضيق :- كويسة. ممكن تاخد الورد دة وتتفضل .
جز على أسنانه بغيظ وقال بغضب مكتوم :-
لا ما أنا قاعدلك هنا مفيش هروب ومش همشى .
- يبقى أنا اللى همشى.
قالت ذلك ثم همت بالوقوف إلا انه كان الأسرع حينما مسك بيدها واجلسها رغما عنها قائلا بحدة :-
رايحة فين إترزعى مكانك أنا مش مالى عينك ولا إيه ؟
قال ذلك ثم أغمض عينيه بقوة في محاولة منه لإمتصاص غضبه فهتف بداخله :-
اهدى الله يحرقك دة الكلام الحلو اللى إنت كنت مرتبه أوف رومانسية إيه دى كمان يا ربى ماله الكلام الدغرى. ؟
نظر لها بهدوء قائلا بحنان تستشعره لأول مرة :-
احم أنا جيت أشاركك يومك النهاردة ونطمن عليكى وعلى ابننا كمان.
نظرت له بشك قائلة : - فين ماما؟ وانت مين اللى قالك هى مش كدة؟
ضحك بخفوت قائلا :- حيلك حيلك كل دى أسئلة؟
هتفت بغيظ :- بقولك ايه رد على أسئلتى حالا.
إقترب منها ومال ناحيتها بشدة هامسا بجوار أذنها بخبث:- تدفعى كام ؟
شهقت بخجل وتراجعت للخلف قليلا قائلة بصدمة :- إنت إنت بتعمل إيه إحترم نفسك الناس حوالينا.
هتف بتلاعب :- يعنى مشكلتك الناس؟ !
هتفت بنفاذ صبر :- يا ربى إنت هتشلنى.
حرك حاجبيه بتلاعب قائلا :- سلامتك من الشلل يا قمر.
هتفت بخفوت وتعجب :- ماله دة النهاردة؟ هو إتجنن ولا إيه؟ دة مش طبيعي.
فاقت من شرودها على صوته حين قال :- إيه رحتى فين؟
إمتعضت ملامحها قائلة :- مرحتش وإبعد كدة لو سمحت .
هتف بهدوء مخادع :- ماشى ومالو.
قال ذلك ثم حاوط خصرها وإقترب منها أكثر قائلا :- ها كدة حلو؟
نظرت له بصدمة من فعلته ونظرت أيضا للموجودين المحدقين بهما فهتفت بغضب وصوت خافت وهى تحاول الفكاك من قبضته التى تحيط خصرها :- إيه اللي إنت بتهببه دة إبعد إيدك دى عنى.
هتف ببرود وإبتسامة أغضبتها :-
لا مش هبعد واسكتى لأحسن أخرسك بطريقتى وقدام كل الناس دى وانتى عارفة العقاب كويس. ها فاكراه؟
قال كلماته الأخيرة وهو يغمز لها بعينه أما هى حينما تذكرت كيف كان يعاقبها إحمرت وجنتيها وهتفت بغيظ :-
صبرنى يارب هوووف.
قالت ذلك ثم إستسلمت للوضع لإنها تعلمه جيدا فهو يتحدث بجدية وإن عارضته سينفذ ما برأسه ولن يهمه أحد.
أخذ ينظر لها بتسلية وهى تنفخ اوداجها بغيظ منه بحب شديد وهم ينتظرون دورهم في الكشف.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
نظرت له بذعر شديد حينما رأته أمامها وعلى وجهه إبتسامة شيطانية.
هتف وهو يتابع ذعرها منه بتشفى قائلا :-
إيه يا بنت أمى وابويا فاكرة نفسك هتهربى منى ولا إيه؟
خرجت كلماتها بتقطع قائلة :- ننننناصر ...
صاح بعنف في وجهها :- ايوا يا اختى ناصر اللى خرجتى من تحت طوعه وصغرتيه قدام الناس في الحارة وقدام المعلم بس ملحوقة قدامى يلا من سكات. .ولا إستنوا.
ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد
دلف بها للداخل ووضع يده على فمها حتى لا تصدر صوتا وهى تراقب ما يفعله بخوف ودموع متساقطة.
هتف محدثا الرجلان اللذان إصطحبهم معه :-إدخلوا يا رجالة وقلبوا المطرح كويس أهو نستنفعلنا بسبوبة.
اذعن الرجلان لطلبه ودلفوا للداخل يبحثان عن أى شيء من مال أو مجوهرات وما شابه ذلك.
أخذت تتلوى بين يديه تحاول الفكاك إلا انه كان ممسكا بها جيدا فهتف بعنف :- إخلصى بدل ما اديلك قلم يسفرك.
إلا إنها لم تستجيب له فنفذ صبره منها فاخرج من جيب بنطاله منديلا به مادة مخدرة ووضعه على أنفها وما ان إستنشقته غابت عن الوعى على الفور. مددها على أحد المقاعد ثم دلف للداخل ليتفقد الرجال ليذهبوا بسرعة
وبعد دقائق كانوا قد إنتهوا فخرجوا بما معهم ومن ضمنهم هى.
ولكن ما لم يكن في الحسبان هو مجئ خديجة باكرا فهم ظنوا إنها ستمكث مع إبنتها ولكنهم لم يعلموا بمخططها مع مراد .فى نفس اللحظة التي كانت ستضع فيها المفتاح لتفتح الباب هى نفس اللحظة التى فتحوا بها الباب للخروج فصدمت حينما رأت هؤلاء الرجال في وجهها فصرخت بخوف حينما رأت سجود فاقدة الوعى بين زراعى أحدهم والتى إستنتجت إنه اخاها من ملامحه فقام أحد الرجال بسرعة بضربها بمؤخرة السلاح الذى بحوذته فسقطت أرضا في الحال اما هم تخطوها ونزلوا بها للأسفل وحينما لمحهم أحد الحراس ذهب ليتفقد الوضع فأخرج له بطاقته وأخبره بأنه يكون شقيقته وانها مريضة وسيذهب بها للمشفى فخالت عليه الخدعة مثلما خالت على رفيقه الذي قام بإدخالهم
وضعها بإهمال في الكرسى الخلفى للسيارة ثم صعد هو والرجال في الكرسى الامامى وقادوا بسرعة فى طريقهم للإسكندرية.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
جاءت الممرضة وأعلنت مجئ دور لمار فنهضت ودلفت للطبيبة بصحبة مراد.
هتفت الطبيبة بإبتسامة :- إتفضلى إتمددى على السرير.
ضغط مراد على يدها كأنه يخبرها بأن لا تقلق فأغمضت هى قبضتها على يديه بإمتنان.
ذهبت وتمددت على السرير ورفعت ملابسها وقامت الطبيبة بوضع السائل اللزج ثم كشفت عليها بجهاز السونار وهى تتفحص الشاشة التى أمامها بعناية. ..
هتفت لمار بحذر :- الجنين كويس يا دكتورة؟
إبتسمت لها الطبيبة بإطمئنان قائلة :- عال العال صحته كويسة بس انتى ضعيفة حبتين ياريت تهتمى بصحتك.
هتفت بحماس :- عاوزة اشوف شكله يا دكتورة.
أشارت للشاشة قائلة :- أهو النقطة السودة دى هى الجنين.
تحدث مراد بلهفة :- نقدر نعرف نوعه إيه يا دكتورة؟
هتفت الطبيبة بأسف :- لا مش دلوقتى شوية لقدام كدة.
قالت ذلك ثم ازالت السائل ونظفت مكانه فانزلت لمار ملابسها ثم نهضت وهندمت نفسها ثم شكروا الطبيبة ورحلوا والسعادة على وجوههم.
خرجوا من المشفى وتوجهوا لسيارة مراد ولكن لمار توقفت والضيق بادى على وجهها.
نظر لها مراد وهتف بنفاذ صبر :- في إيه تانى يا اخرة صبرى؟
سألته بإمتعاض :- هو أنا هركب معاك العربية؟
هتف بسخرية :- اه تخيلى كدة. اومال هتروحى لوحدك.
اومأت بتأكيد وهى تقول :- ايوة أنا هروح بتاكسى.
هتف بحدة :- لمار! !! يا ريت تركبى من سكات ومتخرجنيش عن شعورى وترجعى بعدين تزعلى.
زفرت بضيق ثم صعدت للسيارة وأغلقت الباب بعنف وجلست بتذمر.
كادت ان تفلت منه ضحكة عليها ولكنه تمالك نفسه ثم صعد هو الآخر وقاد السيارة بهدوء ورحل. ...
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فتحت عيناها واعتدلت وجلست نصف جلسة تضع يداها على رأسها وهى تتأوه من الألم.
وما إن تذكرت ما حدث منذ ساعات شهقت برعب ثم مسكت حقيبتها وأخرجت الهاتف بأيدي مرتعشة ثم إتصلت بعمر الذى كان بمكتبه يعمل على إحدى القضايا وما إن رأى هاتفه هاتفه يضئ بإسم والدته إلتقطه على الفور وضغط على الشاشة بإصبعه ثم وضعه على أذنه قائلا بحب :- إزيك يا ديجة يا جميلة؟
ولكنه وقف بخوف وقلق شديد حينما إستمع إلى صوت خديجة التى صرخت قائلة :-
إلحقنى يا عمر إلحقنى. .
هتف بخوف وتوتر بالغ :- فيه إيه يا امى في حاجة حصلت؟
هتفت ببكاء :- إلحق سجود يا عمر.
إزداد خوفه وخفق قلبه بشدة فقال بحدة :-
مالها؟ مالها يا أمى؟ إتكلمى علطول.
أكملت بصوت متحشرج من البكاء تقول :-
أاااخوها اخوها ناصر جه خدها ومشى بيها إلحقها ..
تحدث بغرابة :- أخوها جه اخدها؟ !
ثم أكمل بعتاب :- حرام عليكى يا أمى هتموتينى من القلق. طيب فيها إيه لو جه أخدها مش أخوها ومن حقه إنه يشوفها؟
هزت رأسها بنفى قائلة :- لا يا ابنى لا الحكاية مش زى ما انت فاكر.
تنهد بتعب قائلا :- طيب قوليلى إنتي إيه الحكاية اللى مخلياكى مرعوبة كدة.
بدأت تقص عليه كل شيء بدأا من معاملته القاسية لها من ضرب وإهانة ورغبته في تزويجها لإحدى الرجال اللذين في مثل عمر والدها رغبة في الحصول على المال ثم قصت عليه أخيرا مجيئه إلى هنا وخطفه لها.
وبعد أن إنتهت ترجته أن يذهب خلفهم وأن ينقذها من براثينهم.
أما هو عندما كانت تقص عليه شعر إنه تحول إلى مرجل يغلى من الغضب وعندما إنتهت والدته هتف مطمأنا إياها قائلا بهدوء عكس العاصفة التى تدوى بداخله :-
متقلقيش يا أمى إنتي عارفة عنوان بيتها في إسكندرية؟
هتفت بدموع :- أيوا يا ابني ساكنة في. .......
خرج من مكتبه وهو ينهى الحديث معها قائلا :- خلاص يا أمى متقلقيش وعد منى بنت اخوكى هتكون في حضنك النهاردة يلا سلام.
هتفت بتمنى :- يارب يا ابنى ماشى خلى بالك من نفسك لا إله إلا الله.
- محمد رسول الله.
قال ذلك ثم أنهى الإتصال وإتصل بصديق له يعمل في قسم حى الشروق بمنطقة سموحة بالإسكندرية الذي رد عليه بمزاح قائلا :-
إزيك يا ميرو عامل إيه يلا؟
هتف ببسمة باهتة :- أهلا يا ميدو عامل ايه ؟ بص كنت عاوزك في مصلحة.
هتف أحمد بمرح :- اه قول كدة من يومك مصلحجى حقير.
أردف بضيق واضح :- أحمد ممكن نتكلم جد شوية؟
تحدث بجدية وقلق حينما لمح الجدية في حديثه :- فيه إيه يا عمر قلقتنى؟
أغمض عينيه بتعب ثم هتف بتعب :- عاوزك تبلغ معارفك على مداخل إسكندرية يفتشوا كل عربية تدخل وتدور على واحد إسمه ناصر محمود العدوى ومعاه بنت وراجلين. وكمان تبعت حد على عنوانه فى إسكندرية اللى هبعتهولك في رسالة دلوقتى لحد ما أكون عندك وهكون على إتصال معاك علشان أتابع وصلت لإيه.
هتف أحمد بتأكيد :- متقلقش يا صاحبي هجبهولك من قفاه.
أومأ برأسه بإمتنان قائلا :- شكرآ يا أحمد أهم حاجة سلامة البنت.
تعجب من قلقه الواضح على الفتاة ومن هى يا ترى؟ ولكنه أجل ذلك لاحقا حتى ينتهي ويقابله ويعرف منه مستجدات الأمور الآن عليه تنفيذ ما طلبه منه للتو فقال :- حاضر يا صاحبي سلام فى رعاية الله.
أنهى إتصاله مع عمر ثم إتصل على أحد الضباط اللذين يعملون في المرور بطريق الإسكندرية وطلب منه أن يراقب السيارات التى تدلف إلى الإسكندرية ثم أعطاه بيانات الشخص المطلوب فوعده الآخر إنه سيبذل قصار جهده حتى يعثر عليه.
أما هو خرج من القسم بعد أن أخذ إذن وصعد لسيارته وما لبث أن صدح هاتفه بصوت يعلن وصول رسالة ففتحها ووجدها من عمر يبلغه فيها عنوان ذلك المدعو ناصر فانطلق بسرعة إلى تلك الوجهة. ....
أما عمر فركض هو الآخر إلى مكتب اللواء واستأذن منه على عجالة ثم خرج من القسم مهرولا إلى سيارته التى قفز فيها ثم قادها بسرعة فى طريقه لإنقاذها.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
توقف بسيارته أمام أحد المطاعم النيلية فتعجبت هى من ذلك فاردفت :-
وقفت هنا ليه دة مش بيتنا.
نظر لها قائلا بمرح :- عارف يا اخرة صبرى بس أصل فارس قالى يا بابا أنا جعان وماما مش بتأكلنى كويس.
نظرت حولها بغرابة ثم هتفت :-
فارس! فارس مين؟
صدرت منه شهقة مصطنعة قائلا :-
إخص عليكى بقى مش عارفة فارس مين؟
فارس إبننا يا حبيبتى اللى هيشرف كمان ست شهور.
هتفت بسخرية وهى تربع يديها :- والله! ومين قالك إنه هيجى ولد ومين قالك إنى هسميه فارس؟
إمتعضت ملامحه من هجومها ذاك قائلا :-
أولا حاسس بكدة إنه ولد ثانيا ليه ماله فارس إن شاء الله؟ طيب إيه رأيك لو ربنا كرم بولد فعلا هسميه فارس وورينى هتعملى إيه؟
هتفت بشراسة :- لا هسميه عمر.
هز رأسه بإعتراض قائلا:- هتسميه إيه. ؟ عمر ؟ علشان يطلع أهبل زى اخوكى لا طبعا.
صاحت بغضب بوجهه قائلة :-
نعم نعم ليه ماله اخويا إن شاء الله؟ وبعدين أنا اخويا مش أهبل إنت الأهبل وستين أهبل كمان.
آزدرت ريقها بصعوبة حينما أدركت ما تفوهت به اما هو عندما رأى التوتر مرسوم على وجهها إبتسم بمكر بداخله ثم رسم على وجهه ملامح الغضب المصطنعة ثم نظر لها قائلا بحدة أثارت الخوف بداخلها :-
أنا أهبل؟ الكلام دة ليا أنا؟
قال ذلك ثم أخذ يقترب منها أما هى عندما رأته بتلك الهيئة ظنت إنه سيضربها فهتفت بخوف وهى تضع يديها على وجهها متخذة وضع الحماية :-
والله لو ضربتنى لأقول لعمر. ..
شعر بخنجر يقطع فى ثناياه ببطئ على ما اوصلها إليه فهتف بحنان وهو يبعد يديها برفق عن وجهها :-
إهدى متخافيش مش هعملك حاجة بوصيلى يا لمار. ..
لمحت الصدق في نبرته فنظرت له بأعين دامعة فإنشطر قلبه إلى نصفين ألهذا الحد تخشاه؟
مد يده يمسح عبراتها بحنان ثم أردف بمرح :-
ممكن أم فارس تنزل علشان تاكل وتهتم بصحتها وتبطل عياط؟
هتفت بتذمر :- بردو فارس دة إنت مصر بقى.
ضحك عليها قائلا :- اومال بلعب يلا ربنا يهديكى يا بنتى إنزلى.
هتفت بسخرية :- بنتك! حاضر يا بابا حاضر.
قرصها من وجنتها برفق قائلا :-
شطورة لمورة حبيبة بابا.
نزل من السيارة ثم فتح لها الباب فنزلت بحذر واغلقه خلفها ومسك يدها برفق فنظرت له قليلا بخجل ثم سارت معه للداخل بهدوء اما هو فكان في قمة سعادته لإنها لم تعترض على ذلك. .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بحلول اول الليل كانت ندى في غرفتها ترتب الملابس التي تم تنظيفها حينما سمعت صوت هاتفها يعلن بوصول رسالة فتركت ما بيدها على عجالة وامسكت الهاتف بسعادة ظنا منها إنه مصطفى زوجها الذى إعتاد أن يغرقها بكلماته العذبة المحببة لقلبها .
فتحت الرسالة بلهفة لتقرأ ما بها ولكنها تصنمت مكانها ونظرت للمحتوى بذهول وعدم تصديق.
ثم بدأت دموعها تتساقط بغزارة على صفحة وجهها البيضاء. سقطت أرضا على ركبتيها كما سقط الهاتف من يدها وما رأته في الرسالة يعاد في ذاكرتها فيصفعها مرارا وتكرارا أهذا الذى يغمرها بالحب وعباراته ويعطيها الدفئ والأمان يخونها وفى عقر دارها. ؟
جن جنونها وبدأ الشيطان يصور لها إنه بمعاملته هذه إنما هى غطاء لخيانته لها.
أيعنى إنه لا يحبها ويحب تلك المدعوة هايدي؟ وإنما يمثل عليها الحب لكى لا تشك بشئ؟
بدأت شهقاتها تعلو شيئا فشئ حتى تحولت لبكاء مسموع على معاناتها التى يبدو إنها لن تنتهي. ......
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت تسير بشرود في الحديقة الخلفية للفيلا حينما قامت يد فجأة بجذبها بقوة إلى ركن ما بعيد عن مرأى الناس.
أخذت تضرب تلك اليد وتحاول التحرر منها فهتف لطمأنتها :-
إهدى ما تخفيش أنا سليم.
هدأت قليلا وإمتعضت ملامحها قائلة :-
خضتنى حرام عليك.
نظر لها بحب قائلا :- سلامتك يا قلبى من الخضة ها مش ناوية ولا إيه؟
نظرت له بدون فهم قائلة :- ناوية إيه مش فاهمة.
أردف بعتاب :- مش ناوية تحنى بقى؟ دة أنا بقالى إسبوعين متشحتف وراكى لحد ما ريقى نشف.
ورد لازم تفهمى إنى عمرى ما حبيت ميس إتجوزتها علشان الشغل اللى بينا وبين أبوها يتقوى مش اكتر من كدة.
نظرت له بعيون دامعة ثم أردفت بتذمر طفولى محبب لديه :- بس إنت عاملتنى وحش.
إبتسم لها قائلا بصدق :- لما كنت بعاملك وحش في الأول دة لإن ممدوح الواطى بمعاملته اللى مخوفاكى وخلتك تنفذى كل اللي بيطلبه منك إدانى خلفية وحشة عنك أما بقى بالنسبة لمعاملتى ليكى الفترة الأخيرة فعلشان الزفتة تصدق إنى ما بحبكيش علشان متستغلش دة وتدخلك فى اللعبة ال**** اللى لعبتها هى وأبوها دى.
ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد
نظرت له مجددا وبنفس العتاب هتفت :-
بس إنت حسستنى إنى واحدة رخي. ...
- هشش إياكى تكمليها.
كلمات نطق بها بحدة حينما وضع إصبعه على شفتيها مانعا إياها من مواصلة الكلام.
ثم هتف بمرح :- يا ستى أنا محققولك أنا حمار كويس كدة؟
أخذت تضحك بقوة عليه قائلة :-
اه حمار كبير كمان.
إصطنع الغضب على وجهه قائلا :- يا بت إسكتى هو إنتي هتسوقى فيها ولا إيه؟
حاولت كتم ضحكها قائلة :- خلاص خلاص مش حمار.
حاوطها بزراعيه قائلا :- طيب ها صافى يا لبن. ....
ضغطت على شفتيها بخجل ثم نظرت له بحب قائلة : - حليب يا قشطة.
قبلها بخفة من شفتيها ثم إبتعد قائلا بعبث :-
دة انتى القشطة يا قشطة.
شهقت بخجل مما فعل وأردفت بصدمة :-
إيه اللى إنت عملته دة؟
إقترب منها مرة أخرى قائلا بخبث :-
تعالى اقولك عملت إيه؟
دفشته بقوة فى صدره قائلة بتلعثم :-
أااا. .إنت إنت قليل الأدب وأنا همشى.
مسك يدها برجاء قائلا :- لا وحياة ابوكى خلاص هبطل قلة أدب حلو كدة؟
تعالى نقعد نتكلم مع بعض شوية بمناسبة الصلح الجديد.
هتفت بحماس وإبتسامة مشرقة أهلكته :- ماشى.
سارا سويا ناحية المسبح ثم جلسوا على الأريكة التى قبالته.
تصنمت مكانها حينما سمعته يقول :-
ورد إنتي بتحبينى؟
تجنبت النظر إليه وهى تشعر بالخجل الشديد منه. كيف تخبره إنها تعشقه منذ الصغر؟
أما هو فسر صمتها بإنها لا تحبه أو مازالت لا تصدقه فهتف برجاء :-
ريحينى يا ورد علشان أقف على أرض صلبة وأحارب علشانك وعلشان حبنا.
ورد بصى في عيونى كدة.
إمتثلت لطلبه بخجل ونظرت له فأردف بصدق :-
ورد أنا بحبك أوى من وقت ما شفت عيونك الحلوة دى وشدتنى ليها من غير إرادتى بقيتى بتشغلى بالى ما بعرفش أركز في حاجة ودة دايقنى جدآ على فكرة لانى واحد ما بيفكرش في المشاعر ولا أى حاجة تيجي منها بس انتى هزمتينى وكسرتى حصونى وخلتينى أعشقك مش بس أحبك.
نظرت له بدموع متساقطة وهى لا تصدق أن معشوقها قد أعترف لتوه بحبه لها.
صدم عندما وجدها تبكى فهتف بذهول :-
بتعيطى؟! للدرجة دى كلامى دايقك؟ انا آسف أعتب. ....
وقبل أن يتحدث مرة أخرى ألقت بنفسها بين زراعيه تحتضنه بشدة ثم إنفجرت في موجة بكاء شديدة ولكن هذه المرة بكاء بفرح.
هتف بقلق وهو يربت على ظهرها :-
ورد حبيبتى مالك؟ طيب خلاص إعتبرى نفسك ما سمعتيش حاجة.
هتفت أخيرا ببكاء وصوت متقطع :-
أاانا أنا فرحانة أوى.
إبتعد عنها قليلا يطالعها بذهول قائلا بتعجب شديد :- فرحانة! ! دة بجد ؟ واللى فرحان يعيط بالشكل دة يا مجنونة. ؟
هزت رأسها بموافقة فهتف بضحك :-
والله العظيم إنتي فظيعة. ممكن أعرف بتعيطى ليه طيب؟
نظرت للأرض بخجل تتحاشى عينيه وأخذت تفرك يديها بتوتر ثم إستجمعت شجاعتها قائلة :- وووانا. ...أنا كمان بحبك أوى على فكرة.
نظر لها بأعين متسعة من صدمة ما سمعه ثم هتف بعدم تصديق :-
قلتى إيه؟ قولى تانى كدة.
أردفت بخجل مرة أخرى :- قلت بحبك الله إيه ما سمعتش ولا. .....
ولم تكمل عبارتها إذ فجأة أدخلها بين زراعيه يعتصرها بقوة ثم أخذ يقبلها قبل متفرقة على رأسها وهو يبتسم بسعادة أخيرا نال إعترافها الذى بات يؤرقه في مضجعه.
اراح رأسها على صدره وهو مازال يحتضنها ثم هتف بعبث :-
من امتى بتحبينى بقى؟
هتفت بصدق :- من وأنا عيلة بضفاير.
نظر فى عينيها مرددا بصدمة مرة أخرى فيبدو إنه يوم الصدمات :- ده بجد؟
عادت إلى وضعها السابق قائلة وهى تشرد في الماضى :-
أيوا من وقت ما بابا كان بياخدنى معاه وهو بيشتغل في النادى اللى إنت بتروح تدرب فيه
كنت أراقبك علطول من غير بابا ما يعرف علشان ميزعقليش.
هو قالى إنك ابن عمى بس كان في بينا مشاكل علشان كدة مينفعش اجى أكلمك فكنت ببص عليك من بعيد كل ما بتيجى النادى.
لحد ما حصل اللي حصل وقالولى بابا عمل حادثة وكمان خدونى وودونى عند واحد المفروض يكون خالى .
قبل رأسها بحنان ثم هتف :-
ممكن ما تفكريش في الماضى فكرى في الحجات الحلوة بس انتى هنا في أمان ومع أهلك ماشى. ؟
هزت رأسها بموافقة فهتف بمرح :-
بس مقولتيش يعنى انك واقعة من زمان كدة
وكزته فى صدره ثم ذمت شفتيها بعبوس فضحك عاليا وهو يقول:- خلاص خلاص متبقيش قفوشة كدة .
شاركته الضحك ثم أخذوا يتحدثان سويا عن حياتهما لوقت طويل
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
عاد مراد بلمار لمنزلها بعد أن قضوا اليوم بأكمله بالخارج في محاولة منه لإخراجها من حالتها تلك وبالفعل فقد كانت سعيدة للغاية فهو إهتم بها كثيرا اليوم وتعرفت على جانب آخر من شخصيته حنونة مراعية لأدنى الحدود بخلاف شخصيته القاسية وتمنت أن يظل هكذا دائما.
نزلا من السيارة وصعد معها للأعلى وصلا الطابق الذى تسكن به.
وضع يده على جرس الباب وسرعان ما فتحت خديجة الباب بلهفة ولكنها إنطفأت فهى كانت تظن أن هذا عمر قد أتى بسجود .
إبتسمت إبتسامة باهتة مرحبة بهم ثم دلفوا إلى الداخل فأخذت لمار تثرثر بما فعلته طيلة اليوم ووالدتها تسمعها بسعادة فيكفى أن ترى لمعة الفرح فى عينى إبنتها ولم يختلف حال مراد الذى كان يراقبها بعشق شديد ووعدها بداخله أن يسعدها أكثر وأكثر. ..
لاحظ مراد شرود خديجة فسألها بإحترام :-
احم مالك يا طنط خديجة فى مشكلة؟
تنهدت بحزن ثم راحت تقص عليهم ما حدث وما إن إنتهت هتف مراد بحدة :-
وازاى يقولش الغبى دة؟
ثم هتف بعتاب :- وكمان انتى بردو غلطانة ما أتصلتيش ليه من وقت الحادثة؟
بينما هتفت لمار ببكاء :- يا حبيبتي يا سجود يا رب خليك معاها.
هتف بتأكيد:- متقلقيش يا حبيبتي أنا هتصل بيه الحمار دة وهيشوف حسابه معايا بعدين.
هتفت خديجة بضيق :- لاحظ إنك بتشتم ابنى.
هتف بضحك :- سورى يا طنط يلا سلام خلو بالكم من نفسكم وانا هشوف هعمل ايه سلام.
كان فى طريقه للخروج ولكنه تصنم مكانه حينما سمع صوتها الرقيق الذى يشبهها يقول :- مراد إستنى.
نظر لها بعدم تصديق قائلا بفرح :- انتى قلتى مراد بجد ولا متهيألى؟
نظرت له بتعجب قائلة : - ليه مش دة اسمك؟
إبتسم لها قائلا :- اه يا ستى اسمى بس اول مرة اسمعه منك وبصراحة ليه سحر خاص لما قولتيه.
توردت وجنتيها بخجل فهى حقا اول مرة تناديه بإسمه فدائما ما تنعته بوظيفته الضابط.
مال عليها قائلا بخبث :- لولا الظروف والمكان كنت احتفلت بالمناسبة دى بس يلا تتعوض.
ها بقى عاوزة إيه؟
هتفت بتلعثم :- خخلى بالك من نفسك.
وضع يده على قلبه قائلا بمرح :- براحة عليا يا ست لمار واحدة واحدة أنا كدة هموت منك. .
احم احم إبعد يا شيطان ابعد بقولك ايه يلا سلام بدل ما الحجة خديجة تعملنا محضر بفعل فاضح في الشقة بتاعتها.
آه وحاضر يا ستى هخلى بالى من نفسى علشان خاطرك لا إله إلا الله.
قال ذلك ثم قبلها في جبينها ورحل.
أما هى تنهدت بسعادة ثم أغمضت عينيها متمتمة بهيام :- محمد رسول الله.
صرخت فجأة حينما سمعت صوت والدتها يقول :- مش وقت حب يا أختى دلوقتي لما نطمن على أخوكى وبنت خالك الأول.
نظرت لها بغيظ قائلة :- حرام عليكى يا أمى خضتينى وبعدين أنا ما بحبش حد.
طالعتها بسخرية قائلة :- على يدى قدامى يا أختى قدامى.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في الإسكندرية وصل ناصر من طريق آخر غير الطريق الصحراوي فهو خاف أن يراها أحد من أفراد الشرطة فى أحد الاكمنة وخاصة وهى فاقدة وعيها فيشكوا بأمره.
وصل للمنزل ودلف بها إلى شقتهم ثم ألقاها بإهمال على أحد الأرائك ثم اتصل بالمعلم خميس يزف إليه خبر إنه قد اتى بها للمنزل وان يحضر معه مأذون بعد نصف ساعة ليكتب الكتاب ففرح الآخر كثيرا وذهب لينفذ ما طلبه ناصر منه.
على الجانب الآخر كان أحمد متخفيا ورصد قدومه فإتصل بعمر فأجاب على الفور الذى كان قد وصل إلى الإسكندرية :-
ها يا أحمد طمني وصل عندك ؟
هتف بتأكيد :- أيوة ولسة داخل بيها البيت أنا هراقبلك الوضع لحد ما توصل يلا بسرعة.
هتف بإمتنان :- ماشى يا أحمد يلا سلام أنا على وصول دلوقتى.
************
بالأعلى فاقت سجود من إغمائها وفتحت عينيها بخوف وهي تتطلع للمكان. ...
إنكمشت بذعر عندما رأت ناصر يجلس قبالتها يطالعها بسخرية ثم هتف بغل :- حمدا لله على سلامتك يا ست سجود الواجب أرحب بيكى ترحيب ملوكى
قال ذلك ثم نهض بهدوء مميت ناحيتها وهو ينوى على الشر. .....
الفصل العشرون والواحد والعشرون من هنا