رواية أبو الرجالة الفصل الواحد والعشرون 21 والثاني والعشرون 22 ج1بقلم شيماء سعيد


رواية أبو الرجالة 

الفصل الواحد والعشرون 21

والثاني والعشرون 22 ج1

بقلم شيماء سعيد

_ بتتعصب بسرعة وتهدى بسرعة ، عينك زايغة، بتحب التطبيل.. بس دول..


رد عليها بفخر:


_ شاطرة بتحفظي بسرعة حطي فوقهم بقي إني برجع في كلامي..


خافت من نظراته الوقحة إليها وقالت:


_ مش فاهمة..


_ يعني هدخل النهاردة يعني هدخل لو فضلت أحلم بس هنحرف في أيدك..


رأت التصميم بعينه واضحا مثل الشمس، هي إمرأة ليست عذراء ولكنها خائفة، خائفة من خوض تجربة مثل تلك، حياة زوجية مع رجل مثل هذا ستكون نهايتها معروفة " الملل" تزوج من أكثر من فنانة مشهورة وبالنهاية مل ماذا سيفعل معها هي؟!..


عادت خطوة للخلف تحاول الإبتعاد إلا أنه كان الأسرع بوضع كفه خلف ظهرها ثم جذبها إليه لتسكن أحضانه، رفع كفه الآخر ومرر إياه على بشرتها الناعمة هامسا :


_ خايفة؟!..


حركت رأسها بنفي وهي تحاول التقاط أنفاسها المتسارعة، تابعها بأعين تلتهم معالمها الممتعة لأي رجل ثم سألها بخشونة أذابت جسدها تحت يده :


_ أمال متخشبة كدة ليه؟!..


_ حاسة إنها خطوة سريعة أوي..


قالت هذا بتردد لعله يعطف عليها ويجعلها تنام بسلام تلك الليلة، أخذ نفسا عميقا ثم مرر يده على خصلاتها بحنان مردفا :


_ ناوية نطلق بعد كدة؟!..


خرجت منها شهقة مستنكرة لتلك الكلمات، رفعت عينيها إليه وقالت بتعجب :


_ في عريس يقول كدة لمراته يوم فرحهم..


رفع حاجبه هو الآخر بنفس التعجب قبل أن يقرص أنفها قائلا :


_ وهو في وحدة تقول لجوزها كانت خطوة سريعة يوم فرحهم برضو..


تنهدت بتعب، هذا الرجل يدور بالكلمات بكل مهارة ويجعلها دائماً تصل لتلك النقطة التي يريدها هو، حركت رأسها بتعب قبل أن تقول :


_ موسى أنا عارفة عنك كل حاجة من الميديا وعارفة كم سيدات المجتمع والممثلات اللي اتجوزتهم، كل دي علاقات إنتهت بالطلاق في أقل من سنة، أنا مش زيهم ولا شبههم أنا بنت بسيطة، الجواز في أول تجربة ليا حط على قلبي علامة سودة لا قد وجع جديد ولا قد كلام الناس عليا لو اتطلقت تاني وبسرعة..


ظل طوال حديثها ينظر إليها باهتمام شديد، كل كلمة تخرج منها تدلف إلى قلبه وتعطي إليه إشارة معينة، يفهمها وربما يكون هو الآخر لديه نفس الخوف، جذبها لتجلس على الفراش وجلس بالمقابل لها مردفا بنبرة جادة :


_ تفتكري في حد ممكن يدخل علاقة وتبقى في نيته الطلاق؟!.


نفت برأسها ليكمل :


_ للأسف يا فيروز الوسط بتاعنا حياته مش بالسهولة اللي الناس شايفاها، مراتي الأولى كانت سيدة مجتمع بتحب تعيش تجارب مجنونة نزلت بدل البيبي أربعة في كل مرة حتى برسم أحلام حلوة أخيراً هبقي أب والنهاية كانت بشعة، لحد ما حملت في إياد حبستها جوا الجناح تسع شهور سبت شغلي وكل حياتي عشان بس أكون معاها وأضمن سلامة إبني وجه إياد للدنيا في نفس اليوم ده هي طلبت الطلاق قالت مش هقدر أتحمل مسؤولية طفل وأحرم نفسي من كل حاجة حلوة في الدنيا وطلقتها فعلاً، وقتها الصحافة طلعتني الزوج الشرير اللي طلق مراته في المستشفى بعد ما ولدت..


ابتلعت ريقها بالقليل من التوتر بعدما شعرت بالصدق داخل عينيه قائلة :


_ وباقي الجوازات؟!..


أجابها بكل براءة :


_ لأ دول كانوا جواز متعة، شوية دلع قدمهم شوية فلوس وبعدها نطلق بكل هدوء ونفضل أصدقاء..


لا تعلم لما انتفض قلبها من محله بنغزة بها بوادر معالم الغيرة، ظهرت بداخل عينيها وهذا جعله يشعر بالانتشاء، مد يده وضم كفها ثم رفعه إلى شفتيه واضعا عليه قبلة عميقة مردفا :


_ زعلتي من الحقيقة؟!..


أومأت إليه مجيبة بصراحة :


_ يمكن زعلت على حظي البايظ في الرجالة، ويمكن خوفت لأني شوفت نهايتي معاك حتى من قبل ما نبدأ، أو يمكن حسيت بوجع لأن قلبي كان بدأ ينسى اللي فات ويدق أول ما يسمع أسمك أو يشوفك..


ابتسم وقال :


_ أول جملتين هعتبر نفسي مسمعتش منهم حاجة، أما آخر جملة ردها عندي..


_ وايه هو الرد ده يا ترى؟!..


_ أنتِ حالياً مراتي وأنا عايز أكمل معاكي الباقي من عمري، النهاية محدش هيقدر يكتبها غيرك يا إما تخليني مجنون بيكي أو تخليني مش قادر أدخل البيت، ناوية على إيه يا فيروز؟!..


من أين أتت إليها تلك الجرأة لا تعلم، اقتربت منه بدلال فطري ثم لفت ذراعيها حول عنقه هامسة بنبرة رقيقة بالقرب من شفتيه الرجولية :


_ هخليك مجنون فيروز..


ظهرت إبتسامة جذابة على شفتيه قبل أن يميل على شفتيها الناعمة أخذا إياها بين شفتيه بقبلة لوهلة تخيلتها رومانسية رقيقة، بلحظة أصبحت أسفل جسده وملابس الزفاف مزينة لأرضية الغرفة رفع ذراعه وهو مازال مندمجا معها وأغلق ضوء الغرفة ليترك فقط بصيصا هادئا من النور..


_____ شيما سعيد _____


بصباح اليوم التالي.. 


بمنزل فريد..


أتى خبر ما حدث لهالة، ضربت رأسها بالحائط عدة مرات، لماذا دائماً يفعل بها هذا؟!.. حبها  الزائد له جعلها تصل معه إلى الجنون، ألقت بجسدها على أرضية الغرفة تحاول تنظيم أنفاسها، وضعت يدها على صدرها وألمه يزيد، سقطت دمعة واحدة من عينيها لتزيلها سريعاً مردفة بنبرة متقطعة :


_ إياكي تعيطي فاهمة إياكي أنتِ اللي عملتي في نفسك كدة من البداية، تستاهلي يا رخيصة كنتي مستنية إيه من واحد باع مراته عشان الفلوس ودلوقتي بقي معاه الفلوس وعايز يوصل لها..


هنا قوتها على التحمل انهارت، دموعها نزلت بشكل هستيري، تعالت أصوات شهقاتها حتى وصلت إلى مرحلة الصرخات، دلفت إليها الخادمة بقلق مردفة :


_ مدام هالة هو حضرتك كويسة..


" كويسة" كلمة لم تشعر بها منذ أن رأته بالمشفى لأول مرة، بداخلها شعور مؤلم بعدم الأمان، قلبها مفتقد حنان شحص عليها مفتقد حب، لهفة، رفعت رأسها لخادمتها الخاصة ثم أشارت إليها مثل الغريق الذي يتعلق بأي طوق نجاة، أقتربت منها الأخرى لتلقي بنفسها داخل أحضانها مردفة بحزن طفلة صغيرة :


_ هو أنا وحشة صح يا عزيزة أنا وحشة.


ردت الأخرى بحزن :


_ لأ يا مدام هالة أنتِ مفيش أطيب من قلبك..


ظلت على تلك الحالة عشر دقائق حتى قدرت على استعادة قوتها، ابتعدت عن عزيزة مردفة بضعف :


_ هاتي الموبايل بتاعي من على السرير..


أومأت إليها وأتت لها بالهاتف سريعاً، ضغطت على زر الإتصال مرة والثانية والسادسة حتى أستيقظ موسى من نومه مردفا :


_ خير يا مدام هالة في ايه؟!..


_ إنت عارف أنا عايزة ايه يا موسى بيه، عايزة جوزي..


أعتدل بجلسته ممررا يده على عنقه ببرود مجيبا :


_ جوزك؟!.. تقصدي فريد أبو الدهب مش كدة؟..


_ أيوة..


_ مش مكسوفة من نفسك وأنتِ بتجري وراه في كل حتة، سمعتك بين الناس بقت زي الزفت الكل فاكرك مجنونة من قلة القيمة اللي أنتِ عاملها في نفسك، عموماً هو بخير بنا كلام مهم لما يخلص هبعته لك، سلام..


أغلق الهاتف بوجهها، هالة سيدة أعمال لها وزنها ولكن قصتها مع فريد تجعله يشفق عليها، خرجت آه خفيفة من فم فيروز تدل على استيقاظ جميلته من نومها، نظر إليها بابتسامة قائلا :


_ أنتِ كويسة؟!..


سؤال بسيط جعل قلبها يدق بسعادة، عندما كانت عذراء لم يسألها زوجها هذا السؤال، أومأت إليه بابتسامة خجولة :


_ هتصدقني لو قولتلك عمري ما حسيت إني كويسة قد النهاردة يا ريت يفضل ده أحساسي على طول..


طبع قبلة حانية على رأسها ثم اقترب منها أكثر مردفا بخبث :


_ مادام كويسة تعالي في حضني بقى..


وضعت كفها على شفتيه مردفة بتوتر :


_ خلي فريد يمشي يا موسى أرجوك..


ماذا كان سيحدث اذا ظلت صامتة، اسم هذا الرجل على شفتيها أصابه بالجنون، أبعد كفها عنه قبل أن يضم شفتيها بأصابعه مردفا بهدوء مخيف :


_ قومي استحمي خلينا نفطر والأحسن لينا احنا الاتنين دلوقتي السكوت، أنا مش عايزك تزعلي مني في أول يوم لينا سوا كفاية أنا اتقفلت منك...


انتهى من جملته وأخذ تيشرته الخاص وخرج من الغرفة...


____ شيما سعيد _____


بمنزل كمال..


ظلت ثريا تدور حول نفسها، وضعت يدها على بطنها المنتفخة مردفة :


_ النهاردة أول يوم في السابع وأنتوا دلوقتي كبار يا حبايب ماما فلازم تعرفوا إن بابا وحش جداً هو واخوتكم، متزعلوش مني في اللي هعمله ده أفضل حل ليا وليكم..


صمتت وهي تجده يدلف للمنزل ويغلق الباب خلفه، يبدو عليه الإرهاق والتعب وكأنه كان بداخل حرب، بلا كلمة واحدة جذبها من يدها معه لغرفة النوم، جعلها تجلس على الفراش ثم وضع رأسه على فخذها وأغلق عينيها بتعب، بعد أقل من دقيقة ذهب للنوم سريعاً..


مررت يدها على خصلاته الناعمة ثم همست :


_ البنات بقوا في أمان يا كمال، مبقاش عندي اللي أخاف عليه..


شعر بحركة أصابعها ليفوق من نومه هامسا وهو مازال يغلق عينيه :


_ أنا يا ثريا المفروض تخافي عليا..


ضحكت بقلة حيلة واضحة وقالت :


_ ده اللي هو إزاي ده أنا عمري ما خوفت من حاجة في الدنيا كلها قدك..


أنتفض من جلسته على أثر تلك الجملة، هل بالفعل هذه هي الحقيقة؟!.. ولما لا وكل شيء بينهما حدث تحت التهديد، رفع عينيه إليها بنظرة بها الكثير والكثير من الرجاء مردفا :


_ كنتي بتخافي مني لكن دلوقتي لأ يا ثريا مش كدة؟!..


وضعت كفها على معدتها وطبطبت عليها بحنان، ربما كانت تود إرسال إعتذار واضح إلى أطفالها دون كلمات تعبر مكتفية بتعبير المشاعر، تنهدت بثقل وهي مقررة إغلاق صفحة أبو الذهب للأبد ثم قالت بهدوء :


_ وأنت كنت عملت ايه عشان أحس معاك بالأمان وأبطل أخاف؟!.. وعدتني إنك هتصلح كل حاجة وهتبقى أب لبناتي بس لما ابنك أخد بنتي أخدها من جوا بيتك ولما جيت تدور دورت عليه هو من غير ما تعرف حصل لها ايه أو ممكن يكون عمل فيها ايه، وقتها بس عرفت إنك مش أمان ليا ولا لبناتي يا كمال، هو أنت بتحبني والا أنا بالنسبة لك إيه؟!..


تألم من حديثها وألمه الأكبر من صدقه، لم يجد ما يعبر به إلا بجذبه إليها داخل أحضانه يعصرها بقوة بين ذراعيه كأنه يود إدخالها بأعماق قلبه مرددا :


_ بحبك والله العظيم بحبك، مكنتش متخيل فريد يعمل كدة ولما موسى قالي عرفت إن فيروز في أمان لكن فريد لأ عشان كدة قولت كلام ملوش لازمة،، أنا آسف يا حبيبتي..


_ وأنا كمان بحبك يا كمال..


جملة ربما تكون بسيطة إلا أنها أنعشت قلبه وعاد بها لأرض الحياة، أبتعد عنها قليلا ثم رفع عينيه لينظر داخل عينيها لتنطفيء سعادته، قدرت من نظرة واحدة على بث الخوف بداخله، نظرة باردة ترسل إليه إشارة خطر واضحة مثل الشمس، سألها بقلق :


_حاسس إنها مش من قلبك..


نفت بحركة سريعة من رأسها ثم مسحت على صدره مثل القطة الصغيرة مردفة :


_ من قلبي بس قلبي موجوع اتحمل وجعه بقى..


_ هتحمل وهعالج وجعك كمان..


رفعت وجهها إليه مردفة بدلال :


_ طيب مستني ايه ابدأ من دلوقتي..


ابتسم بعدما فهم معنى حديثها، حملها لتجلس على ساقه وبدأت يده بلعب دورها بتحرير جسدها من تلك الملابس مردفا :


_ الليلة دي هتبقى أول ليلة رومانسية بنا..


_ طيب وكمال الهمجي؟!..


_ تؤ مش يومه النهاردة...


_____ شيما سعيد _____


بمنزل خاطر..


منذ ليلة أمس وهي ترفض الحديث معه، لا يعلم كيف يتعامل معها وخصوصاً أنها تريد معرفة ما قالته مايا إليه، ماذا سيقول وهو نفسه لا يفهم ما حدث، مل من هذا الصمت والبرود اعتاد عليها دائماً تأخذ حقها بنفس اللحظة.. ثانية هل وصل إليه الآن صوت محمود الليثي يغني إحدى أغانيه الشعبية من الغرفة المتواجدة بها.. 


أخذ نفسا عميقا ثم أقترب من باب غرفة الأطفال وفتح بابها بلا إذن، صدم ووقف أمامها بجسد متخشب، ما هذا فعلاً ما هذا؟!.. تقف أمام الفراش وهي ترتدي بذلة رقص حمراء مقسمة لقسمين، تتمايل على نغمات الأغنية بمهارة عالية، ابتلع لعابه بصعوبة واقترب منها بخطوات بطيئة يدرس أدق تفصيلة تصدر منها.


ارتفعت حرارة جسده مع وصوله إليها، جذبها من خصرها لتبقى بين يديه مردفا بتقطع :


_ هو.. هو ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟!..


شهقت بدلال، ووضعت كفيها على صدره تمنعه من الاقتراب منها أكثر هامسة بنبرة صوت زادت الأمر سوء :


_ ايه اللي جابك هنا هو مفيش خصوصية في البيت ده خالص..


نفي بحركة بطيئة من رأسه قائلا :


_ لأ مفيش بنا أي خصوصية أحنا الاتنين واحد..


هنا تحولت الفتاة الذي يتساقط منها الدلال لهادية التي يعرفها جيدا، ضربته بصدره ضربة قوية ليسقط على الفراش ثم قالت وهي تجذب روب الاستحمام لتخفي به جسدها :


_ ولما هو مفيش خصوصية يا عنيا البت دي كانت بتقولك إيه خلي وشك يجيب ألوان يا خاطر انطق..


لقد وقع بفخ فتاة لا تصل لمنتصف ذراعه، وجدها تقترب منه بنظرات شريرة، فدفع نفسه لآخر الفراش مشير إليها بتحذير :


_ بقولك ايه مش كل مرة تعملي فيا نفس الموضوع وهخاف منك لا ده أنا خاطر أبو الدهب اظبطي نفسك كدة وخليكي واقفة مكانك أحسن أنا بقولك أهو..


عضت على شفتيها من الغيظ قبل أن تصعد على الفراش بكل همجية ثم جذبته إليها من عنقه مردفة :


_ انجز وقول حكاية البت دي إيه و بطل لف ودوران، وبعدين لو هي مصيبة من بتوعك قولها مرة واحدة وخلينا نخلص بدل ما أعرفها من برة ووقتها رد فعلي هيبقى عنيف..


رفع حاجبه إليها بسخرية وكأنه يقول لها حقا، نظر الي يدها التي تكاد تخنقه ثم قال :


_ يا سلام كل ده ومش عايزة رد فعل عنيف أمال اللي أنا فيه دلوقتي ده اسمه إيه..


أبتعدت عنه قليلا ثم قالت بقوة :


_ ده إنذار بس، ها يا خاطر بيه كانت مراتك بقى والا لسة ناوي تتجوزها بعد ما تخلص مني..


عاد الي جديته، يبدو أن المرح لا ينفع، سحبها لتجلس لعله يقدر أن يسيطر على الموقف وهي بين يديه، أزال طرف الروب عنها وبدأت يده تمر بسحر غريب على مقدمة عنقها مردفا :


_ مش عايز أقولك لأني خايف تبعدي عني، هادية أنا مش هقدر أعيش من غيرك..


ذابت من تلك اللمسة الناعمة، أرتفعت دقات قلبها وصدرها بدأ يرتفع ويهبط لتنظم أنفاسها، وصل إليها صدق حديثه فقالت :


_ قول الحقيقة يا خاطر..


_ مايا كانت أول ست أتجوزها عرفي، كانت وقتها زميلتي في الكلية بعد فترة زهقت وهي كمان زهقت بعدنا عن بعض، بس إمبارح قالت حاجة مريبة..


_ قالت ايه؟!...


_ قالت إنه كان جواها حتة مني كانت حامل يا هادية...


____شيما سعيد _____


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


سبب التأخير إني كنت ممنوعة من النشر


نتفاعل يا شباب بضمير 

 🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶

الفصل الثانى والعشرين الجزء الأول 

بمنزل كمال..


استيقظ بالصباح وبداخل قلبه قلق غريب، ربما عدم وصوله لفريد ما جعله يشعر بهذا، تنهد بتعب ومسح على خصلاته الناعمة، فريد لا يحب فيروز وهذا واضح مثل الشمس لما يعرض حياته للخطر حتي يتقرب منها؟!.. أخذ هاتفه من جوار الفراش وضغط على رقم هالة، أجابته بنبرة صوت تائهة :


_ صباح الخير يا عمو..


_ هالة أنا عايز أشوفك النهاردة ضروي أظن إن في كلام كتير بنا لازم يتقال..


فهمت ما يود قوله أو ربما لم تفهم كل هذا غير مهم، نظرت لفريد النائم بجوارها منذ أن عاد بلا كلمة واحدة ثم قالت :


_ تمام يا عمو نتكلم بالليل، فريد رجع من كام ساعة...


أخيراً قدر على أخذ نفس عميق مرتاح، سألها بلهفة وهو يقوم من فوق الفراش حتى يبدل ملابسه بسرعة :


_ بجد يا هالة!! قوليلي هو حصل له إيه؟!.


_ أطمن يا عمو مفيش فيه خدش واحد..


أغلق معها الخط وبدل ملابس نومه بأقل من خمس دقائق وخرج من الغرفة، لابد أن يرى ثريا أولا حتى ينعش باقي يومه، بحث عنها بجميع أركان المنزل بلا فائدة، هنا بدأ يشعر ببوادر الخطر، قلبه أعطى إليه أكثر من إنذار منذ أن فتح عينه وها هو تأكد من عدم وجودها..


يستحيل أن تكون فعلتها وتركته، عاد لغرفة النوم بسرعة البرق وفتح خزانة الملابس ليجدها فارغة، رفع هاتفه سريعاً وقام بالاتصال عليها فردت عليه ببرود :


_ خير؟!..


_ أنتِ فين بالظبط يا ثريا؟!..


نبرته كانت غاضبة وأنفاسه كانت عالية، شعرت بهذا بكل بساطة فقالت :


_ مالكش دعوة، حاليا أنا سبتك وهجيت وعشان أنت راجل محترم يبقى الأفضل تطلقني سمعتك هتبقى زي الزفت قدام الجيران لما يعرفوا إن مراتك هربت..


هذا بالتأكيد جنون، ثريا لن تفعل هذا وحتى لو ضرب عقلها وفعلتها لن يتركها، ضرب الخزانة بقوة حتى سقط بابها على الأرض ثم رد عليها  بهمجية :


_ مين اللي ضحك عليكي وفهمك إني محترم ده أنا هجيب و******* عشان تحرمي تقومي من جانبي من غير إذن مش تسيبي البيت..


أغلقت الهاتف بوجهه وهذا ما زاد الأمر جنون لديه، سيذهب إلى بيتها ومع أنه على يقين من عدم وجودها هناك ولكن لن يقطع يقين قلبه مردفا :


_ ماشي يا ثريا ماشي..


____ شيما سعيد _____


بغرفة مكتب موسى ببيته.. 


عيناه على الملف أمامه وعقله بمكان آخر، هل مازالت تحب هذا الرجل؟!.. سؤال إجابته ستكون قاتلة، لما هي دون عن باقي النساء يرغبها!! لما لم يشعر بالاكتفاء عندما أمتلكها بل أراد المزيد كأن هذا آخر يوم له بالحياة، ترك الملف من يده وخلع نظارته الطبية مردفا :


_ اهدى عليها شوية يا موسى، هي لسة عارفاك من فترة قليلة أديها وقت تحبك وبعدين أقفل عليها وخلي محدش يشوفها إلا بإذنك وبين إيديك.. 


هدأ قليلا بعدها قال لنفسه تلك الكلمات المشجعة، سمع دقة رقيقة على باب الغرفة فقال وهو يسند بظهره على ظهر المقعد مغلقا عينيه :


_ أدخل.. 


دلفت هي بخطوات مرتجفة، خروجه من غرفة النوم منذ أمس ولم يعد حتى الآن جعلها تشعر بالكارثة التي فعلتها بأول يوم لهما سويا، أبتلعت ريقها بتوتر وبدأت تقترب منه، وقفت خلف المقعد ورفعت كفيها ببعض التردد وبدأ تمررهما على رأسه، خرجت منه تنهيدة طويلة ومر على هذا أكثر من خمس دقائق فقالت :


_ ارتحت؟!.. 


قال بهدوء وهو مازال على وضعه مردفا :


_ جيتي ليه؟!.. 


سؤال بسيط أخجلها بشدة ومع ذلك تغلبت على نفسها مردفة :


_ مش أنت جوزي والست مكانها مكان جوزها.. 


شهقت بقوة بعدما سحب جسدها وأجلسها فوق ساقيه هامسا :


_ أنا زعلان منك يا فيروز ومش عايز أزعل منك عايز أعوضك وأعوض نفسي بيكي عن كل اللي فات.. 


بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي نفسها بعض الطراوة قائلة :


_ آسفة... 


أعتذار لطيف، انتشى قلبه من وجودها بين يديه، ما هذا يا فتاة قربك بمفرده مهلك، قرب رأسها منه ثم وضع شفتيه على أنفها ثواني وخرج عن السيطرة كل ما وقعت عينيه عليه قبلها بخشونة أذابتها بين يديه، همهمت مردفة :


_ موسى.. 


_ امممم.. 


_ إحنا في المكتب.. تعالى نطلع فوق. 


ثبتها بذراعه حول خصرها وباليد الأخرى أزاح أوراقه من فوق المكتب، حملها بخفة ووضع جسدها على سطح المكتب هامسا :


_ حلو المكتب، أم الجناح ده قفلني.. 


_____ شيما سعيد _____


دق خاطر على باب غرفة هادية للمرة المليون، زفر بضيق من رد فعلها هذا، توقع عندما يقول الحقيقة سيمر الأمر مثلما حدث مع نوسة ولكنها وبكل أسف تركته دون كلمة منذ الأمس إلى الآن.. 


مسح على خصلاته ثم قال بضيق :


_ أفتحي بقى يا هادية عيب كدة.. 


كانت بالداخل تعيد الحسابات بداخل رأسها وبكل مرة تظهر النهاية أمام عينيها سيئة للغاية، أغلقت باب خزانة الملابس ومعها آخر فستان لها وضعته بداخل حقيبة ملابسها وأغلقتها، أخذت نفسا عميقا ثم اقتربت من باب الغرفة وسمحت له بالدخول.. 


دلف سريعاً وقال :


_ مستخبية في الاوضة من إمبارح ليه يا هادية،وبعدين شنطة هدومك بتعمل ايه على السرير؟!.. 


سألها بخوف من الإجابة، لتقول هي بهدوء :


_ ماشية.. 


هل قالتها بكل بساطة وكأنه لا يعني لها أي شيء، بلحظة غضب ألقى الحقيبة من فوق الفراش صارخا :


_ يعني إيه ماشية ومين سمح لك تمشي، أنا مش هسيبك يا هادية، من البداية لعبتي عشان أقرب منك وأحبك وقتها قولتلك بلاش صممتي وأنتِ عارفة كويس أوي حياتي عاملة إزاي، دلوقتي بقي عايزة تمشي؟!.. لأ يا هادية مش هينفع.. القرار المرة دي بأيدي أنا بس فاهمة أنا بس.. 


ملامح وجهه بمفردها كانت مرعبة بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنها أرهقت قلبها فوق طاقتها بكثير، معه كل حق ولكن منذ متى وخطأ واحد يدفع الإنسان ثمنه الباقي من عمره؟!.. رفعت رأسها اليه بقوة رغم خوفها الداخلي من نظراته مردفة :


_ أنت كمان كسبت.. 


رفع حاجبه بعدم فهم مردفا :


_ يعني إيه؟!.. 


_ كان نفسك أحبك وأتوجع وده حصل يا خاطر، أنا دلوقتي موجوعة، قولتلك بلاش أحبك عشان أقدر أكمل معاك دلوقتي أنا مش قادرة أبص في وشك ولا أقدر أطمن قلبي.. 


هل اعترفت بالحب إليه؟!.. نعم لقد سمعها وأطرب قلبه بجمال الكلمة، حاول الاقتراب منها إلا أنها أشارت له بالرفض وعادت خطوة للخلف فقال بحنان :


_ وايه الوجع في كدة بتحبي جوزك وجوزك بيحبك يبقى نفرح ونقرب بدل ما نبعد ونتعذب.. 


سقطت من عينيها دمعة وراءها ألف دمعة ودمعة، تخلت عنها ساقيها فألقت بجسدها على الفراش، زادت شهقاتها مع أنين قلبها، جلس بجوارها وضم جسدها إليه مردفا بحنان :


_ كفاية دموع، دموعك غالية وأنا قلبي مش حمل وجعك، اللي فات كله راح، بحبك يا هادية وكنت رافض أقرب لحد ما أسمعها منك دلوقتي بقي أنا مش هسيبك إلا وأنتِ في بطنك كمال الصغير.. 


يا ليته صمت، مع سيرة حديثه الأحمق جعل عقلها يتخيل أشياء مريبة، ابتعدت عنه بكل قوتها صارخة بغضب :


_ هو ده كل اللي في دماغك؟!.. إزاي أبقى معاك في سرير واحد مش كدة، لو أنت آخر راجل في الدنيا وروحي فيك مش هتقرب مني يا خاطر، روح شوف المصايب اللي وراك يمكن فعلاً يطلع لك عيل من الحرام اللي عشت عمرك كله جوا منه... 


مهما كانت مكانتها لديه لن يتحمل تلك الإهانة أو يسمح لها بها، قام من مكانه مردفا بغضب :


_ لو كان ده اللي في دماغي كنت أخدتك من أول يوم جواز وبالرضا مش بالغصب يا بنت ثريا، اللي فات مش من حقك تتكلمي فيه دي حياتي قبل ما تدخلي أنتِ فيها غصب عني، دخلتيها وأنتِ عارفة اني كلي مصايب يبقى دلوقتي مش من حقك تقولي لأ... 


قامت هي الأخرى رغم ألم جسدها العجيب مردفة :


_ كنت غبية وفوقت طلقني بقى لكن مش هعيش معاك بكل المصايب دي مش هخرج معاك وأنا حاسة إن كل واحدة بتسلم عليها كانت في حضنك قبل كدة، مش هقدر أعيش معاك وانت ممكن يكون عندك طفل من غيري، قولتلك لو حبيتك مش هكمل معاك يوم واحد طلقني بقى بدل ما أرفع عليك قضية.. 


قالتها بدل المرة اثنين " طلقني" جذبها من خصرها جعلها بين أحضانه عنوة ثم همس بجنون وعشق أعمى عيناه على أرتجاف جسدها :


_ موافق أطلقك بس لما تاخدي لقب مدام الأول مش لما تتجوزي بعد كدة هيقولو ايه طلعت من بيت خاطر أبو الدهب زي ما دخلت وهي قاعدة معاه كام شهر.. 


فزعت من معنى هذا الحديث، حاولت جعله يبتعد عنها ألا أنه سحب شفتيها بقوة بعد عدة ثواني أصبحت حانية عاشقة لتمر من بعدها ثواني وتحمل هادية لقب زوجة خاطر أبو الذهب بكامل إرادتها.. 


وضع رأسها على صدره وهو يأخذ أنفاسه بسعادة وانتشاء واضح على معالم وجهه، انكمش جسدها بالفراش وهي تشعر بعدم قدرتها على النظر إليه، مرر يده على خصلاتها هامسا :


_ مبروك يا حياتي.. 


_ طلقني أظن محدش دلوقتي هيقول حاجة عليك يا إبن أبو الدهب.. 


ربما يكون معها حق تلك الزيجة خطأ كبير من البداية، قام من فوق الفراش وقال وهو يرتدي ملابسه :


_ أنتِ طالق يا هادية.. 


_____ شيما سعيد _____.


الفصل الثاني والعشرون ج2 والثالث والعشرون من هنا    

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات