رواية أبو الرجالة الفصل العشرون 20 بقلم شيماء سعيد


رواية أبو الرجالة 

الفصل العشرون 20

بقلم شيماء سعيد

صك على أسنانه من الغضب قبل أن يعتصر الورقة بين يده، لم يود أبداً العداء مع تلك العائلة خصوصاً لترابط العلاقات بينهم، إلا أنه من أختار الحرب مع موسى الراوي فليذهب الجميع إلى الجحيم، نظر إليه كمال بقلق واضح على معالمه ثم أقترب منه مردفا :


_ فيها إيه الورقة يا موسى؟!..


نظر إليه الآخر بثبات انفعالي ثم وضع يده على كتف كمال مردفا بقوة وهو يتجه به للخارج :


_ إبنك بيحفر على نهايته يا كمال بيه وأنا مكنتش حابب نوصل لكدة أبداً..


وقف أمام الجميع بصالة المنزل ورسم على وجهه إبتسامة هادئة قائلا :


_ يلا يا جماعة نروح لمكان الحفلة العروسة صممت أجيب الكل بنفسي..


ابتسم الجميع أما ثريا سقط قلبها أرضا وهي تحاول فهم حديثه، جذبت موسى بعيدا عن الجميع وكاد عقلها أن يذهب منها أين فيروز وعن أي مكان حفل يتحدث مع أنها تركتها منذ عشر دقائق بالغرفة، حدق بها مستفهما لتقول :


_ بنتي فين ومكان حفلة إيه؟!..


أخذ نفسا عميقا قبل أن ينحني ويضع قبلة بها الكثير والكثير من الأحترام والتقدير على رأس ثريا ثم أجابها بقوة :


_ متخافيش يا أمي هي بألف خير بس ابن جوزك لعب معايا لعبة مش حلوة محدش هيطلع خسران منها غيره، اطلعي للناس اللي بره في عربيات تحت هتوصلكم لمكان الحفلة بمجرد وصولكم هبقي أنا وفيروز هناك، ثقي فيا..


لأول مرة يدلف إلى قلبها هذا الشعور بالأمان منذ وفاة والدها، أومأت إليه بابتسامة وقالت بهدوء :


_ أنا دلوقتي بس أقدر أقول إني بقى معايا راجل يقف في ضهري وضهر بناتي..


ذهبت للضيوف واختفت ابتسامته مع ذهابها، أخرج هاتفه ليرد عليه أخيه بجدية :


_ كله زي ما طلبت يا موسى وفيروز في الفندق..


أخذ نفسا عميقا شعر قلبه بالانتعاش، وجودها بمكان يخصه أراح قلبه، أما الآخر تنتهي ليلته معها بسلام وسيجعل من وجهه لوحة فنية، حك ذقنه بخشونة قائلا بنبرة صوت فخورة :


_ أنا عارف إنك راجل يعتمد عليك من صغرك، متخليش حد يرحب بالضيف اللي عندك وخد بالك مع عدي من كل حاجة لحد ما أوصل..


______ شيما سعيد ____


بغرفة كمال اقتربت منه ثريا لتجده يقوم بالاتصال على رجاله وهو يعطي لهم أشد التعليمات حتى يعلم محل ولده، ابتسمت بسخرية وحركت رأسها ألقى عليها نظرة سريعة وهو يحمل جاكيت البذلة الخاصة به مردفا بعدما أغلق الخط :


_ نوح وخاطر هيبقوا معاكي في القاعة لكن أنا لازم أمشي دلوقتي..


لم ينتظر ردها وتحرك بخطوات سريعة لباب الغرفة، وضعت يدها على يده ليقف مكانه وقالت :


_ مش تقول الأول رايح فين وسايب مراتك في كتب كتاب بنتها..


أغلق عينيه لعدة ثواني، يحاول بقدر المستطاع تمالك نفسه، يعلم ما تحاول هي الوصول إليه من طريقتها الساخرة بالحديث، سحب كفه منها ثم قال بنبرة حادة :


_ الموضوع مش محتاج سؤال يا ثريا أنا رايح أشوف إبني حصل له ايه بسبب جنانه وحبه المجنون لبنتك، سايب معاكي بدل الراجل اتنين يعني مش لوحدك..


اختفت السخرية من معالم وجهها ليحل مكانها الألم، قهر بشع يتغلغل بداخل أعماقها، عادت خطوتين للخلف وشعورها بخيبة الأمل به للمرة المليون يزيد، تحدثت بنبرة لا يعلم لها معنى رغم ما بداخلها من ألف معنى :


_ رايح تدور على ابنك اللي دمر حياة بنتي وخطفها يوم فرحها عشان يعمل فضيحة، طيب فكرت في طريقك ممكن يكون عمل فيها إيه أو أخدها من البيت إزاي، أكيد لأ لأنها بنت ثريا اللي يا دوب أخرها نوم الباشا في حضنها مش دي الحقيقة؟!..


ضرب باب الغرفة بيده عدة مرات بغضب، ماذا يقول بموقف مثل هذا؟!. هي تأخذ كل تصرفاته على قلبها وكأنها تصطاد الأخطاء وهو علم بأمان فيروز والآن الخطر على فريد وحده، نظر إليها ليجد بداخل عينيها نظرات مشتعلة وكأنه عدو لها، زفر بقوة مقتربا منها قائلا :


_ بنتك في القاعة يا ثريا يعني في أمان لكن أنا إبني مع راجل زي موسى لا يعرف عقل ولا رحمة، تفتكري ممكن أسيبه يموت..


أومأت إليه بكره واضح :


_ يستاهل لأنه أساس كل حاجة وحشة حصلت في حياتي وحياة بناتي، لو مكنش لعب على فيروز مكنتش شوفتني غير جارتك وكانت هتبقى بناتي في أمان..


لم يشعر بحاله، حالته كانت مخفية من قلقه على فريد وهي زادت الأمر سوءا بحديثها الأحمق، لأول مرة يفرغ غضبه بإمرأة.. ومن تلك المرأة ثريا، جذبها من فكها ضاغطا عليه بقوة :


_ إياكي تتمني الموت لابني، اللي يفكر بس يبص لعيالي بطريقة وحشة هاخد روحه بإيدي حتى لو الحد ده أنتِ يا ثريا، النظرة اللي جوا عينك دي لما فريد يبقى في أمان هنتحاسب عليها..


وضعت يدها على يده تمنعه من الضغط عليها أكثر، ابتعد عنها بغضب وعاد لضرب يده بالحائط لتقول قبل أن تتركه :


_ خلاص وقت الحساب خلص..


_____شيما سعيد _____


بحفل الزفاف الصغير الذي تم خلال أقل من نصف ساعة، دلفت عطر بيد نوح وهي سعيدة جداً بالأجواء، نظرت إلى نوح وجدته يدور بعينيه بالمكان وكأنه يبحث عن شيء، رفعت كفها وجذبت وجهه إليه مردفة بغيظ :


_ إنت بتبص فين ممنوع تبص لأي حد في الدنيا دي كلها غيري فاهم يا أستاذ..


ابتسم إبتسامة متوترة، لا يعلم ما يحدث ولكن أبيه طلب منه أن يأخذ محله ويكون وكيل فيروز، بداخله قلق كبير ولكن لابد أن يختفي حتى نهاية هذا الحفل وخصوصاً أمام عطر، قرص أنفها مردفا :


_ مش شايف في الدنيا غيرك يا عطر..


ابتسمت بانتشاء قبل أن ينقلب وجهها سريعاً مردفة :


_ايه عطر دي دلعني وقولي كلام حلو زي بتاع الروايات.. قولي يا شوكولاتة زي فاروق المسيري..


تحولت نظراته لأخرى أتت من الجحيم، من هذا الذي تريده زوجته مثله؟!.. ضغط على خصرها لأول مرة يظهر بالعلاقة بينهما مردفا من بين أسنانه :


_ مين ده يا روح أمك اللي عايزاني أبقى زيه أنطقي..


سعادة ما بعدها سعادة بنبرة الغيرة الواضحة بحديثه وكأنها امتلكت الدنيا وما فيها، وضعت يدها على وجهه مردفة بهيام :


_ يخرب بيت طعامة أهلك يا أخي، يسلملي الغيران..


_ بت أنطقي بدل..


وضعت كفها على شفتيه تمنعه من الحديث قائلة :


_ بس بس هو أنت لازم تفصل مشاعري بالشكل ده، وبعدين ده يا سيدي رجل أعمال دخل الحفلة مع مراته من شوية وسمعته بيقول لها يا شوكولاتة، كانت أحسن مني في إيه عشان تسمع كلام حلو وأنا لأ..


لكل شخص من إسمه نصيب وهي دائما صاحبة رائحة تأخذه لعالم آخر، أخذ نفسا عميقا من رائحة كفها السحرية على أنفه ثم وضع عليه قبلة حانية قبل أن يبعده عنه مردفا :


_ عشان بحب اسمك عطر، لما بنطقه بفتكر إنك كنتي الحاجة الحلوة اللي دخلت حياتي خلتها أحلى من المسك، اسمك لوحده بالنسبة ليا حياة ومش هبطل أقوله حتى بيني وبين نفسي..


نعم هذا ما كانت تريده، أن يعود إلى عشقها من جديد، أن تعيش معه الغرام بلمسة نوح أبو الدهب، زادت ابتسامتها اتساعا وقالت :


_ إيه رأيك لو نرقص مع بعض، نفسي أوي نرقص سوا..


حرك رأسه بنفي مردفا :


_ لأ رقصنا رقصة العيال السيس دي يوم الفرح أنا ليا مزاج في الرقصة اللي حلمت بيها بعد أول ما شوفتك ومن بعدها قررت اننا هنكون سوا..


رفعت حاجبها بتعجب مردفة :


_ رقصة ايه دي؟!..


_ بلدي وجبت كمان الشيشة والبدلة السودة أم ترتر مع اغنية أم كلثوم وبكدة يبقى حققت حلمي..


شهقت بخجل مردفة :


_ آه يا قليل الأدب إنت من أول مرة شوفتني فيها كنت بتفكر فيا بالطريقة دي؟!..


أومأ إليها ببساطة قائلا بوقاحة :


_ اه.. أمال كنت بتخيلك ناظرة مدرسة.. 


____ شيما سعيد ____


عند خاطر وهادية، كان هو الآخر سعيدا بوجودها بين يديه وكأنه يقول للعالم ها هي أصبحت زوجتي، جلس بجوارها وهو يتابع أقل تفصيلة تفعلها، ضحكتها الرقيقة، جنونها ببعض الأحيان وخجلها الممتع إذا وضع يده بأي جزء على جسمها، قرصت فخذه مردفة :


_ واد يا خاطر..


قهقة بمرح على كلمتها التي قالتها له منذ الصباح، "واد" أردف بمشاكسة :


_ يا قلب الواد..


أشارت إلى نساء الحفل بانبهار واضح على معالم وجهها وقالت :


_ النسوان دي بتاكل كريم كراميل والا إيه وبعدين كلهم إمكانيات وحاجة آخر طعامة..


صدم بالبداية من حديثها هذا، ضيق عينيه بشك وهو ينظر إليها هل هذا فخ تحاول ايقاعه به؟!.. تعبيراتها لا تظهر هذا أبداً حتى لو ليكن أكثر حرصاً، أغلق عينيه مردفا :


_ أستغفر الله العظيم يا رب، أنا دلوقتي راجل متجوز ومراتي أجمل ست في الدنيا مستحيل أبص لغيرها طبعاً..


خرجت منها ضحكة ساخرة قبل أن تضرب على ظهره مردفة :


_ ربنا يقوي إيمانك، اطلع من دول يا واد أنا شوفت كل الصور القذرة اللي على الفون بتاعك..


أتسعت عينيه بذهول ولأول مرة يشعر بالحرج، تنحنح وهو يلعب بخصلات شعره مردفا :


_ فتحتي الفون ازاي وبعدين دول كنت متجوزهم، أنا مستحيل أتفرج على حاجة مش بتاعتي..


أومأت إليه ثم رفعت رأسها بكبرياء واضح قائلة :


_ بعد ما طلقتهم مبقوش بتوعك أنت بس اللي بتاعي فاهم والا أعيد من الأول.. وعموما أنا كدة كدة مسحتهم كلهم..


حرك رأسه بقهر مثل الطفل الصغير قائلا :


_ فاهم فاهم، فتحتي الفون إزاي ومسحتي الصور..


أكلمت بنفس الكبرياء والثقة :


_ ولا حاجة يا دوب هكرته وأي نفس ليك على الفون هيوصل ليا أشطا يا واد..


_ أشطا يا معلمة..


قهقهت بمرح وضحك هو الآخر معها بسعادة، ضمها لصدره وكأنه يملك العالم بما فيه، يعلم أن الإكتفاء صعب وخصوصاً مع رجل مثله ولكنه من أجلها سيكون لها مهما عانى من صفات الصياعة الخاصة به، وضع عدة قبلات على رأسها بحنان قبل أن يسمع صوت أنثوي يقول من خلفه :


_ مش معقولة نوح...


دار لها ويا ليته لم يفعل، أول خطأ فعله بحياته وربما تكون هي الخطأ الأكبر الذي مازال يعاني منه إلى الآن، شعر بالاختناق وهو يراها أمام عينه ليقول بتقطع :


_ مايا..


أومأت إليه بدلال وجذبته بجراءة من بذلته لتميل على أذنه مردفة :


_ اممم مايا اللي ضحكت عليها وخلعت حتى من غير ما تعرف إن ليك إبن جوا بطنها..


ابتعدت بعدما زلزلت جسده بالكامل، نظر إليها بألف علامة استفهام إلا أنها نظرت إلى هادية المشتعلة ثم قالت بنبرة خبيثة واضحة :


_ اهدي يا مدام جوزك حبيب الكل عشان كدة خليكي فريش، أتمنى الحفلة تعجبكم..


______شيما سعيد ______


أخيراً دلف بها ويدها تتأبط ذراعه، أخذ نفسا عميقا وشعور عظيم بالانتصار يتغلغل بداخله، ارتجاف جسدها وصل إليه ليضغط ضغطة بسيطة على كفها يبث بداخلها الكثير من الأمان، جلس بها على طاولة المأذون ليجلس نوح بالمقعد المقابل إليه مردفا بهدوء :


_ أنا هبقى وكيلها.. 


ابتسم إليه موسى إبتسامة باردة قبل أن يقول بمكر واضح :


_ عارف أكيد كمال بيه عنده موضوع أهم وحله عندي بس لما أفضى من شهر العسل هبقى أحله.. 


نظر نوح لخاطر بتعجب ليرد الآخر إليه نفس النظرة إلا أن موسى قطع هذا التساؤل البصري مردفا :


_ إبدأ يا شيخنا.. 


كانت إجراءات عقد القران تحدث أمام عينيها وهي فقط شاردة، ها هي تدلف بقدميها لعش الزوجية من جديد و بكامل قواها العقلية، موسى رجل من نظرة قادر على خضوع من حوله ماذا سيكون مصيرها تحت يده؟!.. عاشت أوجع كثيرة ولن تسمح لنفسها بالحب مهما حدث وخصوصاً لو مع موسى بكل جبروته.. 


سحابة عابرة من الحزن مرت أمام عينيها متذكرة ما حدث منذ قليل، أخذها فريد عنوة من غرفة نومها بعدما خدرها لا تعرف ما حدث بعدها إلا وجودها مع موسى بغرفة الفندق يطلب منها الاستيقاظ حتى يتم تجهيزها لحفل عقد القران.. 


فاقت من تلك الدوامة على جذب موسى إليها من خصرها ثم قبل أعلى رأسها مردفا بنبرة حنونة سعيدة :


_ ألف مبروك يا فيروز، كدة أنتِ بقيتي رسمي مرات موسى الراوي.. 


لا تعلم تسعد بتلك الكلمات أم تشعر بالخوف من القادم، تنهدت وسارت معه لساحة الرقص بدأت تتمايل بين يديه لتقول بنبرة مرتجفة :


_ هو ايه اللي حصل في فريد؟!.. 


كانت إجابته حادة أخافتها على نفسها وعلى فريد :


_ يهمك في إيه؟!.. 


أبتلعت لعابها مردفة :


_ أكيد طبعاً يهمني، فريد مش بس كان جوزي لو ده قصدك بكلامك، فريد ابن بابا كمال اللي هو جوز ماما وأبو أخواتي اللي جايين على الدنيا قريب، يا ريت يكون كويس أنا مش عايزة أي مشاكل في حياة ماما أو لحياة أخواتي.. 


أكمل رقصته معها بهدوء وقال ببرود :


_ افرحي ده فرحك يا فيروز عقلك الصغير ده المطلوب منه من هنا ورايح الاهتمام بيا بس والباقي عليا أنا لوحدي.. 


بعد ساعتين دلف  لجناحه الخاص، ترك لها الباب مفتوح لتدلف خلفه ثم أشار إليها بالاقتراب منه ونظرات خبيثة واضحة مثل الشمس :


_ تعالي هنا يا فيروز قربي..


بخطى ثقيلة وضعت قدميها بغرفة نومه، بصبر شديد كان يتابعها ويحاول بقدر الإمكان إزالة أي حواجز بينهما، تأخرت بالوصول للفراش كأنها طفلة صغيرة تتعلم السير وتتعثر بكل خطوة، مل الإنتظار وقلبه يحترق بنيران شوقه لها، قام من فوق الفراش بخفة وجذبها إليه مردفا:


_ أنتِ عارفة إني من يوم ما شوفتك بقت أحلامي كلها أستغفر الله العظيم يا رب ودلوقتي بس بقت حقيقة قصاد عيني..


اتسعت عيناها من وقاحته طالما رأت منه الجانب العملي الراقي والآن ترى الوجه الآخر لموسى الراوي، سألته بريبة:


_ حضرتك كنت وعدني آخد وقتي ونتعود على بعض مش كدة ؟!.. 


قدم شفتيه للأمام ببراءة مردفا وهو يحاصر جسدها بجسده أكثر:


_ قولتلك احفظي ورايا شخصيتي عشان نعرف نتعامل حصل ؟!..


أومأت إليه ليقول:


_ طيب يلا سمعي كدة حفظتي إيه ؟!..


_ بتتعصب بسرعة وتهدى بسرعة ، عينك زايغة، بتحب التطبيل.. بس دول..


رد عليها بفخر:


_ شاطرة بتحفظي بسرعة حطي فوقهم بقى إني برجع في كلامي..


خافت من نظراته الوقحة إليها وقالت:


_ مش فاهمة..


_ يعني هدخل النهاردة يعني هدخل لو فضلت أحلم بس هنحرف في أيدك..


______ شيماء سعيد ______


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️.


الفصل الواحد والعشرون والثاني والعشرون ج1 من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات