رواية أبو الرجالة الفصل الرابع والعشرون 24 والخامس والعشرون 25 بقلم شيماء سعيد


رواية أبو الرجالة 

الفصل الرابع والعشرون 24

والخامس والعشرون 25

بقلم شيماء سعيد

بجناح موسى..

كانت تقف أمامه مثل الطفل المذنب، طال صمته وزاد توترها، تتذكر جيداً صفعته لشقيقته وهروبها من أمامهم كأنها بالفعل هي المذنبة، عندما أتى اسم خاطر سقط قلبها على هادية وبنفس اللحظة قررت الانسحاب من تلك الجلسة العائلية..


صعد بعدها بخمس دقائق وجلس على أحد المقاعد بصمت مشيراً لها بالاقتراب، أقتربت بخوف لا تعلم سببه ولكن نظراته كانت كفيلة على إرعابها، أخيراً قرر الحديث بنبرة مريبة :


_ اللي حصل تحت ده اسمه ايه؟!..


ماذا دائماً يسقط عالمها فوق رأسها بعدما تشعر بحلاوة الحب، ابتلعت لعابها مردفة :


_ مش عارفة أقولك إيه بس بلاش تدخل هادية في الموضوع يا موسى..


شهقت بقوة وهو يضرب الطاولة المقابلة للمقعد لتسقط على الأرض ألف قطعة، عادت خطوة للخلف مقررة الفرار ليجذب موسى خصرها فوقعت على ساقه أغلقت عينيها خائفة، صرخ بقوة :


_ افتحي عينك وبصي لي..


نفذت طلبه وأكمل هو حديثه الحاد :


_ إزاي تقلي من نفسك وتطلعي تجري زي اللي عاملة مصيبة، إذا كان هي فضلت واقفة قدامي بكل بجاحة بتتكلم أنتِ بتهربي ليه؟!..


حدقت به بصدمة، توقعت أي حديث إلا ما قاله، فتحت فمها مردفة :


_ هو أنت مش زعلان مني؟!.


_ لأ زعلان طبعاً..


عاد الحزن إلى معالم وجهها وتجمعت الدموع بداخل عينيها، وضع كفيه حول وجهها سريعاً قبل أن تبكي قائلا بقوة :


_ إياكي مش مرات موسى الراوي اللي تنزل دمعة خوف من عنيها وهو عايش حتى لو خايفة منه..


عضت على شفتيها تكتم تلك الشهقة مردفة بتردد :


_ أنا مش خايفة منك أنا مش عايزك تزعل مني ولا تسبني يا موسى..


"آه من اسم موسى الذي يصبح مثل اللحن من بين شفتيكي يا عزيزتي " دفن رأسها بصدره مغلقا عليها بقوة حانية، ما هذا وكيف له أن يسقط مغرما بها بتلك السرعة، أحبها نعم هي تلك الحقيقة كل ما يشعر به جديدا عليه ولكنه لذيذ، بحث عن تلك المشاعر كثيراً وكانت الإجابة واحدة "أنت مغرم يا رجل"..


وضع وجهه على خصلاتها يتنفس رائحتها الممتعة مردفا :


_ أنتِ مالكيش دعوة بالموضوع يا فيروز عشان أسيبك، وبعدين أختي محدش يضحك عليها كل حاجة عملتها كانت بمزاجها وبالعند فيا، وحتى لو غصب عنها أنتِ وهادية برة الموضوع، كل المطلوب منك حاجة واحدة بس ولازم تتنفذ..


ابتعد عنه قليلاً تود رؤية ملامحه، ما هذا يا رجل كيف لك أن تكون هكذا؟!.. يشعرها بالكمال يجعلها تعيد ثقتها بنفسها والحب، ابن الراوي رغم كل ما تقوله عنه الصحافة إلا أنه مميز ومميز جداً، لتكون أكثر صراحة هو الآن الرجل الوحيد بعينيها بهذه الدنيا، بللت شفتيها بطرف لسانها مردفة :


_يعني أنت مش زعلان مني؟!.


حرك رأسه بخفة نافيا ثم وضع قبلة حنونة على شفتيها الناعمة مردفا :


_ لأ أنا مش زعلان أنا بحبك يا عزيزة..


كبيرة الكلمة وخصوصاً لو خرجت منه هو، رفرف قلبهاوكأنه لأول مرة يشعر بالحب، حدقت بعينه بلهفة تتمنى رؤية هذا الحب بداخلها وها هي ترى نظرة الحب التي كانت تتمناها، همست بتقطع :


_ أنت..


_ بحبك، ومفيش أي سبب للحب ده ولا حتى معاد، في مشاعر بتخليني أعمل حاجات غريبة من يوم ما شوفتك، عارف إن مشاعرك ليا ممكن تكون مش حب بس متأكد إن حبي ليكي يكفينا أحنا الاتنين..


وضعت يدها على فمه تمنعه من إكمال حديثه قائلة :


_ مين المجنونة اللي يبقى معاها راجل زيك ومتحبوش أنت تتحب وبس يا موسى..


ضمها براحة شديدة، ربما لم يكن تصريحها بالحب صريحا ولكنه مكتفي بما سمعه وشعر به، ابتسمت وقلبها مطمئن وعقلها يقول أخيراً وصل الغريق لبر الأمان، دقات خفيفة على باب الغرفة علمت صاحبها فأبتعدت عن موسى مردفة :


_ ده دودي أكيد..


نظر إليها بتحذير قائلا :


_ أسمه إياد إبن موسى الراوي مش بيدلع..


ضحكت بمرح مردفة :


_ مين قالك كدة ده موسى الراوي بنفسه هيدلع، هتبقى كريم كراميل..


رفع حاجبه بذهول مشيراً لنفسه مردفا بتساؤل :


_ كريم كراميل وأشمعنا بقى.


بكل براءة أجابت :


_ أصلي بحبها أوي، هروح أفتح لدودي بقى.. 


فرت من أمامه سريعاً وهي تحاول كتم ضحكتها أما هو همس :


_ كدة الهيبة راحت على أيد البنت دي.. 


_____ شيما سعيد _____


بعد منتصف الليل دلف موسى لغرفة الصالون وهو يفرك عنقه بضيق، يبدو ان أحدهم يضع عينه بتلك الزيجة، يتخلص من شقيقته يأتي إليه كمال أبو الدهب وولده خاطر، عند تلك النقطة ظهرت معالم الشر على وجهه.. 


أول ما فعله أعطى لخاطر لكمة بوجهه المشوه من ترحيب كمال به، ثم جلس على أحد المقاعد مردفا باعتذار :


_بعتذر يا أستاذ كمال بس ابنك ليا معاه حساب كبير.. 


تخيل كمال أنه يقصد مشكلة هادية فقال ببرود :


_ سيبك من خاطر وهادية دلوقتي ثريا فين يا موسى.. 


أما خاطر فضل الصمت قبل أن يأتي لهنا أرسلت له هادية رسالة مضمونها أن موسى علم أنه من فعل ذلك بمايا، أخذ موسى نفسا عميقا وأجاب ببرود :


_ حماتي في مكان يخصني ومش عايزك تعرف عنها حاجة لما تحب ترجع هبقي أقولك.. 


ضرب كمال المقعد المجاور اليه بقوة غاضبا :


_أتكلم بأدب أنا في سن أبوك، مراتي هرجعها بالذوق بالعافية هترجع بس اعمل حسابك أنا عملت كبير وجيت لحد عندك وأنت قليت مني.. 


ظل موسى ثابتا وألقى بنظره على خاطر قائلا :


_ قليت منك في إيه!! أنت وولادك أستغليتوا ست وبناتها مفيش معاهم راجل واتسليتوا عليهم، أنا دلوقتي كبير الست ثريا وبناتها يا كمال بيه يعني ليا حق عندك ولو في حد قل من التاني يبقى أنت اللي قليت مني لما لعبت بحاجة تحت حمايتي حماية موسى الراوي.. 


هنا رفض خاطر الصمت مردفا بقوة :


_ إنت ليك فيروز بس أما هادية ومرات أبويا وعطر دول بتوعنا أحنا.. 


خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتيه قبل أن يقول :


_ هو أنا قولتلك طلق مراتك والا أنت اللي عملت كدة من نفسك، بص يا كمال بيه عشان حضرتك في سن أبويا زي ما قولت من شوية الست ثريا في أحسن حال وفي أمان بس مش حابة وجودك معاها لما تهدى هنبقى نتكلم واللي له حق هيأخده.. 


لم يعطي لأحد منهما فرصة للتحدث وقام من محله مردفا :


_ تعالى ورايا يا خاطر عايزك... 


أخذ خاطر نفسا عميقا وذهب خلفه حتى غرفة المكتب أغلق الباب ثم قال بجدية :


_ لما سبتها مكنتش أعرف إنها حامل.. 


_ مات.. 


نظر إليه خاطر بصدمة :


_ هو مين اللي مات؟!.. 


_ ابنك اللي كان في بطنها.. 


_ بجد؟!.. 


رفع حاجبه بسخرية قائلا :


_ لما تضحك على بنت وتكتب عليها عرفي وتضيع شرفها وترميها هتبقى كل مشكلتك في النهاية الحمل عايش والا ميت؟!.. 


أجابه خاطر بصدق :


_ أقسم لك بالله مفيش بنت لمستها عذراء إلا هادية... 


تغيرت معالم وجهه مائة وثمانون درجة، هل ما وصل إليه حقيقي؟!.. مايا حقيرة وهو يعلم ولكن لن تصل لتلك الدرجة، جذبه من عنقه صارخا بغضب :


_ أنت بتقول إيه يا حيوان عايز تطلع نفسك من المصيبة وخلاص.. 


أبعده خاطر عنه بقوة مردفا :


_ البونية اللي أخدتها منك مش شوية سكتت عليها وقولت حقه لكن أكتر من كدة لأ، أنا لا بخاف ولا بكذب دي الحقيقة ولو عايز تتأكد اديني رقم أختك وهرن عليها وهتسمعها حالاُ.. 


فعلها أعطى إليه رقم الهاتف حتى يقطع الشك باليقين، أجابت مايا التي كانت تحفظ رقم خاطر على هاتفها بدلال :


_ كنت متأكدة إنك هتدور على رقمي يا بيبي عشان تعرف أخبار إبنك، ها بقى ناوي تصلح غلطتك إزاي.. 


نظر لموسى وقال ببرود :


_ غلطة إيه ده على أساس إنك كنتي بنت ما يمكن الواد إبن التاني أنا مالي.. 


_ شاطر يا بيبي هو فعلاً ابن التاني وأحب أقولك إن التاني جوزي حاليا والواد مات في بطني، اثبت بقى إني مكنتش بنت لو تقدر وشوف هتقدر تقف قدام موسى ازاي لأني مش ناوية أسكت هخرب حياتك زي ما سبتني يا خاطر.. 


أغلق الهاتف بوجهها بلا رد وألقى على موسى نظرة سريعة قبل أن يتركه بمفرده ويخرج من الغرفة.. 


من حسن حظه وجدها تجلس بحديقة المنزل أمام حمام السباحة، اقترب منها بخطوات بطيئة اشتاق إليها رغم أن الغياب لم يطل، لكنه يرغب بضمها لعله يشعر قلبه بالأمان يريح عقله بوجودها، كل ما يريده الآن فقط إثبات أنها أمام عينه، وها هو قرر ضمها مهما كلفه الأمر.. 


فاقت من شرودها على هذا العناق الحار لظهرها، لم تشعر بالفزع وكأنها تعلم صاحب هذا العناق جيدا، أغلقت عينيها لعدة ثواني مستمتعة بقربه منها ثم همست :


_ جيت ليه؟!.. 


ابتسم ووصلت إليها تلك البسمة مع نبرة صوته المشتاقة :


_ وحشتيني.. 


_ عشان كدة جيت؟!.. 


_ لأ.. 


_ أمال.. جاي عشان موضوع موسى ومايا؟!.. 


خرجت من أعماق قلبه تنهيدة طويلة، أبتعدت عنه وهو تركها تبتعد وجلس بجوارها مردفا :


_ تخيلي إنسان ماشي طول حياته غلط ويوم ما قرر يمشي صح كل حاجة تتهد فوق دماغه.. 


حدقت بحمام السباحة أمامها وهي بالفعل عاجزة، كل ما بداخلها عاجز عن التعبير، ما تمر به صعب يا ليتها أخذت من وقتها قليلاً وفكرت بتلك الكارثة التي أدخلت نفسها بها، تحدثت بتعب :


_ تعرف يا خاطر أنا ممكن أسامحك على كل اللي فات، عشان أكون صريحة معاك أكتر مش من حقي اعاتبك عليه لأني كنت عارفة بيه ومع ذلك قررت أقرب.. 


جذب كفها بلهفة مثل الطفل الصغير، يريدها أن تعود بين أحضانه لأول مرة بحياته يرغب بتكوين عائلة، يتمنى لو ينجب منها طفل يحمل جيناتها وجمالها، سألها وبداخله كل العزيمة على إنهاء هذا البعد :


_ أنا رديتك يا هادية لعصمتي، يلا بينا نمشي من هنا، مايا طلعت كدابة ومفيش بنا أطفال، عايز ابدأ معاكي من جديد وأنسى كل القرف اللي فات.. 


يا ليت الحياة بسيطة بتلك الطريقة التي رسمها عقله، جذبت كفها من بين يديه وقالت :


_ المشكلة بنا أكبر من اللي في دماغك بكتير.. 


تحدث باحباط :


_ إيه هي المشكلة قوليها يمكن يطلع الحل عندي، بلاش نخبي تاني اللي جواه حاجة يقولها يا حبيبتي.. 


_ الأمان يا خاطر أنا محتاجة أحس معاك بالأمان، عايزاك تحبني حب يحسسني إني الست الواحدة اللي خلقها ربنا، مش عايزة أشك فيك ولا أدور في موبايلك عايزة أبقى متأكدة إنك بتاعي لوحدي ولو قدامك ملكة جمال هبقي في نظرك أجمل تقدر تحسسني بكدة، طمني إنك مش هتخوني.. 


إلى تلك الدرجة هو شوه روحها ودمر صورته بنظرها؟!.. جذبها ليضمها من جديد بلا كلمة بلا وعود فقط أفعال تجعلها ترغب به وبالتكملة معه، قبل رأسها بحنان هامسا :


_ حسي بده وخليكي جوا حضني شوية... 


_____ شيما سعيد _______


بعد مرور ثلاثة أيام.. 


ذهب موسى لاجتماع هام وتركها بمفردها لأول مرة بعد زواجهما، نزلت المطبخ بحماس سيأتي من العمل يأكل غدائه من يد زوجته، اقتربت من الخادمة مردفة :


_ هو موسي بيحب أكل معين؟!.. 


_ بيحب شوربة الخضار.. 


رفعت حاجبها بتعجب وقالت :


_ شوربة خضار؟!.. مستحيل طبعاً هو إحنا عيانين، هعمل على ذوقي صنينة بطاطس بالفراخ بعشقها.. 


بدأت بتنفيذ خطتها بقلب سعيد كلها حماس بانتظار ردة فعله على طعامها، تبدلت ملامحها من صوت مايا الساخرة خلفها :


_ كويس أوي إنك عارفة مكانك حتة شغالة.. 


نظرت إليها فيروز مردفة :


_ مين اللي فهمك إنك لما تطبخي لجوزك تبقى شغالة.. 


أجابتها الأخرى بغرور :


_ الطبقة اللي إحنا منها مش نفس طبقة الخدم اللي أنتِ منها خالص.. 


حاولت أكثر من مرة التحلي بالصبر وخصوصاً أنها شقيقة موسى " لأجل عين تكرم ألف عين" ومع هذه الأخرى تخطت كل الحدود لذلك ستظهر قوتها مثلما طلب منها زوجها الحنون، تركت معلقة الطعام الخشبية من يدها وقالت ببرود :


_ اممم يمكن عشان كدة جوزك يعرف عليكي السكرتيرة وناوي يتجوزها عليكي.. 


_ أنتِ بتقولي إيه يا حيوانة أنتِ.. 


_ اطلعي برة بيتي حالا بدل ما اخلي الأمن يرميكي برة ووقتها هيبقى شكلك وحش أوي.. 


شهقت بخوف وهي ترى الأخرى ترفع عليها السكين قائلة بغل :


_ امشي النهاردة لو خايفة على أمك اللي عايشة عند أخويا الليلة الساعة 12 تمشي لو فضلتي هنا ل12 وخمسة هيوصلك خبر موتها.. 


_ إنتِ كدابة ومش هتقدرى تعملي حاجة.. 


_ جربي ولما تحضري العزا هتعرفي إني أقدر ويا عالم بقى الدور على مين.. 


تركتها ورحلت وبعدها فرت هي لجناحها مع موسى رنت عليه بدل المرة ألف ولكن بلا فائدة حتى نامت وهي تحمل الهاتف بيدها، ويدها الأخرى تضم بها جسدها المرتجف بانهيار.. 


مر النهار ووصلت الساعة الحادية عشر والنصف، أتت إليها صورة والدتها على شاطيء البحر وهنا لم تتحمل لابد أن ترحل من هنا الآن.. 


بدلت ملابسها وتركت منزل الراوي من باب الخدم وقبل أن تخطو خطوة واحدة فقدت الوعي، فاقت ويا ليتها لم تفق، فريد أمامها بمكان عجيب، نظراته واضحة ولمساته على جسدها أكثر وضوحا، صرخت بكل قوتها خائفة:


_ ابعد عني يا فريد بلاش تخليني أكرهك..


تكرهه هل وصل معها لتلك المرحلة، حرك رأسه برفض لتلك الفكرة، فيروز تخصه تعشقه ولن يسمح لها بالحركة من بين يديه، جذب خصلاتها بقوة يعطي لنفسه إشارة صريحة أنها مازالت تحت سيطرته ثم تحدث بنبرة مخيفة :


_ تكرهيني مرة واحدة، مينفعش يا فيروز ربنا خلق جواكي حبي لكن كرهي لأ..


رفعت نظرها إليه بخوف واضح، اين أنت يا موسى لا تعلم، هربت من بيت الراوي خوفاً من مايا وها هي الآن وقعت بين يدي الأسوأ، ارتفعت دقات قلبها وزاد صوت بكائها مردفة بخوف :


_ فريد اللي بيحصل ده غلط أنا ست متجوزة وأنت كمان راجل متجوز، أرجوك خليني أمشي من هنا وأنا والله العظيم مش هقول لموسي حاجة..


نظرة خوفها منه، حمايتها بغيره، طلبها للذهاب جميع تلك الأشياء أخذت عقله منه، زاد من ضغطه على خصلاتها وقال بملامح إجرامية :


_ موسى مين اللي بتحمي نفسك مني بيه، فيروز فوقي أنا فريد، فريد يا بت اللي كنتي بتدوبي في ايدي من مجرد بوسة..


_ فوق أنت بقى، شوف وصلنا لفين إحنا مش لبعض، ابعد عن حياتي لأني بحب جوزي بحب مو...


لم تكمل جملتها، أطبق على شفتيها يقبلها، أخذت تضربه بكل قوتها تقاوم بكل قوتها وهذا ما زاده جنونا وتحدي حتى يحصل عليها، صرخت :


_ موسى الحقني..


مل من إسم الآخر، وبخبرته كطبيب ضغط ضغطه بسيطة على عنقها لتفقد وعيها وأكمل هو ما يريده، بعد حصوله عليها ستعود إليه ويخرجها إبن الراوي من حياته للأبد..


____ شيما سعيد _____

🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶

الفصل الخامس والعشرين

أنتفضت من فوق فراشها بفزع، دارت عيناها بالغرفة لتعلم أين هي..بغرفتها بمنزل موسى!! ارتخى جسدها فسقط هاتفها من بين يديها حدقت به لتجد الساعة الرابعة عصرا إذن كل هذا كابوس،، لكنها كانت تعيشه وكأنه حقيقة ملموسة مازالت نظرات فريد المرعبة تلاحقها بالمكان..


ارتجفت مع فتح باب المرحاض وهنا قدرت أخيراً على أخذ أنفاسها براحة، موسى معها وهذا أكبر دليل على الأمان، اقترب منها وعلى ملامحه تعبيرات القلق مردفا :


_ مالك يا فيروز وشك مخطوف كدة ليه؟!..


_ مايا هددتني أسيبك وأمشي أو تقتل ماما فضلت أرن عليك كتير بس إنت مردتش عليا..


قالتها بنبرة خائفة زادت الأمر سوء، جلس أمامها ثم فتح ذراعيه إليها يحثها على الاقتراب منه مردفا :


_ تعالي في حضني..


طلب أحب من العسل على قلبها، ألقت بنفسها سريعاً بين أحضانه، تعلقت به وهي تعلن أنه طوق النجاة الخاص بها بطلها الخارق، شعر بأنفاسها المضطربة على عنقه ليميل عليها أكثر هامسا :


_ اهدي مايا مش هتقدر تعمل أي حاجة لأنها اتقبض عليها بعد ما خرجت من عندك على طول هي وجوزها، مامتك في حمايتي مش واثقة فيا والا ايه؟!..


قالها بنبرة مرحة ليخفف من حدة قلقها، إبتسمت وبدأت السكينة تدلف الي قلبها رويدا رويدا، طال العناق وطال معه صمتها ليقول موسى بخبث :


_ عزيزة اللي بيحصل ده غلط..


ابتعدت عنه بتعجب ثم عقدت حاجبيها مردفة :


_ هو إيه اللي غلط؟!..


_ قاعد أفعص فيكي بقى لي ساعة وبصراحة بقى جبت آخرى قدامك حل من الاتنين يا تخفي من قدامي يا تسبيني أشوف شغلي بقى..


اتسعت إبتسامتها ، وقح وبكل أسف جعلها غارقة ببحر وقاحته والأكثر من ذلك تعشقها، رفعت كفها ومررت أحد أصابعها على ذقنه مردفة :


_ من امتى الأدب ده بقى موسى باشا يستأذن قبل ما يقل أدبه..


نظر إليها بغرور قائلا :


_ صاحية من النوم مفزوعة وأختي حرقت دمك المفروض بقى أستأذن والا هبقي واطي قوي..


أومأت إليه بنظرات خبيثة، ثم أخذت وضع النوم مغلقة عينيها وجسدها يغطس تحت الغطاء مردفة :


_ إذا كان كدة بقى تصبح على خير يا أبو الذوق أنا فعلاً نفسياً مش مؤهلة..


حدق بها ثانية واحدة وفي الثانية التالية كان ينزل بحمل جسده فوقها، شهقت بتوتر ليثبت وجهها الجميل جداً والمغري جداً جداً بالنسبة له قائلا بوقاحة :


_ قوليلي يا مزة أنا حفظتك كام صفة فيا قبل كدة؟!...


أجابته ببراءة قطة صغيرة :


_ كتير..


_ قوليهم بقى عشان نفتكرهم مع بعض في اللحظة الحاسمة دي..


رمشت بعينها عدة مرات ثم قالت بدلال أذابه بين يديها :


_ بتتعصب بسرعة وتهدى بسرعة، عينك زايغة، بتحب التطبيل، وبترجع في كلامك عادي..


قرص أنفها بفخر مردفا :


_ شاطرة يا ناس ومفيش منك اتنين، حطي عليهم بقى إني واطي..


_ هاااا..


ها ماذا يا فتاة!! فموسي الراوي معك يذهب بعيداً كل البعد عن شخصيته ويخترع ألف شخصية حتى ينتهي بك الأمر بين أحضانه وهذا ما حدث بالفعل، أخذها لعالم حبه حتى تنسى نفسها بين يديه وتتذكر فقط أنها معه وله وهذا كافي جداً حتى يجعلها تضرب بالجميع بعرض الحائط..


_____ شيما سعيد ______


بعد مرور أسبوع بمنزل كمال..


زاده الهم أضعافا، بداخله شعور يؤلمه ولا يستطيع تمييز ما هو، اشتاق إليها، اشتاق إلى إبتسامتها وبكائها، حنانها وغضبها، تفاصيل كثيرة يفتقد مشاعره بها، ثريا كانت نعمة أعطاها الله إليه وربما هو فشل بكل براعة بالحفاظ عليها..


دق هاتفه لينظر للشاشة بملل تحول لبريق من الأمل بعدما رأي اسم الرجل المكلف بالبحث عنها، فتح الخط سريعاً وسأل الآخر بلهفة :


_ عرفت مكانها صح؟!..


_ أيوة يا كمال باشا في شرم الشيخ..


_____ شيما سعيد _____


بمنزل نوح ألقى بكل أدويته على الأرض، أتى من عند الطبيب الذي قال له إن الدواء لم يفعل أي تحسن حتى لو بسيط، كانت عطر بالمطبخ تعد إليه كوب من الحليب، انتفضت على صوت صراخه لتترك ما بيدها وتذهب إليه بخطوات سريعة..


فتحت باب الغرفة لتجد كل شيء رأسا على عقب، وبين هذا وذاك يجلس هو على الأرض بجوار الفراش، شارد بملامح حادة، حزين، عاجز وهذا ما جعلها تتألم، جلست بجواره ومدت يديها لتضمه إليها مردفة :


_لو عايز تبطل العلاج بطل..


كان ضائعا وغريقا وحضنها هو طوق النجاة خاصته، أمان كبير يأخذه من هذا العناق، وهي بين يديه يطمئن على وجودها معه، أخذ نفسا عميقا من رائحة عطرها المميزة، تصلب جسده مع سماعه جملتها ابتعد عنها بنظرات متعجبة وسألها :


_ إنتِ بتقولي إيه؟!..


إبتسمت إليه بعشق، كلما نظر إليها يرى بعينيها نظرة واحدة بمعنى رائع " أنت بالنسبة لي ومن بعدك الطوفان" مررت أصابعها على شعر ذقنه العاشقة له مردفة :


_ اللي سمعته يا نوح، لو مش عايز تكمل إنت مش مجبر، لما صممت على العلاج كنت عايزة طفل منك يربط بنا ويحسسني إنك بتاعي وهتفضل على طول جانبي، بس لو هتفضل طول الوقت بتتعذب بالنتيجة يبقى بلاها خلاص خليك في حضني وبس يا نوح مش عايزة حاجة تانية..


آه يا قلب نوح، أنتِ يا صغيرة قادرة على إعطائي القوة، فتح لها ذراعيه بدعوة صريحة للعناق وهي تعلقت به مثل الطفلة الصغيرة، أغلق كلا منهما يديه على الآخر بكل قوة وكأن لديهما رعب البعد، إبتسمت مع شعورها بقبلاته الساخنة على عنقها الطري..


مستمتع لأقصى درجة، مطمئن جداً وهي بين يديه بتلك النعومة، حملها وشفتيه تكمل مهمتها وضعا إياها على الفراش لحظة والثانية و تاه الإثنان معا ببحر اللذة بعيداً كل البعد عن حرب المعاناة الحقيقية بحياتهما..


بعد فترة كانت تتوسط صدره مغلقة العينين فقال :


_ هكمل علاج..


رفعت وجهها إليه وعلامات التعجب واضحة على معالمها هامسة بنبرة متوترة :


_ ليه؟!..


بدأت أصابعه تلعب بخصلات شعرها الناعمة مجيبا عليها بنظرات شغوفة، شغوفة جداً :


_ كل ما الدكتور يقولي مفيش تحسن بخاف تسبيني، لكن دلوقتي هكمل حتى لو خلفنا واحنا عندنا خمسين سنة مش هيفرق معايا التعب ولا الوقت طالما ضامن وجودك جانبي...


طفل صغير تدلل كثيراً وأفسده الدلال ورغم هذا مازال بداخله قطعة بيضاء بها براءة خالصة، هذا هو نوح وهذه هي شخصيته المعقدة رغم بساطتها، ابتسمت إليه بحلاوة قائلة :


_ طمن قلبك قول له بحبك يا إبن أبو الدهب..


غمز لها بمرح مردفا :


_ الله ده إحنا بنقول أغاني كمان، طيب يا حبيبة قلب ابن أبو الدهب ايه رأيك نهرب..


رفعت حاجبها بملامح ساخرة وقالت :


_ نهرب ليه وفين هو إحنا علينا تار؟!..


جز على أسنانه بغيظ مردفا :


_ دمك يلطش يا بت، بقى أنا بحاول أبقى رومانسي يكون ده ردك غوري قفلتيني..


_ إسم الله على رومانسيتك يا سي نوح ده أنت شعلة نكد متنقلة في كل مكان أخدتني وردة وفضلت تنكد عليا لحد ما بقيت فجلة..


تفاجأ من هجومها عليه بتلك السرعة فسألها بذهول :


_ أنا نكدي يا بت ثريا..


_ مالها ثريا يا عنيا هجت منك أنت ومن أبوك واخواتك يا عيلة مستفزة...


أنهت حديثهاوقامت بجذب شرشف الفراش لتخفي به جسدها وذهبت من أمامه إلى المرحاض بخطوات غاضبة، حرك شفتيه بتعجب مردفا :


_ هو في ايه؟!..هي عبيطة والا ايه؟!.. بت استني أنا كمان عايز أستحمى...


_____ شيما سعيد ____


بعد ساعات قليلة وصلت سيارة كمال أبو الدهب لشرم الشيخ أمام منزل مكتوب عليه بخط فخم " فيلا موسى الراوي"، أخذ نفسا عميقا يحاول التحكم بدقات قلبه، حبيبته بينه وبينها تلك الجدران يا ليته قادر على هدمها حتى يأخذها بين أحضانه..


أغلق باب السيارة على عجل وبخطوات سريعة اقترب من الحارس مردفا :


_ عايز أقابل مدام ثريا..


تعجب الحارس من معرفته بوجود تلك السيدة بالداخل فالسيد موسى يخفيها كأنه يخفى جريمة، أخرج هاتفه وقام بالاتصال على موسى مردفا بتوتر :


_ باشا في راجل هنا عايز يدخل يقابل ثريا هانم..


_ أدي له الموبايل..


نفذ ما أمره به سيده وأعطى الهاتف لكمال الذي قال بنبرة متلهفة :


_ خليني أدخل أشوفها يا موسى دي مراتي ووحشتني..


_ ماشي يا كمال بيه أدخل بس اعمل حسابك إنك عرفت مكانها ودخلت لها بمزاجي، خد فرصتك وحاول تحافظ عليها..


أغلق الهاتف وأسرع بالدخول إليها، متلهفا على رؤيتها، مؤكدا أنها ستكون رائعة حتي وهي حزينة، فتحت له الخادمة باب المنزل مشيرة إليه على الغرفة دون أن يسألها..


وقف على باب الغرفة عدة لحظات مترددا بفتحه، قلبه يرتجف من الداخل كأنه طفل صغير يخشى من عقاب والدته القاسي، أعطى لنفسه بعض الشجاعة وفتح أخيرا الباب الفاصل بينهما..


ها هي تنام على الفراش ويبدو على ملامحها الإرهاق، اقترب من فراشها وجلس بجوارها هامسا :


_ ثريا افتحي عينك نفسي أشوفها..


رغم عمق نومها رائحته وصلت إلى أنفها وأقلقتها، استجابت لندائه بلا وعي منها، فتحت عينيها لترى ملامح وجهه الشاحبة، وسيم كما هو ولكن الحزن مزين معالمه الرجولية، لحظة والثانية حتى فهمت كونه أمامها بالفعل..


انتفضت مبتعدة عنه ليقول :


_ بالراحة هتتعبي..


أشارت إليه بعدم الاقتراب بغضب قائلة :


_ إنت ايه اللي جابك هنا؟!..


نظر إليها بتعجب مردفا :


_ يعني إيه، ايه اللي جابني يا ثريا إنتِ مراتي، طلعتي من غير إذني وبعدتي عني وأنتِ عارفة إني مقدرش أعيش من غيرك..


رفعت حاجبها بسخرية من حديثه قائلة :


_ إنت مصدق نفسك وأنا بقى المفروض إني أرمي نفسي جوا حضنك وأقولك حقك عليا يا حبيبي معلش سامحني أصلي كنت غبية لما أخدت موقف مرة واحدة في حياتي وقررت  أطلع بره سيطرتك، ده اللي إنت عايز تسمعه مش كده بس أنا مش هقولك كده يا كمال هقولك إني فرحانة ومبسوطة جداً ببعدي عنك وعن حياتك اللي كلها غلط في غلط .. 


_ وأنا مش عايز أسمع منك كده يا ثريا أنا جاي عشان أقولك وحشتيني كل اللي محتاجه حاليا آخدك جوه حضني وأطمن إنك جنبي و أي حاجة تانية ممكن مع الوقت تتحل.. 


أنهي حديثه بتنهيدة متعبة ومد يديه بمحاولة بائسة منه بضمها لصدره إلا أنها وضعت كفيها على صدره تمنعه من الاقتراب منها مردفة بقوة:


_ ما فيش حاجة هتتحل إنت هتفضل طول عمرك أناني ومش شايف إلا ولادك وبس ومستعد تدوس عليا أنا وبناتي عشان إنتوا تبقوا مبسوطين، وأنا مش هعمل كده تاني يا كمال ما بقاش عندي اللي يجبرني أفضل تحت رجلك، لأن بقى عندي راجل هيقف قدامك ويمنعك تئذيني وتئذي بناتي.. 


صدم من حديثها ومعناه، صدمته الأكبر كانت بنظرتها إليه لم يتوقع بأبشع كوابيسه أن تكون محبوبته تراه بتلك الصورة، تقف أمامه وتقولها صريحة أصبح لها ظهر وهذا الظهر ليس أنت، قام من محله من على الفراش ودار حول نفسه بالغرفة، يشعر بالاختناق رجولته وقلبه غير قادرين على تحمل ما تفوهت به حدق بها مردفا بذهول: 


_ إنتِ سامعة نفسك بتقولي ايه يا ثريا للدرجة دي شايفاني زبالة، مش هكذب وأقول لك إني ملاك لكن أنا حبيتك ووعدتك إنك هتبقي في حمايتي.. 


ردت عليه بقوة:


_ وبعد ما وعدت عملت إيه نفذت؟!..أول ما بنتي اتخطفت كان كل تفكيرك حوالين ابنك وبس، لكن اللي كان ناوي يعمله في بنتي كان بالنسبة لك ولا حاجة، ولما لقيته تقدر تقول لي حاسبته على اللي عمله والا لأ؟!..أكيد ما عملتش حاجة زي العادة.. أنا شبعت كلام يا كمال لو فعلاً عايزني هديك فرصة تانية ودي مش عشانك دي عشان ولادك اللي في بطني اثبت لي مرة واحدة في حياتك إنك بتحبني بجد مش مجرد كلام وخلاص حسسني وأنا جنبك بشوية أمان يا أخي.. آاااه..


انتبه إليها بعدما كان تائه ببحر تأثير كلماتها عليه، اقترب منها سريعا وهو يراها تضع يدها على بطنها المنتفخة وتبكي بألم، ضمها إليه مردفا بلهفة:


_ في ايه يا ثريا مالك حاسة بايه؟!..


ارتفعت شهقاتها وهي تنظر لخيط المياه الساقط من بين فخذيها مردفة بخوف:


_ الحقني يا كمال أنا بولد..


_____ شيما سعيد ______


بعد نصف ساعة كانت سيارة أولاد أبو الدهب على الطريق لشرم الشيخ بعد اتصال والدهم بهم ، أسند فريد رأسه على مقعده وهو يتابع الشارع أمامه بشرود ، فاق على صوت خاطر الجالس بالمقعد الخلفي:


_ مالك يا دكتور سارح في الدنيا كدة ليه ؟!..


زفر بضيق مخرجا سيجارة فخمة آخذا منها نفسا عميقا قبل أن يقول:


_ تايه في الملكوت..


تعجب نوح من نبرة صوت فريد الجديدة ، يبدو بالفعل أنه بائس حزين ، ألقى عليه نظرة متفحصة مردفا:


_ مالك بجد يا فريد شكلك وكلامك كله غريب ، إنت بتحب فيروز فعلاً ؟!.. طب لو ده حقيقي سبتها تتجوز ليه؟!! اتجوزت غيرها أساسا ليه وطلقتها ؟!.. أنا مش فاهم دماغك يا فريد..


أخرج تنهيدة عميقة من صدره مردفا:


_ أنا نفسي مش فاهم حاجة خالص ، جوايا مشاعر كتيرة فوق بعضها مش عارف هي ايه ولا هوصل بيها لفين ، فيروز كانت حاجة حلوة أوي بحب أقرب منها بحب أشوفها بحب أحس إنها بتاعتي ، لما اتجوزت كان كل هدفي انها تفضل بتاعتي بس لما أخدها مكنش الموضوع فارق معايا ، كان كل تفكيري لما هبص في عين هالة أقولها إيه ، نظرة الوجع جواها قتلتني وخصوصاً إني السبب فيها..


طال صمت الإخوة بعد هذا الحديث فقال بضجر:


_ ما تردوا يا بهايم أنا مش بتكلم معاكم..


أجابه خاطر بسخرية:


_ إنت عبيط يا فريد حب ايه!! فيروز كانت بالنسبة ليك مجرد لعبة يا فريد فاهم يعني إيه لعبة.. 


ضحك نوح بقلة حيلة مردفا:


_ من رأيي نروح كلنا ملجأ نتربي من أول وجديد..


حرك فريد يده على خصلاته مردفا:


_ حتي الملجأ هيرفض ياخدنا إحنا محتاجين الأحداث..


زاد نوح من سرعة السيارة بحركة جنونية وبدأ يلعب بعجلة القيادة ليقول خاطر بتحذير:


_ نوح بطل جنان وسوق بالراحة..


حرك نوح رأسه بتعب مكملاً نفس جنون قيادته مردفا:


_ أنا إحتمال كبير مخلفش..


_ هاااااا..


شعر بتعب عجيب أصابه ، حاول التحكم بسرعة السيارة إلا أن الأوان قد فات وانقلبت بهم عدة مرات..


_____ شيما سعيد ___..


       الفصل السادس والعشرون من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات