
رواية وهم
الفصل الخامس 5 الجزء الثاني
بقلم احمد نبيل
(منطقة شعبية)
حنان تقف مع رجب أمام بيتها
رجب : شوفتى ... ادى الراجل خرج من المستشفى بعد ما أهله ظبطوا مديرها بقرشين وانتى اللى طلعتى من المولد كله خسرانه
حنان : انا عايز اعرف انت عايز إيه جاى ورايا لحد هنا ليه
أنا مش خلاص رمتلك دبلتك وفضناها
رجب : اسمعى يابت مش رجب العطار اللى البت بتاعته تسيبه وتخلع أنا سبتك يومين لحد ما تهدى انما جوازنا
هيتم غصب عنك
حنان : يعنى ايه هتكتفنى وتجوزنى غصب عنى
رجب : لو حكمت هعملها ياروح امك ولا عايزانى ابقى
لبانة في بوق كل كلب هنا في المنطقة
حنان : هو انت فاكر انى مقطوعه من شجرة ومحدش هيقفلك
رجب (بسخرية) : انتى معندكيش شجرة من أصله عشان تتقطع وابوكى اللى قاعد فوق ده على كرسى بعجل ميقدرش يعمل حاجة فاحسلك تلمى الدور ونجوز ونخلص
حنان : مش هيحصل يارجب مش هجوزك واخرك معايا هاتو
رجب (بغضب) : رجب العطار ملوش اخر يا حنون وهتشوفى
ينظر لها رجب بغضب ثم ينصرف من أمامها
تتابعه حنان بغضب كبير
..........................................
(مستشفى)
ترقد سلمى فى غرفة بالمستشفى ووجهها به عدد من الضمادات الطبية التي تخفى ملامحها تماماً
وهم وعلاء وحاتم يقفان أمام الغرفة وينظرون اليها
حاتم : للأسف النار مسكت فيها هيا وانا والانسة وهم قدرنا نجرى على بره وهى مقدرتش
علاء : أنا مش مصدق ... سلمى تعمل كل ده ...
سلمى كانت عايزة تحرقكوا طب ليه
وهم : أنا مش عارفه هى بتكرهنى ليه
علاء : لأ يا حبيبتى دى اختك مهما حصل بينكوا
وهم : اختى كانت عايزه تحرقنى وتموتنى بس شوف
ربنا عمل فيها ايه بسبب اللى عملته فيا وفيك
علاء : أنا مسامحها دى بنتى ... انتوا الاتنين بناتى مهما حصل ولازم تفضلوا اخوات
وهم : أنا مش عايزة منها حاجة كفاية اللى هيا فيه دلوقتى
علاء : هو الدكتور فين هي هتفضل كده
حاتم : الدكتور بيقول يومين كده ويفك الرباط من على
وشها ويشوف الحرق خف ولا لسه
علاء : هو ... هو وشها كله اتحرق
حاتم : عمى انت محتاج تستريح بعد كل اللى شفته
علاء : أنا مش هستريح غير لما سلمى تفوق وتتكلم
واطمن عليها
وهم (بعصبية) : أنا عايزة امشى من هنا مش عايزة
أستنى هنا
علاء : استنى يا بنتى لما نطمن على اختك
وهم (بنفس العصبية) : برده اختى ... دى مش اختى ...
اللى كانت عايزة تموتنى متبقاش اختى
علاء : متبقيش قاسية يا بنتى انا بحبكوا انتوا الاتنين
وهم : خلاص ... يبقى تختار بينا احنا الاتنين ... يانا يا هى
علاء ينظر الى وهم ولا يرد
حاتم : وهم باباكى تعبان ولازم يستريح من فضلك أجلى
أى كلام دلوقتى
وهم : أنا راجعة بيتى
علاء : أنا مش هسيبك
وهم : يعنى اخترتنى أنا
علاء : يا بنتى حرام عليكى اللى بتعمليه فيا ده أنا مش ناقص
وهم : خلاص براحتك أنا راجعه البيت اللى اتولدت فيه
وفيه كل ذكرياتى مع الناس اللى حبتهم وحبونى
حاتم : بس البيت دلوقتى مش مناسب بعد الحريقة اللى حصلت فيه
وهم : اتحرق قبل كده وعشت فيه وبعدين مهما حصل فى البيت ده أنا لا يمكن أبعد عنه تانى
تنصرف وهم من أمامهم بخطوات سريعة
علاء (ينادى عليها) : استنى ...
حاتم : سبها يا عمى دلوقتى لحد ما تهدى ... كلنا لازم
نهدى واكيد الدنيا هتتظبط لوحدها
ينظر له علاء ولا يعلق ثم ينظر بحزن الى سلمى التى
ترقد على سريرها وغائبة عن الوعى
...........................................
(منزل وهم)
وهم تدخل بيتها
تقف في صالة البيت وتنظر الى اثار الحريق الذى حرق الصالة كلها
تتجه وهم الى صورة والديها التى طالهم الحريق
وهم (تبكى) : أنا أسفة ... مقدرتش احافظ على البيت بس اوعدكم كل حاجة هتتصلح
تجلس وهم على أحد المقاعد وتخرج هاتفها
تفتح بث مباشر على صفحتها الشخصية
وهم : ازيكوا ... أنا عارفه انى بعدت عنكوا كتير اوى بس غصب عنى انا اتعرضت لصدمة وحاجات كتير اوى واخرها اللى انتوا شايفينه ده
تستعرض وهم بالكاميرا اثار الحريق وما حدث لصالة البيت
وهم : اللى انتوا شايفينه ده مش ديكور لأ دى حريقة حصلت فعلا فى بيتى ... البيت اللى اتولدت فيه وعشت احلى ايامى وفى كل ذكرياتى وللاسف اللى عمل كده اقرب حد ليا بس هو خد جزاءه وانا قررت من دلوقتى اخلد اللحظة دى لانى هرجع تانى واحافظ على اى حاجة بحبها ومش هسمح لحد انه ياخدها منى
تغلق وهم هاتفها
تنظر الى صورة والديها ثم تتجه نحو غرفتها
تدخل الغرفة وتتجه نحو سريرها
تجلس وهم على سريرها وتتراجع الى الوراء ثم تغلق عينيها وتذهب فى نوم عميق
(غرفة سلمى بالمستشفى)
سلمى ترقد على سريرها وأمامها يجلس حاتم
حاتم : حمد الله على سلامتك
سلمى : شمتان فيا مش كده
حاتم : عمرى ما فكرت فى يوم انى اشمت فيكى رغم كل اللى عملتيه معايا واسلوبك اللى اتغير
سلمى : واديك خدت حقك ووشى اتحرق وحبك القديم رجع يبقى فاضل ايه
حاتم : أنا مش هتناقش معاكى دلوقتى غير لما تقومى بالسلامة
سلمى : اسمع يا حاتم كل حاجة خلصت بينا ومفيش حاجة ممكن تربطنا ببعض تانى
حاتم : سلمى انتى بتقولى ايه انا مستعد استناكى و ...
سلمى (تقاطعه) : وانا بعفيك من الانتظار ده وهقولك
الحاجة اللى كنت مخبياها عنك
حاتم : تقصدى ايه
سلمى : انا مبخلفش يا حاتم ... مبخلفش يعنى حلمك انك تجيب طفل مش هيحصل
حاتم : سلمى انتى ... انتى بتقولى ايه
سلمى (تقاطعه) : بقول الحقيقة أنا عملت تحاليل من فترة وعرفت انى عندى مشكلة فى الخلفة وصعب تتعالج
حاتم لا يعلق
سلمى : فى حاجة تانى فاضلة بينا يا استاذ حاتم
حاتم ينظر لها ولا يعلق
سلمى : من فضلك تطلقنى وتنسانى خالص
حاتم (بارتباك) : سلمى أنا ...
سلمى (باصرار) : بقولك طلقنى ... طلقنى
.............................................
(منزل وهم)
تستيقظ وهم من نومها
تتفاجأ أمامها بعلاء يجلس أمامها
وهم (تنتفض من مكانها) : انت ... انت جيت امتى
علاء : رجعت بالليل ولقيتك نايمة قلت هقعد قدامك
كده لحد ما تصحى
وهم : يعنى انت اخترتنى أنا
علاء : بلاش نتكلم دلوقتى فى حاجة أنا عايز أفضل قاعد قدامك كده وابصلك انت متعرفيش وحشتينى أد إيه
وهم تنظر إليه ولا تعلق
علاء : حبيبتى أنا عايزك تعرفى انى بحبك ويوم
ما قولتلك الحقيقة واختفيتى عنى حسيت كانى روحى طلعت منى وانا مليش غيرك دلوقتى انت واختك
وهم لا تعلق
علاء : أنا مش طالب منك دلوقتى غير طلب واحد بس
وهم لا تعلق
علاء : اختك مسافرة بره عند مامتها وهتعمل عملية عشان تعالج الحرق اللى فى وشها وانا مش عايز منك غير انك تيجى معايا وتوديعها مش عايزها تسافر وانتوا زعلانين
من بعض الله اعلم الوشوش هتتقابل تانى ولا لأ
وهم تنظر الى علاء ولا تعلق
...............................................
(مطار القاهرة الدولى)
تصل سلمى ومعها علاء مطار القاهرة
يتجه الاثنان نحو صالة المطار
علاء : أنا اسف يا حبيبتى إنى مش هقدر اسافر معاكى
بس والدتك مستنياكى هناك وان شاء الله تخفى وتعملى العملية ووشك هيرجع أحسن من الاول
سلمى : وأنا مكنتش عايزاك تيجى معايا كفاية عليك
بنتك الجديدة
علاء : دى أختك يا سلمى وانا ابوكى ومهما عملتى
عمرى ما هزعل منك
سلمى لا تعلق
يحتضنها علاء ويقبلها
تتركه سلمى وتتجه نحو الممر المؤدى الى الطائرة
صوت : سلمى
تتوقف سلمى وتلتفت الى صاحبة الصوت
تظهر وهم فى صالة المطار وتتجه نحو سلمى
وهم : أنا مش عارفه انا جيت هنا ازاى بعد كل اللى
عملتيه فيا ومش عارفه كمان أقول ايه دلوقتى
علاء يتابع المشهد بسعادة ولا يعلق
سلمى : متقوليش حاجة أنا عايزكي تبصى فى وشى وتفتكرى شكلى ده وتعرفى اللى انت عملتيه فيا وخلى
بالك حقى هعرف اخده كويس ومش هتلحقى تتهنى
باللى هتاخديه
وهم : انت بتكرهينى ليه
سلمى : الكلام خلص يا اختى العزيزة
يتبادل الاثنان النظرات
يتابعهم علاء
تتحرك سلمى وتعبر البوابة المؤدية الى الطائرة
يقترب علاء من وهم
علاء (يمد يده إليها) : معايا يا حبيبتى
تنظر وهم إليه ثم تعطيه يدها
يقبلها علاء في رأسها ويغادر الاثنان المطار
.............................................
(مطعم الحوفى)
وهم تجلس داخل المطعم
وهم (تحدث نفسها) : خلاص الحكاية خلصت وسلمى
مشيت وبقيتى انت الوحيدة فى حياة ابوكى ومن
النهاردة المطعم ده لازم يبقى أحسن مطعم فى البلد
يقترب منها أحد عمال المطعم
العامل : فى واحد عايز حضرتك
وهم : واحد مين ده وعايز إيه
العامل (يشير نحو أحد الأشخاص في المطعم) : معرفش هو اللى قاعد على الترابيزة اللى هناك دى وطالب حضرتك
تترك وهم مكانها وتتجه نحو شاب يجلس على إحدى الطاولات ويتناول الطعام
تتوقف أمامه وهم
وهم : أؤمر حضرتك
يلتفت إليها الشاب
الشاب (بابتسامة) : الانسة وهم مش كده
وهم : ايو حضرتك مين
يقف الشاب
يخرج مطوى من جيبه ويوجهها نحو وهم
الشاب : أنا اللى جاى اخد عمرك
تتراجع وهم وهى تنظر الى الشاب برعب شديد