
رواية أبيض وأسود
الفصل السادس 6 الجزء الثاني
بقلم منى محمود بركات
بهاء وبكر فضلوا ساكتين مش مستوعبين اللي مؤمن قاله ومؤمن كان عارف إنهم اتصدموا ف سكت دقيقه تقريباً وبعدين كمل كلامه
ــ الشخص اللي خطفني بعد ما العربية أتقلبت بيا قالي أن اسمه مهاب معتز الدميري وإنه يبقي أخوك والرسالة اللي بلغني أقولها لك ( خد نفس وبعدين كمل ) حاول تهرب وتبعد على قد ما تقدر عشان اللي نصر ناوي لك عليه أنت عمرك ما تتخيله ما تفكرش كثير أنا إزاي عايش عشان هتتعب في التفكير ومش هتوصل لاي حاجة أنا شغال معاهم دلوقتي عايز أنتقم منك ولا فارق معايا أي حد فيكم النصيحه اللي قلتها لك دي يعني حكم إنك أخويا مش أكتر عايز تعمل بيها أعمل مش عايز تعمل بيها وعايز تكمل براحتك بس أعرف إن لو في يوم وقفت قصادي أنا هدوس عليك وهكمل
سكوت للمرة التانيه بهاء عيونه لمعت بالدموع وبص ل بكر بضياع وتوهه بس بكر بص له بكل قوة وإصرار وتحدي إنه هيكمل وهيقدر وإنه معاه وإنه مش لوحده
بكر وجه كلامه ل مؤمن
ــ لو سمحت يا دكتور عايزين نعرف إيه اللي حصل بالتفصيل
مؤمن هز رأسه بمواقفه وبدأ يحكي ..
ــ أنا بعد ما عربية ظهرت من العدم وخبطتني وعربيتي اتقلبت مرتين محستش بحاجة خالص ولما فتحت عينيا كنت في أوضة مفيهاش غير سرير اللي أنا مربوط فيه حاولت أتكلم بس محدش كان بيرد عليا جسمي كله كان بيوجعني كنت حاسس إني هموت وبعد وقت كتير أنا مش عارفه هو قد إيه لاقيت حد داخل وقالي حمدالله علي السلامة يا دكتور ولما حاولت أعرف أنا فين وعايزين مني إيه لاقيته قالي الرسالة اللي قولتهالك يا بهاء وإني هرجع بيتي بكرة بس ممنوع أبلغ أو أروح مستشفى ولما قلتله دي حادثة وأكيد الدنيا أتقلبت دلوقتي قالي عادي قول فوقت لاقيت نفسك ع الطريق وولاد الحلال وصلوك ل بيتك وانك مش فاكر حاجة حاولت أفهم أكتر سابني وخرج وفضلت في الأوضة لوحدي تقريباً من كتر التعب كنت كل شويه بيغمى عليا و أفوق وأنا بردوا لوحدي لحد ما فاجأة الباب أتفتح دخلو أتنين ضخام جدا فكوني و حطولي شريطة علي عيني و خدوني علي عربية و مشيوا بيا وفاجأة وقفوا ونزلوني ومشيوا شيلت الشريطة من علي وشي لاقيتني علي أول شارع أمي جيت ع هنا وكلمتك علي طول دا كل اللي حصل
بكر بتفكير
ــ يعني الغرض من خطفك هو رجعونا الشغل وظهور مهاب في الصورة ؟
بهاء بصوت مخنوق
ــ أومال أنا دفنت مين ؟؟ مين اللي مات لو دا مهاب ؟ وبيشتغل معاهم يعني اي؟
بكر
،ــ طول ما أنت مصدوم مش هتقدر تفكر صح
بهاء بعصبية
ــ والمفروض لما أعرف إن اخويا اللي دفنته لسه عايش أعمل إيه يا بكر أكبر دماغي ولا أفرح ولا أعمل إيه
بكر
ــ مقولتش كدة أنا كل اللي اقصده خد وقتك في الصدمة يا بهاء ولما تفوق منها هنقعد ونفكر وتوصل لحل سوا إن شاء الله
بهاء بسخرية ووجع
ــ كل مرة بنقول كدة ومبيعديش ٢٤ ساعه علي بعض إلا وبنلاقي مصيبة جديدة حلت علينا يا بكر هنفوق ونفكر أمتي لما نصر يلبسنا تهمه ولا يقتلنا
بكر بهدوء
ــ لا إن شاء الله مفيش حاجة من دي هتحصل وبعدين إحنا مسافرين الصبح بور سعيد نخلص ونرجع أوعدك هنقعد سوا ونفكر في كل حاجة
بهاء
ــ وبسمة وبابا اقولهم ايه ؟
بكر
ــ ولا اي حاجة اصبر يا بهاء خلينا نتصرف بهدوء نصر بيلعب ب أعصابك متدلوش الفرصه دي أبدا
مؤمن
ــ أنت مسافر بورسعيد ليه ؟ وفهموني في ايه بيحصل بدل ما أنا طيشه كدة
بهاء بحزم
ــ انت برة الليله دي يا مؤمن أنا و بكر بطولنا أه وورانا ناس مسؤولين مننا بس أنت عندك زوجة وبنت وأم ملهمش غيرك كلهم أرجوك لحد هنا وكفايه نفذ كل اللي طلبوه منك وبعدها خد إجازة وأبعد لحد ما الموضوع دا يتقفل تماما يا بموتي يا بموته
مؤمن كشر
ــ أنا مش بره حاجة يا بهاء أنا معاكم بمزاجي أو غصب عني أنا معاكم ف حته لو هفضل هنا زي ما أنا اكون فاهم إيه بيحصل حواليا عشان لو جد جديد اقدر اتصرف
بكر
ــ مؤمن بيتكلم صح لازم يفهم حتي لو هيبعد دلوقتي عن الصورة يبعد وهو فاهم افضل للكل
بهاء بتعب
ــ أحكيله أنت طيب بس قبل ما بكر يقولك اي حاجة انت هتنفذ إللي طلبوه وتاخد إجازة تريح وسط عيلتك ارجوك يا مؤمن أنا بجد مش حمل مناهدة
مؤمن
ــ يا عم أنا قادر أتحرك ما هترزع مكاني بس أفهم
بكر حكاله كل اللي حصل وهو كان رأيه من رأي بكر ... نصر بيعلب ب أعصاب بهاء عشان يغلطه أو يكون سهل عليه بعد كدة يعمل اللي هو عايزه
خلصوا كلام معاه ونزلوا روحوا علي البيت وكل ما بهاء يحاول يتكلم أو يفكر بكر يوقفه ويطلب منه يصبر ل بعد سفريه بورسعيد وبعدين يفكروا سوا ... كان حاسس إن بهاء لازم يفضل ويهدي .. لازم ياخد وقته في الاستيعاب عشان يقدر بعدها يفكر صح بدل ما يهم الدنيا زي كل مرة المرة دي هو جمبه مش هيسيبه ابدا
الليل عدي طويل ومحدش قدر ينام دقيقة واحدة منهم لا بهاء قادر يتخطي الصدمة ولا بكر عارف يلاقي مخرج للي هما فيه
تاني يوم الصبح اتحركوا علي بورسعيد عشان يقفلوا القضيه اللي معاهم
بهاء محاولش يتكلم تاني مع بكر في اللي حاصل ... كان حاسس انه فعلا مجهد وتعبان ومش حمل أي تفكير فقرر يسمع ب نصيحه بكر ويركز في القضية اللي معاه لحد ما يرجع وقتها يحلها الحلال
وصلو بورسعيد وطلعو علي القسم والظابط المسؤول عن التحقيق اتكلم معاهم وهنا كانت المفاجأة
بهاء
ــ يا تري في جديد في التحريات أو التحقيق مع المشتبه فيهم
الظابط
ــ كلهم نكروا وقالوا منعرفش مين دي ولما سألناهم حد من اهل البيت مختفي ومحددناش نوع المختفي أو سنه واحد منهم وقع بلسانه وقال لا محدش من عيالنا مختفي كلهم موجودين
بهاء
ــ طب تمام كدة انحلت
الظابط بأسف
ــ لا للاسف حتي بعد ما قال كدة وواجهنهم بكل حاجة اللي طالع عليهم ملناش دعوة منعرفش حاجة وهيتحولوا علي النيابه الصبح
بهاء
ــ الجيران الأقارب سالتوهم ؟
الظابط
ــ أقوالهم متضاربة في منهم بيقول أن بنت عبد الفتاح الكبير اختفت وفي منهم بيقول أنها عند امها في المنصورة لأن ابوها متجوز ومخلف ومطلق امها من اربع سنين والحقيقه تايهه بين كلام الناس
بهاء بغضب
ــ تايهه !! ولا حضرتك مكسل تشوف شغلك ؟ تواصلت مع طليقه الراجل وعرفت البنت عندها ولا لا طيب طابقات مواصفات البنت دي بالمواصفات اللي عندك في الملف ؟
الظابط كشر
ــ أنا كملت ملف التحريات وهسلمه مع المشتبه بيهم للنيابه الباقي بقا شغلهم أنا مالي
بهاء
ــ انت مالك دا ايه دا شغلك يا بيه ولو كل واحد كسل يعمل شغله هنلاقهم خرجوا ولا كأنهم عملوا حاجة وحق الطفلة الصغيرة دي هيروح ... أنت شوفت صور الجثة ؟ شوفت بنت صغيرة زي دي متقطعة ومحطوطة في شنطة سفر ومرمية إزاي ؟ مصعبتش عليك يا اخي ؟ مخفوتش بنتك ولا أختك تكون مكانها
الظابط
ــ هو انا اللي قتلتها قلتلك حاولت معاهم كتير رافضين يتكلموا مفيش علي لسانهم غير جملة واحدة منعرفش حاجة. مشفناش حاجة
بكر
ــ الباشا هيحتاج يشوفهم مش حضرتك كدة كدة هتسلمهم الصبح للنيابه ؟
الظابط
ــ أه أن شاء الله
بكر
ــ تمام أنا والباشا بعد اذنك يعني هنقضي الليله هنا معاهم وان شاء الله علي الصبح هيكون معانا منهم اعتراف بكل حاجة
بهاء لسه هيرد بعنف علي زوق بكر في الكلام بس نظرة بكر له خلته سكت لما يفهم قصدة إيه
الظابط
ــ تمام تنورونا طبعا ... دا ملف القضيه اللي أنا جهزته .. هتلاقوا فيه أسامي الناس وكل حاجة ... أنا يادوب الحق اروح ... القسم قسمكم بقا يلا سلام عليكم
بكر أبتسم
ــ وعليكم السلام تشكر يا باشا في حفظ الله مع ألف سلامة
خرج الظابط وبهاء كان الغضب ماليه
ـــ ممكن افهم دا ايه ؟
ــ الظابط دا مسنود يا باشا
ــ عارف يا أخويا من اول ما قريت أسمه وأما فهمت هو مين واحنا أصلآ هنا ليه
ــ لا ثواني معلش عشان متهش منك هو مين دي تمام فهمتها أنا كمان لكن اي علاقه دا ب إحنا هنا ليه ؟
ــ الظابط دا هو سبب طلب نصر اننا نرجع الشغل من تاني وتحديدا القضيه دي لما قالي مش في قضيه انت ماسكها ... نصر من الاول كان هدفه نيجي هنا وتقابل الظابط دا الظابط دا عمه يبقي ماسك منصب كبير اوي في الأمن الوطني وأبوه لواء جيش سابق الله يرحمه
ــ يا ابن اللعيبه لا حلوة يا باشا عجبتني ظابط فروفوره وانت عصبي ماشاء الله اكيد هتغلط فيه ف يكلم عمه ف عمو يشدنا حلوة بصراحة ... بس طالما أنت عارف كدة كنت هتدخل فعلاً فيه شمال ليه ؟
ــ عشان مش حتة حركة زي دي اللي تهزني يا بكر إن شاء الله اسيب الخدمة كلها مش فارق معايا بذمتك دا ظابط دا دا يودي الدنيا في داهيه بغبائه وربنا
ــ معاك يا بهاء بس طالما عرفنا غرضه بلاش ينوله علي الاقل كدة نبقي سابقين بخطوة ونكون فكرنا ورتبنا نفسنا كويس معلش تعالى علي نفسك
ــ ما أنا سكت أهو ... وريني الملف خليني اتلهي في القضية دي شويه يمكن أهدي
ــ أتفضل يا باشا
مسك بهاء الملف اللي كان فيه بيانات ساكن البيت ... البيت كان ساكن فيه اخين عبد الفتاح الاخ الكبير ومراته سميه وعياله شهد وشريف وعنده طفله تانيه من طليقته بتيجي تعيش مع ابوها علي فترات اسمها نورا
والدور التاني فيه اخوة الصغير عبد العزيز ومراته هند وعياله محمود ومحمد
الاخين عندهم سوبر ماركت كبير وحالتهم الماديه ميسورة ولما اتسالوا عن نورا قالو انها مع طليقه عبد الفتاح اللي عايشه في السويس وان محدش منهم ناقص ولا يعرفوا مين المنقبة اللي دخلت ولا عمرهم شافوها
التحريات خلصت لحد كدة ... كانت ناقصة كتير جدا بس للأسف الظابط استسهل وقفل الدنيا عشان يريح دماغه وبهاء معندوش اي وقت عشان يتواصل مع طليقه عبد الفتاح الا لو هيصتدم مع الظابط ودا اللي نصر من البدايه كان مخطط له
بكر قري الملف بعد بهاء وهو كمان كان محتار نفس حيرته وبعد حوالي ربع ساعه من السكوت التام بهاء بيفكر فيهم هيعمل اي اخيرا اتكلم
ــ الفرصه الوحيدة اللي قدامنا أننا نعرف منهم هما .... أنا عايز كل واحد لوحده يا بكر مش مع بعض تمام
ــ تمام يا باشا ... تحب نبدء بمين ؟
ــ ممممم نبدء ب هند مرات عبد العزيز الصغير
ــ هند ! غريبه فكرتك هتبدء ب عبد الفتاح نفسه
ــ لا لا خليه للاخر وااه لما اخلص مع هند تدخلها بنفسك الاوضه بتاعت الظابط النبطشي وممكن لا حد يتكلم معاها ولا يدخلها من أساس تمام
ــ تمام يا باشا قريتك ثواني وتكون قدامك
خرج بكر وشويه ورجع ومعاه هند ... كانت خايفه بس بتحاول تبان قويه وثابته ... بكر وقفها قدام مكتب بهاء اللي كان باصص قدامه في الملف وساكت ... وبعد خمس دقائق سكوت كانت هند أتوترت أكتر فيهم بدأ بهاء يتكلم وهو بيولع سيجارته وبردو من غير ما يبصلها
ــ هند خميس أشرف ... ٣٣ سنه ..دبلوم تجاره .. ربه منزل ... عندك ولدين ممممم ( رفع رأسه وبصلها ) قوليلي بقا يا هند أنتي ولا سمية اللي لبس النقاب وخرج رمي نورا ورجع ؟
كانت لسه هتتكلم لكنه قاطعها وكمل
ــ وقبل ما تكدبي الجثه اتاكدنا إنها جثه نورا هتقوليلي ازاي هقولك خدنا عينه من عبد الفتاح من غير ما حد منكم ياخد باله وعملنا تحليل DNA وطلعت النتيجة إيجابية يعني هي أم نورا ... طليقه عبد الفتاح في الطريق ل هنا دلوقتي أتقبض عليها هي كمان ( بص في ساعته ) مممم يعني نص ساعه كدة وتوصل ... إحنا عرفنا مين البنت خلاص عرفينا انتي كنتي مشاركة في نقل الجثه بس ولا قتلتيها ؟ خلي بالك العقوبه هتفرق وإنتي عندك عيلين عايزة تربيهم فكري فيهم كويس أوي قبل ما تنطقي بحرف واحد لأن بعد ما تخرجي من هنا وسمية تدخل اللي هتقوله سمية أنا هصدقه لو إنتي متعاونيتش معايا هتضطر أصدقها ... ها قولي سامعك
هند الدموع ملت عينيها وكانت كل ما تيجي تنطق تسكت وترجع تحاول تتكلم ف تسكت
بكر
ــ لا الباشا مش فاضي لسه هيكمل التحقيق مع الكل أخلصي مش الليل كله هنقضيه بنسمع سكوتك
هند بصوت واطي
ــ أنا والله مليش دعوة بحاجة ... أنا معملتش حاجة صدقوني معملتش حاجة أنا أنا مخرجتش من بيتي ابدا مسبتش شقتي والله مليش دعوة مليش دعوة
بهاء
ــ تمام يا هند هصدقك إنك ملكيش دعوة... قوليلي بقى إيه اللي حصل بالظبط
هند بدأت تعيط
ــ معرفش والله العظيم ما أعرف
بهاء خبط علي المكتب جامد لدرجة أن هند من الخوف رجعت خطوتين لورا
ــ إنتي هتستعبطي يا بت انتي ولا ايه ما تخلصي خلينا الحق اتكلم مع الكل قبل ما التانية دي توصل مش هقضي الليل كله معاكم هنا أخلصي
ــ هي هي نورا أصلها يعني معرفش أصل
بهاء ل بكر
ــ أرميها في مكتب الظابط وهاتلي سمية وشوفلي العربية اللي جايبة طليقة عبد الفتاح هتوصل أمتي يلا
بكر
ــ تمام يا باشا ... يلا اتحركي قدامي
هند بخوف
ــ لا لا خلاص هتكلم ... سمية هتلبسهالي أنا عارفة وأنا والله ما عملت حاجة أنا مخرجتش من شقتي ابدا
بهاء
ــ آخر مرة هقولك سامعك إتفضلي
هند
ــ نورا بنت عبد الفتاح كانت يعني من وقت للتاني أمها تجيبها تقعد مع أبوها في الإجازات وكدة بس من سنه كدة بدأت المشاكل بين عبد الفتاح ودعاء طليقته
بهاء
ــ مشاكل ليه
هند
ــ دعاء فاجأة جابت نورا وقالت مش عايزاها ومش هتخليها معاها تاني ... ومهما نحاول معاها مفيش فايدة طب ليه البنت عملت ايه مفيش سبب هو كدة وخلاص وسابت البت بشنطة هدومها ومشيت عبد الفتاح وسمية حاولو يتكلموا مع نورا كانت بتعيط وبس فضلت البنت معانا شوية اول كام يوم كانت بتعيط وساكتة طول الوقت ( سكتت وخدت نفس ) هو أنا ممكن اكمل وأنا قاعدة مش قادرة أقف يا بيه والله
بهاء
ــ أقعدي يا هند
هند
ــ شكرا يا بيه ... المهم بعد تلت أيام البت ساكته خالص فيهم عياط وبس بدأت طول النهار تنام وتصحي طول الليل لوحدها ومهما أبوها ولا سمية يحاولوا يصحوها كانت بترفض وكمان اللهم احفظنا كل ما كانت تسمع صوت القرآن كانت تصوت وتعيط وتقول مش عايزة أسمع حاجة عبد الفتاح كلم دعاء وقالها يا تقول البت فيها إيه يا هيجبلها ويرميها ويمشي زي ما هي عملت واتفاجانا كلنا لما دعاء قالتله أن البت ملبوسه
بهاء باستنكار
ــ نعم ؟ ملبوسه !
هند هزت رأسها
ــ اه والله هي قالت كدة قالت إن البت كانت بتعمل حاجات غريبه وأنها ودتها ل شيخ عندهم قال إنها ملبوسه وعلاجها هيكلف جامد أوي عشان كدة جبتها ل أبوها هو أولي بيها ولما عبد الفتاح قالها مقولتيش ف الاول ليه الكلام دا قالتله مكنتش هتصدقني فقلت اسيبهالك كام يوم تتأكد بنفسك عشان تصدق ومتكدبنيش وبنتك عندك عالجها أو متعالجهاش مليش دعوة أنا خلاص متقدملي عريس كويس هتجوز واسافر معاه السعوديه مش قاعدلكم
بهاء
ــ وبعدين ؟
هند دموعها نزلت
ــ عبد الفتاح طول عمره قلبه قاسي حبس نورا في اوضه في السطح وقفل عليها بقفل والمفتاح كان بس معاه هو وسمية ... البت يا عيني كانت بتقعد تعيط وتصرخ عشان حد يفتلحها بس مكنش في أيدينا حاجة نعملها ... لحد ما عبد العزيز زعق مع اخوة وقاله نجيبلها شيخ لكن حرام نسيبها كدة ووافق وجابوا شيخ محي أمام الجامع اللي جمبنا ... قرالها قرآن وشربها مايه متعزم عليها وقال إنه هيجي كل يوم يعمل كدة وفي خلال سبع أيام هتبقي كويسه وزي الفل وبلاش حبس تاني ... وسمع كلامه لحد ما ( عيطت اكتر )
بهاء
ــ اهدي يا هند براحة ( بص ل بكر ) كوبايه مايه يا بكر بسرعه
بكر
ــ حاضر يا باشا
أداها بكر تشرب وهو دقيقه كدة هديت وكملت كلام
هند
ــ في يوم وأحنا نايمين صحينا علي صوت صويت جامد من شقه عبد الفتاح طلعنا نجري كلنا لاقينا نورا ماسكة سك ينه غرقانه دم وقدمها شهد اختها بتعيط ورجلها بتنزف جامد والكل كان مصدوم عبد العزيز زعق في عبد الفتاح عشان يجروا بالبنت علي المستشفى راحوا والبت رجلها اتخيطت ١٤ غرزة ورجع عبد الفتاح حبس نورا تاني فوق السطوح بس المرة دي كان صوت صراخها كل يوم يعلي خصوصا بالليل والدنيا ساكتة وتقعد تقول أنا بكرهكم كلكم هقتلكم كلكم مبتقلش غير الكلمتين دول بس وكل مرة صوتها يخوف أكتر وأكتر ... الناس بدأت تخاف وتكلم عبد الفتاح يشوف حل ل بنته وعبد الفتاح كلم دعاء قالها يا تيجي يشوفو حل يا هيرمي البت قدام بيتها يوم فرحها ويفضحها قدام الكل ويبوظلها الجوازة كلها وفعلا جت وقعدوا عشان يشوفو هيعملوا إيه وأنا كنت حاضرة معاهم أنا وعبدالعزيز
فلاش باك
دعاء
ــ بقا عايز تبوظلي الجوازه يا عبد الفتاح انت مش اتجوزت يا اخويا وخلفت ما شاء الله بدل العيل اتنين ما تسبني بقا يا اخي اشوف حياتي انا كمان
عبد الفتاح
ــ وانتي عشان تتجوزي وتسافري تسيبلي أنا البلوة دي ولا ايه لاء يا تشوفي حل معايا قبل ما تتجوزي يا عليا وعلي اعدائي دي كانت هتقتل البت شهد وخدت ١٤ غرزة في رجلها استني ايه استني لما تقوم علينا تدبحنا واحنا نايمين ولا ايه ؟
دعاء
ــ وانا لو عندي حل كنت جبتهالك من اساسه ليه الشيخ اللي ودتهالو قالي علاجها هياخد وقت طويل ومكلف وانا لا عندي وقت ولا معايا فلوس يا اخويا
عبد العزيز
ــ لو فضتلو تتكلمو كدة مش هنلاقي حل ملوش لزوم الكلام دا خلونا في المفيد
سميه
ــ المفيد يا عبد العزيز إن البت دي مش هتفضل هنا علي جثتي ... المرة دي لحقت بنتي منها المرة الجايه يا عالم هتعمل اي ... وانت يا عبد الفتاح لو مش هتقدر تحمينا يا حبيبي اروح بيت ابويا ب عيالي لحد ما تحل مشكلتك اه إنما اخاطر بحياة عيالي لا يا حبيبي .. الضنا عندي غالي مش زي ناس اخلف وارمي
دعاء
ـ نعم يا ست سميه بتلحقي علي اي يا حبيبتي لو مش واخدة بالك يعني أنا فضلت اربع سنين بربي بنتي وفي حالي وبعدين يا حبيبتي ما سي المحروس جوزك خلف ورمي ضناه للغرب يربوها لو مش واخدة بالك يعني
عبد الفتاح
ــ خلصنا بقا قصره احنا جربنا حوار الشيوخ دا ومنفعش يا دعاء نعمل اي تاني ؟
دعاء
ــ مليش فية أنا جوازي اتحدد بعد شهر خلاص البت عندك تعالجها تولع فيها ترميها في الشارع انت حر مش هقولك انت بتعمل اي
هند
ــ لا اله الا الله وحدو الله يا جماعه كلام اي بس دا
عبد الفتاح
ــ دا اخر كلام عندك يا دعاء
دعاء
ــ اه يا عبد الفتاح اخر كلام
سميه
ــ يبقي نخليه فعل يا حبيبتي وايديكي قبل أيدينا عشان متغدريش بينا
دعاء
ــ قصدك ايه ؟
سمية
ــ قصدي البت كدة خطر علي الكل ومفيش امل في حالتها الحل نريحها من اللي هي فيه ونريح نفسنا كلنا
عبد الفتاح
ــ انتي اتجننتي يا سميه عايزاني اقتل بنتي !!
دعاء
ــ انتي مجنونة رسمي بقا
سميه
ــ اسمعوا الكلام للاخر محدش يقاطعني
الكل سكت وهي كملت
ـــ البت كدة متعذبه محبوسه والله اعلم بيحصل فيها اي بين أربع حيطان ومين اللي ساكنها بالظبط .... وكل يوم حالتها بتسوء عن اليوم اللي قبله ... المرة دي الجيران اتكلمو براحة بكرة سيرتنا هتبقي علي كل لسان وحتي لو حبينا نعزل خلاص هيبقي طلع علي البيت شبهه أنه مسكون مش هنعرف نبيعه ولو فضلنا وسكتنا البت ممكن اللي عليها اللهم احفظنا يعني يفتحلها الباب بالليل واحنا نايمين ويمكن تقتلنا كلنا واحنا نايمين هيبقي اي الوضع ما ساعتها هتتحبس أو اللي عليها هيخليها تموت نفسها طب ما بدل كل دا ما يحصل احنا نريحها من العذاب دا ونريح نفسنا
هند وعبد العزيز كانو بيسمعو وهما عندهم ذهول ... ذهول من كلام سميه ومن سكوت عبد الفتاح ودعاء كأنهم بيوزونو الكلام في دماغهم وفاقو من ذهولهم دا علي الصدمة اللي خلتهم فقدوا القدرة علي النطق تماما